Skip to main content

Full text of "عون الرحمن في تفسير القران - سليمان اللاحم"

See other formats


© کوک ےو ےو سے 0 5 وات وج ہے وی ہے و سے © كه 02-5025 


نمَافيه می هيات والقوائدروالا حکام 
تالت 
الأستَاذيقسوالمرآن وعلويه 
بکلية الگ ر ية وَاْدَرَاسَات الإحْلَامِيَة ۔ جَامعَة اقيم 


الماد الان 


کی ھا و E‏ 
نَفُسِيرسُوَرَةٍ البقرة (ا يات: ١١۔‏ 11۷( 


دارابنالجوزي 


ہم ےب 72-7 00 تح و زح + جاح وجب 2505 ھ 952155 5ت وت ہے وت ہے مت ہے 502502502159 0 ہرہے 


© و و 2605-26-26 2 د جو بچھے نے و سو ہے وت ہے 





ےب © ےن و ےب 0 25005 و ےب © 235902595 © 2505 50ت 9 5ت تھے ہے ہے ہے مے ہے © ہے © رات OS‏ 





وجب 0 كات 9 كج © كات © كات © OOOO © OO‏ بیو ہے می 9 215 یھ 
8 


Heee © 


O SEER OOOO O OOOO 


ته 02525 2و0و0 حو كح O‏ ہجوت ہے وت ہے و ےہ وک وت ہے و ہے مت ہے و ے ہے 


O AIEEE‏ جد جاده جز و تدم ےج ےی تے و جوت 


۲ 


موک و ھ و نے می 


Geese 





9 0215025021 ا 


4 تجو جو وت ت‎ OTs 


موہ وہ وت ہے وت وت وت ہے وک ہے وہ ہمت ہے مہ ہے ھ ہے مت ہے 59ت © كح م كت مت مت ہے مک ہے 2159 و کے 


2590559 59ت 59ح 50ت و چک 


2595502 © 2592595 وجب © كح موجہ مویہ و وکا مو کا و ی 


©5 


و 


کت 


۹ 99 10 ےک کح ت م 
ج5 کے 
سس جس تس تر یت ہس ڪڪ 


داراب نالجوزني 


المملكة العربية السعودية: 
الدمام - حي الريان - شارع عثمان بن عفان 
ت: ۸٣١۷٥٥۹۳۴ - ۸٤۲۸۱٣٢‏ 

ص ب. واصل: ۸۱۱٤‏ 

الرمز البريدي: ۳۲۲٣٢‏ 

الرقم الإضافي : 49177 

فاكس: ۸4۱۲۱۰۰ 

الرياض - تلفاكس: ۲۱۰۷۲۲۸ 
جؤال: ۰00۳۸0۷۹۸۸ 

الاحساء - ت: ٦١۸۸۳۱۲۲‏ 

جدة - ت: ۰۱۲٦۸۱٢١٤۱۹‏ 

۰١۵۹۲۰١۱۳۷۱ جؤال:‎ 


بیروت - ت: ۰۳/۸1۹1۰۰ 
فاکس: ۰۱/۹٤۱۸۰۱‏ 


مصر: 
القاهرة - تلفاکس: ٠514541491١‏ 
جڑال: ۰٠۰٠۰٠۸۲۳۷۳۸۸‏ 


aljawzi@hotmail.com 
(®) 71 

(f) ری‎ (O) aljawzi 
(@) eljawzi 


.3113۷۷21 رھ 


دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع › اه 
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية آثناء النشر 
اللاحمء سليمان بن إبراهيم بن عبد الله 
عون الرحمن في تفسير القرآن وبيان ما فيه من الهدايات والفوائد 
والأحكام. / سليمان بن إبراهيم بن عبد الله اللاحم .- الدمامء ١1414١ه‏ 
۱[ ص؛ ۷ اسم 
ردمك: ۸ - ۹۵ ۔ ۸۲۷۵ ۔ ٠٦٦‏ ۔ ۹۷۸ 
| - القرآن ۔تفسیر _٢‏ علوم القرآن ‏ ۳ ۔ القرآن ۔ أحكام 
أ. العنوان 
ديوي ۲۲۷۳ ١٤٤٤٣‏ غ 


EAR 
الطبّحة الاو ےو‎ 
ه١‎ 


الباركود الدولي: 9786038274958 


حقوق الطبع محفوظة © ١44١هء‏ لا يسمح بإعادة نشر هذا الكتاب 
أو أي جزء منه بأي شكل من الأشكال أو حفظه ونسخه في أي نظام 
ميكانيكي أو إلكتروني يمكن من استرجاع الكتاب أو ترجمته إلى أي 
لغة أخرى دون الحصول على إذن خطي مسبق من الناشر. 





ORO‏ كات 0 كت 9 طخت 9 5 O‏ وكات وكات و ا پان کے ہے 


ہے و 593595350559535 © أت © 250535935 © 5031595315 وت ہے مہ ہے 953593595359 25 مک ہے ۴م 


ای SASSO ANS‏ ےج كات وكات © كات © 2250-5015 SOS‏ 


® بت وہ مہو نے وہ ھ و ہت ود توصت ہے ہے ہت O‏ 





لا 

ال 

© 

لا 

ال 

© 

1 

© 

© 

1 

© 

کا 

حال 

© 

لاہ 

i 

1 

ٰ۱ 
2 7 كرو < ہم سے ےم“ 0 
يرسو رة البقَرة 
5 کا 
دالانات ١‏ ۱1۷( ل 
1 

1 

ال 

© 

ا 

حال 

© 

1 

© 

1 

1 

7 

ال 

© 

4 

ال 

© 

008 


EEE EERE EEE EEG EERE 


©5 


7ر 
ہم و ویو ےہ و ے ھ 5و و0525 220256055 © 


593505359350595 ھے ہے 35935959 © ے یھ ےس ھے ہے © ہے ہے © نے ہے © ہے ہے مو ہے © بے © ہے © ہے 


Geese Oooo @‏ 
@ ہمت و جھےباو ہب مے وچ وت مت مہوت وے مت رت ون نت 


© ہت مت ےہ وے مہہ وہہ و ہت وہب و ہت وہات ROR O‏ وم وہ مجر مہ وہر وہس 


سورة البقرة: المقدمة 





المقدمة 

أ -اسم السورة: 

سمیت «سورة البقرة» بهذا الاسم؛ لانہا انفردت بذكر قصة البقرة التي أمر الله 
قوم EE‏ يعرفوا قاتله» بقوله 
تقال وذ فال مى لمومقة إن الله يامد أن ذا + 4 [الآية: ۷٦]ء‏ والآيات 
بعدھا. 

وتسمى سورة الزھراء کم فی الحديث: «اقرؤوا الزھراوین: البقرة وآل عمران»'. 

ب -مكان ٹرولشا: 

سورة البقرة مدنية بالإجماع. نزل معظمها في السنوات الأولى من ال هجرة» واستمر 
نزوها إلى قبيل وفاة النبي كَل وكان آخر آية نزلت منها ومن القرآن كله هي قوله تعالی: 
تقو یوما کوبت فيد ا الو کوک تی مَاسکسبت حكسبتٌ وهم لَايظلَمُونَ 4 [الآية: ۲۸۱]. 

ج -مناسبتها لسورة الفائحة : 

سورة الفاتحة اشتملت على مجمل معاني القرآن ومقاصده من أنواع التوحید وحمد 
الله وتمجيده والثناء عليه؛ وإفراده بالعبادة والاستعانة وطلب اٰدایف وتقسیم الناس 
إلى منعم عليهم» ومغضوب عليهم» وضالين. وقد جاءت سورة البقرة بل والقرآن كله 
بتفصيل هذه ا معانی والمقاصد. 

د -فضلها: 

وردت عدة أحاديث وآثار في فضل سورة البقرة منها ما يلي: 

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله لله ُا قال : 01ا کو ایر 
إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة)". وفي رواية: «فإنَّ البيت الذي 
قرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان»20. 
)١(‏ سيأت تخريجه كاملا. 


(۲( أخرجه مسلم في صلاة المسافرين (۷۸۰). 
(۳) أخرجها الترمذي نی فضائل القرآن (۲۸۷۷). 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 





دم ]| 

وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: «بعث چا بعثّاء وهم دوو عدد. 
فاستقرآهم» فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من القرآن» فأتى على رجل من أحدثهم 
ستا فقال: ما معك يا فلان» فقال: معي كذا وكذا وسورة البقرة. فقال: أمعك سورة 
البقرة؟ قال: نعم. قال: اذهب فأنت آميرهم»'). 

وعن أبي أمامة- رضى الله عنه- قال: سمعت رسول الله ية يقول: «اقرؤوا القرآن 
فإنه يأتي يوم القيامة شفیکًا لأصحابه. اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران: 
فإنهما يأتيان يوم القيامة كأغهما غمامتان, أو )| غيايتان» أو كأ فِرْقَانِ من طبر صواف 
تحاجان عن أصحاببهاء اقرؤوا سورة البقرة» فإن أخذها برک وتركها حسرة. ولا 
تستطيعها البطلۃ۲(۸. 

وعن النواس بن سمعان- رضي الله عنه- قال: سمعت النبي ي4 يقول: (یؤتی 
بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»» وضرب 
لما رسول الله ی ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد. قال: (کأنہم غمامتان» أو ظلتان سوداوان 
بینھما شرق» أو كأنهها جزقان من طیر صواف» تحاجان عن صاحبهم|»(". 

وعن المسُْوَرٍ بن مخْرَمَة- رضي الله عنه- أنه سمع عمر بن الخطاب- رضي الله 
عنه- يقول: «تعلموا سورة البقرة» وسورة النساء» وسورة المائدة» وسورة ا حج 
وسورة النورء فإن فيهن الفرائض»“. 

قال القرطبي: «وهذه السورة فضلها عظیمء وثوابها جسیم ويقال هھا: فسطاط 
القرآنء وذلك لعظمها وہہائھا وكثرة أحكامها ومواعظها». 

وقد وردت أحاديث صحيحة في فضل آیات منها بخصوعھا؛ منها: آية الکرمی؛ 
وأنها أعظم آية في كتاب الله» ومنها الآيتان الأخيرتان منهاء وسيأتي ذكر هذه الأحاديث 


.)۲۸۷۲( أخرجه الترمذي فی «فضائل القرآن»‎ )١( 

.)۸۰ ٤( أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها‎ )٢( 

(۳) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين )6١5(‏ والترمذي في «فضائل القرآن) (۲۸۸۳). 

)٤(‏ أخرجه ا حاکم في كتاب التفسير (۲/ ۳۹۰)ء وقال: «صحيح على شرط الشيخين»» ووافقه الذهبي. 
)٥(‏ في (ال جامع لأحكام القرآن» .)۱٥٢ /١(‏ 


سورة البقرة: اثقدمه 


[۹]ے 





في الکلام عليها في آخر السورة. 

ھ -موضوعاتها: 7 

-١‏ افتتحت السورة بالتنويه بشأن القرآن الكريم وتعظيمه» وبيان صحته» وصدقه 
وسلامته من الريب» وما اشتمل عليه من ا مدی؛ والتحدي به» قال تعا ی: #الم ن 
لك كت لر 7 هدى فين € [الآية, 2١‏ 7]. 

١‏ - ذكر انقسام الناس تجاه هداية القرآن الكريم إلى أقسام ثلاثة: 
( أ ) المتقون المهتدون بالقرآن الذين یؤمنون بالغيب وأصول الإيان ویقیمون 

الصلاة وينفقون مما رزقهم اللہ ويؤمنون با أنزل إلى الرسول َة وما أنزل 
من قبله الذين هم على هدى من ربهم وهم المفلحون. 

(ب) الذين كفروا باطتا وظاهرّاء وختم على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وهم 
عذاب عظيم. 

(ج) المنافقون الذين يظهرون الإيان مخادعة وهم في الباطن غير مؤمنين» بل 
جمعوا بين الكفر والمخادعة ومرض القلوب والإفساد في الأرض وغير ذلك 
من الصفات الذميمة» وهم أسوأ حالا ومآلّا من الكفار صراحة؛ وهذا 
توعدهم الله بالعذاب الأليم» وضرب هم سوأ الأمثلة في حالهم ومآهم. 

۳- دعوة الناس إلى عبادة الله تعالى وحده» وإقامة الأدلة والبراهين على وجوب 
عبادته- عز وجل- وحده دون سواہ والنهي عن الشرك والتحذير من النار. 

-٤‏ بشارة الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالجنات» وما فيها من الرزق وأصناف 
الثذار» والأزواج» والخلود في النعيم. 

-٥‏ بيان أنه- عز وجل- لا يستحيي أن يضرب مثا ما بعوضة فا فوقھاء وذلك ما في 
ضرب الأمثال من البيان يبتدي بها المؤمنون» ويعقلها العالمون» ويضل ہا 
الكافرون» ويتنكر لما الجاهلون. 

-٦‏ توبيخ الذين كفروا بالله وتقريعهم على كفرهم» مع قيام الأدلة ووضوحهاء في 
آنفسهم» وفی الآفاق- على وجوب الإيان به تعالى ووحدانيته. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 

۷- ذكر قصة استخلاف آدم في الأرض وما حصل من الملائكة من استفسار بشأن 
ذلك» وسجود الملائكة لآدم» وإسكانه وزوجه ا حنة ومن ثم إخراجهما منها 
بسبب معصيتههم| بالأكل من الشجرة وتوبة الله تعالى عليه وإهباطه) من ا جنة 
ومن السماء إلى الأرضء وابتلاؤهما وذریتھ| بالتكاليف» ووعد من اتبع هدى الله 
منهم» ووعيد من کفر به وخالفه. 

۸- ثم انتقلت السورة إلى الكلام عن بني إسرائيل» وقد أطالت النفس في ذلك في أكثر 
من مائة آية» من قوله تعالی: ين إس١یل‏ أذكرواً نعي الّی انث عَلیگر © [الآية: 
٠ء‏ إلى قريب من منتصف السورة. فصّلت الکلام عنهم تفصيلا تامّاء لتجلية 
طبيعة أولئك القوم وأحوالهم. وما هم عليه من الكفر والعتو والعناد وقبيح 
الصفات والحرآة على الله تعالى والتحايل والتحريف وتبديل القول والحسد 
للمسلمين» وغير ذلك؛ ليحذر المسلمون منهم ومن مسالكهم السيئة. 

4 - وقد بدأت هذه الآيات بتذکر د بني إسرائيل نعمة الله تعالى عليهمء وحثهم على الوفاء 
بعهد اللہ ورهبته وتقواه» والإيان بالقرآن المصدق ا معهم» وإقام الصلاة وإيتاء 
الزكاة» ونہیھم أن يكونوا أول كافر به» وأن يشتروا بآيات الله ثمتا قليلاء وعن لبس 
الحق بالباطل» وکتمان الحق» وتقريعهم على أمرهم الناس بالبر ونسيان أنفسهم. 

۰- تأكيد تذكيرهم بنعمة الله عليهم» وتفضيله إياهم على عالمي زمانہم؛ وتخليصهم 
من آل فرعون وعذابهم» وفرق البحر لهمء وإنجائهم من الغرق وإغراق آل 
فرعون» وعفو الله عنهم» وتوبته عليهم بعد عبادتهم» العجل» وإيتاء موسى 
الكتاب والفرقان لأجل أن یہتدوا به. 

-١١‏ جرأتهم على الله- بعد أن وبخهم موسى على عبادة العجل وتاب الله عليهم 
بقوهم: لن 2 و زی الله جره [الآية: هه]» وأخذ الصاعقة لهم ثم 
بعثهم من بعد موتهم ليشكرواء وتظليل سر عليهم» وإنزال المن والسلوى. 

۲- أمرهم بدخول القرية سجدًا وقول ١حِطَّةَا‏ لمغفرة خطاياهم» وتبديلهم قولًا غير 
الذي قيل هم» وظلمهم لأنفسهم, وإنزال الرجز عليهم. 





سورة البقرة: المقدمة 


]١[‏ سے 
۳- استسقاء موسی- عليه السلام- ‏ حم وأمره- عز وجل- له أن يضرب بعصاه 
الحجرء وانفجار العيون لهم وإدرار الرزق عليهم» ومن ثم كفرهم وبطرهم نعم 
الله تعالى عليهم بقوهم: يمى لن نَصِيرَ عَنَ طعا وجار © [الآية: 11]ء 
واستبدالهم الذي هو أدنى بالذي هو خی وعقوبتهم بضرب الذلة. والمسكنة 





عليهم» وغضب الله عليهم؛ لكفرهم وقتلهم النبیین. 

٤-۔‏ بيان أن كل من آمن بالله واليو م الآخر وعمل صاسحا من أي طائفة كانت فلهم 
أجرهم عند رہہم وثوابهم. 

٥‏ - أخذ الميثاق على بني إسرائيل ورفع الطور فوقهم لأخذ ما أوتوه بقوة وذكر ما 
فيه» وتوليهم بعد ذلك. 


-٦‏ تذكيرهم باعتدائهم في السبت» وفضل الله عليهم وحمايته هم من الخسران. 
ومسخھم قردة خاسئين» وجعل عقوبتهم نکالا هم ولغيرهم. 

۷- تشديدهم على أنفسهم في أمر البقرة» وقسوة قلوبهم» وبعدهم عن الإيان 
وتحريفهم الكلم عن مواضعه» ونفاقهم وجهلهم» وبيان إحاطة علم الله تعالى بم 
ہی رتا اعت 

۸- توعدھم بالويل لكذبهم وافترائهم على الله بكتابتهم الکتاب بأیدہم» ثم قوهم: 
هدا من عند الله لیشاروا بوء کمن تما قل چ وتأكيد وعيدهم ثانية وثالثة 
بسبب ما كتبت أيديهم وكسبهم الباطل. 

۹- غرورهم وتزكيتهم لأنفسهم» وزعمهم أن النار لن تمسهم إلا أيامًا معدودة 
والرد عليهم» وإبطال زعمهم» وقوهم على الله بلا علم» وبيان أن من عمل عملا 
جوزي به آیا كان. 

-٠١‏ أخذ الیتاق عليهم ہل دو إل أله تَیالوَتاے٤‏ وذى الْشرق والبكئن 
والمَسصوين #. وأن يقولوا للناس حستاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة 
وتوليهم إلا قليلًا منهم وهم معرضون. 

-١‏ أخذ الميثاق عليهم بعدم سفك دمائهم» وإخراج أنفسهم من ديارهم» وإقرارهم 


٦٢٦ا‏ عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 
وشهادتهم على ذلك» ثم نقضهم ميثاقهم وقتل بعضهم لبعض» وإخراج فريق 
منهم من ديارهم بالإثم والعدوان وشراؤهم الحياة الدنيا بالآخرة» وتوعدهم 
بردهم إلى أشد العذاب» فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون. 

۲- بيان قيام الحجة عليهم بإيتاء موسى الكتاب» وتتابع الرسل بعدہ منهم» وإيتاء 
عيسى ابن مريم البينات» وتأييده بروح القدس. وكل ذلك لم ينجع فيهم» 
فاستکبروا عم| جاءتهم به الرسلء ففريقًا كذبوا وفريقًا يقتلون. وزعموا أن 
قلو هم غلف. #بل لهم اله بکمرهم فقلیلا ما مون >4 [الآية: ۸۸]. 

-٣‏ كفرهم بالقرآن المصدق لا معهم بعد معرفتهم له أنه من عند الله وحق وصدق- 
بغيًا وحسدًا- وغضب الله عليهم وتوعدهم بالعذاب الأليم. 

- زعمهم الكاذب أنهم يؤمنون با أنزل إليهم ويكفرون با وراءه» فكيف يكفرون 
بالقرآن وهو الحق مصدقا لما معهم» وم يقتلون أنبياء الله لو كانوا حقا مؤمنين؟!. 

4 '- ذمهم باتخاذهم العجل مع ما جاءهم به موسى- عليه السلام- من البينات على 
وحدانية الله تعالى ووجوب إخلاص العبادة له وحده. 

-٦‏ تذكيرهم بأخذ الميثاق عليهم وتہدیدھم برفع الطور فوقهم» ليأخذوا ما آتاهم الله 
بقوة ويسمعواء وعتوهم وجبرهم وعنادھم؛ وقوهم: ٭ممعنا وعصَينا ۹۴ء وتعلق 
قلوبهم بحب العجل والشرك باش فأين هم من الإيهان؟!. 

۷- زعمهم الباطل أن لمم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس» والرد 
عليهم» وتحدہم بتمني الموت إن کانوا صادقين بهذا الزعم» وبيان أنهم لن يتمنوه 
أبدا بسبب ما قدمت أيديهم من الكفر والظلم» وموجبات سخط الله وعذابه 
وبيان أنهم أشد الناس حرصًا على الحياة. 

۸- عداوة اليهود لجبريل- عليه السلام» وأن الله عدو لهم ولعموم الكافرين» قال 
تعالی: # من کان عدوا ینہ وَمَكَوِحكَيَهء ورس لو وجئریل ومیکلل فت الله عدو 
لكين € [الآية: ۹۸]. 

4- تكذيبهم الرسول كك الصدق لما معهم ونبذهم كتاب الله تعالى القرآن الكريم 





سورة البقرة: المقدمة 


۳١‏ سے 





وراء ظهورهم» وهم يعلمون صدقه وصدق ما جاء به. 

-١‏ اتباعهم ما تتلوا الشياطين على ملك سلييان من السحر وتعلمهم ما يضرهم ولا 
ينفعهم مع علمهم بأنه كفر لا خلاق في الآخرة لمن اشتراه واعتاض به عن الإيمان. 

-١‏ خبث اليهود وتوريتهم بقولهم للرسول كلك #رعِنَا * بوصفه بالرعونة 
ونبي المؤمنين عن هذه المقالة» وأمرهم أن يقولوا: #أنظرَنًا © بعدًا عن اللبس 
ومشاببة اليهود. 

-٣‏ سو یی تتثرور و ری ےک ہو عبن من 
ریم #وَأللّهُ خن “ينص مته من ياء واه و العمل الْمَِيٍِ 4 [الاية: .]٠٠٠‏ 

۳- إثبات النسخ في القرآن الكريم» وفي الشرائع الساوية كلهاء وإبطال إنكار اليهود 
له تشكيكا بدعوته يي وما جاء به من الوحي الناسخ لجميع الأديان. وبيان 
أقسام النسخ» والحكمة منه» وتقرير قدرة الله تعالى التامة على كل شيء وسعة 
ملكه- عز وجل- وسلطانه» لا ولي غيره» ولا ناصر سوأه. 

-٤‏ تحذیر هذه الأمة من أن يسألوا رسوغم كا سأل اليهود موسى- عليهم السلام- 
ما فيه جرأة على الله تعالى» کم في قوهم: فلاکن توق ك حى رى الله جَهرة4 [البقرة: 
٥ء‏ ونحو ذلك مما فيه تبدل الكفر بالويهان» والبعد عن سواء السبيل. 

-۵٥‏ مودة أهل الكتاب أن يردوا المؤمنين من بعد إیمانہم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم 
من بعد ما تبين لهم ا حق. وأمر المؤمنين بالعفو والصفح عنهم حتى يأذن الله 
بالأمر بقتال الكفار. 

-٦‏ أمر المؤمنين بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة» وترغيبهم في تقديم الخير لأنفسهم؛ 
ليجدوا ثوابه عند الله - تعالى. 

۷- زعم أهل الكتاب أنه لن یدخل ا جحنة إلا من كان هودًا أو نصارى» وبيان أن هذا 


جرد أماني منهم» وإبطال زعمھم؛ وهٰذا قال تعالى لهم: لكل ہاو سکم 
إن كُنثرٌ صیقبے ) 06 من اَسْلم وهه یلو وهو حن فك جره 


ہم ثر ہے 


عند ريه ولا حَوفٌ َيه ولاه ہم يحَربونَ ن # [الآيتان: ۱١۱۱ء .]١١7‏ 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 


I= 
عداوة كل من اليهود والنصارى في بينهم» وتشكيك كل طائفة منهم با عليه الأخرى‎ ۸ 


مع أنهم يتلون الكتاب لِك َال ایب يعمو مکل كول # [الآية: .]٦١٢‏ 

۹- بيان أنه لا أحد أظلم من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعی في خرابهاء 
والوعيد لمن فعل ذلك» وبيان أن لله- عز وجل- المشرق والمغربء فأين) تولوا 
فثم وجه الله. 

٠‏ - جرأة اليهود والنصارى في نسبتهم الولد إلى اش؛ تعالى الله عن قولهم علوًا كبيراء 
وتنزيه الله تعالى نفسه عن قوهٰمء وبيان أن له ما في السموات والأرض» خلقا 
وملكًا وتدبيرًاء فلا حاجة لله إلى الولد. 

-1١‏ شدة جهلهم وعتوهم وعنادهم في اقتراحهم أن يكلمهم اللہ أو تأتيهم آية» وهذا 
يدل على عدم معرفتهم بالله تعالى وما يجب له من التعظیمء وعلى عدم اعتدادهم 
بمعجزة القرآن الكريم والتي هي أكبر معجزات الرسل عليهم الصلاة والسلام. 

۲ - تنبيهه پٹ على عدم رضى اليهود والنصارى عنه حتى يتبع ملتهم» ويترك هدى 
الله وتحذيره من اتباع أھوائھمء والثناء على المؤمنين الذين يتلون الكتاب 
ويتبعونه ويؤمنون به» وبيان خسران من کفر به. 

۳۔ ثم نعود الآيات لتأكيد تذكير بني إسرائيل بنعمة الله تعالى عليهم وتفضيلهم على 
عالمي زمانهم وترهيبهم من يوم القيامة وأهواله. 

٤‏ - تلا ذلك ذكر ابتلائه- عز وجل- لنبيه إبراهيم- عليه السلام- بکلمات وإتمامه- 
عليه السلام- هٰنء وجعله للناس إمامّاء وقصة بناء البيت» وجعله مثابة للناس 
وأمنا وتطهيره» ودعاء إبراهيم- عليه السلام- للبلد ا حرام بالأمن ورزق أهله 
الثمرات من آمن منهم» ورفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعیل ودعائها الله 
أن يتقبل منھماء وأن يجعله) مسلمين له ومن ذریتھمم أمة مسلمة لە؛ وأن يرهم 
مناسکھمء ويتوب عليهم» وأن يبعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته 
ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم. 


٥‏ تسفيه مَن رغب عن ملة إبراهيم» وبیان اصطفائه- عز وجل- لەء وثنائه عليه في 





سورة البقرة: المقدمة 


]٠٥[‏ سے 
سرعة استجابته لربه» وإسلامه له» ووصية إبراهيم- عليه السلام- بہذہ الملة 
بنيه» وکذا أوصى ہا يعقوب بنيه من بعده» ثم ختمت الآيات في هذا بقوله: 
# َلك أ AEA‏ اما بت ولک ما کیٹ و لا سلون عَما اوا عملوںَ € [الآية: 
٤‏ في إشارة واضحة إلى أنه لا ينفع جرد الانتساب إلى إبراهيم أو إلى يعقوب 
دون اتباع ما كانا عليه من الحنيفية السمحة. 

-٦‏ حصر أهل الكتاب المداية فيمن كان هودًا أو نصارى» وإبطال قوم هذاء وبيان 
أن ا مدایة في اتباع ملة إبرهيم حنيفا وما كان من المشركين. 

- وجوب الإيان بالله» وبا أنزل على رسولنا پل وما أنزل على إبراهيم وعلى جميع 
الرسل والأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- وعدم التفريق بينهم» وبيان أن هل 
الكتاب إن آمنوا بمثل ما آمن به المؤمنون من هذه الأمة فقد اهتدواء وإن تولوا 
فإنا هم في شقاق» ووعده- عز وجل- نبيه َيه بكفايته إياهم. ثم ختم هذا 





بقوله: و کے و E‏ أن َة و يدون © [الآية: ۱۳۸]. 

۸۔ توبيخ أهل الکتاب في محاجتهم للرسول بي والمؤمنين في الله» وقي قولهم: إن 
إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودًا أو نصاری؛ والرد 
عليهم» وبيان أنه لا أظلم من کتم شهادة عنده من اللہ وتہدیدھم باطلاع الله 
علیھم ثم ختم هذا بقوله: ترك مه ود حلت تھا ما گت ولک کا کت وک 
سلون ما کانوا ملوب * [الآية: ]14١‏ وفي هذا تأكيد لما سبق من الإشارة إلى أنه 
لا ينفعهم كونهم من نسل الأنبياء والصالحین مالم يعملوا بعلمهم. 

4- ثم انتقلت السورة لذكر حادثة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام وهي 
أكبر حادثة تشريعية في الإسلام بعد بعثة النبي ية ونزول القرآن عليه» وهي أعظم 
أمر أقض مضاجع بني إسرائيل بعد مبعثہ بيا وهٰذا وطّأ القرآن لذلك بذكر ما 
سيقول السفھاء من الناس- يعني اليهود- معترضين عل حكم الله وذلك تقوية 
لقلب النبي كله فقال تعالى: #سيقول ألسَمَهاءُ یں الاس ما وَلَّْهُم عن بكيم ال کاو 
کرادت رھ ارس مر نے E‏ بط ھا2 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 


د 11 


نعمته على هذه الأمة بجعلهم أمة وسطًا لیکونوا شهداء على الناس ويكون 
الرسول عليهم شھیڈاء وبين الحكمة من تحويل القبلة» وهي معرفة مَن يتبع 
الرسول من ينقلب على عقبيه» وطمأنهم بعدم تضييع صلاة من صلوا إلى بيت 
المقدس قبل تحويل القبلة» ثم أمره ي بالتوجه شطر المسجد ا رام وأمر أمته 
بذلك» وبيّن أن أهل الكتاب يعلمون أنه الحق من ربهم» وأنه لو جاءهم كل آية ما 
تبعوا قبلته وما بعضهم بتابع قبلة بعض» وحذره من اتباع أهوائهم» وبين أنهم 
يعرفونه کم| یعرفون أبناءهم لكنهم يكتمون الحق وهم يعلمون» وبين عز وجل أنه 
ا حق الذي لا مرية فيه» ثم أكد عز وجل الأمر له يك ولأمته بالتوجه شطر المسجد 
الحرام؛ لئلا يكون للناس عليهم حجة إلا الذين ظلموا منهم» ولإتمام نعمته عليهم 
وهدايتهم» کم| هي نعمته الكبرى عليهم قبل ذلك بإرسال الرسول بي فيهم يتلو 
عليهم آياته ويزكيهم» ويعلمهم الكتاب والحكمة» ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون. 
ثم ختم الآيات في هذا بقوله: 8 ارون زم ودای رلا کون € الي 
۲ء إشعارًا بعظم هذه النعمة على الأمة وهي تحويل القبلة إلى البيت ا حرام قبلة 
إبراهيم- عليه السلام» ووجوب ذكر الله وشكره عليها. 

-٠‏ أمر ا مؤمنین بالاستعانة بالصبر والصلاة» وبخاصة عند المصائب» واحتساب من 
يقتل فی سبيل الله أحياء عند الله تعالى» واحتساب ما يحصل من الابتلاء بالخوف 
وا جوع ونقص الأموال والأنفس بدي عند الله- عزوجل؛ وختم هذا 
بالبشارة للصابرین ٣‏ الذي إدا َصتَهُم مُصِسَة مُصِيبَة فالوأ نا یکو وَإِنَا لہ رعو [الآية: 
ایر جک لاہ ات 

۱۔ بيان أن الصفا وا مروة من شعائر الله ومشروعية الطواف مبما. 

۲۔ ذم الذين یکتمون ما أنزل الله من البينات والهدى ولعنهم إلا الذين تابوا 
وأصلحوا وبينواء والوعيد لمن كفروا وماتوا وهم كفار باللعنة والعذاب. 

-٣‏ إثبات ألوهية الله عز وجل ووحدانيته ورحمته» والتنبيه على آياته فی خلق السموات 
والأرض» وف الكون كله الدالة على تمام قدرته وکمال عظمته لذوي العقول. 





سورة البقرة: المقدمة _ 

-٤‏ ذم الذين يتخذون أندادًا من دون الله» ويشركونهم مع اللہ وتصوير سوء حال 
المتبوعين وأتباعهم يوم القيامة» وبراءة بعضهم من بعض» وعداوة بعضهم 
لبعض» ورؤيتهم أعالهم حسرات عليهم» وخلودهم في النار. 

-٥‏ أمر الناس بالأكل ما في الأرض حلالا طيبّاء وتحذيرهم من اتباع خطوات 
الشيطان وأوامره السيئة» والقول على الله بلا علم. 

-٦‏ ذم المشركين والکفار في تقليدهم آباءهم من غير تعقل وعلى غير هدى, وقثیل 
حالتهم بحال الذي ينعق ما لا يسمع إلا دعاءً ونداء» صم بكم عمي فهم لا 
يعقلون. 

۷- أمر المؤمنين بالأكل من طيبات ما رزقهم اللہ وشكره وعبادته» وبيان المحرم 
عليهم» وإباحة الأكل منه عند الضرورة. 

- ذم الذين يكتمون ما أنزل الله من الکتاب» ويشترون به ثمنا قلیلاء ويشترون 
الضلالة بالهدى» وحرمانهم تكليم الله وتزكيته هم» وتوعدهم بالعذاب الأليم» 
وبيان أن الله أنزل الکتاب بالحق» وأن الذين اختلفوا فيه لفي شقاق بعيد. 

۹- ثم انتقلت السورة للتفصيل في كثير من الأحكام العقدية والعملية ابتدأتها بذكر آية 
جامعة حصال البر وأعظم أصول الإسلام وبيان أنه لین البر جرد التوجه جهة 
المشرق أو المغرب» وإنم البر بالإيان بالله وبجميع أصول الإيهان» والعمل بجميع 
شرائع الإسلام» من إيتاء ا مال على حبّه للمحتاجين» وإقام الصلاة» وإيتاء الزكاة 
والوفاء بالعهد» والصبر في البأساء والضراء» وحين البأس» ثم ختم الآية بامتداح 
آهل هذه الصفات بقوله: وك الدبسَصَدَفوا واک هم الْمِثَْونَ © [الآية: ۱۷۷]. 

٠۰‏ ثم ذكر وجوب القصاص في القتلى وحكمته» ووجوب العدل فيه» ورغب في 
العفو عنه تخفيمًا منه تعالى ورحمة» وتوعد من اعتدى بعد ذلك بالعذاب الأليم» 
ثم ذكر حکم الوصية» وحذر من تبدیلھاء ورغب في الإصلاح فيها. 

-١‏ ثم ذكر فرض صیام رمضان وحكمته وأحكامه» ونزول القرآن في هذا الشهر وأكد 
وجوب صيامه» وأباح الفطر للمريض والمسافر والقضاء تيسيرًا على الامة 





ا عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 
وليكملوا العدة» ويكبروا الله على ما هداهم ويشكروه؛ وبين عز وجل قربه من 
عباده وإجابته دعوة من دعاه» ورغبهم في الاستجابة له والإيهان به ليرشدواء کا 
بن حل الجاع ليال الصوم» وإباحة الاکل والشرب وا لماع من غروب الشمس 
إلى طلوع الفجرہ ونہی عن مباشرة النساء حال الاعتكاف في المساجد. 

۲- ثم نهاهم عن أكل أموالهم بينهم بالباطل وإلإدلاء بها إلى الحكام ليأكلوا فريقًا من 
أموال الناس بالإثم وهم يعلمون. وأتبع ذلك بذكر سؤالهم عن الأهلة» وبين هم 
ا حکمة فيها وفائدتها. 

۳- ثم أمر المؤمنين بالقتال في سبيل الله للذين یقاتلونہم ونهاهم عن الاعتداء 
وحرضهم على القتال» فقال تعال: «وَأفُوم حََتُ يفوم وروم ون سے 
ای 4 [الآية: .]19١‏ وين أن الفتنة في الدين وصد الناس عنه أشد من قتلهم. 
ونهاهم عن قتا مم في المسجد ا حرام حتى يقاتلوهم فيه» ثم أكد قتا هم مرة ثالثة حتی 
لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتھوا كف عنهم فلا عدوان إلا على الظالمين. 
ثم بین أن الشهر ا حرام بالشهر ا حرام وا حرمات قصاص فمن اعتدى علينا نعتدي 
عليه بمثل ما اعتدی علینا في أي زمان ومکان» وحث على تقوى الله والإنفاق في 
سبيله» وحذر من الإلقاء بالأنفس إلى التهلكة بترك ا حھاد ورغب بالإحسان. 

-٤‏ ثم انتقلت السورة إلى الكلام عن ا حج وأحكامه وآدابه بالأمر بإتمام الحج والعمرة 
ش وبيان حکم الإحصار والواجب فيه؛ وفدية ارتكاب المحظور» وفدية التمتع 
وبديلهاء وبيان أن التمتع لغير آهل ا حرمء وأن الحج أشهر معلومات» وبيان ما يجب 
على الحاج تركه» والترغيب في التزود والحث على التقوى وأنها خير الزاد وإباحة 
طلب الرزق في الحج والأمر بذكر الله بعد الإفاضة من عرفات عند المشعر الحرام. 
والإفاضة من حيث أفاض الناس» والاستغفار» والإكثار من الذكر بعد قضاء 
النسك وف الأيام اللعدودات: وبيان جواز التعجل من منى أو التأخر. 

-٥‏ ثم بين أن من الناس من يجب ت قَوَلَهُه فى يَوٰۃِ اَلدُنْیا وَدُمْهِدُ ال على مَا فى 
لبه وَهُو الد لضام 4 [الآية: ٢۲۰ءء‏ ساع في الأرض في الإفساد وإهلاك الحرث 





سورة البقرة: المقدمة کے 
والنسل متادٍ في طغيانه وإفساده» فإذا أمر بتقوى الله أخذته العزة بالإثم فحسبه 
جهنم وبئس ا مھاد ومنهم من يبيع نفسه طلبًا لمرضاة الله تعالى وشتان ما بين 
الفريقين: ساع في هلاك نفسه» وساع في فكاكها. 
ثم أمر عز وَل الناس ٤ E‏ السلم كافة» ونهاهم عن اتباع خطوات 
الشيطان» وحذرهم عقاب الله تعالى في الدنيا والآخرة. وضرب هم مثلا ببني 
إسرائيل الذين لم تنجع فيهم الآيات» وحذرهم من تبديل نعمة اللہ والتعرض 
الشديد لعقابه. 
وبين أنه رين للذين كفروا ا حیاۃ الدنياء ولهذا ركنوا إليهاء وأعجبوا بها وصاروا 
یسخرون من الذين آمنواء والذين آمنوا فوقهم يوم القيامة. 

-٦‏ ثم ذكر سبب إرسال الرسل» وهو اختلاف الناس بعد أن کانوا أمة واحدة على 
التوحيد والدين الحق» فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين» وأنزل معهم الكتاب 
بالحق ليحكم بين الناس فی اختلفوا فيه» فهدى الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من 
الحق بإذنه. 

۷- تلا ذلك تقرير أن دخول الجنة یقتضی الابتلاء والتمحيص قبل ذلك» کما هي سنة 
ملف طاسب ارا و ھا 

۸- ثم الإجابة عن سؤال بعض الصحابة ماذا ينفقون مبيتا ذلك» وما هو أهم وهو 





مصرف الإنفاق. 

۹-۔ ثم عادت السورة للكلام عن القتال ووجوبه» وبيان أنه أمر شاق مكروه 
للنفوس» وكم خير في كثير من المكاره» والإجابة عن سؤالهم عن حكم القتال في 
الشهر ا حرامء وأنه أمر كبير» وأن الصد عن سبيل الله والكفر به والصد عن 
المسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله» والفتنة أشد من القتل» وبعد 
لحري ع سو سی ہت وجاهدوا في سبيل الله برحمته 
فقال : #أؤلتيك يجن ee‏ ه والله عضو دحيم € [الایة: ۲۱۸]. 

- تلا ذلك الإجابة عن سؤال الصحابة- رضي الله عنهم- عن ا حمر وا یسر 


ا عون الرحمن في تفسیر القرآن: ج٢‏ 
وبيان أن فیھم| إا كبيرًا ومنافع للناس وإثمها أكبر من نفعھم|ء ثم الإجابة عن 
سؤاهم عن اليتامى بالترغيب بالإصلاح هم وأنه خير» وبيان جواز خالطتهم. 

-١‏ ثم انتقلت السورة إلى الکلام عن أحكام النكاح» وبدأت بالنهي عن مناكحة 
الشرکین. تلا ذلك الإجابة عن سؤالهم عن المحيض» وبيان أنه أذى» والنهى عن 
جماع ا حائض حتى تطهر وتغتسل» وبيان جواز إتيان المرأة على أي حال إذا كان 
ذلك فی موضع الحرث» وختم ذلك بنهيهم أن يجعلوا الله عرضة لایمنہم؛ وحائلًا 
بينهم وبين البر والتقوى» وبيان عدم مؤاخذتہم بلغو اليمين» وإنما يؤاخذون 
باليمين المنعقدة المكتسبة بالقلوب» ثم أعقب ذلك الكلام عن أحكام الإيلاء 
والطلاق والرضاع والعدة والخطبة والصداق ومتعة المطلقات. 

۲- تلا ذلك الأمر بالمحافظة على الصلوات والصلاة الوسطىء والقيام لله تعالى 
والقنوت له» والصلاة حال ا خوف رجالا ورکبائاء وختمت الآيات في هذه 
الأحكام بالامتنان عليهم ببيانه- عز وجل- لمم الآيات لعلهم يعقلون. 

۳- د ثم ذكر قصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف وقال الله هم موتوا ثم أحياهم. 
وأمرهم بالقتال في سبيل الله» والترغيب في الإنفاق والصدقة والقرض الحسن. 
-٤‏ ثم ذكر قصة الملا من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا 
ور سیت سی یتو ہی شیوشت 
لآ کد لَه لمك علا ون احق يلمللكِمِنُ وَلَمْ بوت س م المَال 4 
[الآية: .]۲٤۷‏ وابتلاءھم بالنهر وشر م منه إلا قلیلا منهم» وقتل داود جالوت 
وإيتاء الله داود الملك والحكمة وتعليمه مما يشاء ثم ختم هذا بقوله: ٭ يَلْكَ 
ایت الله سلوھا عا ع بالحی وَإِنَكَ من الم رسلا رے سے ## [الآية: .]۲٥٢‏ 

6- تلا ذلك التنويه بشأن 00 السابقين وأخبارهم تل شی حل وٹ 
منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وإيتاء عيسى ابن مريم البينات» واقتتال 
الذين من بعدهم واختلافهم» فمنهم من آمن ومنهم من كفر» بمشيئة الله تعالى 

وإرادته الكونية. 





سورة البقرة: المقدمة 





9 
> " ر رو سرد ر 7 


-/٦‏ ٹم أمر المؤمنين بالإنفاق مما رزقهم الله الله من قب أن ياق یوم لا بجع فید ولا حل ول 
شفاعة 7۰ [الآية: 65؟]. 

۷- تلا ذلك ذكر أعظم آية في القرآن الكريم آية الكرسي ٭ ال 7 ف 
قوم 4 [الآية: 0 التي اشتملت على أعظم صفات الله تعالى» من تفرده با 
وكالحاء وكال حياته» وكال قيوميته» وانتفاء النقص عنه وسعة ملكه. 
واختصاصه بكمال الملك» والتدبير» وسعة علمه» وعدم قدرة الخلق على الإحاطة 
بشیء من علمه» وسعة كرسيه للسموات والأرض» وکال قدرته وحفظه» وکال 
علوه وعظمته. ثم بيان عدم الإكراه في الدين؛ لتبين الرشد من الغي» وأن من 
كفر بالطاغوت» وآمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقی التي لا انفصام طاء 
وبيان ولايته- عز وجل- للذين آمنواء وإخراجه لهم من الظلمات إلى النورء وأن 
الذين كفروا أولياؤهم الطاغوت یخرجونہم من النور إلى الظللات #أوْكهكت 

سے رم تا رهم في لدو 4 [الآية: 09]. 

۷۸- : ثم ذكر قصة الذي حاج إبراهيم في ربه» وقصة الذي مر على قرية وهي خاوية 
على عروشهاء فقال: أنى يحبي الله هذه بعد موتہا فأماته الله مائة عام ثم بعثه» 
وجعله آية للناس. 

۹ تلا ذلك ذكر قول إبراهيم- عليه السلام: #رَبٌ أرِف ڪيفَ ال 4 
[الآية: ]٥٦٢‏ وذلك منه عليه السلام ليجمع بين علم اليقين وعين اليقين» وهٰذا 
بين الله له ذلك . 

۰۔ ثم عادت السورة إلى الترغيب في الإنفاق ببيان مضاعفة النفقات وأجور المنفقين 
وحذرت من ا من والأذى» وإبطال الصدقات بذلك. وبالرياء» ومثلت سوء حال 
المنفق ماله رئاء الناس» وحسن حال المنفق ماله ابتغاء مرضاة اللہ وبيان ما له من 
المضاعفة. والأمر بالإنفاق من طيب الکسب؛ والنهي عن الإنفاق من الخبيث. 
والتحذير من الشيطان وتخويفه لهم بالفقر» وأمره هم بالفحشاء والثقة بوعد الله هم 


5 عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 
بالمغفرة والفضل. 
اد ال طز ول يوق اک بن يغاي والقويه بون ارا تر اک 
يوت الح َة هقد اوق ڪيا وَمَايدَ کر ل ونوا لد 4 [الآية: 14 ]. 
وبيان علمه عز وجل بكل ما ينفق» وما ينذر» ومجازاة صاحبه» وبيان جواز 
إبداء الصدقة وخاصة إذا كان في ذلك مصلحة» ورغب في إخفائهاء وأنه خير 
وأا # راء اليرت احص روا ف سبيل الہ و لاسْتطِيعُوت صتا فا 
لضف ٭٭ [الآية: ۲۷۴]. 
ثم ختم الآيات في الإنفاق بالوعد بالأجر العظيم للمنفقين» فقال تعالى: ٭ اليرت 
غوت أمَولهُم بال واگھکار سد وَعَكَانيسة فَلَهُمْ أَجَرَهُمَ عند رَيَهِمْ وَلا 
ڪوف عليه ولاه تن al‏ € [الآية: ٣‏ ۲۷]. 

-١‏ ثم انتقلت السورة للكلام عن المعاملات» بالتحذير من الربا والتنفير عنه» وبيان 
قبح حال وصورة أهله في الدنيا والآخرة» ومحقه» وأمر المؤمنين بتقوى الله تعالى» 
وترك ما بقي من الربا إن كانوا مؤمنین حقاء ثم بيان شدة خطرہہ وأنه محاربة لله 
تعالى» والترغيب في تركه» قال تعالى: ون لع تتعلو ادوا پحرب ماله ورَسُولِو- وَإِن 
ر کڪ روش أَمَوَالِحكم لا تیِمُون ولا نظكمورت 4 [الآية: ۲۷۹۸]. 
ورغب- عز وجل- بإنظار المعسر إلى الميسرة» أو التصدق بالعفو عنه» فذلك 
خير» وأمر بتقوى يوم القيامة والاستعداد له. 

۲- تلا ذلك ذكر أحكام الدين في أطول آیة في القرآن الكريم» أمر الله فيه المؤمنين 
بكتابة الدين والإشهاد عليه وضبطه وتوثيقه» ونہی عن المضارة من الكاتب أو 
الشهيد» وین مشروعية الرهان» وأمر بأداء الآمانة» ونہی عن کتمان الشهادة» وأكد 
سعة ملكه- عز وجل- ومحاسبته الخلاتق على أعمالهم وقدرته التامة على ذلك. 

۳- ثم ختمت السورة بالآيتين العظيمتين اللتين قال فيه الرسول كَلكلْةِ: «من قرأ 





سورة البقرة: المقدمة 





۳= 
الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة کفتاہ۶'(۷۸. 

وقد تضمنت الآية الأولى منھما: الشهادة للرسول ئ والمؤمنين بإیمنہم بجميع 
أصول الإيمان» من الإیمان ہما أنزل إلى النبي ية من ربه» وبملائكته- عز وجل - 
وكتبه ورسله. ولم یفرقوا بین أحد من رسله. يا یا 2010 
رسا وللت المصم © [الآية: ۲۸۰]. 

وتضمنت الآية الثانیة: بیان وتقریر أن الله- عز وجل- لا يكلف نفسًا إلى وسعهاء 
ها ما كسبت وعليها ما اکتسبت: ثم ختمت الآية بمسك ختام هذه السورة العظیمةء 


وهو دعاء المؤمنين الجامع بقوهم: شر ا لا راذا إن تا او اعانا رين ول 


یلع انا كن اا عل ارهن قا راولت ا اما اماک ناد 
رصم في ہي لصح r‏ رھ موسي > رر مسي a‏ سج ب 
واعف عتا واعفر لتا وارحمنا أت موسا فانصا عل لموم الکلفررے 4 [الآية 


٦ء‏ و ا حدیث قال الله: «قد فعلت»)(). 

وا خلاصة: أن هذه السورة فيا تناولته من الأحكام والآداب والأخلاق والحكم 
والقصص والأخبار ما لا يمكن حصره تعد منهجًا متكاملًا في تربية الأمة في 
جل جوانب الحياة ومسائل الدين. وقد تركز الكلام فيها- غالبًا- على أمرين 
هامين اقتضتهم| حالة الأمة في ا حقبة الأولى من دولة الإسلام في المدينة: 

الأول: الكلام عن بني إسرائيل وكفرهم نعم الله تعالى» وتكذيبهم لرسله ولنبينا 
محمد يي وما هم عليه من ذميم الصفات. وقدم هذا في النصف الأول من 
السورة تحذيرًا للمؤمنين من مسالكهم» وتسلية للرسول ية 

والأمر الثاني: التشريع للدولة الإسلامية الفتية» وهو ما تناولته السورة من قبل 
منتصفھا إلى آخرها. 


)١(‏ سيأتي تخريجه. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 





|> ہے at‏ 
ع7 اللہ 0 إلى 
٠‏ 02 سے 


سے 


\ 
۱ 
t 


و سے سے سے سن 28 سے 
سے کے سے سے ت 


ت © يك ڪب ریب یہ خدى لف © الین ن ليب يقبو سا مهب 
مم © واد بوم مآ أل بك وما أل من قك با لجرو هر يوون (ع) ولك عل هدى من وم 
وجك مم انیت ©)4. 

سبق الكلام في تفسير الاستعاذة والبسملة. 

قوله تعالى: #الم (4)5. 

افتتح الله كبك تسعًا وعشرين سورة من سور القرآن الكريم با حروف المقطعة. 
كقوله تعالى: اتر #المعص». اتر 4 #المر #» #كهيعص4. #طه 4 
فلس 2# طس € ليس € لض € لحم 4 فلح الل عسق 4 ق 24 ات . 

فافتتح كبك ست سور بقوله تعالى: 47# هي سورة البقرة» وآل عمران 
والعنکبوت: والروم» ولقمان» والسجدة. 

وافتتح سورة الأعراف بقوله تعالى: #العص». 

وافتتح حمس سور بقوله تعالى: #الر 4 هي سورة يونس» وهود» ويوسف. 
وإبراهيم» والحجر. 

وافتتح سورة الرعد بقوله تعالى: #الّر 4. 

وافتتح سورة مريم بقوله تعالى: #حكهيعص #. 

وافتتح سورة طه بقوله تعالى: #طه #. 

وافتتح سورتين بقوله تعا ی: لطس # هما سورة الشعراء والقصص. 

وافتتح سورة النمل بقوله تعالى: #طس ». 

وافتتح سورة يس بقوله تعالى: #يس 4. 

وافتتح سورة ص بقوله تعالى: #صض #. 

وافتتح ست سور بقوله تعالى: #حم # هي سورة غافر» وفصلت: والزخرف. 
والدخان, والجحاثية» والأحقاف. 


سورة البقرة : الآيات: ٥-١١‏ 


= 





سم م ہہ 


وافتتح سورة الشورى بقوله تعالى: #حم الكل عسق 4. 

وافتتح سورة ق بقوله تعالى: #ق *. 

وافتتح سورة القلم بقوله تعالى: ت 4. 

واختلفوا هل تعد هذه ا حروف آيات أو لا؟ قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه 
الله-“: «وهذه الحروف ليست آيات عند جمهور العلماء وإنا يعدها آيات 
الكوفيون». 

قلت: وعلى قول الكوفيين جاء ترقيم وعد آيات المصحف حيث عدت هذه 
الحروف آية من السورة التي جاءت فيها عدا قوله تعالى: #حر ار( عَسَقَ ۹ فعدوها 
آيتين من السورة» وعدا قوله تعالى: اتر التر 4ء طش 4ء طض 4 فلت 4 
لت € فعدوها بعض آیة من السورة. 

كا اختلفوا في إعراہا: فذهب الخليل وسيبويه وأكثر المعربين إلى أنها حرف 
هجاء محكية» لا محل لها من الإعراب. 

وذهب بعضهم إلى أنها معربة ومحلها الرفع على الابتداء لخبر مقدرء أو على الخبر 
لبتدأ مقدرء وقيل: محلها النصب على المفعول به بتقدير: اقرأ ا 4 ونحو ذلك. 

وقيل: محلها الجر بالقسم. 

والراجح القول الأول: أنها لا حل لها من الإعراب. 

كما اختلف المفسرون سلفا وخلفا في المراد بہذہ ا حروف. 

فذهب جھور المفسرين من الصحابة والتابعین ومن بعدهم إلى أن هذه ا حروف 
من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه» واختار هذا بعض المفسرين» منهم جلال الدين 
السیوطی!"' والشوكاني. والسعدي. قال السعدي: «وأما ا حروف المقطعة في 
أوائل السور فالأسلم فيها السكوت عن التعرض لعناها من غير مستند شرعي؛ مع 


.)57١ /5١( انظر: «مجموع الفتاوی)‎ )١( 
.)۱۱۸ ۳ /٤( انظر: «الإتقان»‎ )٢( 

(٣)انظر:‏ افتح القدیر) (۱/ ۳۲). 
(٤)انظر:‏ «تيسير الكريم الرحمن» (۱/ ۳۹). 


عون الرحمن فى تفسير القرآن» ج٢‏ 
= : - 
الجزم بأن الله لم ينزها عبثاء بل لحكمة لا نعلمها». 

وذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه ا حروف ليست من المتشابه لكنهم اختلفوا في 
المراد مها اختلافًا كثيرّاء وحكى في ذلك نحو من ثلاثين قولا. 

فقيل: هي حروف يتكون منها اسم الله الأعظم. 

وقيل: هي أساء للسور الممعفة ناه كسمه كتسميه ( ام السجدة» و(طه)ء و(یس) 
و(ص)ء ولاق). 

وقيل: هى حروف دالة على أسماء أخذت منهاء وحذفت بقيتها. 

وقیل: هي فواتح یفتتح الله بها القرآن وقيل للدلالة على انتهاء السورة التي قبلهاء 

ديل سی روف تحمل كل مدر متيال ا شتى مختلفة» وقيل: هي آسماء 
للرسول گا 

وقیل: لصرف أساع المشركين إلى القرآن الكريم لما تواصوا بعدم سماع القرآن. 

وقيل: هي حروف من حساب الجمل. وقيل: هي تنبيه ك«يا» النداء. 

وأقرب الأقوال في المراد بها: أا حروف من حروف ا حجاءء كما قال مجاھد'!'' 
مركب من هذه الحروف الحجائية التى يتخاطبون اء ويؤيد صحة هذا القول أمران: 

الأول: أن القول بأن لها مغزى وحكمة فيه بيان أن لما فائدة عظيمة- وإن كانت في 
خد دايا سر فا مه عررت الج المفرروقة لس لها م خلاف القول باجا من 
المتشابه الذي استأثر اللہ تعا ی بعلمه؛ لآن الله- عز وجل- خاطب العرب با يعرفون» 
وبذلك قامت عليهم الحجة» كما قال ال  :‏ بلِسَانِعرَق ین © [الشعراء: .]۱۹١‏ 





سے 2 


ك أن بقیة الأقوال التي قيلت في المراد مها لا دليل عليهاء ولا حكمة تظهر منها ولا 


فائلة. 


)١(‏ أخرجه الطبري فی «جامع البيان» (۱/ ۲۰۹) - تحقیق التركي. 


سورة البقرة : الآيات: ١‏ - ه 


=۷ 


الثاني: أن جميع السور المفتتحة بالحروف المقطعة يذكر فيها بعد هذه الحروف- 
غالبًا- الثناء على القرآن الكريم وبيان إعجازه. وأنه الحق الذي لا شك فيه» كقوله 





تعالى في مطلع سورة البقرة: الع © ذلك سئب لريب یه هُدَى لين ۹ء وكقوله 
تعالى: طض وَألَانِ ذِی الیک 4ء وكقوله تعالى: #ق وران اليد 4. 

ولهذاء فإن کل السور المبدوءة بهذه ا حروف مكية؛ لإفحام المشرکین. إلا البقرة 
وآل عمران. 

وہہذا القول- وهو: أن هذه ا حروف ذكرت لبيان إعجاز القرآن- قال جمع من 
أهل اللغة؛ منهم: ا مبردا'ء وقطرب والفراء» واستظهر هذا الراغبٌ الأصفهاني0", 
واختاره الزمخشري”23. والرازي(؟2» وشيخ الإسلام ابن تيمية» والمزي» وابن القيو(22, 
وابن كثير("2» ومحمد رشيد رضا!۷) والشنقیطی*) والعثيمين(؟2» وغيرهم. 

قال ابن کثبر(''- رحمه الله- بعدما ذكر عددًا من الأقوال في ا مراد بہذہ الحروف» 
قال: «وقال آخرون: بل إن ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانًا 
لاعجاز القرآنء وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله هذا مع أنه مركب من 
ا حروف المقطعة التي يتخاطبون بها. قال: وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره 
عن المبرد وجمع من المحققين» وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذاء وقررہ 
الزخشري في «كشافه» ونصره أتم نصرء وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس 


.)٥٩ -٥٥ /١( انظر: «معاني القرآن وإعرابه» للزجاج‎ )١( 

(۲) انظر: مقدمة «جامع التفسير» لأبي القاسم الراغب الأصفهاني» تحقيق أحمد حسن فرحات (ص 57 .)١‏ 
(۳) في «الكشاف» /١(‏ ۳- ۱۸).۔ 

.)١7 -۳ /١( في «التفسير الکبیر)‎ )٤( 

.۳ /١( انظر «بدائع التفسير) ۶ ۹ «تفسير القرآن الكريم» للعثیمین‎ )٥( 

)٦(‏ فی (تفسیرہ) (۷/ 04) طبعة دار الشعب. 

(۷) فی «تفسير المنار» (۸/ .)۲۹٦٢‏ 

(۸) فی «أضواء البيان» (۳/ .)٥‏ 

(۹) فی «تفسيره) (۱/ -۲٢‏ ۲۳). 

)۱١(‏ فی «تفسيره» (۱/ ۳۸)- الطبعة الحلبية. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 





د ۸ 
ابن تيمية» وشيخنا ا حافظ المجتهد المزي» وحكاه لی عن ابن تيمية». 
وقال ابن القيم- رحمه الله(: «والصحيح: أن «ن» و(ق) و«ص» من حروف 
الهجاء التي يفتتح بها سبحانه بعض السورء وهي أحادية وثنائية وثلاثية ورباعية 
وخماسية» ولم تجاوز ا خمسةة ولم تذكر قط في أول سورة إلا وعقبها بذكر القرآن: إما 
مقسم| به» وإما خبرا عنه ما خلا سورتين سورة «كهيعص» و(ن) ففى هذا تنبيه على 
شرف هذه الحروف وعظم قدرها وجلالتها إذ هي مباني كلامه وكتبه التي تكلم سبحانه 
بها وأنزها على رسله. وهدى بها عباده وعرفهم بواسطتها نفسه وأساءه وصفاته وأفعاله 
وأمره ونبيه ووعيده ووعده» وعرفهم بها الخير والشرء والحسن والقبيح» وأقدرهم على 
التكلم بها.. وهذا من أعظم نعمه عليهم کما هو من أعظم آياته». 
قال رحمه الله في (النونیة۲(۷): 
وانظر إلى السور التي افتتحت بأح ١‏ رفهاترى سراعظ يمالشانٍ 
ميات قط سور ةإلاأتى فيإثرهاخبرع نالقرانٍ 
إذكانإخبارًابهعنهاونفي ‏ هذاالشفاء لطالبالإيانز 
وتحتدل أن که ها لاغيرهها.والج تق ذو تبيا 
فانظر إلى مبدا الكتاب وبعدهاالاً ‏ عراف ےم کا لی لقان 
معتلوهاأيضاومع حممع يس وافهم مقتضے الققرآن 
وذكر شيخنا محمد بن صالح العثيمين- رحه الله- أمثلة لما افتتح بهذه ا حروف من 
السور القليلة التي ليس فيها ذكر للقرآنء ولكن فيها ذكر شیء من خصائص القرآن 
كقوله تعالى: #حكهيعص * [مريم: ]١‏ فهذه السورة جاء فيها ذكر خاصية من خصائص 
القرآن وهي ذکر قصص من كان قبلنا: ٭ذکر رمت ريك عَبْدَم رَکويا 4 [مريم: .]٠١‏ 


١) 


١ 9 


.)549 /٤( انظر (بدائع التفسير)‎ )١( 
الطبعة الثانية ۷ھ.‎ »٤ ص1‎ )۲( 


سورة البقرة : الآيات: E ٥-١‏ 
ليس فيها ذكر للقرآن» ولكن فيها ذكر شي من خصائصه. وهو الإخبار عن المستقبل: 
طخلیت الروم یب ف أدَقَ ١‏ رض وهم مَس بعد عَلِهھم سیفلورے © بضع ب٠‏ نيرت # 
[الروم: ٢-٤]ء‏ وكقوله تعالى: #الم لزل)احیب الاس أن يتركواً أن یقولو ءامکا وهم يفون 4 
[العنكبوت: »١‏ ؟] فهذه السورة ليس فيها ذكر القرآن ولكن فيها ذكر شیء من خصائصه 
وهو القصص: مد فَتَنا این ين قبلهم فلیعلمن اللہ وا ےنت وليعلمنّ الْكَربِينَ 4 
[العتكبوت: ۴۱۶۲۳. 

وأيضًاء فإن ا متامل في السور التي لم يرد فيها الثناء على القرآن وذکر إعجازه» مما 
افتتح بہذہ الحروف؛ وهي: مريم» والعنکبوت: والروم» والقلم- يجد أنها اشتملت على 
معانِ تدل على إثبات النبوة وصدق القرآن. 

فالخلاصة أن هذه الحروف- والله أعلم- ذكرت في مطلع بعة بعض السور لحكمة 
سس سم رم بو 
العرب الذين هم أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان والذين نزل القرآن بلغتهم» وأنہم 
عاجزون عن الإتيان بمثله» بل بعشر سور مثله» بل بسورة من مثله» مع أنه بهذه 
تروك التي پر سار بال 306 امن قرأ حرفا من کتاب الله فله به حسنة 
وا حسنة بعشر أمثالماء لا أقول «الم) حرف» ولكن ألف حرف» ولام حرف. وميم 
Oi‏ 

وما يؤسف له أن هذه اللغة العظيمة التي وسعت كتاب الله كك وهي وعاؤه. 
والتي هي أعظم اللغات وأفضلها وأوسعها وأحسنها تكاد تحتضر وتوأد عقوقًا على يد 
أبنائها باستبدالهم اللغات واللهجات العامية مکانہاء ومزاحمتها باللغات الأجنبية» مما 
يمثل خطرًا عظيًا على الأمة في أغلى شيء لديها وهو دينها وموروثهاء في فهم کتاب ربا 





.)۲۳ :۱( انظر «تفسير القرآن الكريم- الفاتحة البقرة» لفضيلة الشيخ محمد العثيمين‎ )١( 

(۲) وليس في عدد حروفه وحسابهاء كا زعم أدعياء الإعجاز العددي أن هذه ا حروف تدل على إعجاز من نوع العدد 
وا حساب؛ لأن القرآن نزل لإصلاح الخلق, لا لامتحان عقوهم بالعدد. 

(۳) أخرجه الترمذي في فضائل القرآن -)797٠(‏ من حديث عبدالله بن مسعود ظ4 وقال: (حدیث حسن صحيح 
غريب). 


عون الرحمن فی تفسیر القرآن» ج٢‏ 


SÊ 
وسنة نبيها پی.‎ 
ورحم الله الشاعر حافظ إبراهيم حيث قال من قصيدة على لسان اللغة العربية“:‎ 





رجعت لنفسي فاتہمت حصاتي 
رموني بعقمفي الشباب وليتني 
ولات ولال أجسة تعرافیسی 
وسعق كنات الله لفط اوغا 
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة 
آنا البحر ني أحشاته الدر كامن 
فياويحكمأبلى وتبلى محاسني 
فلا تكلوني للزمان فإنني 
أرى لرجال الغرب عزاومنعة 
توا أهلهم بالمعجزات تفننا 
أيطربكم من جانب الغرب ناعب 
سقى الله في بطن الجزيرة أعظے| 
حفظن ودادي في البلى وحفظته 
وفاخرت أهل الغرب والشرق مطرق 
أرى کل يوم في الجرائد مزلقا 
وأسمع للكتاب في مصر ضجة 
أمجرني قومي عفاالله عنهم 
سرت لوثة الإفرنج فيها كما سرى 
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة 
إلى معشر- الكتاب والجمع حافل 
فإما حياة تبعث الميت في البل 
وا اغات قا ہے 


. ۲٥٢ انظر: «دیوان حافظ إبراهیم» ص‎ )١( 


وناديت قومي فاحتسبت حياتي 
عقمت فلم أجزع لقول عداتي 
رجالا وأكفاءً وأدت بناتي 
وماضقت عن آي به وعظات 
كتميق ال اوااقرص ات 
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي 
ومنکم وإن عز الدواء أساتي 


ينادي بوأدي فی ربيع حياتي 
الخ يللي دالس اسر ات 
حياء بتلك الأعظم النخرات 
من القبريدنيني بغير أناة 
فاعلم أن الصائحين نعاتي 
إلى لغ ے تتصل برواة 
لعاب الأفاعي في مسيل فرات 
مشكةة الألوان مختلفات 
وتنبت في تلك الرموس رفاتي 
ممات لعمري م يقس بممات 


سورة البقرة : الايات: ١‏ - ه 0 

ولهذا فإن مما يتوجب على الأمة العربية والإسلامية ممثلة بحکوماتہا وشعوبهاء 
بجامعاتها ومؤسساتها التعليمية ومراكز البحوث ووسائل الإعلام المشهودة والمسموعة 
والمرئية العناية التامة باللغة العربية لغة القرآن الكريم من خلال تعليم اللغة العربية 
الفصحی في جميع مراحل التعليم مقرونا بالتطبيق والمحاكات والتمرين والتدريب على 
النطق الصحيح السليم» بدلا من الطريقة ة التقليدية العقيمة المتبعة في تعليم اللغة العربية 
في كثير من البلاد العربية والإسلامية وغيرها. 

ومن خلال اعتماد اللغة العربية الفصحى في كل ما يكتب وينشر من الكتب 
والبحوث والمقالات وفي وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وفي الإعلانات» 
وفي إلقاء المحاضرات والدروس ما أمكن. 

ومن خلال تأسيس جمعيات للغة العربية في جميع البلاد العربية والإسلامية» ومواقع 
على شبكة الإنترنت تكون مهمتها الحفاظ على اللغة الفصحى لغة القرآن الكريم بالتواصل 
مع جميع المؤسسات الحكومية والأهلية العامة والخاصة في البلاد العربية والإسلامية 
وتشجيعها على التزام اللغة العربية وبيان أن ذلك ما يثاب عليه لما فيه من الحفاظ على لغة 
القرآن الكريم» والتوعية بأهمية ذلك والتنبيه على الأخطاء الشائعة» وبخاصة ما ينشر على 
اللوحات الإعلانية في الأماكن العامة» وفي الصحف والمجلات» وعلى شاشات 
الفضائيات» وف الكتابة والتخاطب عبر وسائل الاتصال الحديثة. وغير ذلك. 





قوله تعا ی: لك ڪت لر تفه ہ هدى امَف )4 . 

قولە: # ذلِك اڪن 4 (دا): اسم إشارة» واللام للبعد والکاف للخطاب وھو 

والمراد ب٭السيَتب 44 القرآن الكريم» وهو على وزن «فعال» بمعنى «مفعول» أي 
مكتوب لأنه مكتوب عند الله 5 في اللوح المحفوظ. وهو أيضًا مکتوب ا 
التي بأيدي الملاتكة» کا قال تعای: لف صحف کرم لا روعت مرم لیا باد سقر ادا 5ار 
ررم [عبس: "17-17]. 


وهو مكتوب بالمصاحف التي بأيدي المؤمنين. 


< عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 

وأشار إليه بإشارة البعيد «ذلك» لعظيم شرفه وعلو منزلته» فهو أعظم وأشرف 
الكتب على الإطلاق» وأفضل كتب الله كلكَ؛ لما اشتمل عليه من الإعجاز في ألفاظه 
ومعانيه وأحكامه وأخباره» كما قال تعالى: 9# ولقد ایت سبعا من المثاق وَالْمرءَان العظم 4 
[الحجر: ۸۷]ء وقال تعالى: #ق وَالْمرَانِ الْمَجِيدٍ © [ق: »]١‏ وقال تعالى: 8 بل هو فان 
تارق لوج حنفُوظ 4 [البروج: ۱ء وقال تعالى: ٭ نٹ رلته يك 7 لبروا لاعت 77 





م رس ےم چم د 6 مج ے ہم 57 عم سر کے 71 چ سر 7 2 روه ير ہ 
ولتذكر و لاو ٭ [ص: ۲۹]ء وقال تعا ی: # وها كنات رلته ا قأتبعوة واوا 


لک کت 4 [الأنعام: »]٠٠١‏ وقال تعالى: فاه قران كيم 4 [الواقعة: ۷۷]ء وقال تعالی: 


© إن هدا لان بہدی لی ھے أَهُوْم € [الإسراء: ۹]ء وقال تعالى: وبرلا ع التب 
ور ر صت ے سر رر راص و ر کر ر شح م 5 7 
تیدا لکل سىء وهدى وََحَمَة ونشری لِلملمِينَ 4 [النحل: ۸۹]ء وقال تعالى: #هُدّى ‏ 


کاس وَيَينتٍ ین ادى وَالْمْرْكَانِ 4 [البقرة: ۸۰]ء وقال تعا ی: ٭ لوألا َدَاالْثَرمَانَ عَلّ 


جل لرأبتة, خَنسْعَا مُصوعا من حَشَيَالہ ٭ [الحشر: ٢۲]ء‏ وقال تعا ی: # وارلا إِلْكَ التب 


جح ہر نپ تم سب گج اص رو سرس سے اليا 2 سے گی 


سس + جم حم 1۱ 


لريب فی 4 الريب الشك» أي: لا شك فيه أبدّاء لا قلیل ولا كثير» بأي وجه من 
الوجوه» فالجملة خبریة والنفي فيها على بابه» وعلى عمومه وإطلاقهء فالقرآن بذاته حق لا 
شك فيه ينزل من عند الله یقیتا وحقاء وکل ما جاء فيه حق وصدق؛ كما قال تعالى: 
طع © تز المي لار فيه من رب الْعدلِمِينَ* [السجدة: ١‏ 1]» وقال تعالى: و اح 


کے ےر 7ے ر 


لن وباق تل4 [الإسراء: ]٥٠١‏ وقال تعالی: ٭ لا يأِيو اليِل من بین یدید ولام حَلفْد۔ ربل من 
َك و ید 4 [فصلت: ٤٤]ء‏ وقال تعالى: درل ید ریخ الاين 1 عل لك کون من انر 4 
[الشعراء: ۱۹۰۰۱۹۳]ء وقال تعالى: ٭ لاعن رلا ألرٍ كر و إا ل لَوَظوبَ 4 [الحجر: ۹]ء وقال تعالى: 
وتم ت كلمت رَيكَ صِدْفوَعَدْلَا 4 [الأنعام: ١۱۱]ء‏ أي صدقا في الأخبار وعدلا في الأحكام. 
ولا يقدح في عموم نفي الشك في القرآن وإطلاقه شك من شك فيه من آهل 
الكفر والزيغ والضلال فقد ینکر الأعمى ضوء الشمس. والمريض طعم الماء» كا قیل: 


سورة البقرة : الايات: ٥-١‏ 
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سققه(١)‏ 
قال ال 
ہے نف مد مسرابے الاء الا لالی۸٢)‏ 
وأيضًا فالجملة وإن كانت خبرية تدل على نفي الريب والشك مطلقا في القرآن. 
فهي متضمنة لمعنى النهي عن الشك فيه. 
#هدى لَْلَمنَ 4 ١هدى)‏ خر مبتدأ حذوف والتقدير: هو هدى للمتقین؛ أى: نور 
وبيان مم يدهم إلى الطريق المستقيم» وسبب لتوفيق الله هم في الدنيا والآخرة. 
#الْمَيَقِينَ 4 جمع متقي» أي: الذین اتقوا اللہ وخافوا عذابه. 
والتقوى هى أن يجعل الإنسان بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب 
نواهیه» و«التقوى) أصلها «وقوى» قلبت الواو تاءً لعلة تصريفية. فقيل: «تقوى»» 
وهي مأخوذة من الوقاية من الضرر والشيء المخوف کالوقایة من البرد وا حر والشوك 
080 ۱ 
وأعظم ذلك الوقاية من عذاب اللہ تعالى بفعل ما أمر الله به وترك ما نہی الله عنهء 
وهي تجمع بين العلم والعمل والاحتساب» کم قال طلق بن حبيب في بيان معنی 
التقوى: «أن تعمل بطاعة الله» على نور من الله» ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله 
على نور من اللہ تخاف عقاب اللہ)(۳'. 
قال الشاعر: 
لعمرك ما يدري الفتی كيف يتقي إذاههولم بحجعسل لے اللہ واقي؟) 
وخصت الهداية للمتقين؛ لآنهم هم المنتفعون بالقرآنء الموفقون للاهتداء والعمل 


تھے 


مہذ ص 
و و e‏ ھا رد ل سر ع گر کر ہر کس وو ا ک ٤۶ء‏ ير مر ے ہےر > و 
به کا قال تعا ی: #قل هو از ءامنوا دی وشتاء والذيت لا ونوت ف ءادَانِهم وفر 





. ۲١۷ البیت للبوصيري. انظر: «ديوانه) ص‎ )١( 

. ١51 ١ص انظر: «ديوان المتنبي»‎ )٢( 

(۳) أخرجه ابن المبارك في الزهد ص (٤۷٦)ء‏ وأبو نعيم في «الحلية» (۳/ 515) وابن أبي شيبة في «كتاب الایمان) ص 
(4). 

)٤(‏ البیت لأفيون التغلبي. انظر: «لسان العرب» مادة (وقی)ء (الصناعتین) ص۲۱۷۔ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





= 
ملاعم سير ہم 


ماھت کی ولك يادوت ون کان ييل 4 نصلت: ٤ء‏ وقال تعالى: # وننزل من 
a O AO E‏ نب ألطَامِينَ إلا حَسَارا € [الإسراء: ۸۲]ء وقال تعا ی: 
لورلا عت التب تيتا لکل سىء وه دى وحم وَبشری لِلْمُسَلِمِينَ 4 [النحل: ۸۹]. 

قال ابن القيم: «فإن الهداية لا نہایة ها ولو بلغ العبد فيها ما بلغ» تفوق هدايته هداية 
أخرى» وفوق تلك المداية هداية أخرى إلى غير غاية» فكلا اتقى العبد ربه ارتقى إلى 
هداية أحرى» فهو في مزيد هداية ما دام في مزيد من التقوى وکلما فوت حظًا من التقوى 
فاته حظ من الهداية بحسبه» فكل) اتقی زاد هداه» وکل| اهتدى زادت تقواه)217. 

وإلا فإن القرآن هدى هداية عامة للناس حميعًاء ى) قال د #كَهْرٌرَمَضَانَ ألَزى 


عم کا 1 


4+ م م<و ہہ 
نز فو الْمْرَءَانَ هدّى لاس وَبَيْنتٍ مى الهدى وَالْفْرَفَانِ # [البقرة: ۸۰]ء وقال 


حر 


سے لی کے أ[ ا ہرم ےک نمس > سے یس و کے 2 
تال E e E‏ نه ليك لنرج الاس من الظلمت إل بدن ريه إل ضط 


الْسَزیز اميد € [إبراهيم: »]١‏ وقال تعالى: يها لتاس قد جا نکم مُوعظة ین ریک وشقآة 
م سخ 


م حر ع رہ 
لاف الصدور وهدى ويمة لل مُومِيْنَ # [يونس: .]٥۷‏ 


موی ہے س ا مرو ھک سے 


قوله تعالى: الین يؤمنون بالف عون الصَّلَدةَ وم رزقهم فقون ری لن نَوْصِون يما 


أنزل إليك ليك ومآ زل من قك ويا ل2ھ هر بوقون ون (ل)4. 
ذكر الله كك في الآية السابقة أن القرآن هدى للمتقین: اا هم الذين يبتدون 


ای ار 


وینتفعون به» ثم أتبع ذلك بذكر صفاتہم فقال تعالى: ال بن ومون ڀالفي 4 وهذه هي 
الصفة الأولى. 

والإيهان في اللغة التصدیقء كا قال تعالى: ومن اله وَبَؤّمنُ لِلْمَؤْمِنِيرت * [التوبة: 
۱٦ء‏ وقال إخوة يوسف فيما حکی الله عنھم: لوم ات يِمُومن نا نا ولو ڪڪ اص دقن 4 
[یوسف: 17] أي: وما نت بمصدق لنا. والإيان في الشرع: قول باللسان واعتقاد بالجنان 
وهو القلب» وعمل بالأركان» وهي الجوارح. 

بال ) الغيب: ما غاب عن العباد فلم يدركوه بحواسهم» کما قال تعالى عن 


.)۲٦٢ /۱( انظر «بدائع التفسير»‎ )١( 


سورة البقرة : الآأیات: ٥-١‏ 





یں 


= 

نفسه: لا تد ركه الابصدر وهو يدرك ا € [الأنعام: .]٠١۳‏ 
والمعنى: الذي يصدقون ویقرون با أخبر الله به تل في كتابه» وعلى لسان رسول 
الله ب من أمور الغيب كأركان الإيمان الستة» وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله 
واليوم الآخر والإیمان بالقدر خيره وشرہہ کا قال تعالى: ال لیس ال أن ولوأ وجوهكم قب 
لْمَصْرِقٍ وَالْمَغبٍ وك ال مَنْ ءَامَنَ باه واوو الخ وَالْمَلقِكةَ والكتب وَالبَيِنَ € [البقرة: 


۷. 
وقال انا : یمان أن تؤمن يالله وملائكته وكتبه ورسله والیوم الآخر ونؤمن 
بالقدر خيره وشره)(). 


وكذلك الإيان بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمور الغيب السابقة واللاحقة 
كأخبار الأمم السابقة وعلامات الساعة والجنة والنار وغير ذلك. 

عن أبي هريرة ظ4 قال: قال رسول الله ية: «إن لله ملائكة يطوفون فی الطرق 
يلتمسون آهل الذکر؛ فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم قال: 
فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال فيسأهم رہم وهو أعلم منھم؛ ما يقول 
عبادي؟ قالوا: يقولون يسبحونك ويكبرونك» ويحمدونك ويمجدونك. قال: فيقول: 
هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال يقولون: 
لو رأوك کانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيدًا وتحميدًاء وكذلك تسبيحا... 
ا حدیث؛۲۲(۷. 

وإنا بدأ بذكر الإیمان بالغيب لأنه ركن الدين الركين وأسه المتين» فاللہ غيب 
وملائكته غيب وكتبه ورسله غيب واليوم الآخر غيب والجنة والنار غيب» فمن لم يؤمن 
بالغیبء ما أخبرت به الرسلء وجاءت به الكتب من عند الله فليس بمؤمن» كأهل 
الاإ حاد والكفرء وأهل البدع من المعتزلة والجهمية وأتباعهم من العقلانيين وغيرهم. 


)١(‏ أخرجه البخاري في الإيهان »)5٠(‏ ومسلم في الإیمان (۹ء ٢۲)ء‏ والنسائي فی الإيهان وشرائعه »)544١(‏ وابن ماجه في 
القدمة (74) من حديث أبي هريرة *#نه. وأخرجه مسلم أيضًا من حديث عمر بن الخطاب طلي. 

)۲( أخرجه البخاري في الدعوات (55-48). ومسلم في الذكر والدعاء )۲٦۸۹(‏ والترمذي في الدعوات ))575٠١(‏ 
وأحمد (؟/ (o!‏ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


I= 


وما ضل أكثر الخلق إلا بسبب عدم الإيهان بالغيب وتحکیم ا حواس والإدراك ما 
يدل على مدى ضعف الإنسان وقلة علمه» کا قال تعالى: # وَیمتلونلک عن الروح 
روح مِنْ مر رق وما آوئیٹ دن الهاو لا ق € [الإسراء: هذ 1 قالت عائشة رضي الله 
عنها للنبي ا هل رأيت ربك قال: «نور أنى أراه»'. 

ومون اَلسَلوهَ 4 هذه الصفة الثانية من صفات المتقين» فبعد أن ذكر إیمانہم 

وتصديقهم بالغيب أتبع ذلك ببيان اتباعهم ذلك بالعمل؛ لن الإيهان قول واعتقاد 
وعملء فقال: ٭ وِفَموں الصَلوٰه . ۱ 

أي: ويقيمون الصلاة إقامة تامة بشروطها وأركانها وواجباتها وسننهاء ويأتي 
التعبیر- غالبًا في القرآن الكريم والسنة النبوية بإقامة الصلاة- دون أن يقال: (یصلون) 
لآن المهم في الصلاة إقامتها إقامة تامة كا شرعها الله كك. 

والمراد بالصلاة ما يعم الفرائض والنوافل. 

والصلاة في اللغة: الدعاء» كا قال تعالى: روصل عليهمن صاوتك سکع لگ 4 [التوبة: 
۳ئ ادع هم» وقال تعالی: اولك عم صَلَوَت من رَه € [البقرة: ۷. 

وفي ا حدیث أنه يل قال: «اللهم صل على آل أب آوفى»“. 

وفي الحديث: «هل بقى من بر أبوي شىء أبرهما به بعد موتبا؟ قال كَل «الصلاة 
عليهماء والاستغفار هما»0©. ۱ 

وقال الشاعر: 
تقول بنتي وقد ةرت مرتحلا 2 يارب جنب أي الأوصاب والوجعا 
عليكِ مشل الذي صلیتِ فاغتمضي2 نوما فإن لجنبالمرء مضطجعًَا؟ 

والصلاة في الشرع: التعبد لله كك بأقوال وأفعال مخصوصة معلومة مفتتحة. 





سے 


)١(‏ أخرجه النسائي في السھو -)١705(‏ من حديث عبار بن ياسر - طنه. 

(۲) أخرجه البخاری في الزكاة .)١49/(‏ ومسلم في الزكاة (۱۰۷۸)ء وأبو داود في الزكاة (۹۰٥۱)ء‏ والنسائي في 
الزكاة (559 7)» وابن ماجه في الزكاة (٦۱۷۹۲))ء‏ وأحمد (5/ ۰٥۳‏ 4 70) من حدیث عبد الله بن أبي أوف. 

(۳) أخرجه أبو داود في الأدب (57 ١‏ 5).؛ وابن ماجه في الأدب (٢٦٦۲)ء‏ من حديث مالك بن ربيعة الساعدي ذأنه. 

.)۱٥١١( البيتان للأعشى انظر «ديوانه» ص‎ )٤( 


سورة البقرة : الايات: ١‏ ه سے 
بالتكبير مختتمة بالتسليم» وبدأ بذكر الصلاة؛ لانہا أعظم العبادات» وفيها ىال التعظيم 
لله كلك والتذلل والخضوع له؛ وهي عمود الإسلامء وقاعدته التي يدور عليها رحا 
فمن أقامها وحفظها حفظه الله ووفقه في دينه ودنياه وأخراه» فلا تسأل عن سعادته. 
ومن ضيعها خسر دينه ودنياه وأخراه- فلا تسأل عن شقائه(. 

لوكا ردقته ينَفِقُونَ 4 هذه هي الصفة الثالثة من صفات المتقين» وهي الإنفاق 
ما رزقهم اللہ فوصفهم بإقام الصلاة التي هي حق الله تعالى» وفيها يتجلى كال 
الخضوع له. والإحسان في عبادته» ثم وصفهم بالإنفاق نما رزقهم» وفيه يتجلى كال 
الإحسان إلى الخلق. 

و«ما» في قوله #وَممًا4 موصولة» أو مصدرية» أي: ومن الذي أعطيناهم» أو ومن 
عطائنا ينفقون» والرزق هو العطاء أي: ومن الذي أعطيناهم من الرزق والخير ينفقون. 

والإنفاق: إخراج ا ال وبذله. والمراد به هنا بذل ا ال في وجوهه المشروعة» ومن 
أعظم ذلك وأهمه الزكاة الواجبة» فهي أعظم العبادات بعد الصلاة» وأعظم العبادات 
المالية مطلقاء وهما من أعظم أركان الإسلام ومبانيه العظام قال بية: «بني الإسلام على 
خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة» وإيتاء الزكاة» وصوم 
رمضان. وحج ال 

وني قوله رَه * تذكير بأن ما لدیہم من رزق وعطاء هو من الله كلك وأن ا مال 
مال الله كلك لا يجوز البخل به» ومنع حقوق الله فيه» بل يجب إخراج النفقات الواجبة 
فيه كالزكاة والنفقة على الأهل والأولاد ونحو ذلك كا ينبغي التصدق منه في الوجوه 
المستحبة. قال تعالى: #وأَنِفِمُوأْمِنَا جلك تُسَسَخْلفِينَ فيه * [الحديد: ۷]» وقال تعالى: #وءانوهم 
من ما ل اہ لدی ؾ اکم 4 [النور: [Yr‏ 

أ 


وعن اي ی هريرة ذه أن رسول الله بلي قال: «قال الله كك: أنفق أنفق عليك»") 





7 حد ر 


.] ١78 انظر الكلام على قوله تعالى: #حَافِظوأ على المَسلوات وَاَلصسلوۃ أَلْوْسَطَن 4 [البقرة:‎ )١( 

(۲) أخرجه البخاري في الإیمان (۸)ء ومسلم في الإييان (١۱)ء‏ والنسائي في الإيان وشرائعه »)٥٠١١(‏ والترمذي في 
الإيان (۹ .]۲۲٦٢‏ 

(۳) أخرجه البخاري في تفسير سورة هود (٤1۸٦)ء‏ ومسلم في الزكاة (۹۹۳). 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 





IE 
وقال کل لأساء رضي الله عنها: «أنفقي, ولا تحصي فیحصی الله عليك» ولا توعي‎ 
فيوعى الله علیك۶۱(۷.‎ 
وقد أحسن القائل:‎ 
وماالمال والأهلونإلا ودائع ولابديومًا أن تردالوداكفه7)‎ 
وقال الآخر:‎ 
أصون عرض ب#الى لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالال(۳)‎ 
۱ ۱ وقال الآخر:‎ 
الال كاليكة إن تميس سواه ناس وان قمر دت نمه مسال‎ 
الله أعطاك فابذل من عطيته فالمال عارية والعمررخحال‎ 
اأحتسال للل إن أودى فأجمعه لیت للصرض إن اودی تمخکسال‎ 
البخل يودي بأقوام ذوي حسب ويقتدي بلعسام الأصل أنذال‎ 


« وال ومون ما أنزل إِليِكَ وما أل ِن قَِكَ 4 هذه هي الصفة الرابعة من صفات 
المتقين أي: والذين من صفتهم أنہم يصدقون بالذي أنزل إليك وهو القرآن الكريم» 
ويعملون با فيه» وبدأ بالقرآن- وهو خاتم كتبه كك وآخرها- لأنه أفضل كتب الله 
يك مهيمن عليها وناسخ ها. 

«وما أل من مَك 4 أي: ويصدقون بالذي أنزل من قبلك من الکتب السماوية 
ا 20 ت۹ وم" 
لزنا عل ولوس عابي ا بای تعالى في آخر السورة: # ءامن الرسول 


سے هر > م ود رک ص رو س 
تا ازل إِليَه من رَيَوء THA‏ مر ب كد و ومسلو ا رن 27 کے ارت 
رس لو 4 الت ا E‏ اه 


ہو ر 
د بن اح 


لین ءامنوا باه وَرّسُله۔ وَلَمَ رفوا بين 


)١(‏ أخرجه البخاري في البة (۹۱٥۲)ء‏ ومسلم في الزكاة (۱۰۲۹)ء وأبو داود في الزكاة (۹۹٦۱)ء‏ والنسائي في الزكاة 
(٢٥٥۲)ء‏ والترمذي في البر والصلة (۰٦۱۹))ء‏ من حدیث أسماء رضی الله عنها. 

(۲) البيت للبيد. انظر: «ديوانه) ص ۰ ۱۷. ۱ 

(۳) البیت لحسان رضي الله عنه. انظر: «دیوانه» ص ۱۹۲. 


سورة البقرة :الآيات: ٥-١‏ 


۹] -ے 


ويك سوف يؤتيهم اجو ا رهي 4 [النساء: »]٠١١‏ وقال تعالى: مان مامت اف أله 


ورَسولوء وا والکتپ ای تل عل رَسُولِه وَالكتب ای أل من فَسل # [النساء: 15]» وقال 


تعالی: ا وَقولو ء اما بای آنل إلا وان رڪم وها وھک و کہ ونود [العنکبوت: .]٤٥٤‏ 
وقال ع: ما حدثكم آهل الکتاب فلا تصدقوهم ولا ٹکذبوھم؛ وقولوا آنا با 


ورسله» فإن كان باطلا ل تصدقوه» وإن کان حقا لم تكذبوه2170. 





2 عرو 


س وچک ۳-۔ 


“ويا لاخر هر يوقون 4 هذه هي هى الصفة الخامسة من صفات المتقين» وهي إیقانہم 
بالآخرة» ونص عليه وخصه بالذكر مع دخوله في الإيان بالغيب لأهميته؛ لان الإييان 
بالآخرة من أعظم ما یحمل على امتثال أوامر اللہ واجتناب نواهيه؛ لآن فيه المجازاة على 
الأعمال» وقد روي عن عمر بن الخطاب ظله أنه قال: «لولا الإيمان باليوم الآخر لرأيت من 
الناس غير ما ترى» أي: لتهالك الناس على الشهوات والمناهي وتنگر بعضهم لبعض. 

والآخخرة4 الدان الآخرة الى بعد الذثيا والبحف» سیت ذلك لا عا ماخر ةن 
ت الرمى بعد اتا سی الور ا لی عو ان ع ک2ا ويحسب فا 
كل حساب؛ لانہا هي ا حیاۃ الحقيقية» کیا قال تعالى: ولت الدَار آلخرة ھی الحو او 
گا وا نت رض #[الفكرت: 4 ]: 

والیقین: الإيمان والعلم ال جازم الذي لا يتطرق إليه شك» أي: يؤمنون إِيانًا جازم 
بالبعث بعد الموت» والحساب والجزاء على الأعمال» بالثواب والعقاب والجنة والنار, 
ويستعدون لذلك بفعل المأمورات وترك المنهيات. 

قوله تعالى: # ايك ل دی من رهم وأولَتيك هم المفلحود ملحي (ی)4. 

الإشارة إلى المتقين المتصفين بالصفات 090 وأشار إليهم بإشارة البعيد 
« ولك 4 في الموضعين» تعظيً لشأنهم» وبيانا لرفعة مرتبتهم وعلو منزلتهم. 

عل هدى من رَيّهِمٌ ب ا على هداية من رمهم؟ هداية وبال بكتابه الذي هو 
هدى للمتقين» وهداية توفيق» كا قال تعالى: لوين الله لهاد انين ءامنا إل بطر 


)١(‏ أخرجه أبو داود في العلم ٤(‏ 7”5), وأحمد (5/ -)١77‏ من حديث أب نملة الأنصاري رضي الله عنه. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





HM 


مسقي € [الحج: 04] أي: دا مم ومرشدهم ومنور قلوبهم بالإيهان والعلم النافع» 
وموفقهم للعمل الصالح» کا قال تعالى: نور علی ور یہی أله وریہ من ياء € [النور: 
٥ء‏ وقال تعالی: ومن لر عل الله لم نورا فما لین در € [النور: .]٤٤‏ 

وجاء في التعبير ب«على» الدالة على الاستعلاء؛ لأن صاحب الهدى مستعل بال هدى 
مرتفع به» ونكر «هدى» للتعظيم» أي هدى عظيم» وفی قوله: #مَن رَيّهمَ 4 تعظيم أيضًا 
للهدى الذي منحهم الله إياه» وامتنان عليهم به لأنه من ربهمء خالقهم ومالكهم 
ومربيهم بربوبيته الخاصة بأوليائه» فأعظم به من هدى» وأكرم بها من منة. 

ووك هملح 4 الفلاح: الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب. 

ا أولئك هم الفائزون بالسعادة في الدنيا والآخرة؛ الفائزون بالجنة» الناجون 
من النار» وقد أكد هذا الوعد مم وحصره فيهم بكون ا حملة اسمية» معرفة الطرفين» 
وبضمير الفصل الهم). 

الفوائد والأحكام : 
١‏ - إثبات إعجاز القرآن الكريم وعظمته والتحدي بفصاحته وبلاغته وإعجازه؛ لقوله 





تعالى: #الم © ذلك "لأكتب 4 . 

-١‏ أن القرآن العظيم مكتوب في اللوح المحفوظ» وبالصحف التي بأيدي الملائكة. 
وبالمصاحف؛ لقوله تعالى: كىب 4 . 

۳- أن القرآن العظيم أعظم الكتب» وأعظم كتب الله تعالى وإذا أطلق بالتعريف 
التب فا مراد بذلك القرآن الكريم؛ لقوله تعالى: #الكتبُ4 ولا يقدح في 
هذا إطلاق اب4 على التوراة؛ لانہا كانت أعظم کتب الله تعا ی المنزلة قبل 
القرآن الکریم فلا نزل القرآن الكريم صار هو المهيمن على جميع الكتب السماوية 
والحاکم عليها وأعظمها وأفضلهاء کا قال تعالى في سورة المائدة بعدما امتدح التوراة 
عله © [الآية: 44 ]. 


.4 أن القرآن الكريم حق وصدق لا شك فيه؛ لقوله تعالی: لريب ف‎ -٤ 


سورة البقرة : الآبات: ٥-١‏ 

[١اے‏ 
وہہذا يرد على القول بتعدد نزول بعض السور وتكرره. بناءٗ على آثار رويت في ذلك 
صحت أو لم تصح 
كما يرد مبذا على قول من قال: إن تر تيب السور كان اجتهاداً من الصحابه رضي الله 
كما يرد بهذا قول من قال: إن البسملة لم تكتب في مطلع سورة براءة؛ لاختلاف 
الصحابة: هل هى والأنفال سورة واحدة أو سورتان؟ 
وهذا باطل؛ فالصحيح أنها لم تكتب في مطلع براءة؛ لأنها لم تنزل مع هذه السورة» ولو 
نزلت لحفظت» کہ قال تعالى: # ای رال کر و6 فظوت( 4 € [المحسجر: 4 ]. 
کا یرد بهذا قول من قال: إن للقرآن الكريم تنزلين: الأول: من السماء السابعة إلى 
بيت العزة في السماء الدنیاء ومن ثم نزل مفرقا بعد ذلك. 
والصحيح: أن القرآن نزل مرة واحدة؛ نزل من السماء السابعة من عند الله تعالى 
بواسطة جبريل مباشرة إلى النبي با وكان أول نزوله في رمضان» ثم تتابع نزوله 
بعد ذلك مفرقاً. 
-٥‏ أن القرآن هدى وبيان وإرشاد للمتقین؛ لقوله تعالى: #هدى لَلَمَتَمِينَ #. 

-٦‏ فضل التقوى والترغيب فيها وعظم مكانة ا متقین؛ لان الله خصهم بہدایة القرآن 
الكريم الخاصة» وإلا فهو من حيث العموم هدى لجميع الناس. 

۷ الثناء على المتقين بذكر صفاتهم والتنويه والترغيب فيهاء من الإيان بالغيب» وإقام 
الصلاة» والإنفاق مما رزقهم الله» والإيان بالقرآن والكتب المنزلة قبله والإيقان 





بالآخرة؛ لقوله تعالی: ال ومون بلحب ومون سوه وا رهم فون © وان 
يوون ما نل ليك وما أل منك وبا خرو هر بوقونَ . 

۸- عظم مکانة الإيمان بالغیب من الإيان فهو أصل الإيمان ومن أعظم واجباته وأركانه. 
فالإيان بالله وملاتكته واليوم الآخر کل ذلك من الإيان بالغيب؛ لهذا جعل من 
أخص وأول صفات ا تقین الإيهان بالغيب» وني هذا رد على المعتزلة ومن سار على 
منهجهم من العقلانيين الذي لايوقنون إلا بالمشاهد المحسوس 

4- عظم مكانة الصلاة ٤‏ الدين؛ لقوله تعالى: ومون الصَّلرةٌ 4 ولا عرو ٤‏ ھذاء فهى 


عون الرحمن في تفسیر القرآن: ج٢‏ 





= 
عمود الإسلام» والركن الثاني من أركانه بعد الشهادتين» وأعظم العبادات» والصلة 
بين العبد وبين ربه؛ لآن الله جعلها أول صفات المتقين بعد الإيمان بالغیب. 

-٠۰‏ فضل الإنفاق من رزق الله في الواجب والمستحب؛ لآن الله ثنى بالإنفاق بعد إقام 
الصلاة؛ وهذا فالزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وهي: أعظم 
العبادات المالية» وأعظم العبادات بعد الصلاة. 

-١‏ لابد من الإيمان بجميع ما أنزل على الرسل» فبهذا يصح الایمان؛ لقوله تعالى: 
* وال ويون ما أنزل إِليك وما أل مِن قبَلِكَ 4 . 

۲- إثبات أن الله كك عال على خلقه بائن منهم له علو الذات وعلو الصفات؛ لقوله 


سم ص الل 


تعالى: # وَالَدنَ بويت ا أن إِلْكَ وما أل من قَيْكَ 4 والإنزال يكون من أعلى إلى 
أسفل . 

- إثبات أن القرآن الكريم منزل من عند الله کک غير خلوق» وكذا غيره من كتب الله 
ین ؛ لقوله تعالی: ٭ ولنمد با أَنزل يك وما أل مِن قَلِكَ 4. 

.4 وجوب الإيقان بالآخرة؛ لقوله تعا ی: وي اة هر بوقونَ‎ - ٤ 

-٥‏ جع التشريع الإسلامي بین طهارة الباطن والظاهرء وأعمال القلوب الباطنة» وأعمال 
الجوارح الظاهرة» بین الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى عباد الله. 

-٦‏ حصر هداية الله تعالى في المتقين المتصفين بالصفات المذكورة» وتأكيد ذلك؛ لقوله 
تعالى : اولك عل هُدی تن رم 4. 

۷- إثبات ربوبية الله تعالى الخاصة بالمؤمنين؛ لقوله تعالى من هم &. 

وی مت ہہ سس سس ات ات 
ذكر؛ لقوله تعالى: اولك هم لیت 4. 


بد 2 4 


سورة البقرة: الآيتان: ٦‏ ۷ 5 

قال الله تعالی: إن ای ت کقروا سوا ھم ءَأَندَرتَھُمْ آَم م درش ا یُمنُوںَ ل ختم 
لعل بوم عل سنوھم و ره فة ولم عَدَابُ عطي ©4. 

عظم الله كلك كتابه العزيز في مطلع السورة» وبين أنه هدى للمتقين المتصفين 
بالصفات المذكورة» وأكد وحصر المداية والفلاح فيهم» ثم ذكر كلك الذين ل یہتدوا 
بالقرآن» ففاتهم هدى رہہم وتوفيقه. 

وهم قسمان: قوم أظهروا الکفر ذكرهم كك بقوله: لد الي ےکَمَرُوا سَواة يهر 
َأَندَرَتَهُمْ * إلى قوله: #وَلَهُمَ عَدَابُ عَظِيمٌ 4 الآيتين 1 ۷]ء وقوم أظهروا الإيمان 
وأبطنوا الكذب وهم المنافقون» ذكرهم بقوله تعالى: لوَوسََاِمَيَُولَُامَا اه ویو 
ایر وَمَاهُم بعُؤْمِنِينَ )€ الآيات إلى قوله: # ولو اء الله اذهب سمهب وَأبَصَدرِهِمٌ إك الله 
لکل شٌیْء قير 4 (۸- »]٠١‏ وهكذا جاء تقسيم الناس في سورة النور إلى ثلاثة أقسام: 
مؤمنين» وكمار»ء ومنافقين. 

قوله: إِنَاْذِكَفْرُوأ» الکفر معناه في اللغة: الستر والتغطية» ومنه سمي الزارع 
كافرّاء لأنه يستر البذر ويغطيه في الأرض؛ قال تعالى: ٭کٹل عي أب الکفار باد 4 
[الحديد: ]٠١‏ أي: أعجب الزراع» ومنه سميت الكفارة كفارة؛ لآنها تستر الذنب وتغطيه» 
وسمي الليل كافرًا؛ لأنه يستر الكون بظلامه» وسمي وعاء طلع النخل «الكفرى)»؛ 
لأنه يستر ما بداخله من الطلع. 

وهو في الشرع نوعان: کفر أكبر مضاد للإيهان» ومخرج من الملة وموجب للخلود في النار. 

وقد قسمه ابن القيم إلى خمسة أقسام(١):‏ 

-١‏ كفر تكذيب وجحود» وهو اعتقاد کذب الرسل فے) جاؤوا به من عند الله» کما 
قال تعالى: و ماحد ایتا إلا اكرون 4 [العنكبوت: .]٦۷‏ 

-١‏ كفر استكبار وإباء- مع التصديق- ككفر إبليس- لعنه الله- کا قال تعالى: 





(١)نی‏ «مدارج السالکین) (۱/ -۳۷٣‏ ۳۷۹). 
وانظر ‏ جموع الفتاوی) (۱۲/ )۳۳٣‏ «الدرر السنية» (۲/ ۷۰۔-۷۱ء «عقيدة التوحيد ص (1- ۱۰۱))ء وانظر 
لسان العرب مادة «كفر). 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


HI 
لال إبليس أف واستکبر ون مِنَ الكفريت* [البقرة: 4*] ومنه کفر اليهود كما قال تعالى‎ 


عنھم: لما كَاَهُمِمَاعَرَفُوا مرو بو عه الو عَل الکریرے € [البقرة: ۸۹]. 

-٣‏ کفر إعراض بأن يعرض الإنسان عن الرسول كَل بسمعه وقلبه» ولا يصدقه 
ولا يكذبه» ولا يواليه ولا يعاديه» ولا يصغي إلى ما جاء إليه البتة. 

؛ - كفر الشك. بأن لا يجزم بصدق الرسول كك ولا بكذبه. بل يشك في أمره. قال 
اابن القيم: «وهذا لا يستمر شكه إلا إذا ألزم نفسه الإعراض عن النظر في آيات صدق 
الرسول پا حملة». 

-٥‏ كفر النفاق وهو أن يظهر الإيمان بلسانه» وينطوي بقلبه على التكذيب» وهذا 
هو المنافق. 

والنوع الثاني من الکفر: الكفر الأصغرء الذي لا يضاد الإيمان بالكلية» ولا يخرج 
من الملة ولا يخلد صاححيه ٤‏ الناں وان یو جیب استحقاق الوعیدء کما ي قوله : 
«سباب المسلم فسوق وقتاله كفر 2١")‏ وقوله يي الا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب 
بعضکم رقاب بعضص22(7, وقوله يَكِهّ: (اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في الأنساب» 
والنياحة على الميت)0"). 

ومن الكفر الأصغر: الرياء قال يك «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر 
فسكل عنه فقال: الرياء)7؟). 

ومنه كفر النعمة وعدم شكرهاء قال تعالى: ٭ ولد ات ربک لین سَحِكَرثُرٌ 

ےھ مم اس 


کک ص۱ چپ ور ر ص حم 
زدنک ولون ڪفرے إن عدا لشدید 5 [إبراهيم: ۷]. 


قوله: 9# وَسَوَآء عل ٭ أي : مستو عليهم. 





)١(‏ أخرجه البخاري في الیمان )٤۸(‏ ومسلم في الإيهان (٦١)ء‏ والنسائي في تحريم الدم (5 »)٤٠١‏ والترمذي في البر 
والصلة »)١987(‏ وابن ماجه في المقدمة (59) من حديث ابن مسعود #ك. 

)٢(‏ أخرجه البخاري في العلم »)١7(‏ ومسلم في الإیمان (١٠)ء‏ والنسائي في تحريم الدم (٤٤٦٦)ء‏ وابن ماجه في الفتن 
)۳۹٤۲(‏ من حديث جرير ط4. 

(۳) أخرجه مسلم في الإيهان (717) من حديث أبي هريرة طه. 

)٤(‏ أخرجه أحمد )٤۲۹ /٥(‏ من حديث محمود بن لبيد طيه. 


سورة البقرة: الآيتان: ٦‏ ۷ 


Ha 





لدَندَرَتَهُمْ € ا همزة للاستفهام والتسوية» وا خطاب للنبي لا 

والإنذار: الإعلام مع التخويف. ك قال لقيط الإيادي مخبرا ومحذرا قومه غزو 
کسری(١)؛:‏ 
أبلغ إيادًاء وخلسل في سرام إن أرى الرأي إن م يعصّ قد نصعا 
یسا قسوم لائسآمنواإن كنتمٌغُيرًا على نسائكم كسرىوماجمعا 
هذاكتابي إليكم والنذير معا لمن رأى رأيه منكم ومن سمعا 
وقد بذلت لكم نصحي بلا دخل فاستیقظوا إن خر العلم ما نفعا 

وهو َه منذر ید للكافرين ومبشر للمؤمنين کما قال تعالى: لإا أرسلتك 
مهدا ومبمما ويَذيرا اتا وداعِيًا إل اللہ بإذنهء وسرلمًا کی # [الأحزاب: ٤٥ء‏ ٤٦٤]ء‏ وقال 
تعالی: #إِنَا أرسلتك سَلْهِدَاومشَا وَيَذِيرا © [الفتم: ۸]. 

لأملَمَسْذِرَهُمَ 4 «أم): حرف عطف؛ أي: أم لم تُعلمهم وتخوفهم. 

والمعنى: مستو على هؤلاء الكفار المعاندين» أأنذرتهم وخوفتهم عقاب الله تعالى 
وعذابه آم ل تخوفهم» أي يستوي ويعتدل عندهم إنذارك هم وعدم إنذارك أي يستوي 
عندهم الأمران. ىا قال الأعشى() 
وليل یقسول الرء من ظلاته: سواء بصيرات العيون وعورها 

وكا في قول بثينة: 

اء عليناياجميل بن معمر إذامت بأساء الحياة ولينه””" 

قوله: لا يَوّمُِوْنَ © أي: لا يصدقون با جئت به» ولا ينقادون له» کما قال تعالى 
عن المعاندين من أهل الکتاب: 8 وَلین اتيت الین أونوأ الکتب بک ءاي ما يعوا وَلَتَكَ 4 
[البقرة: 55 ]١‏ وفي هذا تسلية له عياف لأنه لا حريص على أن يؤمن جميع الناس. 

قوله تعالى: لحَتَم آله عل فوخ کل سوه وع سرج وة وَلَهُمْ عَدَابُ 


.۲۲۲ /7 من قصيدة له بعنوان «صرخة غيور». انظر: «ديوانه) ص 5» (الذخائر والعبقريات»‎ )١( 
.)۳۷۳( انظر «دیوانه» ص‎ )( 
. TT /١ انظر: «الشعر والشعراء) ای فتبية‎ (۳) 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





قوله: # حَتم آله عل لوبهم وع سَمَههِمُْ وع اصَرِهِم سوه 4 هذا تعليل ما قبله» وهو 
عدم إیم|نہمء أي: لأن الله ختم على قلوبہم؛ وعلى سمعهم» وعلى أبصارهم غشاوة» کما 
قال تعالی: لل آل حقت کین ڪامت ريك لا قش( ولو جاه هم ڪل اي ڪي 
روا لداب الْأَلِيمَ € [يونس: ۰۹۱ ۹۷]ء وقال تعا ی: و أَفمنْحَق علي و كمه الْحَدَابٍ أفافت تَقَدُمَن تی 
السار [الزمر: ۱۹]ء وقال تعالى: # لد حی الْعَولُ على أ كترم قم لا ون € [یس: ۷]. 
والختم: الطبع والتغطية والإغلاق» أي: طبع الله على قلوہہا وغطى عليها 
وأغلقهاء فلا تفقه ولا تعي الآيات والإنذار» ولا يصل إليها أي خيرء ولا یصدر منها 
کما قال تعالى: # أفلاً درون الْمَرَءَاتَ أ عل فوب أَقَمَالُّهَآ ) [عمد: :؟]» وقال تعالى: 
ولھ وتا عل بل عل هيا يفم کک يمنإلا لا 4 [انساء: 41105 وقال 
تعالى : ل فطل بل لتم اَم بق رهم ماما من 4 [البقرة: ۸۸ 
لول سَمْعِهِم 4 معطوف على قوله: لعل فُُوبِهِمْ 4 أي: وختم على سمعهم فلا 
يسمعون الإنذار والآیات» ولا ينتفعون بذلك» کا قال تعالى: #وَجَمََنَاعَكَ فوم اكه 


ر 


سی 


اسسسیے۔ 


5 ن 
يفْقَهُوهُ وَفه ءَاذَانهِمَ وَقرا € [الأنعام: ۲٢‏ الإسراء: ٤١‏ ]» وقال تعالی: الإا جعلتا ع قلوبهم أ َة ان 
يفْقَهوه وف ءَادَانہم وَفرا € [الكهف: .]٦۷‏ 

#وَعَلَ أبصرهم غِسَوَةٌ 4 الواو استئنافية» والغشاوة: الغطاء أي: وعلى أبصارهم 
غطاء يحول بينها وبين النظرء فلا يشاهدون الآيات الشرعية والكونية ولا ينتفعون بہا. 

فانسدت أمامهم طرق المداية والإيمان كلها بالختم على قلوبهم فلا تفقه ولا تعي» 
وعلى أسماعهم فلا تسمع ولا تنتفع» وعلى أبصارهم غشاوة فلا تبصر. 
وأتبع ذلك بذكر السمع والأبصار؛ لان السمع والبصر طریقا وصول العلم والهدى إلى 
القلب» وهذه الأعضاء هى وسائل المعرفة عند الإنسان:. 

وههذا ذم الله كبك الكفار لعدم استفادتہم منها فقال تعالى: طم لوب لَايمْفَهُونَ یا وَل 


4 
کے غير ۴ و 1> 


> مر جر_ سے 770 . بب 5 سے > 2 و و ر ورت سر 
عین لا یرون يها وھ ءاذان لا یسمعوں يبآ أؤلجك لانتو بل هم أضل أَوْلَيِكَ هم الْعقْلُوت 4 


سورة البقرة: الآيتان: ٦‏ ۷ 


۷]->ے 


[الأعراف: ۱۷۹]ء وقال تعا ی: أف یت من اذ إ لهه هوين وَأَضَلَهُ له آل ضل ال عل عاو وت عل سوه سَمْعِهء وَفَله۔ وَجَعَل 
راو اب دش وم ساح ور رہہ 


عل بصروہ وة # [الجائية: ۲۳]» وهو ما أقروا به بقوهم: # وقا لوا وبا ق ا٘کِتویعا عونا 
إِلََهِ وف ءَاذَانِنَا وكر ومن بییتا ويك حاب قاعمل إا علو € [فصلت: .]٥‏ 
رصح جب امريد > کا قال تعالى: # ونغلب آفید نم وابصدرھہ كمال 
7 بو أَولَ مرو وند رهم في ظعْيكِنِهِمْ يَعَمَهُونَ 4 [الأنعام: »]٠٠١‏ وقال تعا ی: بود 0 
هم 4 [الصف: ٥اء‏ وقال تعالى: فإوَمَا ظلمهر اه ولیک صکاووا اسهم يموت >4 
[النحل: ۳۳]ء وقال تعا ی: #وَمَاظَلَمَهم ولكنكانوأ هم الظَدلِيِينَ € [الزخرف: .]۷١‏ 
لوهم عَدَابٌ عَظِيمٌ 4 أي: وهؤلاء الكفار #عَذَابٌ عَظِيمُ 4 من حيث نوعه وكمه 
وكيفه. وإذا كان الله كك وصفه بالعظيم فلا يقدر قدر عظمته إلا هو . 
وهو عذاب حسى للأبدان» وعذاب معنوي للقلوب» عذاب في الدنيا للأبدان 
الل وا تراج رس ذلك عل ابی الزن وبا بصم من الطریات رالراب 
بسب كفرهم» وعذاب معنوي للقلوب لما هم عليه من الشقاء الدنيوي والاضطراب 
النفسي وال حيرة والتبلبل بسبب ما هم عليه من الكفر. 
وعذاب في الآخرة حسي للأبدان ومعنوي للقلوب في النار وما فيها من ا ححیم 
والزمهرير والحميم والزقوم» وما فيها من التوبيخ والتقريع» كقوله تعالى: # أصلوها 
7 ل او 5 نما روت ما ْم تَعْمَلُونَ 4 [الطور: 17] وقوله تعالى: طفَال 
عضولا كمون 8 ہکان یی من عبادی بو پوت يمارلا وار تاوت حا 
ای اا تر . حي اوک ذکری وکنشم مہم سا وا ين جرتم جم 
ما م ر الي عد سيد © لز لا وش 
وم فسکل المَاوِنَ ا فل إن لثم إلا قلیلا لا اتک ھنم كس تعلموں 09 فح تم AE‏ 
3 إن لا محعون (441 [المؤمنون: م۲۷۹2 
وقوله تعا ی: # ولذ کفروا لهم نار جه جهنملا شتی عَلَيْهم د مووا ولاعف ء عنهم من 
َذَايهَا كلك ف جز کل ڪ فور ن وهم طرش فہا بآ حرجنا سمل صا برای 


ارا ا نڌ ڪر فيه من بذک کر وام اذم فوشا لامي من 








عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





= 
یر € [فاطر: ٣٠ء‏ ۳۷]. 


والعذاب ا معنوي لا يقل عن العذاب ا لحسی لما فيه من تحطیم القلوب والمعنويات» 


عل 


م قل تعال: 67لک ن ةمق .7ف ن 6ڈ اھ لفکا2 ار 


رر مو 


تع عل أده [الهمزة: -٤‏ ۷]ء أي : التي نحطم كل ما یلقی فيها وتشرف على القلوب 
قال ابن القيم: «ومعلوم أن هذا ليس حكن يعم جميع الکفار بل الذين آمنوا 

وصدقوا الرسل كان أكثرهم كفارًا قبل ذلك» ولم ختم على قلوبهم وعلى أساعهم. 

فهذه الآيات في حق أقوام خصوصين من الكفار؛ فعل الله هم ذلك عقوبة منه لهم في 

الدنيا بهذا النوع من العقوبة العاجلة» ى) عاقب بعضهم بالمسخ قردة وخنازيرء 
وبعضهم بالطمس على أعينهم» فهو سبحانه يعاقب بالطمس على القلوب» کم يعاقب 

بالطمس على الأعين» وهو سبحانه قد یعاقب بالضلال عن الحق عقوبة دائمة مستمرة» 

وقد يعاقب به إلى وقت ثم یعافی عبده ويبديه» کم يعاقب بالعذاب كذلك»)20, 
الفوائد والاأحكام: 

-١‏ انقسام الناس تجاه هداية الكتاب والإنذار والإيان إلى قسمين: متقين مؤمنین- ذكر الله 
صفاتهم في الآيات السابقة» وكفار» منهم كفار خلص كفرهم صريح ذكرهم في قوله 
تعالى: »نال كَفْروأْسوَآء عله € إلى قوله: وله عَدَابُ عَظِيٌ 4 وکفار منافقون 
يظهرون الإيهان ويبطنون الكفر ذكرهم في قوله تعالى: ومن الاس مَن يمول ءامسا اللہ 
َالو الج ِوَمَاهُم موی 4- إلى قوله: ن الله لی ڪل من ور 4 [الآيات: ۲۰-۸]. 

١‏ - من يضلل الله فلا هادي له؛ لقوله تعا ی: ایت کفروأسواء عَلَتْهِمْء أَندَرتَهُمْ َمل 
نرم لومون 4. 

۳- تسلية الرسول گلا أمام تجبر قومه وعنادهم وكفرهم لئلا تذهب نفسه عليهم حسرات. 

5 - أن على الرسول بيا الإنذار والتخویف والتحذيرء وهداية القلوب بيد علام الغيوب. 

-٥‏ استواء الإنذار وعدمه عند من عميت بصيرته» نسأل الله ا هداية. 


.)٦٦٢ /۱( انظر «بدائع التفسیر)‎ )١( 


سورة البقرة: الآبتان: ٦‏ ۷ 





- 

-٦‏ عقوبة الله تعالى للكفار بالختم على قلوبہم وعلى سمعهم وبالغشاوة على أبصارهم» 
فلا ينفذ الإنذار إلى قلوبہمء ولا إلى أساعهم. ولا ترى طريق ا حق والآيات 
أبصارهم» فانغلقت لديهم أبواب الاهتداء وطرقه بسبب كفرهم؛ لقوله تعالى: 
تم الہ عل فلوبهم وَعَل سَمَعِهِمٌ وكا أنصدرهع خِسوَة 4. 

۷- الوعيد للذين كفروا بالعذاب العظيم؛ لقوله تعالى: #وَلَهُمَ عَدَابٌ عَظِيٌ ۹. 


م8 
پت 53 2 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


2 ن سہ 2 ے سنح ہم ی ۶۳ہ 21 سے صر . 00 سے‎ ٦ 
قال الله تعالى : # وو نَآلنَا سم ن يفول ءامنا الله وَبالیوو لآخر مَاهم يِمُؤْمِنِينَ یعون اللہ‎ 





مر ےرا ر مر ص ر رج م ار م پر سس و 4 ٠‏ عير 20 ہے۔ 2 ہےر بر حا ہو 
وَالزِینَ ءامنوا وما يخدعوت إلا أسھموما ینعم د ل في كُلُوبهم رص فَرَادَهُم ال مرضا وَلْهُمْ 
رم 04 ےم ےھر ص. 4 ر د 2ع ھی ے ےو 22 ےک 5 

داب لی بم اکا وا یزود تا ِا ہلا نید وان الشزضِ فَالوااکما عن ملت © 
گے کے ھے مہو 2 كه 7 تو نو اط و سے سی ہے مرو کے ہے ےم کو سس ہےے۔ 
ألا إنْهمْ هم الْمُفْسِدُ ون ولك لا مروت ۳7 وإِذاقیل لهم ءَامِسُوا كما ءامن لاس فا لوا ومن كما ءامن 


ا ر لے 


اھا انهم هم السّقَهَاءُ وککن ا يعَلَمونَ ) ودا لوال ءَامتُوا الوا ءامنا ودا حَلَوَا إل 
يوم کارا اکم اما عن مكب زود ان ایت بوم وین ف وم يَعْمَهُو 
أزلَيكَاليِنَ اشرو لادی مارت رنیم وماکا و امی کے ©)). 

ذكر الله ك المؤمنين وصفاتهم وما هم عليه من الهداية والفلاح في حمس آيات في 
مطلع هذه السورة ثم ذكر الذين كفروا وما هم عليه من الإصرار على الكفر وعدم 
الإيهان وتوعدهم بالعذاب العظيم في آيتين. ثم أتبع ذلك بذكر الفريق المذبذب بين 
المؤمنين والكافرين وهم المنافقون. وبيان ما هم عليه من دعوى الإيان والكذب 
والمخادعة ومرض القلوب» والإفساد في الأرض والمكابرة والسفه والضلال؛ وما هم 
فيه من الظلمات والحيرة وشدة الخوف مبينا إحاطته كك بهم متوعدًا لهم بالعذاب الأليم 
في ثلاث عشرة آية من قوله تعالى: ٭ وَِنَأَلتًایں مَن يَمُولٌ ءَمَنَا باه وَبالیوو الڈیٹر € إلى قوله 
تعالى : «إإرك الع کل کی کر 4 ۸1- .]٠١‏ 

فبدأ كك بذكر الطيب ثم الخبيث ثم الأخبث منه. نزولا من الأعلى إلى الأسفل؛ 
فبدأ كك بذكر المتقين وصفاتهم تعظيًا لشأنهم وتشريفا وتكريا لهمء ثم ثنى بذكر 
الكافرين» وقدمهم على المنافقين؛ لان كفرهم دون كفر المنافقين» ثم ختم بذكر 
المنافقين» وما هم عليه من الکفر والنفاق» وأخرهم» وأطال في ذكر أعمالهم السيئة؛ 
تحقيرا لهم. وتحذيرا منهم» وبيانا لما هم عليه من الصفات الذمیمة؛ إذ جمعوا بين الكفر 
والنفاق والكذب وسيء الأخلاق. 

قوله تعالمى: وم نَا یں مَن‌یَقُول ءَمَنَا الله َالَو الي ماهم بِمُؤميینَ 47 . 

الواو: عاطفة» أو استئنافية» و«من» للتبعيض» أي: وبعض الناس يمول ءامنا بال 
ويليو الآ وَمَاهُم بموْمِية 4 وهم المنافقون» ولم يصفهم بإيمان ولا كفر؛ لأنهم مذبذبون 
بين ذلك» کما قال تعالی: ## مَدَبَدَبِينَ بن ذلك لَك إل تولك وَلا اکی منؤْلاة4 [النساء: »]١4*‏ وقال 


7-2 


ا 


م 


سورة البقرة: الأيات: 8م ١١‏ 


Oo 
سے‎ 


تعالى: ٭ ولا لقو الِب ءامنا قاو ءامنا وڌا حَلَوَا ِل شَیَطِيدِهم قالوا إِنَا معہم إِنما ححن 
مسكَّهْزءون € [البقرة: 5 .]١‏ 


و «الناس» أصلها الأناس فخففت بحذف الهمزة لكثرة الاستعمال» قال الشاعر: 
إن امنات حصا بطلك ي بف اناس لا 





وهو مأخوذ من «النوس» وهي الحركةء أو من «الإيناس» وهو المشاهدة» أو من 
«الأنس) لأهم يأنس بعضهم ببعض» وكل هذه ا لمعاني فيهم» فهم ينوسون ويتحركون 
لقضاء حوائجهم. وهم يشاهدون أي غير مستترين کال جحن؛ وهم أيضًا يأنس بعضهم 
ببعض؛ لان الإنسان- كما قال ابن خلدون: «مدني بالطبع». 

أما القول بأنه مشتق من النسيان كما قيل: 

وما سمي الإنسانإلالنسيه ولاالقل بإلاأنهيتقلب 

فهذا لیس بصحيح» قال ابن القيم: «لأنه لو كان الإنسان مشتقا من النسيان لقیل: 
(نسیان) لا (إنسان۱۲(۷. 

وامن) فی قوله ##مَنِيَمُولُ 4 کی دس رت سید وو وباليوم 
لاخ ولفظ الجلالة «الله» علم على الرب 5 كك ومعناه: المألوه المعبود بحق محبة وتعظيهاء 
والڑیمان بالله یتضمن الإيان بوجودہ وربوبيته وألوهيته وأسائه وصفاته وشرعه. 

اليو الآ 4 أعيد حرف الجر للتوكيد. واليوم الآخر: يوم القيامة وما فيه من 
بعث الأجساد والحساب والجزاء على الأعمال» ويدخل فيه كل ما أخبر به الرسول ول 
ما يكون بعد الموت من فتنة القبر وعذابه ونعيمه وغیر ذلك. وسمي اليوم الآخر لأنه 
يأتي بعد نهاية الدنيا. 

“وما هُم ِمُؤْمِيِينَ 4 الواو حالية» و«ما» نافية» والباء لتأكيد النفي» أي: وما هم 
بمؤمنين بقلوبهم بل هم كفرة مكذبون. كما قال تعالى: لين أدبب قَالوا ءاملا باه 


ب سے 
م 


(n 


مھ وو کہ رو 


لم تُومِن قلوبهم € [المائدة: ۱ء وقال تعالى: إِذًا جاءك الْمَسَفْقُوںَ قالوا دشہد إِنَاه سول الله 


ها 
سو 
۰ 
N‏ 
١١‏ 
ای 


)١(‏ البيت لذي جرن ا حمیري. انظر «اشتقاق آسماء الله ا حسنی) ص (۳۲)ء «لسان العرب» مادة (نوس). 
)٢(‏ انظر «بدائع الفوائد» (۲/ .)۲٦٢‏ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





د | 51 


وله يَعَلمِنَكَ أرسوله. وألنّهُ هد إن لْممنفْقِينَ لكزبور> € المنافقون: »]١‏ وقال تعالى: ٭ دل 


پا ءامنا تم کرو ف م کل لوح فهر لا يفَفَهُونَ 4 [المنافقون: ۴]ء وقال تعالى: # إِنَّ الذي 


1 
سط 


ے‫ رسيو و الس مو ردج س سے ص کی رک ہے و سم 
کم ءام توائ و کھروا ٹم ازدادوا كرا لر یکن الله لیعفرشم ولا یدهم سبي € [النساء: 


ص 
5 


ا ہے کی 
ےامنواثم و 


7 7 ر نر سررصتیں گت ح۱ ہیں سر کے کے و ےر پا 7 سجر ےرم مس کے گے 
۷ء وقال تعا ی: ٭ ويقولوت ءامنا باه وبالرسول وأطعنا ثم سول فریی مہم من بعد ذلك وما 


ولي ألمي [النرر: ۸:]ء فنفى عنهم الإیمان؛ لأنهم ادعوا الإيمان بألسنتھم؛ ول 
تؤمن قلوبہم؛ ولم تنقاد جوارحهم. والإیمان قول باللسان» واعتقاد بالقلب» وعمل 
با جوارح. 

فهؤلاء الصنف لیسوا من المؤمنين الخلصء ولا من الکفار ا خلص؛ بل هم بین 
هؤلاء وهؤلاء» يظهرون الإیمان ویبطنون الكفر» کما قال تعا ی: #مُدَبَدَبينَ بين ذلك لا لی 
ہل ولا ا ی ہوا © [النساء: .]١47‏ 

وسموا بالمنافقين أخيدًا من نافقاء اليربوع. وهو دويبة صغيرة» بحفر جحرًا في 
الأرضء ويجعل في ہایته مخرجًا للطوارئ» عليه قشرة رقيقة من الترابء فإذا داهمه 
عدو من باب جحره المسمى بالقاصعاء ضرب هذه النافقاء برأسه وخرج. 

وهكذا المنافقون يأتون المؤمنين بوجه» ويقولون: نحن منكم» ويأتون الكفار بوجه 
آخر ويقولون: نحن معكم- كما ذكر الله عنهم: ٭ وَإِذًا لَفُواالدِنَ مَامَنُوأ َالوََامَنَا وَإِدَا لوا 
لل ينو الوا لامع اما عن مُسکہَرِمُونَ € [البقرة: 15]. 

وهذا هو النفاق الاعتقادي الذي يخلد أصحابه في النار» وهم أشد كفرًا من آهل 
الكفر الظاهر؛ لأنهم جمعوا بين الكفر والتكذيب» ودعوى الإيان» وهم أشد الناس 
عذابًاء فهم في الدرك الأسفل من النار وهم أشد خطرًا على الأمة؛ لوجودهم بين 
ظهراني ا مسلمین؛ وهٰذا قال تعالى: #هر اعدو درش 4 [المنافقون: ]٤‏ فحصر العداوة فيهم. 

ولم يوجد النفاق أول الأمر في مكة بل الذي وجد خلافه وهو إخفاء الإیمان خوفا 
من بطش المشركين وتعذيبهم» ولا هاجر الرسول بيا وأصحابهء وأعز الله الإسلام بعد 
وقعة بدر أظهر أناس من أهل المدينة ومن أهل الكتاب» ومن الأعراب الإيان نفاقاء 
وأبطنوا الكفر حفاظا على أنفسهم وأموا حم وكيدًا للإسلام» كعبد الله بن أبي بن 


سورة البقرة: الآيات: ۸ - ١١‏ 


= 
سلول» ففضحهم الله وأظهر عوارهم في هذه الآيات» وني غيرها من الآيات في القرآن 
الكريم. 

قوله تعالى: دیعو الله الذي ءَمَمُوأْوَمَايحْدَعُوب إل سهب وما نعود ). 

قوله: ل يعون الله ولذ ءَامَتُوا 4: المخادعة: المفاعلة من ۳ أو الخداع» 
وهو التغرير. 

أي: يعتقدون أنہم يخدعون الله بإظهارهم الإيمان وإبطانہم الكفرء وأن ذلك نافعهم 
عنده» وأن ذلك يروج عليه ىا يروج على بعض المؤمنين» کما قال تعالى: ٭ بوم سعتهم ال 
جميعا فقون له كا حون ا د وص جو انان عل کی الات هم آل زوت 4 [المجادلة: ۱۸]. 

ولذ ء ےَامَنُوا # معطوف على لفظ الحلالة (الله) ى ويخادعون الذين متو نا 
يظهرون من الإیمان مع كفرهم في الباطن» مداهنة ليأمنوا على أنفسهم وأموالهم 
ويعيشوا عيش البهائم. 

وما دعوت إل أشَْهُحْوَمَا سَنْعرُونَ ۹ء قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو «تُخادعون) 
بضم الياء وألف بعد الخاء وكسر الدالء وقرأ الباقون «يخدعون» بفتح الياء وسكون 
الخاء وفتح الدال من غير ألف. 

الواو: حالية» واما) نافية في الموضعين» و«إلا» أداة حصر أي: وما يخدعون في 
الحقيقة ويضرون بهذا النفاق إلا أنفسهم» فضرر خداعهم محصور فيهم» وعلى أنفسهم. 
ولا يضرون الله شيئاء کا قال تعالى: ِن ألْمُتْفْقِينَ يعون الله وهو حَددِعَهُمَ € [الساء: 
.]١ 7‏ 

لان الله كك يعلم سرهم وعلانيتهم» ولا تخفى عليه خافية من أعماھم؛ کم أنہم إن 
خدعوا المؤمنين في الظاهر فعاقبة خداعهم ونهايته عليهم وهم ا تضررون به لأغيرهم. 

#وَمَا سْعرُونَ ٭ الواو: حالية» أو عاطفة أي: وما يحسون. وما يدركون؛ لضعف 
أحاسيسهم وموت شعورهم»ء وجهلهم أنہم في مخادعتهم الله والمؤمنين إنما يخدعون 
أنفسهم» حيث منوها الأماني الكاذبة» وأوردوها موارد الشقاء والهلاك والردی. 

وهذا لعمر الله من أدهى المصائب وأعظم البليات أن يخدع الإنسان نفسه وهو لا 





عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





د | :51 


2 
e 


یشعر۔ 

قول تعال: ف بكر كرام ا مرا رکه دائ آیڈ باك ايكذ ؤة )4. 

قوله: # فی فلوبهم ترص 4 مرض القلب خروجه عن صحته وسلامته واعتداله 
وهو نوعان: 

أ- مرض حسي» كمرض سائر أعضاء البدن؛ كارتفاع ضغط الدم وانخفاضه. 
وارقاء ع إلا الدلووا تسد انها اترک ذلك 

ب- ومرض معنوي» وهو ینقسم إلى قسمين: 

-١‏ مرض شهوة» وهو أقسام ثلاثة: شهوة البطن» وشهوة الفرج؛ وشهوة اتباع 
الهوى. 

۲- ومرض شبهة وشك وكفر ونفاق» وهو ا مراد في قوله تعالى: # في لوبهم عرض 
فَرَادهم الله مرضا ضا . 

قال ابن القيم: «ومرض القلب خروجه عن صحته واعتداله» فإن صحته أن 
يكون عارفا بالحق محبا له» مؤثرا له على غيره» فمرضه إما بالشك فيه» وإما بإيثار غيره 
عليه. فمرض النافقين مرض شك وريب» ومرض العصاة مرض غي وشهوة» وقد 
سمى الله كلا منهما مرضا)17). 

وفي مجيء جملة # فى فلوبهم رص # اسمية دلالة على ثبوت هذا المرض وتمكنه من 

#فرادهم ال مرا 4 الفاء عاطفة» وفيها معنی السببية» أي : قب ذلك أن 
0 الله مرضا غطى على قلو ہم وران عليهاء کما قال تعالى: کا بل ران عل وم ااا 


ا 2> 


تسم ون 4 [المطففين: .]١5‏ وقال تعالى: وا اليرت ف فَلوبھم َر فزاد تم رسال 


رص 2 


3 رجَسِهم وَمَانَوأ وهم ڪلفروبت € [التوبة: .]٦٤٢‏ 
وني هذا دلالة على أن سبب إضلال الله هم هو من تلقاء آنفسهم» کم قال تعالى: 


لوقب اون کہم دایص رھ ج گما لوم رو او َو € [الأنفال: 21٠١‏ وقال تعالى: طقَلَْارَاعُأ 


.)۲٦٢ /۱( انظر «بدائع التفسير»‎ )١( 


سورة البقرة: الآيات: ۸ - ١١‏ 





mm 
ا‎ 
نھ کے ہیر‎ 


راع آنه يهم € [الصف: ٥]ء‏ و قال تعالی: کن تولوا اعم آنا بريد آله أن م بض دوي 4 
[المائدة: 49 ]. 

كا أن فيه دلالة على زيادة الإيان ونقصانه؛ لأنه إذا كان مرض القلوب يزيد 
وينقص فكذلك الإيان يزيد وينقص. 

وَل عَدَابٌألمُ 4 العذاب: العقاب ألم 4 «فعيل» بمعنى «مفعل» أي: مؤلم موجع 
توب س پے و کو رھ ہو بج 
ا حسی؛: کا قال تعالی: # هما آرادوا أن يريجو ہا ید یافیا وَقِيِلَلَهُمَ دوفو عَدَابَ الدَار الى 
قشر بو کے 4 [السجدة: ٢۲]ء‏ وقال تعا ی: وغوه اکا تر لحم صلوۂ ل ر في 
لیا درعھا سبعوت ذراعا فاسلکوه )إن کان لا وین اہ الْمظِيم © دلا عض عل طعاع ای کین کک 
کلیس لَه الیم ھا کے ا امم إلامن لین © لایا إلا یون [الحاقة: ۳۰ - ۳۷]. 

#يمَا كنأ يَكْذِبُونَ © الباء للسببية» وما مصدرية. 

قرأعاصم وحمزة والكسائي #يَكَدِبو د 4 بفتح الياء وإسكان الكاف وكسر الذال. 

وقراً الباقون بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال ايكَذّبون). 

أي : بسبب كذبهم بقوهم: #دَامَنَا باه ويالم الاجر وَمَا هُم بِمُؤْمِدِينَ 4ء وبسبب 
تكذيبهم الله ورسوله» فاجتمع في المنافقين أقبح الصفات» وأسوأ الخصال؛ الکفر 
والتكذيب» وهذه شر الأحوال؛ وهذا توعدهم الله بسبب ذلك بالعذاب الأليم» بل 
بأشد العذاب» وهو الدرك الأسفل من النار؛ لأن الجزاء من جنس العمل» قال تعالى: 
«إذَّ لقن ألدّرَكٍ سكل من آلا وکن ید لَہَم تصميرًا 4 [النساء: 4 .]١‏ 

قوله تعالی: َدَا بلهملا فی دون الأزض قَالوا تما تم ميخرت ©4 . 

بهم القائل هنا وفي قوله: # وداه لَه ءایثوا 4 لیعم أي قائل کان» أي: وإذا قيل 

ول المنافقين: لا تفسدوا في الأرض. والإفساد في الأرض بالكفر والمعاصي» والذي 
يكون سببًا هلاك ا حرث والنسلء وكثرة الصائب والكوارث من الزلازل والأعاصيرء 
والأوبئة والأمراض الفتاكة» والجدب والقحطء وا حروب المدمرة».. ٠‏ وفقدان الامن 
وغير ذلك» کا قال تعالى: 8 وَمِنَ الاس مَن يُعْجِبُكَ فَوْلَهُء فى ية ادنيا وَجُشَهِدُ الله 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





ے2 

عل ما فی كليو وهو 7 حر إذا تول سن فى اَلْأضِ ليُفْسِدَ فِيها وَيُهلِكَ لحرت 
لق ولاف وا ذا قِيل له کو اله اخدنة ای ا لقان جم 
تن لْمهَاد» [البقرة: 5 -7١‏ ٢٠]ء‏ وقال تعا ی: ل ظھر الفساد في أل وَالبُحيعا كسجت 
ی الاس يديهم بعص تارف هوا ْم ارم ار تال ض2 0 
بن سو یا کٹ ادیک ر وَيَعْهُوا عن کثبر 4 [الشوری: ۰ء وقال تعالى: # وضرب الله 
متلا فررة ان 31 0 يا رِرّمُها داف كل مَكَانِ وُحكهرتٌ امم اله 


ادها اله لباس الجوع رارف ہکا کا کے کک مدن 070 ال نان 
0 مد هذا َال فرعوت بسن وَنَقّصٍ هَن لمت لعلو كرون # [الأعراف: .]١١١‏ 

لاوا ما کن مُصلِحُورت 4 (إن|»: كافة ومكفوفة» تفيد الحصرء أي: ما نحن إلا 
مصلحون» أي نعمل للإصلاح, أو للإصلاح بين المؤمنين والكافرين» ومدارة هؤلاء 
وهؤلاء» وهذا منهم قلب للحقائق» وجمع بین فعل الإفساد واعتقادہ إصلاحا؛ لان 
نظرتہم للحياة نظرة مادية بہیمیة فقط. 

کا قال تعالى عنهم: وَأ ادوا مدا ضرا و کف قربا ب الْمُؤمنيرت 

4 لن الا الْحسى واه يشم دإ کذوت‎ N ا وا‎ O ا ا‎ a 

[التوبة: ۱۰۷]. 

قوله تعال: لِم هم المع دود کک لامنتبة ©)4. 

«ألا» للتنبيه والتوکید و«إن» للت وكيد» وضمير الفصل هم أيضًا للتوکید والحصر. 

#الْمْمَسِدُونَ ٭ أي : الممسدون 20 غاية الافساد وأشده. و لسن غيرهم؛ ولهذا قال 
نع لے عل : الو حدم كتلهمالتة 2 ا مؤْفَكْونَ4 [النافقون: 4 ]. 

فكذبهم كلك بدعواهم الإصلاح» وحصر الإفساد فيهم» وأكده بأربع مؤكدات وهي 
«Yλ‏ التي تفيد التنبيه والتوکید و«إن» وضمير الفصل (ھم)ء وتعريف الخبر «المفسدون). 

فهم أشد الناس فسادًا في الأرض بكفرهم بربهم ومعصيتهم له وشكهم في دينه. 
وزعمهم کلبّا أنهم مؤمنون. وهم أعظم خطرًا على الإسلام والمسلمين من جميع 
طوائف الكفر والضلال» من أهل الشرك والإلحاد ومن اليهود والنصارى وغيرهم؛ 
لأہم بهذا المسلك وهو إظهار الإسلام مع إبطان الکفر يكيدون للإسلام أشد من 


سورة البقرة: اللآيات: ۸ ۔ ١١‏ 


= 
أعدائه الظاهرين» فهم بين أظهر المسلمين يطلعون على أسرارهم ویفشونا إلى أعدائهم 
یزعمون آم مع المؤمنين» ويوالون أهل الكفر من اليهود والمشركين وغيرهم» بل 
یتمالؤون معهم ضد المؤمنين» کما قال تعا لی عنهم: # وَإدَا َالِ اموا الوأ امنا ودا 
حْلَوَاْ ل شَوَطييِهم كَالوا امع إِمَا عض مكبر کَہَرْهُونَ ٭ [البقرة: 14]» وقال ٦‏ ل: أ تی 
لدت افوا ُِولُونَ لإخوينهم الَذنَ مروا من اَهَل آلب لین جر خر مک ولا 
یع فیک امتا | ہا وین فشر نشیک رنہ بد پت کو4 ١1‏ ٦ء‏ وقال تعلق: 





2 
ہے وو وہہ سر برع سل سے ص١‏ سر سر مر سے سر ورج معو 


© فترى أل لین تووم تر تروت رزو ووو تت أن شوت رة سی لہ أن یآ المت أو 
آم من عندو فيه ہم جو وی سی وو ۲ء وقال تعالى: # امم 28 
اکٹ نشار ا مروت ال ڪر ونوت عن المعروف وفطورت 
7 4 0تت رت المتتفقير هم الْفَسِفُوت € [التوبة: .]٦۷‏ 
#ولكن لا ینم وة 4 أي : جس سس سب 
يرون الإفساد إصلاحاء والإساءة إحساناء کم قال تعا ی: # آفمن زين ل ناف ا 
يعار عه می و ا ےر ہے کو ممم 


حسما فان الله يضل من اء وہدی من يِه 4 1فاطر: ۸ء وقال تعالى: وَل هل نی اخسن 


سے 


۹ 


اعلا (5) الدِينَ ضل سعیہم في وة الدیا وم سيون انهم نون نع 0گ 
ری وے۔ ما 


رتو لاپ فت ت أعمللهم فلا نق هم بوم لقم ويا [الكهف: ]٣٠١ -٣۳‏ وقال تعا ی: ¥ ومن 
یعش عن ذکر لحن دقر له شیطلتا فهو له رین © و يض دوم عَن الیل وَيحْسَبونَ آم 
مَهْتَدُونَ # [الزخرف: ٦۳ء‏ ۳۷]. 

وقد أحسن القائل: 

يقضى عل المرء فی أيام محتته ١‏ حتى یری حسنا ما ليس بالحسن 

قوله تعالى: # ودا مل له َامِمُوأ گیا ءامن الاش قالوا انی كما ءامن اش کہا ا 
سمه وک لا يعَلَمُونَ (45 . 

قوله: # وَإدًا قير لَهُمْ عَامِنُوأ كمآ ءَامَنَ ) اش | الكاف: للتشبيه» وهي صفة لمصدر 
محذوف. أي: آمنوا إيانًا کإیمان الناس» أي: إِيانا یتوافق فيه الفعل مع القول» والباطن 
مع الظاهر؛ قولا باللسانء واعتقادا بالقلب» وعملا بالجوارحء إيانًا بالله وملائكته 


عون الرحمن في تفسير اثقرآن؛ ج٢‏ 


= 
وكتبه ورسله واليوم اللآخر؛ وبكل ما يجب الإیمان به من المغيبات السابقة واللاحقة ما 
أخبر الله به ورسوله ية واستسلموا لذلك وانقادوا له بفعل الأوامر وترك النواهي. 

وا مراد بالناس الصحابة- رضي الله عنهم - وغيرهم من المؤمنين. 

وإنما قيل لهم هذا القول؛ لأن إیمانہم جرد دعوی؛ وقول بلا عمل» وهم يعلمون 
ذلك من أنفسهم؛ ولهذا لم ينكروا ذلكء بل قالوا إقرارًا منهم» وأنفة أن يكونوا مع 
المؤمنين بمنزلة واحدة؛ وعلى طريقة واحدة: 

نوم نَكَاءَامَلشْمَهَة4 الاستفهام للإنكار والنفي والتحقيرء أي: آنؤمن إيانًا كإيهان 
السفھاء ويعنون بذلك- أخزاهم الله- صحابة رسول الله بيا وغيرهم من المؤمنين. 

والسفهاء: جمع سفيه» وهو من لا يحسن التصرف» والسفه ضد الرشد والعقل» 
والسفه يكون في الدين» کا قال تعالى: ومن بر عن مَل هسم للا من سَههَ تفس پ4 
[البقرة: ۰٣۱]ء‏ وقال تعا ی: #سيفول السفهاء مى الاس ما ولنم عن فلم 4 [البقرة: »]٠٤١‏ وقال 
تعالى: ‏ قَدَ حَِرَ الذي كَمَلُوَا أَوْلْدَهُمَ سَفَهَئا بِقَبر عِلر 4 [الأنعام: »]٠٠١‏ وقالت الجن في 
حكى اللہ عنهم: ل ونه کات قول سَفِيمَْاعَلَ الہ صا 4 [الجن: :]. 

كما يكون السفه في ا ال؛ فالسفيه في ا ال من لا بحسن التصرف فيه ولا يعرف 
وجوه المصالح فيه کا قال تعالی: #ولا ونوا نمو لک ای جع للع لک وا 4 [النساء: .]٥‏ 

ويكون السفه في الولاية» فالسفيه فی الولاية من لا يحسن التصرف فيهاء سواء 
كانت من الولایات العامة» أو الولايات الخاصة. 





ومراد المنافقين في قوهم: امن کہا َامَنَ مء رمي الصحابة وغيرهم من 
المؤمنين بالسفه في الدين والذي هو أعظم أنواع السفه؛ وهذا رد الله كك عليهم بقوله: 
ا إِنَهُ هم السّمَهَاهُ وككن لا یَعْلَمُودَ 4 وهذا دأب المكذبين ودعاة الباطل يصفون أهل 
الحق ومن يدعوهم إلى الله من الرسل وغيرهم» ويرمونهم بأبشع الصفات» لينفروا 
الناس منهم ومن اتباعهم» فیرمونہم بالسفه وا جنون والسحر والكهانة والشعر وغير 


ذلك ىا قال تعالى: ##كَدَلِكَ ما اق الَدينَ مِن قبلهم من رسول إلا قالواً سار أو جحو € [الذاريات: 


پ ہر ہے ساس عر حر ود و 


۲ء وقال تعالى عن قوم نوح أنهم قالوا له: انومن لك واتبعك الَاردلون ۴ [الشعراء: ٢١١]ء‏ 


سورة البقرة: الآيات: ۸- ١١‏ 


— 


1 رص رص 20 م 


وقالوا أيضًا رما زرلک ابُعلک إلا الت هم اراتا بادی الاي وما زی 1 
صل بل ظکم كيت 4 [هود: ۲۷]. ۱ ۱ 

وكم لاقی علماء ودعاة الإسلام عبر تاريخ الامة الطويل من الاذی والاتہام من 
دعاة الباطل. من المنافقين والكفار وأهل البدع والمعاصي. 

وني هذا دروس للدعاة إلى الله كَبْكَ؛ ليعلموا أن طريق الجنة محفوف بالمكاره» ولیس 
مفروشا بالورود والرياحين» وکا قيل: 
فدرب الصاعدين كم علمستم بهالأشواك تکشسر لا الے رود(١)‏ 

انهم هم سّنَهَُ 4 أكد كك في هذه الآية السفه وحصره فيهم» کم أكد وحصر 
نہیں بل وھ لْمْعَسِدُونٌ #. 

فهم السفهاء تا لآمهم کفروا بالله وكذبوا بيا جاءهم من ا حق ما يدل على 

ہہ سر شی سام ا اا 0 
ودفاع عن ا مؤمنین وقد أحسن القائل: 
وإذا أتتشك مذمتى من ناقص فهى الشهادةلي بأني كامل(7) 

کن لا يمْلَمُونَ 4 أي: لا يعلمون العلم الذي ينتفعون به» ولا يعلمون أنهم هم 
السفهاء» لعمى قلوہہم وانطماس بصائرهم» وجهلهم المطبق. 

وقال هنا إوككن لَا يمَلَمُونَ 4 فنفى عنهم العلم لأن السفه والجهل أمر معنوي» بینم 
قال في الایة السابقة: الهم هما لْمُْعْسِدُونَ ت لاکن لاد مَنْعرُونَ 4 لآن الافساد في الأرض 
أمر حسي يدرك با حواس 

فسبب ضعف إدراكهم وموت حواسهم وجهلهم المطبق» وعدم علمهم وانطماس 
بصائرهم یذعون الإیمان وهم کاذبون» ويخدعون أنفسهم وما یشعرونء ویفسدون في 
الأرض ويزعمون أنهم مصلحون» وهم في الحقيقة هم المفسدون ولكن لا يشعرون. 





)١(‏ البيت للشاعر وليد الأعظمي من قصيدة له في كتابه «الزوابع» بعنوان «شباب الجيل». انظر: «الأعمال الشعرية 
الكاملة» ص۸۵ . 


.۱۸۰ البیت للمتنبى» انظر: «ديوانه) ص‎ )٢( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


س 
ويرمون ا مؤمنین بأنہم السفهاء وهم في ا حقیقة هم السفهاء ولكن لا يعلمون. 

قوله تعالى: # وَإِدا لَموأالدْنَ اموأ قا وا ءامنا وَإِدَا حَلَوا ى سَيلطينِوم َالو نامه کا 
هزون )4 . 

قوله: © وَإدَا لَتواالِنَ ءَامَثوا 4 أي: إذا قابلوا الذين آمنوا أو كانوا معهم #كَالوَا 4 
أي: قالوا للمؤمنين #دَامَنَا4 بألسنتھمء وأظهروا ذلك هم نفاقًا ومصانعة دون اعتقاد 
ذلك بقلوبهم. 

لوَِدَاحَلَوا إل سَْطِيننَ 4 ضمن الفعل اَلَأ 4 معنى (رجعوا) أو (انصرفوا) وہٰذا 
عدي ب(إلى» ولو لم يضمن لقيل: مع شياطينهم» والمعنى: وإذا رجعوا أو انصرفوا إلى 
شياطينهم خالین بهم» ليس معهم أحد من المؤمنين کما قال تعالى: ولا موک الوأ ءامنا 
وَإذَاخَلوَا حضوا کم نامل م نَالْمَيَنلِ 4 [آل عمران: ۱۱۹]. 

والشياطين: جمع شيطان» مشتق من شطن بمعنى بعد عن رحمة الله تعالى» وعن كل 
خير» وهو: كل متمرد عاتٍ خارج عن طاعة الله تعالى» من الإنس والجن والحيوان قال 
تعالی: #شيلطین آلإ وَالْجِنَ دو بَعَصَهُمَ ل بعض حرف اقول عورا [الأنعام: ؟١1].‏ 

وقال تيدم «الكلب الأسود شيطان». 

والمراد شياطينهم كبراؤهم ورؤساؤهم في الكفر من المنافقين واليهود والمشركين. 

َالو أي: قالوا لشياطينهم لمکم 4 أي: إنا على دينكم» ثابتون على ما أنتم 
عليه من الاعتقاد أعوان لكم على من خالفكم. 

وقد خاطبوا المؤمنين بقوهم لءَامَنَا* بالجملة الفعلية بلا تأكيد» إما؛ لعلمهم أن 
ذلك لا يروج على المؤمنين» وإما؛ لعدم اهتمامهم مهم» وخاطبوا قومهم بقوهم: لن 
سکم 4 با حملة الاسمية المؤكدة بأن الدالة على الثبوت؛ تأكيدًا لقومهم» وكان الأولى 
العكس» أي التأكيد للمؤمنين؛ لأنہم هم الذين يشكون في إي|نهم» أما قومهم فلا داعي 


؛)۷٥۰( والنسائى في القبلة‎ »)7١7( ۱ء وأبو داود في الصلاة‎ ٠( أخرجه مسلم في الصلاة- قدر ما يستر المصلى‎ )١( 
والترمذي في الصلاة (۳۳۸)ء وابن ماجه في إقامة الصلاة (۹۲) من حديث أبي ذر «#ك.‎ 





سورة البقرة: الآيات: ۸ - ١١‏ 


اناك 


لما عن مُستَوْرِءُونَ 4 تقرير وتأكيد لقوهم: امعم € قرأ أبوجعفر (مستھزون) 
بالتخفيف بلا مز وقرأ الباقون بالهمز م#مُسَمَبْرْءُونَ ۹. 

و«إنا»: أداة حصرء أي ما نحن إلا مستهزئون. 

والاستهزاء: السخرية» يقال: هزأء واستهزأء فالسين والتاء للتاکید؛ أي: إنما نحن 
ساخرون بالمؤمنين» خادعون لهم بقولنا: ءامنا فهم يمون المؤمنين بوجه ويلقون 
الکافرین بوجه آخر؛ ذلا منهم وخوفا وجبنا؛ ليسلموا من ملامة هؤلاء وهؤلاء» ولو 
عاشوا اذل العيشء كما قال تعالى: ##مَُذَبدَبِينَ بی ذلك لآ إل هول ولد إل هلا 4 [النساء: 


سے عم یہ سے ر ت رم مر لار 


۳ء وقال تعا ی: # فتری الذي ف لوبهم رض صنرعوت فہم يفولون خی أن نيسا دآيرة 4 
[المائدة: .]٥٢‏ 

قوله تعالی: ٭ ا سہزئ بوم وه فينم يَعْسَهُودَ ا(٥‏ . 

قوله أله رئ بوم 4 جواب لسؤال مقدر كأنه قيل: من الذي يعاقبهم وینتصر 
للمؤمنين فقال: # الَٴيَنکہَرِ یم 4؛ ولهذا قدم اسم الله كك تقوية للحكم» وتنويًا بشأن 
دفاعه عز وجل عنهم» ونصره لهم. 

والمعنى # لَه سَمَرِئ مم 4 أي: الله يستهزئ ويسخر بهم مجازاة لهم على استهزائهم 
وسخريتهم بالمؤمنين؛ لآن الجزاء من جنس العمل» وإلا فإنه كك لا يوصف بالاستهزاء 
والسخرية والمخادعة والمكر والكيد مطلقاء وإنا يستهزئ كك بالمستھزئین به وبدينه 
وبرسله وأوليائه» ويخادع المخادعين في ذلك» ويمكر بالماكرين» ويكيد للکائدین. 
ووصفه بأنه يستهزئ بالمستھزئین ويخادع المخادعين ويمكر بالماكرين ويكيد للکائدین 
من کال بك وتام قدرته وقوته؛ ولهذا قال هنا ٭ الہ يبَر بهم 4ء كما قال تعالى: 
یعون الله وَهُوَ خَددِحُهُم € [الساء: ٤٤]ء‏ وقال تعالی: #ويمكرون ویک ا ويه کی 
لْمَحكرِنَ ۹ء وقال تعالى: e‏ سف € [یوسف: ۷۲]. 

وقال تعالی: لإ یدو کد )اكد كِدَا» [الطارق: »]٠١ ٠٠١‏ وقال تعا ی: 
« الت لموک زی ف أصَّدَفََتٍ ولیت لَايَدُونَ إل 
٢ع‏ متسو متم سير الل ہم ویک عدا ای 4 [التوبة: ۷۹]. 





5 عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 

کما قال تعالی: * ولد تر برشل من 5 
يهو سرون € [الأنعام: ۱۰ء الأنبياء: .]٤١‏ 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية“: «وأما الاستھزاء والمكر بأن يظهر الإنسان الخير 
والمراد شر؛ فهذا إذا كان على وجه جحد الحق وظلم الخلق فهو ذنب محرم» وأما إذا 
كان جزاءً على من فعل ذلك بمثل فعله كان عدلا حستًاء قال الله تعا ی: ٭ ودا لَمُواََدِينَ 
ءَامَتُوأ الوا ءامنا وَإِدَاحَلَوا ل سينو قالواإِنَامَعکم ماع کہ زو )سه زئ بج € فإن 
ا جزاء من جنس و وقال تعالی: ‏ ومکروا مک وم کرتا سڪ 4 0 ]٠‏ کم 
قال: لن یدو نکد ا ) اك کا € [الطارق: ٦١]ء‏ وقال: وکل ےڈنا لوف 4 [يوسف: 
٦ء‏ وكذلك جزاء المعتدي بمثل فعله؛ فإن الجزاء من جنس العمل؛ وهذا من العدل 
ا لحسن» وهو مكر وكيد إذا کان يظهر له خلاف ما يبطن». 

ومن استهزائه كك ہہؤلاء المنافقين المستهزئين أن زین لهم ما هم عليه من الأعمال 
والأحوال الخبيثة» حتى ظنوا أنهم مع ا مژؤمنین؛ لما لم يسلط الله المؤمنين عليهم» و 
دماءهم وأمو امم مع ما أعد لهم من العذاب الأليم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار. 

قال ك خاطبًا نبيه يك: « ولد بز شل بن قِكَ قاملیت لان کفروا ثم آخذ تہم 
تہ 

ومن ذلك ما يقال هم في عرصات القيامة: #ارجعوا وراه اک اتسوا نوراق ص صرب يديم سور 


ید م ضح سا مر 


باب 8900+ رمن قبا لْعَدَابٌ 4 [الحديد: .]۱۳٢‏ 
یمام في يِه يَعْمَهُونَ 4 معطوف على قوله: « أله مَہَرٔ بهم 4 وهو من 
استهزاء الله مهم ہڑود ٹک أي. يزيدهم على وجه الإملاء والترك لهم في عتوهم وتمردهم. 
للف طعَيَِهَ * الطغیان مجاوزة الحد» قال تعالى: و ملت في لري [الحاقة: 
۱ء وقال تعالی: امن طعن ۳او ار کہ اذیا )قان الججير ھی الماویٰ € [النازعات: ۳۷- ۳۹]ء 
وقال تعا ی: کا ان الا لاضن لطب )ان اسي توم [العلق:٦ء‏ ۷]ء ات 





ے ص الى .واس 4س ہس ظر٥‏ 
لك محاق با أزرت سخووا متهم مَُاکائوا 


£ 


(۱) انظر «مجموع الفتاوى» (۲۰/ .)٤١١‏ 


سورة البقرة: الآيات: ١١-۸‏ 


= 





ومنه سمي الطاغوت؛ لتجاوزه الحد في الكفر. 

ومعنى فى طَعْينِهِمَ 4 أي: فيا هم فيه من مجاوزة الحد في الكفر والنفاق والخداع 
والإفساد والاستھزاء کا قال تعالی: #«سَتَسْتَدُيجَهُم من حَيْثُ لَايَعَلمُونَ ۵9 وَأْمَلى لَهُمْ رگ 
7 4 [الأعراف: ۱۸۲ القلم: ٤٥٤]ء‏ وقال تعالى: لی لا بحسن ادن ن قروا انما ْمَل هي حر 

فيم اتا مَل م لیر لعزدادوا وا فا وهب عَذَاب مهن 4 [آل عمران: ۱۷۸]ء وقال تعا ی: 

: اس 200000 نس سسی 0[. 

وقال كلل: "إن الله ليملي لظام حتى إذا أخذه لم يفلته» ثم قراً: الاک أخد ريك 
مك وهی ظَِمَة إن أخده الیم سید 04 (0). 

#يَعمَهُونَ © حال أ حال کونہم يعمهون, والعمه: الضلال والحيرة وانطماس 
البصيرة» كالعمى بالنسبة للبصرء أي: يتخبطون في الضلال والخحيرة لا يعرفون 7 
ولا یہتدون إليه» کا قال تعالى في إخوانهم الكفار: #ونقلب اید تم وأبصدرهح گما و 
بوه اول موود رهم في طْعْيكنِهم َعَمَهُو نَ # [الأنعام: ۰[ 

قوله تعالى: ¥ أوْلَِكَ لذن اشرو الصَّكَلَةَ بالْهُدَئ ہما ربحت رتهم وما کاو 
مرت ©). 

هذا مقابل قوله تعا لی في المؤمنين: ٭ وک عل هدى من زیھم ووك هم المح % 
وقوله تعالى في الكفار: حَتَم آله عل ويه ول سمه كج مره فكو وَلْهُمَ عَذَابُ 
عَظِيٌ #. 


إا 


م 7.4 


ك لذن أشتروأ الضللَة بألْهُدَئ 4 الإشارة للمنافقين الموصوفين بقوله 
تعالى: TT‏ يمول ءامنا اله وَبأَلیوو لأر وَمَا ہم بِمْؤْمِنِينَ بن ٭ وما بعده» وأشار إليهم 
بإشارة البعيد «أولئك)؛ تحقيرًا لهم» وإشارة لسفول منزلتهم. 


تا“ 
ا 
7 
ج 
با 


)٦٦۸٤( 4 أخرجه البخاري في التفسير - قوله: #وَكَدَلِلى أَحْذ ريك دا أُحَدَ الشریٰ وھ ه َه إن خد الیم سید‎ )١( 
ولول الى مار اھر غ رای ی ا بر ساص ات‎ 


ا عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 
لذي أشكروأ 4 أي: اختاروا للا أي: العماية» وهي ما هم عليه من النفاق 

والكفر والخداع والسفه» والاستهزاء بالمهتدين. 
#بالْهُدَئ * أي: بالإيهان» فبذلوا ا هدى والإيان ثمتا للضلالة والنفاق. 
الما ربحت رتهم 4 الفاء عاطفة. 
واما) نافية» والربح في الأصل: الزيادة على رأس المال. 
والتجارة: في الأصل اسم يقع على عقود المعاوضات التي تطلب بها الأرباح 

كالبيع والشراء والإجارة ونحو ذلك. 
أي: فما ربحت تجارتهم حين اشتروا الضلالة باهدى» بل خسروا أعظم الخسران» 

كما قال تعالى: لن كيرت الس حيرا اہم اهلب َم الم آلا درك هو لرن المي 4 

.]١6 [الزمر:‎ 

وَمَا کاو مُهَتَیبے * الجملة معطوفة على ما قبلهاء أي: وما كانوا على هدى في 
منهجهم ومسلكهم حيث اختاروا الضلالة واعتاضوا بها عن ال هدى فخسروا الصفقتين 

فلا ربح ولاهدى. 
الفوائد والاأحكام: 

-١‏ دعوى فريق من الناس الإيان بالله واليوم الآخر قولا بألسنتھم فقط وهم 
المنافقون» ونفي الله كك وإبطاله لقوهم» وتأكيد عدم إیمانہم؛ لقوله تعالی: ومن 
الاس من يمول ءَامَنَا ال وَيلْيوْ لآير وَمَاهُم بمْؤْمِنِينَ 4. 

؟- لابد في الإيهان من تطابق القلب وتواطؤه مع اللسانء فالإيمان بمجرد اللسان لیس 
بشيء. 

۳- بلاغة القرآن الكريم وحسن نظمه وترتيبه» فابتداً في هذه السورة بذكر المؤمنين 
احص عناية بهم وتعظيًا لشأنهم ثم ثنى بذكر من عداهم وهم الكفار» وقسمهم 
إلى قسمين: كفار حلص كفرهم صريح» ومنافقون جمعوا بين الكفر والكذب 
وأخر ذكر هذا القسم وهم المنافقون؛ لأنهم أشد كفرّاء وأعظم عذابًاء فانتقل من 
الحسن إلى السیئ: ثم إلى الأسواأً. 

- في إظهار بعض الناس الويهان مع كفرهم في الباطن دلالة على ظهور الإسلام وقوة 





سورة البقرة: الآيات: ۸ - ٠١‏ 5 
شوكته وقت نزول الآيات؛ لأہم إنا سلكوا هذا المسلك لتسلم لهم دماؤهم 
وأموالهم؛ ولهذالم يظهر النفاق إلا في المدينة بعد أن قويت شوكة الإسلام. 
-٥‏ أن الإيوان بالله؛ بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته هو أصل الإيمان وأعظم أركانه؛ 
لقوله تعالى: لوم اَی يفول ءَآمكَا ياه 4. 
-٦‏ أن الین باليوم الآخر من أعظم أركان الإيان لقرنه بالإيان بالله- تعالى؛ لقوله 
تعا ی: #وَبالَوْ الآ 4 وهذا يرد كثيرًا في القرآن الكريم؛ لأن الإیمان باليوم الآخر 
من أعظم ما يحفز ويحمل على العمل. 
۷- أن يوم القيامة هو آخر الأيام؛ لقوله تعالى: #وَبآلْيوَو آلآينٍ4؛ ولهذا يقال: إن آخر 
ليلة من الدنيا صبيحتها يوم القيامة. 
۸- مخادعة المنافقين الله والذين آمنواء وهم في ا حقیقة إنما بخدعون أنفسهم؛ لأن الله كك 
لا يخدع. ولا يخفى عليه شىء ولأن خداعهم للمؤمنین لا يضرهم» وإنم| يعود 
ضرره على المنافقين أنفسهم؛ لقوله تعالى: ليحيعُونَ اله ولي مرا وما دعوت 
إل أنصَْهُم4. 
9 - أن سبب ضلال المنافقين مرض قلوبهم؛ لقوله تعا ی: # فى قلوبهم رض فَرَادَهُم الہ 
مَرَضًا . 
۰-۔ إثبات زيادة الأعمال صالحة أو غير صالحة. وزيادة الإيان والكفر؛ لقوله تعالى: 
رادم امرس ). 

-١‏ الوعيد الشديد للمنافقين بالعذاب الأليم بسبب كذم ونفاقهم؛ لقوله تعالى: 
#وَلَهُمْعَدَابُ ليد يِمَاكاأْيَكْذِبْونَ 4 ونی هذا ذم الكذب والنفاق. 

۲- ربط المسببات من العقوبات وغيرها بأسباءها وأن الله كك لا يعذب أحدًا إلا 
بذنب؛ لقوله تعالى: #وََهجَ عَدَابُ الي يمَاكَانوأْيَكْذِبُونَ 4. 

-٣۳‏ زعم المنافقين الإصلاحء والرد عليهمء وبيان آنہم هم المفسدون في الأرض 
حقیقة؛ لقوله تعالی: # اویل لهم لا نُفْسِدُوأ في الْأَرضٍ قَالوا اننا عن مصلحوت ل 


بعر صر 


ألا إِنَهُمْ هم الْمُمَسِدُونَ ۲ 





عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 





٦٦| > 

5- تحريم الإفساد في الأرض» وأن النفاق من أعظم الإفساد نی الأرض؛ لقوله تعالى: 
Ye‏ نوا فى رض 4 

-٥‏ ينبغي ا حذر من المنافقين» وصفاتهم الذميمة» فهم يدعون الإيمان وهم كاذبون. 
ويزعمون الإصلاح وهم المفسدون. 

-٦‏ موت شعور المنافقين» وضعف أحاسيسهم» وانطماس بصائرهم» وعمى قلوہم؛ 
وهذا من أعظم البلوى؛ لقوله تعالى: وما يَمْعْرُوت 4ء وقوله تعالى: إولكن لد 


کت نون . 
۷-۔- وجوب الإيان بكل ما أوجب الله الويهان به؟ لقوله تعا ی: ٭ءامِنُوا كما ء٤َامَنَ‏ 
الاش 4. 


۸- شدة طغيان المنافقين وإعجا۔ بهم بأنفسهم؛ لإنكارهم على من يدعوهم إلى الإيمان. 
ورميهم المؤمنين بالسفه؛ لقوله تعالى: الوا اومن كما ءامَىَاسَهاً 4. 

۹- جرأة المنافقين ونحوهم من أعداء الله ورسله على وصف الرسل وأتباعهم بأبشع 
الأوصاف؛ تنفيرا منهم؛ لقوله تعالى: لقالوا اق کم ءَامَنَالشّمها4 4ء وکا قال تعا ی: 
كلك ما لق الَذينَ ِن قبلهم من رَسُول لذ الوا سا حر اون 4 [الذاريات: .]٥٢‏ 

۰- دفاع الله كك عن المؤمنين ورده رمي ا نافقین ‏ مم بالسفه» وبيان وتأكيد أن 
المنافقين هم السفهاء؛ لقوله تعالى: اکر هم اسما 4. 

4 جھل المنافقين وعدم علمهم با ينفعهم حقيقة؛ لقوله تعالى: #وككن لا يعَلمُونَ‎ -١ 
فجمع الله هم بين السفه وعدم الفهم؛ لأن نظرتہم للحياة نظرة مادیة بهيمية يريد‎ 
الواحد منهم العیش ولو عاش عيشة الذل والخسف» عيشة الحار.‎ 

۲- أن كل من لم يؤمن فهو سفيه جاهل؛ لقوله تعالى: الا إِنَهُمْ هُمْ َلشّمَهَاهُ وکن لذ 
يمون 4» وکا قال تعالی: ہل ومن رس نماد رهم للامن سَفْه تَفْسَهُد؛ [البقرة: .]1٠٠١‏ 

۳- ذل المنافقين وخوفهم من الناس وتذبذہم بين أهل الإيان وأهل الكفر؛ لقوله 
تعالى: ٭ ودا لَمَوالدِيَ اموا قا لوا ءامنا ودا ا إل شَمطِينِھم قالواإِنَامعکم 4. 

1- ذم المنافقين لأن الله سمى كبراءهم ورؤساءهم شياطين فقال: #وَإدًا لوا إِل 


سورة البقرة: الآيات: ۸ - ١١‏ 


۷ 





صر 


٥‏ استهزاء ا منافقین بالمؤمنين بقوهم إذا لقوهم: «آمنا»؛ ومن ثم قوم إذا خلوا إلى 

-٦‏ أن الله يستهزئ بمن يستهزئ به أو برسله وأوليائه أو بشرعه على سبيل المجازاة 
هم» وهذا حق؛ لقوله تعالى: # ال ََتَہَرِیٔ بوم # فزين لهم ما هم عليه من النفاق 
بعصمة دمائهم وأموالهم حتى ظنوا أنهم مع المؤمنين» مع ما أعد لمم في الآخرة 
من العذاب الأليم. 

۷- أن الجزاء من جنس العمل» فالله كلِكَ إن! يستهزئ بالمستهزئين» وهذا عدل وحق. 

- إمداد المنافقين والإملاء لهم وتركهم على ما هم عليه من العتو والعناد؛ ليزدادوا 
طغيانا وإثما؛ لقوله تعا ی: #وَيمْدهْفِ ظعينِوم يَعَمَهُونَ 4. 

۹- أن الطغيان ومجاوزة ا حد سبب للضلال والحيرة» وعمى البصيرة؛ لقوله تعالى: 
#وْذهفِ طفْيلنِوم يَعْمَهُونَ 4. 

۰- أن الله كك يملي للظالم حتى يستمر ويزداد في طغيانه حتى إذا أخذه لم يفلته. 

-١‏ تحقير المنافقين وبيان سفههم وفساد رہم حبك اقترا الشدلالة تاعدی 
واختاروا الکفر على الإیمان؛ لقوله تعالى: « أوكيك الذي روا لهد 4. 

۷۲- خسران المنافقين الصفقتين» فلا جارتہم ربحت- في) يطمعون فيه بالربح- ولا 
اهتدوا لطريق الحق؛ لقوله تعالى: ٭ھما ریحت رتهم وَمَا کاو مَھََیے 4. 
وبهذا خسروا الخسران ا مبینء کا قال تعالى: فل إن لر لذ حيرا اہم 
هليم يوم لقع ال هك هران لين 4 [الزمر: 15]. 

۳- أن الربح کل الربح في اتباع هدى الله والإيهان به» وأن الخسران كل الخسران في 
الضلال والكفر. 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 
قال الله تعالى: مھم کمشل انی أسْتَومَدَ تارا لیا أَضَآءَتٌ ما حولة. ذهب الله بوره 
لله ف کمٹل ہی سسوول و وب حو | و ذهب سورهم 


وه ف تمتو یرود © اکم عم هم لا روموت ا أَوَكصیْب من اسما فُوظ لمت 
ورد ورف علوت َعَم يه انم ماوع حدَرَالمَوتٍ وا یط با لكيفين © يكاد ای ف 
برهم ما اسا لم مز ید لآ ألم ليم اموا وکوک أله دعَب سمو برهم اک الہ 
عل کل کی ود)4 . 

ذكر الله كك في الآيات السابقة من قوله تعالى: # وَمَِأللًایں مَ يفول اما اہ واوو 


”مر م م سے حم حر ص١‏ 
٦۰‏ 


Te 5 7 3 0‏ 2 ر مم 7 ےش سے ہے ےس روہ سا 
الآخر وَمَا هم بِمُؤّْمِنِينَ # إلى قوله: # أولتيك الَذِينَ اشتروا السك بالهُدیٰ فما يعت رتهم وما 





كَاوَأْمْهْتييت € دعوى المنافقين الإیمان کذبًّا ومخادعتهم وإفسادهم في الأرض وزعمهم 
الإصلاح ورميهم المؤمنين بالسفه واستهزائهم بهم ورد عليهم في ذلك كله وبين أنہم 
الذين اشتروا الضلالة بالهدى فخسروا الصفقتين فلم تربح تجارتهم ولم یہتدوا للحق. 

ثم ضرب طم ولا هم عليه من النفاق وا حال السيئة مثلين في هذه الآيات: 
أحدهما ناري فيه بيان عظم ما هم فيه من الظلمات والضلال والحيرة» والثاني مائي فيه 
بيان عظم ما هم من ا خوف. 

وضرب الأمثال في القرآن الكريم لتقريب المعاني فَيَشْبّه أمر معنوي بأمر حسي» 
وقد يشبه مر حسي بأمر حسي أوضح منه» وقد يشبه أمر معنوي بأمر معنوي أظهر 
منه» وكل ذلك بقصد الإيضاح والبيان. 

قوله تعالی: سمَدَنْهُحْ مکل الى سود تارا ما أَصسَآءت ما حول ذهب أله بوره رکه 
ف طسول یرود © عم بلك ع مهم اجنو 4. 

هذا هو المثل الناري فشبه الله ا منافقین بمن استوقد نارًا... إلخ. 

قوله: #مَتَلُهُمْ 4 أي: مثل المنافقين» أو فريق منهم وهم الذين آمنوا ثم كفروا. 

ِکمَدَلِ الى اَسَْوْفَدَ تنا * الکاف للتشبيه» والمثل: الشبهء أي: كشبه الذي استوقد 
نارًا في ليلة مظلمة في مفازة» أي: طلب من غيره أن يوقد له نارّاء أو أن يعطيه جذوة من 
نارء أو أوقد نارًا بنفسه. وعلى هذا تكون السين والتاء فيه للمبالغة» وضرب هنا مثل 
الجماعة بالواحد کا قال تعالى: اتهم طروت ليك تدود أَعتهم كلرِى يض عله من 


سورة البقرة: الآيات: ۱۷۔ ٠١‏ 5 
َلْمَوَتِ ٭ [الأحزاب: »]١‏ وقال تعالى: # ا حلفم ولا بحنشکم ِلاصَکتفیں وَحِدَوَ € [لقمان: ۲۸]. 

#قلَمًا أصَاءَتْ ما حول (ما) موصولة أي: فلا أنارت الذي حول هذا المستوقد 
فانتفع بها وأبصر ما عن يمينه وش‌اله» وما أمامه وما خلفه. 

ذهب لله نورهم # جواب الشرط «» أي: ذهب الله با ينفعهم وهو النور» وأبقى 
لهم ما يضرهم وهو الإحراق والدخان؛ ولهذالم يقل: ذهب الله بنارهم. 

وفی التعبير بقوله: #ذَهَب آله بوره 4 دون أن يقول «أذهب الله نورهم) تأكيد 
لعدم عود النور إليهم؛ لأنه لو قال: أذهب الله نورهم» لاحتمل رجوع النور إليهم» فلا 
قال: ذهب نورهم 4 دل ذلك على تأكيد عدم عودة النور إل 

وجمع الضمير هنا وفے| بعده؛ لان الاسم الموصول «الذي» يفيد العموم» أي: 
ذهب الله بنور هذا المستوقد ومن معه. وترتيب ذهاب نورهم بعد الإضاءة ترتيب 
الجواب على الشرط يدل على أنه بمجرد الإضاءة ذهب النور. 

وقوله: #دَهَبَ لَه نورهم 4 ولم يقل: بضوئھم- مع قوله: لإلَلَمًَا أضَاءَتٌ ما حولدء ؛ 
لأن الضوء هو زيادة النور فإذا ذهب النور فذهاب زيادته وهو الضوء من باب أولى. 

ركهم في ظلْمت لا صر نَ # ظلات: جمع ظلمة. وهي ظلمة اللیل؛ لأن استیقاد 

النار للإضاءة لا يكون إلا في الليل» والنار إنما تضيء في الليل لا في النهار. 

وأيضًا ظلمة آخری؛ وهي التي تحصل بعد ذهاب النور وانطفائه مباشرة» وهي 
أضعاف الظلمة الموجودة قبل إيقاد النار ۱ ۱ 

للا مرو 4 تأكيد من حيث المعنى لقوله: لف لمت 4 دال على شدة الظلمة 
أي: لا یبصرونء أي شيء مهما كان كبيرًا أو صغيرًا قريبًا أو بعيدّاء أو غير ذلك. 

$ عيبم عي 4 خبر لبتدأ محذوف» أي: هم صم بكم عمي. 

و«صم) جمع أصمء وهو الذي لا يسمع» أي: صم لا يسمعون أي صوت مھا 
كان عاليًا أو منخفضًا. 

#بكم 4 جمع (أبکم) وهو الذي لا ينطق أي: بكم لا ينطقون بأي كلمة. 

غي 4 جمع «أعمى» وهو الذي لا ییصر أي: عمي لا يبصرون أي شيء مها كان. 





عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 








E 

لهم لا ُو 4 الفاء: عاطفة وفيها معنى السببية» أي: فهم بسبب ذلك لا 
يرجعون إلى ما كانوا عليه قبل استيقاد النار وبعده» وعماهم عليه من الصم والبكم 
والعمى فبقوا في الظلمات ضالين متحيرين. 

فشبه الله كلك حال المنافقين في اشترائھم الضلالة بالهدى» وما هم فيه من الظلمات 
والضلال والحيرة بمن استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم» فکم أن 
هذا المستوقد قد صار هو ومن معه في أشد الظلات الحسية بعد ذهاب الله بنورهم 
وتركهم في ظلمات لا يبصرون» صم الآذان فلا يسمعون» وبكم الألسنة فلا ينطقون. 
وعمي الأبصار فلا ببصرونء فهم لا يتمكنون من الرجوع إلى حاهھم قبل هذه الظلمات 
فكذلك حال المنافقين يعطون في الدنيا نورًا معنويًا ظاهرًا حسب إيانهم الظاهر 
يعيشون به بين المؤمنين عيشة مادية مهيمية يأمنون فيها على أنفسهم وأموالهم 
وأعراضهم» مع ما في قلوبهم وباطنهم من الظلمات المعنوية الشديدة والمتراكمة؛ ظلمات 
الجهل والكفر والشك والنفاق والتذبذب والحيرةء لا يبصرون ولا یہتدون إلى طريق 
ا حقء صم القلوب لا يستمعون إلى داعي الحق» ولا ينتفعون بها يسمعون فكأنهم لا 
یسمعون» کم قال: ٭ ولا توا كلذ قالوا مسیعتاوشم لمرد 4 [الأنفال: .]7١‏ 

قال الشاعر: 
صو إذا سمعوا خيرًاذكرت به وإن ذکرت بسوء عندهم أذنو(١)‏ 

بكم الألسنة لا ينطقون بالحق ولا يسألون عنه فكأنهم لا ينطقون. 

لع 4 القلوب لا ينظرون نی آیات الله الكونية والشرعية» ولا يتأملون فيهاء 
ولا يمتدون بها في معرفة الحق» کا قال تعالى: ول َأ ِجَهََدَ كما يس لفن 


وس مو ے e‏ سے س ررم ہوے ور KZ‏ کر چ رک 
هم أضل أوليك هم لفوت 4 [الأعراف: ۱۷۹]. وقال تعالى: #وجعلنا لهم سمعا وأيصدرا وأَوْعِدَة 
ارت 8 #2 سل سے و TE‏ ْ سر کس چ گر ہس a‏ + سر ۶ سے خی اض وري سس ےد 
فما عي عنہُم ممعهح ولا أبصدرهم ولا افد هم ن سىء اد كاه جحد وت ایت آلو مََعَافَ بهم 


رسہے مر 


مَاكاوأ يه يسْتَمَرِءُونَ 4 [الأحقاف: ٢٢]ء‏ وقال تعا ی: 9 وَمَتَلُ ااذ عو کمتلا ای يقبا 


سورة البقرة: اللآيات: ۱۷ ۔ ٠١‏ 





AE 


لامع إلا دعل ونا شا بكم یدهم لا يِمَیَلونَ # [البقرة: ۱۷۱]. 

کما يعطى المنافقون يوم القيامة بصيصًا من النور الظاهر يذهب وينطفئ على جسر 
جهنم أحوج ما كانوا إليه فيضلون في أحلك الظلمات ويكردسون في النار» قال تعالى: 
ل یوم یٹول امن لومت لذبت اموا انظروبا نشیس من نورق قبل ارچعو ورام اتسوا ودارب 
کان ب باطنْ2, في امه وهر من قَبَلِماْعَدَابُ € [الحديد: 1]. 

وقال : «إن الله يعطي کل مؤمن ومنافق نورًاء ثم يتبعونه» وعلى جسر جهنم 
کلالیب وحسك تأخذ من شاء الله تعالى ثم يطفأ نور المنافقين» ثم ينجو المؤمنون)(2. 

قال ابن القيم: 

«وقد فسرت تلك الإضاءة وذهاب النور بأنها في الدنیاء وفسرت بأنها في البرزخ. 
وفسرت بيوم القيامة» والصواب أن ذلك شأنهم في الدور الثلاث» فإنهم لما كانوا 
كذلك في الدنيا جوزوا فی البرزخ» وفي القيامة بمثل حاهم» جزاءً وفاقا: #وما ريك 
نّم يَحَمِيدٍ 4 [نصلت: ]٤٤‏ فإن المعاد يعود إلى العبد فيه ما كان حاصلًا منه في الدنيا؛ 


0 


وهذا یسمی يوم الجزاء ‏ ومن کات ف هلذِو ع فهو ف الخ رة أ وال سیل 4 [الإسراء: 
1 # وَيَزِيدُ آله ريت أَمْتَدَوَأُ هُدَُ» آمريم: ٢۷]ء‏ ومن كان مستوحشا مع الله 
بمعصيته إياه في هذه الدار فوحشته معه في البرزخ ويوم المعاد أعظم وأشد» ومن قرت 
عينه به في هذه الحياة الدنيا قرت به عينه يوم القيامة وعند الموت ويوم البعث» فيموت 
العبد على ما عاش عليه؛ ويبعث على ما مات عليه» ويعود عليه عمله بعينه)2)20. 

وني قوله تعالى: #مَثَلْهُمْ كَمَثَلٍ لى أسْنَوَدَ ترا © إشارة إلى أن المنافقين لما آمنوا 
بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم كان ما معهم من النور كالمستعار» وذلك إنا حصل لهم 
بسبب وجودهم بین ظهراني المؤمنين. 

وفي قوله: #أضَاءت ما مَاحَولث ہہ إشارة إلى أن النور لم ينفذ إلى قلوب هؤلاء المنافقين» 


)١(‏ أخرجه مسلم في الإيهان- آخر أهل النار خروجًا منها (۱۹۱)ء وأحمد (۳/ ۳۸۳)- من حديث جابر بن عبداللہ- 
رضي الله عنھما. 
)٢(‏ انظر «بدائع التفسير» (۱/ ۲۸۱). 





= 
وإنما كان خارجًا عنهاء لذا لم يستفيدوا منه إلا استفادة ظاهرة مادية مؤقتة. 

وني قوله تعالى: #فلمًآ أصَاآءَتٌ ما حول دب الہ وره 4 تشبيه للمنافقين بمن 
ا ذهاب النور وتركهم في ظلمات لا یبصرون؛ لآن المنافقين 
آمنوا ثم كفرواء أو لأنهم آمنوا بألسنتهم وكفروا بقلوہہم؛ کا قال تعالى: #ذَلِكَ با 
ءامثوأ تم مرو © [المنافقون: ۳]. 

وفي قوله تعالى: ذهب الله وره 4 تأكيد لذهاب النور كلية عن هذا المستوقد ومن 
معه وذهاب الإضاءة من باب أولى لانہا ثمرة النور» ففيها تأكيد بانعدام النور كلية من 
قلوب هؤلاء المنافقين في الدنيا فهم في حيرة واضطراب وشك وجهل وکفر؛ وهكذا 
حالهم في البرزخ وئی عرصات القيامة. 

وفيه دلالة على أن النور من الله كك يعطيه من يشاء بفضله ويمنعه عن من يشاء 
بعدلهء ى) قال تعالى: ل" إنورو من يِنَآءُ ‏ [النور: ٣٣]ء‏ وقال تعالى: إومن 
يحل الله ورا مالین نور [النور: ٠٤‏ 

وهنا إشارة إلى أن نور الإیمان 9 إلى مادة من العلم النافع والعمل الصالح يقوم 
بها ويدوم وإلا انطفأت جذوته» ك أن النار بحاجة إلى مادة وقود وإلا انطفأت. 

وفي تشبيههم بأشد الظلمتين وهي الظلمة الحادثة بعد ذهاب النور بيان ما هم فيه 

ْ نے سو و ل عي لأنه لم يخرج من الظلمة قط 

وقد خرجوا منھا ثم ارتكسواء أو لأنہم آمنوا في الظاهر وكفروا في الباطن. 

قال ابن القيم: (فهذه حال من أبصر ثم عمي» وعرف ثم أنكر ودخل الإسلام ثم 
فارقه بقليه فهو لا يرجع | إليه؛ ولمذا قال: م عون 2170# 

وأفرد النور وجمع الظلمات» کیا في قوله تعال: الہ و اَی رے ءامو رجهم ين 
انت إل الور وَالزی کردا لاوم الوت يُخْرِجْوتهُم ين اور إل المت 


اوک ا ارش فيه حَدإِدُورت * [البقرة: )٥‏ وقال تعا ی: لخر الناس من 
ألظلمّتِ إِلَ الٹور بِإِذْنِ ريه 4 [إبراهيم: »]١‏ وذلك لأن طريق ا حق واحد وهو 


ا 


١ 


.)۲۷۲ /١( انظر (بدائع التفسير)‎ (١) 


سورة البقرة: الآيات: ۱۷ ۔ ٠١‏ 
۳۴ -ے 
صر اط الله رت وطرق الباطل متعددہ کک تعا ی: ون هذا صلی 
و ا يعوا الشبل فتفرق کم عن سیل 
» مم 9 5 و مو شء وھ کر اع راہ ے اچ ہے“ 
والنطق به» عمي عن النظر والتأمل في آيات الله بأبصارهم وبصائرهم. 
قال ابن القيم: «فإن الهدى يدخل على العبد من ثلاثة أبواب؛ مما يسمعه بأذنه» 
ويراه بعينه» ويعقله بقلبه» وهؤلاء قد سدت عليهم أبواب الهدىء فلا تسمع قلوبهم 
شيئًا ولا تبصره» ولا تعقل ما ينفعها)(2. 
وهٰذا قال كَبْكَ: #فهمٌ لا َجِمُودَ # أي: لا يرجعون ولا يخرجون ع) هم فيه من 
ظلمات ا حھل والشك والكفر والنفاق؛ حرمانہم من نور الله كك وانسداد أبواب ال حدایة 
هم بالصمم والبكم والعمى- نسأل الله تعالى الهداية والعافية» وصدق الله العظیم: 
کے ج می و رع کس ہو 


#ومن لم يحعل الله له نورا فما کین نوک [النور: ٠‏ 
ا ود ٠‏ من اسم فيه ظلمت ورعد ور ع ا اسيم ف ا من 





سيلو € [الأنعام: ]۱٥٢‏ 


- 


3 ووي حدر اَمَو توا LOE‏ لمآ أ أ لهم م مَسُوَأْ فيه وآ 


ال عي قافرا ھ2 لہ اذ ہب سهم وبصت رهم اک الله عل كل کی و در )). 


تر ہہ 


هذا هو المثل الثاني الذي ضربه الله للمنافقین وأعاهم وأحوالحم» وهو المثل المائي 
فيه بيان ما هم فيه من شدة ا خوف. 

قوله تعالل: # أوْكَصَيْبٍ ين اسم نیم لت وَرَعَدٌ وزی مجعو أسَيعَهُمْ ف ادوم م 
لوعي حَدَرَ ألمب وَأَلَهُ حيط بالْكفرنَ ). 

قوله: # أو كصیب من اَلسَمَا 4 «أو): عاطفة» وهي للتنويع والتقسيم» والكاف 
للتشبيه بمعنى (مثل) أي: أو مَثلھم مثل أصحاب صيب . 


.)۲۷۳ /۱( انظر «بدائع التفسير»‎ )١( 
.)۲۸۰ /١( انظر «بدائع التفسیر؛‎ )٢( 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





س 
و «الصيب» المطر الذي يصوب» أي: ينزل وينحدر من السماء بسرعة وبكثرة» كا 
قال الشاعر: 


كأنهمٌ صابت عليهم سحابة ص واعقھا لط رهن ديب 
فلاتعدب بيني وبين مُعْمّر صُقِیتِ روايا المزن حين تصوب!'' 

والأرافيالساء العلى: 

فيه ظَلتٌ 4 وهي: ظلمة الليل» بدلیل قوله: # خاد ری يخطف ابره 4 7 
ما اسا هم مَسَوا فيه فی # وهذا لا يكون إلا في الليل» وظلمة السحاب المتراكم بعضه 
فوق بعض» وظلمة ا مطر الكثيف» فهي ظلمات ثلاث» ونکرت للتعظيم. 

ورعد ورف أى: وفيه رعد وبرق» و«الرعد» هو الصوت الذي يسمع من 
السحاب» وقد يكون ذلك بسبب احتكاك السحاب» أو زجر الملك أو غير ذلك 
و«البرق» هو النور الذي يلمع في السحاب» وقد يكون ذلك بسبب اجتماع سالب 
وموجب أو غير ذلك» وكل ذلك بقدرة وتدبير العليم القدير. 

لجعو أَسَيعَهُمْ يد ءَادَانہٍم 4 الضمير في «يجعلون» يرجع إلى أصحاب الصيب أي : 
يجعل أصحاب الصيب #أصبعم ف ءَادَاهِم #. 

و «الأصابع» جمع «أصبع». 

والمعنى يجعلون بعض أصابعهم في آذانهم. أي: يجعل كل واحد منهم أصبعه في 
أذنه» أي: بعض أصبعه» وهي الأنملة التي يمكن دخوطا نی الأذن. 

فی ضوعي «من» سببية» أي: بسبب الصواعق» و«الصواعق»: جمع صاعقة 
مأخوذة من «الصعق» وهو الإهلاك؛ لأنہا بلك وتحرق ما أصابته من إنسان أو حيوان 
أو نبات أو غير ذلك. 

در أَلْمُوَتِ 4 أي: خوف الموت» والموت: ضد الحياة» وهو عبارة عن خروج 
الروح عن البدن دن ومفارقتها له» وهو أمر كتبه الله کلک على جميع الخلق کا قال تعالى: 


0ئ۶ 


کل نفيس ذَايقة الُوتِ؟٭ [آل عمران: ۱۱١‏ الأنبياء: ٣٥ء‏ العنكبوت: ۷٦]ء‏ وقال تعا ی: لی من کیا ع 


.)٥٦٤ ۱۳ البيتان لعلقمة بن عبّدة انظر «ديوانه» ص(5‎ )١( 


سورة البقرة: الآيات: ٦٢-۱۷‏ 





Ea 
فان )وس وجه ريك ذو ال والاگرار ٭. وقال تعالى مخاطبًا نبيه وَلَِةِ: 9 اك میت وم‎ 
[° تون [الزمر:‎ 0 
وقال جبريل للنبى يَلةِ: «يا محمد عش ما شئت فإنك ميت» وأحبب ما شئت‎ 
.2)١170»هقرافم فإنك‎ 
قال الشاعر:‎ 
کتب الوت عل الخلقفكم فل من جمع وأفنى مندول”)‎ 
وقال الآخر:‎ 
لوال حيط بِالْكَفْرنَ 4 وعید وتہدید للکافرین من ا نافقین وغیرهم» أ حيط‎ 
بالكافرين عدًا وقدرة فلا يفوتونه ولا يعجزونه» ولا يغني عنهم سد الآذان بالأصابع؛‎ 
لأنه لا ينجي حذر من قدرء وأظهر في مقام الإضمار فلم يقل: «محيط بهم» بل قال:‎ 
لبالكيفرنَ ٭؛ لإثبات كفر هؤلاء المنافقين» وأنه سبب وعيدهم» وليعم ذلك جميع‎ 
.]۲۰ الكافرين» کم قال تعالى: بل اریت کفرأ فی تکذیب )ومن ایم اچ [الانشقاق: ۱۹ء‎ 
یاد اَلِرّی 4 (کاد) كغيرها من الأفعال نفيها نفي. وإثباتها إثبات» أي: يقارب‎ © 
أي : يذهب بأبصارهم ويزيلها بسرعة‎ ٣ البرق من شدة إضاءته ولمعانه #يخطف أَبصَارهة‎ 


: <7 


کا فال تال سا در € [النور: .]٤٤‏ 
لما اس لهم تما فِهِ 4 أي: کلما أضاء لهم البرق مشوا فيه منتهزين فرصة لمعان 
الرق وإضاءته ا لخاطفة اليسيرة لا یف و تونہا. 


)١(‏ أخرجه من حديث سهل بن سعد # (ا حاکم في المستدرك) )۳٦٣٣ /٤(‏ حديث (۷۹۲۱) وأبو نعيم في ال حلیة 
(۳/ ٢٥۲))ء‏ والبيهقي في «شعب الإيان» ۳٤۹(‏ حديث (١٥۱۰))ء‏ وأخرجه البيهقي أيضًا في «الشعب» من 
حديث جابر 4 وأخرجه أبو نعيم أيضًا في «الحلية» (۳/ )۲٢٢‏ من حديث علي #ه. وصححه السيوطي في 
«الجامع الصغیر) (۸۹). 

)٢(‏ البیت لابن الوردي. انظر: «ديوانه» ص۷۱. 

(۳) البیت للشاعر ابن عثيمين من قصیدہ له في رثاء صديقه عبد الله العجبري؛ مطبوعة بملحق فی آخر «ديوان ابن 
مشرف») ص۱۸۷. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





د |“ 


و ا لم عم # أي : وإذا أظلم عليهم الرق بانقطاعه» وحصول الظلمة 
الشديدة بسبب ذلك لقَامُوا چ4 أي: وقفوا متحيرين لا يستطيعون المشى من شدة الظلمة 
ا حاصلة من انقطاع ضوء البرق- مع الظلمات السابقة. ۱ 

لول اء أله ذهب يسَمْعِهمْ وَأَتسَرِهِمَ* الواو: عاطفة» و«لو» شرطية غير عاملة 
وهي حرف امتناع لامتناع. 

أي: ولو شاء الله لأزال سمعهم وأبصارهم هذه الصواعق والبرق» أو بزيادتهاء أو 
بدون ذلك وهذا قال بعدہ: 

#إرك أله عل كل شی وف * الجملة فيها تعليل وتقرير ا قبلھاء وقدم المتعلق وهو 
قوله: کسی على المتعلّق به وهو قوله: قب 4؟ لبيان عموم قدرته وَيْكَ على كل 
شيء» أيّا كان» ومھم| كان هذا الشیء» فلا يعجزه شيء 84 کما قال كَيَك: وما کات الله 
عجره :من شیو في السملوت ولا ق آلا 1 رض إِتَّهَمكَانَ عَليما قَرِسِرا 4 [فاطر: 45]. 

فكما شبه الله كك في المثل الأول الناري المنافقين أو فریقا م منهم وهم الذين آمنوا ثم 
كفروا بمن استوقد ناراء شبههم في هذه الآيات أو فريقا منهم» وهم الذين لم يؤمنوا قط 
في هذا المثل الثاني المائى بأصحاب صيب ومطر نازل من السماء بسرعة وكثرة» فيه 
گا فطل لا گت السا و طلمة الكل لشفب وليه و تر 
يجعلون أصابعهم في آذانہم من الصواعق حذر الموت» وذلك لا ينفعهم إن أراد الله 
إهلاكهم؛ ولهذا قال: #وَأنّه حيط بالْكَفرِنَ 4. 

وفيه برق يكاد يزيل أبصارهم من شدة لمعانه كلا أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم 
عليهم وقفوا متحيرين من شدة الظلمة المضاعفة التي تعقب ذهاب ضوء البرق- مع 
الظلات السابقة فاجتمع عليهم في هذا الصيب ظلات شديدة متراكمة» ورعد 
قاصف» وصواعق تصم الآذان» وبرق خاطف يكاد يزيل الأبصار» فصاروا بسبب 
ذلك كله بأشد الإزعاج والفزع والقلق والخوف من الموت» کما قال تعالى: ٭إحذر 
لْمَوْتِ4 أو من ذهاب سمعهم» كما قال تعالى: # ووا آله اذهب ِسَمْعِهمْ وَأَبْصرِهة 4 
هذه الصواعق والبرقء أو بزيادة صوت الرعد والصواعق وزيادة لمعان الرق؛ أو 


e 


سورة البقرة: الآيات: ۱۷- ٠١‏ 


>۷۷ 





مه ودس ديه 


بدون ذلك؛ ولمذا قال تعالى: اک آله عم ىدر 4. 

فكان نصيب هؤلاء القوم من الصيّب ا خوف والفزع والقلق بسبب ما فيه من 
ظلهات» ورعد وبرق وصواعق؛ ولم يفطنوا إلى ما وراء ذلك من کون هذا الصيب به 
الخصب وحياة الأرض والنبات والحيوان. 

وهكذا حال المنافقين فيا هم فيه من ظلمات ا جھل والشك والکفر والنفاق» وما هم 
فيه من شدة الخوف والحيرة والقلق والفزع وانزعاج القلوب أمام زواجر القرآن ووعيده 
ونذره» والتي تقرع قلومهم المريضة وتفزعها أشبه بالرعد القاصف والصواعق الشديدة لا 
ہد سو حا حمر سابد ل رو سو و نے رت 
والإنذار والتهدید قَرَقَا منهم وخوقاء کما قال تعالى: سبو 1 E Û‏ مم [المنافقون: 4]» 
وقال تعالى: ٭ لو تجدذوت ملجتا أو مغر ټاو مل زا کر دوف ينوج » [التوبة: »]٥۷‏ 
وكا قال تعا ی عن قوم نوح ال اإجعلوأ اصیعھ فَءَادَاِعِمْ واستغسشوا عسوا ابم € [نوح: ۷]. 

کا لا يستطيعون الثبات با لدیہم من وميض إیم|ن ظاهر لم يداخل قلوبهم أمام نور 
القرآن وبراهينه الساطعة التي تكاد تعمي أبصارهم فلا يجدي عنهم شيئًا وضع 
أصابعهم في آذانہم؛ ولا ما معهم من وميض إيمان ظاهر؛ وہٰذا قال تعالى: #وَأمّه حيط 
گر € وقال تعالى: # ولو سا آله اذهب يِسَمْعِهِمُ وَأَبْصَكرِهمٌ انگ > اللہ عل کل شی قد 
کا قال تعالى عن إخوانہم ہل أك حدیث لود ا فرعوں وتمود اد بل لرن کو 
کی )وکین ایی شا 

صم ا الصیب منه رعوده وبروقه وما فيه من خاوف دون أن 
يفطنوا لما وراء ذلك من منافعه كذلك كان نصيب هؤلاء المنافقين من القرآن الكريم 
الذي به حياة القلوب والوجود كله إن| هو جرد الشك والتكذيب لما جاء فيه من ا حق 
والفزع والانزعاج والقلق أمام نذره وزواجره ووعیده» وفاتهم ما فيه من الهدى. 
فخسروا الصفقتين فلا أمن ولا هدى. 

الفوائد والأحكام: 
١‏ - ضرب الأمثال في القرآن لتقریب المعاني بتشبيه بعض الأمور المعقولة المعنوية بأشياء حسية 


2 


لزيادة الإيضاح والبیان؛ لقوله تعالى: «مكَلُهُم كَممَلٍ الى أسْمَوهدَ برا 4 الآيتين» وقوله: 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 





د |۷۸ 


© أَوْكْصَيْبٍ من ألسَمَآةِ 4 الایتین- وهذا من بلاغة القرآن الكريم. 

۲- في ضرب الأمثال في القرآن الكريم دليل على صحة وثبوت الاستد لال بالقياس. 

۳- تشبيه حال المنافقين في اشترائهم الضلالة بالهدى وما هم فيه من الظلمات والضلال 
والحيرة» بحال من استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في أشد 
الظلمات الحسية؛ لقوله تعالی: لمهم کمٹل الَذِى اسعوقد تارا لم أضَآءَتٌ ما حَولَهُدَهَبَ 
آل نورهم ورک في ظلْمت لَاسْبْصِرُونَ 9 کم ع هم لاجمو 4. 

5- في تشبيه حال ا نافقین وما هم فيه من الضلال بأشد الظلمتين» وهي الظلمة 
الحادثة بعد ذهاب النور دلالة على شدة ما هم فيه الضلال والحيرة والكفر مما ليس 
عند أهل الکفر الصریح. 

-٥‏ أن ما مع المنافقين من نور هو نور ظاهر فقط بحسب إيانهم الظاهرء ولم ينفذ إلى 
قلومهم» وهو مستعار كنار المستوقد بسبب وجودهم بین ظهراني المؤمنين؟ وهٰذا 
سرعان ما يذهب وي : » هذه حالم في الدنيا وفي عرصات القيامة؛ وهذا قال 
هنا: فما أَضَاءَتٌ ما حَوله دَھب لَه نورهم 4 أي: بمجرد ومضة الإضاءة ذھب اللہ 
بنورهم» وإذا ذهب النور فالإضاءة من باب أولى. 

-٦‏ عقوبة المنافقين بذهاب الله بنورهم وتخليه عنهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون؛ 
لقوله تعالى: ما ااه ت ما حَولَه ذهب آله بوره ركهم في مت ِرود 4. 

۷- سلب المنافقين کل طرق وسائل الاهتداء» فهم صم الاذانء بكم القلوب 
والألسن» عمي الأبصار؛ لقوله تعالی: ‏ اکم عُحىٌ 4. 

۸- بقاء هؤلاء المنافقين في حيرتهم وعدم رجوعهم عن غيهم؛ وعن ما هم فيه من 
ظلمات الجهل والشك والكفر والنفاق؛ لحرمانهم من نور الله وانسداد أبواب 
الهداية لديهم بسبب نفاقهم واستحسانهم ما هم عليه؛ لقوله تعالى: #فَهمٌ لا 
رَحِمُوں 2# وقوله: ذهب أله نورهم 4 أي: بلا عودة. 

۹- أن من لم يجعل الله له نورًا ف له من نور. 

۰- في إفراد النور وجمع الظلمات دلالة على أن طريق الحق واحد وطرق الباطل كثيرة 


مډ ل4 
مس عة . 
+ 


ةالبشرة: اللآيات: ٠٢-٢۱۷‏ 

سے = 

-١١‏ تشبيه حال المنافقين وما هم فيه من شدة ا خوف والقلق والحيرة والفزع وانزعاج 
القلوب بسبب نفاقهم أمام زواجر القرآن ووعیدہ ونذره مع عدم انتفاعهم بذلك 
بحال أصحاب صيّبء مطر نازل من الساء فيه ظلمات شديدة ورعد قاصف 
وصواعق تكاد تصم الآذان وبرق يكاد يخطف الأبصار فكان نصيبهم من هذا 
الصيّب الخوف والفزع والقلق بسبب ما فيه من ظلمات ورعد وصواعق وبرق» وم 
يفطنوا إلى ما وراء ذلك من کون هذا الصيّب به ا خصب وحياة الأرض والنبات 


سے 


وا حیوان؛ لقوله تعا ی: # أَوْكَصیّب من السَمَة فُوظلمت وَرَعْدٌ وی 4 الآيتين. 





-١‏ ضعف الإنسان أمام ظواهر الكون التي تجري بقدرة الله تعا ی من ا مطر وظلمات 
السحاب والرعد وال رق والصواعق وغير ذلك ما يوجب عليه الالتجاء إلى الله 
تعالى» فلا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه. 

. ۹ تہدید الكافرين من المنافقين وغيرهم؛ لقوله تعالى: َه يط انكرت‎ - ١ 

.۹ إثبات المشيئة لله- تعالى؛ لقوله تعالى: #وَلَوْسَاءَاللَهُ اذهب سمه وَأَبصَدرِهِمْ‎ -٤ 


-٥‏ عموم قدرة الله تعا ی على كل شىء وکا ها؛ لقوله تعالی: «إرك آله عل كل مو 


در . 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج۲ 





e 


قال الله تعالى: تاا الاش ادوا رکم الى خَلفہم وای ين تیم لملكم 
فون )ای جَعَلَ لکا درس وراو لاء اك ونر من آلآ ما کچد لثمت 
ذه لک کک یم لوار اند وش کت کروی وڪم ف رب مال ءل برتقأ 
ور ن ملو ووأ ساھگ ين ڈون ایا ن کرم درون (5) کان م فوا ون علو 
اناالا )لی وَشْذَا الاش وَلْجَارة أت يلكيفري ل وجنر الیک ءامٹوا ويوا 


بر نے ۶ یک مك ےم 2ر وکو وو سس ا ا 8مک 
الم لح للحت نج نت ری من تھا ا لأنهدر ڪلمارزفوأ امن تَمَرَوَرَرْقا قَالوأ هَندَاالدٍی 


سم وط 


تاب ل وأا نتَتَيمَارَلَعيمَا دوج لر نی خیئرک ©). 

أثنى الله كك في مطلع هذه السورة على كتابه وعظمه» وذكر أقسام الناس تجاهه. 
فمنهم من كان لهم هدى وهم ا تقونء وذكر صفاتهم وأثنى عليهم وييّن فلاحهم» 
ومنهم من لم يكن لهم هدی» بل كان عليهم عمی» کم قال تعالى: ولب لا يمت 
ف" دانم فر وشو هر حَمىَ 4 [فصلت: ٤٤]ء‏ وهم فريقان: قوم كفروا وکذبوا به ظاهرًا 
وباطتا وهم الكفار الخلصء وقوم أظهروا الإیمان وأبطنوا الكفر وهم المنافقون. 

وبعد أن ذكر صفات الفريقين وتوعدھم بالعذاب العظيم والأليم أتبع ذلك بأمر 
الناس كلهم بعبادة الله كك وحده؛ لأنه رهم الذي خلقهم وجعل لهم الأرض فراشا 
والسماء بناءٗ وأنزل المطر من السماء فأخرج به من الثمرات رزقا لهم فهو المستحق للعبادة 
دون سواه» وفی أمر الناس بعبادة الله بعد ما جاء في مطلع السورة إشارة إلى ثلاثة أمور: 

أولا: أن كتاب الله کی کیا أنه هدى للمتقين هداية خاصة فهو هدى للناس جیا 
هداية عامة. 

ثانيًا: الترغيب للمتقين بالازدياد من التقوى والوييان» وحث غير المؤمنين على 
الإيهان وإخلاص العبادة لله ونبذ الشرك والنفاق. 

ثالثًا: الإشارة إلى أنه لا يهتدي بهذا الكتاب ولا ينتفع به إلا من أراد الله هدايته؛ 
ولهذا قدم ذكر أقسام الناس تجاه هذا الكتاب- وفي هذا تسلية للنبي ييا 

قوله تعالى: ييا الاش أعَبْدُوأ ریہ ای مک وای من ملک ملک 
ر45 

قوله: وا الاش # «يا» حرف نداء» و«أي» منادی مبني على الضم في محل 


سورة البقرة: الآيات: ۲٠ - ۲١‏ 


الماح 





نصب ولھا) للتنبيه و#ألنّاش 4 صفة ل«أي» أو بدل. 

وتصدير الكلام بالنداء مع الالتفات من الغيبة إلى الخطاب يفيد التنبيه والعناية 
والاهتمام» وتوجيه النداء للناس يدل على عموم رسالته پا لجميع الناس. 

لَعْبْدُوأ ربكم الأمر للوجوب: فعبادة الرب كلك واجبة على جميع الناس؛ وهي 
المدف الذي خلقوا من أجله؛ كا قال كك: وما حَلَمَتُ لِلنَ والإذى إلا يدون 4 
[الذاريات: .]٥٢٤‏ 

والعبادة في اللغة: التذلل والخضوع.ء يقال: طريق معبد» أي: مذلل» أي: ذللته الأقدام 
بالسير عليه» وعبادة الله تتضمن غاية الذل مع غاية المحبة مع غاية التعظيم لله 5ء وهي في 
الشرع: اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة('. 

وتطلق على فعل التعبد وعلى العبادة نفسهاء كالصلاة والزكاة والصوم والحج 
وبر الوالدين وصلة الأرحام وغير ذلك. 

وتشمل العبادة فعل الواجب والمستحبء. وترك المحرم والمكروه» بل وتشمل 
المباح مع النية فعلًا أو تركا من جميع أعمال القلوب والجوارح فكلها مع النية عبادات؛ 
ولهذا قال كَل «وفي بضع أحدكم صدقة» قالوا: يا رسول الله يأتي أحدنا شهوته 
ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا 
وضعھا في الحلال كان له أَجر)(۲۲. 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-": «فالمؤمن إذا كانت له نية أتت على 
جنيع أفعاله» وكانت المباحات من صالح أعماله لصلاح قلبه ونيته». 

ولهذا قال بعض أهل العلم: «الموفقون عاداتهم عبادات والمخذولون عباداتهم عادات). 

والعبادة تقوم على أصلين: الإخلاص لله كلك والمتابعة للرسول يل وهما شرطا 
صلاح العمل. 

قوله: ربكم 4 الرب: هو الخالق المالك المتصرف فی خلقه» وفي إضافة اسم الرب 
)١(‏ انظر «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (۱۰/ .)١59‏ 


(۲) أخرجه مسلم في الزكاة (5 23٠١‏ وأحمد /٥(‏ /1717)- من حديث أبي ذر ك. 
(۳) في (السیاسة الشرعية» ص .)١58(‏ 


5 عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 
إلى ضمير المخاطبين وهم الناس تذكير لهم بربوبيته 58 حمم؛ ربوبية عامة ليعبدوه 
وحدہ؛ لان الإقرار بتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية» كا أن فيه تكريًا هم» کما 
قال تعالی: #ولقد كَرَمَنا بن عادم . 

طای حل صفة ل (رب) وهي صفة کاشفة أي: كاشفة لمعنى من معان الربوبية؛ 
لأنه ليس هناك رب خلقء ورب لم يخلق فذكرهم أولا بربوبيته العامة لهم ثم ذكرهم بأنواع 
نعمه عليهم وبدأها بذكر نعمة خلقه لهم؛ لأنها أول نعمه عليهم ومن أعظمها. 

ومعنى #خَلَفَح» أوجدكم وأنشأكم من العدمء کا قال تعالى: ل اق عل ان 
حین من الذھر لم یکن سیا مَذُوْرًا € [الإنسان: ١‏ أي: قد أتى» وقال تعا ی: #وقد خَلفَتلک من 
بل وَلَرَئَلكٌ شیا € [مريم: ۹]. 

وأصل الخلق التقديرء أي: تقدیر الشيء في العلم قبل تكوينه» ومنه «خلق الأديم» 
أي: تقديره بحسب ما يراد من قِطّعه قبل قطع القطعة» قال زهير(١):‏ 
ولآأنت تفري ما خلقت وبع ض القوم يخلق ٹم لايفري 

يريد تقديرالآديم قبل قطعه» والقطع هو الفري. 

قال ابن تيمية": «الخلق هو الإبداع بتقديرء فتضمن تقديرها في العلم قبل 
تكوينها» ويستعمل الخلق في الإنشاء والإبداع على غير مثال ولا احتذاء. 

وین من تك 4 أي: وخلق الذين من قبلكم من الأمم الماضية» فهو خالق 
الأولين والآخرين» و«من» للتأكيد. 

ملک تعن «لعل» للتعليل» أي: لأجل أن تتقوا الله وتنجوا من عذابه بفعل 
أوامره واجتناب نواهيه» ولتكونوا من المتقين. 

قوله تعالى: الى جل کا لار شا الما اه وانرد ِن الما ما فا ید من 
لقعت رك لي کا م وار ند٥‏ ران کے ۰47 

ذكر كلك في الآية السابقة من نعم ربوبيته كك للناس نعمة خلقه لهم؛ ثم أتبع ذلك 





(۱) انظر: «ديوانه) ص٦۸‏ . 
)٢(‏ انظر: «مجموع الفتاوی) .)٦٦ /۱٦(‏ 


سورة البقرة: الآبات: ۲٢ - 7١‏ 


= 
بذكر جعل الأرض هم فراشا والسماء بناءً وإنزال الماء من السماء وإخراج الثمرات به 
رزقا هم مذكرًا لهم بوجوب عبادته وناهيا هم عن اتخاذ الأنداد معه؛ لأنه الرب الخالق 
الرازق- سبحانه» کا قال تعالى: « اک لی جسل لم الْارْصٌ مراد وکا ےا 
وَسَرَيَسکم اخس وڪم ورک ين لطبت ذَلِکمْ ال رڪم جارك أله 
رَم كالْمَتلمِوت 4 [غافر: .]٦٦‏ 

قوله: الى جعل لہا لص فشا «الذي» صفة ثانية ل«رب)»» و(جعل) بمعنى 
خلق أو صير وهو من الجعل الكوني» فمن نعم ربوبيته كك لكم أيها الناس أن خلق لكم 
الأرض وصيرها لكم فراشا. 

فرشا أي: موطأة ممهدة مذللة قرارًا للجلوس والنوم والاستقرار عليهاء 
والبناء والسكن والسیر فيها وهذا من أعظم نعم الله كك؛ ولهذا امتن الله كك على العباد 
بذلك» کا قال تعالى: ا مالس یه دا 4 [البأ: ٦اء‏ وقال تعالی: اھ وای جَعل کہ 
ای دلولا اشوا فی متاكها وکوا من رَذْقِد وه انور 4 [الملك: ٤٠]ء‏ وقال تعا ی: « اه لی 
جع لُک الرس فر © [غافر: .]٦٦‏ 

ولسم يكآء 4 أي: سقفًا کالقبة على الأرض» وأودع فيها الشمس والقمر 
والنجوم لینتفعوا بهاء قال تعالى: «وحَمَأنَ الا سَفْمًا تَحَفُوظا 4 [الأنبياء: ۴۲ء وقال 
تعالی: وتا رفح سبَعا ادا 4 [النبا: .]1١‏ 

#وَآنَرّلَ يرج ألسَمَآهِ 4 المراد بالسماء العلوء أي: وأنزل من السحاب الذي في 
السماء» أي: في العلو بين السماء والأرض» كما قال تعالى: #وَاسَحَابٍ المح رب الما 
وَالْكرّض € [البقرة: 174]. 

لمآو ٭ وهو المطرء کما قال تعالى: ٭ لر ترآن الہ زی ابا م یف ته شم مہ كام 
فرَى الود رج من کد 4 [النور: *4] أي: المطر. 

وفي كونه ينزل من الساء فائدة ومنفعة ليعم السهل والجبل وما ارتفع من الأرض 
أو انخفض» کم أن في كونه ينزل على هيئة قطرات دفع للضرر عم ينزل عليه. 


۹ 





عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج٢‏ 
مربوطة بأسبابهاء وأنها لا تكون مؤثرة إلا بإرادة الله بك. 

لين ألتَمَررتِ € الثمرات: جمع ثمرة» أي: وأخرج بسببه الكثير من الثمرات المتنوعة 
والمختلفة الأشكال والالوان والطعوم والفوائد والمنافع كالحبوب والزروع والتمور 
والفواكه. 

ردقا لَك 4 الرزق: العطاء أي: عطاءً لكم أا الناس» كما قال تعالى: وف ألما 
رووا َوَعَدُونَ € [الذاريات: 77]. 

إلا تع لوا بر أندَادًا» أي: فلا تصيروا يد أندَادًا» الأنداد: جمع ند وهو 
العدل والنظير والشبيه والمثيل» أي: فلا تصيروا لله نظراء وأشباه وشركاء في العبادة 
والنهي للتحريم» بل يفيد أشد التحريم وأعظمه؛ لأن الشرك أعظم الذنوب وأظلم 
الظلم» قال تعالى فیا حكاه عن لقمان أنه قال لابنه: 3 ي لا را باه رت ایر لطر 
عظِيمٌ € [لقمان: ۱۳]. 

وعن عبد الله بن مسعود #5 قال: سألت النبي كَل أي: الذنب أعظم عند الله؟ 
قال: «أن تجعل لله نذا وقد خلقك)2(0. 

لأس قنلَورے4 توبيخ همم والجملة حالية» أي: وا حال أنكم تعلمون أن الله 
ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم وجعل الأرض لكم فراشا والساء بناءً وأنزل 
المطر من السماء وأخرج به من الثمرات رزقًا لكم فربوبيته لكم وإنعامه عليكم بها ذكر 
وغيره يستوجب أن تعبدوه وحدہ کم قال تعالی: هل من شرَكاي»؟ من يَفَعَلُ من دَلِکم ين 
شی # [الروم: ٠‏ 4]. 

وذلك لأن المشركين يقرون بربوبية الله كك وأنه الخالق الرازق» كما قال تعالى: 
ل وکین سألتهم من لمهم لین اک أن بک 4 [الزخرف: ۸۷ء وقال تعالى: ٭ وکین سَألتَهُم 


و سس و کے رر گے 


من خلق السّموات والارض وسخر الس والغمر لَْقَولْنَ الہ € [العنکبوت: »]5١‏ وقال تعا ی: 


صح 2 ہےر ۔ہ رو گر 


2ع | ا 2 2س ے۔ > 
© ولین سَأَلتّهم من خلق الْسَمَنواتٍ والأرض لیقولرے الہ 4 [لقمان: ٢۲ء‏ الزمر: ۳۸]ء وقال تعالی: 





)١(‏ أخرجه البخاري ف التفسير «(tEVY)‏ ومسلم ف الایمان )۸٦(‏ وأبو داود في الطلاق )۰ 1(« والنسائی ف 
تحريم الدم (٤١٤٤٥)ء‏ والترمذي في التفسير (۴۱۸۲). 


سورة البقرة: ال ّیات: ۲٥٢ - ٢٢‏ 


2 





#ولِين سألنهم مَنْ حَلَقَ الک وت والارص قول حَلَفَهنَ الْعَزِيرٌلْعلِيمٌ 4 [الزخرف: ۹]ء وقال 


م عي م2 


تعالی: ٭ وین سالتھر من رل مر السمای ماء فاخیا بد الارض من بعد مَويَها ليقولن الله 
[العنكبوت: 77]» لكنهم ينكرون توحيد الألوهية والعبادة. 

وإذا كانوا يقرون بربوبیة الله 8 فمن لازم ذلك أن يقروا بألوهيته فيعبدوه وحده 
لا شريك له وهو أوضح دلیل عقلي على وحدانية الله كك وتفرده بالألوهية؛ لأن توحيد 
الربوبية يستلزم توحيد الألوهية» کم أن توحيد الألوهية يتضمن توحید الربوبية. 

قوله تعالى: ان ڪن في ريپ ما لا عل عَبَِئا َأ شورق من ِء ودعو 
سهد آم من دون اين سر صقن ا ان لم تلوأ وکن تَمْعلوأ فلار ال وَدُھا 
الاش وَأيْجَارَة انت للکزرت @4. 

نفى الله يبك في مطلع هذه السورة الريب عن كتابه العزيزء ثم تحدى نی هاتين 
الایتین من ارتابوا به أو زعموا أنه من كلام البشرء وأن الرسول بيه افتراه واختلقه من 
عند نفسه تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله» وأنى هم ذلكء وفي ذلك تقرير لنبوته كَل 
بعد تقرير وجوب عبادة الله كك وحده في الآيتين قبله|. 

قوله تعالى: #وَإن كنم في رب ما رتا عل عبتا الواو استثنافیة والخطاب لمن 
جعلوا الله أندادًا وارتابوا في البعث» وأنكروا رسالة النبى بيا وزعموا أنه افترى 
القرآن واختلقه من عند نفسه. ۱ 

لف رَيْبٍ 4 أي: في شك» وصاحب الريب والشك إما أن يكون صادقا في البحث 
عن الحق فهذا حري بالتوفيق له» وإما أن يكون معرضًا غير صادق فهذا في الغالب لا 
يوفق للحق كال معاند. 

یما رلا عَلَ عبرا أي: من الذي نزلناء أي: من القرآن الكريم الذي نزلناہ على 
عبدنا محمد ييا وفي قوله: #مْمًا يدناك تعظيم هذا المنزل وهو القرآن الكريم من 
وجهين الأول: الإہہام في «ما» في قوله: #إمّمًا*. الثاني: قوله: راتا فكونه رد لاو 
عند الله ك يدل على عظمته. 

كما أن فيه إثبات العلو لله كْكَ؛ لآن الإنزال يكون من أعلى إلى أسفلء فله 85 علو 
الذات فهو عال بذاته فوق جميع خلقه» وله علو الصفات وعلو القدر وعلو القهر. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


د ام 


رار و 


لعل عبرا أي: على عبدنا محمد كله وم يقل على رسولنا؛ لأن العبودية لله كك 
أفضل ما يوصف به البشر وعلى رأسهم الرسل- عليهم الصلاة والسلام- قال یا: 
(فإنما آنا عبده» فقولوا عبد الله ورسوله» وذلك لآن العبودية لله كك هى غاية الحرية. 
وهي الغاية من خلق الثقلين» ومن لم يعبد الله ربه عبد الشيطان. کم قال ابن القيم: 

هربوا من الرق الذي خلقوا له وبلوا برق النفس والشيطان 

كما قال ربعي بن عامر 5 في معركة القادسية لرستم ملك الفرس: «جئنا لنخرج 
الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد». 

وقد وصف الله كك رسوله ييي بالعبودية في أعلى وأعظم المقامات مقام قربه لہ 
من ربه ليلة الاسراء» کا قال تعالى: لسْبَحَنَ أَلَذِىَ أَسْرَئ بِعَبَدوء € [الإسراء: »]١‏ ووصفه 
في مقام العبادة» فقال تعالی: واه اقام عبد يدعو كاذ وأ یکن يبدا [الجن: ۱۹]. 


كما وصفه بها هنا في مقام تكريمه بإنزال القرآن عليه والتحدي به والدفاع عنه. 
فقال تعالى: لون ڪن في رپ مالاع حبا كوأ رَو من علو ) الآية. 


کما قال تعا ی: #الحبد ينو الى آنزل عل عبر و التب ول بحعل لَه عِوجا € [الكهف: »]١‏ وقال 


صر سے سے 





> ص 


تعالى: تیار ای رل لمران عل عَبّدیہ لیک لِلعَدلی تَا 4 [الفرقان: ١٤ء‏ وقال تعالى: 
اوی لک عبیو ما أو 4 [النجم: .]٠١‏ 
لمأنو سور مّن مه4 جواب الشرط ١إن)ء‏ وربط بالفاء؛ لأنه جملة طلبية. 
والسورة في اللغة مأخوذة من معنی الرفعة والشرف: قال النابغة الذبياني من قصيدة 
یمدح ہا الع تین اللو 
أ تر أن الله أعطاك سورة تری كل ملك دونهايتذبذب 
أي أعطاك منزلة رفيعة قصرت عنها منازل ال مللوك وهى مأخوذة أيضًا من معنى 
الإبانة والتمام والإحاطة؛ لأنها بائنة عن السورة الأخرين منفصلة عنها تامة 
بموضوعاتها محيطة بآیاتہاء إحاطة السور بالبلد. 


.)۳٣٣٥٣( ¢ أخرجه البخاري في الأنبیاء- قول الله تعالى: #وأذكر ف الكتب مرإ أنتبَدَ تين هلها‎ )١( 
انظر «ديوان النابغة الذبياني» ص(25) جمع وتحقيق أحمد عاشور.‎ )1( 


سورة البقرة: الآيات: ۲١ - ۲١‏ 


= 

والسورة من القرآن في الاصطلاح: القطعة من كلام الله تعالى في كتابه ذات بداية 
ونہایة معروفة تشتمل على ثلاث آيات فأكثر. 

والأمر في قوله: #مَأَنُوا4 يقصد به التحدي» أي: إن كنتم في شك من هذا القرآن: 
رق مسعاقشد ىر لس لول اران الرسول پا افتراه واختلقه من 
عند نفسه» فإنا نتحداکم بأن يأتوا بسورة واحدة لم مَغْلِهِء 4 «من» بيانية والضمير يعود 
إلى ا منزلء وهو القرآن» أي من مثل القرآن» کما قال تعالى: 9# وما کان هدا لان أن یفتریٰ يِن 
دوت الو وک صَصَدِيقَ الى بين يديه وَتَفْصِيلَ الكت لا ريب فيد من رت الْعلِيِين لر آم يعولُونَ 
AE‏ ملد وأدعوأ من أَسَتَطعَتٌم من دون الإ نك صدِوينَ € [يونس: ۷ . 


رو حر مم سے مر 


جس ا 
أن پاٹ ایر ہی ا فقال تعا لی في سورة هود: و ےک ا تا ا کر 
سور ملو مقتریټ وآدعوا من اسَتَطعُم ون دون ١١ gs‏ ]. 


وتحداهم أن يأتوا بمثله فقال تعالى: # فل این أَجْتَمعَتِ الإ وَالْحِنٌ ع أن يا ّل 





سک سے 


هلدا الان لا انون لی ولو كنت بعص ل زی گی > [الإسراء: ۸۸]ء وقال تعالى: # َل 
انوا یکپ ينعن الوھوھدیٰ ابو [القصص: 49]. 

ويحتمل أن الضمير في قوله: م لو4 يعود إلى الرسول ييه أي: من مثل 
الرسول اة فيا جاء به من القرآن الكريم؛ لان القرآن الكريم هو معجزة الرسول كَل 
ولهذا قال لا (ما من نبى من الأنبياء إلا قد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر 
وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القیامة۷١.‏ 

فتحداهم الله أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله أو بسورة من مثله» من حيث 
إعجازه في ألفاظه وفصاحته 0 ا معانيه وصدق أخبارہ وعدل أحكامه 
وغبر دلت کا قال تال + وت کیت ت ريك كَ صِدَقًا وَعَرٌ لا 4 [الأنعام: ١١٦]ء‏ أ : صدقًا ف 
الأخبار وعدلاني الأحكام. 


)١(‏ أخرجه البخاري في فضائل القرآن (۹۸1٤)ء‏ ومسلم في الإیمان -)۱٥١(‏ من حدیث أي هريرة #ك. 


دري عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 

وادغوا شهدا کم من دُونِ أله # معطوف على مأو ورو #. 

#مّن دون أله أي: مما سوى الله. 

والمعنى: واطلبوا من استطعتم من المخلوقين من أعوانكم وشركائكم وغيرهم 
ليعينوكم ويشاهدونكم ويشهدون لكمء كا قال تعالى في سورة هود: #وادعوأ من 
َسْتَعْثُم من دون الله إ نک صقن © [هود: ۳ 

#إن كُشْرصَدِقِينَ 4 أي: إن كنتم صادقین في دعواكم أن القرآن ليس من عند الله 
وإنما هو قول البشرء افتراه حمد واختلقه- ىا تزعمون. 

والجواب على هذا أنه لا يمكنهم أن يأتوا بسورة من مثله مع ما هم عليه من 
المناوأة للرسول ية وشدة العداوة له» وما هم عليه من الفصاحة والبلاغة؛ ولهذا قال 
بعد ذلك: 

ان لم تفْمَنُوا» الفاء: عاطفة» أي: فإن ل تأتوا بسورة من مثله» وهذا على سبيل 
التنزل مع الخصم» وإلا فإن عدم فعلهم معلوم؛ وهذا قال بعده: #ولن تعلو 4 فقطع 
أطاعهم» أي: ولا يمكنكم أن تفعلواء و«لن» هنا للتأبيد؛ لان المقام مقام تعجيز 
وتحدي. 

قال ابن كثير - رحمه الله-“: «ولن لنفي التأبيدء أي: ولن تفعلوا ذلك أبداء وهذه 
أيضًا معجزة أخرى» وهو أنه أخبر أن هذا القرآن لا يعارض بمثله أبدَاء وكذلك وقع 
الأمر لم يعارض من لدنه إلى زماننا هذاء ولا يمكن» وأنى يتأتى ذلك لأحدء والقرآن 
كلام الله خالق كل شيء؟ وكيف يشبه کلام الخالق كلام المخلوقين». 

والمعنى: فإن لم تستطيعوا أن تأتوا بسورة من مثله لأنه لا يمكنكم ذلك» فهذا دلیل 
واضح على صدق الرسول ُء وصدق ما جاء به؛ ولهذا قال بعده: 

#فاتَمالنَارَ4 وهذا هو جواب الشرط في قوله: #وَإن لَمَ تفْعَنُوأ» أي: فإن م 
تستطيعوا الإتیان بمثله فواجب عليكم اتقاء النار بتصديقه والإیمان به واتباعه» إذ لا 


اس 


وقاية لكم من النار إلا بذلك كا قال تعالى: يا جا انان اموا فوا امہ واهلیک تار 





.(A۹ /١( فی «تفسيره»‎ )١( 


سورة البقرة: الآيات: ۲٥٢-۲٢‏ 





-‌ 
یو 4 لاس پ45 صفة «النار» و د بفتح الواو ما توقد به 
کا خطب ونحوه» أي: سو ربہر ہی لجار 4 وا لمراد بالناس الكفار 


رس ھ 


منھم قال تعالى: #وأمَا الْمَنسِطون كنا لجا سخ ا .]٥‏ 
والمراد بالحجارة حجارة الکریت العظيمة السوداء ايك شديدة الاشتعال 
شديدة الحرارة» ومنها الحجارة التي یعبدونہا من دون الله» کما قال تعالى: « يكم 


2 سے کے سل عت لخر سد 
وما تعبدوبت من دوي او ES‏ رص می واردوںے # [الأنبياء: 24۸ وقال تعا ی: 


لاشو الین ظلٹوا وأزوجهم وما کا عيدو نیا من ذو ن الہ اهدو إل رط لیے € [الصافات: 
LTTE‏ 

وذلك لتحقبر هذه المعبودات ونحقيق شدة حسرة من عبدوها من دون اللہ حيث 
كانت سببًا لعذابهم وكانوا يرجون النجاة بسببها كان مصيرها مصيرهم» فلم تدفع عن 
نفسهاأ ذد فضلا أن تدفع عنهم. 

#أَعِدَّتَ لِلْكَفِنَ 4 أي: أرصدت هذه النار وا حجارة وھیئت وجھزت للكافرين» وی 
الفعل «أعدت) ما م يسم فاعله؛ لآن المعد والموجد لما ولكل شىء معلوم وهو الله وَب. 

وأظهر في مقام الإضار فلم يقل: «أعدت لكم» للتسجيل عليهم بالكفرء وأنه 
سبب دخوهم النار» وأنها هم ولكل من کفر بالله وبا أنزل على رسوله ية فهي دارهم 
وہہا خلودهم. 

ويفهم من الآية أن العصاة إن لم يعف الله عنهم ودخلوها فليست لهم بدار ولا 
يخلدون فيهاء وئی هذا رد على الخوارج ونحوهم. 

فالنار معدة موجودة الآن. کما دل على ذلك القرآن في مواضع أخرى كثيرة. 
ودلت عليه السنة المتواترة» يا في حديث أنس ظ4 قال: قال رسول الله يَكِةِ: «أعرضت 
و رپ ۰ ور 56 


.)۲۳٥۱۹( أخرجه البخاري في مواقيت الصلاة (٥٤٤)ء ومسلم في الفضائل‎ )١( 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن: ج٢‏ 





I= 
الأنهدر ڪلم يتاين تمَرَوَزَدقَا قاو هدای هتا ون مَل ونوا بوه مرها وهم‎ 
.4)2( فیا اوځ مط ره فیا کرذوت‎ 

ذكر كلك وعيد الكافرين المكذبين للقرآن والرسول با ثم أتبع ذلك بالبشارة 
سو الذین ۰ الصا حات سے مض یں بداو یہ 
نے سسو سیر رم یت 

قوله: نی اليرت اتن أ وَعمِلُوأ 090+ 0+2 

کر تج ےت جج ےی لأن الانسان إذا ارت 
يسره استنار وجهه واتسعت بشرته. وكان رسول الله گلا إذا سر استنار وجهه حتى 
كأنه قطعة قمر( كا قال كعب بن مالك فيه في حديثه الطويل. 

والتبشير سمة ظاهرة من سمات الدين الإسلامي الحنيف فقد قال ية لمعاذ وأبي 
موسى - رضي الله عنهم|- لما بعٹھم| إلى اليمن: «بشروا ولا تنفرواء ویسروا ولا تعسروا». 

وينبغي أن يستلهم هذا المعنى الدعاة والمصلحون والمربون» وأن يكونوا مبشرين 
لا منفرين» فإن رحمة الله سبقت غضبه» وقد قال الله كك لنبيه :وکر کے ها علط 


FP Po 


الپ لاصو حول لك ک4 [آل عمران: 9۹. 

پاب ءَامَنُوا 4 أی: الذين صدقوا بقلوبہم وألسنتهم بکل ما يجب الاإیمان به من 
أركان الإيان الستة وغيرها. 

یلوا لصحت 4 أي: وعملوا الأعمال الصالحات بجوارحهم» أي: وصدقوا 
إیمانہم بأع الهم الصال حة؛ لان الإيهان اعتقاد وقول وعمل» وفي هذا رد على المرجئة 
الذين يقولون يكفي جرد الويمان بلا عمل. 

وفي حذف الموصوف وهي «الأعمال» والاكتفاء بالصفة وهي (الصا لحات) تنبيه 
إلى أن المهم في الأعمال کونہا صالحة. 


.)۲۷۹( أخرجه البخاري في المناقب (7007)» ومسلم في التوبة‎ )١( 


سورة البقرة: | لآیات: ۲٥٢ - ٢٢‏ 


- 

والعمل إنم|ا يكون صال ًا إذا توفر فيه شرطان: الإخلاص لله كك ومتابعة الرسول 

اف قال كَكِِ: «قال الله ٌك: «أنا أغنى الشركاء عن الشركء من عمل عملا أشرك معی 

فيه غبري تركته وش ركها(1). ٌْ 

والشرط الثاني: متابعة الرسول اف قال يَكلِِ: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو 
رد)(©. 

وفي لفظ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»". 

ويجمع الشرطين قول الله تعالی: # وَمَن أَحْسَنُّ ويا مِمَّنَ اسلم وهه پل وَهْوَ 
سن # [النساء: 178]. 

أي: ومن أحسن ديتا من أخلص العمل لله» وهو متبع لرسول الله بيا وقال 
تعالى: #ومن لم وجهه: إل الہ وهو محن فقَد استمسك بالعروة الوق € [لقمان: .]٢٢‏ 

وسميت الأعمال الصالحة بهذا الاسم؛ لان بها صلاح أمر الإنسان في دينه ودنياه 
وآخراه» وبا يكون صاسحا لجوار الرحمن في جنات النعيه(؟). 

لهم جت أي: بأن لهم جنات وهذا وما بعده هو المبشر به. 

ا فإن لهم عند الله جنات» و«جنات» جمع «جنة» وهي في اللغة البستان كثير 
الأشجار والثار» سمي بذلك لأنه يجن ويستر من بداخله بأشجاره الكثيرة الملتف 
بعضها على بعض» كما قال تعالى: #وَجَنَّتٍ أَلْقَامًا» وا مراد بالجنات المساكن والمنازل التی 
اعيها لأرليانه ای وة لاعت هام از العو ما ل عليه ال اى 


FI خڅ‎ 


مه 5 ۰ کے سو کہ 4ج ير 1 س ت < 2 7 
قال تعالى: 3 فلا تعلم فس کا أَحَفِىَ هم من قرو اص جر ما6 ابعملونَ 4 [السجدة: ۱۷]ء وقال 





)١(‏ أخرجه مسلم في الزهد- تحریم الرياء (۲۹۸۰)» وابن ماجه في الزهد -)٦٢٤٤(‏ من حديث أبي هريرة طظل4. 

(۲) أخرجه مسلم في الأقضية- نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور (۱۷۱۸)- من حديث عائشة- رضي الله 
عنها. 

(۳) أخرجه البخاري في الصلح- إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود (۹۷٦۲)ء‏ ومسلم في الأقضية» نقض 
الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور (۱۷۱۸)ء وأبو داود في السنة (٦٥٦٦)ء‏ وابن ماجه في المقدمة -)١5(‏ من 
حديث عائشة- رضي الله عنها. 

.)٦٦ /۱( انظر «تيسير الكريم ال رحمن)‎ )٤( 


د ( ۹ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





: «فيها مالاعین رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ۱2۷۸. 
قال ابن القيم من قصيدة له طويلة في وصف ا جنة ومدح نعيمها': 


فللے مافي حشوهامن مسرة 
وله بردالعيش بين خيامها 
ول واد.باالذي هو موعد ال 
بذيالك الوادي هيم صبابة 
وش أفراح المحجبين عناما 
وش أبصار ترى الله جهسسرة 
ول كم من خيرة إن تبسمت 
فحي عل جنات عدن فإنها 
وحي على السوق الذي فيه يلتقي ال 
وحي على يوم المزيدالذي به 
وحي عل واد هنالك أفسيح 
نابر من نورهناك وفضة 
وكثبان مسك قدجعلن مقاعدًا 


وأصناف لذات بهبايتنعم 
وروضاتما والثغر في الروض يبسم 
مزيدلوفدالحب لو كنت متهم 
حب یسری أن الصبابة مغنم 
بھاطبھم من فسوقھم ويسلم 
فلا الضیم يغشاها ولا می تسأم 
أضاء لما نور من الفجر أعظم 
منازلك الأولى وفيهالمخيم 
محبون ذاك السوق للقوم معلم 
زيارة رب العرش فاليوم موسم 
وتربته من أذفر المسك أعظم 
ومن خالص العقيان لا يتقصم 
لمن دون أصحاب المنابر تعلم 


ری من تلم الک 4 صفة ل«جنات» أي: تجري وتسيح من تحت أشجارها 
وغرفها الأنہار کما قال تعالى: 9 لين ءامو وَعَیلوا لصحت لوهم 


مر ر 8 


اله غرة ری من کیہ اندر 4 [العكبوت: ۸٥]ء‏ وقال تعالى: #لكن الہ 


وس ور >< ےل 


و 
کے تم ا سے“ کو آل ين 2 


کر سے 
یھ کے سو 
ان 8 - 9 رو 


م جن 
ن نوا ريحم م عر 


بن يها طت تی ری يني ایک4 [الزمرة ۴١‏ 


)١(‏ أخرجه البخاري في بدء الخلق (٢٣٤٣۳۲)ء‏ ومسلم في ا حنة وصفة نعيمها (۲۸۲۰)ء والترمذي في التفسير 
(۴۱۹۷) وابن ماجه في الزهد -)٤۳۲۸(‏ من حديث أبي هريرة طچ٭. 
(؟) «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» ص (۲۹- ۲) (إغاثة اللهفان (۱/ ۷۱) «طريق الهجرتين») ص .)١١١(‏ 


سورة البقرة: الآبات: ۲٥٢ - ٢٢‏ 
= 
وهذه الأنہار تجري بغير أخدود یصرفونہا كيف شاؤواء قال ابن القیم(١):‏ 
آہارما فی غير أخدود جرت سبحان نمسكهاعن الفيضان 
من تحتھم تجري كما شاؤوا مفح لرةومالتهرمن نقصان 
يشربون منها ويغتسلون فيها ويتمتعون برؤيتهاء وهي كا قال الله تعالى: مال 
ا وعد امون فيها تبر من ما حير ءاسن وأمهر من لبن لم ير طعمة طعمة: و ونر من مر لدو رييت انہر 


سج رص ور بیط 


من عسل مَصقی ‏ [محمد: .]1١‏ 





راع عرلا ا ہے 797 م ہم وه موہ 
قوله: كلما رزقوأ ما ین تَمَرَةَ ردا مَالُوأْ هنذا ادى رُزشتا ین كل وَأنوأ ہو۔ 


بعدما ذكر طيب المسكن وهي الجنات التي تجري من تحتها الأنهار أتبع ذلك بذكر 
ماهم فيها من النعيم» وبدأ بذكر ما هم فيها من أنواع الثمرات والمأكل فقال: كلما 
روعأ يِتَہًا 4 «كلا» ظرف زمان» وفيه إشارة إلى أن رزقهم في هذه 7 ا 
ماد ھ کی كل راب رای كلا أعطوا من الجنات لمن مَمَرَةِ» أي: من أي 
ثمرة طقَالُوأ مَندَا لی رُزَْمَامِن مَل 4 أي: هذا الذي أعطينا من قبلء أي: شبيهه ونظيره 
لا عينه؛ لأنه يشبه ما سبقه في الشکل والحجم واللون ونحو ذلك؛ وهذا قال: #وَأتوا 
يو متها 4 وهذا کالتعلیل والسبب لقوهم: هدا الى رزَقتَا ین َل . 

و«متشابها» حال أي: أعطوه وجيء إليهم به حال كونه متشابها: أي: أي يشبه 
بعضه بعضًا فی الحُسن واللذة والفكاهة وكونه خيارًا كلهء أو فی المظهر والشكل 
وا حجم واللون ونحو ذلك- مع الاختلاف العظيم والفرق الشاسع والبون الواسع في 
المخبر والطعم واللذة» والنكهة ونحو ذلك. 

قال ابن القیم''": «ومعناه يشبه بعضه بعضاء ليس أوله خيرًا من آخره» ولا هو ما 
يعرض له ما يعرض لثار الدنيا عند تقادم الشجر وكبرها من نقصان حملهاء وصغر ثارهاء 
وغير ذلك» بل أوله مثل آخره» وآخره مثل آوله» وهو خيار كله يشبه بعضه بعضًا». 


.)۲۲۹( في «نونیته» ص‎ )١( 
.)۲۹۵ /۱( انظر «بدائع التفسير»‎ )۲( 


ا عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 

وقيل: معنى قوهم: هذى رُزْفَتَا ین مَل 4 أي: في الدنيا. 

والأول أصح وأظهر وأقوى في المعنى؛ لان التشابه بين ثمار الجنة أعظم من التشابه 
بينها وبين ثار الدنيا؛ وهذا قالوا من شدة التشابه هذا القول. 

وأيضًا ليس كل ما في الجنة» بل ولا أكثر ما فيها من الثمار ما رزقه أو مثيله آهل 
الا 

وأيضًا فإن ما في الجنة من الثمار لا تقاس به ثار الدنیا فما فی ال حنة أعظم وأعظم. 
بل نعم الدنيا كلها لا تساوي شيًا بالنسبة لنعيم الجنة فيبعد أن یکون المعنى أن أهل 
الجنة كلما رزقوا من ثمارها قالوا هذا الذي رزقنا في الدنیاء وقد أحسن القائل: 
ألوترأنالسيف ينقص قدره إذا قيل: إن السيف أمضى من العصا!'' 

ولهذا قال ابن عباس رضى الله عنها: «لا يشبه شىء مما في الجنة ما في الدنيا إلا 
الأسماء). وی روایة: اليس في الدنیا ما في الحنة إلا الأسماء)0). 

ولم يہ زوج مر 4. 

ذكر ما لأهل الجنة من التنعم في المأكل بأنواع الثمار المتشابہة في الظاهر المختلفة في 
الباطن في الطعوم واللذة ونحو ذلك» ثم أتبع ذلك بذكر ما لهم فيها من التنعم 
بالأزواج والفرش. 

أي : وهم في الجنات أزواج مطهرة. و«أزواج» جمع زوج. والزوج في اللغة الشفع 
ضد الوتر» ويطلق الزوج في الفصحى على الذكر والأنثى» يقال: زوج هندء ويقال: 
زوج محمد وهي لغة قريشء وا نزل القرآن الکریم؛ قال تعالى: يِنَادَمُ أَسَكْنَ آت 
له # [البقرة: ٣٥]ء‏ وقال تعالى في حق زكريا: لاصحتسا لع روجحةه € [الأنبياء: 
۰ء وقال تعالى: اوم صف ما کر ازوج کڪ إن ر یکن لهرى ولد 4 [النساء: .]1١‏ 

ويقال للمرأة زوجة في لغة تمیم؛ انتحلها الفرضيون» فیقولون: هلك هالك عن 
زوجة» إذا كان ا متوفی الرجل» ویقولون: هلك هالك عن زوج» إذا كان المتوف المرأة. 





. ٠٦ /۳ البيت للكميت. انظر: «مجاني الأدب»‎ )١( 
٦ /١( تحقيق التركي؛ وابن أبي حاتم في «تفسيره»‎ )5 /١( أخرجها الطبري في (جامع البيان»‎ )۲( 


سورة البقرة: الآيات: ٢٢‏ ۔ ۲٢‏ 


وقد جاءت في السنة وفي كلام العرب» فعن أبي هريرة ظ4 أن النبي يي قال في ذکر 
نعيم أهل ا جنة: «ولكل واحد منهم زوجتان»'. 





وقال الفرزدق(۲): 

وإن الذي يسعى يحرش زوجتي كساع إلى أسد الشرى يستبيلها 
وقال الآخر: 

فبكى بناتي شسجوهن وزوجتي والظاعنون إن ثم تصدعوا 
#مُطهّرة» طهارة مطلقة خلقية وخلقية من جميع النجاسات الحسية» كالغائط 


والبول وا حیض والنفاس والمخاط والبصاق وغير ذلك من الأذى والاقذار ومن جميع 
الأنجاس المعنوية كالغل والحقد والحسد والغيرة والكراهية والبغضاءء وغيرها من 
أمراض القلوب» ومن الإثم والفواحش وسوء العشرة والأخلاق السیئة والصفات 
الذميمة» ونحو ذلك» وإذا كن مطهرات طهارة مطلقة فهر كاملات الخَلق واللق. 
وهم فيا خََلِدُوت* لا ذكر ما لهم من النعيم في الجنات مسكنا ومأكلا 
وأزواجًا طمأنهم على دوام ذلك» وعدم انقطاعه عنهم؛ لأن من أعظم ما ينغص النعم 
في الدنيا توقع انقطاعهاء کما قال المتنبي47): 
أشدالغفمعندونفي سروري تحفق عنه صاحبه انتقالا 
وهم فیا يها خَيِدُوت 4 أي: : وهم في هذه الحنات مقيمون إقامة أبدية لا تحول ولا 
تزول؛ فلا هي تزول» ولا هم یزولون عنها؛ وهذا أكد خلودهم فيها بكون الجملة اسمية. 
GS‏ را ا سی رو Ng‏ 
ری رر کہ سس E‏ الین اموا ويوا 
یس ئزجت جر من قورح وبا كز فا لیخ هرأ 


)١(‏ أخرجه البخاري في بدء ا خلق (٢٣۳۲)ء‏ ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها )۲۸۳٣(‏ والترمذي في صفة الجنة 
)۲٥۳۷(‏ من حديث أبي هريرة طلإله. 

)٢(‏ انظر «ديوانه) ص »)5١05(‏ «لسان العرب» مادة «زوج). 

() البیت لعبدة الطيب انظر «ديوانه» ص ١٠(‏ 6)» «لسان العرب» مادة (ازوج). 

)٤(‏ انظر: «ديوانه) ص١٤٠‏ ۔ 


عون الرحمن في تفسير اثقرآن؛ ج٢‏ 





= 


وب لت لد صللا 4 [النساء: .٠٠۷‏ 
وفي حديث أبي هريرة 4# أنه يؤتى بالموت فيضجع فیذبح ذبحا على السور الذي بين 
الجنة والنار ثم يقال: «يا أهل ال حنة خلود لا موت. ويا آهل النار خلود ولاموت»'. 
قال ابن القيم": (وجمع سبحانه في هذه البشارة بين نعيم البدن بالجنات» وما فيها 
من الأنهار والثار» ونعيم النفس بالأزواج المطهرة» ونعيم القلب وقرة العين» بمعرفة 
دوام هذا العيش أبد الآباد وعدم انقطاعه). 
الفوائد والأحكام : 
١‏ - تصدیر الخطاب بالنداء للتنبيه والعناية والاهتمام؛ لقوله تعالى: ٭ ایا النَاسش 4. 
١‏ - عموم رسالته گلا لجميع الناس؛ لقوله تعالى: # يَكأنا الاس 4. 
-٣۳‏ وجوب عبادة الله تعالى وحده» فهي حق الله على العباد؛ لقوله تعالى: عبد وارب ). 
5 - إثبات ربوبية الله العامة بجميع الخلق؛ لقوله تعالى: ل ييا الاش ابد وري 4. 
-٥‏ أن الإقرار بتوحيد الربوبية مستلزم وموجب لتوحيد الألوهية؛ لقوله تعالى: 
لاعیڈوا رب ایی لقم وای من نیکم لملہم َون © الى جع لک لاص 
أندادا وأ فلمو ). 
-٦‏ إثبات أن الله كبك هو الخالق وحده» خلق الأولين والآخرين» وخلق کل شيء؛ 
لقوله تعالی: الى خَلَہ وا من یک 4 وهذا من معاني ربوبيته 85. 
۷- في قوله تعالى: وَالَِينَ من تك 4 قطع بل التقليد للآباء واتباعهم فیا کانوا عليه من 
الشرك والعادات السیئة؛ لأن رب الجميع وخالقهم هو الله وحده لا معبود بحق سواہ. 
8- أن الله كك خلق الخلق؛ لأجل أن يتقوه بفعل أوامره واجتناب نواهيه؛ لقوله تعالى: 
علخ تَمَتُونَ 4. 
4 - أن من أعظم نعم ربوبیة الله كك على الناس: أن خلقهم» وجعل الأرض هم فراشا ممهدة 


)١(‏ أخرجه الترمذي في صفة الحنة (۷) وقال الترمذي: (حدیث حسن صحیح). 
(۲) انظر «بدائع التفسير» (۱/ 5915). 


سورة البقرة: الآيات: ٢٢‏ ۔ ۲٥٢‏ 


= 
لعيشهم عليهاء وجعل السماء بناء» وسقفًا للمخلوقات» وأنزل من السماء ماء فأخرج 
به من الثمرات رزقا هم؛ لقوله تعالى: ای کمک وای من ْم 4 وقوله: اَی 
جل کا درس فر شاو کم اء اء وانرد من لآ مآ فا ید یں لثمت رزقا لک 4. 

-٠١‏ فضل الله كك العظيم وقدرته التامة في خلق الخلق» وفي خلق الأرض وجعلها 
فراشاء وفي خلق السماء وجعلها بناء» وفي إنزال المطر من السماء وإخراج النبات 
والثمرات رزقا للعباد. 

-١‏ حكمة الله كَ في جعل المطر ينزل من السماء ليعم جمیع الأرضء ما علا منها 
وارتفع» وما سفل منها وانخفض. 

۲- إثبات الأسباب» وأنها لا تكون مؤثرة إلا بأمر الله وإرادته؛ لقوله تعالى: تأيه 
سن شرت رركا لَك 4. 

-١‏ أن الرزق من الله ك لقوله تعالى: ٭وَأَنزل مِنَ السا ماه ربد من ارت ررد 
م 

-٤‏ في إحیاء الأرض بالنبات وإخراج الثمرات منھا دلیل على قد رو یا 

65- تحريم اتخاذ الأنداد والشركاء مع اللہ؛ لقوله تعالى: #فلا لوأ َه أندادًا وا 
تعلمورے 4. 

7- توبيخ ا مشرکین الذين أشركوا مع الله غيره» وهم یعلمون أنه رمم الذي خلقهم 
وخلق الأرض والساء وأنزل المطر من السماء وآخرج به الثمرات رزقا لهم مما 
یو جب إفرادہ وحدہ بالعبادة؛ لقوله تعا ی: وا موت 4 لان ود ال وة 
يستلزم توحيد الألوهية» کما سبق بيانه. 

١‏ -أن التحريم والتوبيخ بالنسبة للعالم أشد؛ لقوله تعالى: اسم تَلمُورے4 بل إن 
الجاهل قد يعذر في بعض الأحوال. 

۸- تحدي المشركين المكذبين للقرآن الشاكين في كونه من عند الله بالإتيان بسورة 
واحدة من مثله» ودعاء شهدائهم من دون الله للاستعانة بهم وإشهادهم على 


حر مر حر رو 


ذلك؛ لقوله تعالى: #و! :نم في رپ ما لتا عل عبد هاا شورق من ن مشْلدء 





سے سے 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





= 


ومر 


وادغوا سهد آم ین دُونِ اّران كُشَرْصدِقِنَ 4. 
۹- دفاع الله كلق عن رسوله ي وإثبات صدقه فے| جاء به. 
-٠‏ إثبات إعجاز القرآن الكريم» وأنه معجز بأقصر سورة منه؛ لقوله تعالى: #مَأَنوأ 
ورم مَن مَغْلِهِء # معجز بألفاظه ومعانيه وأخباره وأحكامه وغير ذلك. 
-١‏ إثبات علو الله كك على خلقه؛ لقوله تعالى: دنا چ والتنزيل يكون من أعلى إلى أسفل. 
۲- تعظيم القرآن الكريم» وإثبات أنه كلام الله تعا ی منزل غير خلوق؛ لقوله تعالى: 


يسارلا ۹. 
-٣‏ تشريف النبى كَل وتكريمه بوصفه بالعبودية؛ لقوله تعالى: #عل عبَرِنا»؛ لأن 
العبودية لله تعالى أفضل ما يوصف به البشر. 


-٤‏ إثبات عدم قدرة المشركين ولا غيرهم على الإتيان بسورة من مثل القرآن» ونفي 
إمكانية أن يفعلوا ذلك؛ لقوله تعالى: لان لم كقعلوأ ون تفْعَلُوا 4. 

5 - الوعيد والتهديد بالنار لمن كذب الرسول پل وما جاء به من القرآن؛ لقوله تعالى: 
لاتقو انار . 

٦‏ أن وقود النار- نسأل الله العافية- الناس والحجارة؛ لقوله تعالى: #وفودهًاا 
وجار ؛ ما يوجب الحذر منها والبعد عن أسباب دخوها. 

۷- نی جعل الحجارة والأصنام التي عبدت من دون الله وقودا للنار إذلال لها وإهانة 
لمن عبدوهاء وزيادة في ندمهم» حيث عبدوا ما لا ينفع ولا يضرء بل ما لا يستطيع 
الدفاع عن نفسه- وهذا على أحد القولين في المراد بالحجارة» كما قال تعالى: 
وتڪ وَمَاتَبدُو ین دوي الو حصب جھٹر اٹ لها وردوت )کر کے 
هالا عاد ره قا و ڪل فا دون € [الأنبياء: ۹۸ء۹۹]. 

۸- أن النار موجودة الآن؛ لقوله تعالى: #أَهِدّتَ 4. 

714 - أن النار أعدت للكافرين» دارا ومقرا هم ومأوى ومصيرا؛ لقوله تعالى: يدن 
گر *. 


۰- أن غير الكافرين من العصاة ونحوهم ليست النار لهم بدار؛ لأمهم لا يخلدون 


سورة البقرة: الآيات: ۲٥٢-٢٢‏ 


= 
فيهاء بل ربا يعفو الله عنهم ولا يدخلوما إلا تحلة القسم» وني هذا رد على من 
يقول بتخليد أصحاب الکبائر في النار کا خوارج ونحوهم. 

-١‏ جمع القرآن بين الوعد والوعيد؛ ليجمع الإنسان في طريقه إلى الله تعا ی بين ا لخوف 
والرجاء؛ لقوله تعالى بعد وعيد الكافرين بالنار: وير الب ءَامَتُوا وكيوا 
الصَلِحَتِ ٭ الآية. 

۲- البشارة للذين آمنوا وعملوا الصالحات ب) أعد الله هم من ا جنات وألوان النعيم؛ 
لقوله تعالی: وير الذي ءَامَنُوا يلوأ الصََلِحَّتِ 4 الآية. 

-٣۳‏ عناية الإسلام بالبشارة والتبشیر؛ وهذا قال ية معاذ وأبي موسى حين بعثٹھم| إلى 
اليمن: (بشرا ولا تنفرا170). 

5 - لابد من الجمع بين الإيان والعمل الصالح؛ لقوله تعالى: ٭ءامَنُوا وعيلوا 
لصَسْلِحَتٍِ 4 وني هذا الرد على المرجئة الذين يقولون يكفي جرد الإيمان. 

-٥‏ أن المهم نی الأعمال أن تكون صالحة» لهذا حذف الموصوف في قوله ويوا 
لصَلِحَدتٍ 4 واکتفی بالصفة وهى «الصالحات». 

-٦‏ عظم ما أعد الله للذين آمنوا و الصالحات من الحنات المتعددة وما فيها من 
الانہار والرزق» والثمرات المتشابهة» والأزواح المطهرة؛ ومن أعظم ذلك الأمن 





من انقطاع هذا النعيم؛ لقوله تعالى: ان قم بجنت ری من يها الأنهدر كلا 


کے سے سر 0 


شا مہ َ رمع ماي ۶۸۵ سے۱ یا رہ ہے سر وےےہ رکوہ ۔ سرس کے وو 
رفوا این تَمَرَوَرِرْكا قالوا هنذا الى رزقنا من قبل واتوا يو مُتسْليها وَلَهُمْ فما زوج 
ژر کس نے 4 

۷- أن الجنة لا تفنی ولا يفنى نعيمها ولا أهلها؛ لقوله تعالى: #وَهُم فیا دوت 4. 


4 ۶ 2 


)۳٦۸٣( أخرجه البخاري في الجهاد والسير (۳۰۳۸)ء ومسلم في الأشربة (۱۷۳۳))ء وأبو داود في الأشربة‎ )١( 
والنسائى فی الأشرية (٥۵۱۹)ء وابن ماجه في الأشربة (۳۳۹۱)ء من حديث أبي موسى طإنه.‎ 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن؛ ج٢‏ 





ل 


قال الله تعالی: ق آله لا تی أن یضیب ما کا بموصَة هما وھا اما لیت 





ord PE‏ ص و ے۔ ا ر 44 رص 7 ر ہے م 
َامَثُوا يعمو آنه الح من ره واا الین كدرو فقوت ماداد الد بنا مکل 

4 کے یں ہم : س‫ 4 کے ۔۔ سس بر لس ساس صصيے 
یل ہو كديرا ودی بو کیا وَمَايضِلٌ بيد إلا الشَيوَیَ © لذن ينفصون عه دال 


2 
وو 7 


نا بد سِكَقِهء وم م1 أمرَ ائ پو أن مل ويُفْسِدُوت فى الذرض وتک ْم 
الكيزرت 70کیٹ گرو باکر کڪ أتوكا كيسكم ہم بی شك کم يكم ذم 
كه ثور © خوآآری کلت نک کان الائیں کیٹا اش کو لات سی 

قوله تعالى: اله لاسء أن يَضْرِب مكل مَابَعُوصَة فَمَافوْقَهَا 4 الآية. 

ضرب الله كك في الآيات السابقة مثلين للمنافقين في| هم عليه من قبيح الصفات 
وسوء الأحوال» ثم بين أنه كك لا يمنعه الحياء من ضرب الأمثال مهما كان الشيء 
المضروب به المثل حقيرًا أو صغيرًا؛ ما في ضرب الأمثال من تقريب المعاني والأمور 
المعقولة» وبيان وإيضاح الحق» والموعظة» كا قال تعالل: ٭ ويلک الأمل ضري 
للا وَمَ يَعَقَلْها إلا الَصیلِمُونَ 4 [العنكبوت: .]٤١‏ 

قوله تعالى: ل آله تيء أن يَضْرِبٌ ملك ما 4 جملة «أن يضَرِبَ 4 في محل جر 
بحرف حذوف: و(ما») صفة لما قبلها. 

أي: أن الله لا يمنعه ا حیاء أن يضرب مثلاء أيّ مثل كان صغيرًا أو حقبرٌاء أو غير 
ذلك؛ لان الله كك لا يستحيي من الحق. 

والمثل: الشبه يقال هذا مِثْل الشیء رکف ل دش ومن قرول کک 
ابن زهير: 
كانت مواعيدعرقوبٍلمامَبَلَا 2 ومامواعيدها إلاالأباطيل0°) 


أي: كانت مواعيد عرقوب ها شّبَهًا. 


(۱) كما جاء في حديث آم سلمة- رضي الله عنها- قالت جاءت أم سليم إلى رسول اللہ يك فقالت: يا رسول الله إن الله 
لا يستحي من الحق» فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت: قال النبي يَكةِ: «إذا رأت الماء». 
أخرجه البخاري في العلم (170) ومسلم في ا حیض (۳۱۳)ء والنسائي (۱۹۷))ء والترمذي نی الطهارة .)۱۲٢(‏ 
(0) انظر «ديوانه» ص (۸))ء «جامع البیان) (۱/ .)٤۲۸‏ 


سورة البقرة: الآيات: ٦٢‏ - ۲۹ 





= 

ومعنى أن يضْرِبَ مَنَلَامًا 4 أي: أن يشبه شيئًا بشیء لبيان الحق وإيضاحه 
وللتذكير. 

فضرب المثل تشبيه أمر معنوي معقول بشيء حسوس؛ لتقريبه وبيانه . 

وذلك لا في الأمثال من الحكمة والموعظة وتحقيق الحق وبيانه» وإبطال الباطل 
وإزهاقه» وكأن في هذا جوايًا لمن أنكر ضرب الأمثال في الأشیاء الحقيرة» كالذباب 
والعنكبوت وغير ذلك» واعترض على الله في ذلك. 

لبَعُوصَة فَمَافَوَهَا 4 (بعوضة) عطف بيان لما» أو بدل. 

و «البعوضة» حشرة صغيرة مهينة يضرب بها ا مثل في الحقارة والصغر. 

والمعنى: لو كان المثل حقيرًا كالبعوضة. 

ما فَوْقَهَا4: الفاء عاطفة واما) موصولة بمعنى «الذي» أي: فالذي فوق 
البعوضة» أي: أكبر منها كالذباب والعنكبوت» وكمستوقد النار» والصيب من السماء 
وغير ذلك» کا قال تعالی: همَكَنْهُح مکل الى سود کا € إلى قوله: « أَوْكصَيْبٍ من 
الِسَمَة ٭ الآيتين. 


1 5 م سا مه ر سس د کے 7 م‫ سر 
وكقوله تعالی: #يتأيها الاس ضرب مکل فاستمعوأ له إرى الذي دعوب من دون 


0 ۶ 7- ج 
ہے > ص م ےو : پو ہم کرو سس ھر سے رص و کے ھ٭ مم ہر سير 
4 لن خلقوا ذبابا ولو اجتمعوأ ل4 ون د الذباب شا لا ستتقدوه مه ضع 


أ 
الک اٹ وَالْمَظنُوبُ € [الحج: /0]. 

وقوله تعالى: مَل الزن اتُدُوا من دوين الو أؤليآء كمل الْمَنكُبُوتٍ 
ہے ےہ 5 رے کے م 7> ارم رح عر 72 سے ص وار 
ا خذت بیتا وإن اڑھرے الْسيوتِ لبیث الع ڪب وب لؤحكانوا يعلموبت € [العنکبوت: .]4١‏ 


سے سے جر بوه مم سے 


ویحتمل أن معنى #فمافوقها ٭ أي: فا دونہا وأقل منھا في الحقارة» أو الصغر كالنملة. 
وضرب الأمثال بتشبيه الأمور المعنوية المعقولة بالأشياء المحسوسة منهج قرآني 
لتقريب المعاني المعقولة وبیانہا وإقامة ا حجة على الناس» كا قال تعالى: # ولد ضریتا 


ر سے - 
0 


لاس فى هدا لقان من کی مَل لَعلَهُمْ بندَکرونَ 4 [إبراهيم: 7]» وقال تعا ی: ألم کک 
صرب الله مکلا كمه طبه تمشجطرق طیبة اصلھا ثابت وفرعهاف السا © توق أكلهًا 
1 


کک 


کے 


لف ہے ہے عر مر سے ربو ۶ هم ع - 07 و صصح اس کر رر ہر سے۱ ح۔ 
کل مین بدن ريما وضرب الہ الال لاس اَلَو بتک روت ئا ومنل کو حي 


سے م رش ہے شض 


عون الرحمن فی تفسير القرآنء ج٢‏ 


١٢١ كد‎ 


کال دج ص ے معدو کے 7 گے صر ار سے 
کَشجِرو خِيٹو اجتثت من فوق اَلْأَزضِ ما لها من قرار ٭ [إبراهيم: .]٢٢‏ 
و ساس ےدک ۶< و ےہ ےر ج سر و 





وم اه حھ دب ہہ بط سراح ساح مير ع مدو يت ر< ے> > کے کے جے 2ے اتو 
فهوینفق منه سرا وجھرا هل ستووررت ا محمد لله بل اکترھم لايعلمور 9 وضرب الله 
7۶ ضر بك سمح و سسا ا 2 سرچ 


ملا يَجَلينِ ذف بک لا يقير عل ےو وهو کل عل مولله سما بوجَھة لا يأ 
یر هَل يِستَوی هُوَوَمَرَأَمَريألسَدَلِ وهو مل مط كر 4 [النحل:هل. .٦۷١‏ 

وقال تعالى: ٭ صرب آله متا اد یه راء تشون ورجلا سلما لرل هَل سان 
مالسد ا با کنر بِعَلَمُونَ € [الزمر: ۲۹]. 

وقال تعالى: ط صرب كم من من شی کم حل لمکم ين مَا ملكت اِيَسنکم من شركاء 
فما رفڪ ار فيه سوه اتهم یٹم شك مكَدَلِكَ َل ايت 
لقوم بعقلوے 7 [الروم: ۲۸]. 

قوله تعالى: لاما الت ءَامَثوا عمو أَنَّهُ آلْحَن من زَيْهِمٌ 4 الفاء استئنافية 
و«أما» في الموضعين حرف شرط وتفصيل. 

أي: فيعلمون أن المثل الذي ضربه الله هو ا حق الثابت من ربمم الموافق للواقع. 
فيتفكرون فيهء ويعرفون موافقة المثل ما ضرب له» ويؤمنون بأنه حق- حتى لو خفي 
عليهم وجه الحكمة فيه؛ ليقينهم بأن الله لم يضر به عبثاء ويزدادون إيانًا وهداية» بسبب 
إيانهم وتوفيق رہہم؛ وربوبيته الخاصة لهم. 

لوأ اَذ مروا مولو ما َآأَادَ أشَدبِهَددَا من 4 الواو: عاطفة. 

و«ماذا» (ما) اسم استفهام ستداء و«ذا» اسم موصول بمعنی «الذي» خبر المبتداً. 

قال ابن مالك: 
ومشل (ما) ذا بعد ما اسستفھام أو من إذا م تلغ فی اللکسلام(١)‏ 

بدا مَس 4 أشاروا إليه بإشارة القريب «هذا» للتحقيرء و«مثلا) تمييز. 

والمعنى: وأما الذين كفروا فيقولون- إنكارًا واعتراضًا منهم على الله وعنادًا 

وحيرة منهم بسبب كفرهم: ما الذي أراد الله بهذا المثل مثلاء فيزدادون كفرًا إلى كفرهم. 


N 


4 


.١5 انظر: «الألفية» ص‎ )١( 


سورة البغرة: الآيات: ٦۔‏ ۲۹ 





= 

لیل ہو۔ كيرا وَيھُدی بو کنا برا © هذا استئناف فيه بيان الحكمة من ضرب 
المثل بالشيء الحقير. 

والياء في قوله #يِدء 4 في الموضعين للسببية» والضمير في الموضوعين يعود إلى 
«المثل» أي: یضل بسبب هذا المثل كثيرًا من الناس- بعدله- وهم الكفار لتكذيبهم به 
واعتراضهم عليه؛ فيزدادون ضلالا إلى ضلاهم. 

ومبدي الله بسبب هذا المثل كثيرًا من الناس- بفضله- وهم لمؤمنون بعلمهم أنه 
ا حق من رہہم وإی|نہم به فیزدادون به هدى سس 

کہا قال تعالى في سورة المدثر: #وماجعلا ات بالنار إلا ملك وماجملنا یدنہم إلا فة لن 


و ۹9" و سے وم د ر ر و و2 ع ھھ حر > ر سے و اس 
قروا لیسلیشن الین أووأ الككد سد ولا راب اين أونوا الكتب والمومُونَ ولیقول الذي في 


سس خر جو - 


قلويهم عرض وال كرون ماف ارہ لھ دا ماد َك بول اک من یکا ری من اة € [الآكية: ۴۱]. 

فهذه حال امؤمنين والكافرين عند نزول الآيات القرآنیة کما قال تعالى: #وَإدًا مآ 
رت سو ممصم من و اس ران مفو يمتنا كَأنَا ایک اموا ادنم ایسا وخ 
دستبشرون 20 22 اتيت ق فاته مرشسص راد ہم يعكاإك رَجَسهم وماتوا وم 
سے ات یی سوا 94 .ء. 

#وَمَا يْضِلٌ بوء لا الْمَسِقِينَ 4. 

ما ذکر كك أنه يضل بالمثل كثيرًا أتبع ذلك با يدل على عدله في ذلك» وأنه لا يضل 
به إلا الفاسقين- بعدله- بسبب فسقھم؛ کم هدى إليه المؤمنون بفضله بسبب إیم|نہم. 

قوله: #وَمَايْضِلٌ وء (ما) نافية» والباء للسببية» والضمير يعود إلى المثل. 

لإِلَاالْفَسِقِينَ 4 «إلا» أداة حصرء أي: وما يضل بسبب هذا المثل إلا الفاسقين. 

و«الفاسقين» جمع «فاسق» و«الفاسق» في الأصل الخارج عن الطاعة والصلاح إلى 
الفساد؛ ولهذا يقال للفأرة: فویسقة؛ لخروجها عن جحرها للفساد. ومنه سميت 
الفواسق؛ قال يل «خمس فواسق يقتلن في ا حل والحرم: الغراب, والحدأة» والعقرب. 
والفأرة» والکلب العقور»'. 


)١(‏ أخرجه البخاري في ا حج (۱۸۲۸)ء ومسلم في الحج )۱۹4۹ 56 وأبو داود في المناسك )۱۸٤٥٦(‏ والنسائی في 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





= 
والمراد ب«الفاسقين»: ا خارجین عن طاعة الله تعالى» ک) قال تعا لی : ا إبليس 
من الجن فَهْسَىَ عَنْأمْر ريه # [الكهف: ٠‏ 


ويطلق الفسق على المخرج من 00 کم في هذه الآية- ويطلق على ما دونه من 
المعاصي» کہا في قوله تعالى: ٭ڑیتایہا الین ءامو إن جار فاق شا فوا € [الحجرات: ٦]ء‏ 
وقوله يك اسباب المسلم فسوق وقتاله كفر)1(0). 

والمعنى: وما يضل ذا المثل إلا الخارجين عن طاعة الله تعالى من الكفار» بسبب 
فسقھم؛ کا قال تعا ی: 'اللمَارَاعوا ارا الله وهم و لادی الاين 4 [الصف: .]٥‏ 

قوله تعال: ٭الَذىَ فصو هدا من بد می کووہ وتتطعون مآ أمَ ر الله يده أن و 
وَيَعْسِدُوت فا رض کک هم الروت © : 

هذه الآية تفسير وبيان لصفات الفاسقين في قوله: لا الْمََسِقِينَ لْعَسِقِينَ ۹ء أي: وما يضل 
به إلا الفاسقين الذين من صفتهم كذا وكذاء وهذه صفات أهل الكفر من اليهود 
والمنافقين والمشركين» وأهل العمى عن الحق» کم قال تعالى في سورة الرعد: و دا 
شون عَهَد الو ِن بعد ميقو ویقطعوب ما مر آي أن بوصل ویفید وت ف الاَرض ُوْلَتِكَ هم السَْة 

و سو لار € [الآیات: ۱۹- .]۲٢‏ 


3 


۶ 


قوله: الد يفصو عهد الو مِنْ بعد مِسِشَقِء © «الذين» اسم موصول مبني على 
الفتح في حل نصب صفة ل«الفاسقين». 

يفصو عَهد الو ٭ النقض: حل اودر ييه راسم قال تعالى: # وَلا 
تک نوا 1 0وت ات بَعَدِ كوو اکا € [النحل: ۹۲]ء أي: حلت غزھا ونكثته 
بعد إبرامه. 

َِھَدَاو 4 ما بينهم وبين الله کک ما أوجبه الله عليهم من الإیمان به وبرسله وكتبه 
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وغير ذلك» وما أوجبه الله عليهم فیم| بينهم وبين الخلق. 


مناسك الحج (۲۸۲۸))ء وابن ماجه في المناسك (۳۰۸۸)- من حديث عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما. 
)١(‏ سبق تخريجه. 


سورة اثبقر٥:‏ الآيات: ٦۔‏ ۲۹ 





-ے 


ومعنى ٭ینفَضَونَ عَهدَاللہ 4 أي: ينكثون ولا يوفون ہما عاهدوا الله عليه من الإيهان 
به وبرسله وكتبه. رك با أوجبه عليهم من واجبات فيا بينه وبينهم» وفم| بينهم 
وبين الخلق. 
مِنْ بعد مييه € أي: من بعد أن أخذ الله الميثاق عليهم» کما قال تعالى في| أخذه 
من ميثاق على بني إسرائيل: لوَإِدَخْدنا یکن بق سرن یل لا دود الا ال و 
اتا وى دري ولتي والتستحكين مكاي حسما وق وا الصلو 
2 رو وہ 


9 کو ا ات سک رج 
2 2 سر ااا 7 سی نی سے سے ما سے 


أ 


سر کے سر کے سے 


هق لين أقمثم أ الہ وس وء انیم تنم رك 7 برسي يلشرف 
ہے الله خرضا حستا لاگورں كت یاک ےو ہیں کر من 
ها الان کن ڪر بق ڌ 5لک یکم مڌ صل سواه الیل © صما 
ينهم لمهم وَجَعَلنَا فلوبَهم مي ية 4 [الائدة: .]٠١ ١۲‏ 

وقال تعا ی مخاطبا المؤمنين: وا گر وأ رة الو ْک وَميتدقَة الَذِى وات گم بد 
دقش سمعتا متا وا وتوأ الله لَه إن أ الله علي ب بذّاتِ اَلسدُور # [المائدة: ۷]. 

وفي حديث عبادة بن الصامت ظ4 قال : (بایعنا رسول الله ية على السمع والطاعة 
في المنشط وا مکرہہ وأن لا ننازع الأمر أهله. وأن نقوم ونقول بالحق حيثا كنا لا نخاف 
في الله لومة لائم...). 

ومبايعة الرسول با مبايعة للہ- کا قال تعالى: ھن ایت ببايموتك نما يموت 
الله © [الفتح: ]٠١‏ 

RAE‏ ماله به أن وْصَلَ 4 (ما) اسم موصول بمعنى «الذي» يفيد العموم. 
و«أن» والفعل بعدھا في تأ تأويل مصدر في محل جر بحرف محذوف» أي: ويقطعون الذي 
أمر الله به بان يوصلء أ : الذي أمر الله بوصله. 

أي: ويقطعون كل الذي أمر الله به بأن يوصل من أداء حقوق الله كك بفعل أوامره 


el پا‎ 


۲ 


(YAT وابن ماجه في ا حھاد‎ »)٤١٤۹( أخرجه البخاري في الأحكام (۷۱۹۹))ء والنسائی في البیعة‎ )١( 


س عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 
وترك نواهيه» وأداء حق الرسول ييه بمحبته وطاعته واتباعه» وحق ولي الأمر بطاعته 
في طاعة الله تعالى» وحق الأقارب بصلتهم والإحسان إليهم كالوالدين والأولاد 
والأزواج» وغيرهم من الأقارب» وحق المحتاجين من اليتامى والمساكين وأبناء السبيل 
وغيرهم» وحق ا جار وحق عامة المسلمين» وحق ملك اليمين والمعاهدين» وحق غير 
المسلمين» وحق البهائم» وغير ذلك. 

لوَيُفْسِدُوتف الْأَرْضِ ). 

الإفساد ضد الإصلاح» أي: ويفسدون في الأرض إفسادا معنويًا بالکفر والمعاصي. 
والسعي بإظهار الباطل وإبطال ا حق وإطفاء نور الإيهان» والذي يكون سببًا في الفساد 
الحسبي. وهلاك البلاد والعباد» وا حرث والنسل» وغير ذلكء كما قال تعالى: #ظهر 
الفساد في ابر والبحر ماک بت اى الاس ليذيقهم قوت صلی ولوا لهم رج ُجعُونَ # [الروم: .]4١‏ 

اکن الکو ٭ الإشارة: للفاسقین الذين وصفوا بنقض عھد الله وقطع 
ما أمر بوصلہ؛ والإفساد في الأرض. وأكد الخسران وحصره فيهم بکون ال حملة اسمية 
معرفة الطرفين وبضمير الفصل (ھم). 

ولَلْتَيرُنَ4 جمع «خاسر» و«الخاسر» الذي فاته الربح» وربا فاته الربح ورأس 
الملل» وهذا حال هؤلاء الفاسقين, فإنہم خسروا رحمة الله. 





فخسروا دينهم ودنياهم وأخراهم» خسروا أنفسهم وأهليهم. كا قال تعالى: فل 
إن اسر الَيْنَ سرا اش شم وخ کر رج الین 4 [الزمر: »]٠١‏ وقال 
تعالى: ن لسرت لذبت یروا أَنضَْهُمَ هلهم اَمَو 4 [الشورى: 40]. 

قوله تعالى: کیک مروت بال یسر أ انوا يڪم كم یکم َ 
بحسیکم تم إو جوت )4 . 

ذكر الله كبك نی الآيات السابقة عدم استفادة الكفار من النذر وضرب الامثال فی 
القرآن الکریم ‏ مات سی سی وب شس عو سس 
« گيٽ تکفرورے ,َه وڪن آمو تَا سکم 4 الآية. 

قوله تعالى: # گی مروت أله 4 الاستفهام للإنكار والتوبيخ والتعجب؛ و 


سورة البقرة: الآيات: ٦٢‏ - ۲۹ 





= 
الکلام التفات من الغيبة إلى الخطاب. 

أي: كيف تكفرون بالله وتنكرون تفرده بالألوهية» وكاله في صفاته وأفعاله 
وقدرته التامة على البعث وتستكيرون عن عبادته. 

لارنم اَنوَنًا ايك 4 الواو: حالية» أي: والحال 9 کتم ا 
عدمًا لا وجود لک وأجساما لا أرواح ولا حياة فيكم لح خم أي: فخلقكم 
0 وأوجد فيكم الحياة بقدرته التامة» كا قال تعالى في خطابه لزكريا 

الاا: لود حَلمَتلک من مَل ور تك سينا 4 [مريم: 9]» وقال کك: هلاق عل لضن ین یَنَ 
تقر ويك كاف »ررد ۱ء أي: قد أتى على الإنسان. 

وقال تعالی: ‏ ری اصن کل کیء حلقَة لَه ودا لن لانن م نوين © عل لله من 
سين ماو هن ا رسود ومح في ومن روود وحمل کم لمم لے O‏ وا 
مافشکر وى € [السجدة: ۹-۷]. 

بج حدثنا رسول الله ل وهو الصادق المصدوق» 
قال: «إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم 
يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح22170. 

اٹ ثم میک 4 ثانية بعد خروجكم إلى الدنيا بمفارقة الأرواح أجسادكم عند 
انقضاء "۳+" 


مم ير 


يي كم 4 الحياة الآخرة التي لا موت بعدها. 
زا راو ان اما ثم سٹک د دم سیک إن اَلاسْنَ 
فور 4 [الحج: .]٦٦‏ 
ہی مور می نہم قالوا: سی و اہی نہیں ٦ء‏ 


2 یک شر بج س کے مو سے کر سال م ل ہے سےے 9 
[الحاثية: 7 ]. 


)١(‏ أخرجه البخاري في بدء الخلق (۳۲۰۸)ء ومسلم في القدر (٢٣٢٦۲)ء‏ وأبو داود في السنة (۷۰۸٦)ء‏ والترمذي في 
القدر (۲۱۳۷)ء وابن ماجه في المقدمة .)۷٦(‏ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن, ج٢‏ 


کا 


دن > اوو 


لثم إِلِيْهِ ررَحَمُوتَ € قرأ يعقوب «ترجعون» بفتح التاء وكسر ا حیمء وقرأ الباقون 
بضم التاء وفتح الجيم لتيجَمُوت ۹4ء أي: ثم بعد إحيائكم الحياة الثانیة وبعثكم من 
قبوركم إلى الله تردون» فيحاسبكم على أعمالكم ويجازيكم عليهاء کم قال تعالى: #إِنَّ 
الین إيامهم ارتا رن اد عَلَكِما حِسَابجُم © [الغاشية: ٢۲ء‏ 17]. 

وإنما استدل عليهم بإحيائهم مرة ثانية ورجوعهم إليه مع أن هذا لم يحصل بعد ما 
نصب لمم من الآيات والأدلة الكونية والشرعية على أحقية البعث بعد الموت» وردهم 
إليه للحساب والجزاء» ومن أعظم الأدلة على ذلك ما ذكره في هذه الآية من إحيائهم 
بعد أن کانوا أموانّاء فإن إعادة الخلق أهون عليه من ابتدائه کا قال تعالى: 'إوَهْوَأَلَرى 





2 رہ وخ سے ےی مہ رو ر‎ le 


يدوا الَخلقثم بعیدہ وهو أهورث عليه # [الروم: ۲۷]. 

قوله تعا ی: # ہُو ای خی لکم ماف الاَرضٍِ جمیعا تم آستوی إلى السماء فونه 
سبع سملوب وهو بل شىء عل ن . 

اک ا عترهم اق اہ اا د اگ 
يميتهم ثم يحييهم ثم يردون إليه لیجازیہم على أعالهم» وفي هذا بيان قدرته التامة على 
الإحياء والإماتة» وبيان منتہ كبك على الخلق بإيجادهم من العدم» ثم أتبع ذلك بذكر 
خلقه هم ما في الأرض جميعًاء ثم خلق السموات السبع؛ تأكيدًا لبيان ىال قدرته» وتمام 
ک٦‏ ٹ رر ٹک 5 ےت « اللہ انی لک 


و ا کم شي ب شڪ 2 رص 


2َ ٠ 


ثم رر كم هَل من * شرایکم من د يَفَعَلُ من من شىء و سبَحَلتةہ 
وَتَعَدل روہ ےسا 

قوله: هو الى سس اف الْأرْضٍِ یکا 4 اللام نی قوله #لكم 4 للتعليل 
والاباحة و«ما» اسم موصول بمعنى «الذي» يفيد العموم» و«(جميعًا) توكيد. 

آئ: هو الذي أوجد لأجلكم الذي في الأرض كلهء وأباحه لكم من الأنہار 
والأشجار والزروع والثمار وا حیوان والمعادن وغبر ذلك. 

فامتن عليهم أولا بخلقه هم» ثم امتن عليهم ثانیّا بأن خلق لهم ما في الأرض جميعًا 
وأحله هم؟ ليشكروه ولا یکفروه» ويعبدوه ولا يشركوا به شيئًا. 


+ 


سورة البقرة: الآيات: ٦٢‏ - ۲۹ 


وني الآية دليل على إثبات الحكمة نی أفعال الله َء وعلى أن الأصل في كل ما في 
الأرض الإباحة والطهارةء إلا ما دل الدلیل على تحريمه ونجاسته؛ لأن الآية سيقت في 
معرض الامتنان. 

قال السعدي': «وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن الأصل في الأشياء الإباحة 
والطهارة؛ لانہا سيقت في معرض الامتنانء يخرج بذلك ا حبائث: فإن تحريمها أيضًا 
یؤخذ من فحوى الآية» وبيان المقصود منهاء وأنه خلقها لنفعناء فما فيه ضرر فهو خارج 
من ذلك» ومن تمام نعمته منعنا من الخبائث تنزيبًا لنا). 

لی إل ارہ پچ أي: : ثم بعد أن خلق لنا ما في الأرض جميعًا اسو إل السا * 
أي: قصد إلى السماءء و«استوى» تأتي في القرآن الكريم على ثلاثة معاني: فتارة لا تعدى 
با حرف فيكون معناها «كمل» و«تم»؛ كمال قال تعالى عن موسى اكْكدُ: #ولْما بلع أَمْدم 
ََسَتوَیَ ٭ [القصص:4١]»‏ وتارة تعدى ب(على) فتكون بمعنى (علا) و(ارتفع) كقوله 
تعالى: #الرَحمن عل اعرش آستویٰ 4 [طه: ٥]ء‏ وتارة تعدى ب(إلى» فتكون بمعنى (قصد) کا 
في هذه الآية» قال ابن كثير7؟: «أي قصد إلى الساء. والاستواء ههنا تضمن معنى 
القصد والإقبال؛ لأنه عدي ب(إلى». 

إل ألما 4 السماء مشتقة من السمو م واسم السماء يطلق على الواحد 
وعلى الجنسء والمراد به الجنس بقرينة قوله: وهن سَبْعَ سَمُواتٍ 4. 

والمعنى: ووو او بوك إلى اکا 
وى دحَانكَقَالَ ھا ودر ض متا طرعا آو کرھا قاتا ائینا طَابعِينَ ۹ [فصلت: .]١١‏ 

ىسيع سوت 4 الضمير في قوله لمَسَوهُنَ 4 عائد إلى السماء باعتبار ا جنس. 

ائ ہم ہش کش لا تفاوت فيها ولا 
خللء کم قال تعالی: لیاق سبع َ سبع سملواتِ لباق ما تریٰ ف خَلق لرن منوب 4 [الملك: ۳]. 

وخلق الأرض قبل خلق 4 ودحو الأرض بعد خلق الساء» ىا قال تعالى في 





.)٦۹ /۱( في «تيسير الكريم ال رحمن»‎ )١( 
.)۷ /۱( في اتفسيره»‎ )۲( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 








د 1١٠١|‏ 
2 5 ےم > ص ر ر ص سس مح یہ ا ل رم ےک مگ ۔ ؟ >رپتاے ہے رو 
سورة فصلت: #قل آیتکہ رون يالى خلق الارض ف یومین ويجعلونّ له أندادا ذلك رب 


01 


مہ کے 2 ا ا ال ہر ا ا ا ا ہے کے سم ساسم 5 کے 1ج سرب وا ہے 
الین )وحمل فہا روس من فوقھا ورک ہا وقدر فيا افو ہا نأزبمد آیار سوآء لاہن زلم 


سےےے ‏ کے ےس ے ےر N‏ ےپ کے 71 کے سر کے کسر TZ‏ ےہ 31 ےو ار فی ہر ہے 
اسوک ال الما وى دان فقال ھا وپاذرض انیا طوعا أو كرها فالتا ائینا طَأبِيِيتَ 0 فَعَضَلِهنَ سَبْعَ 


6 


ہے 
صرح بے سر ھ قري سج گر 3 سر جم وھ سے 
. س 1 م سے #6 ت و 1 


سَمَوَاتٍ فى ومين وو فى كي سمل مرها وري اسما ادا مَصدپیح وجفظا ديك تَقدير العريز 

لعي * [فصلت: ۹- ؟١].‏ 
وقال تعالی في سورة النازعات: ٤ا‏ اَم عار اتا کہ © رَكم سَمَكهَا کردا ن 

وط ھا واخرج ھا ا والارض بعد دیک ھا © ج مها مھا وم ع اھ )وبال 

ينها( مھا لک ولام یک کہ [النازعات: ۲۷- ۲۳۳. 

وهو يكل شی عَلِ م4 قرأ قالون وأبو عمرو وأبو جعفر بسكون اطاء اوَهُوَا وقراً 

الباقون بضم اطاء: #وهو». 
وقدم المتعلّق وهو قوله: ليکل شَىَءِ 4 على المتعلّق به» وهو الخبر (علیم)؛ لتأكيد 

شمول علمه كك لكل شیءء ومن ذلك إحياء الخلق وإماتتهم ثم إحياؤهم وردهم إليه 

ومحاسبتهم ومجازاتہم. 
وححلق ما في الأرض هم جميعًاء وتسوية السموات السبع وغير ذلك ما يوجب 

خشيته وتقواه؛ لعلمه بكل شيء. 
رکا مااركون کرد غھ کہ علہ كاف مھ گت ناج قرلهتعال: 

ألا يَعلَهُ من حى وهو لطي اَخْيَيُ [اللك: ١٠]؛‏ لأن خلقه للمخلوقات أدل دليل على 

علمه وحكمته وقدرته. 
الفوائد والأحكام: 

١‏ - إثبات الحياء لله كك کما يليق بجلاله وعظمته؛ لقوله تعالى: إن الله لا تی أن 
يرب مسلا ماك فنفي ا حياء في هذه ا حال يدل على إثباته فی یقابلھاء وعلى هذا 
دلت السنة فعن سلمان 4 قال: قال رسول الله بَلّْ: «إن ربكم حبي كريم 
يستحبي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صغفرً|)(21. 


)١(‏ أخرجه أبو داود في الوتر - باب الدعاء (/5/8١)ء‏ والترمذي في الدعوات ))۴٥٥۱(‏ وابن ماجه في الدعاء- رفع 


سورة البقرة: ا'لآيات: ٦‏ ۔ ۲۹ 


= 

-١‏ ضرب الأمثال في القرآن الكريم لتقريب المعاني المعقولة بتشبيهها بالأمور 
المحسوسة. وفي هذا دلالة على إثبات القياس وحجيته. 

-٣‏ أن الله كك لا يمنعه الحياء من ضرب الأمثال ولو بأحقر المخلوقات «البعوضة وما 
فوقها»؛ لقوله تعالى: إن لَه مء أن يصْرِب ملا ما بعوضة فَمَافَوْقَهَا 4. 

5 - علم المؤمنين بفضل ما منحهم الله تعالى من الإيهان والبصيرة بأن ما يضربه الله كل 
من الأمثال هو ا حق من رہم وإی|نہم بذلك؛ لقوله تعالى: فما لت ءامنا 
بَعَلَمُون أنه الح َيه 4. 

-٥‏ إثبات ربوبية الله ا خاصة للمؤمنین؛ لقوله تعالی: #من نَيَهِمٌ 4 وتشريفهم بإضافة 
اسم الرب إلى ضميرهم. 

- اعتراض الذين كفروا بسبب كفرهم على ما يضربه الله كك من الأمثال وإنكارهم 
لذلك؛ لقوله تعالى: #وَأمَا اليِنَ حك مرو قولوت مادا اراد هدا مَكَلَا 4 . 

۷- أن الله كك یضل- بعدله- با يضربه من الأمثال كثيرًا من الناس» وهم الکفار؛ 
لاعتراضهم عليه وإنكارهم له. فيزدادون ضلالا إلى ضلاهم» ويبدي به- 
بفضله- كثيرًا من الناس» وهم المؤمنون لعلمهم أنه ا حق من رہہم فیزدادون هدى 
وإيمانا؛ لقوله تعالى: یل ہو۔ كديرا وَيَهُدِى و کہا 4. 

۸- أن الله لا يضل بالمثل إلا الفاسقين بسبب فسقهم؛ لقوله تعالى: لومَا يْضِلٌ دإ 
لْمَسِقِينَ ۹ء کا أنه 5 مهدي به المؤمنين- بفضله- بسبب إيم|نهم. 

4- أن أهل الضلال كثيرء وأن آهل الإيمان کثبر لکن أهل الضلال أكثرء ولعل هذا 
هو سبب تقديم قوله: 9يْضِلُ بو. كديرا 4 على قوله: لوَيَهُدى و كديرا 4. 
۰- إثبات القدر» وأن الهداية والإضلال بيد الله تعالى» الرد على القدرية الذين 

يزعمون أن العباد يخلقون أفعالهم. وأا ليست داخلة تحت مشيئة الله؛ لقوله 

-١١‏ أن من صفات الفاسقين الخارجين على طاعة الله تعالى وحدوده: نقض عهد الله 





اليدين 5 الدعاء (هكم*؟) وقال الترمذي: (حسن غریب) و صححہ الألباني. 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 





= 
من بعد توثيقه» وقطع ما أمر الله بصلته» والإفساد في الأرض؛ لقوله تعالى: 
# ادن فصو عَهدَ ال من بد مِبِكقدء مون ها مر الله یی أن وصل وش ڈوک 
فى رض 4. 

5- وجوب الوفاء بعهد اللہ وصلة ما أمر الله بصلته» والحذر من نقض عهد اللہ 
وقطع ما أمر الله به أن يوصلء ومن الإفساد في الأرض؛ لأن هذه الأعمال من 
الفسق» ومن صفات الفاسقين. 

۳- أن الفسق ونقض عھد الله وقطع ما أمر به أن يوصل وسائر المعاصي من الفساد 
المعنوي في الأرض؛ الذي هو سبب للفساد ا حسی؛ بہلاك ا حرث والنسل» 
وخراب البلاد؛ لقوله تعالى: #وَيْمْسِدُوت ف الْأَرَضٍ *. 

-٤‏ إثبات خسارة الفاسقين المتصفين بالصفات المذكورة» وتأكيد وحصر الخسران 
فيهم؛ لقوله تعالى: َلك هم ليرو 4 

٥‏ الإنكار الشديد» والتوبيخ والتعجب ممن يكفرون بالله وقد كانوا أموانًا فأحياهم 
الله وأوجدهم» ثم يميتهم ثم يحبيهم ويبعثهم ثم | و سو دورد 
لقوله تعالى: « گیف تَكفروت الو وڪن اه وا کڪ 4 کے میٹ نے 
یکم درجمو ). 

٦۔‏ نعمة و ی ی 
لقوله تعای: گنف تروت بآ و وڪن انوا مأك 4 

۷۔ إطلاق الموت على ما قبل الخلق وقبل نفخ الروح؛ لقوله تعالى: #وَكُنتُم اموت 

۸- أن الموت مكتوب على جميع الخلق؛ لقوله تعالی: لنم بحم 4 کما قال تعالى: 
3 کل فيس دَابقَةُللَوّتِ 4 [آل عمران: ۱۸۵ الأنبياء: ٣۳ء‏ العنكبوت: .]٥۷‏ 

نی ور سم وا دش 


۾ وم م اہ ره ےو 


تعالى: لثم جيم این زجعوت # 
۰۷۰- قدرة الله تعا ی التامة على إحياء - وإيجادهم من العدمء ثم إماتتهم. ثم 


سورة البقرة: الآيات: ۹ے ۲۹ 





= 
إحيائهم وبعثهم للحساب والجزاء» والاستدلال على الخلق الثاني بالخلق الأول. 

-١‏ وجوب الاستعداد للقاء الله تعا ی بالإيهان والعمل الصالح. 

۲- فضل الله كبك ومنته على العباد بأن خلق لهم ما في الأرض جيعًا وأباحه لهم؛ لقوله 
تعالى: ھر لدی خی لكم ما فى الْأَرْضِ جيك * وهذا ما يوجب الإيمان به 
وذكره وشكره. 

-٣۳‏ أن الأصل في كل ما خلقه الله في الأرض الإباحة والطهارة؛ لقوله تعالى: ٭ هو 
EAE EET‏ 

-٤‏ إثبات الأفعال لله كك وأنه يفعل ما شاء متى شاء؛ لقوله تعالى: ٭ثْمٌ اَسَتَوی إِلَ 
الا ٭ أي : قضيد: لبها وكافال فال # ل لما يريد [البروج: ١٦١٤ء‏ وفی 
ا حدیث: «قدر الله وما شاء فعل»'. 

-٥‏ كمال خلق السموات وأنہن سبع سموات؛ لقوله تعا ی: سوه سَبْعٌ سَموْتٍ 4ء 
کا قال عال: ار علق سن انا ما ری وك + خان التق هن تكرت گن ال 
ل زرك ين مو ما کرای قب ايک ابص راا وهو خرب € [اللك: ۳ 4]. 

.4 إثبات وتأكيد عموم علم الله بکل شيء؛ لقوله تعالى: وات الله يكل كَیٗء عَلٌُِ‎ -٦ 

۷- وجوب مراقبة الله تعالى في جميع الأحوال والأفعال والأقوال؛ لأنه تج 





)١(‏ أخرجه مسلم في القدر (٤٦٦۲)ء‏ وابن ماجه في المقدمة (۷۹)- من حديث أبي هريرة طلينه. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


١١4 - 





ا 
3 
سم سے 
3 
٩٣‏ 
چک 
١‏ ہہ 
E‏ 
8 
2 
لچ 
ہس 
3 
È:‏ 
سےا( 
۰ 


0 ہے الیماء وحن سخ حمدك ونفدس ا کا پر نوم 
وت وج ا ل یکو ھا یں اسر و امك 
ا کر ال12 لکنا إلا ماعا إنك أنت العليم أا 
تل مک أبخم توم 6ل آل ئل کم ری آعم عیب الوت رض اعم ماشو 
مكنبون 4 . 

قوله تعالى: #وَإِدْ قَال ری لِلَمَلَتيکو إِنْ جَاعلٌ فى الْأَرْضٍ خَليمَة 4 الآية. 

قوله: ٭وإ و ا لم یکو هَ #* الواو استئنافيةء و«إذ» ظرف بمعنى «حين» 
والخطاب للنبي كك أي: واذکر یا محمد حین قال ربك للملائكة مخبرا هم» وذكّر به قومك. 

و «الملائكة» جمع «مَلك» وهم عالم غيبي خلقهم الله تعالى من نور كا قال ية 
«خلقت الملائكة من نورء وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم ما وصف لكم»'. 

والإیمان بالملائكة ركن من أركان الإیمان الستة- كا قال بي4: «الإيمان أن تؤمن 
بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؛ وتؤمن بالقدر خيره وشره»'. 

فيجب الإيان بهم على وجه الإجمال» كا يجب الويان با ذکر في الكتاب والسنة 
من أسمائهم وأوصافهم وأعالهم وبا منحهم الله من قوة وقدرة على القيام بم| كلفوا به 
من أعمال على جهة التفصيل» كا قال تعا ی في وصفهم: #جاعل المل یک رسلا و اي 
ن لت وديم 4 [فاطر: »]١‏ وقال تعالى في وصف خزنة النار: #عَليهَا مَلَيَكَه غلا 
سداد # [التحريم: ٦]ء‏ وقال تعالى في وصف طاعتهم وعملهم: الا عصون اللہ ما مره 
ويفَعلُونَ ما ومون [التحريم: ٦اء‏ وقال تعالى: ##لا يسيفوته بالقولب وهم م مرو 
a‏ € [الأنبياء: ۲۷]. 

فمنهم الموكل بالوحي کجبریل اكلا 
کا قال تعالى: لم گات ع ليل اد لد عل کلک باد آوچ [البقرة: ۷ه 


)١(‏ أخرجه مسلم في الزهد والرقائق (۲۹۹۲)- من حديث عائشة- رضي الله عنها. 
(0') سبق تخ ريجه. 


سورة البغقرة: الآبات: ٠۔ ۳۳٣٣‏ 





رہ سم ل وه 


وهو الروح الأمين کا قال تعا ی: # رلب الو الْشمينُ € [الشعراء: ۱۹۴]. 

ومنهم ا موکل بالقطر والنبات کمیکائیل اقفلة. 

ومنهم الموكل بقبض أرواح بني آدم وهو ملك ا موت وأعوانه من ملائكة ال رمة 
وملائكة العذاب کا قال تعالى: #ثل یوقم مك الموتِ ایی وَل یکم شر إل ریکہ 
رسعو 4 [السجدة: »]١١‏ وقال تعالى: ٭حي إا جا كم ارت کو ريس وهم لِِ 
رون € [الأنعام: .]1١‏ 

وقال يل «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل 
إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه.. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا 
وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة سود الوجوہ..)(۱١.‏ 

ومنهم الموكل بالنفخ بالصور وهو إسرافيل التلة. 

ومنهم حملة العرش» كم قال تعالی: #وعيل عرش ريك فوقهم وَل تيه 4 [الحاقة: .]1١‏ 

ومنهم الموكلون على العباد بحفظهم وحفظ أعالهم» کم قال تعالى: لہ مُعَقبَت ين 
بن یی ومن حَلْفِو َفَظوتَديِنْ آمر اہ بہ [الرعد: »]١١‏ وقال تعا ی: رن یک وطن © 
کرام کین )یمون مانقعلونَ © [الانفطار: ۰۱۰ .]1١‏ 

ومنهم الموكلون بالرحم والنطف كأ في ا حدیث: «فيرسل إليه الملك فينفخ فيه 
الروح۲۷۷). 

ومنهم الموكلون بالسؤال في القبر» كا حدیث البراء «ويأتيه ملكان فيجلسانه 
فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ وما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟)7”". 

ومنهم ا موکلون بالشمس والقمر والأفلاك» ومنهم الموكلون بالجنة والنار. 

ومنهم الموكلون بعمارة السموات بالعبادة والصلاة والتسبيح والتقدیس؛ کم قال 


تعالى: # ان لذن عند رلت لا یتک رون عن عباد زه وصمحوند, وله سج دوت € [الأعراف: ٢٠٤٥]ء‏ 


)١(‏ أخرجه أحمد /٤(‏ ۸۸-۲۸۷ ۲۹۱۰۱۲۰)- من حديث البراء بن عازب طك 


)٢(‏ سبق تخريجه. 
(۳) أخرجه أبو داود في السنة .)٦۷٥٤٤(‏ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج۲ 





= ظ 


وقال تعالى: # سبحو الل والتهار لا يفَعُرُونَ 4 [الأنبياء:٠۲]»‏ وقال تعالى حكاية عنهم: 
# ولت لح اَلص امن ۳٣‏ انا سن انت حون 4 [الصافات: ١٦۱١ء .]٦٦‏ 

وفي هذا إثبات الأفعال لله كك وأنه یفعل ما يشاء ويحكم ما يريد» کما قال تعالى: 
فعا لما يريد ا 

والخليفة: من خلف غيره وینوب عنه. 

أي: إني جاعل في الأرض خليفة يقيم شرع الله في أرض اللہ ويخلفه من بعده قرتًا 


بعد قرن» وجيلا بعد جيل» کا قال تعالى: « یلد اود نا جلك حَلِيعَه فى آلأرض فاعم ن 


٠ 
سرت‎ 


چو سے 


لاس# [ص: .]٢٢‏ 

وقال تعالل: ‏ نمكم یق فلز من بهم لظ ر گی تعمَلُونَ 4 لیرس: 
٤ء‏ وقال تعا ی: وڪم کف الْأَرّضِ € [النمل: ٢٠ء‏ وقال تعالى: قال عَمَئ 
ربک أن بهلت عذوّ ڪڪ وََسَتَخْلِمَحكُمْ فى الْأَرْضٍ € [الأعراف: ۱۲۹ء وقال تعالى : 
« وید اله اریت مرا ینک وساو لصحت فهر في الاڈ کا اشحف آل ین 
لهم © [النور: .]٥٥‏ 

وقيل: خليفة لمن سبقه لأن الأرض كانت معمورة بطائفة من المخلوقات الجن أو 
غيرهم أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء؛ وهذا قالت الملائكة: ل#أَيَجَمَلُ فا مَن 
يقد فیا وَمَسَفْك لدم 4. 

وفي الآية امتنان على آدم وذريته بالتنويه بذكرهم في الملا الأعلى قبل خلقهم. 

لوا اَل فِيبَا من يُفْسِدُ فيا وَيَسْفِكَ اَليَمَه 4 أي: قالت الملائكة: أَتَمَل 
فيا من يُفْسِدٌ فِيبَا 4 والاستفهام هنا ليس اعتراضًا على اللہ ولا حسدا لبني آدم» وإنما 
هو استعلام واستجلاء لوجه الحكمة في جعل هذا الخليفة» مشوبا بالتعجب» وذلك 
لعلمهم أنه كك لا يفعل إلا لحكمةء وأن المقصود من جعل الخليفة في الأرض هو 
إصلاحها وعم|رتہا. 
و«من» موصولةء أي: أتجعل في الأرض الذي يفسد فيها بالكفر والمعاصي 


سورة البقرة: الآيات: ٣٠۔٣۳‏ 


[7 -ے 





وَيَسْفِكَ اَليْمَهَ 4 أي: أن من هذا الجنس من يفعل ذلك. 

ومعنى #وَيسْفِكَ َلدِمَآءَ ۹ء أي: ويريق الدماء وهذا من أعظم الفساد في 
الأرض فعطفه على ما قبله أشبه بعطف الخاص على العام. 

وهذه المقالة من الملائكة بحسب ظنهم أن هذا الخليفة في الأرض سيحدث منه 
ذلك ولهذا قالوا بعده: 

لون سبح بحَمَدِكَ 4 الواو: حالية» أي: وا حال أننا نسبح بحمدك» أي: نجمع 
بین تسبيحك وحمدك, ونقرن بينهما. 

والتسبيح: تنزيه الله عن النقائص والعيوب وعن ممائلة المخلوقين» ىا قال تعالى: 
و ا وين انا وكا ن ا 
وقال قغال: کاس کا مء وهو ليع اَل € [الشورى: .]١١‏ 

وأن کل کال فهو أولى به. کا قال كك: #وله امكل اليل في السموت والارض وهو مزيز 
الحم € [الروم: ۲۷]. 

ويطلق التسبيح على ما هو أعم من ذلك من أنواع العبادة كلهاء كالذكر والصلاة 
وقول: «سبحانك ربنا وبحمدك)ء و«سبحان الله وبحمدہ)ء «سبحان الله العظيم» ونحو 
ذلك. 

والباء في قوهم: عمك 4 للمصاحبة» أي: نسبحك تسبيحا مصحوبًا ومقرونا 
بحمدك. 

والحمد: وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم» فحمد الله وصفه 
بصفات الال مع محبته وتعظيمه. 

#وَنْمَدِسُ لَك 4 التقديس: التعظيم والتطهير ومنه سميت الأرض المقدسة أي: 
المطهرة» واللام في «لك» للاختصاص والإخلاصء أي: نعظمك ونمجدك ونکبرك 
ونصلي لك خاصة. 

ويحتمل أن المعنى: ونحن نسبح بحمدك» أي: ننزهك ونثني عليك ونعظمك 
بالأقوال والأفعال ونقدسك» أي: نعظمك ونطهرك بالاعتقاد في القلوب. 

فجمعوا بین تنزيه الله كك عن النقائص والعيوب وعبادته بالتسبيح» وإثبات 


عون الرحمن فى تفسير القرآن, ج۲ 
= : 3 
الال له بالحمد؛ وتعظيمه وتطهيره بالتقدیس؛ وعبروا با حملة الاسمية ٤‏ قوهم: 
#ونحنُ سبح مك وَنْقَدِس أك ٭ للدلالة على ثبوتهم واستمرارهم على ذلك. كما قال 


ر عر کر ر ور 


تعالى عنهم # سبحو الل والتہار لا مروت € [الأنبياء: »]۲١‏ وقال تعالى: اين عند 





ريك س حور الود وهم لَاسَسَمُونَ ۹ [فصلت: ۳۸]. 
بينم عبروا با حملة الفعلية الدالة على التجدد وا حدوث في قوم : #أَبَجَمَلُ فما مَن 
یل ف اوفك الدماء ۹ أي: من يحصل منهم هذا الفعل تارة بعد أخرى. 


وقول الملائكة: 9وَكنُ شِيَحُ صد وَتَُدِسُ لك 4 ليس من باب التزكية لأنفسهم 


رس وك 


لأن الله قد نہی عنها کا قال تعالى: فلا ترکوا أَنفسَكة © [النجم: ۳۲]ء وإنما قوٰم هذا من 
قبيل الإخبار بأهم يقومون بعبادته کک ويسبحون بحمده ویعظمونه» وامتداح تنزيه الله 
وحمله وتقديسه. 


لال إِيَْ اَعلَم ما لا تَعَلَمُوت4 هذا جواب لقول الملائكة: لأَيَحمَلُ فا مَن يُفْسِدُ 
فا وَيَسْفِكُ المآ 4 الآية» أي: قال الله مجيبًا للملائكة على قوم هذا: إن آعم اپ 
تعلمودن)) من أمر هذا الخليفة» وما في خلقه من الحكم العظيمة من عمارة هذا 
الكون» وما في ذلك من المصالح الدينية والدنيوية الأخروية. 

الا کر «إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على 
الفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون آنتم...». 

وقال ابن القیم''': ارد على الملائكة لما سألوه كيف يجعل في الأرض من هم أطوع له 
منه فقال: فی اَعَلَمْ ما لا تلم“ فأجاب سؤالهم بأنه يعلم من بواطن الأمور وحقائقها 
ما لا یعلمون وهو العليم ا حکیم فظهر من هذا الخليفة من خيار خلقه ورسله وأنبيائه 
وصالحي عباده والشهداء والصديقين والعلماء وطبقات أهل العلم من هو خير من 
الملاككة» وظهر إبليس من هو شر العالمين» فأخرج سبحانه هذا وهذاء والملائكة لم يكن لهم 
علم لا بهذا ولا بهذاء ولا ما فی خلق آدم وإسكانه الأرض من ا حکم الباهرة». 


)١(‏ في «تفسيره» ( ۶۱ ء) 
)٢(‏ انظر «بدائع التفسیر» (۱/ ۲۹۹ء ۳۰۲)؛ 


سورة البقرة: الآبات: ٠٠١‏ مم 





> ۹ 

وقال أيضًا: «فالرب تعالى كان يعلم ما في قلب إبليس من الكفر والکبر والحسد ما 
لا يعلمه الملائكة» فلا أمرهم بالسجود» ظهر ما في قلوب الملائكة من الطاعة والمحبة 
والخشية والانقياد» فبادروا إلى الآمتثال» وظهر ما في قلب عدوه من الكبر والغش 
والحسد فأبى واستكبر وكان من الكافرين. 

ففي الآية إثبات الحكمة في أفعال الله كك سواء ظهرت للخلق أو لم تظهر لهم. 
والرد على من نفى الحكمة عن الله كلك في أفعاله» وقال إنه يفعل لمجرد المشيئة بلا 
حكمة- كما تقول الأشاعرة. 

وفيها الرد وعلى المعتزلة القائلین بأنہم يحيطون بوجوه الحكمة في أفعال الله كك 
فينفون أمورًا كثيرة عن الله في عقوغٰم ويدعون أن إثباتها ينافي حكمة الله» مثل نفيهم 
خلقه لأفعال العباد بدعوى أنه لو خلقها كانوا مجبورين عليها فكيف يعذبهم با لیس 
فعلا هم هذا لا يليق بالحكمة). 

قوله تعالى: # وَعَلَم 1د الأسماء كلها عم عرصم على الْمَلتيِكةٍ فَقَالَ نوف يأسماء 
موا إنَكُسُم صَدِقِينَ ©4 . 

ما كان قول الملائكة: مَل فا من يمد فا وَيَسْفِكَ أَلذْمَاهَ و سبح يك 
وَنْعَدّسُ لَك 4ء فيه إشارة منهم إلى فضلهم على الخليفة الذي يجعله الله في الأرض أراد 
الله أن يبين لهم فضل آدم عليهم بالعلم» وال حكمة الله كك وعلمه» فقال: # وَعَلَمَ 
امآ لاسما 4 الآيات. 

وقد جاء في بعض الآثار أنهم قالوا: «لن يخلق ربنا خلقا هو أكرم عليه مناء أو إلا 
كنا أعلم منه). 


اس 


قوله: # وَعَلَّمَ دم الأساء كلها 4. 
هذا بعد قوله: لإي جَاعِلُ في الْأَرَضٍ حَلِيمَةٌ* يدل على أن هذا الخليفة هو آدم اع 
وهو أبو البشر خلقه الله كك بيده من أديم الأرض وطينها ولهذا سمي آدم وقيل: سمي 


(١)‏ انظر ‏ جموع فتاوى ابن تيمية» (۸/ 0١‏ إيثار الحق على الخلق») ص )7١١(‏ وما بعدها. 
)۲( انظر «جامع البیان) (۱/ „(orf -oFY «(oY‏ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





ہے 
آدم لآدمته؛ فليس بالأبيض الباهق ولا السود ا حالك لكنه بین ذلك. 

و(ال) في «الأساء» للاستغراق و«كلها» للتوكيد. 

أي: وعلم الله كك آدم الفا الأساء كلهاء أي: أساء كل شىء ومنها أسماء 
الملائكة. و او اء ذريته من الأنبياء وغيرهم. 

كما في حديث أنس بن مالك 4 أن رسول الله ئي قال: «يجمع المؤمنون يوم 
القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا هذاء فيأتون آدم فيقولون له: 
أنت أبو البشرء خلقك الله بيده وأسحد لك الملائكة وعلمك أسماء كل شیء؛ فاشفع 
لنا إلى ربنا حتى يريحنا217. 

ىع علمه الأساء کلھا تاا بدليل قوله تعالى بعد٥.‏ 2 عق عل انکر 
قال انون بأسماءِ مَوُلَآءٍ 4 بضمير وإشارة العقلاء. 

واختلف هل المراد بذلك الأسناء والمسميات الحاضرة والمعروفة وهی ما نحتاجه 
آدم وبنوه في ذلك الوقت؛ واستدل له بظاهر قوله تعالى: لعل الم کک 4. 

وقال بعضهم المراد بذلك الأسماء والمسميات كلها مطلقا لظاهر الآية لم عَرْصَهُمْعَكَ 
الْمَلتِيِكَةِ 4 أي: ثم عرض كلك هذه المسميات على الملائكة امتحانا هم هل یعرفونہا أم لا. 

#قَقَالَ اون ياسماء مَوْلاہ إن كُتُمْ دي 4 النباً: الخبر العظيم ذو الأ میق 
والفائدة الكبيرة» فهو أخص من الخ قال تعالى: #عمَّ ساون )عن الإ آلْعظِيم» [النباً: 
۱ء وقال تعا ی: وی هو تع 4 [ص: .]٦۷‏ 
لحانب العقلاء من المسميات. 

وفي الآية تقرير وتوكيد لقوله تعالى: لإ اعلَمٌ ما لا شَلَمُون4 وتحد وتعجيز لهم 
وبيان لقلة علمهم؛ وهٰذا قال بعده: إن كت صَیِقَینَ ۲٦‏ 


.)٦٤ /۲( ومسلم في الإيهان (۱۹۳)ء وابن ماجه في الزهد‎ )۷٥ /٦( أخرجه البخاري في التوحيد‎ )١( 


سورة البقرة: الآيات: ۳٣۳ ٠١‏ 8 

أي: إن کنتم صادقین في قولكم #أَتَحَمَلُ فيا من شيد يبد فیا وفك اَليْمَكه 4 الآية 
في ظنكم أن هؤلاء الذين سأستخلفهم في الأرض سيعصونني» ويفسدون في الأرض 
ويسفكون الدماء» وني لم أخلق خلقا إلا كنتم أفضل وأعلم منهم 

« قالوأسشبحتك لالم لكآ إل ما عتا إن ات اليم اكيم 4 بهذا أجاب الملائكة عن 
قوله تعالى: انرون اسما هوْلَآهِ إن كُدَثْم صَدِقِينَ 4 فنزهوا الله كك وأقروا واعترفوا 
بالعجز والجهل» وأنه لا علم لهم إلا ما علمهم الله العليم ا حکیم؛ وأن آدم أعلم منهم. 

وقوهم لسَبْحَنَكَ 4 أي: ننزهك عما لا يليق بك وأن نقول ما لا نعلم. 

للا جِلمَ کنا إِلَامَاعَلَّمتَمَآ 4 «لا»: نافية للجنسء ولم 4 اسم «لا» مبني على الفتح 
في حل نصب» وهي نكرة في سياق النفي فتعم أي علم؛ مها قل من علم أسماء ما ذكر 
أو من علم أمر الخليفة» أو غير ذلك. 

(إلا» أداة حصرء و«ما» موصولة أي: الذي علمتنا. 

ای لا علم لنا بأي شيء إلا الذي علمتناء > کا قال تعا ی: ولا يحِطُونَ سىء من 
عله إلا يِمَا گآ 4 [البقرة: .]۲٠١‏ 


سے سے سے 7 


لك أنت العلِمُ ا ہ4 تفویض من الملاتكة أنه كك وحدہ العلیم الحكيم» وتأكيد 
وتعليل لقوهم فلا عِلم کنا إِلَامَاعَلَمَتَمَآ 4. 

وجي وو دی ساس سی إنك أنت وحدك العليم ا حکیم. 

و العَلمُ 4 اسم من آسماء الله كك مشتق من العلم يدل على إثبات صفة العلم 
الواسع لله كلك المحيط بكل شيء. كما قال تعالى: #وبيعَ کل مَىْء نّا 4 [الأنعام: ۸۰ء 
وقال تعالى: وسم دیا کل کیو علا 4 [الأعراف: ۸۹ء وقال تعالى: ومح سکُل سىء لما 4 
[طه: ۹۸]. 

فهو- عز وجل- ذو العلم الواسع» الذي أحاط بالأشياء كلها في أطوارها 
الثلاثة: قبل الوجود» وبعد الوجود؛ و ریچ وما يكون وما م يكن 
لو کان كيف كان یکون» قال موسی ال لما سئل: #هما بال الق ون الاو 4 ؟ قال: 
مھا عند ری في کتب لایضل رق ولاینسی 40 [طه: ١٥ء‏ 01]. 





عون الرحمن فی تفسير القرآن,؛ ح٢‏ 
1٦٦‏ : 

والعلم في الأصل إدراك الأشياء على ما هي عليه حقیقة إدراكا جازمّاء فمن قال 
عدد سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة» فهو عالم» يدري ويدري أنه يدري. 

ومن قال: لا آدري» فهو جاهل جهلا بسيطاء لا يدري ويدري أنه لايدري. 

ومن قال: بل هي مائة وعشرون سورة فهذا جاهل جھلا مركباء لا يدري ولا 
يدري أنه لا يدري. 

و لک اسم من آسماء الله كك مشتق من الحكم والحكمة يدل على أنه كك ذو 
الحكم التام بأقسامه الثلاثة» ا حکم الكوني» كما قال تعالى فيها حکاہ عن أحد إخوة يوسف 


سے 


أنه قال: لفن اَی الات ییاد لآ آو کم الد وهو لكين [يوسف: 1۸۰. 

وا حکم الشرعي؛ کا قال تعالى: ومن أَحَسَنُ ون او حَكما لَقَوَو يفون 4 [المائدة: ٥٠ء‏ 
وقال تعالی: دل کح امہ ہریت 4 [الممتحنة: .]٠١‏ 

وا حکم الجزائي للناس على قدر أعمالهم خيرها وشرهاء كما قال تعالى # قَالَ 
لت ےب رکا انا ہی فیا ارک اد حکم بے الْهيساد 4 [غافر: 48] أي: بحكمه 
الجزئي. ۱ 
فهو كل ا حکم وإليه ا حکم کا قال بيا: «إن الله هو ا حکم وإليه الحكم». 

وذو الحكمة البالغة بقسميها: ا حکمة الغائية» وا حکمة الصورية» في] خلق وقدر 
وشرع وجازى به عباده. 

فكل حكم من أفراد الأحكام الكونية أو الشرعية أو الجزئية له حكمتان؛ حكمة 
غائية وهي الغایة منه» وحكمة صورية» وهي الحكمة من مجيئه على صورة معينة. 

فهو كلك الحكيم» الحاكم المحكم في خلقه وقدره وشرعه» وفي تعليم من شاء دون 
من شاء. 

وباجتماع العلم الواسع» والحكم التام» والحكمة البالغة في حقه كك يزداد كاله إلى 
کمال. 





)١(‏ أخرجه أبو داود في الأدب )٦۹٤٤(‏ والنسائي في آداب القضاة (۴۷۸۷)- من حديث شريح بن هانى عن أبيه- 


سورة البقرة: الآیات: ٣٠۔٣۳‏ 
حت 





ج 


قوله تعالى: 8 قال ادم انهم مایم فَلمَا امم باتہم کال الم كل لَك 
عیب السَحوَاتٍ والأرض وَأَعَلم مالبدوں وما شتم کون 4. 

ما أقر الملائكة واعترفوا بالجهل» وأنه لا علم لهم إلا ما علمهم الله» أمر الله ْ آدم 
أن ینبئ الملائكة بأسماء المسميات التي عرضها عليهم ليظهر لهم فضل آدم» عليهم ہما 
ميزه الله وخصه به من العلم. 

قوله: # قال يدم أَنْبِتْهُم يمايم 4 أي: أخبر الملائكة بأساء المسميات التي 
علمتك إياها؛ ليظهر لهم ما فضلك الله وميزك به عليهم من العلم» وفي هذا مع ندائه 
كك لآدم تشریف وتكريم له. 

«قلمَآ ناهم امام أي: فلم أخبر آدم الملائكة بأسماء تلك المسميات- طاعة الله 
ومسارعة في تنفيذ أمره- وتبين للملائكة كال حكمة الله كك وعلمه في استخلافه. 
وفضلّه عليهم بما ميزه الله به عليهم من العلم. 

َال ألم قل لَك ٭ أي: قال الله كلك مخاطبًا الملائكة ألم أكل لَك 4 الآية, 
والاستفهام للتقرير لمجيء النفي بعده. أي: قد قلت لكمء كقوله تعالى: #أَلم م لَكَ 


صَذْر € [الانشراح: ]١‏ أي: قد شر حنا لك صدرك. 


حسم 


سے حم ص بے 


أي: قد قلت لكم: لإ أعَلَمُ عَیب السَہَوتِ وَالْأرضٍ وَأَعَلمْ ما بدوتَ وما كحم 
تَكْْمُونَ 4 كما قال تعالى في الآيات السابقة: لإي أعلَم ما لا لوہ وقال تعالى: اَل 





درو Eo‏ + رص ب > ر ا سے و لے یو ہے 7 
سج دوا يله الى يخرج الْحَبُْءَفٍ السَّمُوتِ والارض وتعلم مامخفونَ ومانعلتون 4 [النحل: «[Yo‏ وقال 


ر 2 ج 


: 1 و س ر توں ملهو سل مم ے ہے ل ص - 2 ص جين سر ي 
تعا ی: يعار ما في اوت والارضٍ ودعاو ما یرون وما هلون 4 [التغابن: ٤]ء‏ #قل لا يعْلَرُ من في 
السموت وا رض ایب إلا اچ [النمل: 16]» وقال تعالى: #وعنده مَفَاتِحَ اليب لايعْلمُھا إلا 


سے عر ضر مر 


ولإِعَیب اَلسََوَتِ لاض 4 ما غاب فيهما عن الناس فلا يشاهدونه ولا يدركونه 
7 س حر سر ے ورد سر وو بت سے دووارسم اله ر سر ای وسر رک کے سے کا رص بے 
قال تعالی: #وعِندَه: مَمَاتِحُ العَیْب لا يعْلَمها إلا هو وبع ما فال والبحر وما سمط من 


ی ب ل سح ںہ سر کے اج 1211 ك۳ ر ر سمه ر ر ار 1 ١‏ 7 7 
ورَقَةٍ إلا يعَلمها وَلاحَبةق ظلملتِ الأرضٍ ولا رطب ولا ياي إلا في كن مین 4 [الأنعام: ۹٦٥]ء‏ 


جم 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 

1١ 1| د‎ 

وقال تعالى: # إن اله لا ےی عليه ىء في ادر 

وهُواللطيف اي . 
وإذا کان كك يعلم غيب السموات والأرض فعلمه با يشاهد ويظهر من ذلك من 

باب أولى؛ ولهذا قال: 
وَأَعلَمُ مَابُدُونَ ومام تَكْمُونَ 4 معطوف على ما قبله أشبه بعطف الخاص على 

العام» و«ما» موصولة في الموضعين» أي: وأعلم الذي تبدون والذي تكتمون» وصيغة 

المضارع في قوله: «تبدون» و«تكتمون» للدلالة على استمرار علمه كك با يحصل منهم 

في المستقبل كا علم ما حصل منهم في الماضي. 
أي: وأعلم الذي تظهرون من الأقوال والأعمال وغير ذلك» والذي كنتم تخفون 

في قلوبكم من المعتقدات والأسرار والمكنونات والمضمرات وغير ذلك» كما قال تعالى: 

#ويحاك ما حفوںَ وما سلو 4 [النمل: 10]» وقال تعالى: #والله عم ما دون وما حون 4 

[المائدة: ۹۹ء النور: 9 7]. 
وما أبدوه قوهم: #أَيَحْمَلُ فيا من يُفْسِدُ فیا وَيَسْفِكَ اَلذِمَهَ ون شیخ مدرك 

قرش لك » وما أخفوه أنه لن يخلق الله خلقا إلا كانوا أعلم منهم وأكرم على الله 

منهم» ومن ذلك ما انطوى عليه إبلیس من الكبر والمخالفة والكفر. 
الفوائد والأحكام: 

-١‏ إثبات القول والكلام لله تل وأنه سبحانه يتكلم بحرف وصوت مسموع» متى شاء 
وكيف شاء؛ لقوله تعالى: #وَإِدْ َال ریت للْمَلَبِكَةَ إن جَاعِلٌ فى الْأَرضٍ حَلِيعَة# 
والآيات بعدها. 

-١‏ إثبات ربوبية الله الخاصة لنبيه بي لقوله تعالى: طریَلَکَ 4 وتشريفه بخطاب الله 
كك إضافة اسم الرب إلى ضميره. 

۳- إثبات وجود الملائكة ووجوب الإيان بهم» وأنهم ذوو عقول ويسمعون 
وک رت وذو شر عفد اللا قارف فال کد َال ريدت لن کو إن تافل 

لله يك 





لاق اَمَو ۹ء وقال تعالی: اَل يعم من خَلقَ 


EES م‎ 


م62 2 ءِ م > ع 
فى الأَرْضٍ حَليمَة قالوأ أتجعل فيا من يُفْسِدٌ فيا # الایة ووجه الدلالة أن | 


سورة البقرة: الآيات: ۳٣-٠٣‏ 


خاطبهم وأجابوه. 

5- إثبات الأفعال لله كك وأنه يفعل ما شاء متى شاء؛ لقوله تعالى: إن جَاعِلٌ فى 
لْأَرْضٍ خَلِيمَةٌ 4. 

-٥‏ التنويه بذكر آدم اة وذريته في ا ملا الأعلى قبل خلقهم. 

5- الحاجة إلى خليفة يقيم شرع الله في أرض الله ويخلفه من بعده؛ لإصلاح الأرض 
وعمارتها. 

۷- جواز الاستعلام لاستجلاء وجه ا حکمة؛ لن الله كلك لم ینکر على الملائكة قوهم: 
لاجمل فیا مَن يمد فا 4 بل أجاهم بقوله: إن أَعَلمْ ما لا نََلَمُونَ4. 

۸- ذم الفساد» وكراهة الملائكة للإفساد في الأرض وسفك الدماء لقوهم: ظاحل 
فيا مَن يُفْسِدُ فا وَيَسَفِكَ اليِمَاءَ 4. 

۹- تسبیح الملائكة بحمد الله کل وتعظيمهم له» وقيامهم بعبادته؛ لقوهم: لو 


سم ل و سس 


پگوا وہ e‏ و 7 یر 5 
ضیح بحمدل وَنْفَدِس 4 وفي هذا امتداح تسبيح الله وحمده وتقديسه وعبادته. 





سم ب ہر 


۰- في قول الملائكة #وَنْْنٌ شَيْحٌ مَك وَنْمَدِسُ لك 4 دلالة على جواز الإخبار عم 
يفعله الإنسان من العبادة والخير إذا كان ذلك على سبيل الإخبار فقط. لا لقصد 
الفخر وتزكية النفس» فإن ذلك لا يجوز قال تعا ی: ىد ركو سک هو میتی 
اتی € [النجم: ۳۲]. 

-١١‏ علم الله كبك التام با في جعل هذا الخليفة من الحكمة والمصالح الدينية والدنيوية 
ما لا علم بالملائكة به؛ لقوله تعالى: لف أعلَمُ ما لا تعَلَمُونَ4. 

۲- في قوله تعالى: # وَعَلَّمَ ءام َلْأَسْمَآءَ 4 بعد قوله: إن جَاعِلُ فى الْأَرْضٍ خَلِيئَةٌ 4 
دلالة على أن هذا الخليفة هو آدم اق 


الما ها 4. 
وقد استدل بهذا بعض آهل العلم على أن اللغات توقیفیة علمها الله كلك آدم 
وذريته» وقيل أنها تجريبية كوّنها الناس من هذه ا حروف والأصوات بالتجارب. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


سے ١١|‏ 
والأظهر أن مبدا اللغات توقيفي» وكثير منها كسبي تجريبي. 

-٤‏ عرض الله كبك هذه الأسماء التي 5 آدم ومسمياتها على الملائكة؛ في تحدٌ 
وتعجيز لهم لإنبائه بأسائهم؛ ليظهر لهم قلة علمهم» وعدم صدق ظنهم في أن 
هذا الخليفة سيعصي اش ويفسد في الأرض» ويسفك الدماء؛ لقوله تعالى: طخ 
عر عل الْمَكتِيِكَوَ َال ليون اسم لاء إن كم دة 4 وفي هذا تقر 
وتوكيد لقوله: إن أَعلَمُ مَا لا َلمُونَ4. 

-٥‏ تنزيه الملائكة لله كك واعترافهم أنه لا علم لهم إلا ما علمهم الله وأن آدم أعلم 
منهم؛ لقوله تعالى: فامُبْحَدَكَ لا یلم نا إلَاماعَلّمَََآ 4. 

-٦‏ يجب على الإنسان معرفة قدر نفسه. فلا يدعي علم مالم يعلم» وينبغي أن يفطن 
هذا كثير من يتصدرون للفتوى بلا علم. 

۷- أن العلم إنم| يكون بتعليم الله وبكَ؛ لقوله تعالى: لا عِلم نآ إلا مَاعَلَمَتََآً 4 كما قال 
تعالى: عار انی ماري 4 [العلق: 0]. 

۸- إثبات اسم الله (العلیم)ء وما يدل عليه من إثبات صفة العلم الواسع لله كك 
المحيط بكل شيء؛ لقوله تعالى: #إِنَكَ أ نت العلِمُ 4. 

۹- إثبات اسم الله (ا حکیم) وما يدل عليه من إثبات صفة ا حکم التام لله كك بأقسامه 
ال 7+۳0 ۷ 5" » وإثبات صفة الحكمة 
اف E‏ شا الک انت رظ کت اضر ریت A‏ 
#الحكيم . 

۰- تشريف الله لك لآدم بندائه له؛ لقوله تعا ی: « قال ينادم 4. 

-١‏ أمر الله كك آدم بإنباء الملائكة بأسماء المسميات التي علمها 88 له؛ ليظهر لهم 
فضل آدم عليهم ب ميزه الله وخخصه به من العلم؛ لقوله تعالى: # قال يقادم اينهم 
سيوم 4. 

۲- مسارعة آدم سس إنباء ا ملائکة ذه الأسماء طاعة وامتثالا لأمر الله له؛ لقوله 
تعالى: فلا أا أَهُم 4؛ ولهذا طوى ذكر قوله: أَنْبََهُم 4 إشارة إلى مبادرته بذلك. 





سورة البقرة: الآيات: ٣٠۔٣۳‏ 
لاني سلا 





۳- تقرير وإثبات علم الله كك غيب السموات والأرض» وما يبدي الملائكة وغيرهم 
من ا خلق وما يكتمون؛ لقوله تعالى: اَل أَكُل لک ِن ملم عیب السَّمْواتٍ وَالْأَرَضٍ 
وَأَعْلَمُ مادو وَمَاكُمْم كمون 4 وني هذا تأكيد وتقریر لقوله قبل هذا: #إِيْ أعلَمُ 
ما لا تعلمون». 

٤‏ - إذا كان كلك يعلم غيب السموات والأرض فعلمه بالمشاهد فیھم| من باب أولى. 

-٥‏ وجوب مراقبة الله تعالى لأنه لا يخفى عليه شيء؛ لقوله تعالى: #وَأَعْكمُ ما دو 
وَعا شتم تَكْمُونَ 4. 

-٦‏ في الآيات توجيه إلى أن العبد إذا خفيت عليه الحكمة في بعض ما خلقه الله وقدره 
وشرعه فالواجب عليه التسليم» واتہام عقله والإقرار بالحکمة لله كك في ذلك كله. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


کڪ 





قال الله تعالی: ٭ ولد تا لِمَکیکو اسجذوال دم مسجد إلا إبليس أن واسٹکر ون ور 
ا کنیٹ انتا وهلا يام امک کت hg‏ هذ و الة 
کک ی شين جا ارما لبط تھا جما م06 ویو وکنا أفيطو ابعش ينض عدو 
دلکر اض ETRE‏ جع وا O‏ 


ےس حرےر زمر ےر ص ل ۔ کہ مَُ 7 


اَهطواً ما يما اما اينک تی هدك فمن یع هدای فلآ حو ليو ولا 
لذبن كفرووكدَبوبَاينَآ أو أب لار هم یہ حَيُِون (45. 

قوله تعالى: # ود لتا للمکتیکة سج دوا لادم دوأ إل إبليس أف واستکبر وکن من 
الكبزيب (4)8. 

بين كك للملائكة فضل آدم عليهم بالعلم» ثم أمرهم بالسجود له إكراما له 
واحتراما وعبودية لله كك. 

قوله: # وذ فلا ليك أَسَجُدُوالِآدَمَ ٭ أي : واذكر يا محمد حين قلنا للملائكة 
اسجدوا لآدم» اذكر ذلك بنفسك واذكره وذكر به قومك» وهو ئة إن) يذكر ذلك 
بتذكير الله 5 له بوحيه إليه. 

وتكلم كك عن نفسه بضمير العظمة «نا» في هذه الآية وما بعدها لأنه العظيم 4ل. 

9سَجُدُالِآدَمَ 4 أمر منه كك للملائكة بالسجود لآدمء أي: اسجدوا لآدم إكراما 
واحتراما له» وإظهارًا لفضله» وعبودية وطاعة لله 5ٌ. 

ووو واد ںی اباب و اوہ لا وَلْمد 
کک کے ڪکقڪم م صوز نک تم ا لانیک E‏ سجدواؤدم سجد فَجدوا # [الأعراف: ۱۱]ء وقال تعا ی: 
ہو ےی رت مرا د ناسل ين کر کشر ن )ا دا سید تحت فيه 
کی کو 7 سلیجدين e‏ فسجد الْملتَكة يسيك 5 [الحجر: ۲۸- »]5١‏ 7 


4 


ص ۸1 سھ رر مم ر رص و وو ۲ 
و ووو ۱- ۷۳]. 

وهذه منة عظيمة من الله كك على آدم وذریته؛ ولهذا ذکر الله کک ہا محمدًا وأمته» 
كما فى حدیث أنس ذه : «أنت آدم الذي خلقك بالله بيده» ونفخ فيك من روحه وأسجد 


سورة البقرة: الآيات: ٤٣‏ - ۳۹ 





لك ملازکتەہ؛(۶۱. 

والسجود في اللغة: الذل وا خضوع لله 285. 

وفي الشرع: السجود على الأعضاء السبعة تذللا وخضوعا وتعظيً لله كك وهي 
الجبهة والأنف واليدين والركبتين وأطراف القدمين. 

وقد يطلق السجود على الصلاة كلهاء ى) قال تعالى: لادا سَجَدوأ لكوأ ین 
وَرَآيِحَكُمَ € [الساء: »]٠٠١‏ أي: إذا صلوا فليكونوا من ورائكم» بل قد يطلق السجود 
على ما هو أعم من ذلك وهو الطاعة والانقياد لله وَبَكَ. 

سو للترتيب والتعقيب» أي: فبادروا كلهم بالسجود امتثالا لأمر الله 
ےن ا لس أن وسک ون مِنَ آلکینزی 4 كا قال تعا ی نی سورة الأعراف: ل 
ص بويت ده ده وقد تمل ف سورة لغب و 19 


٠ 


دح اوک کا [الآية: »]١‏ وقال تعالى في سورة الإسراء: ولذ قلا اڑوک 


أَسْجْدُوا للدم سدوا الا إبليس# [الآية ٦٦ء‏ وقال تعالى في سورة الكهف: # ولد فلا 
کت اس جد وا ادم فسجدوا ِا إبليس كان من الْجِنّ فَمَسَقَ عَنْ تر ريد 4 [الآية: ٥٥]ء‏ وقال تعالى 
في سورة طه: * وَل تالم َة ا لدم دوا لا "بلس أ [الآية: ٦ءء‏ 
جو ہس # إل ابلس استہبر وان مِنَ ألْككفْرينَ ۴ [الآية: .]۷٤‏ 

وقوله: إلا بلس سو «إلا» أداة استثناء بمعنى «لكن» أي: لکن إبلیس 
انی وک وغل ا اتل رعرد ار لا انا مھت 

وإبليس هو الشيطان وهو أبو الجن» سمي بهذا الاسم؛ لأنه أبلس من رحة اللہ 
أي: ايس منها يأسّا لا رجاء بعدہ. 

وبناءً على الاختلاف في کون الاستثناء متصلا أو منقطعّاء اختلف أهل العلم هل 
إبليس من الملائكة أم لا؟ على قولين: 

فذهب طائفة من أهل العلم إلى أنه من الملائكة؛ لآن الله استثناه منهم في هذه 


ات عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 

وذهب طائفة من أهل العلم إلى أنه من الجن وليس من الملائكة؛ لقوله تعالی: إلا 
إبليس كان من الجن فَعَسَقّ عَنْ أَمْر ريد [الكهف: ٥٠]ء‏ ولقوله يك «خلق إبليس من نار 
وخلق الملائكة من نورء وخلق آدم ما ذكر لكم)(21. 

واعتبروا الاستثناء منقطعًاء قال ا حسن: «ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين 
قطء وإنه لأصل الجن» كا أن آدم أصل اللإنس». 

قال ابن القيم: «والصواب التفصيل في هذه المسألة» وأن القولين في الحقيقة قول 
واحدہ فإن إبليس كان مع الملائكة بصورته» ولیس منهم بادته وأصله» كان أصله من نار 
وأصل الملائكة من نورء فالنافی كونه من الملائكة والمثبت لم يتواردا على حل واحد۲۳۷. 

وقال ابن كثير(؟»: «والغرض أن الله تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم دخل 
إبليس في خطابهم؛ لأنه- وإن لم يكن من عنصرهم- إلا أنه كان قد تشبه بہم؛ وتوسم 
بأفعالمم فلهذا دخل في الخطاب ھھم؛ وذم في خالفة الأمر». 

وعل هذا فيجوز کون الاستثناء متصلا أو منقطعًا. 

لأ 4 أي: امتنع من السجود #وَاسْتكيرٌ 4 «استكبر» أبلغ من تكبر؛ لأن زيادة 
المبنى تدل على زيادة المعنى- غالبّاء فالاستكبار: شدة الكبر وغايته» أي استكبر عن 
الانقياد لآمر اللہ وتكبر على آدم» فاستنكف عن اتباع الحق» وتعاظم على الخلق کما قال 
تعالی في سورة الأعراف: سال ما مع الا جد ا انك کال انا عم تی من گار مَعَلتتَدین 


طین ا قال مهي ينها فما کون لك أن کر فا حر إِلَكَ مِںَاَلضَغركَ 4 [الآيتان: ۱۲ء 1]» وقال 


تعا لی في سورة الحجر: قال كليس ما لك الا کیہ مم سین ا ال لع أن لاجد لسر 
ر ےرس درو ور اس 


و سے ہے سے سے و ا سے کک سے ہو پھر E‏ 
خلقَتهء ین صلصدل من ما نود )قال فاخرج ما نك تج تا ون میت العمء ال بور 
الین ٭ [الآيات: ۳۲- .]۳٣‏ 





وقال تعا ی في سورة الإسراء: 163 ءَأَسْمدلِمنْ قت طیستا © قال أَرءيَنكَ هذى 


)١(‏ سبق تخريجه. 

(۲) أخرجه الطبري في «جامع البيان» (۱/ 579- .)٤٤٥‏ 
(۳) انظر «محاسن التأويل» (۱/ ۲۹۱). 

.)١١١ /١( فی «تفسيره)‎ )٤( 


سورة اليقرة: الآيات: 4" - ۳۹ 





و سر حم جع سر گے ھی کو 0 
ڪرت ع لبن آرت ال د وم الِقَيلمَة اا يِحّةه: إ ليللا # [الآيتان: اك 17 ]. 


کر 04 ولا ر وو و 2 سه مم مر ہم ه دسا جات - 
2 قاين © کل اکا جزم مه ليق من گار َعلقَلَهُ ین طون © َال چ ا نک حي 3 


ون عل يك لعن إن د الین € [الآيات: -۵٥‏ ۷۸]. 

وقد قال ييا (الکبر بطر ا حق وغمط الناس»''. 

3 من الكفريت* «كان» مسلوبة الزمان» تفيد تحقيق اتصاف إبليس بالکفر 
فجمع إبليس لعنه الله بين عدم الانقياد لفعل ما أمر الله به من السجود لآدم» 
والاستكبار عن قبول ا حق واتباعه» والتعاظم على آدم وعلى الخلق» والكفر. 

قال السعدي7): «وهذا الإباء والاستكبار نتيجة الكفر الذي هو منطو عليه 
فتبينت حينئذ عداوته لله ولآدم» وكفره واستكباره». 

قوله تعالی: ٭ ونعادم اسک أنت ودوجك الجة فكلا مِن حیث تتا ولا قرا هاو السّجرة فتکونا یں 
الاين &. 

هذا ما أخبر الله به مما أكرم الله به آدم | ليل وهو إسكانه وزوجه ا لحنةء بعد إكرامه 
بأمر الملائكة بالسجود له» ىا قال تعالى في سورة الأعراف: #ويكادم اسن أت روجک 
الْجِنة فكلا مِن حیث يشدسمَا ولا قرا هو الجر تا مِنَالطَدِمِينَ € [الآية: ۱۹]ء وقال تعالى في سورة 
طه: 5 200 اعدو لك وروت فلا رٹک یت الجكة تن © َلك ألا تجوع 

فیا ولا تعری (00) و اتك ا نظموٌا ہا ولا كسح © [الآیات: ۱۱۹-۱۱۷]. 

قوله: # فقلنا ادم 4 «یا» حرف نداء» وآدم منادی» وفي نداء الله كك لآدم تكريم 
os‏ 

اکن أت وَرَوْجَكُ الجن 4 «أنت» ضمير منفصل مؤكد لفاعل «اسكن» وهو الضمبر 
المستتر فيه» #وَرَوَْكَ #4 معطوف على فاعل «اسكن»» وزوج آدم هي حواء- عليها السلام. 


)١(‏ أخرجه مسلم في الإيان (۹) والترمذي في البر والصلة (۱۹۹۹)- من حديث عبد الله بن مسعود 82ه. 
(0) في «تيسير الكريم الرحمن) /١(‏ ۷۳). 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 





= 

#الْجَنَهَ 4 «ال» للعهد. أي الجنة المعهودةء جنة الخلدء التی أعدها الله لأوليائه 
المتقين» وحزبه المفلحين. ۱ 

وقيل: إن هذه الجنة التي أسكنها آدم وزوجه في الأرض» والصحيح أنها جنة 
الخلد ى) وصفها الله ك في قوله في سورة طه: من لك الا تجوع ہا ولا تعر وبا واک ل 
تظموٌا فہا ولا صح € [الآيتان: ۱۱۹۰۱۱۸]. 

وقد استدل ابن القيم' بقوله تعالی: إن لَك ت ألا تجوع فها ولا تعریٰ ایا وَأَنكَ ل 
موا فا ولا نصح * [طه: 0114 ۱۱۹)ء ثم قال: «وهذا لا يكون في الدنيا أصلاء فإن 
الرجل ولو كان فی أطيب منازها لابد أن يعرض له شىء من ذلك» وقابل سبحانه بين 
الجوع والظمأء والعري والضحىء فإن الجوع ذل الباطنء والعري ذل الظاهرء والظماً 
حر الباطن» والضحى حر الظاهرء فنفى عن سكانها ذل الظاهر والباطن» وحر الظاهر 
والباطن» وذلك أحسن من المقابلة بین الجوع والعطشء. والعري والضحى» وهذا شأن 
ساكن جنة الخلد. قالوا: وأيضًا فلو كانت تلك الجنة في الدنيا لعلم آدم كذب إبليس في 
قوله: لهل ذلك عل سجر اشد ومن لا 4 (طہ: :]1٠١‏ فإن آدم كان يعلم أن الدنیا 

منقضية فانية» وأن ملكها يبلى». 

ففي هذه الجنة نزل الأبوان آدم وحواء- عليه السلام- ومنها أخرجا بسبب 
المعصية» وإليها مأواهما ومن آمن من ذريتهاء وفيها خلودهم. 

قال ابن القيو('): 
فحي على جنات عدن فإنها مناز نك الأول وفيه ا المخسيم 

#وكلا 4 أمر إباحة #منّها4 أي من الجنة. 

رََدَاك صفة لمصدر حذوف: أي: أكلا رغداء أي: أكلا هنيئًا واسعًا طيبّاء مريئًا 


لا عناء فيه» ولا تنغيص ولا كدر. 
حت کے سِنَنْما © أي: في أي مكان شتئتما من هذه الجنة» ومن أي مأكول شثتماء ومتى 


.)۳۰۹ /۱( انظر «بدائع التفسير»‎ )١( 
.)۳۱( انظر «حادي الأرواح» ص‎ )٢( 


سورة البقرة: الآيات: 4" - ۳۹ 





۳۳ سے 
الوااي رر وس رہ 
فما ما فيها من النعيم» کا قال تعالی: ان لك ألا جوع فا ولا تعریٰ )واک آذ 
ولا نضحین € [طہ: ۱۱۸ ۱۱۹]. 

#ولا کتریا هو الم کر من لمن 4 في هذا امتحان من الله ْ لآدم وزوجه. 
وحكمة اللہ أعلم بہاء أي: ولا تأكلا من هذه الشجرة» والنهي عن قرہہا أبلغ من النهي 

عن الأكل منها؛ لأن من حام حول الحمى يوشك أن يرتع فيه» كما جاء في الحديث27, 
فالنهي عن قربها نبي عن الأكل منها من باب أولى. 

و«أل» في الشجرة للعهد الحضوري؛ لن الله أشار إليها بإشارة القريب «هذه» من 
أشجار الجنة» والله أعلم أي شجرة هي. 

موی بن ألطَلِِنَ 4 جواب النهى» والفاء للسببية» أي: فيتسبب عن قربکما ما 
كرك هن الف اعت لسك اھ افص وخر 

والظلم: النقص» کا قال تعالى: كاتا قش ات أ کھا ولد َوَن سيا 4 [الكهف: 
۳ أي: ولم تنقص منه شيئّاء وهو وضع الشیء في غير موضعه على سبيل التعدي. 

أي: فان قرہتما هذه الشجرة التي نہیتکما عنها کنتما من الظا مین لأنفسهم المعتدين 
غل خرمات اللہ تعال. 

قوله تعالى: کارا طن کہا ارجا کا کا و ولت غيطوا شک يني عدو 
وكيا اض مسكفر وع إن ). 

قوله: «اتَدَلَّهُمَا أَلقَيَطنُ عا 4 قرأ حمزة «نأزالها» بمعنی: فنحاهما الشيطان. 
عا 4 أي: عن الحنة. 

وقرأ الباقون: طتَأَرَلَهَمَا 4 أي: أوقعه) في الزلل وهو الخطأء والضمير في (عنھا) 
يعود إلى الشجرة أي: فأوقعهم| الشيطاة ال ظا المرب الاك مه 
الشجرة» کم قال تعا ی في سورة الأعراف: # فوسوس فما ألشَّيِطدنٌ لدی لما ما ورَىَ عَنہُمَا 


)١(‏ أخرجه من حديث النعمان بن بشير ذه البخاري في الوييهان )٥۲(‏ ومسلم ف المساقاة )۱٥۹۹۹(‏ وأبو داود في 
البيوع (۳۳۲۹) والنسائي في البيوع (07 5 4)» والترمذي في البيوع (١۱۲۰)ء‏ وابن ماجه في الفتن (./784). 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





= 
رخ ہے ص سے وسر سے سے 017 کے سر چ ہے پ 
من وتوا وکالما تہنکا ریا عن هو الجر لہ أن مكنا ملکین از مكو می خرن ) وَكاسَمَهُمَ 
7 ری سر - هد 0 تا مم م ب رم و و صر جور ر 4 
ای کا لن ال جرت )فد لھا پور فا دا الجر بت ما سوہ ہما وطْفِقَايحَصِنَانٍ عَلَیِمَا 
م ج رک ر ad‏ سم کم 4 2 0 ص ےھر سج ۶ سے کس بب ہس 
من وري نة ونادٹھما رما ار أنبكما عن يلكا الشجرۃ وأقل لکا إِنَّ اْسَبِطن لھا عدو مین 


[الآيات: ۲۰- ۲۲]» وقال تعالى في سورة طه: # فوسوسرے إِليّهِ ليطن قال ادم هَل 


2 
ع عد امح رو کہ مرو کک سو )و ےی ے۔ عصھ وت ور ورو سو جا عو را 
ادلك عل شجرق ا خلدِ وملك لا بل فاڪلا منہا فدت هما سوه وطفةا نے ل 
ا م حر اص ص او 


علیہما من ورق ١‏ ] وعصق ادم رید فغویٰ 45 [الآيتان: ۰۶۷.ء. 
من الذي كانا فيه من رغد العيش وطيب المسكن وسعة الرزق والراحة والآمن وقرة 
العین: إلى دار التعب والنصب والمكابدة والمجاهدة. 


ردم صى ہر 
سط 


وا أفيطو بعشك لض عدو ولك في ال مرم ٍَ4 كقوله تعالی في سورة 
الأعراف: ٭ قال أهيطواً کت سض ع ولک فی الْارْضٍ مُسَتَفَر ومع إل جين 4 [الآية: 4 ؟]. 
والمهبوط: النزول من أعلى إلى آسفلء أي: انزلوا من ال جحنة إلى الأرضء كما قال 
تعالی: تا اط نه بتعا € [البقرة: ۳۸]. 
والخطاب في قوله: #أهرطوأ# لآدم وزوجه وإبليس- وقد تقدم ذكرهم- وهذا 
قال: #أهيطوأ» بواو الجمع» ويؤكد هذا قوله: #بعض كر لبعو ع أي: إبليس وذريته 
م و ہے ہم 


أعداء لآدم وحواء وذريتهماء كا قال تعا ی: لن هذا عدو لَك ولزوجلک € [طہ: ۱۱۷]ء 
وقال تعالی: لإ الین لک عدو معدو عدوا إا يدعو ري لیکو بن اتب لور 4 
اس ضر لق :لال ونون ک2ا E EOE‏ 
بل € [الكهف: ٥٥]ء‏ وقال تعالى: #أَلرَ أَعْهَدَ لَك بن ٤اد‏ أ لا تعدو ليطن إِنَّهُ کک 
روك 4 عر 


عدو مين # یمن 15 ]: 
وقيل الخطاب لآدم وحواء وذریتھم| بدليل قوله تعالى بعد هذا: فلع آَهْيِطُوأ متا 
يما اما يٽم يق هُدى هَمَن بيع هدای هلا حَوف علوم ولا هم رون ا لين كوأ 
بايا أو كتك أب الار هم فہَاحَلِدُونَ 4 [البقرة: ۳۸ء ۳۹]» وقوله تعا لی ٤‏ سورة طه: 
ا 


محل مل > 
ے ےب ہوے۔ 7 سے صم د ےھ اسم g2‏ سے ےہ سے گر ساس 7 0 
# قال أهيطا مٹھسا جميعا ب بعضكم لبعض عدو فما يألدحكم مق هدى فمن اتبع هدای فلا 


صر 


سورة اليقرة: الآيات: ٣۴‏ ۳۹ 





5 
س 2 ہے سے سس ع و ہے ح 72 ہے و ےک ے صک ےو وو سح سه ڑرے ہے 
يضل ولا دسق 2 ومن اعرض عن زحكرى فإن له معيشة ضنكا وغحشره ہوم الیم 
أعميل # [الآيتان: ۱۲۲ 5 17]. 

وقيل الخطاب في قوله: #آَهْيِطُوأ ا4 لآدم وحواء» وخوطبا بالجمع لأن أقل الجمع 
اثنانء ىا قال تعا ی بعد أن دكن حكم داود وسليان- عليها السلام۔ قال: ٭ وکنا 
لحكمهم شاهدين* [الأنبياء: ۷۸] بضمير ا حمیعء ويدل على هذا قوله تعا ی في سورة طه: 
#أهيطا متها جیعا © [الآية: ٣٦۲١‏ بالتثنية. 

والأظهر أن الخطاب في قوله #أَهْيطوأ 4 لآدم وحواء وإبليس» والخطاب في قوله: 
#أشيطا € بالتثنية لآدم وإبليس- وحواء تبع لآدم فیم| خوطب به» کم أن ذرية آدم تابعة 

ويقوي کون خطاب الجمع #آفْيطُوأ چ4 لآدم وحواء وإبليس» وخطاب التثنية 
لآدم وإبليس قوله تعالى: لؤبعضکم لبعض عدو 3 لآن المراد بالعداوة عداوة إبليس لآدم 
وزوجه وذريتهماء کا قال تعالى: مار أَمَيَكْمَا عن لکا الشجرۃ واقل کال ليطن لماعدة 


کے سار ال ل 


مين [الأعراف: ۲۲]» وقال تعالى: #يتعادم لن هلدا عدو أك وَلرَوَحلک 4 [له: ۱۱۷]ء وهي 
العداوة التي أكدها القرآن الكريم في مواضع عدة. کما قال تعالى: #إنَّالشّيِطن لكر عدو 
رو عَدُوَا 4 [فاطر: ٦اء‏ وقال تعالى: طول وا خطوت الین کد لک عدو من 
[البقرة: ۲٠۸۰۱۹۸‏ الأنعام: 47 .]١‏ 

قال ابن القیم'١)‏ فی معرض ترجيح أن المراد بقوله: #آهْيطُوأ» آدم وزوجه 
اف قال O‏ اہ ذل انك کے نفك لتق 
عَم زطہ: 117 فهذا خطاب لادم وحواء» وقد جعل بعضهم لبعض عدوًاء فالضمير 
في قوله: #أَمْيَطا مِنّهسا4 إما أن يرجع لآدم وزوجته» وإما أن يرجع إلى آدم وإبليس. 
ولم يذكر الزوجة لانہا تبع له» وعلى هذا فالعداوة المذكورة للمخاطبين بالإهباط وما 
آدم وإبليس فالأمر ظاهر. 


(1۲-1 /۱( انظر «بدائع التفسير»‎ (١) 


عون الرحمن في تفسير اثلقرآن؛ ج٢‏ 





ڪل 

وأما على الأول وهو رجوعه إلى آدم وزوجه- فتکون قد اشتملت على أمرين: 
أحدهما: أمره تعا ی لآدم وزوجه بالهبوطء والثاني: إخباره بالعداوة بین آدم وزوجه 
وبين إبليس؛ ولهذا أتى بضمير الجمع» في الثاني دون الأول ولابد أن يكون إبليس 
داخلا في حكم هذه العداوة قطعًاء كا قال تعالى: ##إنَّ هنذا عدو لك وَلرَوَجاک 4 [طه: 
۷ء وقال لذريته: إن الشَيِطنَ O ETT‏ اا 

وتأمل كيف اتفقت ال مواضع التي فيها ذكر العداوة على ضمير ا جمعء دون التثنية. 
وأما الإهباط فتارة يذكر بلفظ ا جمعء وتارة بلفظ التثنية» وتارة بلفظ الإفرادء كقوله في 
سورة الأعراف: # قال تأهبط ينها [الآية: 1]» وكذلك في سورة ص(' وهذا لإبليس 
وحده. وحيث ورد بصيغة الجمع فهو لآدم وزوجه وإبليسء إذ مدار القصة عليهم. 
وحيث ورد بلفظ التثنية فإما أن يكون لآدم وزوجه. إذ هما اللذان باشرا الأكل من 
الشجرة» وأقدما على المعصية» وإما أن يكون لآدم وإبلیس؛ إذ هما أبوا الثقلين» وأصلا 
الذرية» فذكر حالم| ومآل أمرهما؛ ليكون عظة وعبرة لأولادهما. والذي يوضح أن الضمير 
فی قوله: فا یت رپ لآدم وإبليس أن الله سبحانه لما ذكر المعصية أفرد بها آدم» 
دون زوجه» فقال: اف وعصی ءادم ریف فغوی ا ابه ريه. فلاب عليه وعدیٰ ا قال هرس 
نايا 4 لط: 176-17١‏ وهذا يدل على أن الخاطب بالإهباط هو آدم وإبليس الذي 
زين له المعصية» ودخلت الزوجة تبعاء فإن المقصود إخبار الله تعالى الثقلین با جرى على 
أبوي) من شؤم ا معصية ومخالفة الأمرہ فَذِكرٌ أبوي) أبلغ في حصول هذا المعنى من ذکر 
أبوي الإنسان فقط» وقد أخبر سبحانه عن الزوجة بأنها أكلت مع آدم» وأخبر أنه أهبطه 
وأخرجه من ا حنة بتلك الأكلة» فعلم أن حكم الزوجة كذلك» وأنہا صارت إلى ما صار 
إليه آدم» وكان تجرید العناية إلى ذكر حال أبوي الثقلين أولى من تجريدها إلى ذكر حال أي 
الإنس وأمهم فتأمله» وبالجملة فقوله: «أَهيطوبمْشُك لين عَدُقٌ» ظاهر في ال مع فلا 
يسوغ حمله على الائنین في قوله: میا ) من غير موجب». 

طول في رض مُسَتَعرٌ4 أي: ولكم في الأرض مسكن وموضع استقرار» وهذا 


.]۷۷ يعني قوله تعالى: « ااج مها فَانك رح 4 [ص:‎ )١( 


سورة البقره: الآيات: وا -ے 
بعد قوله #آَهَيِطُوا# يدل على أنهم قبل ذلك لم يكونوا في الأرض» وأن منتهى إهباطهم 
إليها ى) قال تعالى: ٭ آم ایی جَعلَ لک الْدرصٌ راا ا [غافر: 74]» وعليه يدل قوله 
تعا ی: فا حون وَفِیھساتموثُونَ ونا تحَرَجُونَ € [الأعراف: .]۲٢‏ 

و مع 4 2 ولكم 2 الأرض متاع تت تتمتعول بەء والمتاع: ما به من رزق» 
من مأكل ومشرب وملبس ومرکب وفرش وغیر ذلك. 

لل جين 4 أي: إلى وقت معيّن وأجل محدّدہ وهو انقضاء آجالكم وقيام الساعة 
وانتقالكم إلى الدار الآخرة التي هي دار الحياة حقاء کما قال تعالى: لوت الدار الكخرة 
ا کے € [الكهف: .]٦٤٦‏ 

وهو متاع قلیلء كا قال تعالى: #مَّمَا مَكمُ اَلْكَيرٰۃ لديا فى الخ رز إلا يد4 
[التوبة: ۳۸]ء وقال تعا ی: ##وما | ا امم 4 [الرعد: 5؟]. 

وقال يَكِِ: «مالي وللدنيا إنها كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وت ركها». 

ولهذا قال يلد الو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة 
ماء)(۲)., 

وني الآية ما يوجب الحذر من الشيطان فإنه كا أخرج الأبوين من الجنة فإنه ساع 
سعيًا حثيثا بخيله ورجله إلى حرمان ذريتهم| من دخوهاء وإلى زجهم معه في نار جھنم؛ 
وذلك بتزيين الكفر والبدع والمعاصي هم كما قال تعالى: # بلق عادم لا ین کم 
مان ا خر ابویک من ألْجَنَهَ 4 [الأعراف: ۲۷]ء وقال تعا ی: ل ار أعَه عد یکم ب ادم 

نوا لقن إِنَهُ لكر عَدُوٌ م4 [يس: ٦٠اء‏ وقال تعا ی: سوا کک عدو 
جو سی ا حصب عر € [فاطر: .]٦‏ 

قوله تعالى: مہ دم ون وي گی ات علا د ما اَم ©4. 

قوله: لقع ءَادَمْ من ريكست 4 قرأ ابن كثير بنصب (آدم» ورفع «كلمات»». وقرأ 





التزمذي (حدیث حسن صحیح). 
)٢(‏ أخرجه الترمذي في الزهد (۲۳۲۰)ء وابن ماجه في الزهد -)5١١١(‏ من حديث سهل بن سعد 485. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 
A=‏ 2 3 
الباقون برفع َادَمُ 4 ونصب کلت 4 بکسر التاء. 

أي: فتلقن آدم وأهم من ربه کلمات ألقاهن الله إليه ووفقه لقوٰن؛ بفضل ربوبيته 
كل الخاصة له وامتنانه عليه» قا ما آدم وزوجه وتوسلا إلى الله بهاء وهذه الكلمات ما جاء 


کے ام سے 


في قوله تعا ی في سورة الأعراف: #قالا ریتا طامنا سا وإِن لر تتفر ا وَرَيْحَمَنَا لتكو من 
لْحَسِرِينَ € [الآية: .]۲٢‏ 

وني هذه الکلمات توسل آدم وحواء- علیھم| السلام- بربوبیة الله كك واعترافھم| 
بأنبها ظل) أنفسهما بالأكل من الشجرة التي نہا ما الله عن الأكل منهاء وتضرعهم إلى الله 
كك بأن يغفر ما ويرحمهماء وإعلانہما تحقق وتأكد کونما من الخاسرين إن لم يغفر الله ما 
وي رحمه). 

وهذه الکلمات من جوامع الدعاء» ومن أعظم أسباب قبول التوبة» لما فيها من 
التوسل بربوبيته 8ء والاعتراف بالذنب وظلم النفس» والتضرع إلى الله بطلب المغفرة 
والرحمة» وإيقان ا خسران والحلكة إن لم يعفو الله كك عن العبد ويغفر له وي رحمه. 

لاب عَلَيْهِ # أي: فتاب ربه عليه» بأن وفقه للتوبة بہذہ الکلمات؛ ثم قبل توبته 





فعفا وتجاوز عنه. کم قال تعالى: لثم ابه ربهر فاب علي وهی 4 [طه: 117]. 


كما تاب على زوجه حواء» ولم تذكر هنا- والله أعلم- لظهور أنها تبع له في سائر 
أحواله بدليل قوله: ٭قالا رہتا ظامتا انف 4 . 

وصار حال آدم وحواء بعد توبة الله كك عليهما أفضل من حالم| قبل المعصية. 
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» وقد قال الله ٌ: إلا من تاب وام وَعَمل کمک 
صد اتوھ بل آله اتهم کدی کان هخ عورَابحِمًا € [الفرقان: ۷۰]. 

فجمع الله كك لمن تاب وآمن وعمل عملا صالخا بين ما له من حسنات هذه 
الأعمال وغيرها وبين ا حسنات التی أعطيت له بدل السيئات وہہذا صار حاله بعد 
التوبة الصادقة النصوح أفضل من ال قبل المحصية. 

إن مولام 4 هذه الجملة تعليل لقوله تعالى: قاب عه 4ء أي: فتاب وك 
على آدم؛ لأنه سبحانه هو التواب الرحيم. 

وضمير الفصل «هو» للتوكيد وا حصرء أي: هو التواب الرحيم وحدہ لا غیرہ. 


سورة البقرة: الآيات: ٠٣‏ ۔ ۳۹ 
مع 7 -ے 
و«التواب» اسم من آسماء الله كك مشتق من التوبة» يدل على أنه كك ذو التوبة 
امت 
و«التواب» على وزن «فعال» صفة مشبهة أو صيغة مبالغة يدل على كثرة توبته كك 
على العبد وكثرة من يتوب عليهم من عباده. 
تنقسم إلى قسمين: توفيقه العبد للتوبة» كا قال تعا ی في قصة الثلاثة الذين خلفوا: #ثُدّ 
تاب عليه ويوا € [التوبة: ۱۱۸] أي : وفقهم للتوبة ليتوبوا. 


والقسم الثاني: قبول توبة عبد کا قال تعالی: یمر الى قبل أل عن عبد 4 
س سے وط ھے ے رص صر صر راص ر 


[الشوری: ٢٥]ء‏ وقال تعالی: ٭ ول لغفار ْم تاب وءامن وکیل صللحا ثم اتد 
تعالى: ٭ ألو یعلمأآن الله هو يَعبلُ لوب عن عادو © [التوبة: 4 .]٠١‏ 

و «الرحيم» اسم من آسماء الله كك مشتق من ال رمة على وزن «فعيل» صفة مشبهة 
أو صيغة مبالغة» يدل على إثبات صفة ال رمة الواسعة لله كك: رحمة هي صفة ذاتية ثابتة 
لله ك کما قال تعالى: ## وري ك العمور دو لحم 4 [الكهف: .]٥۸‏ 

ورحمة فعلية يوصلها من شاء من خلقه» کما قال تعالى: 9 يعدب من يسَاء وحم من 
اء ٭ [العنكبوت: .]۲٢‏ 

رحمة عامة لجميع ا خلق مؤمنهم وكافرهم ناطقهم ومهيمهم في الدنیا والآخرة» كا 
قال تعا ی: إت اَل بآلكاس لع وف رجيم € [البقرة: ١٤١‏ الحج: .]٦٦‏ 

ورحمة خاصة بالمؤمنين» کم قال تعا ی: #وحكان بِالْمَؤّمِنِينَ رحيما 4 [الأحزاب: .]٤١‏ 

فر حمته 5 للكافرين وغيرهم من البهائم في الدنيا ما يتمتعون به من نعم الله كبك 
التي لا تحصى» ورحمته هم في الآخرة» العدل في حسابهم حتى إنه لیقتص للشاة الجلحاء 
من الشاة القرناء- کم| جاء فی الحديث217. 

ورحمته كبك للمؤمنين في الدنيا هدايتهم وتوفيقهم للطريق المستقيم- إضافة إلى ما 
يتمتعون به من النعم نما هو دون ذلك» ورحمته لهم في الآخرة هدايتهم إلى طريق الجنة 





)١(‏ أخرجه مسلم في البر والصلة (22087» والترمذي في صفة القيامة (57؟) من حديث أبي هريرة #ه. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





چ 
وإدخاهم جنات النعیم. 


قوله تعالى: لتا آفیطوأ نا يما فما اکم نی هُدَى هَمَن يع هدای کل حَوَت 
لم ولاهم بحرو ۹ء کیا قال تعالى في سورة طه: ل قال ميا ئها جیما بعش کم سس 
عدو قلا اکم می هکی فمن اتم هدای دیل وشن 4 [الآية: .]٠۲۳‏ 

قوله: #قُلْمَا آَيطُوأ ہا سمِيعًا 4 كرر قوله: #آَهْيطُوأ € توکیدّاء وليرتب عليه ما بعده 
وهو قوله: لما يكم می می 4 ينها 4 أي: من الحنة. 

وقال ابن القيم“: ١لقُلمَا‏ آَهِيطُوأ مها بتعا قَإمَ تنكم 4 والظاهر أن هذا الإهباط 
الثاني غير الأول» وهو إهباط من السماء إلى الأرضء الأول: إهباط من الجنة» وحينئذ 
فتكون الجنة التي أهبط منها أولا فوق السماء وجنة الخلد». 

#بِيعًا 4 حال» أي: حال كونكم جميعًاء وا مراد بذلك آدم وحواء وإبليس. 

لما نيكم مق هى الفاء استثنافية» و«إما» مكونة من «إن» الشرطیة 
و«ما» الزائدة من حيث الإعراب. المؤكدة من حيث المعنى» أي: فأيّ وقت وزمان 
جاءكم مني هدى. 

واكم 4: فعل الشرط بني على الفتح لاتصاله بنون التوکیدہ والتی فيها 
توکید إتيان اهدى. 

می دی الحدى: البيان والإرشاد والعلم» أي: فإما يأتينكم مني هدى مما أوحيه 
إلى رسلي وأنبيائي وأنزله في كتبي من العلم والبيان» ىا قال تعالى في وصف القرآن: 
٭ إن هلدا لقان دی لى ہے أقوم 4 الا اه و قال تعال: ٭ کہ رمسا انی نت 
فو اَلْشُرَان هُدّى َلاس وَبَيَنتٍ مْنَ الْهُدَى وَالْفْرْفَانِ 4 [البقرة: ۱۸۰]ء وقال تعالى في 
وصف التوراة والإنجيل: وارد الرس والإخی © من قل هُدی لاس 4 [آل عمران: 4]» 
وقال تعالى وصف الرسول گا : #وإنك لتر إل صِرْطٍ مُستَقی م4 [الشورى: ؟5]» وقال 


چ 
ہے ٣‏ ی 





ر ص صر و 


تعا ی: ولک آرسل رسوله, پآلھدیٰ ودين الْحَقٌّ # [التوبة: ۳۳ء الفتح: ۲۸ء الصف: ۹]. 


م۴ 


() انظر «بدائع التفسير» (۱/ ۷۱۰.ء. 


سورة البقرة: الآيات: ٣۔‏ وم 


= 

ولیس في قوله: ما اينم 4 ما يدل على احتمال عدم إتيان الهدی» بل إن في 
تأكيد الفعل يكم 4 دلالة» بل تأكيد على مجيء ا مدی؛ كما قال تعالى: لإ ع 
هذى [الليل: 17]» وقال تعالى بعد أن ذكر خلق الإنسان وإيجاده بعد أن كان عدمًا: ان 
هَدَيْسََهُ ليل إِمّا ار وَإِمَا كَهُورًا 4 [الإنسان: ۳]. 

وهذا مقتضى حكمة الله كك في خلق الثقلين لعبادته» كما قال تعالى: #وَمَا حلفت 
ا والإنى إل يدون 4 [الذاريات: 0]؟ وطهذا قال تعالی: لأ وَإن ين أمَةِ إِلَاحَلا ہا تر 4 
[فاطر: 5 7]. 





وني قوله: هما اكم مق هُدّى 4 دليل على عدم المؤاخذة إلا بعد إقامة 
الحجة بإرسال الرسل وإنزال الكتب والحدى والبيان» كا قال يَبْكَ:# رسلا مَبشرن 


وَمسَذِرِنَ للا یکن للا عل أله حجة بعد اسل 4 [النساء: »]11٠‏ وقال تعالى: رما كا 
معذیین حق بعک رسوا € [الإسراء: 16]. 

كا أن فيه دلالة على أن ا مدی حقا هو ما كان من الله ٌ؛ لقوله تعالى: لم 
هى ولان الله كك أضافه إليه فقال: #قمن تم هدای 4 کما قال تعالى: لل لدی 
دی أ 4 [آل عمران: ۷۴] وقال تعالى: فل إرك هُدَى أله هوالهُدَئ 4 [الأنعام: .]0١‏ 

ولٰذا لا يجوز أن يتعبد لله إلا بہداہ الذي شرعه فی كتبه وعلى ألسنة أنبيائه ورسله 
ومن تعبد لله بغير ذلك فهو على ضلال. 

من ليم هُدَاىَ 4 جواب الشرط ١إن)ء‏ والفاء رابطة لجواب الشرط؛ لأنه جملة 
اسمية» و«من) شر طیة واتبع) فعل للشرط. 

وأظهر في مقام الإضار فقال: فمن تع هدای 4 ولم يقل: «فمن تبعه)ء ولم یقل: 
«اللحدى» بالتعريف ب «ال» بل أضافه إليه فقال: #هداى # تعظيً لمداه كبك وترغيبا في 
إتباعه. و بهذا الإظهار والإضافة صارت هذه الجملة مستقلة بنفسها. 

وأضاف كك المدى إليه؛ لأنه هو الذي شرعه» ويوصل إليه سبحانه» كما قال 


تعا ی: وان عدار مسقي ما فَأَتَمِعُوَهُ 4 [الأنعام: .]۱٥١‏ 
والمعنى: فمن اتبع هداي الذي ایت به الرسل» وا به الكتب» بأن آمن 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


٤۷١ > 


بذلك فصدق ب أخبرت به» وامتثل ما أمرت به» واجتنب ما نہیت عنه. 





رص ہے ہص وت وو ورو 1 پر وی وص س ال ہر و اس سا سر 
فلا حوف عل وک هم رون 4 وفي سورة طه #فمن اتم هدای فلا بضل ولا شی 4 


کرو ۶ رر 


قرأ یعقوب فلا حَوف عَلديِمَ 4 حیث وقعت بفتح الفاء: «فلا خوف)ء وقرأ الباقون 
بالرفع والتنوين: کل حَوقُ 4. 

وقوله: ألا حَوَفُ عَم 4 جواب الشرط (مَنْ)ء و(لا»: نافية» وال خوف: الهم ما 
يستقبل» أي: فلا خوف عليهم فيا يستقبلون في حیاتہم؛ لإیمانہم واعتمادھم على ربهم 
ورضاهم بقدره وثقتهم بكونه معهم يسددهم ويعينهم ويحفظهم ويدافع عنهم. ولا 
خوف عليهم فیم| يستقبلون بعد ماتہم من عذاب القبر وأهوال القيامة وعذاب النار 
بل هم آمنونء کا قال تعالى: ایی ءامنا ور یسوا يدهم بطو وليك م لذن رشم 
مهدو 4 [الأنعام: ۸۲]. 

فلهم الأمن التام يوم القيامة في جنات النعيم» كا قال تعالى: لوهم في الْقّتِ 
َِمثُونَ 4 [سبا: ۳۷ء وهم أيضًا: الأمن والاطمئنان النفسی والاجتماعي في الدنيا بحسب 
إیمانہم؛ لأنہم محفوظون بحفظ الله تعالى» كا قال ئة لابن عباس رضي الله عنها: 
(احفظ الله حفظك)22(0. 

ولهذا قال يَكِةِد «عجبًا لأمر المؤمن» إن أمره كله خير. وليس ذلك لأحد إلا 
للمؤمنء إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له» وإن أصابته ضراء صر فكان خا 


ے۲ . 
لوا هم يروْنَ 4 معطوف على ما قبله» والحزن هو الغم والتحسر على ما مضی 
وفات. 


وقد يطلق الحزن على الخوف مما يستقبل کا في قوله ا لأبي بكر: «لا تحزن إن الله 
معنا» أي: لا تخف. 
والمعنى: ولا هم يحزنون على ما مضى وفاتهم من أمورالدنياء ولا على ما خلفوا 


(۱( أخرجه الترمذي في صفة القيامة (٢١٥۲)ء‏ وأحمد :١(‏ ۲۹۳ء )73١7‏ وقال الترمذي: (حدیث حسن صحيح). 
(۲) أخرجه مسلم في الزهد والرقائق (۲۹۹۹) من حديث صھیب تچ 4. 


سورة البقرة: الآيات: 74 وم 





- ]٢ 


فيها بعد موتهم من أهل ومال وولد؛ لإیم|نہم بانتقالهم إلى ما هو خير من ذلك. كما قال 


ودد ر سر او سای سا سقو ک4 


تعالى: ٭ والیخرة حر ابی € [الأعلى: ۱۷]ء وقال تعالى: ٭اوللدار الاےرۃ خير لَلدنَ 


ا 7 . 


و 2 َل 4 © وا 
N‏ زر تا 


حك ةوشر لا توس <۵ 


أله # [الزمر: .]٥١-٥٥‏ 


شرح ہے 


.7 فن قبل أن 


کے خی کی تن کل أن 


مع اط 
)ان تھوا 


وا جزن على ما مضى ما أقض مضاجع كثير من المحتضرين. فقد رُوي أن تميم بن 
ہیل لما جىء به ليقتّل وقال له الخليفة: إن كان لك من حجة فأدل بها أنشأ يقول: 


أرى الموت بين السيف والنطع كامنا 

وأكبر ظني أنك اليوم قاتلي 

ومن ذاالذی يدل بعذروحجة 

یعز عب الأوس بن تغلب موقف 
إلى أن قال: 

ولكن خلة خلفي صبية إن تركتهم 


وأي امسرئ عم قضے الله يفالت 


أذود الأذى عسنھم وإن مت موتوا 


فرق له الخليفة وخلى سبيله. وقال: اذهب فقد تر كتك للصبية» وعفوت عنك من 


أجل الصبية. 


وكا قال مصطفى السباعي من قصيدة له بعنوان «وداع راحل»': 


() انظر «ديوان تميم بن جميل» ص (٥۳)ء‏ (الفرج بعد الشدة» /٤(‏ ۸۹- ۹۰)ء «المستجاد من فعلات الأجوادا ص 
(۱۱۷- ۱۱۹))ء وكان من قصة تمیم أنه أحدث حداٌ وفر هارباًء فأرسل ا خلیفة بطلبه فجيء به وأدخل على 
الخليفة» وإذا السيف معلقء والنطع الذي يقتل عليه الرجال أمامہ وقال له الخليفة: أدل بجحتك. 

(0 انظر: (شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث» (۲/ .)٤١‏ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن, ج٢‏ 





د ل : ١‏ 

وانےا حزن في صبيةدرجوا غفل عن الشر م ‏ وقدضم نار 
قدكنت أرجو زمانا أن أقودهم للمكرمات فلا ظلم ولاعار 
واليوم قد سارعت دربي إلى كفن يومئاسيلب ه بروفجار 
باللهيا صبيتي لا تملك وا جزعًا على أبيكم طريق الموت أقدار 
ترکتم في مى ال رحمن يكلؤكم من يحم ال لا تد رر کے أوزار 
وأنتمياأهيل الحي صبيتكم أمانة عندكم هل همل الججسار 


ومن سلم من ا خوف في المستقبل» ومن الحزن على ما فات ومضى فإنه يكون في 
غاية السعادة والطمأنينة والأمن» وقد صور هذا المعنى الخليفة العادل عمر بن عبد 
العزيز - رحمه الله - عندما دخل عليه أناس وهو في مرض موته. فقالوا له: أفغرت أفواه 
بنيك من هذا ا مال وتركتهم فقراء» لا شىء لهمء فقال: أدخلوهم عل فأدخلوهم وهم 
بضعة عشر ذكرًا ليس فيهم بالغ» فلا رآهم ذرفت عيناه» ثم قال: يا بني ما منعتكم حقا 
هو لكم ولم أكن بالذي آخذ أموال الناس فأدفعها إليكم وإنا أنتم أحد رجلين: إما 
ہے سور و یں بش لما بستحن ےو سس 
الله» وقرأ قول الله کك: إن ولتی أ اَی مَبَّلَ اتب وهو رل ألصَلِحِينَ € [الأعراف: 1147« 
ثم قال: قوموا عني» أو قوموا مغفورًا لکم. 

وصدق الله العظيم: اوس اه ثُمَ اممو سارل لھم الم کو ڪڪ 
ألا ضف افو ولا حر نوا وا سروا بالےتةالی کشر نود وت 4 [فصلت: ۰٥]ء‏ وقال تعالى: # إنَّ 
لد کا لوا رسا أده “م اسَفلموا فلا حرف عَلَيِھم اتات د 

قوله تعالى: ٭ والَزِی ن کفرو ادوا ايتا وكيك أب لار هم فيا حَيدُونَ 4 . 

ذكر ك جزاء من اتبع هداه» وهو عدم الخوف وعدم الحزن» ثم أتبع ذلك بذكر 
جزاء الكافرين المكذبين بآيات الله وهو ملازمة النار والخلود فيهاء على طريقة القرآن 
الكريم في الجمع بين الترغيب والترهيب والوعد والوعیدء ليجمع العبد في طريقه إلى 


.)١51-14٠ /٥( ۱۷۵))ء «سير أعلام النبلاء»‎ -۱۷١ /٥( انظر: «العقد الفريد»‎ )١( 


سورة اليقرة: الآبات: ٤‏ ۳۹ 


- |٥ 


الله بین الخوف والرجاءء والرغبة والرهبة» وهذه الآية كقوله تعا ی فی سورة طه: # ومن 

اض عن ری فلن له موه ضنکا وحشرۃ بوم الق دم اعمیٰ ) قال رپ لم حشرتق 

کے ل ا ر ایر ے ےر سے ےصح کپ سے ل عرس ے۔ سے ہے کے کرو کے سے ساس 6ب سے 2 55 

اعم وقد کت بصا ا كَدَلِكَ نك ءایشا فنييبتها وکدرك ايوم شی ان وك زی من اسر ولم 
سر LLC‏ | يهم 


ومن بات ريوء وعدا الخ أ را € [الآيات: .]۱٤١۷ -۱٢١‏ 

قوله: #وَالذِنَ كَمروْوَكذَو ايآ ۹ أي: والذين کفروا بالله» واستكبروا عن طاعته 
وأبوا الانقياد لشرعه وامتثال أمره واجتناب نبيه. 

لوديأ بايا 4 أي: كذبوا بآيات الله الشرعية المنزلة على رسله وأعظمها القرآن 
الكريم» فلم يصدقوا ما دلت عليه من أخبار» وجحدوا ما دلت عليه من أحکام ول 
يستدلوا بآياته الكونية على وجوب توحيده وإخلاص العبادة له. 

و(آیات) مع (آية) وهي ل العلامة» كا قال تعالى: #إإنَّ ءَايَےَة مأحكيء أن 


سے 





يكم تابوت فيه سک ڪي َة ٿن ريڪ 4 [البقرة: 54 ؟]» وقال تعالى: « وليك هه ای 
أن يعامة حلمو سرك یل € [الشعراء: ۱۹۷]. 
وقال تعالی: # ولا لج تأتهم اير َانُوا و يمتها 4 [الأعراف: »]٠0+‏ وقال تعالى في 
معجزات موسى: فی سم ليت إل عون وفومدء 14 [النمل: .]١١‏ 
قال النابغة الذبياني17): 
نوست آيات ش سا فعرفتھحا لستة أعوام وذا العام سابع 
آئ تو مت علامات ھا. 
وأطلقت على القطعة من كلام الله ذات بداية ونہایة معلومة» قال تعالى: # هو ال 


کے ا ہر ضح ےہ و رار كوو غك ردس گر - 
آنزل عَليِّكَ التب نھ ءایلت حکملت ٭٭ [آل عمران: ۷]. 


وفی ا حدیث قوله ية لعمر بن الخطاب رضى الله عنه: «آلا تكفيك آیة الصف 
التی فی آخر سورة النساء: موتك فل لَه بُفْتِيحَكُمْ ف الكل € [النساء: ۲(۷)۲۱۷۰۷). 
)١(‏ انظر: «دیوانه» ص ."١‏ 


(۲) أخرجه مسلم في الفرائض »)١717(‏ وابن ماجه في إقامة الصلاة (٦۲۷۲)ء‏ وأحمد (١/٦۲ء‏ ۳۸)- من حديث 
عمر - رضى الله عنه. 


5 عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 

وآيات الله تنقسم إلى قسمين: آيات شرعية» وهي ما أنزل الله من الوحي على 
أنبيائه ورسله» وأعظم ذلك القرآن الكريم. 

وسمي القرآن آيات؛ لما فيه من ال هدى والإعجاز في ألفاظه ومعانيه وأحكامه وأخباره. 
وكونه صا حا لكل زمان ولكل مكان ولکل أمة» دال على أنه من عند الله تل الذي له الكمال 
في ذاته وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته» المستحق للعبادة وحده دون من سواہ کما قال 
تعالى: وون منَعِندِحَ اه وَجَدُوأفِهِ حًا كديرا 4 [النساء: ۸۲]. 

رو یسیو موري اريسي ا الا تپ یھت 
هريرة 4ه أن رسول الله ية قال: «ما من الأنبياء من نبي إلا قد عطي من الآيات ما 
مثله آمن عليه البشرء وإنما كان الذي أوتيت وحيًا أوحى الله إل فأرجو أن أكون 
أكثرهم تابعًا يوم القیامة''. 

والقسم الثاني ابات كونية» وهي كل ما بثه الله وخلقه في هذا الكون علويه 
وسفليه من المخلوقات» من السموات والأرض واللائكة والإنس والحن والحيوان 
والنبات وسائر المخلوقات» قال تعالى: #إرك فلق لسوت وَلَكَضِ وَاخْيَلفٍ ال 
اهار ر لآب لدي لالب 4 [آل عمران: 1۱۹۰ء وقال تعالى: ومن ایک اليل وَاَلتَهَادُ 
a OEE‏ | میں ولا امرواش جو لہ ایی مھت إن ڪنت ياه 
تعبدودے # [فصلت: ۳۷]. 

فكل ما في هذا الكون من المخلوقات هو من أيات الله الدالة على وجوده وعظمته 
وکاله فی ذاته وأسمائه وصفاته وربوبيته وألوهيته» واستحقاقه العبادة وحده دون من 





سواه 
وقد اخس القائل: 
فواعجبًا كيف يُعصى الإله أم كيف بیمحسسدہ الحاحد 


ون كل شيء له آبة تدلعل أنهواح ١0‏ 


.)۱٥١( ومسلم في الإیمان‎ »)٤۹۸۱( أخرجه البخاري في فضائل القرآن‎ )١( 
.٠١ البيتان لأبي العتاهية. انظر: «ديوانه» ص4‎ )۲( 


سورة البقرة: الآيات: 4" - ۳۹ 





۷ = 
م و 2ے ا و 


قوله: #أوْليِكَ أب صب ألتَارِهُمْ فا خَلِدُوكَ 4 الإشارة للذين کفروا وكذبوا بآيات اللہ 

وأشار إليهم بإشارة البعيد تحقيرًا هم. 
لصب ارہ أي: ساكنوها وملازموها أشد من ملازمة الصاحب لصاحبه 

والغريم لغريمه. 
لم فا حَلِدُونَ 4 الجملة حالية» أي: حال كونهم خالدين فيها خلودًا أبدیًاء کا 

قال تعالى في سورة النساء: ون الین گنروا أُوَطَلمُوأ لم يكن لَه لِيَعْفرَ لهم ولا لد يهم طريقًا 

۸ا ال طرق - و CEE‏ [الآیتان: »]١78 ۱٦۷‏ وقال تعالى في سورة ة الأحزاب: 
لن الله لعن الک رین وآعد مم سا () لرن فہا بدا 4 [الآيتان: ٤‏ ٤٦ء‏ وقال تعا ی في 

سور الح #ومن میں أله ور لع مان م حَدِلِيينَ فيا ا أبن زالآية: ]٢٢‏ وقال 

تما ی: ارما هم رجت یا عَدَابٍُ مق 4 [الائدة: ۳۷ء وقال تعالى: فلا یمر عَنهُم 
وهم فيه مُبَلِسُونَ # [الزخرف: .]۷٢‏ 
الفوائد والأحكام: 

١‏ - إثبات القول لله كلك وإثبات عظمته؛ وإثبات وجود الملائكة؛ لقوله تعالى: #وإذ 
تا ڪڌ اَمْجْدُوا لآدَمَ 4 وني الآيات بعدها. 

-١‏ فضل آدم- عليه الصلاة والسلام- على الملائكة؛ لأن الله أمرهم بالسجود له. إكرامًا 
واحترامًا؛ وإظهارا لفضله؛ لقوله تعالى: #وَإِد قلا للمَكَتِحِكَةَ اسجدوا دم 4. 

-٣‏ أن سجود ا ملائکة لآدم بأمر الله تعالى إن هو عبادة لله تعالى؛ لأن الله هو الذي أمر 
بذلك- لإظهار فضل آدم- وهذا لما امتنع إبليس عن السجود وكان من الکافرین: 
وليس سجودهم عبادة لآدم؛ لان السجود لغير الله لا جوز. 

٤‏ - مبادرة الملائكة بالسجود لآدم طاعة لله- تعا ی؛ لقوله تعالى: #فسجدواأ ٭. 

-٥‏ امتناع إبليس عن السجود لآدم إِباءٗ ومعصية لأمر اللہ واستكبارًا عن الحق» وعلى 
الخلق» وكفرًا بالله؛ لقوله تعالى: إل ابلس أ واستکبر وکن ِن الكفريرت 4۴. 

5 - تشريف الله تعا لی لآدم ال بندائه له؛ لقوله تعالى: # وها َ٥َادَمُ‏ 4. 

۷- فضل الله كلك ومنته على آدم وزوجه «حواء» في إسكانه) الجنة وإباحته لما الأكل 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





کا 


منها رغدًا حيث شاءاء ومتى شاءا؛ لقوله تعالى: #أسَكن أت وروجك اة وک مِٹھا 
رَعَدَاحَيْتٌ سْنَتمَا 4. 

۸- أن النكاح سنة من سنن الأنبياء والمرسلين منذ خلق اللہ تعالى آدم اك لقوله 
تعالى: ورم 4» كما قال تعالی: « وَلِقَدَ أَرسَلَنَا رسا جن فلت نا م اوا 
وَدْرِيّةٌ * [الرعد: ۳۸]. 

۹- ظاهر الآية #أسَكن أت وَرَّفْمْكَ اة 4 أن حواء خلقت قبل دخول الجنة» وقيل: 
خلقت بعد دخول الجنة 

۰- نهي الله كك آدم وزوجه عن الأكل من شجرة معینة في الجنة امتحانا لماء ولحكمة 
يعلمها عز وجل» وتحذيرهما من الظلم بالاکل منها؛ لقوله تعالى: #ولا قربا مذو 

-١‏ أن ارتكاب ما نبى الله عنه ظلم من وجهين: الأول أنه خالفة لنهي الله كك 
والثاني: أنه ظلم للنفس لتعريضها لعقاب الله- تعالى؛ لقوله تعالی: #سَكْونا ون 
الین &. 

-٦۲‏ سعة فضل الله تعالى ورحمته ورفعه ا حرج عن العبادء فقد أباح لآدم الأكل من 
الجنة ما شاء أو حيث شاء أو متى شاءء ولم يحظر عليه إلا الأكل من شجرة 
واحدة» فإذا منع من شىء أباح أشياء» وإذا سد بابّا فتح عدة أبواب. 

۳- إيقاع الشيطان آدم وزوجه في معصیة اللہ والأكل من الشجرة بوسوسته وتزيينه 
هما ذلك» وإخراجھم| ما كانا فيه؛ لقوله تعالی: اكَارَلَهُمَا ألشَّطنٌ نها اهما ونا 
كانا فيد . 

-٤‏ إخراج آدم وزوجه من الجحنة وإهباطههما وإبليس إلى الأرض؛ لقوله تعالى: #وَقلنا 
اف اا ولکر في الْارْضٍ مسٹفر ومع إلیحین 4. 

065- وجوب الحذر من الشيطان ووسوسته وفتنته وتزيينه المعاصي» کما قال تعالى: 
# شی ءادم لا یفینلکسھ السَيطن ھا احرج ابویکم س ألْجَنَّةَ #* [الأعراف: ۲۷]. 

-٦‏ الإشارة لعلو وعظم ما كان فيه آدم وزوجه في الجنة من المسكن الطيب والعيش 


سورة البقرة: الآيات: 4 وم 





= 
الرغيد؛ لقوله تعالى: #كَأَحَرجَهُمَا مما كنا يو 4. 

۷- أن الجنة في مكان مرتفع عال؛ لقوله تعالى: ليطأ في الموضعين من الآيات. 

۸- أن الشيطان عدو لآدم وزوجه وذريته)؛ لقوله تعالى : مض کر لض عدر 4. 

۹۔ أن مستقر بني آدم ومتاعهم هو هذه الأرض إلى نہایة الحياة الدنيا؛ لقوله تعالى: 


کرس سے سر لور عم سر صے نظ 


مم 


ول فی الارض مُستفر ومَتَمٌ إل ین 4 . 

۰- نعمة الله على بني آدم في جعل الأرض وتہیٹتھا لاستقرارهم وتمتعهم فيها وعيشهم 
عليها. 

-١‏ منة الله تعا ی على آدم انقلا حيث وفقه للتوبة» ولقنه كلمات كانت بها توبته؛ لقوله 
تعالى : فلق ءادم من زی کلمت 6 . 

0 تشريف آدم وتكريمه بإضافة اسم الرب إلى ضميره» وربوبيته الخاصة له؛ لقوله 
تعالى: ربد # . 

7- نعمة الله تعالى على آدم في قبول توبته- بعد أن وفقه إليها؛ لقوله تعالى: فتَابَ 


َه 4. 

-٤‏ فضل الدعاء بهذه الکلمات التي دعا بها أبونا آدم ال الا : ريا طامنا انتا وإن کر 
تغفر ا وََتَحَمَنَا أ کان نف را دا امب قرف ایا ریس 
وال رر مة. 


-٥‏ إثبات اسم الله کل «التواب»» وصفة التوبة على عبادہ بتو فيقه العبد للتوبة» 
وقبوها منه؛ لقوله تعالی: #إنه, هو الوب 4 . 

-٦‏ إثبات اسم الله كك «الرحيم»» وصفة الرحمة له كك: رمة ذاتية ثابتة له كك ورمة 
فعلية» يوصلها من شاء من خلقه: رحمة خاصة وعامة؛ لقوله تعالى: «بَحِمْ 4 . 
۷- إھباط آدم وزوجه للابتلاء والتكليف لما ولذريتها؛ لقوله تعالى: لتا اخیطوأ 

مها معا فَإِمَا تنكم من هُدَى 4 الآية. 
۸- أن ا مدی هدى الله ومن الله- تعالى؛ لقوله تعالى: لما یکم می مُدی 4 
فمن تعبد لله بغير هداه وشرعه فليس بمهتد بل هو ضال. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





5 

4- الترغيب في اتباع هدى الله والوعد لمن اتبع هدى الله بکمال الأمن والسرورء 
وانتفاء الخوف والحزن؛ لقوله تعالى: فلا خوف عليه واه َرَت ). 

۰- جمع القرآن الكريم بين الترغيب والترهيب والوعد والوعید فبعد أن ذكر جزاء 
من اتبع هدى الله وثوابه ذكر عقاب من كفر وكذب بآيات الله. 

-١‏ التحذير من الكفر بالله والاستكبار عن طاعته» والتكذيب بآياته» والوعيد 
الشديد المؤكد للكفار والمكذبين بملازمة النار والخلود فيها؛ لقوله تعالى: 
لذن كفو أدبا ايا وكيك أب النَارَهُمْ فا خَلِدُونَ 4. 

۲- تحقير وانحطاط رتبة من اتصفوا بالكفر بالله والتكذيب بآياته؛ لآن الله أشار إليهم 
بإشارة البعيد «أولئك» تحقيرًا هم. 


سورة البقرة: الآيات: ٣٤ - ٠٤‏ 8 

قال الله تعالی: يبَر يل اذگروا يميق الی أت علیہ ودا ہیی اون پیک 
وی فارھبون ا )وء اموا يمآ نر تمصا لا مہ و ۳- ا وک کن بی ولا دترا 

کی کت کیک ران اکرو © ل سوا ال ,ال نکیا الع وأ نره 
يواه لہ اال کہ وازکھوا مع كيين 4 . 

أمر الله كك الناس بعبادته وحده» ونهاهم عن الشرك به» مذكرًا هم بدلائل صنعه 
في الكون» وفي خلقه لأبيهم. وصدق رسالة النبي گا ثم أقبل بالخطاب على بني 
درو و إل قولة ال 

تغواً یومالا ری تفس عن تس شیا ولا يقبل متها عذل ولا مھا شقعة ولاهم بُصروب ۰€ ہما 

7 الله به على آبائهم وأسلافهم» وما أخذ عليهم من العهود ام ق» ومقابلتهم 
ذلك بالعتو والعناد» وكفر نعم اللہ ونقض العهود والمواثيق» وتكذيب الرسل أو 
قتلهم» وما حل بهم بسبب ذلك من العقوبات» إلى غير ذلك. وفی خطابه كبك لبني 
إسرائيل في عهده َي وتذكيرهم بذلك كله دلالة واضحة على أن العهد أخذ على 
السابق منهم واللاحق» وأن النعمة نعمة عليهم جميعّاء ك| أن النقمة عليهم جميعًا. 

قوله تعالی: ليبق إِسرَِيل دروا نمی ألَّى امت عَلیگر واوا ببرعة أو يعہَيكُمٌ لی 
َرَهبُون )4 . 

هذه الآية كقوله تعالل: يی إشرییل اروا نعي آل أت علبگر وأ صل کل 
َلْعْلْمِينَ پ4 [البقرة: ۷٦ء .]١77‏ 

قوله: يب إِسْرّءِ بل ٭ «يا» حرف نداء» و(بني»: منادى» وهو مضاف و(إسرائيل) 
مضاف إليه» و«إسرائيل» لقب «يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل ال رمن عليهم 
السلام). 

ومعنى (إسرائیل) عبد الله. 

فبنو إسرائيل هم ذرية يعقوب وأولاده ذكورهم وإناثهم» کا في قوله تعالى: 
لیب ءَادَمَ دوا زیت عند کی مسر # [الأعراف: ١۳]؛‏ لأن «بنى» وإن كان في الأصل 
E EE E Sg‏ 





53 عون الرحمن في قفسير القرآن: ج٢‏ 
وبنو العباس» وبنو تميم» ونحو ذلك. 

وبنو إسرائيل هم والعرب أبناء العم؛ لأن بني إسرائيل ذرية يعقوب بن إسحاق 
ابن إبراهيم عليهم السلام» والعرب ذرية إسماعيل بن إبراهيم علیھم| السلام. 

وبنو إسرائيل هم اليهود والنصارى» ورسلهم. 

وا خطاب في الآية وغيرها من هذه الآيات لبني إسرائيل الموجودين ني عهد النبي 
پا وبخاصة اليهود الذين كانوا في المدينة وما رلا وهم: بنو قينقاع» وبنو النضير 
وبنو قريظة» ومن يأتي بعدهم» تذكيرًا هم با سلف منه كك إلى آبائھم وأسلافهم. 

قال ابن القيم: «فإنما يُذكّرهم بنعمته على آبائهم؛ ولهذا يعددها عليهم واحدة» 
بأن أنجاهم من آل فرعون» وأن فرق بهم البحر» وأن وعد موسى أربعين ليلة فضلوا 
بعده» ثم تاب عليهم وعفا عنهم» وبأن ظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى 
إلى غير ذلك من نعمه التي يعددها عليهم» وإنم| كانت لأسلافهم وآبائهم» فأمرهم أن 
يذكروها؛ ليدعوهم ذكرهم ها إلى طاعته والإيان برسله» والتحذير من عقوبته با 
عاقب به من لم يؤمن برسوله» ولم ينقد لدينه وطاعته» وكانت نعمته على آبائهم نعمة 
منه عليهم تستدعي منهم شكرّاء فکیف تجعلون مكان الشكر عليها كفركم برسولي 
وتكذيبكم له» ومعاداتكم إياه» . 

وني ندائهم باسم أبيهم (إسرائیل) وهو يعقوب اك النبي الكريم» والعبد 
الصالح تہییج وحث وإغراء لهم على الطاعة والامتثال. 

اروا عمق : أي: اذكروا نعمتي واشكروها بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم؛ 
لان ذکر النعمة يكون بالاعتراف بها باطتا بالقلب» وبالإقرار بها ظاهرًا بالقول 
باللسانء والثناء على الله كك والتحدث بهاء وبالجوارح باستعمالها في طاعة الله تعالى 
وحفظها عن معصيته 5. 

ونعمة في قوله نمی مفرد مضاف فيعم - جميع النعم التي أنعم الله بها عليهم 


AS 


الدينية والدنيوية» والتي لا تحصى. کیا قال تعالل : وان دوا مد أله لا وما 4 





.)۳۱۲ /۱( انظر «بدائع التفسير»‎ )١( 


سورة البقرة: الآيات: 1 ۲٤‏ 
۲ سے 
[إبراهيم: ٣٥ء‏ النحل: ۱۸])ء ومن أعظم نعم الله على بني إسرائیل أن جعل فيهم الأنبياء 
والملوك والحكم» وآتاهم الكتاب والآيات العظيمة الشرعية والکونیةء وفضلهم على 
عالمي زمانهم» وأنزل عليهم ا من والسلوى» وفجر لهم من الحجر العيون» وأنجاهم من 
7 راح ےہ في سر ہے رامس | صا ه ع راس دي لاس سار و سرس سا رت 
کا قال تعا ی: # ولذ قال مومئ لوم دقوم أذ کرو عَم اللہ عليَکم إِد جعل فيكم 





اي وملک موک و انگ گا لم ُوتِ لد بن العَليين € [لمائدة: »]٠١‏ وقال تعالى: َد 
السا بی اسر بل الب و الوه متهم نايبت صلم على ألْعَمِينَ € (اجائیۃ: ٦١]ء‏ 
وقال تعا ی: ٭وإِذ قال مون لِقَومه كرو يْعَمََ اق يڪم إِذْ نک يْنْ َال 
فرعورے € [إبراهيم: .]٦‏ 

الى اَم عكر 4 هذه الجملة بعد قوله #نِعَبَىَ 4 للتأكيد على أن هذه النعم فضل 
محض من الله کک وحده. لا من کسبهم» ولا من كسب آبائهم» أو كسب غيرهم من 
الخلق. 

اوها بج وف ہکم وی فَارعَبُونِ ). 

ذكرهم كك أولّا بنعمه إجمالا؛ لأن ذلك أدعى لقبول ا حق؛ وأقوم للحجة عليه 
ولصرفهم عن ا حسد هٰذہ الأمة على ما آتاهم الله من فضله» ثم أتبع ذلك بذكر الأوامر 
والنواهي؛ لأن من طبع النفوس الكريمة محبة المنعم» وامتثال أمره. 

کےا قال الشاعر: 
تعصي الإله وآنت تظهرحبه ‏ هذالعمريفي القياس بديع 


لوكان حبك صادقًا لأطعته إنالمح بلمن يجب مطیےے(ٴ 


قوله: واوا هئ € الوفاء بالعهد إتمامه والإتيان به وافيّاء أي: ائتوا بعهدي 
وافياء وعهد الله الذي أخذه على بني إسرائيل هو الإيان به وبرسله وعبادته وحده لا 
شريك له. وإقام الصلاة» وإيتاء الزكاة» وإقامة شرعه. 


.)٤/٢( البيتان» لمحمود الورّاق. انظر: «الكامل في اللغة»‎ )١( 


- عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج٢‏ 

EH =‏ 
و ع تيل ONL‏ سا 

س ت 2 کے سح سس گر تج ہے یھ ور و 

و 00 2 لين اسم م الک اوہ وءاتيتم ااه 5 وءامنتم برسي وعررتموهم 

سے سے گے طس سپ ی سے سر ص ہگ 

فرصضتم الله فا خستا لا ڪور عن سيئاو واد کڪ جَنَّتٍ نجری من 
م + و سے صر 


تھا الاٹھنر لر من ڪڪ فر یم کک منک قد ا سوا الیل €( [المائدة: 8 
وقال e‏ کل بن سیل لا سبد ون إلا الله وبا ول اسان وزی 





لقف الك والتتحكين ورا ان شا وا الہ وا )لكك 4 
وال ھا لا در سو مت له لتاس ولا تمو ک4 


[آل عمران: ۱۸۷]. 

ومن ذلك بيان أمر النبي محمد للا أنه رسول اللہ وأنہم يجدونه مكتوبا عندهم أنه 
و وی يركوا يووا جام به بر س اود دوس او ان وت سول 
ای الٹے لَزِى دوه ويا عِندَھُمْ في ال نے والإانل يمره هم بِالْمَمَروفٍ 
ا ابر رسس 

وف بهي 4 «أوف» مجزوم بحذف حرف العلة الياء؛ لأنه جواب الطلب في 
وله انثا آي: أعطيكم ما عھدت به إليكم من الجزاء على اعمالکم واف بتكفير 
السيئات وإدخالكم الجنات» کا قال تعالى: «لَأُحكَيْرنًَ عنم سَيْكَاتَكْمْ ولا 


خلانڪم 
وس کاو ص ت 


کک ےک مر مر سے سے کر صو ص صر 
سس ای کو کاو كت کس لت ا بے سج 
يا ابيا 
م 5 . عرص و حے شی 3 3 iF‏ < رہ لاد س تشن وت 
وقال تعا ی: ٹورح9می وسعت شیع فساکتہہا لاد ينقون ویؤٹورے الركرة 


رم ےھ کے 22/2 


الین هم بتَابینا یؤمٹوہَ ا 9 الین يبوت الرسُولَ اتی الاو 7۰ [الآيتان ١٥۱ء ۱٥۷‏ الأعراف]. 
والوفاء بعهد الله شامل لما عهد الله به إلى ا خلق وألزمهم به»ولا ألزموا به أنفسهم 
من نذور وعهود في| بينهم وبين الله وفيا بينهم مع بعضهم بعضاء ما ليس فيه معصية 
لله- تعالى. 
فمن وف لله با عاهد الله عليه وف الله له بعهده رمن اوک مہو یرے امہ 4 
[التوبة: .]١١١‏ 


سورة البقرة: الآيات: ° ٣٤‏ 


= |٥ 

ولعي الم سے ذل لوراك لي تر کما قال تعالى: 

مَنْ عي صلا من دُکر او ا ني ن وهو مین فلي جو ا کو ا 
باحسن مَاحكَانوا يَحَمَنُونَ ا(4 [النحل: ۹۷]. 

#وإتى َ فَارَهَبُونِ 4 معطوف على ما قبله» ومهذا جمعت الآية بين الترغيب والترهيب. 

و #وَإِتَىَ #: ضمیر منفصل في محل نصب مفعول #دَأرْهَبُونِ ۹ء وقدم عليه لإفادة 
التخصيص والحصرء أي : فارهبوني وحدي» دون غيريء كا في قوله تعالى: ©#إِيَاكَ 
بد اباك شَتَعِيك 46» أي: لا نبعد إلا إياك» ولا نستعين إلا بك. 

والرهبة: شدة الخوف والحخشیة التي تقتضي التعظيم والانقياد والطاعة» وذكر نعم 
الله وشكرها؛ ولهذا عطف الأمر بها على ما قبله لأنها مع الرجاء هما السببان اللذان 
بحملان على الطاعة والامتثال» وهي من أنواع العبادة 8 يجب إخلاصها لله بك 
کالرجاء والتوكل ونحو ذلك أي: وإياي فاخشوني وخافوني وحدي» دون سواي. 

وليس من ذلك ا خوف الطبيعي» کالخوف من العدو والسبع ونحو ذلك ما بخشی 
منه الضرر مود ای و 

قوله تعا ی: ‏ وَءَاملوا يمآ صقا لما معگم ول لا تَكونرأ ال کافر بي ولا بابي 
تمنا ويلا وَإِتَىَ امون )4 . 

شروع في دعوة بني إسرائيل إلى الإسلام والإيان بالقرآن» بعد أن مهد لذلك ا 
سے ھی فلس ی شکار ارب را مھ و 

قوله: واوا يمآ رلت مُصَدْهًا ِمَا مَمَكُمَ 4 معطوف على قوله ٭اَذگروا ّى 4 
فهو من مقتضى ذكر نعمة الله عليهم وشكرها والوفاء بعهده ورهبته. 

ری یسرب یس ری رع N‏ 

وبدأ بالأمر بالإیمان بالقرآن في تفصيله لعهده؛ لأنه لا يتم إیما: 
و ور سی یپ و کش و 
لْكتب اموا ما ْنَا مْصَدٍ كا لما معکم مّن قبل أن نطیس وجوم سی 
کما لعا احصب الست ٭ [النساء: .]٤١‏ 





کچ 
0 
E‏ 


جج عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 
مقا لما مك 4 «مصدقًا» حال من النزّل و«ما» موصولة» أي: حال كونه 

مصدقًا للذي معكم من التوراة والإنجيل؛ و«المصدق» المخبر بصدق غيره أي: مخبرا 
وشاهدا بصدق التوراة» وأنها من عند الله حقا وصدقا. 

وهو أيضًا مصداق ما أخبرت وبشرت به التوراة والإنجيل من أوصاف النبى لا 
ومن أوصاف القرآن الكريم» وهذا مما يوجب عليكم الإیمان به؛ لأنه من الایمان ہم 
معكم نما جاء به موسى وعيسى وغيرهما من أنبياء الله- تعالى. 

کا أن الکفر به وتكذيبه كفر وتكذيب با معکم؛ لان من كذب بكتاب من كتب 
ال أو رسول من رسله» فقد كذب بجميع الكتب والرسل. 

#وَلا كبوأ وَل كاف بو 4 أي: ولا تکونوا يا بني إسرائيل أول فريق كافر بالقرآن: 
وبمن أنزل عليه القرآن وهو محمد يِه لان الكفر بالقرآن يستلزم الكفر بمن أنزل 
عليه» والكفر ضد الويمان. 

وقوله: ولا تکونوا اَل کافر بوه * أبلغ من «ولا تكفروا به) لتضمنه نہیھم عن المبادرة 
إلى الکفر به» وتوبيخهم على التأخر عن الإيان به» وكونهم قدوة لغيرهم بالکفر به 
عكس ما كان ينبغي منهم؛ وهذا كان كفرهم به- مع تصديقه لما معهم- أشبه بكونهم 
أول من كفر به» وإن سبقهم مشركوا مكة؛ لقيام الحجة عليهم أكثر من مشركي مكة. 
إضافة إلى ما فيه من إيحاء إلى أنہم سيكونون أول من يكفر به- حسدا وبغيا کیا ذكر اللہ 
قال تعالی: وکنا جَآءَهْمْكُكَابُ من عند الو مصوَق لْمَامعهُمْ وكاو أمن َل ميوت عل 
الین کرو کا كَ اه همِفَاعَرفو ڪفروا بد عة أله َل الکغفریب لھا € [البقرة: ۸۹]. 





وقال تعالی: وکا اهم رَسُولٌ ون عند او فصق لما مَعَهُمْ بد ون و الِب 
ونوا التب تب الو ور وره کش لوک ©4 [البقرة: .٠۱۰١‏ 

وقال تعالى: يشما اشا بو أَنمُسَهُمَ أن يَحكُهْروأ یکا أَنَرَلَالَهُبَعْيّا نيل الله ین 
فَصلوءعَل من ياء مِنّ عِبَاووء # [البقرة: ۹۰]؛ وطذا عاتبهم الله تعا ی في سورة آل عمران بقوله 
تعالى: ٭ یتال الكتب لم تکفروت بات أله وان هدوت )4 [الآية: ۷۰]ء وبقوله 


تعالى: فتاهل التب لم تکفروں حاب تالاه یدل ما لوں )€ [آل عمران: ۹۸]. 


ا 


سورة البقرة: الآيات: ٣٤ - ٥٤‏ 8 

#ولا روا بابق تمنا ويلا 4ء معطوف ما قبله» فيه بیان أن سبب کفرھم؛ وعدم 
إیم|نہم شراؤهم بآيات الله ثمًا قليلاء واختيارهم العرض الدنيوي الأدنى. 

أي: ولا تبتاعوا بآياتي الشرعية وتعتاضوا عنهاء وعن الإیمان بها ٭ائمنا فيلا 4 من 
المناصب والرياسات والحاه ومتاع الدنيا الزائل الحقير الفاني» وقد جمع 5ك «آيات) 
وأضافها إليه تعظيًا هاء بين حقر المشترى بها بتنكيره ووصفه بالقلة» فقال تعالى: #وَلا 
روا يكاب ٹمنا قلیلا . 

وذلك- والله قليل- ولو کان الدنیا بحذافيرهاء کم قال تعا ی: #فُّما متنع الح 


قر عرصم 


لديا في الْآخْرَةَ إلا ليل 4 [التوبة: ۳۸]ء وقال تعالى: #فل مم آلدیا كليل وا لسر حي لمن 


217 2 چرس خر عر خروم i‏ 


َه تق [النساء: ۷۷]» وقال تعا ی: 9#وما الحيؤة الانیاقیا كرولا م € [الرعد: 1]. 





\o 


حرو 


والنهي لبني إسرائيل نبي لعلماء هذه الامة من باب أولى بالبعد عن هذا المسلك 
المشين؛ لأن من تشبه بقوم فهو منھمء كا قال يا" ولهذا قال سفيان بن عيينة: من 
حسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود» ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى)7). 

وما يؤسف له أن جعل كثير من العلوم- وبخاصة العلوم الشرعية- مطية 
للمكاسب الدنيوية» وجمع ا ال والشهرة ونحو ذلك» مصداق قوله مي ((لتتہ غ¿ سنن 
من قبلكم شبرا بشبرء وذراعا بذراع» حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا يا 
رسول الله: اليهود والنصارىء قال: فمن ؟!). 

ولیس من هذا أخذ الأجرة على تعليم كتاب الله كك؛ لقوله قل: «إن أحق ما 
أخذتم عليه أجرًا كتاب الله)0؟. 

وجمهور أهل العلم على جوازه. لهذا الحديث وغيره. 

#وَإتى فاون ۹ كقوله: #وإتىَ قارهَبون 0 والمعنى: اتقوني وحدي دون غيري» 


)١(‏ أخرجه أو داود في اللباس -))٥۳٤(‏ من حديث ابن عمر رضي الله عنهماء قال: قال رسول الله :امن تشبه 
بقوم فهو منهم». 

.)۴۲ /۲( انظر «بدائع الفوائد»‎ )٢( 

(۳) أخحرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (٢٤٣۳)ء‏ ومسلم في العلم (779)- من حدیث أب سعيد طنه. 

(6) أخرجه البخاري في الطب -)٥۷۳۷(‏ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 


= 
بفعل ما أمرتكم به واجتناب ما نہیتکم عنه» والرهبة ما يحمل على التقوى؛ ولهذا قدم 
الأمر بها على الأمر بالتقوى. 

قوله تعال: « للشو اق بالل ىكلم العق َأ تو (402. 

قوله: ٭ وَل لبسو آلْحَىّ بلطل 4 أي: ولا تخلطوا الحق بالباطل» بإظهار الباطل 
وتهويهه وترويجه في صورة الحق فيلتبس أحدهما بالآخرہ کا قال تعالى: #وحكدللت 


سم کر عر ى ار ار شر ےو ہہ 


4 سح ت ۶۴ھ ہے ہس پیا ہے ہ رہ 1 - ٥‏ 
ر لحم يت المشرحكيت تل اول دهم شركاوهم لِيردوهم ولبليسوا 


ع 





ر 
وما 


عليه د ينهم 4 [الأنعام: ۱۳۷]. 

و«الحى» الأمر الثابت؛ من حى إذا ثبت ووجب» أى: ولا تلبسوا الدين ا حق؛ 
والقول الحق» وهو ما أنزله الله على رسوله َء وما عندكم من العلم بذلك. 

بالطل 4 الباطل ضد الحق» وهو الأمر الزائل» الضائع» الزاهق المضمحلء كما 
قال تعالی: # وقل جاء الحی وڑھق الِْنطِلٌ إن الط ل كان رهوقًا )4 [الإسراء: .]4١‏ 

قال لسَكَ: 
ألاكل ماشيءٍ ماخلااللهةباطل| ‏ وکا نعيملامحالةزافل”7) 

والمراد ب «الباطل» هنا تكذيبهم ما جاء به محمد ويا وکازف شهادة كتبهم 
بصدقه» وزعمهم أنه خاص بالعرب ونحو ذلك» وما هم عليه من الدين المحرف. 

وأكثر ضلال من ضل من الخلق بسبب تلبيس شياطين الجن والإنس عليهم الحق 
بالباطل» فالذين أعرضوا عن دعوة الرسل بسبب التلبيس عليهم بأنهم سحرة أو 
مجانین أو نحو ذلك» كما قال تعالى: ©كَدَلِكَ مآ اق الت من قَبِلِهم ین رَسُولٍ ا قالوا سار أو 
حون [الذاريات: .]٥٢‏ 

والذين عبدوا الأصنام من قوم نوح بسبب تزيين الشيطان لمن قبلهم نصب 
تصاویر أولئك الصالحين بحجة التقوي على العبادة» ثم ما لبث الناس أن عبدوهم. 

والذين ارتدوا بعد وفاته َة ومنعوا الزكاة احتجوا بأنهم كانوا يدفعونها لرسول 
الله ي طاعة له قالوا: لیس علينا طاعة لأحد بعده. 


.۲٥٢ انظر: «ديوانه) ص‎ )١( 


سورة البقرة: الآيات: ٣٤ - ٠٤‏ 5 

والذين خرجوا على علي #5 واستباحوا دمه ودماء المسلمين قالوا: لا حکم إلا 
لله؛ ولهذا رد عليهم علي اه بقوله: «كلمة حق أريد بها باطل)(22. 

ومن أعظم تلبيس ا حق بالباطل ما يكتبه أولئك الذين بخوضون في كثير من 
القضايا والمسائل الشرعية في کتاباتہم في الصحف والمجلات والمواقع على الانترنت» أو 
في مقالاتهم المسموعة عبر الإذاعات وعلى الشاشات» ويجادلون ويناقشونء مع قلة 
بضاعتهم» بل وعدم تخصصهم لا لشيء إلا لإثارة البلبلة» وتشكيك الناس حتی في 
ثوابت دينهم» فتجدهم بطنطنون حول حقوق الإنسانء وحقوق المرأة» وحجاہاء 
وعملهاء وقيادتها للسيارة» وتعدد الزوجات: والطلاق» والميراث» وهيئات الأمر 
بالمعروف والنهي عن ا نکر ونحو ذلك. 

وصدق الله العظيم: فک اك دو یعون ومن جسن ین الله ماموم دوقو 4 [المائدة: .]٥٥‏ 

وكأنهم يريدون أن يشرعوا مع الله وكان الواجب على أمثال هؤلاء أن يعرفوا 
قدرهم» وأن يعطوا القوس باریہاء فإن الكلام في مسائل الدين توقيع عن رب العالمين» 
كما أن مسائل الطب وقضاياه لا يتكلم فيها إلا التخصصون في طب الأبدان» فمن باب 
أولى يجب ألا يتكلم في مسائل الشرع وقضاياه إلا ا لتخصصون في علم الأديان» ولكن 


کما قال الله صَبَك: #ومن يرد الله فته فلن تملک لَه یرے أنه ضَّهِكَا 4 [المائدة: :]4١‏ 





١ 


وقال تعالی: امن وين له سو عم لہ فر اه حمست اقا الله یول من اء و ری من اء 4 ناطر: م 
وقد أحسن القائل: 

يقضى عل المرء في أيام محندے .حتی یری حسنامالیس بالحسن(") 
وصدق المصطفى بَي: «(من حسن إسلام ا مرء تركه ما لا يعنيه»(". 
وقال بيا «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»0). 


)١(‏ أخرجه مسلم في الزكاة (١٦٦۱۰))ء‏ من حدیث أبي رافع ذه مولى النبي گی 

(؟) البیت منسوب ليحيى بن علي باشا الأحسائي. انظر: «خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر» -٤۷٥ /٤(‏ 
كلاة). 

)۳( أخرجه الترمذي في الزهد (۷) وابن ماجه في الفتن (۳۹۷۲)- من حديث أبي هريرة طييه. 

)٤(‏ آخرجه النسائي في الأشربة /١(‏ ۷٥)»ء‏ والترمذي في صفة القيامة -)۲٥۱۸(‏ من حديث الحسن بن علي رضي الله 
عنهماء وقال الترمذي: (احدیث حسن صحیح). ۱ 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 
1٦٦ -‏ | 

وکا الْحَقٌ ۹ء الواو: عاطفة» فا حملة معطوفة على قوله: # ولا تَلسلوا انتک 
بالطل ۹ء فالفعل «تكتموا» جزوم با جزم به «تلبسوا» أي: ولا تكتموا الحق» فنهاهم 
عن کتمان الحق» کا نهاهم عن لبس ا حق بالباطل. 

ويحتمل أن تكون الواو «واو» المعية» فيكون الفعل «تكتموا» منصوب بأن 
مضمرة؛ لأن لبس الحق بالباطل يستلزم کتمان الحق» كما في قول الشاعر: 
لاننهعن خلقوتآأت مثله عار علي كإذا فعلت عظيو7) 

قال ابن القيم27): «وقد اختلف في قوله وکوا 4 هل هو منصوب أو مجزوم على 
قولين مبنیین على «الواو»» هل هى (واو) عطف أو «واو» صرف» فمن جعلها «واو) 
عطف قال: النهى تعلق بكل واحد من الأمرين على انفراده» ولو كانت «واو» صرف لكان 
المنهي عنه جمعھ| لا أفرادهماء ومن جعلها «واو» صرف قال: لبس الحق بالباطل مستلزم 
لکتمانہ کا یکتم الحق من لبسه با يستره ویغشیه» فهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن 
الآخرء فالنهي عن أحدهما نبي عن الآخر بطريق اللزوم» ففي کون الواو «واو» جمع إفادة 
هذا المعنى» وإن کتمان الحق ملازم للبسه بالباطل لا ينفك عنه» ولا يمكن إيقاع أحدهما إلا 
بالآخر» وهذا شأن كل متلازمين» وهذا القول أميز من الأول وأعرب». 
بصدق محمد لا وما جاء به» وما في كتبكم من الشهادة بصدقه. 

لوانتم يعون : ا حملة حالية» أي: وا حال أنكم تعلمون أن ذلك حق» وتعلمون 
حقیقة صنيعكم» وأنه لبس للحق بالباطل؛ وهذا وبخهم الله تعالى» وأنكر عليهم هذا 
في سورة آل عمران» فقال تعالى: یتاه الکتب لم لسوت الحی بالطل وتکتموب الحی وانشر 
كمون )€ [الآية: ۷۱]. 

وصدور المعصية والمخالفة من العام أشد وأعظم» وآکد في النهي والتحريم؛ لأن 





.5 ٠ ٤ البيت لأبي الأسود الدؤلي. انظر: «ديوانه) ص‎ )١( 
.)۳۱٣۳ /۱( انظر (بدائع التفسير»‎ )٢( 


سورة البقرة: الآيات: >٣ ٠١‏ 55 
الله أخذ الميثاق على أهل العلم من أهل الكتاب وغيرهم» وأوجب عليهم بيان ا حق 
وإظهاره» وحرم عليهم لبس ا حق بالباطل» وکتمان الحق وإظهار الباطل» کم قال تعالى: 
واد آخذ الله م مك ال ار التب ليت للناس ولا ككسموئه, # [آل عمران: ۱۸۷]. 

قوله تعالی: #وَأَقِيمُواألصَلوه ونوا لركَوة واَزکمُوا مع كيين ن 

أمر في الآيات السابقة قة بالإيمان باطنا ب| أنزل الله والتصديق به» ثم أمر في هذه الآية 
بالعمل ظاهرا بمقتضى الإيمان بإقامة شعائر الإسلام الظاهرة والتي أعظمها وأهمها 
الصلاة والزكاة. 

قوله: #وَأَقِيمُاًأ صَّلَوهَ 4: أي: ائتوا بالصلاة وأدوها قائمة تامة بشروطها وأركانها 
وواجباتها وسننها. 

والمراد بالصلاة هنا ما يشمل الفرائض والنوافل» والأمر للوجوب بالنسبة 
للفرائض؛ لان الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين» فهي الركن الثاني بعد ماء 
وهي عمود الا سلام. 

قال تعالى: #كإن تابا وَأكامُوا الوه ورڪو ونك في الین © [التوية: 
۱ء وقال تعالى: لان تابا تو لت وة واا اليكو مَملوأْسلهُم 4 1التوبة: ه]. 

وقال كك «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة» فمن تركها فقد كفر»٠.‏ 

وقال ية (إن بین الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة»(). 

وقال تكله «أمرت أن أقاتل الناس حتی يشهدوا أن لا إله إلا اللہ وأن محمدا 
رسول اللہ ويقيموا الصلاة» ویؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم 
وأمواهم إلا بحق الإسلام» وحسابهم على اش" . 

لوالا أَليَكَوِهَ ۹ء أي: وأعطوا الزكاة أهلهاء وهم الأصناف الثانية» طيبة ہا 





)١(‏ أخرجه النسائي في الصلاة 577)» والترمذي في الإيمان (٢٢٦۲)ء‏ وابن ماجه في إقامة الصلاة (۱۰۷۹) من 
حدیث بريدة ذلأ وقال الترمذي: احديث حسن صحيح غریب). 

(۲) أخرجه مسلم في الإيان (۸۲) وأبو داود في السنة (۷۸٦))ء‏ والترمذي في الإيان (۸٦٦۲))ء‏ وابن ماجه في إقامة 
الصلاة (۱۰۷۸) من حديث جابر طَيكه. 

(۳) أخرجه البخاري في الإيان (٢۲)ء‏ ومسلم في الإیمان )۲٢(‏ من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. 


عون الرحمن في تفسير اثقرآن ج٢‏ 





ست ةلا 

نفوسکم» بلا من ولا أذى. 
فوَركھُوا مع الکن 4 أي: وصلوا مع المصلين المسلمين» وعبر عن الصلاة 

بالركوع؛ لأنه من أعظم أركان الصلاة. ی الرب. قال ياة: «فأما الركوع 

فعظموا فيه الرب»'. 
وهو تأكيد للأمر بالصلاة» وبيان لمعناها؛ لآن لليهود صلاة لا ركوع فيهاء قال 

تعالى : # يمري م ای ايك وَاسمُدیو ارک مح الکو )€ [آل عمران: .]٤٤‏ 
وقد استدل بعض أهل العلم بالآية على وجوب صلاة الجماعة في المساجد. 
الفوائد والأحكام: 

.4 تصدير الخطاب بالنداء للتنبيه والاهتام؛ لقوله تعالى: بى إِسَرَةِ يل‎ -١ 

۲- تذكير بني إسرائيل بنعمة الله تعالى عليهم؛ لان تذكر النعم أدعى لقبول الحق؛ 
ولهذا فالتذكير بالنعمة من وسائل الدعوة إلى الله- تعالى؛ لقوله تعالى: می ألَىَ 
انمت عل 46 . 

-٣‏ فضل الله ومنته على بني إسرائيل في إنعامه عليهم بالنعم التي لا تحصی؛ لقوله 
تعالی: عمق ال أت يكر 4» ونعمة مفرد مضاف إلى معرفة يفيد عموم نعم الله 
وأن النعمة على الآباء والسلف نعمة على الأبناء والخلف. 

-٤‏ إثبات وتأكيد أن المنعم الحقيقي بجميع النعم هو الله ككَ؛ لقوله تعالى: عى الى 

-٥‏ وجوب الوفاء بعهد اللہ وأن من وف بعهد الله وف الله بعهده؛ لقوله تعانی: واوا 
عبد أوفِ بک ۹ء فمن وف بعد الله بالڑیمان بالله وطاعته» و اڈ تع لئ ات 
والجزاء العظيم ومفهوم هذا أن من لم يف بعهد الله فإنه لا يس: یستحق ما وعد الله به 
بل يعاقب. 


- أن الجزاء من جنس العمل؛ لقوله تعالى: ودا بيع أو بيك ). 


8 9 ا ا س97 ۰ وابن ماجه في 


سورة البقرة: الآبات: ٤۳ - ٠١‏ 





بات وجوب الرهبة وا خوف من الله وحده؛ لقوله تعالى: فو اتی ن فقو 
۸- إيجاب الإيمان بالقرآن على بني إسرائيل لقوله تعالى: ٭ وءامٹو يما أَنرَّلْتُ مُصَذْكا لما 


12 
- إثبات علو الله تعالى على خلقه؛ لقوله تعالى: «أَنرَّلْتٌ ۹ء والإنزال يكون من أعلى 
إلى أسفل . 


۰- إثبات أن القرآن منزل من عند الله غير خلوق؛ والرد على القائلين بخلق القرآن؛ 
لقوله تعالى: #أنرَّلْتٌ 4. 
-١‏ تصديق القرآن للتوراة والإنجيل وغيرهما من الكتب الساوية السابقة» فهو مبين 
آنا حق وصدق وهو مصداق ما أخبرت به؛ لقوله تعالى: #مُصَدّقًا لما مَعَكم 4. 
۲- في بيان أن القرآن مصدق لا معهم إغراء وترغيب لبني إسرائيل بالإيان به 
وتصليمه. 

-٣‏ نبي بني إسرائيل أن يكونوا أول كافر به؛ لقوله تعالى: و لا حوبأ اول كار بو 4ء 
رھ کے لے سس ا اد إل الکن يداق ابخان ای غارس اد کور اول 
من يؤمن به» كما أن فيه إشارة إلى أنہم سيكونون من أول من يكفر وهكذا فعلوا. 

-٤‏ نبي بني إسرائيل عن الاشتراء بآيات الله والإيهان بها وتصديقها ثمتا قليلا في 
الدنيا؛ لقوله تعالى: # ولا ردواب ثمنا وليل ۹ء وهذا نبي لهم ولغيرهم. 

5- أن كل ما استبدل واستعيض به عن الإيمان بآيات الله فهو قليل» ولو كان ذلك 
الدنيا بحذافيرها؛ لقوله تعاللى: تمتا قلي . 

.4 وجوب تقوى الله وحله؛ لقوله تعالى: #وإتی امون‎ -٦ 

۷- تحريم لبس الحق بالباطل» ووجوب تمييز الحق عن الباطل؛ لقوله تعالى: و 
لبوا لح اليل ». 

۸- تحريم کتمان ا حق ووجوب بيانه وإظهاره؛ لقوله تعالی: ويا لْحَقَّ 4. 

4- أن کتمان الحق مع العلم به أشد وأعظم؛ لقوله تعالى: لوانتم َو 4؛ لأن الجاهل 


قل يعذر. 


: عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





۰- وجوب إقام الصلاة» وإيتاء الزكاة» وأنهها من أعظم العبادات» فالصلاة أعظم 
العبادات البدنية فيها الإحسان في عبادة الله تعالى» والزكاة أعظم العبادات ا الیة 
فيها الا حسان إلى عباد الله؛ لقوله تعا ی: #وَأَقِيِمُوا الصَلو وعانواا لكر 4. 

-١‏ وجوب الجمع بین الإيهان والإسلامء بين الأعمال الباطنة والظاهرة» بين أعمال 
القلوب والجوارح. 

75- تأكيد وجوب الصلاة ووجوہہا جماعة مع المصلين في المساجد؛ لقوله تعالى: 
واركموا مع لكين 4. 

۳- عظم مكانة الرکوع من الصلاة» هذا عبر عنها بالركوع في قوله تعالى: #وَرْكمُوا مع 
ںہ أي : صلوا مع المصلين 


سورة البقرة: الآيات: ٦٤ - ٤٤‏ 


= 
قال الله تعالى: اَمَو الاس يلير وتسود شك وَأنسمْ كلو الكتب 3 


قلود ل وسوی لر وة ولا کیره لالدو © الین شل ا 
موا رهمأ امن 43 

قوله تعالى: # ناسود ألنّاس بِالْبِرٍ وَتَسَوْنَ أَنفْسَكُم 4 الاستفهام للإنكار والتوبيخ 
والتقريع» والخطاب لأهل الكتاب وبخاصة أحبارهم وعلاؤهم» والمراد ب «الناس» 
من عدا الآمر سواء كان من اليهود أو من غيرهم من المشركين ونحوهم. 

و«البر): اسم جامع لكل خخصال الخير الظاهرة والباطنة» قال تعالى: ٭ لیس أل أن 
ووو جوھک قبل الْمَسْرِقٍ وَالْمعْربٍ وک لير مَنْ ءَامَنَ اله ء ليوو الآخز وَالْمَلِكَةَ والكتب 
ون € [الآية ۱۷۷ من سورة البقرة]» وقال تعالى: #وليس لس اَلبَبان اما الوت من ظهورها 
لاکن الب من ات تل [البقرة: ۱۸۹]. 

وقال ككل «الر حسن ا خلق)ء «البر ما سكنت إليه النفس» واطمأن إليه 
القلب». 

أي: أتأمرون الناس بالإیمان والخير وتسود نشك ۹ء أي: وتترکون أنفسكم فلا 
تأمرونها بذلك» وقي هذا تنديد بحال أحبارهم وتعريض بأنهم يعلمون أن ما جاء به 
الرسول پا هو ا حق. 

أي: كيف يليق بكم يا معشر بهود- وأنتم تأمرون الناس بالبر- أن تنسوا أنفسكم 
فلا تأمرونها با تأمرون به الناس. 

وقد كان بعض رؤساء وأحبار اليهود يأمر الناس من أقاربه وغيرهم باتباع 
الرسول ی ويقول: إن ما جاء به حق» لكنه بنفسه لا يتبع هذا الحق- حفاظا على 





1 08 
فأتاه النبي - يعوده. فقعد عند 21 فقال له: (اسلم: فنظر 0( أبيه» فقال له: 


أطع أبا القاسم ييا فأسلمء فخرج النبي بيا وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من 


)١(‏ سيأ تخریجھما. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


ا 
التار»(). 

لوانتم نتَلُونَ آلکتب # ا حملة حالية» أي: وا حال أنكم تتلون الكتاب. 

أي تقرؤون وتدرسون (الکتاب)ء يعني «التوراة» والذي فيه أمركم بفعل البر 
بأنفسکم؛ وأمر الناس بذلك» وقيام الحجة عليكم بالعلم في ذلك» وني هذا دلالة على 
عظم مسؤولية العلماء. 

#أفلا نَقِلُونَ » الاستفهام للإنكار والتوبيخ» أي: أفلا تفقهون وتفهمون» وترشدكم 
عقولكم إلى خطئكم وضلالكم وقبح ما تفعلون» إذ لا يليق بالعاقل أن يأمر الناس 
بالبر والخير» ويترك نفسه فلا يأمرها بذلك. 

فهم ذوو عقول يدركون بهاء وهي مناط تکلیفھم؛ ولولاها ما کلفواء کا في 
حدیث علي 445 أن رسول الله پا قال: «رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ. 
وعن المجنون حتى يفيق» وعن الصبي حتى يبلغ »". 

ولكنهم لما لم يسترشدوا بعقوهم إلى فعل ما ينفعهم وترك ما يضرهم صاروا 
كالذين لا يعقلون» کا قال تعالى عن أضرابهم من الكفار: م يكم عَم لانن 4 
[البقرة: ۱۷۷]ء وقال تعا ی: إن سر لدوب عِندَ اہ لصم العم ال لا یعَقلودَ 4150 


> دور 


5 سا نے کے گے ع کے کے پے کے ہم کا ہے وى کے رھ کے ع رم 
[الأنفال: 77]» وقال تعالى: م سب أن ڪهم بسمعورے أو عقوت إن هم إا لانم بل 





رے ال 


هم صل ميا 4)٤‏ [الفرقان: 4 4]. 

وإنما أنكر الله كك على بني إسرائيل هذا الصنيع ووبخهم عليه من جهة أنهم نسوا 
أنفسهم وتركوها فلم يأمروها بالبر لا من جهة أنهم أمروا الناس بذلك؛ لأن كلا من 
الأمر بالمعروف وفعله واجب لا يسقط أحدهما بترك الآخر. 
قوله» کہا قال شعيب الف لقوهم: وما ارد الک إل مآ حك إن ارد إل 


2ے ہہ و کے ہی م ےرہ ر۶ و ہے 
الإصلحما استطعت وما توضیق إلا یاه عليه وکت وله أنِيبُ © [هود: ۸۸]. 


سے 


.)۳۰۹۵٥( أخرجه البخاري في ا جنائز (١٥۱۳)ء وأبو داود نی الجنائز - عيادة الذمي‎ )١( 
وقال الترمذي: «حديث حسن غريب».‎ »23١ 47( وابن ماجه في الطلاق‎ »)١577( أخرجه الترمذي فی الحدود‎ )۲( 


سورة البقرة: الآيات: ٢٦-٤‏ 





ب 
ےہ I‏ ات ر ےو ۶ 


وقال تعالى: # اا لذن !مسوأ لم تقولورے ما لا تَفْعَلُونَ © کڪ مقا عند الو أن 
وو ما لا تتع لو )€ [الصف: 27 7]. 

وعلى هذا ينزل ما جاء في الوعيد على ذلك» كما في حديث أسامة ظ4 أن رسول الله 
يك قال: «يؤتى بالرجل يوم القيامة» فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنهء فيدور فيها كا 
يدور الحمار بالرحى» فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: ما لك يا فلان؟ ألم تكن تأمرنا 
بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: بلى» كنت آمركم بالمعروف ولا آتیه» وأنباكم عن 
النکر وآتيه»(٠.‏ 

وعلى هذا فليس في الآية دلالة على أن العاصي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن 
المنكر» وإنم| فيها ذم وتوبيخ وتفظيع لحال من يأمر الناس بالبر ويترك نفسه؛ ولهذا 
ختمت بقوله: #أفلا تَقِلُونَ 4 أي: أن هذا العمل لا يليق بالعاقل. 

قال ابن كثير2"7: «والصحيح أن العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله وينهى عن 
المنكر- وإن ارتكبه. ولكنه- وا حالة هذه مذموم على ترك الطاعة وفعله المعصية لعلمه 
بها ومخالفته على بصيرة فإنه ليس من يعلم کمن لا يعلم». 

ولا شك أن الأولى بالآمر والناهي أن يبدأ بنفسه» وذلك أحرى لقبول أمره ونہیە؛ 
وهٰذا قال ابن عباس رضي الله عنهما للرجل الذي قال إن أريد أن آمر بالمعروف وأُنہی 
عن المنكر: «قال له: «أوبلغت ذلك؟ قال: أرجوء قال: «إن لم تخش أن تفتضح بثلاث 
آيات من كتاب الله فافعل» قال: وما هن؟ قال: قوله وَبْكَ: #أَتَأْمروتَ الاس بار وَتََوَن 
اسک أحكمت مذہ؟ قال: لاء قال: فا حرف الثاني» قال قوله تعا ی: الم قولوت ما 
اتَفْعَلُونَ )كير مقمًا عند او أن تَفُولُوأمَا لا علوت € [الصف: ۱۲ ۴]ء أحكمت هذه؟ 
قال: لاء قال: فا حرف الثالث» قال: قول العبد الصالح شعيب الكة: لاوما ریز أن 
لِد إل مآ اتہک عَنَهُ 4 [هود: ۸ء أحكمت هذه الآية؟ قال: لا قال: فابداً 


)١(‏ أخرجه البخاري في بدء الخلق- صفة النار وأنها خلوقة (۷٦۳۲)ء‏ ومسلم في الزهد والرقائق- من يأمر بالمعروف 
ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله (۲۹۸۹). 
)٢(‏ نی «تفسيره» (۱/ ۳۲ء 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





د ۱٦۸‏ 
17 لی )(). 

فهذا حمول على أنه الأولى بالآمر الناهي أن لا يخالف فعله قولهء ىا قال الشاعر: 
یسا اپہا الر جم المعلمغيره هلالنشسك کان ذا التعليم 
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى e‏ دن 
فابدأ بنفسك فانمهها عن غيها فإذا اهت عدے فانست حکسیم 
فهناك يقبل ماتقول ويقتدى بالعلم منك وينفع التعليم 
لاننهعن خلت وتان مثله عارعليك إذافعلت عظےم(٢‏ 


وعلى هذا فلا يعد ذريعة لترك الأمر والنهى کون الشخص يخالف ما يأمر به» أو 
رک ما ی اک اف لیت لان لاظوب قعل اروت ر الأو یو ون 
يفعل الشخص المعروف لم يبرر له ذلك ترك الأمر به. 

كا أن المطلوب ترك ا منکر؛ والنهي عنهء فإذا ارتكب الشخص ا نکر لم يبرر له 
ذلك ترك النهى عنه. 

ولو قال ل يأب شرف لا عله ولا ينهى عن المنكر إلا من تركه» فمن 
يأمر با لمعروف» ومن ينهى عن ا نکر ومن الذي يسلم من ترك المأمور وارتكاب 
المحظور؟! 

وقد أحسن القائل: 
إذالم يعظ الناس من هو مذنب 

وقال الآخر: 
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ياه ميدي 

قوله تعالی: واستھی دوا ال الکو و إا کک رة إلا ع ينون 4 . 


قوله: #واستعينوا بالضَبر وَالصَلَوْوَ € الاستعانة: طلب العونء أي: اطلبوا العون من 


فصن يع ظالعاصين بعد حمد 


.)۱۲۳ /١( ذكره ابن كثير فی (تفسيره»‎ )١( 
.5 ١٠ ٤ص (؟) الأبیات لأبي الأسود الدؤلي. انظر: «ديوانه)‎ 
البيت ينسب لبشار بن برد» ولعلی بن الجهم وليزيد بن محمد المهلبي. انظر: «جمهرة الأمثال المولدة» ص۳۸۹.‎ )( 


سورة البقرة: الأبات: ٦٤ - ٤٤‏ 





= 
الله كَبْكَ على الوفاء بعهده ورهبته» وعلى امتثال أوامره واجتناب نواهيه» وعلى جميع أمور 
دينكم ودنياكم #بالصَّبْرٍ وَاَلصَلَوءَ € کا قال تعالى لنبيه يَكِ: «« فاضیر عى مایفولونَ وَسَیّح 
ند ريك قبل طلوع الشمیں و غُرويها ومن ءاتای الل سبح واطراف التہار ملک ری )€ [طہ: 
°[ 

والصبر في اللغة: الحبس والمنع. 

وعرفه بعضهم بأنه: حبس النفس عن الجزع» واللسان عن التشكي» والجوارح 
عا حرم الله. 

وهو واجب» وأجره عظیمء وثوابه جسیم قال تعالى: ايوق الروت أَجرمٰ يعبر 
حِسَابٍ € [الزمر: »]٠١‏ وقال كك (ما أعطى أحد عطاء خيرًا وأفضل من الصير» 2١7‏ وعن 
علي 5 قال: «عليكم بالصبر فإن الصبر من الإیمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا 
انقطع الرأس بار الجسدء ألا لا إیمان لمن لا صبر له»". 

وهو أنواع ثلاثة: 

الأول: الصبر على طاعة الله: وهو أعظم أنواع الصبر؛ لتضمنه حمل النفس على 
فعل الطاعات» كالصلاة والزكاة والصيام» والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام» ونحو 
ذلك» ومنعها من التهاون اء ومراغمة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء. 

الثاني: الصبر عن معصية اللہ وهو كف النفس عن المعاصىء كالربا والزنا 
والسرقة» ونحو ذلكء وفضله عظيم؛ وهذا قال : «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا 
ظل إلا ظله» وذكر منهم رجلا دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله(" 
فصبر عن الوقوع في الفاحشة مع قوة الداعي؛ خوفا من الله وك فأثابه الله على هذا بأن 
جعله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله. 


)١(‏ أخرجه البخاري في الزكاة »)١579(‏ ومسلم في الزكاة (١٥۱۰)ء‏ وأبو داود في الزكاة (١١٦۱)ء‏ والنسائي في 
الزكاة (۸۸٥۲)ء‏ والترمذي في البر والصلة -)۲۰۲٢(‏ من حديث أبي سعيد الخدری ذه. 

0 انظر «دقائق التفسير» .)5١١ /١(‏ 

(۳) أخرجه البخاري في الأذان )٥٦٦(‏ ومسلم في الزكاة (۱۰۳۱))ء والنسائي في آداب القضاء (۵۳۸۰)ء والترمذي 
في الزهد (۲۳۹۱)- من حديث أبي هريرة 80. 


ا عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 

وني حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة. قال أحدهم: «اللهم إنه كانت 
لي ابنة عم» وكانت من أحب الناس إلي» فراودتها عن نفسها فامتنعت: فألمت بها سنة 
فجاءت إلي لأعطيها شيئًا من المال» وتخلى بيني وبين نفسهاء فلا جلست بين رجليها 
قالت: اتو تق الله ولا تفض ا حاتم إلا بحقه. فقمت وت ركت ها ما أعطيتها. اللهم إن كنت 
فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه» ا حدیٹ!''. 

وإنما كان الصبر عن معصية الله في المرتبة الثانية» لآنه لا عمل فيه بل هو كف فقط. 
حو ااام رين تو یٹ لص E‏ لحرن ور رہ یت 
المعصية والفاحشة ومن أعظم الصابرين عن المعصية والفاحشة يوسف ال فقد ابتلي 
بذلك فصيرء فصر ف الله عنه السوء والفحشاء. 

الثالث: الصبر على أقدار الله المؤلمة» کیا في حديث أسامة بن زيد 4 أنه لما أرسلت 
إليه ية إحدى بناته تخبره أن صبيا ها في الموت» قال: «مرها فلتصير وتحتسب)0). 

یی سوس 

قال تعالى: وکر سبرب ا الد دا أُصبتهُم مُصِيبَة قالوا نا يه ونا رتجعون 2 
وكيك عَلہمْ صَلوَتٌ ين ريم وََحَمَة اهک ہد 7 





۵ 


ون # [البقرة: ٥‏ ١-لاه١].‏ 

وقال ي قال الله كبْكَ: «ما 58 ع إذا قبضت صفيه من آهل الدنیا ثم 
احتسبه إلا الحنة)۳(۷. 

وني حديث المرأة التي تصرع وتتكشف لا قالت يا رسول الله ادع الله لي قال مَكِ: 
(إن شئت صبرت ولك الجنة» وإن شئت دعوت الله لك فقالت: بل أصبرء ولكن ادع 
الله لي ألا أتكشف. فدعا الله لما أن لا تتکشف۶۶۸۷. 

وإنما كان الصبر على أقدار الله في المرتبة الثالثة لأنه لا اختيار للإنسان في دفع 


)١(‏ أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (5764 ۳) ومسلم في الذكر والدعاء -)۲۷٤۳(‏ من حديث ابن عمر رضي 
الله عنهما. 

(۲) أخرجه البخاري في الجنائز :)١7/85(‏ ومسلم في ا جنائز (977), والنسائي في الجنائز .)١1854(‏ 

(۳) أخرجه البخاري في الرقاق -)١٦٦ ٤(‏ من حديث أبي هريرة طه. 

)٤(‏ أخرجه البخاري في المرضى (0507), ومسلم في البر والصلة والآداب -)۲٥۷٢(‏ من حديث ابن ¿ عباس - رضي 
الله عنه|. 


سورة البقرة: الآيات: ٦٤ - ٤٤‏ 


ا۷ا سے 





القدر» وهو نافذء صبر الإنسان أو لم یصبرہ والجزع لا يرفع المقدور إذا وقع. 

أتصبر للبلوى رجاء وحسبة 0 فتؤجرأم تسلو سلوالبهائه() 
ومنه صبر نبينا محمد على ما ناله من قومه من الأذى وكذا غيره من الأنبياء عليهم 

السلام» ومنه صبر يوسف ال على ما فعل إخوته به» وصبر يوب اكك على المرض» 

قال تعالی: اتا مده ضارا الب لِد اوت © [ص: .]٠٤‏ 


٠. 
سے‎ 


ر راص ہر صر ور م 


والدنياء قال تعالى: # وحعلتا متهم يمه هدوت پآمرنا لما صبروا © [السجدة: 4؟]» وقال 
تعا ى : وتم ت کلمت ريك لی عل بن اسر یل يِمَا صَبَرُوأ 4 [الأعراف: ۱۳۷]ء وقال تعالى : 


سے صذ ر 


لن الہ مع اسرب # [البقرة: ۴٥٥]ء‏ وقال تعالى: لاص ر ِنَالََقبَة لِلْمتَقِيرت 4 [مود: .]٥٤‏ 
وقال يل «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزا'" وقال كَل «وأن 
النصر مع الصر»". 
#وَاَلصَلَوْوَ 4 أي: واستعینوا بالصلاة فرضها ونفلهاء فهي أعظم العبادات وعمود 
الإسلام وقاعدته التي تدور عليها رحاه» وأعظم أسباب العون على أمور الدين والدنياء 
والتوفيق لأداء الواجبات من حقوق الله وحقوق الخلق» والبعد عن المنهيات» وحصول 


سے 


الرزق» والنصر والثبات في الأمر وقبول الأعمال وغبر ذلك» قال تعالى: ٭ اتل ما أو 


یک یک آلکتپ ويم الصاو إرك الکو نی عن الحا وَالْسَكرٍ 4 [العنكبوت: 
٥.ء‏ 

وقال تعالى: ل ماهد بالك اؤوراصطب علا لا ملف ردقا کن رفک والعنقبة لو 4 
اطه: ۲٦1۱ء‏ وقال تعالی: انض آله من یتر لک آله قوی عرد © الین إن 
مهم في الا اموأ الصو وياڌو اڙڪه مروا بالمعروفٍ وهو عن الششکر > 


[الحج: 5٠‏ رہہ 


)١(‏ البیت ينسب لأبي تمام. انظر: (الصناعتین) ص۲۱۲. 
(۲) أخرجه مسلم في القدر (٢٦٦۲)ء‏ وابن ماجه في المقدمة (۷۹)- من حدیث أبي هريرة ضقك. 
(۳) أخرجه أحمد (۱/ ۰۲۹۳ ۳۰۳ ۳۰۷)- من حديث أبن عباس رضى الله عنهما. 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن؛ ج٢‏ 





۷۷ > 


وكان اة يوم بدر يصلي في العريش» ويناشد ربه النصر('ء وعن حذيفة يك قال: 
١کان‏ رسول الله وة إذا حزبه أمر صلى 0(" . 

وكان ب يقول: «يا بلال أقم الصلاة أرحنا بہا۲۳(۷. 

ولسان حال كثير من المسلمين اليوم يقول: أرحنا من الصلاة- نسأل الله الحداية 
والتوفيق. 

ولا أخبر ابن عباس رضي الله عنھم| وهو في سفر بموت أخيه «قثم» استرجع» ثم 
تنحى عن الطريق» فأناخ فصل ركعتين» أطال فيه ا لجلوس» ثم قام یمشی إلى راحلته 
وهو يقول: ف وس تَا اضر و لصَلو لكي لاع شين 04). 

قال ابن تيمية: في «السياسة الشرعية)(*2: «وأعظم عون لولي الأمر خاصة» ولغيره 
عامة ثلاثة أمور: أحدها الإخلاص لله والتوكل عليه بالدعاء وغيره» وأصل ذلك 
الحافظة على الصلاة بالقلب والبدنء والثاني: الإحسان إلى الخلق بالنفع وا ال الذي 
هو الزكاة» والثالث: الصبر على الأذى من الخلق وغيره من النوائب». 

إا يلاوي الواو: حاليةء أي: وا حال إنها لكبيرة. 

والضمير في قوله: #وَإِئَّهَا 4 يعود إلى الصلاة لأنها أقرب مذكورء أي: إن الصلاة 
لكبيرة إلا على الخناشعين. 

ويجوز عوده إلى المصدر المفهوم من قوله #وَاسْتَعِينواً * وهي الاستعانة» أي: وإن 
الاستعانة بالصبر والصلاة لكبيرة إلا على الخاشعين. وقيل: يرجع إلى المأمورات من 
قوله: #أَذْكرُوأ می € إلى قوله: وت نوا بالصَبْرِ الصا » . 

لكيه 4 أي: لثقيلة صعبة شاقة» کما قال تعالى في تحويل القبلة: #وَإِن كَانتْ لكيه 


)١(‏ أخرجه البخاري في الجهاد (۲۹۱۰)ء ومسلم في الجهاد- الإمداد بالملائكة في غزوة بدر (۱۷۹۸۳)- من حديث 
ابن عباس رضي الله عنھما. 

(؟) أخرجه أبو داود في الصلاة (۱۳۱۹). 

(۳) أخرجه أبو داود في الأدب -)٤۹۸٥(‏ من حديث سال بن أبي الجعد عن رجل . 

.)٦٦٦ /۱( أخرجه الطبري في «جامع البيان»‎ )٤( 

.)۳۸۱/۲۸( انظر: «مجموع الفتاوى»‎ )٥( 


سورة البغرة: الآبات: 2:15 


۷] = 
إل عل الب هَدَى آله € [البقرة: ١٤١]ء‏ وقال تعا ی: # وان کان کبرعليك عليك إِعرَاضَہَمٌ © [الأنعام: »]۳١‏ 
أي: شق عليك» وقال تعالى: # کار عل اَلْمُمْرِكِينَ مَانَدَهُوَهُمٌ الد 4 [الشورى: 17]. 

طالَاعَأَا من 4 «إلا): أداة حصر. 

لشو 4 «جمع خاشع»» والخشوع الذل والخضوع لله كَبَد. 

أي: وإن الصلاة أو الاستعانة بالصبر والصلاة لصعبة ثقيلة شاقةء لا تخف ولا 
تسهل إلا على ال خاشعین الذليلين الخاضعين لله ك خوفًا من عقابه ورجاء في ثوابه. 

أي: أن الصلاة وأداءها والقيام بها کم| شرعها الله أمر ثقيل وصعب شاق إلا على 
من وفقه الله لتعظيم الخالق والذل والخضوع له. 

وأيضًا: الاستعانة بالصبر والصلاة أمر ثقيل وصعب وشاق إلا على من وفقه الله 
لتعظيم الخالق والذل والخضوع له» وهذا كا قال يك لم قال له معاذ 44: أخبرني بعمل 
يدخلني ا حنةء ويباعدني عن النار قال: «لقد سألت عن عظیم؛ وإنه ليسير على من 
يسره الله عليه» تعبد الله لا تشرك به شيئاء وتقيم الصلاةء وتؤتي الزكاة...» الحديث'. 

قال ابن القیم''': «فإن) كبرت على غير هؤلاء لخلو قلومهم من محبة الله تعالى 
وتكبيره وتعظيمه والخشوع له وقلة رغبتهم فيه» فان حضور العبد في الصلاة وخشوعه 
فيها وتكميله ها واستفراغه وسعه في إقامتها وإتمامھا على قدر رغبته في الله». 

قوله تعالی: لال یشون کہم مو ريو امم يعون ©)). 

قوله: #ألْدِينَ يَظنُونَ اَتہُم مُلَُوأرَيهِمْ ۹ء ا حملة فی محل جر صفة ل لوين 4. 

ومعنى: #يَظنُونَ 4 أي: يتيقنون ويعلمونء والظن يأتي كثيرًا في القرآن بمعنی 
اليقين والعلم» کما قال تعالی: #وطنوأ أن لا مك ام او الال 4 [التوبة: ۱۱۸]ء أي: تیقنوا 





أن لا ملجاً من الله إلا إليه. 
وقال تعالی: # ورا الْمجرمون النار فظنوا َم مُوَاتَعُوهَا 4 [الكهف: ٥٤٥]ء‏ أي: تیقنوا 


)١(‏ أخرجه الترمذي في الإيمان (٢٦٦۲)ء‏ وابن ماجه في الفتن (۳۹۷۳)ء وقال الترمذي: (حدیث حسن صحيح). 
)٢(‏ انظر «بدائع التفسم 7/104 .)"١5‏ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





|۱۷١ 


وقال تعا ی: إن طَثُ أن ملق حِسَاِيَةَ 4 [الحاقة: »]7١‏ أي: تيقنت وعلمت. 

وعن أبي هريرة ذه أن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: «ألم أكرمك وأسودك 
وأزوجك» وأسخر لك الخيل والإبل» وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى» قال: فيقول 
أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لاء فيقول: فإني أنساك كما نسيتني)20. 

وإطلاق الظن على اليقين في كلام العرب كثير جدًا. 

قال دريد بن الصمة: 
فقلت لهم ظتوابألفي مدجج شسراتمههفيالفارسيٌ المسرّد) 

يعني: تیقنوا ألفي مدجج يأتونكم. 

وقال الاآخر: 
بأنتغتزواقومي وأقعد فيكم 2 وأجعل مني الظن غيبًا مرج 

7ء تم ملعا ريم 4 أي: أنہم سيلقون رہہم ويقابلونه» ويحشرون إليه ويعرضون 
عليه» وفي هذا إثبات ا لمعاد وملاقاة الله وَبْكَ؛ لآن الله امتدحهم بتيقنهم ملاقاته ِء وفيه 


خر وو کے رگ 
دليل على إثبات رؤية المؤمنين لربهم كك يوم القيامة» کما قال تعالى: وج براض © 
8ہ [Yr YY‏ 
لآم ال رَجِمُونَ ‏ أي: وأنهم إليه وحدہ راجعون وصائرون في جميع أمورهم في 


حا وبعد مماتهم» وبعد بعثهم وقيامهم لله رب العالمين» کم قال تعالى: وله ر 
الْش کلپ مود: »]15٠‏ وقال تعالى: ولل اک حع اش 4 [البقرة: 055٠١‏ وقال تعالى : 
: : أده اڑا لور 4 [الشورى: ٥٥]ء‏ وقال تعا ی: يوم يفوم الاس لرتَآلْمْلمِينَ 4 [المطففين: .]٦‏ 

ہمیق رر ید ہس بس چا وال ایا ھا ييا ونه 
كما قال تعالى: لتا اہم ام إن ليما حسام © [الغاشية: .]٦٢ ٢٢‏ 


ولهذا حملهم يقينهم بملاقاة ربهم ورجوعهم إليه على خوف الله کل وخشيته 


.)5974( أخرجه مسلم في الزهد والرقائق‎ )١( 
انظر (جامع البيان» (۱/ ٦٦٦)ء «الأضداد» لابن الأنباري (۱۲))ء لسان العرب- مادة «ظن».‎ )٢( 
.)07 /۱( النقائض‎ )۱١( البيت لعميرة بن طارق» انظر «جامع البيان» (۱/ 4 «الأضداد» ص‎ ( 


سورة البقرة: الآيات: 414 ٦٤‏ 





5 
ومراقبته» والذل والخضوع له والانطراح بين يديه؛ رجاءً لثوابه وخوفاً من عقابه 
وخفف عليهم ذلك فعل الطاعات» ومنعهم من اقتراف السيئات» ومنحهم التسلي في 
المصيبات» ونفس عنهم الكربات» وفي هذا تعريض بالثناء على المؤمنين» وحث لبني 
إسرائيل على الاقتداء بهم 
الفوائد والأحكام: 

-١‏ الإنكار على بني إسرائيل وتقريعهم وتوبيخهم على أمرهم الناس بالبر ونسيان 
أنفسهم» مع علمهم بوجوب امتثال ما يأمرون به» وقيام الحجة عليهم بذلك؛ 
لقوله تعالى: ساوسو شك وَأ تار التب 4. 

- الإنكار على من يأمر الناس بالبر وينسى نفسه. وأن من فعل ذلك مع العلم ففيه 
شبه من اليهود» وأن المسؤولية على العلاء أعظم من غيرهم. 

- جهل بني إسرائيل وحمقهم وسفههم حيث يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم؛ 
لقوله تعالى: #أَقلا تمَقَُونَ 4 وهكذا يكون حكم من سلك طريقهم 

-٤‏ الإرشاد إلى الاستعانة على أمور الدين والدنيا بالصبر والصلاة؛ لقوله تعالى: 
#وَاسْيَعيِنُوأ بالصَبْرٍ والصَلَوْوَ 4. 

-٥‏ فضل الصبر والحث على الاستعانة به على أمور الدين والدنيا؛ لقوله تعالى: 
متا صر 4. 

-٦‏ عظم أثر الصلاة في حياة ال مسلمء وأنہا من أعظم ما يعين على أمر الدين والدنيا؛ 
لقوله تعا ی: #وَالصَلوْوَ . 

۷ إن الصلاة لكبيرة شاقةء وكذا الاستعانة بالصبر والصلاة. إلا على ا خاشعین الذین 
یوقنون بملاقاة رهم ورجوعهم إليه» فهي سهلة يسيرة عليهم؛ لقوله تعالى: 
وكل من الصبر والصلاة واجب؛ وهذا قرن الله بين الصبر والصلاة في أكثر من 
خمسين موضعا في القرآن الكريم. 

۸- الترغيب في الخشوع والذل وا خضوع لله تعالى بالقلب والجوارح» وأن من كان لله 
أخشع كان له أطوع. 





عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 
ک”ے 707١|‏ سسب = 


۹- أن من صفات المؤمنين المستعينين بالصبر والصلاة يقينهم بملاقاة رهم ورجوعهم 
إليه ما يحملهم على ا خوف من الله ومراقبته والحياء منه» ويسهل عليهم القيام 
بالأعمال الصالحة؛ رجاءً في ثوابه» وخوفاً من عقابه؛ لقوله تعالى: #الَذِنَ يطو 
اہم مو ریم وم لع رجو )). 

۰- إثبات ملاقاة المؤمنين لله تعالى ورؤيتهم له يوم القيامة؛ لقوله تعالی: #أتَّهم موا 
زیم . 

-١‏ امتداح الله كك للخاشعين والثناء عليهم» وتشريفهم بإضافة اسمه إلى ضميرهم 
في قوله: #رَبَهِمْ #» وإثبات ربوبية الله تعالى الخاصة هم. 

-٦۲‏ إثبات القيامة ولقاء الله والرجوع إليه. 


A2 ۹ ۹ 


سورة البقرة: الآيات: ٣۷‏ - 7ه 


= 
قال الله تعالى: یج ی إن ویک اکرو نمی لیت لیر وای صل الاين )راكوا 


م ا زی کش عن كذ کا و1 سیر رر ران نو )واد 
يڪم ين کال رڪون تووگ سوه عاي ہف کے و ون ا سیون سای فلكم 
بلا من ريک عَظم O‏ رقنا پک 0 4 وع تا ءال ون 7 
تظردة )ورذ وعدم موك أربو له كم اَم لجل من بیو وام تم موت ا عقونا 
نکم یبند دك گم فكو (4)5. 

قوله تعالى: يب إِسَرَِ يل آذ روا يعم ىَأَلَىَ اعت عَلیگر 4 سبق الكلام عليه 

وأعيد خطاہہم كا سبق بطريق النداء للعناية والاهتام» وفيه تأكيد لوجوب ذكر 
نعمه ك وشكره. 

لوان صل لالم 4 

معطوف على (نعمتي) ای واذكروا تفضيل إياكم على العالمين» وهو من عطف 
الخاص على العام؛ لأن التفضيل من أعظم نعم الله عليهم. 

والمعنى: جعلتكم أفضل العا مین في زمانكم» قال تعالى: ٭ ومد آخترتهم عل لم 


Et‏ سج ساد م2 


عل الْعْلْمِيَ ٭ [الدحان:۳۲]» وقال تعا ی: # ود قال موس قود بل انتوفي اذ کا E‏ 
کہ إ 2 جعل فيكم 2 0 + وجملکم ملوکا وَءَاتنکم ما لم يوت حد امن اَلْعلنَ ٭٭ [المائدة: .]٢٢‏ 

وفالْعَلِینَ 4 جمع «عا» بفتح اللام ب وت سمش 
المخلوقات, عالم الملاتكة» وعالم الإنس» وعا م ا جن وعا م الحيوان» وعالم النبات» وعالم 
الاد وغير ذلك من المخلوقات» وهو مشتق من العلامة؛ لأن كل ما في الكون من 
المخلوقات علامة على وجود الخالق العظيم» وهو الله كك وعلى كاله في ربوبيته 
وألوهيته» وأسمائه وصفاته. 

والمراد ب «العالمين» في الآية كا سبقت الإشارة عالمو زمانهم» وذلك؛ لأن بني 
إسرائيل في ذلك الوقت هم أهل الإیمان والصلاح 0 في الأرضء كما قال 
تعال: ¥ مد مہ ساب تبیہ EE‏ ایت 4 
[الأنبياء: »]٠١©‏ وقال تعا ی: ٭* قال مو 7 أ تروع فامتں 5 


مھ سے حم ما رم ے 
تهت من ا EEA‏ ت [الأعراف: ۱۲۸]. 
2 ص 0 


می 





3 


اع 


اس 
٠‏ 


سے 


ر 


ےا 


١ 


ص 


ا 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





د ۱۷۸ 


لكنهم صاروا بعد ذلك أحقر الخلق وأشرهم بعد أن لعنهم الله وغضب عليهم 
بسبب کتم|نہم الحق» ونبذ كتاب الله وراء ظهورهم., وتحريفهم كلام الله ونقضهم 
المیثاقء وكفرهم بآيات الله» وقتلهم الأنبياء بغير حق» واشتراتهم بآيات الله ثمتا 


کر ر خی 7 


کت واعتدائهم» كما قال تعالى: #وَإِذْ أَحَذَ لَه مى الین أوثوا التب 


دیس 


کسی مرو 2 روصمو سے ہم 7ے 0 > l2‏ ہم یھ 
تنه لِلتاسِ ولا تککتمونه, قشبد وه و راء ظُهُورِهِمٌ وا شرا يو مسا تلاك و فشی ما برورے ٭ 


ال عمرآن: ۱۸۷]. 


ا نکیا سرح رس سر کی 
وقال تول ما خ2 فهر وَكُفْرهِم بات ت آله وقئلهم الا ياء غير حق وفولهم 

ئى يگ 4 دہ دی وقال تعالى: ٭ ما 

سے E,‏ لی ا ات ناو 7 او یا رفوت أأحكير عن مَواضِعهة صِعه۔ و 


ر گر 


5 ڈرال تقلع کو 7 تمالا ليا َنم € [المائدة: ۳. 


4-2 سے سے سر سے سے سن ترو 


وقال تعالى: صص ۶۶ت وعو۱ علو وجعل منهم 


وج ررس لص ارس له ل ل لص ل 


لْقَدَه ولكَازِرَ وعد ات الیک مر کا وال عن سول لبيل 4 [المائدة: ]٠٦‏ وقال تعالى: 


# لے الك قروا پک - مرا یل علد لسانِ داوید وعسی أبن کت لم اعت ا 
م سے سا سر ار م سا سرے ر “2ھ سے ہرم ہے م 0 
کاو شی دی وت ت عن منحكر فعلوه لاس ما كاوأ 


مرح سے ار 


ممعلوت ٭ [المائدة ۷۸ ۷۹]. 
وقال تعا ی: #وضربت کے کت دلت باهم اوا یکفروں . َ بكَايَنتٍ الله ونون 


اي برح وا کا بوڈ 4 تر ۰۱ا وقال تمال: شر رت عم اللہ 
ان ما مُقعُوأ الا بحبل ون الله وبل رم حصب ن الله وَضَرِبب عَلهم لمت کنة للكت 
پا تم کانوا یکفروں بعابلتِ الله ویقتلوں الايا ہت َلك ہما عصواً وَكانوأ عدون 4 [آل 
عمران: .]۱١۲‏ 

وقال تعال: ا اَی مرون ال الكت وَالْتْركيف رجه ری فما أك ف 
رأة 4 [الینة: 1]. 

بر الأمم على الإطلاق أمة محمد بی کا قال تعالى: < َم حير اَمَو جت 

۱ 


ٍ و 


سرو پر صر و سے سے سے حر 2 ۔ کت سک ص 1 7 
للئاس تام ود بالمغروفي وکٹھورے ڪن المدحكر ونومون باه ولو ءَامرے آهل اڪ تب 


سورة البقرة: اللآيات: لاغ ۲ه 





۷۹ک 


لكان حيرا ہم € [أل عمران: ۱۱۰]. 

وقال ية انحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب قبلنا)(1) 
وعن معاوية بن حيدة القشيري اه قال: قال رسول الله كي «أنتم توفون سبعين أمة 
أنتم خيرها وأكرمها على الله . 

قوله تعال: < ائھ یما ا تی تش عن گذیں كفل متها مواد مهاعد 

ولاهم ينصرونَ © . 

ہے یی ا ری ب ‏ وس بی و 

قوله: # وا تو رما لا ری مس عن تميس سینا 4 معطوف على ما قبله» من عطف 
التحذير على التذكير بالنعمة. وخاصة نعمة تفضيلهم على العالمين؛ لعل" يغتروا بأنه 
جرثیستی سی ہبوت رت 

قوله: # واتقوأ نوما تقوى الشیء في اللغة: أخذ الوقاية منه» و«يومًا» منصوب مفعول 

ل «اتقوا» ونكر للتعظیم؛ أي: اتقوا يومًا عظيًا ثقيلا عسيرا قمطريرا وهو يوم القیامة کما 

قال تعالى: لھا اش انعا سم إك ‏ زا ةبت عظِيمٌ آن) بوم تَرَوْٹھا 
قل ےت و ےن اٹ وضع ا دات ي حمل مَلھاوتری انا نکی وما 
هم يسكدرئ لکن عذاب أله سدید 4 [الحج: ٠ء‏ وقال تعالى: افون وما تتَقَلَبُ فيه 
الْقَلُومت وَالْكَبْصنرُ 4 [النور: ۳۷]ء وقال تعا ی: کف تقون إن كفرح و ما حمل الولدانَ ييا 4 
[المزمل: ۱۷]. 

وقال تعال ی: ما ويَافون یَومَاکانَ شَرّھ مُسْتَطِيرا € [الإنسان:۷]» وقال تعا ی: # انا خخاف من ربا یم 
عَبوسَا طا € [الإنسان: »]٠١‏ وقال تعالى: #ویدرون وراءهم یوما تيلا 4 [الإنسان: ۲۷]. 

والمعنى: اتخذوا وقاية من يوم القيامة وأهواله وعذابه بفعل ما أمركم الله به وترك 


)١(‏ أخرجه البخاري في الجمعة (۸۷۲)ء ومسلم في الجمعة (٥۸۵)ء‏ والنسائي في الجمعة /1771)- من حديث أبي 
هريرة 46 

(۲) أخرجه الترمذي في تفسير سورة آل عمران »)۳٠١(‏ وابن ماجه في الزهد صفة أمة محمد بل (۲۸۸٦)ء‏ وقال 
الترمذي: «حديث حسن). 


عون الرحمن فی تفسير القرآن, ح٢‏ 
د :11 3 
ما نہاکم عنه» کا قال تعالى: لواتفی یوما موب فید ِل لَه کم توؤں کل يي نَا ست 
وهم لا يِظلمُونٌ 4 [البقرة: .]۲۸١‏ 

جع وق ےر e‏ ردي 1 5 کرت 5 ۰ سے ا ب : 
نفس لنفس نفعًا في ذلك الیومء ولا تدفع عنها ضرٌاء کما قال تعالى: # وم لا تملك نفس 


» 
لب ہے سر قزر کی دولر . 


جا کے م 5 کے َ‫ سے c.1‏ 7 
لنفين شيا وا لامر ومين یلو4 [الانفطار: ۱۹]ء وقال تعا ی: من قبل أن یاق يوم لا بیع فِيهِ ولا 





جے ر ہ۔ سے جو کے 
2 کے سے سے عم 7 1ک سے سر تر ہ۶ 2 
له ولا شفاعة 4 [البقرة: ٢٤٥]ء‏ وقال تعا ی: تل بيع فِيهِ ولا خلل * [إبراهيم: ۱ء وقال 


تعالى: 9 وتایہا الناس اتقو رکم وسوا وما بجری واد عن ولو ولا مولود هو جا ڪن والدوء 
شيا 4 [لقمان: ٣۴ء‏ وقال تعا ی: لا ولا زر وازڈوند أَخرَیَ وَإن ذم مُنْقَلةُإِ جلها لا ليه 
سىء ولو کان دا رق € [فاطر: ۱۸]. 

و «نفس»: نكرة في سياق النفي فیفید العموم» أي: لا تجزي نفس أيّا كانت ولو 
كانت من أنفس الأنبياء وا مرسلین والصا حين #عن تی € ا كانت؛ وہٰذا نادى گلا 
حين أنزل الله عليه # وَأنَذِر عشییک الأفرييت 5 [الشعراء: :]۲٠١‏ «يا عباس عم رسول الله 
ية اشتر نفسك لا أغني عنك من الله شيئاء يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من 
الله شيئاء ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي لا أغني عنك من الله شينًا»21. 


وحتى لو كان أقرب الأقربين» کا قال تعالی: #وَْحْمَوأيَومًا لا جزى والدعن ولدِه. ولا 


ہو ور س 7 01 ہے ع عام مور و ے 5 رن | ست Ry‏ 
مولود هو جاز عن وَالِدِوء سينا 4 [لقمان: 7]» وقال تعالى: یوم راء بن اخ راہ وای لزا 
برع 2 رص رص ص دوي ہے نے ےا روم 7 75 1 2 7 
وحیدہ ويه )لکل أنري متهم ومین صا يفني (عیس: 4"- ۳۷]» وقال تعا ی: # فَإِذَا ْم في 

ا ےر سر س وروی م سر کے صررسم 


الصور فلا انساب بهم ومین ولا یدسا لور 4 [المؤمنون: .]٠١١‏ 
وقوله لَیِكًا 4 أيضًا نكرة في سياق النفي» فتعم أيّ شی ء کان مهما قل أو كثر. 
وهذا بخلاف ما عليه ا حال في الدنيا فإن الناس يتناصرون ويتعاونون» وربا 
تناصروا على الباطل» قال الشاعر: 


)١(‏ أخرجه البخاري في الوصايا (۳١۲۷)ء‏ ومسلم في الإيهان (٢۲۰)ء‏ والنسائي في الوصايا (7”7147) ومن حديث 


أبي هريرة طله. 


سورة البقرة: الآيات: ۷٣۔٥٥‏ 





= 7٦ 

أخاك أخاكإن من لاأخاله كساع إلى الیھجسا بسدون سلا (1) 
وقال الآخر: 

ومسا ض رتا انا قلیسل وجارنا عزیسز وجسار الاکۂ ين ذل 50 
وقال الآخر: 


لو كنت من مازن لم تستبح إسلی ‏ بنوا الشقیقة من ذهل بن شیبان''' 

ولكن في ذلك اليوم هيهات» هيهات أن يجزي أحد عن أحد شيئًا. 

ولا قبل مها سَّمعَة 4 قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بالتاء «ولا تقبل» وقرأ 
الباقون بالياء وَلَابْقبَل 4 أي: لا تقبل من نفس عن نفس شفاعة» فلا أحد يشفع لأحد 
في ذلك اليوم» إلا بإذن الله للشافع» ورضاه عن المشفوع له. 

والشفاعة: التوسط والسعي للغير بجلب النفع له أو دفع الضر عنه» مأخوذة من 
الشفعء ضد الوتر؛ لان المشفوع له صار بانضمام الشافع إليه شفعًا بعد أن كان وترًا. 

فشفاعته بي لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة من جلب النفع» وشفاعته 4يا فيمن 
دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها من دفع الضر. 

ففي يوم القيامة لا يقبل من نفس عن نفس شفاعةء ولا تنفعها شفاعة» کم قال 
تعالى في الآية الأخرى: لول تَمَعَهَاسََعَةٌ € [البقرة: ١۱۲]ء‏ وقال تعالى: #ثَما لمعه شَمَعة 
ألشَيفْعِينَ # [المدثر: .]٥:۸‏ 

وقال أهل النار فيه| ذكر الله تعالى عنهم: فما ین شفع ولا صربق € [الشعراء: 


ےر کل صح۔ 


لد ٠ء‏ وقال تعا ی: لما دوين مِنَ كيو ولا سَع یمم 4 [غافر: 11۸. 


يالب ص 


فالشفاعة لا تقبل من هو ليس أهلا للشفاعة» کم أا لا تنفع من ليس هو أهلا 
ها- هذه هي الشفاعة المنفية في الآيتين. 
أما إذا كان الشافع أهلًا للشفاعة وكان المشفوع له أهلا لذلك فهذا خصوص من 


() البيت لمسكين الدارمي. انظر: «دیوانه» ص۲۹. 

(۲) البيت للسموأل. انظر: «ديوانه) ص ۹۰. 

( البيت ينسب للعنبري» كما في السان العرب» مادة (لقط)» وينسب لقريط بن أنيف» كا في «خزانة الأدب) 
۷٤ء‏ واشرح شواهد المغني) 8/١‏ ". 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


د AI‏ 
الآية بدلالة الکتاب والسنة على ذلك» كما قال تعالی: من دا ای وَْمَعْ عِندہ: إل 
َيِه 4 [البقرة: ٢٥۲]ء‏ وقال تعالى: لما ین سَّفِيعإِلَامِنْ بَعَدِ إِذْيء 4 [يونس: ۴]ء وقال تعا ی: 
ولا متتو إلا لمن اربص € [الأنبياء: ۲۸]ء وقال تعا ی: # لا يَمَلِكونَ | ہت 
عِند اليْمَیَْعَهدا # مریم: ۸۷]. 

فیشفع الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويشفع المؤمنون بعضهم لبعض. 

عن أبي هريرة ظ4 قال: قال رسول الله له پا «لكل : نبي دعوة مستجابة فتعجل كل 
نبي دعوته» وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة إن شاء الله من 
مات من أمتي لا يشرك بالله شيا“ وقال يك «وأعطيت الشفاعة»"“. 

وفي حديث الشفاعة يوم القيامة: أن الناس يأتون إليه بيه «فيقول: أنا ها فيسجد 
تحت العرش فيقال له: يا محمد ارفع رأسك» وسل تعطء واشفع تشفع )(۳'. 

#ولا بُفْحَذُ متها عَدَلُ * أي: ولا يؤخذ من أي نفس #عَذْلُ * أي: فداء وعوض 
يعدل به عن العذاب» کما قال تعالی: #وّإن تَخَرِلْ ڪل عَدَلٍ لا يُؤْحَذَْ نهآ 4 [الأنعام: ۷ء 
وقال تعا ی: ٭ إِنَّ لذن كوأ ومانوا وهم کقار فلن یل من أحَد هم َل الْذَرْض دبا ولو 


ير ص٦‏ م 


قد بو € [آل عمران: »]4١‏ وقال تعالى: # ل الد حكفروا او اک لهم ماف الْأَرْضٍ جیما 
ول مه یدوا پو من عذاب وم الْعَيمَةَ ما قبل م نهم وشم عَدَ عَدَابٌ الي € [المائدة: ٣٥]ء‏ 
وقال تعا ی: ٭ وَلَرَآنَلِاُزہے ظلموا ماف رض ياوه مع لافندوا یو۔ین سوہ اْعلاپ يوم 
مد4 [الزمر: 41]» وقال تعالی: # الوم لالْوَحَد و تک وذية وَلَامن الد كوأ ک4 [الحديد: .]۱٢‏ 
#وَلَاهم يُنصَرُونَ 4 قدم المسند إليه؛ تأكيدًا وتحقیقا لانتفاء نصرهم» إضافة لنفي الفعل 
وإسناده للمجهول» أي: ولا أحد ينصرهم ويمنعهم من عذاب الله ويدفعه عنھم؛ لا 





)١(‏ أخرجه مسلم نی الإیمان (۱۹۹)ء والترمذي في الدعوات (٣٣٦۳)ء‏ وابن ماجه في الزهد (۳۰۷٣٦)ء‏ وأخرجه 
البخاري مختصرا في الدعوات .)57١5(‏ 

(۲) أخرجه البخاري في التيمم (٥۳۳)ء‏ ومسلم في المساجد ومواضع الصلاة (271).والنسائي في الغسل والتيمم 
)٤۳۲(‏ من حديث جابر ه. 

(۳) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٤۳۳)ء‏ ومسلم في الإیمان »)١45(‏ والترمذي في صفة القيامة (7575) من 
حديث ابي هريرة طه. 


سورة البقرة: الآيات: ٥٥ - ٦۷‏ 





۸۲ = 
من أنفسهمء ولا من غيرهم» کا قال تعا ی: ما لک کا ناو ریا بل ہام متنا 4 
[الصافات: ٢۲ء .]۲٦٢‏ 

وجاء الكلام في قوله #وَلَاهم يُنصَرُونَ 4 بصيغة الجمع مع أن مرجعه في السياق مفرد 
باعتبار المعنى» فمعنى لا رى تس عن تفي © أي: لا تجزي نفس یا كانت عن نفس أي 
كانت» إضافة إلى ما في ذلك من مراعاة فواصل الآيات. 

فلا نجاة من أهوال ذلك اليوم وعذابه إلا بتقوى الله بفعل ما أمر الله به واجتناب 
ما نہی عنه» ولا ملجأ ولا منجا من الله إلا إليه. 

فلا نفس تغني عن نفس شيئَاء ولا تشفع اء ولا عدل يؤخذ منها وفدية» مقابل 
الخلاص ولا أحد ينصرهم. ما يوجب التعلق بالله وحده والفرار إليه دون سواه 

قوله تعا ی: #وَإِدْ نیلم مِن ءال فرعون یسومونکم سو العتابِ يد حون انتک 
وستحیوں اهک وف دَلکم يلين تیگ عَظِيم ر12 . 

هذا من نعمة الله تعالى على بني إسرائيل يذكرهم عز وجل بها؛ ليشكروه عليهاء 
وهي إنجاؤهم من آل فرعون؛ لن النعمة على أسلافهم وآبائهم نعمة عليهم» والنعم 
منها ما هو جلب نعم محضء ومنها ما هو دفع نقم» کا قال تعالى في سورة الأعراف: 
© ولد إذ بتكم ين ءال فُرعورے سوم ڪه سن اليداب يلون اک وسور 
اک وف تلم با من نیکم عَلي € [الآية: ۱:. 

قوله: #وَإِذ بتکم ین ءَالٍ کت أي: واذکروا إذا أنجيناكم» أي: حين 
أنقذناكم وخلصناكم بصحبة موسى | اقنلا من آل فرعون» كما قال تعالی في سورة 
إبراھیم: #وإِد قال موس لِعَوْمِهِ آذکروا نع مه اللہ يڪم ا ایل کم ين ءال فرعت 
ٹوک سو العلاپ ويد ورت لا وس کیو مک رق کلک پان 
ررم عي 4 [الآية: ٦ا.‏ 

وقوله ين ءال فِرَعَوْنَ 4 أي : من فرعون وملائه وجنوده» وافرعون) ملك مصر 
الذي ادعى الربوبية والألوهية في عهد موسى ال 

ليسوموتك سوه الْمَربٍ» حال» أي: حال كونهم يسومونكم سوء العذاب» أو 
مستأنفة. أي: وكانوا يسومونكم سوء العذاب» أي: يذيقونكم ويولونكم سوء العذاب 


عون الرحمن فى تفسير اثقرآن؛ ہ٢‏ 
=1 : [ 
ویذلونکم» يقال: سامه خسقا إذا أذله واحتقره. 


م ر 
لم سر سے 


7 موہ الو سی ہی وج لبلا 

ید عون أبناه ذ: ويون اهک > بیان وتفسير لقوله: #سوه سو الَعدَاب ک4 
وفي سورة إبراهيم: #سوموتك سوء العذاب ودورت 50 2 نڪ 4 
[الایة: ]٦‏ بعطف و يدون 4 عطقا للخاص على العام. 

قوله يدون © بالتشدید یپ ود شس بی من بني إسرائيل» 
وتشديدهم في ذبحهم. و الآية اف 26 بح أبسَآءهُمٌ وسٹتی۔ سَاءَهُمٌ ٭ [القصص: 
٤اء‏ وني سورة الأعراف: کرت م 4 دا ۱ والتقتيل المبالغة في القتل لكثرة 
من يقتلون. وتشديدهم في قتلهم» والقتل هو الذبح. أو ہم يذبحون بعضهم» 
ويقتلون بعضا بغير الذبح. 

والمراد بأبنائهم أطفال بني إسرائيل» فيقتلون الأبناء الذكور استئصالا لنسل بني 
إسرائيل؛ وخوفًا من نموه وقيل: المراد بقوله: يدون نتاک € الرجال مقابلته 
بقوله: 

ہو مت سا سه نساءكم أحياء ماي وی 0 

200 بی سر سس ألٹُھین 3 من 0و الا من المََِفینَ 4 [الدخان: 
1°[ 

وهذا مما يدل على شدة عداوة فرعون وقومه لبني إسرائيل» وخاصة بعد مبعث 


5 ساس ور 


مو سی اتان کما قال فرعون لما جاءه مو سی الات الو ا سا کے ا اکن 


وا 





سحيو كاءَهم € [غافر: ؟]. 
وقال: لوستئیل ابا ]ہر وی فِساءھم وَإِنا فو 
ولهذا قال موسى اقا لقو مه: اسیا أده واص ریا إن EE‏ 
اء من عساوو وَالْمَيقَبَه لِلْمتّقيرح * [الأعراف: ۱۲۸]. 
وقيل: إن هذا التقتيل كان قبل بعثة موسى أو قبل ولادته؛ لأن فرعون رأى رؤيا 


- >> 


تهر فتهرورت 7 [الآعراف: ۱۲۷]. 


مھ 


سا من 


ا 
Ên‏ 


سے 


سورة اليقرة: الآيات: ۵٥٥ - ٦٤‏ 


= 
مفادها أن زوال ملكه يكون على يد رجل من بنی إسرائيل» وقیل: إن الكهنة قالوا له 
ذلك» وقیل: غير ذلك!'۶. ۱ 

واد غا هذا شر فال ورا إل ا ول سس ی 
ف الي ولا حاف ولا حر 4 [القصص: ۲۷ء وقوله تعا ی: إإذ اوتا إل ايك ما 
وی( أن أزذید في لاوت ههه ف ال یلد الع سال باحذہ عدو لي وعد و لد [طه: ۳۸ 
۹ء وقوله تعالی: ¥ فالواً ا ا کت تَأَتِيَنَا وَمِنْ بَحَدِ مَا حتَتا 4 [الأعراف: ۱۲۹]. 

طف کم بک مس 4 البلاء: الاختبارء ویکون با خیر والشرء كما 
قال تعالى: ٭ وبا بوک بأل وار فَتَنَةٌ وتا تُرَحَمُونَ ۹4 [الأنبياء: ٣٥]ء‏ وقال تعالى: 
#ويَلوتهُم 0-0 لّجعو € [الأعراف: .]٣٦۸‏ 

قال زھیر!'' 
جزى الله بالإحسان مافعلابكم وأبلاهماخير البلاء الذي يبلو 

والإشارة في قوله: دكم 4 ترجع إلى الإنجاء» أي: وفي إنجائكم من آل فرعون 
ابتلاء وإنعام وإحسان من ربكم يوجب عليكم شكره والقيام بأمره. 

وقد تعود الإشارة إلى سوم آل فرعون لهم سوء العذاب» بتذبيح أبنائهم واستحياء 
نسائهم: أي وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ليعلم مقدار صبركم. 

أو يعود إلى الأمرين جميعًا؛ ليعلم من يشكر ومن يصبر من هو بخلاف ذلك. 

قال تعالى مبيئا ما أحله من العقوبة بفرعون وقومه» ومذكرًا لبني إسرائيل با أنعم 





2 


به سو 0 رتهم من جنپ ویون ا ا وکو مقا ور کریر )ا كذلك ويه بی لسر 0 
ر عل 
اوشم مشرقبت م ا الْحَیْمان َال اس ےنت مومع إا مدر ل O‏ َل E1‏ : می رق 


ہے سد یا ا شري کے آضرب بعصاك ١‏ النخر انتا کان كل ذز يكلو ) ایم 3 
ر و اتا مومیٰ ومن مهد لمعن انر رَأَعَرقتااَلَحَرِينَ € [الشعراء: ۷۔- .]٦٦‏ 
وقال تعالی: كَأَسَرٍ بعبَادى للا إنَحكم متبعو متبعون ل وارك البخر رهوا ہم جند 


.)٥٥٦ -٦٦٦ /۱( انظر «جامع البيان»‎ )١( 
انظر: «دیوانه» ص۱۰۹.‎ )۲( 


ل فى 3د القرآن ح٢‏ 
I=‏ عون الرحمن في تفسير القرآن» ج 
رفون ل کر ترا من جت بون( © وزروع ومقاو ریم © وَيَحمَ انوا و فیا ککھین 00 


2014 وَأوْربُٹھا فَوما مَآخَرِبينَ # [الدخان: ۲۸-۲۳]. 

وقال تعالى: ٭ اقتا منم فَأاعَرِفَتهم في لی با گدروا ايمافأ عا عت 
لیا وَأوْرتا ألْقَوم ايت كانوأ سس ت مشطرف فک الْأَرْضٍ ومع رمَا الى بدرگتا ف 
وتم ت کلمت ربك الْحْسَى عل بَنَْإِسْرَةِ يل ا ودمرنا ما کات یصعع فرعوت وقومة, 
یہ e‏ 

قوله تعالى: ٣ھ‏ اکم کے ال رود وار طروت )). 

في هذه الآية نعمتان يُذكر الله با بني إسرائیل؛ ليشكروه وهما: فرق البحر لهمء 
وإنجاؤهم من الٰلاك وتخليصهم من آل فرعون بإغراقهم» وهم ينظرون إليهم. 

قوله: #وَإِدْ رتا يكم ار 4 معطوف على قوله ٭ وَِذ بتكم 4 أي: واذکروا 
حين فرقنا بكم البحرء أي فلقناہہ وفصلنا بعضه عن بعض» وجعلنا بینھما طريقًا 





عبرتموه إلى شاطئ البر. 
والباء في قوله: یکم ۹ للملابسة» أي: جعلنا فرقه ملابسًا لدخولكم» ويجوز 


والمراد ب «البحر» بحر القلزم» المسمى اليوم ب «البحر الأحمر). 
اکم أي: أنقذناكم وخلصناکم من الغرق ومن فرعون وقومه. 
لوَأَعْرَسَآ ءال عو 4 أي وأغرقنا فرعون وجنده وأنصاره. 
واش سروت 4 أي حال كونكم تنظرون إليهم وهم يغرقون؛ ليكون ذلك أشفى 
لصدوركم» وأبلغ في إهانة عدوكم» وتنظرون إلى عظيم قدرة الله في فرق البحر لكم 


وبإغراق عدوكم. 
كما قال تعالى: #ولقد أوَحیَا إل موس ان اسر يصِبَادِى فَأَضْرِبٌ وا كا 
0ھ" WV‏ - تعالى: 7 وت کر ہیاس 


أغرونًا لحري 7 [الشعراء: .]٦٦ -٦٦‏ 


سورة البقرة: الآيات: ٤١‏ - 7ه 5 

وذلك أنه لا خرج بنو إسرائيل من مصر صحبة موسى ال بأمر الله له فراراً من 
فرعون وتعذيبه» واتجهوا نحو البحر تبعهم فرعون بجنوده» فأوحي الله ك إلى موسى 
:أن أضرب بَا ار 4 فضربه» اناق مَك کل فرق أطوم لْمَِيوِ4: أي: 
فكان کل فرق من البحر كالجبل العظيم» وصار ما بينها طريقاء يبسا فسلكه موسی 
ومن معه» ولا تكاملوا خارجين من البحر دخل فرعون وقومه» فلا تكاملوا داخلين 
أمر الله كك البحر فانطبق عليهم فغرقوا جميعًا. 

وني هذا آية ودلالة عظيمة على عظيم قدرة الله تعالى» ومعجزة لموسى اڈ 
وكرامة له ولبني إسرائيل» وكان ذلك يوم عاشوراء» کا في حديث ابن عباس - رضي 
الله عنهم|- قال: قدم رسول الله بي المدينة فرأي اليهود يصومون يوم عاشوراء. فقال: 
«ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم صالح» هذا يوم نجى الله كك فيه موسى 
وقومه فصامه موسى الكل فنحن نصومه. فقال رسول الله گلا «نحن أحق بموسى 
منکم) فصامه ا وأمر الناس بصيامه». 

قوله تعالى: وذ وعدا موت أبن َة َم ام ليجل ين بدو ام يموت ) 

في هاتين الآيتين تذكير لبني إسرائيل بوعده كك لموسى ا أربعين ليلة لينزل 
عليه التوراة المتضمنة للنعمة العظيمة عليهم» والهدى والنور لهم. 

وكان هذا بعد تخليصهم من فرعون وإنجائهم من الغرق؛ ومن ثم خالفتھم أمر 
موسى اكك وعبادتهم العجل بعد ذهابه لميقات ربه ثم عفوه کک عنهم لأجل أن 
بک الله 

والمنة على الآباء والعفو عنهم نعمة عليهم وعلى الأبناء يجب على الجميع شكرها. 

قوله: وذ وعدا موس أَرَبعِينَ ليله قرأ أبو عمرو: «وعدنا» بدون ألف بعد الواو 
وقرأ الباقون #وعدتا) بألف بعد الواو والمعنى واحد. 





.)۱۷۳٣( الصيام‎ 


آ۸٢‏ عون الرحمن في تفسير القرآن, ج٢‏ 

أي: واذکروا حين واعدنا موسى بن عمران عليه السلام أربعين ليلة» أي: حين 
واعد الله موسى أربعين ليلة؛ لمناجاة ربه» وإنزال التوراة عليه» واعده أولا ثلاثين لیلة 

ثم أتمها بعشر» فتم ميقات ربه أربعين ليلة» وذلك حکمة يعلمها الله 8ء کما قال تعالى 

في سورة الأعراف: وواعڈتا مومون ثلاث ا له مھا بعر َم رکٹ رھ a‏ 
ال [الآية: .]٠٤١‏ 

لثم اذ الل من بده ہ4 «العجل» مفعول أول ل«اتخذ»» والمفعول الثاني 
محذوف؛ لظهوره وعلمهم به» واستهجان وشناعة ذكره» تقدیرہ : إها أو معبودا. 

وني هذا إنكار عليهم» وتوبيخ هم» أي: ثم جعلتم وصيرتم العجل إها لكم من 
بعد ذهاب موسى لميقات ربه» أي: بعد أن غاب عنكم. 

و«العجل» في الأصل: ولد البقرة. وا مراد به في الآية: تمثال من ذهب على هيئة 
العجل» نحته وصنعه السامري في غيبة موسى اك وقال لبني إسرائيل: هنذا 
ہو سر یت أي: أن موسى ضل أن مبتدي إلى إلهكم وإهه» وهو 
هذا العجل» قال تعالى: « وعد قوم مرک ن دو ین لهم عجَلا جس دا أ وار ال یڑا 
EDA GT‏ ادوه وکاووا لر * [الأعراف: .]۱٤۸‏ 

وني قوله لين بَعَرِو4» تشنيع عليهم» إذ كان الواجب عليهم انتظار ما يأتيهم به 
موسى من الشرع من عند ربه. 

وفيه دلالة على سرعة نكوصهم عا عهد به إليهم» وتبديلهم ما تركهم عليه؛ 
وانتهازهم لأول وهلة فرصة غيابه عنهم- وما بالعهد من قدم- دون مبرر يدعو 
لذلك» كبعد وتناء» أو طول غيبة وانتظار» أو غير ذلك» كما قيل: 
EE EYe‏ وطول العهد أم مال أصابوا() 

وقد قال الله كلك : ات الله لایر مابقو م حى بغاروا أمَا سه € [الرعد: .]۱١‏ 

قوله: سی الجملة حالية» أي: وا حال أنكم ظالمون بعبادتكم العجل 





.۸۸ /١ البیت للحارث بن كلدة. انظر: (الکتاب) لسيبويه‎ )١( 


سورة البقرة: الآيات: /ا 4‏ 7ه 5 
والإشراك بالله؛ لأن الشرك باللہ أعظم الظلم» كا قال تعالى: إت الشَرِكَ لظام 
ععظيمٌ € [لقمان: .]١٢۳‏ 
ایت ام سے لأنفسكم؛ لتعريضها لعذاب الله كك والخلود في النار» غير 
معذورین؛ لأن موسى اق قد حذركم من مخالفه أمره. ونهاكم عن الشرك وذكركم 
نعم الله عليكم؛ لتشكروه؛ کا قال تعالى: #وجوزتا ببق اس یل البخر ماتا عل قوم 
:1 کک آضتار ل الو يكُومى جل للها کنا لحم ءاھ اکم موم هلون 2 إن 
هلولا متَإرمًا هم فيه ول ااا یعملورے ا قال أغبر اللہ وآ يڪم لها وڪم 
علالتكميت © و آ یتم من ءال فرعورے دسو مو ڪه سو الَعذاب ٹفل يفيلو ابناء کہ 
a‏ دسا5 م وف دلحكم با من رَيَکمٌ عظيم ك متا موسي ل تلخ 


لْل وَاَتْممَتھا بِعَشْرِ هَتم ميمت بء ابوت که وَقَالَ مُومیٰ لک دروت اخقنی فى موی 


سی رک کی َع سيل ألْمَفْسِدِينَ # [الأعراف: ۱۳۸- .]٠٤١‏ 

قوله تعالى: وم عقوتا نکم ين بعد ذلك لعلکم تشکروں © O‏ 

قوله: تيك آي: ٹم تجاوزنا عنکم فلم نعاقبكم. 

يِن بَعَدِ دَلِكَ 4 فيه إشارة إلى أن العفو إنا حصل حين| تابوا وقتلوا أنفسهم. ولا 
حصل منهم من اتخاذ العجلء وفيه إشارة إلى عظم ذلك أي: من بعد ذلك الذنب العظيم. 

کم أن فيه دلالة على سعة حلم الله كك وعفوه وعظيم نعمته عليهم» حيث عفا عنهم. 
وتجاوز عن عقوبتهم» وأنه لا يتعاظمه 8 ذنب أن يغفره ويعفو عنه» حتى الشرك بالله. 

ہر حم ےو ۶ 

الک کرو نَ* أي: لأجل أن تشكروا الله بقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم على 
ما أولاكم من النعم وما دفع عنكم من النقم. 

والشكر بالقلب يكون بالإقرار والاعتراف باطتا أن ذلك من الله وحده» والشكر 
باللسان يكون بالتحدث بالنعمة والثناء عليه 8 وحده» والشكر بالجوارح يكون 

الفوائد والأحكام : 
١‏ - تأكيد وجوب ذكر نعمة الله كك وشكره على بني إسرائيل» ومن ذلك تفضيلهم على 

عالمي زمانہم؛ لقوله تعالى: آي اویل آذکروا نی الی أت یکر وان صل کل 





عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 


= 
لعليينَ ))4. 


-١‏ تحذير الله كلك لبني إسرائیل يوم القيامة العظيم وعذابه وأهواله؛ لقوله تعالى: 
وتوا وا 4. 

-٣‏ لا نجاة من أهوال يوم القيامة إلا بتقوى الله تعا ی فلا نفس تغني عن نفس شيئًا أو 
تشفع هاء ولا فدية تؤخذ منها مقابل الخلاص ولا أحد ينصرهاء ما يوجب 
التعلق باللہ وحده؛ لقوله تعالى: لا ری نفس عن تفي سیکا ولا یقبل ما شَفَعَة ولا 
ا ِتَہَاعَدل ولاهم بنصرون 48. 

رپ لساري عبت 

-٥‏ لا تعارض بین إثبات الشفاعة وبين قوله تعالى: #ولا يبل مها مَتَعَةٌ ؛ لأن المراد 
بالشفاعة المنفية في الآية شفاعة الكافرين التي لا يتوفر فيها إذن الله للشافع ولا 
رضاه عن المشفوع له. 

-٦‏ تذكير بني إسرائيل بنعمة الله تعالى العظيمة عليهم بإنجائهم من فرعون وتعذيبه 
هم» وتذبيح أبنائهم واستحياء نسائهم؛ لقوله تعالى: وذ ینم من ءال 
فرعوں ومون سوه العتاپ ید عون اتاک وکس یون شاک و في دایکم لين ریگ 
غل 4. 

۷- عظم ما لاقاه بنو إسرائيل من العذاب من فرعون وقومه» وشدة ظلمهم لهم؛ لقوله 
تعا ى : میس وم نک سو الاب 4 إلى قوله: وف اکم كاين رَبك عظی 4. 

۸- تذكير بني إسرائيل بفرق البحر بهم وإنجائهم من الغرق» وإغراق آل فرعون وهم 
ينظرون إليهم ليشفي صدورهم؛ لقوله تعالى: 9# وَإِذَ درفنا 4 البحر ان کم 
أرقا ءال ورون وأنْرْ ترون 4 وهذا من أعظم نعم الله تعالى عليهم. 

۹- قدرة الله تعالى التامة وآيته العظيمة في فلق البحر وإنجاء موسى وقومه وإغراق 
فرعون وقومه بجنس الماء الذي كان يفتخر به. 

-١‏ تذكير بني إسرائيل بوعد الله تعا ی لموسى أربعين ليلة لميقات ربه؛ لمناجاته وإنزال 
التوراة عليه» وانتهازهم فرصة غيابه ونقض عهده وتغيير ما تركهم عليه بعبادتهم 





سورة البقرة: الآيات: ١۷٤‏ - ۲ه 
ملسست کے = = 





سے رو مع حر 2 


العجل؛ ظَلَ) منهم؛ لقوله تعالى: وذ وعدا موس ارَبَعينَ َة ي أذ لجل من 
مد و ونيم لوت 4. 

-١‏ جهل بني إسرائيل المطلق وحمقهم المتناهي» حيث صنعوا من الذهب تمثالا على 
صورة العجل ثم عبدوه. 

- أن أظلم الظلم عبادة غير الله والإشراك به؛ لأنه صرف للعبادة عن مستحقها 
وهو الله وحده إلى غير مستحقها أيّا کانء وهو ظلم للنفس أيضًا؛ لقوله تعالى: 
ونم يموت 4. 

۳- سعة حلم الله كك وعفوه» بعفوه عن بني إسرائيل» بعد أن عبدوا العجل؛ 
ليشكروه وتذكيرهم بذلك؛ لقوله تعالى: م عونا عَنَهُم من بعد وَلِكَ عك 
532 





عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


قال الله تعالى: ولد ءاتیتا موس الکتب َال للم تجتذوة ھا وإ موسو 

د يوم کم لمم اشم تشتڪم بایان ذه اليل فو فوا ا ا اریم فاا اا ٦‏ 
٤‏ کم فاب دناب ڪلم إن الراب ایی 9ر قر شر کموسی أن مو ك حى ری أله 
ماعن کین راط لی ۶۵ تتفت ن جد ریځ لم نطو ھا 
وظلڏتا عَلَيِکكَمٌالْعَمام وا IENE‏ ظا کی کہ نک وما موتا کک 
اش بظلِم {OA‏ 

قوله تعالى: # واد ءےاتَیتا موسی الکنب وَالْفْغان لع تہندوں )4 . 

في هذه الآية تذكير لبني إسرائيل بأعظم نعمة أنعم الله بها عليهم وهي إتيان 
موسى الكتاب والفرقان والشريعة التي بها صلاح أمور دينهم ودنياهم» بعد إهلاك 
فرعون وقومه» کم قال تعالى: ## ولد ءائیسامونی الککتب من بعد ما أهلكنا الْفرورت 
ادو بص ابر لاس وهدى ورحمة وی 7 € [القصص: 147]. 

قوله: ٭ ولد ءَاليْسامُوی التب * أي: واذكروا حين 8ء الیساموی الب 4 
أي: أعطينا موسی الکتاب. 

و«ال» في #الحكتب 4 للعهد الذهنى» أي: الكتاب المعهود عند بنى إسرائيل 
وهو التوراة» أعظم كتب بني إسرائيل وأعظم كتب الله بعد القرآن الکریم كتبها الله 
كك بيده» وأنزها بألواح» جملة واحدة» کا قال تعالى: # وَكَتَبْمَا له فى الْأَلوَاح من 
ڪل شىء مَوعِظة وَتَفْصِيلا لکل کی نو € [الأعراف: .]٠٤١‏ 

وني ا حدیث: «أنت موسى الذي كلمه الله وكتب له الألواح بيده». 

وَالقرَْانَ 4 «الفرقان» صفة ل#الْكِتَبَ 4 الذي هو التوراة» فعطفه عليه من 
عطف الصفة على الموصوف. أي: الذي فيه الفرقان أي: ما يفرق بين الحق والباطل› 
واهدی والضلال» قال تعالى: # ولقد ءاتیتا مومئ وهدروت الفرقان وضِسیاء و53 امیت 4 


[الأنبياء: ۸ 


)١(‏ أخرجه مسلم في القدر (5567), وأبوداود في السنة ١(‏ ۰) وابن ماجه في المقدمة (۸۰)- من حديث أن 
هريرة- رضي الله عنه. 


سورة البفرة: الآيات: ۳٣۳ص٥‏ 





= 
کا سمى القرآن ب (الفرقان) قال تعالى: لتیار الى برل لقان عل عَبْدِوء © [الفرقان: 
۱ء وقال تعا ی: وانرل أرقا € [آل عمران: ٤ء‏ وقال تعالى: ٭ شہرر مص اا ٤ن‏ لے 


لان هد ى لتاس وَيَيْئتٍ من الْهُدَى وَالْفْرَفَانِ © [البقرة: ۱۸۰]. 

ملک متَدُونَ € أي: لأجل أن تہتدوا بهذا الكتاب والفرقان إلى الحق» وهذا هو 
محل المنة والنعمة عليهم أن الله كبك نزل الكتاب لأجل هدايتهم. 

قوله تعالى: #وَإِدْ قال موس لِمَومدِء قوم ان نفک انا کا لجل فووا 
ا جايكم تاقوا تن کلک کک عند اریم كاب نگ د مو الراب ای 4. 

وهذه نعمة أخرى يذكر الله مها بني ا وهي توبته عليهم بعد أن ظلموا 
أنفسهم باتخاذهم العجل» بعد أن ذكرهم قبل ذلك بعفوه وتجاوزه عنهم. 

قوله: وذ فَالَ مُوسئ لِصَومِِء 4 أي: واذكروا حين قال موسى لقومه منبها وناصحا 
هم 

وذلك EE‏ العجل ما وقعء کما قال تعالى: # وا 
و واا انهم مد لوا 6لوا لین لم تارا ويور آنا لکوتم برک 

ب 4 [الأعراف: ]١49‏ فقال هم موسى يموم نك ظَلْمْتُمَ اش کم×٭ الآية. 

0 : ناداهم بهذا اللفظ- کما هي عادة الأنبياء عليهم السلام- توددًا وتحببًا 
إليهم» وإظهارًا لنصحه هم» وشفقته عليهم. 

وقوم الإنسان هم أصحابه وجماعته» يدخل فيهم الذكور والإناث. 

نگم طلم نس عیر رام مألل 4 الباء للسببية» أي: بسبب اتخاذكم العجل 
إا ومعبودًا من دون اللہ وأكدت ا لحملة: ب«إن»؛ لان الشرك أعظم الظلمء كا قال 


سے لم 


لقان لابنه فے) حكى اللہ عنه یی لا رق باه إرك ا الصَرلِك لظام عَيِيم € القمان: .]1١‏ 

فهو ظلم عظيم من حيث وضع العبادة في غير موضعهاء وصرفها إلى غير 
مستحقھاء وهو ظلم للنفس من حيث بخسها ونقصها حقها وتعريضها لعذاب الله 
والخلود في النار» وهي وديعة عند الإنسان ينبغي أن يحملها على ما فيه سلامتها 
ونجاتها. 


مك 


ےت عون الرحمن في تفسير القرآن: ج٢‏ 
فَمُويوا إلی بَارِيگمْ 4 الفاء للترتيب والتعقيب» والأمر للوجوب. فالتوبة واجبة 
على الفور» أي: فارجعوا إلى بارئكم الذي برأكم وخلقكم» أي: ارجعوا من معصيته 
والشرك به إلى طاعته وتوحیدہ؛ كما قال تعالى: # أندعون بعلا ودروت آحس الَلِقَینَ اللہ 
رت ورب ٤ابایکه‏ الأول * [الصافات: ١٢۱۲ء‏ 175]. 
و(البارئ) أخص من «الخالق»؛ وهذا أتبع به الخالق في قوله تعالى: # هو أله للق 
1 لمر * [الحشر: ٢٤]ء‏ ومنه سميت الخليقة «اليرية». 
وني قوله إل باریکم 4 تذكير هم بعظمته کک وبنعمة برئه وخلقه لهم وربوبيته» 
فکیف يعبدون غيره؟! 
افو نک ٭الفاء تفسيرية» فالجملة تفسیر وبيان للتوبة المطلوبة منهم» أي: 
وبوا لی اريم #بأن تقتلوا أنفسكم» أي بأن يقتل بعضکم بعضًاء وقيل: بأن يقتل 
من لم يعبد العجل من عبده. 
ولیس المراد بقوله: ٭فَاُلوا سس أن يقتل الشخص نفسه فهذا لم يأمر الله به في 
ملة من ا مللء بل حرم قتل الإنسان لنفسه» وجعل ذلك من کبائر الذنوب وتوعد عليه 
بالعذاب الأليم. 
لکن یؤخذ من الآية لاوا نفس 4 أن الأمة كنفس واحدة» كما قال س 
فلمو لامک 4 [النور: ]1١‏ أي: لیسلم بعضکم على بعض» وقال تعالى: ولا لمر 
Nr‏ 
وقال َكِنْدُ: «مثل المؤمنين في توادهم وترا مهم كمثل ا حسد الواحد إذا اشتكى منه 
عضو تداعى له سائر الأعضاء با حمی والسهر)(2©2. 
وفي جعل توبتهم من عبادة العجل بأن يقتلوا أنفسهم بيان لما وضعه الله على بني 
إسرائيل من الآصار والأغلال» بسبب تعنتهم وعنادھم؛ ما لم يجعله على غيرهم من 
الأمم. 





)١(‏ أخرجه البخاري في الأدب »2201١(‏ ومسلم في البر والصلة والآداب -)۲٥۸٢(‏ من حديث النعم|ن بن بشير 


سورة البقرة: ال٭ایات: ٥۵۔ے٥۵۷‏ ۲ 

لک يلک عند باريكة 4 الإشارة إلى التوبة إلى بارئھم بقتل أنفسھم حر لي 4 
أي: خير لكم من عدم التوبة بقتل أنفسكم» وخير لكم خيريه مطلقة في دينكم ودنياكم 
وأخراكم. وهذا لا یدل على عدم وجوب التوبة بل التوبة واجبة على جميع الناس. 

لاب عَليَكُمْ 4 أي: فوفقكم للتوبة بقتل أنفسكم كا أمركم» وقبل توبتكم» فعفا 
عنهم ما اتخذوا العجلء ودعاهم إلى التوبة وقبل منهم؛ لأنه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره» 
ولو كان ذلك الشرك الذي هو أعظم الذنوب. 

قيل: لما تابوا وأخذ بعضهم يقتل بعضًا خاف موسى أن ينتهوا فابتهل إلى الله فتاب 
500 

له هو لناب اّ4 هذه الجملة تعليل ما قبلهاء أي: فقبل توبتكم؛ لأنه ٭ھو 
بجو يرو 

ولواب 4 ولیہ اسان من أساء الله كك الراب * الذي من شأنه 
توفيق عباده للتوبة وقبولها منهم» وهو على وزن «فعّال» صفة مشبهة أو صيغة مبالغة 
يدل على كثره توبته على العبد وكثرة من يتوب عليهم من عباده. 

الم #ذو ال رمة الواسعة التي وسعت كل شىء رحمة ذاتية ثابتة له كك ورحمة 

فعلية يوصلها من شاء من خلقه» کا قال 5: “9 یعدب من یَشاء وبحم من ياء € [العنكبوت: 





.]١١ 

وباقتران التوبة والرحمة في حقه كبك يزداد كاله إلى كهال» وباجتاع التوبة والرحمة 
لعباده زوال المرهوب» وحصول المطلوب. 

ور فا ۸70 ا0ت 
نظ ون ته م بعتم ِن بعد موتیک لعلکم کرو نَّ ‏ [البقرة: .]٥٢‏ 

و اسع ا نی ہی سی > وجرآتہم على الله کل وعلى 
رسوله موسى الكل بقوهم: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة» وعقوبتهم باخذ 
الصاعقة لهم وهم ينظرون» ثم بعث الله حم بعد موتهم؛ لعلهم يشكرون نعمة الله 


ے ۲٦۹٢‏ عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 

قوله: ‏ واد ملم مو سی أن نز لك حى ری الله ج4 أي: واذكروا حين قلتم يا موسى 
#لن نُوْمِنَ لك #أي: لن نصدقك» ولن ننقاد لما جئت به» وا خطاب لبني إسرائيل في 
عهده وا والمراد أسلافهم. 

#حقّ رى أله جره #حتى للغاية» أي: إلى غاية أن نرى الله جهرة. 

و جَهَرَة4 مفعول مطلق أي: إلى غاية أن نبصر الله جهرة» أي: جهارًا وعلانیة 
وعيانًا بأعيننا. 

وهذا منهم غاية الجرأة على الله تعالى» وعلى رسوله موسى ال يدل على شدة 
عنادهم وشكهم وارتيابهم» قال تعالى: ٭ َك أَمْلُ الْكِتَبٍ أن رل عَليهِمَ کتبا من 


.]١ oY التجتاء:‎ | 





وفرق بين هذا وبين قول موسى ا َال رت رن أنظرٌ إل 4 [الأعراف: ١57‏ ] 
فإنه إنما قاله ات شوقًا إلى اللہ كك وليتلذذ بالنظر إلى ربهه كا جاء في الحديث: 
«وأسألك النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك)(2. 

لخدت ألصَعِفَهُ ۹ أي: بالموت الذي صعقتم به» کا قال تعالى: #وَبْقِحَ في الشُور 
یق من فى أَلَمَوتٍ وَمَن فی اض إلا من سَآءَ ال4 [الزمر: ۸١ا‏ أي: فبات من في 
السموات ومن في الأرض. 

أو بأخذكم وإماتتكم بالصاعقة» وهي النار التي تنزل من السحاب أو الصوت 
الشديد الذي صعقوا به» أو الرجفة أو غير ذلك. 

وقد أهلكت عاد بالريح» وثمود بالصيحة. وسمى القرآن الكريم ذلك صاعقة 
كما قال تعالی: ٭ فان أعرضوا فقل أذ ريك صَحِفَدٌَمَمْلَ صَِفَةَ عاو ومو € [فصلت: 1]. 

وإنما عوقبوا بأخذ الصاعقة لهم بسبب تعنتهم» وجرأتهم وسؤالهم ما لا يمكن؛ 
لآن رؤية الله- في الدنيا- ليست ممكنة؛ وهذا لما قالت عائشة- رضي الله عنها- للنبي 


)١(‏ أخرجه النسائي في السهو )١1705(‏ من حديث عار بن ياسر 5ه. 


سورة البقرة: ال ڈیات: *ه _ ۷ه 


۹۷ا = 





لا هل رأيت ربك؟ قال «نور أنى أراه»» وفي رواية: (رأیت نورًا»(. 

وَأنثْرُ تشون ا لحملة حالية» أي: حال کونکم تون مار تال الات 
وينظر بعضکم إلى بعض وأنتم تتساقطون رت وذلك؛ ليكون 1 العقوبة 
ووقعها عليهم أشد وآنكى» وني ذلك إشارة إلى معاجلتهم بالعقوبة في حين إساءتهم 
وجرأتهم على الله تعالى بهذا القول. 

وذلك أنه ما رجع موسى من ميقات ربەہ بعد ما أنزل الله عليه التوراۃہ وام 
اال لسك م ال ئن تح حى رى ألَهجَمرَة4» فأخذتهم الصاعقة. 

وقيل: إن موسى ل اختار من قومه سبعين رجلا لميقات ربه» وذهب بهم وجعل 
يكلم الله ويكلمه الله قالوا: لن تم لک حى ری الله جره فأخذتهم الصاعقةء قال 
تعالى: # واتار موسئ قومهه سَبَعِينَ رجلا لْمِيعَدِنَا 4 وقال تعالى: الما أَحَدتہم 7 َه َل 

ا 


ہے 


سس سس کر مھ بگظہ سر رکم سار سے 


رپ لو شِنْتَ اهک من قبل انی معنا ال اش کہا مآ إن الو ول 


.]٠١١ أت ولا فاعفر لوانتا وات ت حير ألْمَفْرِينَ 4 [الأعراف:‎ RTE 


لغ بمنتگم ين بَعْدِ مَوْيِكُمْ ۹ أي: ثم | أحبيناك من بعد موتكم- وفي هذا دلالة 
على عظم قدرة الله وبق في إحياء الموتى» ومعجزة لموسى افيا ونعمة كبيرة من الله کل 
على بني إسرائيل فيها إعطاؤهم فرصة؛ ليرتدعوا ويثوبوا إلى رشدهم ويشكروا؛ وهذا 
قال: 

نَم نكرو ۹ء أي: لأجل أن تشكروا الله على نعمه عليكم» فتؤمنوا بالله 
وبا جاءتكم به الرسل بقلوبكم وألسنتكم» وتنقادوا لذلك بجوارحكم. 

وفي الآية إثبات الحكمة لله كك فیما خلق وقدر وشرع» والتأكيد على وجوب شكر 
نعم الله 5. 

قوله تعالى: # وَظَلَتَ يڪم العمام وَأن لنا علتكة ال وا 
ھتہ وما ظکموتا و کک RAS‏ اسه م لمُوں 4. 

هذه الآية كقوله تعالى في سورة نت #وَظَلَلنا بهم العم وارلا عَلَيْهِمُ 


حَ نر كوا ون ا تف كا 


(۱) أخرجه مسلم في الإیمان (۱۷۸)ء والترمذي في التفسير (۳۲۸۲)- من حدیث أبي ذر 4. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





د ٦۹۸|‏ 
الى وَاَلسَلْوَئْ لوا من عيبت ما رڌق کڪ وما موتا لکن ڪاو اشم 
يظلمورت * [الآية: .]٦٦٤٢‏ 

وني هذا تذكير بني إسرائيل بنعمة الله تعا ی عليهم» حینم| تاهوا في البرية والتيه في 
تظليله عليهم بالغمامء وإنزاله عليهم المن والسلوی؛ وأمره هم بالأكل من طيبات ما 
رزقهم امتنانًا عليهم» بعد أن ذكرهم با وقع عليهم من النقم» وظلمهم لأنفسهم 
وكفرهم وعدم شكرهم. 

قوله: ٭ وَطَلَْمَا عَلَِكُمْ ألْمَمَام وَأَنْرَلْنَا عَلَيَكُمْ ألم وَألسَلْوَى 4 معطوف على قوله: 
لبعنتگم #. 

ولع 4 با خطاب في الموضعين؛ وفي آية الأعراف «عليهم» بضمیر الغيبة. 

و لالام #جمع غمامق وهو: السحاب الأبيض البارده سمي بذلك لأنه يغم 
السماء» أي يواريها ويسترهاء أي: جعلنا الغمام ظلا عليكم يقيكم حر الشمس؛ ويلطف 
ا جو بالبرودة» وذلك حين تاهواء وبقوا في التيه بين الشام ومصر أربعين سنة» ولا ماء 
عندهم ولا ظل ولا مأوی» فرجھم الله فظلل عليهم الَا *. 

و«الظل» نعمة من نعم الله کک کا قال تعای: ل وَاّهبجعَلَ گم يَمَاعَلَف طلا > 
[النحل: ۸۱]. 

لوَأنرَلتا عَلَيگم لمن 24 فالمَنٌ #شيء يشبه العسل ينزل عليهم بين طلوع الفجر 
وطلوع الشمس يأكلون منه يومهم. 

عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهم| قال: «كان المن ينزل عليهم 
على الأشجارء فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاؤوا)20. 

وسمي #آلْمَنَّ 4؟ لآن الله مَنّ به عليهم» حيث يأتيهم بدون تعب ولا مشقة؛ ولهذا 
قيل: إنه كل ما من الله به عليهم من الطعام والشراب بلا عمل منهم ولا كد. 

وعن سعيد بن زيد © قال: قال النبي للا : «الكمأة من المن» وماؤها شفاء 


)١(‏ أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (۱/ »)١١4‏ وأخرجه الطبري في «جامع البيان» (۸/ ۷۰۲)- من طريق ابن 


سورة البفرة: الآيات: ۵۷٥۱٣‏ 





= 
للین۱۱(۷. 
#وَأَلسَلُوَى 4 طائر ناعم صغير يسمى «السَنَانَى». من أحسن ما يكون من الطیور 
وألذه لح |. 


لوان طَيْبَّتِ مَارَرَفْتکمْ 4 أي: وقلنا لهم كلواء والأمر للإباحة والامتنان و(من) 
لبيان الجنس» و«ما» موصولة أي: كلوا ما يستلذ ويستطاب من الذي أعطيناكم ومن 
ذلك «المن» و«السلوى» وغيرهما. 

وني هذا بيان أن الرازق هو الله وحده» وفيه امتنان من الله كبك بتظليل الغمام عليهم 
وإنزال ا من والسلوی. 

والأمر م بالأكل من طيبات ما رزقهم؛ ليشكروه؛ كما قال تعالی: #وأ من رَْقِ 

ریک وا كوأ له € [سباً: .]٥١‏ 

PPE TA‏ تع با أباح الله من الظلال الوارفة والطیبات من الرزق؛ 
إظهارًا لنعمة الله تعالى» وشكرًا له عليها. 

پا ما ظَلَمُونا ۹ وأي: وما نقصونا شيئا- بمخالفتهم وعنادهم وكفرهم نعمة الله 
وعدم شكرهاء وفيه| اختاروا لأنفسهم من الكفر وعبادة العجل؛ لن الله كك لا تضرہ 
معصية العاصينء كا لا تنفعه طاعة الطائعين» كا قال كلك في الحديث القدمی: ایا 
عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم 
ما نقص ذلك من ملكي شيئا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر.... الحديث». 

وفي قوله: #ومَا ظَلَمُونَا 4 وما بعده انتقال من ا خطاب إلى الغيبة؛ لقصد الاتعاظ 
بحاهم» وفيه إشارة إلى تمادیہم في غيهم وكفرهم وضلاهم. وعدم إقرارهم بظلمهم 
لأنفسهم. 

یی كا شه يَظْلِمُونَ4 أي: ولكن كانوا يظلمون أنفسهم» وقَدَّم المفعول 


)١(‏ أخرجه البخاري في التفسير (۷۸٦٦)ء‏ ومسلم في الأشربة )۲٠٤۹(‏ والترمذي في الطب )3١71(‏ وابن ماجه في 
الطب .)١٤١٤(‏ 
030( أخرجه مسلم في الر والصلة والآداب «(YoV¥)‏ والترمذي ٤‏ صفة القيامة :)۲٢۹٥(‏ وابن ماجه ف الزهد 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





= 


لنشَْهُمْ 4 على الفعل (يَظلِمُو4 لإفادة الحصرء أي: لا يظلمون بكفرهم وعدم 

شكرهم إلا أنفسهم؛ لأن ضرر ذلك عائد عليهاء حيث عرضوها للعقوبات الدنيوية 

ولعذاب النار وحرموها رحمة الله وثوابه» کیا قال تعالى عن سیا: ٭فقالواً رسا ملعد بت 
أسقارتا وَظلموا سهم 4 [سبا: ۰ء وقال تعالى في المنافقين: #مديعُونَ آله وَالَدِينَ َامَمُوأْ وَمَا 

دعوت إل أن سهم [البقرة: .]٤‏ 
فحا مم فیم| اختاروا لأنفسهم. كما قال الشاعر: 

مايبلغالأعداء من جال مايبلغالجاهل من نفسے!'ٴ 
وكا قيل: «يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه)2"0, «وعلى نفسها جنت 

براقش200 , 
الفوائد والاأحكام: 

ا 0 موسى الكتاب 
والفرقان؛ لأجل أن یہتدوا؛ لقوله تعالى: #وَإِدْ ءاتیتا مُومی الكتاب وَالمرَفان الک 
دون 4. 

- إثبات رسالة موسى الكل وإنزال التوراة عليه 

۳- عظم مكان التوراة؛ لإطلاق اسم «الكتاب» عليهاء أي: الكتاب المعهود والمعروف 
عند بني إسرائيل» ولآن الله وصفها بالفرقان. 

.4 ربط ا مسببات بأسباءها؛ لقوله تعالى : ملك دود‎ - ٤ 

-٥‏ تذكير بني إسرائيل بنصح موسى اق هم بظلمهم لأنفسهم» باتخاذهم العجل 
معبودًا من دون اللہ وأمره لمم بالتوبة إلى بارئهم بقتل بعضهم بعضًا؛ لقوله 
تعا ی:٭وَ إذ ا 00 کي لمت انضسکم بعاد كه لْعِجلَ فووا إل 
بارِیکم الوا نفس 


() البيت ينسب لصالح بن عبد القدوس. انظر: «العقد الفريد» ۲/ ۲۷۲. 
)۲( انظر: «المداوي لعلل الجامع الصغير وشر حى المناوي» 0 / ¥۹ 
(۳) انظر: «الأمثال» للھاشمی ۱/ ۱۷۰ء «محاضرات الأدباء» ۲/ ۷۰۳. 


سورة البقرة: الآيات: “اه لاه 





7ج 

-٦‏ تودد موسى ال إلى بني إسرائيل في خطابه هم» عسى أن ينجع ذلك فيهم بقوله: 
قوم 4. 

وهكذا ينبغي للداعي إلى الله أن يسلك طريق التودد والتحبب إلى من يدعوهم؛ تأليفا 
لقلوبہم. 

- أن أعظم ظلم للنفس حملها على الشرك بالله؛ لما في ذلك من تعريضها للخلود في 
النان: 

۸- وجوب التوبة إلى اللہ تعالى على الفور؛ سو يي و اا مَارِيكُمَ € كما قال 
تعا ی: وتو وال الله جميكا أيه الموُمٹورے رج € [النور: .]۳٣‏ 

۹- تذكر بني إسرائیل بأن فو سرد خر مو البارئ وحده؛ لقوله 
تعالى: #فَمُويْوَا لی باریگمَ 4. 

-٠۰‏ شدة ما وضعه الله على بني إسرائيل من الآصار والأغلال» حيث جعل توبتهم 
سو تو ہہ مجح الوا اشک 4. 

-١‏ أن الأمة كنفس واحدة؛ لقوله تعالى: فاصوا انك 4؛ لأن المعنى ليقتل بعضکم 
بعضاء کہا قال تعا ی: #ولا نلم روا امک 4. 

۲- أن الخير كل الخير في التوبة والرجوع إلى الله؛ لقوله تعا ی: ٭ذَلْکم حَبِر لک عند 
باریکہ 4 

771 "07 
لقوله تعا ی: فاب يكم ). 

٤‏ - إثبات اسمين من آسماء الله كك وهما «التواب و«الرحيم» وصفتي التوبة والرحمة 
الواسعتین له- سبحانه وتعالى؛ لقوله تعالى: انه هو الراب اَل ٭. 

06- في توبته كك على العبد ورحمة له جمع بين التخلية والتحلية» وبين زوال المرهوب 
وحصول المطلوب. 

-٦‏ سعة فضل الله كك وعفوه ورحمته وأنه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره مما يوجب 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


= 


۷- شدة عناد بني إسرائيل» وجرأتہم على الله تعالى» وعلى رسوله موسى عليه السلام 
في سؤا مم رؤية اللہ ومعاجلتهم بالعقوبة بأخذ الصاعقة هم وهم ينظرون؛ لقوله 
تعالى: ¥ وة فلم يكموسئ لن دومن ك حقی رَى الله جَھَرۃ دَآحَد تک الصَوِقَة وََنثُمْ 
تَنظرونَ #. 

وفي هذا تذكير لسلفهم وتحذیر لهم ولغيرهم من هذا المسلك. 

۸- أن ألم العقوبة إذا كان الإنسان ينظر إليها أشد وأعظم؛ لقوله تعالى: ##وَأَنشُ 
نون € . 

۹- نعمة الله تعالى على بني إسرائيل في بعثهم من بعد موتہمء وفي ذلك إتاحة الفرصة 
لهم لعلهم يشكرون» وتذكير الخلف منهم بذلك؛ لان النعمة على السلف نعمة 
على الخلف؛ لقوله تعالی: لئ بعفتگم م بَعْدِ موک لمڪم رود 4 . 

۰- قدرة الله تعالى التامة على إحياء الموتى حيث أحياهم بعد موتہم. 

.4 إثبات الحكمة لله تعا ی؛ لقوله تعالى: #لَمَلَّحكُمْ كرون‎ -١ 

۲- تذكير بني إسرائيل في عهده ية بنعمة الله تعا ی على آبائهم وأسلافهم في التيه 
بالتظليل عليهم بالغمام» وإنزال المن والسلوى عليهم» والامتنان عليهم بالأمر 
بالأكل من طيبات ما رزقهم الله؛ لقوله تعالى: ٭ وَطلَمَا عَم العمام وَأَنَلنَا علیکم 
الم ولس لوی کوان طَيَبّتٍ مَارَرْقَتكُمْ 4. 

-٣‏ أن نعمة الظل من أعظم نعم الله على العباد؛ لهذا امتن الله بها على بني إسرائيل 
فقال: ‏ وَظَلَآنَا يالام 4. 

4 أن لحم الطيور من أفضل اللحوم؛ وهذا امتن الله به على بني إسرائيل» وهو طعام 
أهل الجنة» کم قال تعالى: وَل طَيرََِا هون € [الواقعة: ]1١‏ 

4 في امتنان الله تل بقوله: كوا ِن طْيبّتِ مَ ررَفْکمْ #دلالة على أنه ينبغي لمن أنعم 
الله عليه أن يتمتع ہما أباح الله لە؛ شكرًا لله تعالى» وأن يظهر أثر نعمة الله عليه كما 
قال تعالى في الآبة: قانايت شم رَد [الآية:08]. 
كا أن فيه دلالة على أن المباح هو الطيب» دون الخبيث ذانًا أو کسبّاء وأن الرزاق 





سورة البقرة: الآيات: ۳ لاه 


۳ 





هو الله وحده دون سواه. 

-٦‏ ظلم بني إسرائيل بكفرهم نعمة الله عليهم من الظل وا من والسلوی وغیر ذلك؛ 
لقوله تعالی: #وَمَا ظَلَمويَا وَلكن كانوا اَنشْسَهُمَ يَظَلِمُونَ #أي: لما كفروا نعمة الله 

Ooo‏ سس سی 
تنفعه طاعة المطيع ولا تضرہ معصية العاصي. 

۸- أن كفر نعم الله تعالى ظلم للنفس بتعريضها لعقاب الله وعذابه. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





د ٣۰٢‏ 
قال الله تمال: رة كنا ذخا کور ؤي ڪا ينها عك شف وكاتوا بات 
eyro DG hb‏ ب ی۔ وار ے > 2 سے حامر حص کے د4 سے سيا 
شک ارا جک ئز نز کمک سبي الفحیڈ (@ د يرت عتكما ملاع 


ای قر لے ارتا عل ان کم رج مَرَالكمَا یکا کا يِتَسُونَ © #8 و ذاش نة 


عد و 


۰ سے رھ ص سم وص سے وي« ع ۔ .2 . و و رو سے پرو پر 2 رو" 2 
موسو لِقومدء فقلنا اضرب يُعصالفت الح فَأنقَجرت مه انتا عش عيثا قد عام 
2 سمس يه 2 5 ارصم ءس a‏ >> کے٠‏ م؟ . . 7 - عردو ۔ہ ہے 8ک بوت 
ریم ڪ لوا وروا من رذق امو وا دوا اض مُفْسِيِينَ )وذ قشم موی ان نَصيرَ 
ہے مور رےے۔ قد و کے ہے سے قر و ے۰" اص 11 رم کے ھ ١‏ سے سے ہے ہر ے۔ْ۔ 2 ط 
عل طعا وجار قادع لناريّك حرج لنايمًا تنيت الأرض من بقلھتاووِث اها وفوم هاوعد ہا وَيَسيھا 
ک> A af‏ 72 2 کے ہ 7 و ہو 8< . 5 2 0 0 2 سے 
قال اتکور الى هو اد ی باأزف هو خير أَهَيِطُوأ صر فن لحكم مَاسالتم وَصْرِيتٌ 


لص 
آناس 


مر نرم ب کر سے „ ے ا ہو + ےہ ص ۶ہ ٴ۶ 0 ا 5 ساسا ير 
عله الله والمسحكنة وباءو يمَصَبر م الله ذلك يأتهر کانوا كروت کات الو ويمور 


لبَينَ َي اح داك ماص وار ڪاو اتوت ))4 . 

قوله تعالى: وة فا اذلو مذو اة ڪل نها حَيْتُ شفع دَعَدَا ولوا اڪ 
شد فووا حط لكر یکم زیڈ المخی دوت اك مدد اليرت ظَكَمُوأ رَو 
از قل لَه فَازَلتا عل الزن لمو جرا الما یما انوأ يفسهُونَ &. 

وقال في سورة الأعراف: #وَلڏقل لهم اكوأ هذه الْعَرےة وکلوا نها حَیّثُ 
n EE GCE‏ الات مھت سو ONG‏ 
وَج م الما با كانوا يظلمُورے € [الابتان: 137-111]. 

يذكر الله كك بني إسرائيل بمنته ونعمته بأمر أسلافهم بدخول بيت المقدس 
والأكل منها حيث شاؤوا رغدًا ودخول الباب سجدًا وقول حطةء ووعده هم بمغفرة 
خطاياهم وزيادة المحسنين منهم. 

وبا حصل من تبديل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل هم» وعقوبة الله هم 
بإنزاله على الذين ظلموا رجرًا من السماء ہما كانوا یفسقونء وبا كانوا يظلمون. 

وني هذا موعظة للخلف منهم أن يقعوا فیم| وقع فيه سلفهم. 

قوله تعالی: َة قلا آدخْنُوأ مذ و القَِيَةَ 4 أي: واذكروا حين قلنا لبني إسرائيل على 
لسان موسى اللتتلة: 9آدَحُنُوأ مذ المبيَة 4 أي: ادخلوها للسكن والعیش فيهاء بدليل قوله 
تعالى في سورة الأعراف: وذ قل لهم أسَكنوأ هذه الْمَرََةَ € وهذا من نعمته كك 


سورة البقرة: الآبات: ٦٦-۸‏ 





0 
عليهم» والأمر في قوله: ظآنعُوا 4 للوجوب. وهو أمر شرعي؛ لقوله #وأَدَخَلُوا الا 
سُکدا #الآية» وكوني؛ لأن الله فتحها لهم ودخلوها. 

وا مراد بالقرية بيت المقدس لقول موسى فيا حكى الله عنه: # يمور ادحلو رص 
اَلمقدسة أل کب ای کنب آنه لک € [المائدة: ۱. 

والقرية مأخوذة من القری وهو ا مع لاجتماع الناس وسكنهم فیھاء ومنه سمي 
«القرو» مجمع الماء» فالقرية: البلد الذي يجتمع ويسكن فيه الناس صغيرًا كان أو كبيرّاء 
وقد سمى الله كك مكة قرية وهي من أكبر البلدان آنذاك» فقال تعالى: # وکن من قرب هی 
شد هو ة من فريك أل رلك أَمَلْكْهُرْ فلا اضرم € [عمد :1]. 

كا سمی ما حوها من البلدان الصغيرة بالقرى» فقال تعالى: زرأ ألقُرى وَمَنْ 
حوها * [الشورى: ۷]. 

#يڪلوا منها حَيْتُ شم م ردا وفي یس ہہ مِنْهًا حيّث شر 4 
والأمر في قوله: #مَكلوأ 4 للإباحة والامتنان #حيّثُ شِتَْمٌ #أي: في أي مكان من 
هذه القرية» في وسطها أونی أطرافها أو في أي جهة منها. 4 أي : آكلا رغدًا هنين 
واسقاء من غير مكدر ولا معارض ولا عا 

#وَادْحُنُوا ااك سنا وَقُولوا حِطةٌ * و 


الات كنذا € 


الب 


صیم رص کر ہر 


في آية الأعراف: #وَقُولُوا جطة وَادَعُلوا 


#وَآدْخْلُوا الاب #أي: باب القرية» أي: باب بيت المقدسء أو أحد أبوابه؛ لآن 
القرى يوضع ھا أبواب 7 تفتح في النهار وحال الأمن» وتغلق في الليل وحال الخنوف. 
#سجَدًا #أي: حال كونكم سجداء أي: ساجدين» أي: إذا دخلتم فاسجدوا شكرًا 


لله على ما أنعم به عليكم من الفتح والنصر. 
قال الطبری!': «وأصل السجود: الانحناء لمن سَحِدَ له معظً) بذلك» فكل منحن 


.))/0 /١( في «جامع البيان»‎ )١( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


کل 
فو َة أي: قولوا هذه الكلمة #حِطَّةٌ 4 . 
ل خير لمبتداً حذوف: والتقدير: سؤالنا حطة» أو دعاؤنا حطة. أو 





و #حطة 
حاجتنا حطة. 

والمعنى: ربنا احطط عنا ذنوبنا وخطايانا واغفر لناء فأمروا إذا دخلوا القریة 
وفتحها الله هم أن يسجدوا لله شكرًا على ذلك» وأن يسألوه مغفرة ذنوبهم» أي: أن 
يدخلوها خاضعين لله كك بالفعل والقول. 

ولهذا لما فتح الله كلك على نبينا محمد بيه مكة دخلها خاضحًا لله كك وصلى ثاني 
ركعات في جوف الکعبة وكذا صلى سعد بن أبي وقاص 45 ثاني رکعات لما دخل 
إيوان كسرى. 

ولا أتم الله كك على نبينا محمد بيه النصر والفتح لدينه أمره بالتسبیح بحمدہ 
واستغفاره» فقال تعالی: ادا اء نص رآ ولمح ا وراڑے آلکاس یدخلورے في 
زس ا ات E OE O‏ 14س کا 

قفر کم مو خوك * قرأ ان عامر بالتأنيث» اتعْفَر) بتاء مضمومة وفاء 
مفتوحة» وقرأ نافع وأبوجعفر بالتذكير يُعْمّر) بياء مضمومة وفاء مفتوحة» وقرأ 
الباقون: لنَمَفِرٌَ بنون مفتوحة وفاء مكسورة. 

وقوله: نَذْفْرَ لَكُمّ حَطِيَكتِحَكُمْ 4 جواب الأمر في قولہ: #وَقولوأ َة أي : 
نمحو ونتجاوز عن خطاياكم ونسترها. 

والخطايا: جمع خطیئة تجمع على خطايا وعلى خطيئات كا في سورة الأعراف 
عفر کہ حَويسَِِكَ 4 والخطايا والخطيئات هي: الذنوب والاثام. 

وَسَتییڈ اَلّشْحيْیكَ 4 الواو: استثنافية» وفی آية الأعراف: سيد المخسديت 4 
[الآي بلا واوء أي: سنعطي المحسنين الذين أحسنوا في عبادة الله» بإخلاص العمل 
لله» واتباع شرعه» وأحسنوا إلى عباد الله بأداء حقوقهم الواجبة والمستحبة وكف الأذى 
عنهم» أي: سنزيدهم على مغفرة الخطايا والذنوب بمضاعفة الأجور هم» وني هذا 
ترغيب في الإحسان بنوعيه» کما قال الله تعالى: لرن أَحْسَنُوا سی وَزِميَادَةٌ © [يونس: .]٢٢‏ 


سورة البقرة: اللآيات: ۸ - ٦٦‏ 





> 

دن ايت کٹا زل عو الي يِذ لم 4ء وفي آية الأعراف : َد 
الیرے ظلموأ منہم قولا عبر الیک قبل لهد 4 [الآية:؟17] أي : فبدل الذين ظلموا 
بمخالفتهم ومعصيتهم» والتبدیل: جعل شيء مكان شیءء أي: فجعلوا مكان القول 
الذي أمروا أن يقولوه بقوله: #وَقُولُواً حط 4جعلوا مكانه قولا غيره» فقالوا: (حبة» 
أو «حبة في شعرة» خالفة واستهانة بأمر الله» ودخلوا يزحفون على أستاههم» أي: على 
أدبارهم؛ استكبارًا منهم واستهزاء. 

فبدلوا القول والفعل؛ ولهذا استحقوا الحكم عليهم بالظلم ووصفهم به. 

عن أبي هريرة ذه قال: قال رسول الله : «قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب 
سجدًا وقولوا حطةء نغفر لكم خطاياكم» فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على استاههم. 
وقالوا: حبة فی شعرة)(21. 

ارتا عل الین تما اسما يسَاكَاْيَنْسْفُوْتَ 4ء وفي الأعراف: لمَرَسَلْنَا 
مھم جرا مت السَصمَك يما انوا يظ يموت 4 [الآية: 177]. 

قوله: #كَأَرَلسَا € الفاء للسببية» أي فبسبب ما حصل منهم من التبديل أنزلنا كَل 

وأظهر ف الآية هنا في مقام الإضمارء فلم يقل: «فأنزلنا علیھم)ء کم قال في آية 
الأعراف #مََرْسَلمَا عله 4. 

والغرض من هذا الإظهار تأكيد الحكم عليهم بالظلم» وأنه سبب عقوبتهم» 
وليشمل هذا الحكم كل من بدل»فهو ظالم مستحق للعقوبة. 

وفيه تحذیر من الظلم؛ لأن العقوبة نهاية كل ظالم» وفيه إظهار عدل الله كلك 
بتخصيصه العقوبة بالظالمين بسبب ظلمهم. 

وقوله: #رججرًا مَنَأَلسَمَآةِ 4 الرجز: العذاب» أي: عذابًا من السماء» كقوله تعالى: 
لين کشفت عنا الجر نومان لك وَلَ رسِلن معلک ب ری 8 [الأعراف: 174]. 

وني الحديث قوله ية عن الطاعون: «إن هذا الوجع أو السقم رجز عذب به 


.)٠٠٠١( أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٣۳)ء ومسلم في التفسیر‎ )١( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 


= 
بعض الأمم قبلكم». 


لمن السکَمَا 4 المراد بالسماء العلو» أي: من فوقھم؛ كالصاعقة والبرد والريح 
اة و غر اة ظاحرت و دك ل اس ا ا رھدا 
وإما تقدیرًاء کم قال صَبَكَ: وف الملے 1ھ َوَعَدُونَ # [الذاريات: .]۲٢٢‏ 

ليما كَانوأ يَنْسَهُونَ 4 الباء للسببية» و«ما»: مصدرية» أي: بسبب فسقهم» والفسق: 
الخروج عن طاعة الله تعالى» أي: بسبب خروجهم عن طاعة الله تعالى وظلمهم عوقبوا 


با ذکر؛ كما قال تعالى في سورة الأعراف: ڈ,أرَسَلنا عَلَيِهمٌ رِجْرا : كرت الت پک 
انوأ يظيِمُوت € [الآية: 177] فوصفهم الله كلك بالفسق والظلم» وحکم عليهم بذلك 





بسبب تبديلهم قول الله كي . 
قوله تعالى: #وإز آشتسیٰ مُوسیٰ لِقویدء فقلنا اضرب بعالك کے و E‏ 


و 


ےو سے سے چا سر جح ہے رط ۔ھ و و 2 
تو رب تب مكفار وآشریواً من ررْقِ ال ولا توا و الا 


i‏ الأعراف: GC:‏ للل موس إذ 


7> ہے اپ و 


يما 


ا آ المي مو د رای مویہ می نی سط أن کرت بد ورطع ل گت کن 
سر کے عر کے ہے ےہ یہ 


لغم وارلا ما کیا مهم الم ا ار ات عار شك راطلاو ول 
كارا شب کی 4 رہ 1 

وهذه نعمة من الله عظيمة» يذكر الله بها بني إسرائيل» وهي استسقاء موسى لهم 
لریہم من العطش واستجابته كلك له» وأمره له بأن يضرب بعصاہ الحجر وانفجار اثنتي 
عشرة عيئا على عدد أسباط بني إسرائیل. 

قوله #وإذ سس موی لِقَوْمِء 4 أي: واذکروا حين استسقى موسى لقومه بني 
من الأرض» وذلك حینما كانوا في التيه» كا استسقى نبينا محمد پل يوم الجمعة على 
المنبر» لما قال له رجل: يا رسول الله هلك الكراع» وهلك الشاءء فادع الله أن 


)١(‏ أخرجه البخاري في ا حیل (5915)) ومسلم في السلام (۲۲۱۸))ء من حديث أسامة بن زيد طقك. 


سورة السقرة: الآيات: ۸۔ ٦٦‏ 


۳۰۹ سے 





۲ ن|)(١),‏ 
قتا أسْرب يَمَصّالك الْحَجرَ 4 أي: فقلنا إجابة لوسی ارب يَمَصَّالك اَلْحَجر 4 


والمراد ب «العصا» عصا موسى المعروفة التى قال الله عنها: #وَما يلكت سَمِيِنِكَ 


ص لے ے سس م کہ 2 كوه رسا سا روهظل ے ر ا ا ا ہے“ -ه له 
موی ا قال ھی عصای ووا لہا واھمش يبَا عل عَمَهِى وَل فيا معارب أخرئ م قَال 


كر سل 


قا بمومی ل الها دا ھی حَيّهُ نمی (8) قال حدما ولا خف سيدا يرتم 
الول ک4 طہ: ۱۷- .]٢٢‏ 

و (ال) في «الحجرا للجنس» ای اق نے أَيّ حجر شئت. 

وقيل: «ال» للعهد» والمراد بذلك حجر معين» والصحيح الأول وهو أبلغ وأدل 
على عظيم قدرة الله- تعالى. 

#فانمَجَرتٌ مِنَهاٹنتا عشرة عَيِنًا 4 ونی آية الأعراف: ليجست مِنَّهَ € [الآية:110] 
الفاء للسببية» أي: فضرب موسى ا حجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناء والانفجار: 
الانفتاح والانشقاق» والانبجاس: أول الانفجار. 

أي: انفتحت وانشقت من هذا الحجر اثنتا عشرة عيتا عدد أسباط وقبائل بني 
إسرائيل» فكان لكل سبط وقبيلة منهم عيئًا من هذه العيون؛ ولهذا قال: #مَدَعِلِمَ ڪل 
آنایں مَخْرَيَهُمَ 4. 

وقد جعل الله كك في هذه العصا أربع آیات عظيمة ومعجزات خارقة تأييدًا لنبيه 
موسی العكلة: 


الأولى: ضرب البحر بها وانفلاقه فرقين» کما قال تعالى: 9# اوتا إل موی أن أضرب 


ی س صر ے رع ع ةسه عرس ل ہے رت وم رس م دەر 
بعصاك البحر فانقلق فَكانَ كل فرق کا لطود اَلْعَظِي م € [الأعراف: .]٦٦‏ 

الثانية: ضرب ا حجر بها ونبع الماء منه» کما في قوله تعالى: #فَقلنَا آضرب يَمَسَالكَ 
لْحَجَرَ 4» وقوله في سورة الأعراف: شا اضرب بعصا لمر € [الآية: ]1١‏ 


)١(‏ أخرجه البخاري في ا حمعة (۹۳۲) ومسلم ف الاستسقاء (۸۹۵) وأبو داود 5 الصلاة ٤(‏ ۱۷ 6 والنسائی ف 
الاستسقاء ٤(‏ ۰ء من حدیث انس طيه. 


5 عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 





م ےم رح ل كر کر هو 
000 


| هی تعبان میں 4 [الأعراف: ۱۰۷-. الشعراء ۳۲]» وقال تعالى: #وَما للك سمِيِيِكَ 


موی ا قا ھی عصای آتوکوا لہا واحش يبا عل عَنَهى ول فیا مارب آخریٰ (0]) قَالَ 
الا ل افا هھ ال لوار عق تسد ها ا 
الأول ک4 [طه: ۲۱-۱۷]. 

الرابعة: تلقفھا إفك السحرة وکذہم؛ »> کا قال تعالى: #وأوْحيما إل م 
حا کے اه تَلْقَفٌ مَايأفَکونَ € [الأعراف: ۱۷١۱ء‏ وقال تعا ی: # فال مُومیٰ عَصَاهُ دا ھی 
لقف ما يأف کون [الشعراء: 4] وقال تعالى: تلقف ماصتعا إنماصتا کی اید سجر ولا فلح السَاجرٌ 
حت اَی 4 [طه: 19]. 

دعم ڪل أناي َعَم 4 أي : قد علم کل أناس منهم؛ أي: قد علم کل 
سبط من أسباط بني إسرائيل مشرہہم؛ أي: مکانه» وزمانه وقدره حتى لا يزاحم 
بعضهم بعضاء وربا تعادواء وتقاتلوا من أجل ذلك. 

وفي هذا دلالة على عظيم قدرة الله تعالى وکرمہ؛ وآية من الآيات التي أيد بها نبيه 
موسى عليه الصلاة السلام» ونعمة عظيمة على بني إسرائيل» وتكرمه لهم في سقيهم 
وربهم من العطش. 

وني طي هذه النعمة نعم أخرى» منها کون السقى في مظنة عدم © حصیله؛ ومنها 
كونه بلا كد منهم ولا تعب ولا مشقة» ومنها کون العيون اثنتي عشرة عيتاء لكل سبط 
منهم مشرب فلا يتضايقون ولا يتزاحمون. 

لوا شی من رَرْقٍ َل أي: وقيل لهم: #كلوا نوا من رَرْقِ آ4 والأمر 
للإباحة والامتنان» وقد جمع بین الأمر بالأكل والشرب؛ لأنه سبق ذكر الامتنان عليهم 
بات المةوالسلوى: 

لین رَرْقٍ ا أي: من عطاء الله الذي أنزله وأخرجه لكم من مأكل ومشرب. بلا 
كل ولا تعب. 

لوَلَاتَعَتَواً ف رض مسين ۹ معطوف على ما قبله» أي: ولا تطغوا وتسعوا في 
الأرض حال كونكم مفسدين فيها بالمعاصي» فتسلبوا هذه النعمة؛ لأن المعاصي سبب 


5 


سورة البقرة: الآيات: مه ٦٦‏ 





mM 
لفساد البلاد والر الیو کا قال ال عات د في لبر والیحربما کت لی‎ 


الاه ایهم بعص الزی يلو عله مجعو 4 [الروم: ائ[ 

و(العثا) و«العثو»: أشد الفساد والإفساد. 

فامتن عليهم أولا بالأمر بالأكل والشرب من رزق الله» ثم ناهم عن الإفسا ي 
الأرض؛ لئلا يسلب منهم» وذلك أن النعمة قد تطغي الإنسان کما قال تعالى: 1 
اس تا ان ره شتف » NNN‏ 


قوله تعال: 9إ لش وتن تی كنيد عق لحار بيك لوك طرخ تنا تا 
اش بن ىا مھا فیا ديسا وَبَسَيھا ل اتب میلو آلزی هوأر ل پا آذ 


نے انا ا وا سو E‏ َة ویڈو بسر 
ا لف اة کا کک کت ات مد ونر ات بعر الکن ذلك با غو وكا 
ره رو وت 4)5(7. 

يذكر الله كلك بني إسرائيل» بتعنت أسلافهم» وعدم صبرهم» واستبداهم الذي هو 
أدني بالذي هو خير» وما عوقبوا به من ضرب الذلة والمسكنة عليهم» ورجوعهم 
بغضب من الله؛ بسبب كفرهم بآيات الله» وقتلهم النبيين» وعصيانهم» واعتدائهم. 

قوله: #وَإِدْ كُلَثْمٌ موی 4 أي: واذكروا حين قلتم يا موسی #لن نَصِيرَ عل عام 
ہیں امس رھ سس ھت قسب 
من ا من و(السلوی)ء و ما نوعان عن ألذ وأطيب الطعام. 

وإنما قالوا «واحد) لأنه يتكرر کل يوم» فبدل أن يشكروا الله على ما مَنٌ به عليهم 
من هذا الطعام الذي هو من أفضل الأطعمة وألذها وأنفعھا ضجروا وملّواء وقالوا 
على وجه الاحتقار لذلك: #آن تَصيرَ عل عام واحِدٍ 4ء وهذا بلا شك من كفران النعم» 
وقد قال الله كبك لمم: # وَإ د کات ریہ کين ڪر لازید تک وکين صکفرش ن 
دای لشدید د # [إبراهيم: ۷] وهذا لهم ولغيرهم. 

فاع ناريك يخْرِجٌ اا 4 أي: يخ رج لنا أطعمة أخرى مما هو معروف. 

وني قولهم: فاد لناريّك 4 بصيغة الأمر لموسى دلالة على عظم ما في قلوبہم من 


عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج٢‏ 





= 
التعاظم والاستکبار» کما أن في مقالتهم هذه دون أن يقولوا: «فادع لنا ربنا)ء أو «فادع 
الله لنا) جفاءً منهم وسوءً أدب في الخطاب» وكأنهم يسخرون بموسى وبربه» أو كأن 
رب موسى ليس ربًا لهم- عياذا بالله- وهذا كقوهم: طَأَدْمَّبَ أت ورك فَقَديَكة إن 
هتا یڈوت 4 [لائدہ: 14] وقوهم: #هَل يَسَتَطِيعٌ ربت أَن‌یارل نا مَآيِدَةَ ین السماء 
[المائدة: .]۱۱٢‏ 

لما تت الْدَرْسُْ » (من): تبعيضية» واما): موصولة» أي: من بعض الذي تنبته 
الأرض. 

مكلك رن و Dg OE LP O E‏ الفات 

الذي ليس له ساق کالکراث» #وَقِتَيها»# صغار البطيخ «الخيار» ##وَفويها4: ثومهاء 
وهو الثوم المعروف. فيقال: ثوم بالثاء ويقال «فوم»: بالفاء. وقال طائفة من المفسرين: 
«الفوم»: الحنطة. 

#وَعَدَيهَا وَيَصَلِهَا 4 هما العدس والبصل ا معروفانء وهذه الأطعمة مما عرفوه في 
مصر قبل ذلك» وكلها دون ما أنزل الله عليهم من «المن والسلوى». 

لقال دوست األَذِى ہُو أَدَىَِ» الهمزة للاستفهام» وهو للإنكار والتوبيخ 
والتقریع والتعجب» أي: قال هم موسى ال موبخا لهم ومنكرا عليهم ابد ىمرت 
اَی هواد 4ء والاستبدال أخذ شیء وجعل شىء مكانه. 

أي: أتختارون الذي هو أقل قيمة ار قدرًا وهو ما طلبوا إخراجه لهم من 


ع 


الاطعمة. 

ایی مُوَحَڑ 4 أي: بالذي هو خير مما ذكر تم من حيث طعمه ولذته ونفعه 
وغير ذلك» وهو «المن» «السلوى» الذي أنزله الله عليهم» فجمعوا بين كفر نعمة الله 
وما من به عليهم نما هو أفضل الطعامء وبين سؤالهم ما هو أدنى منه قيمة وأقل قدرًاء 
ما يدل على تعنتهم وسفههم» ودنو ممهم» وقد قيل: 
يقضى عل المرءفي أيام متته حتىيرى حسناماليس با حسن!'' 


(١)البیت‏ ينسب ليحيى بن على باشا الأحسائى. انظر: «خلاصة الآثر في أعيان القرن الحادي عشر) -٤۷٥١ /٤(‏ 


سورة البقرة: الآيات: 8ه ٦٦‏ 5 

#أفيطوأ مِم مضا * أي: انزلوا مصرّاء والأمر للإباحة» وفيه ما يشعر بالتوبيخ هم» 
أي : إن كان هذا مکم واختياركم #آهْيطُوأ صا 4 بقرينة قوله: بدت الى 
ہُو اذ ںآ با ذف هُوَسَيْرٌ 4 أي: انزلوا أيَّ مصر من الأمصارء أي: أي بلد من البلدان 
وليس المراد مصر البلد المعروف؛ ولهذا صرف» وامصر» البلد المعروف ممنوع من 
الصرف للعلمية والعجمة» قال تعالی: # وا وتا إل موی ولخوآن وا لوكا بور بويا ۹ 


سے ٭٭ مر 





[يونس: ۸۷]. 

وقيل: ا مراد بمصر البلد للعروف: أي: انزلوا مصر التي خرجتم منھاء وهذا لیس 
بإمكانهم؛ وإنم| هو من باب التوبیخ أو التهديد لهم على اختيارهم ما کانوا عليه من 
سو سپ کر بر ا ارو 
الله قدرها ف #آهيطُوأ ضا 4. 

لين نكم ما سَاَلۃ 4 الفاء: للتعقيب؛ واما): موصولة؛ أي: فإن لكم الذي 
سألتموه من هذه الأطعمة لأنها موجودة في كل مصر. 

والمعنى: Sl‏ الذي سألتموه فليس ذلك مما يحتاج 
إلى دعاء» ولا ما یستحق الدعاء؛ لكثرته فی الأمصار ودناءته. 

قال ابن کثبر''': «ولهذا لما كان سؤالهم من باب الأشر والبطر لم يجابوا عليه». 

یت لته م الله وَالسَ تہ 4 أي: وضرب الله عليهم الذلة والمسكنة» وبني 
الفعل ما لم يُسَمّ فاعله؛ لأن الذي ضرب عليهم الذلة والمسكنة معلوم» وهو الله كك 
تعلیاً للأدب مع الله؛ کا في قول ا حن: وتا لا ندری أت ارد يموق الا ارات ر 
رَسَّدًا؟ [الجن: ]٠١‏ 

أي: وفرضت عليهم الذلة وألزموهاء وهي الذل والموان والصغار قدرّا وشرعاء 
ونزعت من قلوبهم العزة والأنفة والشجاعة» فلا يواجهون عدوّاء كما قال تعالى: 


٠ر‏ سدم ہے ہی جر ا ا ص یس حرف سر سے سا اس 4-4 00 
ضرت علجم آلذلة این ما ُقَعُوأ إلا بحبل من ال لو وحَبلٍ ین اتا آمو يِعصَبٍ ين ) لے وضربت ت علہم 
7۹. 


(۱) في «تفسيره» (۱/ .)١557‏ 


سے ا٢٦۲‏ عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 
لْمَسَكْنَةٌ € [آل عمران: ۱۱۲]» وقال تعا ی: للا قو وڪم جویعا الا فى فری تحص کے ا 
7 توم فور کن جا وكلو قفتن ى ریس ۶ وقال تعال: 
یلوا لیت لا موک اگ ولا لوو الآز ولا مون ما کم ال رسو وَلا 

كيو ای السك TE‏ گار الجر عن بن کل سے 
[التوبة: 9 7]. 

هذه هي حالهم وحقیقة أمرهم» وهم اليوم أذل وأجبن منهم بالأمس» ولكن كا 
قيل: 
خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ماشئت أن تنقري(١‏ 

و #الْمَسَكتَةٌ 4 أي: وضربت عليهم المسكنة» کما قال تعالى: في آل عمران: 

کن صرت لم الم کتة © [الآية: 4ئ وضربت عليهم المسكنة» وهي الفقر» بل 

وأشد .ذلك وهو فقر القلوب؛ وهٰذا صار البخل والشح وا حرص والطمع سجیة هم حتی 
ولو کانوا أكثر الناس مالاء وها هم اليوم يكادون يديرون دفة جميع الأموال في العام مع 
ملازمة هذه الصفات الذميمة هم فهم أفقر الناس قلوبًاء وأقلهم بذلا وعطاء وأعظمهم 
فخا ریغت وأمنعهم ذات ید ا قال تعالى: خلت ايد ميم 4 [المائدة: 1٤‏ ]. 

قال ابن کشر : «يقول تعالى: فوَضْرِيت عَلَتھ الوْلْ وَألَسَكَنَةُ 4 أي: وضعت 
عليهم وألزموا بها شرعًا وقدراء أي: لا يزالون مستذلين» من وجدهم استذهم 
وأهانهم وضرب عليهم الصغارہ وهم مع ذلك في أنفسهم أذلاء متمسکنون). 

وبَامُو ٭ أي: رجعوا وانصرفواء وأكثر ما يستعمل «باء» بالرجوع غير الحميد 
وبالخيبة والخسران ونحو ذلك. 

#بعَصَبٍ مى ألَهِ 4 الباء للمصاحبة» أي: رجعوا مصاحبين غضب الہ أي: 





و 
TT‏ :و0 نهم: طقل ل يم کل 
اھر سرت م وري کےصورم و کے چ س بے سروک حرط - پر رص مر مر اص لی کی و لك ےک ص 


کی اک ا کے کر 1 ين ال واناز وب ادش ا لليك شرام 3 


. ٤٦ص البيت لطرفة بن العبد. انظر: (ديوانه)‎ )١( 
.)١557 /۱( في «(تفسیره»‎ )۲( 


سورة البقرة: الآيات: ٦٦-۸‏ 





وال عن سوا الیل € [المائدة: .]٦٦‏ 


A آ1‎ 


وقال تعالى: 9 إِنَّ لَِنَ ادوا لجل سياه عَصَب م من رَه وَل ن ليوو الذي 
[الأعراف: ١٥۱]ء‏ وقال تعا ی: #غَيراً ات ای 0-2 


حم 


والغضب من الله يستوجب نقمته وعقوبته» کا قال يك: « قَلَمَآءَاسَفُويَ َعَم 
مته # [الزخرف: .]٥٤‏ 

اك يأَتَهم كانوأ كروت بات ال وَيَفَتُُورت لت َير الح دَلِكَ بَا عَصوأوكَانوأ 

دوت 4ء وفي سورة آل عمران: ل دللت تم کانوا یکفروں كات الله ویقتلوں اليا 


عير حي لك بِمَاء عصوا وکانو یَمَندونَ 4 [الایة: .]11١‏ 


سے نے 


5 ر 


#دلك ٭ الإشارة لأقرب مذکور وهو قوله: #وضريت بهم الله والم حةۃ 
وباو بصب م ين الہ 4 أي : ذلك الذي جازيناهم به من ضرب الذلة عليهم والمسكنة 
ورجوعهم بغضب من الله. 

يأَنَهمْرٌ * الباء للسببية» أي : بسبب أنهم. 

کا يَكْمْرُورت ايت آقو 4 أي: كانوا يجحدون آيات الله الكونية والشرعية. 
ويكذبون بہاء فلا .7 بآياته الكونية على كمال ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته 
با وو مسر روا و دس ا 

#وَيفَمُلُورت التب ٭ الواو: عاطفة والجملة معطوفة على ما قبلھاء قرأ بعضهم 
«النبئين» ا وهو الخيرء وقرأ آخرون: (النبیین) ات اق اه 
النبوة وهي المكان المرتفع؛ لأن الأنبياء عليهم السلام مبرون من اللہ ومخيرون 
لأقوامهم» كا أنهم ذوو مكانة عالية عند الله وعند المؤمنين. 

بِعَيِلْحَقّ 4 أي: قتلا بغير سبب يوجب قتلهم» بل بالباطل» والظلم المحض. 

٥كَ4‏ الإشارة لأقرب مذكور وهو قوله: #يكُفروت بات اللہ يموت البَيتنَ 
بِعيرِألْحَقَ 4 . أي: إلى كفرهم بآيات الله وقتلهم النبيين بغير حق. 

#دَلِكَ ماعَصواأ وَحكَانوا يَمْتَدُورتَ 4 الباء للسببية» أي : يسبب عصيانهم بترك ما أوجبه 
الله عليهم» وارتكاب ما نهاهم الله عنه» وبسبب اعتدائهم ومجاوزتهم الحد في حق الله 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


= 


بتجاوز ما أمر به» وفي حقوق عبادہ بالتعدي عليهم وأذيتهم ومنع حقوقهم صاروا إلى ما 
صاروا إليه من الكفر بآيات اللہ وقتل النبيين بغير حق» كما قال تعالى: ٭افلمَاراغوا ارا اه 
وم [الصف: ٥ء‏ وقال تعالی: اكلا بل ران عل کہم اکا بو [الطففین: ١٤ء‏ وقال 
تعالى: ولب کہم وَبصدرَهُع كما لد وا یدوم او مرو وَسَدَرْهُمَ في ينه يَعَمَهُونَ 
[الأنعام: »]١١‏ فكفرهم بآيات الله سببه العصيان» وقتلهم النبيين بغير حق سببه الاعتداء. 
ويحتمل أن تكون الإشارة في قوله: «ذلك» تعود إلى مرجع الإشارة الأولى» وهو ما 
جوزوا به من ضرب الذلة عليهم والمسكنة» ورجوعهم بغضب من الله» فيكون عصيانهم 
واعتداؤهم علة أخرى لمجازاتهم با ذكرء وتأكيد لعظم جرمهم ولاستحقاقهم ذلك 
العثانت: 
الفوائد والأحكام: 
-١‏ إثبات القول والكلام لله 5 بحرف وصوتء كا يليق بجلاله وعظمته؛ لقوله 
تعالى : د فا آدْحْنُوا هذ الْقرسَةَ 4 الآية. 
- تذكير بني إسرائيل بأمر الله هم بدخول بيت المقدس وإباحة الأكل منها من حيث 
شاؤواء وأمرهم بدخول الباب سجداء وطلب حط ذنوبهم» ووعده تعالى لهم 





2 


بمغفرة خطاياهم» وزيادة المحسنين منهم من فضله؛ لقوله تعالى: #وَإد كنا ادَعُلوا 


ہے امهس ساسع م ور .ن ا وى عار ۔ص ر م صکے ر ري عاطق ّم م اه 
هلو الْقرَسَة مكلو ينها حَيْتُ شع رَعَدَا وَآدْحْلُوأ ابت سجدًا وولو جطة نيز کک 


حي میں 


نيكم وَسََرِيدُ الْمُحْسِيِينَ 4. 

۳ أن من شكر نعمة الله تعالى لمن نصره الله وفتح له البلاد أن يدخلها على وجه 
الخضوع والتذلل والتواضع لله كبك؛ لقوله تعالى: #وَآدْخُلُوا ابت سد ). 

ات غا العا طا الات س رس ا قرف قفا 6ذ ارا کا كر 

٥‏ وعد الله كلك الذي لا یتخلف بمغفرة الخطايا والذنوب لمن جاهد في سبيله وخضع 
له» ودعاه؛ لقوله تعال: لتَِْكَكرْحَطَيكُ4. 

-٦‏ كرم الله كلك وجوده بوعده بزيادة المحسنين من فضله؛ لقوله تعالى: #وَسَلَرِيدٌ 
لْمْحَسسينِينَ #. 


سے ا 


سورة الیفرة: الآيات: ٦٦ - ٥۸‏ 


۷ سے 

/ا- شدة عناد بني إسرائيل ولؤمهم حيث بدلوا ما أمرهم الله بقوله وفعله» فبدل أن 
يدخلوا الباب سجدّاء ويقولوا: حطةء دخلوا يزحفون على أدبارهم استھزاء 
ويقولون: حبة من شعرة؛ لقوله تعالى: # مل اديت لوا َولا عير اروف قبل 
لوم 4. 

۸- تحريم تبديل قول الله كك وأن ذلك من أشد الظلم والفسق؛ لقوله تعالى: # فَبَدَّلَ 
ليرت كما ۹ء وقوله تعالى: #كَأَرََا عل ان ظَكَمُوأ رج من اسما یکا کا 
سقو & . 

۹- إثبات علو الله على خلقه؛ لقوله تعالى: طَأَزَْتَ 4ء والإنزال يكون من أعلى إلى 
أسفل. 

۰- في الإظهار مقام الإضمار في قوله: #كَأَرََا عَلَ الزن ظَكَمُا 4 تأكيد الحكم بالظلم 
على هؤلاء المبدلين» وأنه سبب عقوبتھم؛ وليشمل هذا الحكم كل من يبدل فهو 
ظا م مستحق للعقوبة. 

-١‏ أن من بدل قول اللہ تعالى فهو ظا م فاسق؛ لأن الله وصفهم بالظلم والفسق. 
ودک يورك 

۲- إظهار عدل الله بربط العقوبة بسببهاء والتحذير من الظلم والفسق» وأنہما سبب 
لعقاب الله وعذابه. 

۳- أن الاستسقاء عند الحاجة للمطر سنة من سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ 
لقوله تعالى: وإ ذاق موس لقويهء 4 وهكذا فعل النبي مياد 

-٤‏ حاجة ا خلق وافتقارهم إلى الله كلك با في ذلك الرسل وغيرهم» وأنه لا ملجأ هم 
في الشدائد إلا إلى الله. 

-٥‏ شفقة موسى اكا ورأفته بقومه» حيث طلب هم السقيا خوفا عليهم من الهلاك. 

-٦‏ إثبات السمع والكلام لله 5ِبْكَ؛ لقوله تعالى: #قَقَلْمَا4 والفاء للسببیة فسمع كك 
استسقاء موسى ودعاءه» وقال له: #أضرب بعصالك الحجر #. 

۷- کرم الله كك وجوده العظيم وعنايته بنبيه موسى ال حيث أجاب دعاءه؛ لقوله 





د ا عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج٢‏ 
تعالى: #فَقُلمَا اضرِب بَمَسَاككَ الْحَجَرَ » وفی هذا دلالة على فضل موسى الئل 
ومنزلته عند ربه. 

- قدرة الله تعالى التامة حيث فجر هذه العيون من ا حجر؛ لقوله تعالى: #فَانمَجَررتٌ 

49 الآية العظيمة في عصا موسى الكل حيث ضرب بها بأمر الله الحجر فانفجرت منه 
العيون» وضرب با البحر فانفلق» ويلقيها فتلقف إفك السحرة. ويلقيها فتكون 
حية» ثم يأخذها فتعود سیرتہا الأولى. 

-١‏ إثبات الأسباب وربط المسببات بأسبابها؛ لقوله تعالى: #فَقَأنَا آصْرِب بَمَسَالکَ 





ج72 سس سر ر کر سر ہے 


ا قاب کادر عل سر هذه اسر دون شر ت سی شر 

-١‏ أن السقيا قد تكون بالمطر النازل من السماء وقد تكون بالماء النابع من الأرض 
كهذه العيون» ونبع زمزم وغير ذلك. 

۲- حكمة الله تعالى وتمام نعمته على بني إسرائيل في جعل هذه العيون اثنتي عشرة 
عينًا؛ ليعرف کل سبط منهم مشربه ولا يتزاحمون ويؤذي بعضهم بعضاء ورب 
عادى بعضهم بعضًا؛ لقوله تعالی: #مَدَعِِمَ سکُل أناس تَفْرَيَهُمَ 4. 

1 - امتنان الله كك على بني إسرائيل وتذكيرهم با أنعم الله به عليهم» من مأكل 
ومشرب؛ ليشكروه؛ لقوله تعالى: #كدْوْوَاعْرَُوا من وَزْق ال 4. والأمر للإباحة. 

-٤‏ تحريم الإفساد في الأرض؛ لن الله تعالى نہی عنه» فقال تعالى: #ولَا تَعتَزا ف 
الْأَرْضِ مُعْسِدِينَ ). 

-٥‏ أن المطلوب والمشروع الإصلاح في الأرض. 

-٦‏ كفران بني إسرائیل ما مَنَّ الله عليهم به من المأكل والمشرب والرزق ومللهم من 
ذلك؛ لقوهم: لان تصبرعَلی لام واجد € الآية. 

۷- سوء أدب بني إسرائيل وجفائهم؛ لقوهم: قانع لنا ريّكَ» فكأنهم یسخرون 
بموسى وربه» وكأن رب موسى لیس ربا لهم - والعياذ بالله. 


سورة البقرة: الآيات: 0۸ - ٦٦‏ 





=۹ 

۸- أن من کفر نعم الله تعا ی ففيه شبه من اليهود. 

۹- إثبات ربوبية الله ك الخاصة لموسى الكت وتشريفه بإضافة اسم الرب إلى ضميره؛ 
لقوله تعالى: #ريّلك 4. 

-٠٣‏ أن الُخرج للنبات والجالب للأرزاق هو الله جل وعلا؛ لقوله تعالى: برخ لتا 
يتات الرس 4 الآية. 

-١‏ اختیار بني إسرائيل الأدنی من الطعام على الأعلى» وإنكار موسى ذلك عليهم؛ 
لقوله تعالى: اورت ای هی ادف با لی هور #. 

۲- لا بأس في اختیار الأطيب والأفضل من المأكل والمشرب والمسكن والمركب 
ونحو ذلك. مالم يصل الأمر إلى حد الإسراف؛ لقوله تعالى: أت كبرت الى 
کرای ا کپ 

-٣‏ حل البقول والقثاء والفوم والعدس والبصل؛ لقوله تعا ی: يما تلبت الأَرَصُ مِنْ 
بَقِلهَا واپ ھا وفومھ اَعَد ما ويَصَلِهًا 4 إلى قوله تعالى: #آَهْيِطُوأ مص ِن آَم 
مَاس اکم 4. 

-٤‏ جواز إسناد الشیء إلى مكانه أو سببه؛ لقوله تعا ی: لما تيت الْأَرْضُْ ۹ء والمنبت 
حمًا هو الله 5ٌ2. 

-٥‏ التقليل من شأن مطلب بني إسرائيل في قوهم: قادح کنا رک مرج کنا ینا ثبت 
الس مِن بَقَلهسَا 4 الآية وتوبيخهم؛ ؛ لآن ما سألوه ه لا يحتاج إلى دعاء لكثرته في 
الأمصار ودناءته؛ لقوله تعالى: #آهْيطُوأ يسا ون لم مَاسَالتُمٌ ۹. 

-٦۲‏ ضرب الذلة والهوان والصغار على بني إسرائيل» ولزوم ذلك م؛ لقوله 
تعالی: ریت تھ م ال 4ء وكا قال تعا ی: ٭ صرت عم الو ان ما وا ر 


سض سر سپ 


بل ن الو وَعبلِ ين اسه اعدا 0111 أى : بحبل من الله وهو الإسلام 


س مھ سے 


الذي به العزة لمن اعتنقه» طوَحَبَلِ ينلاس بعهد أو أمان من المسلمين هم» أو 
مناصرة ومظاهرة غيرهم من آهل الکفر لهم. كا هو الحال في مناصرة نصارى 
العالم لهم اليوم. 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





= 
وهم مع ذلك ومع ما يملكون من أنواع الأسلحة النووية وغيرها- أذلاء جبناء 
ويعيشون حياة الذل والخوف والقلق» مصداق قوله كك: ضرت لمم الل 4 
هذه حالهم وصفتهم اللازمة لهم. 
ولا تسأل اذا م يتتصر المسلمون عليهم» فالجواب يعرفه كل مسلم» وهو ضعف 
المسلمين وبعدهم عن دینھم؛ واختلافهم وتناحرهم في| بينهم وتفرق کلمتھم؛ 
وقد قال الله تعالى: ¥ وَأَعَسَصِمُوأ بحبَل الله جميعا ولا رفوأ [آل عمران: »]٠٠١‏ وقال 
تع ی: # ولا سر عواف فت لوا ونذهب رک 4 [الأنفال: 47]. 
وكماقال الموصى لاأبنائه عند وفاته: 

تراما رامین عشب رار قا 

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افسترقن تكسرت آحادا() 

۷- ضرب المسكنة والفقر على بني إسرائيل بل أشد ذلك وأعظمه هو فقر القلوب» 
حتی صاروا أفقر الخلق قلوبّاء وأشدهم بخلا وشحاء وحرصا وطمعًاء حتى ولو 
ملکوا الأموال الكثيرة؛ لقوله تعالى: #وَألْمَدَ كه 4. 

۸- غضب الله تعالى على بني إسرائيل لقوله تعالى: #وباءو بعصو الہ 4 وفي هذا 
إثبات صفة الغضب لله كك کما يليق بجلاله» وإثبات ضده وهو الرضا عمن هم 
أهل لذلك وهم المؤمنون. 

۹- أن ما حصل لبني إسرائيل من ضرب الذلة والمسكنة عليهم ورجوعهم بغضب 
الله إنما هو بسبب كفرهم بآيات الله» وقتلهم النبیین وعصیانہم واعتدائهم؛ لقوله 


لے اس 


سرح ضص* حر ٤س‏ مم 


تعال ی: #دَلِكَ بات کا مرو بات الو يشوت البَينَ بير لحي دَلِكَمَاعَصَوأ 
و ڪا يڏوت ). 

٠‏ - إثبات ا حکمة لله تعالى» وربط العقوبات بموجباتہاء وبيان عدل الله ئك؛ لقوله 
تعالى: لك نمر ۹ء وقوله: ديك ياعصوا). 

-١‏ التحذير من الكفر بایات الله ومن العصيان والاعتداء. 


)١(‏ انظر: (موسوعة الشعر الإسلامي» ١‏ .» والبيتان ينسبان لمعن بن زائدة» وقيل: للمهلب بن أبي صفرة. 


سورة البغرهة: الآيات: ۸۔٦٦‏ 





= 

۲ - أن قتل النبيين لا يكون إلا بغير حق؛ لقوله تعا ی: ٭وَیَتْتْلُورے انين بير الحَق ۹ء 
فقوله: لعي رأَلْحَقَ 4 لبیان الواقع. 

7 - أن المعاصى بجر بعضها بعضًا؛ لقوله تعالى: ذلك مَاعَصَووَحكَانوأيَتَدُوتَ ). 


3% % 3ت 


عون الرحمن في تفسير اثقرآن, ج٢‏ 





= 

قال الله تعالى: ن ألَذِنَ ءَامَثوا واأیے هَادُوا واللصدریٰ وَالص یی مَنْ ءامن باه 
ووم الاجر وَعَیل صلخا فلَهُمْ رمم عند رَيَهِمْ ولا خوث عَلِمَ ولا هم روت )و د 
اذا میکدقگم ورقمنا رگم الود خُدُوا مآ ایتک وو واد کا ما فی ملم توه © م 
وَموْعِظٌ َْممَقِينَ ©)). 

قوله تعالی: ن الس اموا وات هَادُوأ وأَلتصرَئ ولیت من امن لَه ايوم 
لآ وَعَیلَ صَلِحَا كَلَهُمْ همعد رَه وَلَاحَوْفُ عَلْہم ولاهم عرو 4. 

وقال تعالى في سورة المائدة: إن الین ءامو والیت هَادُوأ اون الصا من 
ءام باد الوم الآحز وَعَيمِلَ صللِحا فلا خوف عليه ولاهم حرو 4 [الآية: .]٦٦‏ 

عن سلان ذه قال: «سألت النبي يي عن أهل دين كنت معهم» فذكرت من 
صلاتهم وعبادتهم» فنزلت: اَن ءَامَثرا والیرے هَادُوأ واللصریٰ وَآلصَّدِيعِيَ مَنْ ءا 
َه اَلَو لخر 4 إلى آخر الآية»(21. 

ذكر الله كك في الآية السابقة ما عاقب به بني إسرائيل بسبب كفرهم بآيات الله 
وقتلهم النبيين بغير حق- من ضرب الذلة والمسكنة عليهم» وغضب الله عليهم» ثم 
أتبع ذلك يذكر ما أعدہ للذين آمنوا من هذه الأمة. ومن الذين هادوا والنصارى 
والصابئين» من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صا حا من الأجر عنده» والسلامة 
من الخوف والحزن, وأنه لا يضيع أجر من آمن وعمل صا ا أيَا كان. 

وفيه احتراز وتنبيه إلى أن من بني إسرائيل من آمن وعمل صَالَاء فليسوا كلهم 
من كفر وقتل النبيين وغضب الله عليهم» كا أن فيها إشارة إلى أن باب التوبة مفتوح لمن 
تاب وآمن بالله واليوم الآخر وعمل صا ًا من أي طائفة كان. 

قوله: ك لَذِنَ ءامنا 4 «إِنّ للتوكيد وتحقيق الخبر والمراد ب «الذين آمنوا) أمة 
محمد بء وإنا خصهم الله بهذا الوصف؛ لأنهم هم الذين يستحقون اسم ووصف 


.)۱٢١ /١( أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره»‎ )١( 


سورة البقرة: الآيات: ٦٦-٦٦‏ 


- 7 


الإیمان المطلق. وهو الإيان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم ار والقدر خيره 
وشر 22000 الله الإييان بہ كما قال تعالى: ٭ءامَن ارول يمآ رکا كله مد 
میں ہی ءامن مه وَملتيَكوء وکو وَرُسُلوء لا ترق بيت حل من رسو الوا سَممَتا 
وَأَطَعسا م۹ [البقرة: ۲۸۵]. 

وابتدأ بذكر الذين آمنوا من هذه الأمة اهتامًا بشأنہم؛ لفضلهم وکونہم القدوة 
لغيرهم. 

#والدرت هَادُواً 4۴ء أي: اليهود» وهم یت إلى شريعة موسى اليل (شریعة 
التوراة»» ومعنى «هادوا»: تابواء ى) قال موسى اَی : إا هدئآ ليْكَ € [الأعراف: ٤٥٥]ء‏ 
اوتنا الیک 

ڈوالصریٰ ٭: الذين ینتسبون إلى النصرانية دين عيسى اق سموا نصارى 
لتناصرهم فيا بينهم» ويقال ٹم أنصارء کا قال اكتتة: لمن أتصصارعة إل اث ا 
الحوارئورے نآ الہ # [الصف: .]١5‏ 

#وَاَلصَعِيتَ 4ء قرأ نافع بياء ساكنة بعد الباء «والصابين» على أنه جمع «صاب» 
منقوصّاء وقرأ الباقون مهمزة بعد الباء #وَاَلصَّدعِيتَ 4 جمع (صابی) بهمزة في آخره» وهم 
من لا دين هم» وقيل: هم من جملة فرق النصاری؛ وقيل: هم الذين لم تبلغهم دعوة 
نبي» وقيل غير ذلك. 

قال ابن كثي ر(١)‏ بعد ما ذكر عددًا من الأقوال في ا مراد بالصابئين: «وأظهر الأقوال 
والله أعلم قول مجاهد ومتابعيه ووهب بن منبه أنهم قوم ليسوا على دين اليهود ولا 
النصاری؛ ولا المجوس والمشركين» وإنم| هم قوم باقون على فطرتهم ولا دين هم مقرر 
يتبعونه ويقتفونه؛ وهذا كان المشركون ينبزون من آمن بالصابئ» أي: أنه قد خرج عن 

ئر أديان أهل الأرض». 

#مَنْ ءَامَنَ بألل وَالیُو الآ 4 «من»: اسم موصول في محل نصب بدل من قوله: 

لد الذي اموا 4 إلى قوله: #وألصيعيت 4 أي: من آمن من الطوائف المذكورة وم يقل: 





.)١59 /۱( في (تفسیرہ)‎ )١( 


عون الرحمن في تفسير اثقرآن: ج٢‏ 





|٢٢٢ ك‎ 


«من آمن منھم)؛ ليشمل الوعد کل من آمن بالله واليوم الآخر؛ منهم ومن غيرهم. 

أي: من آمن من أمة محمد كَل ومن اليهود والنصارى والصابئین بالله» أي: 
بربوبيته وألوهيته وأسمائە وصفاته وشرعه. 

لیو آلآ 4 أي: وآمن باليوم الآخرہ يوم القيامة وما فيه من البعث والحساب 
والجزاء على الأعمال. 

وكثيرًا ما يقرن الإیمان بالیوم الآخر بالإيان بالله- دون بقية أركان الإيمان؛ لان 
الإيهان باليوم الآخر من أعظم أركان الإييان» وهو الذي يحمل الناس على العمل لما فيه 
من الحساب والجزاء على الأعمال. 

#وَعَيِلَ صَلِحًا 4 أي: وعمل عملا صاسحاء وحذف الموصوف وهو «عملا» لأن 
المهم کون العمل صاسحاء والعمل إنما يكون صالخا بالإخلاص لله 85ء وموافقة شرعه 
كما قال تعالى: ٭ وَمَنّ أَحَْسَنٌ دِيم ؾکَنْ اسلم وَجَهَه: لہ وَهْوَ تن 4 [النساء: ١٤۱]ء‏ أي: 
أخلص العمل لله» وهو حسن متبع للشرع. 

َه همعد رَيَهِمْ 4 الجملة خبر «إن» في قوله: لن الدب ءامو 4 وقرن بالفاء 
لاب الموضول وهو اللمعدا للشرط: 

وقدم المبتدأ وهو قوله: «لهم» على الخبر وهو «أجرهم)» وسمى ثوابهم أجرّا؛ 
لتأكيد تحقيق ذلك هم» أي: فلهم ثواب إیم|نہم وعملهم الصالح مؤكدا حققا. 

وإنا سمى الله کف ثوابهم أجرًا؛ لأنه كك أوجبه على نفسه تفضلا منه وكرمّاء کما 
أوجب أجرة الأجير على المستأجرء قال تعالى: #كَسَب رکم عل تمه اليحَمَةَ 4 


ہے جع ہہ ےپ کو )ب سح ی ھ سل سرس بر 
ge e e‏ مک کے 


0 .4 7 ۰ اد ھک حم سے یھ 0 
[الانعام: )0 وقال تعا ی: می وسعت هل شیع كتبها ١‏ دين يفون ويؤنورت 


الرّحكرة وا زين هم امون € [الأعراف: ٦.ء.‏ 


قال ويه فی حدیث معاذ 4 «أتدرى ما حق الله على العباد وماحق العباد على الله؟ 
قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشر کوا به شيئًاء وحق العباد على الله أن لا یعذب 
من لا يشرك به شیا( 


)١(‏ أخرجه البخاري في الجهاد والسير (٢۲۸۵)ء‏ ومسلم في الإيهان (۴۰]ء والترمذي في الإیمان (٢٢٦۲)ء‏ وابن ماجه 


سورة البفرة: الآيات: ٦۲۔٦٦‏ 


تع 
وهو- سبحانه وتعالى- إنم| أوجب ذلك وأحقه على نفسه تفضلا منه وكرمّاء لأنه 
سبحانه وتعالى لا يجب عليه شيء لخلقه. بل هو صاحب الفضل والإنعام عليهم» قال 
ابن القي(: 
ماللعبادعليهحقواجب هو أوجب الأجر العظيم الشان 
كلاولاعمللديهضائع إن کان بالإخلاص والإحسان 
إنعذيوافبيعدلهأونعموا فيفضاه والفضل للمنان 
عند ريه 4 أي: عند خالقهم ومالكهم ومربيهم بنعمه العظيمة» فهو عنده ومنه 
سبحانه وتعالى» وفي هذا تعظيم لأجرهم» وبيان ضانه كك وتكفله لهم بذلك. 
لوَلَاحَوَفٌ عَلييِمَ 4 أي: ولا خوف عليهم فيا يستقبلون و«خوف» نكرة في سياق 
النفي فيعم نفي أي خوف. 
طول هُمْ تحزلوت € أي:ولا هم يحزنون على ما فاتهم» ولا على ما يخلفون بعد 
ماتہم؛ کا قال تعالی: آلا اک ولآ الو لا خرف مہہ وکا مم روت ری الت 


سس کر 9 a‏ 


اموا وڪاو سقو 4 لیونس: ٦٦ء‏ ٦٦]ء‏ وقال تعالى: لن اليس قالوا رہنا الله تُم 
مدموا َر يهم آلکیکة ألا ضافوا ولا ے رھ وش روا بللتَة الى تم 
ودورت LT I‏ 

قوله تعالی: # وَإِدأَخنا میقم ورفمنا فوفکم الطورٌ حُدُوأ ما ےادین کم يهوو واد ہروا ما 
فی نگم تقو © ثم نول نٹ بعد دك فلولا فصل اللہ علدكُم وَتَحْمَتْةُ کہ ين 
ليو ). 

وعد الله كبك في الآية السابقة كل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صا حا من سائر 
الأمم بالأجر العظيم- مع انتفاء الخوف والحزن عنهم» ثم عاد الكلام في الآيات إلى 
تذكير بني إسرائيل بأخذ ميثاقهم ورفع الطور فوقهم؛ تخويمًا هم؛ ليؤمنواء وتوليهم 
بعد ذلك» وتفضل الله عليهم ورحمته لهم بتوبته عليهم بعد ذلك. 





في الزهد (795 5). 
)١(‏ في «النونية» ( ص۹٤1١ .)١6١‏ 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 


> 
ووجه الخطاب لبني إسرائيل الموجودين وقت نزول القرآن؛ لأن الميثاق الذي أخذ 
على أسلافهم هو ميثاق عليهم. 





و ساح 2572 ي سے ب رھ سا ہے سا ر 

وهدا الایة كقوله تعا ی: اد اد مته 5 ورفعتا َوَفَصكم الطور حذواما 

سے سے 2< رت و ص - اکم ردم سے و سے سے سے 5 > ۵٥‏ ۰ 23 مھ ہے ص 

يڪم بِفُوّوَ واسمغوا کَالوا سعنا وعصيتا وَأَشْرِيُوا فى فلويهم الْيجْل 
بوهم فلب تما يَأْمْركُم بۓہ لِيمَنكم إن تشم مَؤِْنِيتَ € [البقرة: ۹۳]. 


سے سے مہ 


قوله: ٭وَإِذ َحَْنَا ميشقكة 4 الواو: عاطفة» و«إذ؛ ظرف بمعنی حين. والميثاق 
العهد المؤكد الغليظ الثقيل» أي: واذكروا حين أخذنا عهدكم الموثق المؤكد المغلظ 


بواسطة موسى ات کما قال تعالى: #وَإِدْ آحَذَنا مين ب إشريويل لا سَبْدون إلا الله 


سم ے مر مر 


ریا لول اح اتا # إلى قوله: وما الله بسن عَمَا تعملون € [البقرة: ۸۳- ۸۰]. 
وَرََمنَا َوْقَكُمْ آلطورٌ * أي: ورفعنا فوق رؤوسكم الطورہ كا قال تعا ی في سورة 
النساء لور فعا فرقم الور ميق 4 [الآية: .]٦٥٤١‏ 
والطور الجبل المعروف الذي نادى الله موسى من جانبه» كا قال تعالى: ہڑونندیته 
من جانپ الطورا لایمن وره ا © [مریم: .]٥٢‏ 
عن ابن جريج قال: قال لي ابن عباس: «الطور: ا جبل الذي أنزلت عليه- يعني: 
على موسى- التوراة» وكانت بنو إسرائيل أسفل منه»'. 
رفعه الله كك فوق بني إسرائيل؛ تهديدًا وتخويفًا هم» كا قال تعالى في سورة 
الأعراف: #وَإِد تَتقا ابل فوفھم کته ظل وظنوا آنه واقع ہم خذوا ماءاتیتکم فو واذ کرو ما 
ل € [الآية: ۱۷۱]. 
وهذا من أعظم آيات الله الكونية الدالة على تمام قدرته عز وجل. 
ُدُوا ما ابتكم بِقُوَّوَ » أي: قائلين لهم #حَدُوأ ما ءَاتَیْنکم بمو 4» (ما) موصولة 
تفيد العموم» أي: خذوا واقبلوا جميع الذي أعطيناكم من الكتاب والتوراة أي: آمنوا 
به واعملوا بمقتضاہ. 


.)٤/٥٢( أخرجه الطبري في «جامع البيان»‎ )١( 


سورة القرة: الآبات: T= TY‏ 





۲۷ = 
بمو 4 الباء للمصاحبة» ای مصحوبًا بقوة» ای بحرم وعرم ونشاط و جحد 
واجتھاد فی الامتثال والعمل» دون ضعف أو تہاون أو توانٍء كما قال تعا ی: ییحی حُذٍ 


ر پر ت 


ا[ ڪب فو و 4. 


#وَآذ لوا مَا فيه 4 (ما): اسم موصول يفيد العموم» أي: واذكروا الذي فيه من 
الأحكام والأوامر والنواهي» والأخبار والوعد والوعيد والمواعظ وغير ذلك» واتلوه 
وتعلموه واعملوا به. 

لَلَکم تَتَقْنَ 4 أي: لأجل أن تتقوا اللہ أو لتكونوا من أهل التقوى 

فأخذ الله كك ميثاقهم» ورفع فوقهم الطور؛ تخويمًا هم» وأمرهم بأخذ الكتاب 
بقوة» وذكر ما فيهء لأجل أن يتقوا الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه» كما قال 7 
٭ تاها لن ءامنا کہ کيب يڪم لضام کما کيب عل لے ون فلکم لملک دقو قن 
[البقرة: ۱۸۳]. 

وهذا يدل على شدة عتوهم وعنادهم وتكبرهم وتجبرهم حيث لم يؤمنوا إلا حين 
رفع فوقهم الطورء كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بہم» فحينها آمنواء کم قال موسى ا 
لرا ایس عل امو لِهۃ اشد عل لوبهم مَلاهومثرَأحَق یروا لداب اللم © [يونس: ۸۸]. 

فهم دعوا إلى السجود ولكنهم مالوا في سجودهم ينظرون إلى ا لحبل خائفین منهء 
ويقال: إن هذا ما زال هو سجودهم إلى اليوم؛ فإیمانہم وسجودهم أشبه بإيمان وسجود 
المكره؛ ولهذا سرعان ما تولواء کم قال تعالى: 

لئ تلَّدِكّم4» أي: ثم توليتم بأبدانكم» وأعرضتم بقلوبكم عن طاعة الله تعالى 
وتقواه. 

لَب بَمّد ذَلِكَ 4 أي: من بعد أخذ ميثاقكم ورفع الطور فوقكم وإنابتكم وقت 

فنقضتم العهد وا میثاق. 

RRS‏ «لولا»: حرف امتناع لوجود. 
واللام واقعة في جواب الولا» أي: فلولا فضل الله عليكم موجود لكنتم من 
ال خاسرین أي: فلولا تفضل الله عليكم ورحته لكم بعفوه عنكم وتوبته عليكم بعد 
توليكم» ونقضكم الميثاق لكنتم من الخاسرين الخسارة العظمى. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





A= 
خسارة الدين والدنيا والآخرة» خسارة النفس والأهل والولدء ىا قال تعالى:‎ 


کے مہ رھت سح مس وده کك سيرم رهء ہےر مع ع رغ کے لاس ر مما واس وده 
لفل إن ارب الذي حيرا أنفسهم وَأَهلِييم بوم الِْيمَةٌ ألا ذلك هْوَلْلْسَرَانُألْميِينُ ۹ء وقال تعا ی: 
> مرکعص سر ےم عن 


وتواصواً يالضَبر © [العصر: ۳-۱]. 


قوله تعالی: ل وقد لم اَی أعتدَوأ منگم في الست معلا هما و حصو © 


کک کر سے سے 
٠4‏ 


كملکھا تكلا لاب دما وما ْم مووا متي ©4. 

هذا مما يدر الله به بني إسرائیلء مما يعلمونه وما تقرر عندهم من أمر الذين 
اعتدوا منهم في السبت» ومسخهم الله قردة خاسئین؛ ليأخذوا من ذلك العظة والعبرة 
ويحذروا من المخالفة والعصيان. 

قولہ: # قد عَلنم لذبي أعَتَدَوَأ مِنَكُمْ في الكَبْتِ4 الواو: عاطفة» واللام موطئة 
للقسم» وقد للتحقيق» فا حملة مؤكدة بثلائة مؤكدات» القسم» ولام القسمء ولاقد). 
وا خطاب لبني إسرائيل الموجودين وقت نزول القرآن. 

أي: والل لقد علمتم يا بني إسرائيل الذين تجاوزوا منكم حد الل؛ وارتكبوا ما 
هاهم عنه يوم السبت» وما حل بهم» وي هذا توبيخ لهم على عدم الإيان مع علمهم با 
حل بأسلافهم» وتحذير هم من عقاب الله وَبكَ. 

و«السبت» في الأصل: القطع والراحة» والمراد ب«السبت» أحد أيام الأسبوع. 
وسمي بالسبت قیل: لأنهم كانوا ینقطعون فيه عن العمل. 
السبت من تحريم العمل والصيد فيه ليتفرغوا للعبادة» وقد ابتلاهم الله بإتيان الحيتان 
غا بكثرة في هذا اليوم دون غيره من أيام الأسبوع» كا قال تعالى في سورة 
الأعراف # وَسْعَلَهُمَ عَنِ الْقَرَةَ الى ات حَاضْرَةَ لحر إِذْ عدوت ف اَلسَبَتِ إِذْ 


خر سے خر مرج :گر 


لوهم يما 


۱ 


١ 


کانوا يِفْسفُوں € [الآية: 17]. 
فاحتالوا بوضع الشباك ها يوم الجمعة وأخذها يوم الأحد- فجمعوا بین التحايل 


على فعل المحرم» وبين ارتكاب المحرم» وهذا أشد اعتداء وأعظم جرمًا من فعل المحرم 


سورة البقرة: الآيات: ٦٦ - ٦۲‏ 
=> 
على وجه صريح» لما فيه المخادعة وإظهار المحرم بصورة المبام؟ وهذا المسلك- وهو 
الخداع والتحايل- كان المنافقون أشد الناس جرمّاء وأشدهم عذابًاء لأنهم يظهرون 
الإيهان ويبطنون الكفر. 

فا هم نوا فِرَدَةٌ خَيِعِيَ 4 أي: صبروا قردة خاسئین. و«القردة» ھی الحيوانات 
اللعروفة التى هى من أخس الحيوانات؛ ولهذا قال: «خاسئين» أي: أذلة صاغرين» 
فمسخوا قردة خاسئين مسخا حقيقيًا لصورهم» ومعنويًا لقلومهم بأمر الله تعا ی؛ عقوبة 
مَن ذلك مثو عند الو من لحه الله وب عليه وجل مہم لمرو لازي وعبد ألطلحُوتَ 4 [المائدة: 


.۰۳ 





فعوقبوا بجنس عملهم؛ لأن الذي ارتكبوه بہذہ ال حیلة قد يبدو بأن صورته صورة 
المباح» وهو في ا حقیقة حرم غير مباح» وكذلك عوقبوا بمسخهم على صورة القردة 
التي هي أشبه شيء بصورة الآدمي» وليست بآدمي. والجزاء من جنس العملء كما قال 
تعالى: أ ورا سَيَتو سه ِلها © [الشورى: ٤٠]ء‏ وقال تعالى: «فَكُلا لَحَذا َيِه 4 
[العنكبوت: .]٤١‏ 

قال ابن كثير' : افلما فعلوا ذلك مسخهم الله إلى صورة القرود وهي أشبه شىء 
بالاناسی في الشكل الظاهر» وليست بإنسان حقيقة» فكذلك أعمال هؤلاء وحيلهم ما 
كانت مشابهة للحق في الظاهر» ومخالفة له في الباطن کان جزاؤهم من جنس عملهم». 

الضمیر في (فجعلناھا) مفعول أول ل «جعل» يعود للعقوبة المذكورة» و«نکالا) 
مفعول ثانِ» أي: فصیرنا عقوبتهم بمسخهم قردة خاسئين نكالا. 

ويحتمل عود الضمير في «جعلناها» إلى القرية بدليل قوله تعالى في سورة 
الأعراف: ٭ وَسَمَلْهُمَ عَن الْمَرْيَةٍ الى كانت حَاضْرَةَ الحر إِذْ عدوت ف اَلکَبّتِ 4 
[الآية: ١5‏ ]. 


.)) ١6 /١( في «تفسيره»‎ )١( 


.- عون الرحمن شي تفسير القرآنء ج٢‏ 

والنکال: العقوبة التي يعاقب بها مرتكب المعصية؛ فتكون نكالا له من العود إلى 
المعصية مرة أخرى» ونكالا لغيره من فعلهاء أي: ما يرتدع به وينزجر ويمتنع عن مثل ذلك 
الفعل هو وغيره» ىا قال تعالى عن فرعون: دہ آله تكاا لحرو ولوك * [النازعات: 0؟]» وقال 
تعالى: ٭ وَأَلسَارِفُ وَلسَارَفَة خاقطعوا آیدیھما جرا يما کسبا تكلا من آله € [المائدة: ۳۸] 
والنکل والنکال: القيد» قال تعالى: # إِنَّلدَينا أَنکَال كیا € 1الزمل: ؟1] أي: لدينا قيودًا. 

#لْمَابَيْنَ يدها وَمَا خَلْفَهَا 4«ما»: موصولة» أي: للذي بين يدي القرية» أي: للذي 
أمامها وحوها وقریبًا منها من القرى وأهلهاء کا قال تعالى: # وَلَمَد الک ما حولکر ين 
الغریٰ وصرفتا الت لهم رج [الأحقاف: ۲۷] #وما حَلْفَهَا ٭أی: والذي خلفهاء ای 
بعیدًا منها من القرى وأهلها. 

ويحتمل أن المعنى لما بين يَدَيبَا #من القرى الحاضرة آنذاك وأهلهاء وما 
لها من يأتي بعدهم» ويكون لما 4 هنا بمعنى: أمامهاء کا في قوله تعالى: وی 
وراء ہم ماحد کل سَفِيمَةٍ عَصبًا * [الكهف: ۷۹] أي : أمامهم. 

وعلى احتمال أن الضمير یعود إلى العقوبة يكون معنی ماب يدبا #أي: ما كان 
حاضرًا وقت العقوبة» فِوَمَاحَلَفَھَا ۹: من يأ بعد ذلك» 

وقيل: المعنى: وجعلنا هذه العقوبة لتكلا بَا ب يها 4 أي: لما قارنہا من 
معاصيهم وما حَلْفَهَا 4 أي: وما سبقها. 

وَمَوْعِظَهَ لَْمَْقِينَ 4أي: عظة وعبرة كونية قدرية» وتذكرة للذين يتقون الله. وإنم 

خصهم بالموعظة؛ لانہم هم الذين ينتفعون بالآيات دون من عداهم» فهم کم قال الله 
تعا لی عنهم : ٭ ون یروا كسما م الما ساقطا يعُولوا سحاب مرکو © [الطور: 4 4]. 

والسعيد من وعظ بغیرہہ فالجيّل لا تجعل من الحرام حلالاء بل تضاعف الحرم 
والإثم والعقوبة» وإذا كان الله كبك عاقب بني إسرائيل بہذہ العقوبة ا مشینة بسبب 
احتیالھم في السبت» فليحذر الذين يتحايلون من المسلمين اليوم بأنواع الجيّل على فعل 
الحرام وأخذه من الربا وغيره من التعاملات المحرمة والمشبوهة» ما قد يفوق ما فعله 
بنو إسرائيل من الاعتداء في السبت» وفي الحديث: الا ترتکبوا ما ارتكبت اليهود 





سورة البقرة: الآيات: ٦٦ -٦٦‏ 





فتستحلوا محارم الله بأدنى | حیل۱(۷). 
الفوائد الأحكام: 

١‏ - كمال عدل الله وك وأنه لا يظلم أحدّاء بل يجازى كلا بعمله؛ لقوله تعالى: #إنَّ لدي 
اموا اک ماف تع ا عن عام الله الور اکر ويل دا 
لهم اهمعد رَبْهِمْ ولا حوف علقم ولاهم عرو 4. 

۲- الاحتراز في القرآن الكريم؛ لأن الله كلك بعد أن ذكر ما عاقب به بني إسرائيل من 
ضرب الذلة والمسكنة عليهم» وغضبه عليهم بسبب كفرهم بآيات الله وقتلهم 
النبیین وعصیانہم واعتدائهم» أتبع ذلك بقوله تعالى: ن الذي اموا ولت 
مَادُواً 4 الآية؛ لبيان أن من آمن منهم ومن غيرهم من الأمم بالله واليوم الآخر فلهم 
أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأن باب التوبة مفتوح لهم 
ولغيرهم. 

-٣۳‏ فضل هذه الأمة على سائر الأمم؛ لأن الله قدمهم في الذكر في الآية» وخصهم باسم 
«الذين أمنوا». 

5 - إن الإيمان بالله هو أصل الإيان وأعظم أركانه؛ لأن الله قدمه على الإيمان باليوم 
الآخر؛ لقوله تعالى: من ءامن بالل الور الآز 4. 

-٥‏ أن الإیمان باليوم الآخر من أعظم أركان الإیمان؛ لأن الله ك قرنه بالإيهان به 
سبحانه وتعالى» وخصها بالذكر من بين أركان الإيمان به» وذلك لأن الإيمان 
باليوم الآخر من أعظم ما يحمل على العمل. 

-٦‏ لابد من الجمع بين الإیمان بالقلب وعمل الجوارح» بين إیمان الباطن والظاهر؛ 
لقوله تعالى بعد أن ذكر الإيمان بالله واليوم الآخر: #وَعيِلَ صلِحًا ۹ء وفي هذا الرد 
على المرجئة الذين يقولون يكفي مجرد الويمان. 

۷- أن من شرط قبول العمل كونه صالحا؛ خالصًا لله تعالى وفق شرعه. 


)١(‏ ذكره ابن القيم في «إغاثة اللهفان» (۱/ .)١٠١‏ وذكر إسناده. وقال: «هذا إسناد جيد يصحح مثله الترمذي» وانظر 
اعون المعبود) مع شرح ابن القيم (۹/ ٣٣٤۴)ء‏ وكذا جود إسناده ابن كثير» انظر «تفسير ابن كثير) (۱/ 5 .)١0‏ 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 

3 > ۲۴۷ > 

۸- عظم ما أعده من الأجر والثواب لمن آمن بالله واليوم الآخر؛ لقوله تعالى: لَه 
همعن رَيْهِمْ وََاحَوْفُ عَلِمَ وَلَاهُمْ يروت وما يزيد في عظمة هذا الأجر كونه 
عند رہہم سبحانه» وفي هذا كله ترغيب بالإيان بالله واليوم الآخر. 

۹ إثبات ربوبية الله الخاصة لمن آمن بالله واليوم الآخر؛ لقوله تعا ی: #عَندَ ريه 4. 

۰- أن جزاء المؤمنين منه ما هو جلب محبوب» ومنه ما هو دفع مكروه؛ لقوله تعالى: 
كم عند ريون وَلَاحَوَفُ عَلَِمَ ولاهم يروت 4 وإذا جُلِبَ ا محبوب وهو: 
الأجر وأنواع النعيم» ودْفِعَ المكروه وهو: الخوف والحزن. كملت السعادة. 

-١‏ تذكير الله لبني إسرائیل با أخذ عليهم من الميثاق» ورفع الطور فوقهم؛ تخويفا 
مم وأمرهم بالأخذ والعمل بالتوراة بقوة؛ لقوله تعالى: وَإِدْ أَحَذََا نامک 
وَرفمنا فوقگم آلطور حُدُوا ما اتک برو 4 . 

۲- شدة عتو بني إسرائيل» حيث لم يؤمنوا إلا حين رفع فوقهم الطورء كأنه ظلةء 
أشبه بایان المكره. 

- في رفع الطور فوقهم آیة عظيمة من آیات الله کل وتدل على كمال قوته وتمام 
قذرته سبحانة. 

-٤‏ أن المهدف من أخذ الميثاق على بني إسرائيل» وأمرهم بالأخذ بالتوراة أن يتقوا الله؛ 
8 > سير مار ہ 
لقوله تعالى: #لَعَلكْمْ تَنَفُونَ 

-٥‏ تولي بني إسرائيل عن الإیمان بعد خذ الميثاق عليهم» وزوال تخويفهم برفع الجبل 
فوقهم» مما يدل على عنادهم» وعدم استقرار الإیمان في قلومهم؛ لقوله تعالى: ¥ ثم 

7- فضل الله كك ورحمته لبني إسرائيل با آتاهم من الآيات. وبعفوه عنهم وتوبته 
عليهم بعد نقضهم اليثاق» وتوليهم؛ لقوله تعالى: فلولا فضل الو عك ووه 

۷- إثبات الفضل والرمة لله كك وأن التوفيق بيده وإثبات الأسباب وتأثيرها 
بمسبباتها لقو له تعالی: فلولا قصل اللہ علنگع وَمَحمَته َر ملحن 4. 





سورة البقرة: الآيات: ٦٦ -٦٦‏ 


FF 
توبيخ بني إسرائيل في عهده ييي على عدم الإيان به» وتحذيرهم من الاعتداء‎ -۸ 
والمخالفة والعصيان» بتذكيرهم با يعلمون من حال أسلافهم الذين اعتدوا في‎ 
السبت بالتحايل على أخذ الصيد فيه» وعقوبة الله تعالى هم بمسخهم قردة وإذلالهم؛‎ 
.4 لقوله تعالى: قد علِمَ الد عدوا نگم ف اقفتا لهم يوأ رده حلي‎ 

۹- السعيد من وعظ يغيره. 

۰- تحايل اليهود على محارم الله كك فقد حرم الله عليهم صيد السمك في السبت 
فوضعوا لما الشباك يوم الجمعة وأخذوها يوم الأحد. 

-١‏ شدة تحريم التحيّل لتحلیل ا حرام؛ لأن الله سمى فعل بني إسرائيل اعتداءً 
ومسخهم بسببه قردة خاسئين؛ لأن فيه جمعًا بين فعل المحرم وا حداع. 

۲- أن التحیّل لا يجعل من ا حرام حلالا. 

۳- أن الجزاء من جنس العمل فحيث ارتكب اليهود المحرم» وصوروه بالحيلة 
بصورة ا حلال عاقبهم الله بمسخهم قردة تشبه الآدمي وليست بآدمي. 

-٤‏ تمام قدرة الله تعالى» وأنه إذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون؛ لقوله تعالى: #فَقلَنا 

-٥‏ إثبات القول والکلام لله وكَ؛ لقوله تعالى: لتا لَّهُمْ #الآية. 

-٦‏ حقارة القردة» وأنها أخس الحيوانات. 

۷- جعل الله كك هذه العقوبة التي عاقب بها بني إسرائيل» وهي مسخهم قردة 
خاسئین نكالًا لغيرهم من ارتكاب مثل ما ارتكبوه؛ لقوله تعالى: # جعلتها تکل 
لْمَابَيْنَ يدها وما حَلْسَهَا ۹. 

۸- أن العقوبات والتعزيرات والحدود الشرعية نكال وزجر للفاعل» ونکال وزجر 
لغيره من ارتكاب فعله. 

4- أن فيه) عاقب الله به بني إسرائيل عظة وعبرة لمن اتقى الله كك؛ لقوله تعالى: 

۰ فضل التقوى لان أهلها هم الذين يتعظون ويعتبرون وينتفعون بالمواعظ. وهذا 
خصهم بها. 





عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 
سے اا ا مت سس ااا ےسج ے ہے جح ےس گے ا 





-١‏ أن العبر والعظات والآيات منها ما هو شرعي كآيات القرآن الکریم؛ ومنها ما 
هو کو كمسخ الذين اعتدوا ٤‏ انت فردة» وكالطوفان والحراد والقمل 


3 3 3 


سورة البقرة: الآيات: ۷٤ - ٦۷‏ 





> ۳٣ 
قال الله تعا ی: رس سی لِکوموۃ إن اللہ امک أن تد کو بق الوا لد هدو‎ 


قال اعود اللہ أن اون نا لمتھلیر ا قالوا ادع لنا ربك ببان نا ما هی فال اهء یھو نها بغرہ 
اش ول یگ عَوا ابو شود اموت و 5021 
َال 6 


ل کڈ یا کوک قع لونُها کم مر الکظریفت االو اع ناکین ناما ہی 


- 


إنَ ابقر َه لانن 19ء رس ر1 
قى الک مُسَلمَة لا ية فيا ما لجست OSE 0< hye‏ 

فسا 5ر ٹم ہا واه رج اکم کنو ا لتا أضْرِبْوه با كَذَلِكَ يح الہ المَوق 
ور يڪم َو عله تمقو 7 راغ ست ویک د يب ٍ 2 قا 
ا جَارَو لمايَتَمَہر e i ere‏ ِنْهُ ألما وَإَِمِتہا لما يبط من ية 
الله ملفل عَمَاتصَمَلُونَ )4. 

في هذه القصة يكر الله بني إسرائيل بها حصل منهم من المكابرة والعناد والتعنت» 
والتشديد على أنفسهم ما كان سببًا لتشديد الله عليهم. 

قال ابن القيم( في ذكر العبر من هذه القصة: «إن بني إسرائيل فتنوا بالبقرة مرتين 
من بین سائر الدواب؛ ففتنوا بعبادة العجل» وفتنوا بالأمر بذبح البقرة» والبقر من أبلد 
ا حیوان حتى ليضرب به المثل. والظاهر أن هذه القصة كانت بعد قصة العجل» ففى 
الأمر بذبح البقرة : ہبی سرت شہدفر a‏ 
والسقي لا يصلح أن يكون إَِا معبودًا من دون الله تعالى» وإنم| يصلح للذبح والحرث 
والسقي والعمل». 


53 5 

سے رو کرو سے ٦‏ 4 2 وا به رر 
7 ایا e‏ ۳ 

نھرہ 


قوله: ¥ ولد قَالَ مُومَئ لِقوموء 4 أي: واذکروا یا بني إسرائيل حين قال موسى 
لقومه: ان الله امک أن تد واب 4. 

وذلك أن بني إسرائيل قتل منهم قتيل» قيل: كان ذا مال كثير» فقتله ابن أخيه؛ 
لبرثہ واختلفوا في قاتله وتخاصموا في ذلكء واتهمت كل قبيلة منهم الأخرى» وكادت 


(TY ۹ /۱( انظر «بدائع التفسير»‎ )١( 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





كك rl‏ 
تثور بينهم فتنة وقتال بسبب ذلك» فرأوا أن يأتوا إلى نبي الله موسى الكتتلة؛ ليخبرهم من 
القاتل- ىا يدل على هذا قوله تعالى في أثناء القصة: ولد فشر تسا دادرم فبا واه 
مرج اکم تكبو فقال لهم موسى اللتلة: لن الہ اكم أن دوأ بعر 4 وقد أكد هم 
ذلك ب«إِنَ؛ وعظَّمةُ ببيان أن الآمر بذلك هو الله 3 وم يقل: آمركم أو اذبحوا. 

وجملة أن يحوأ في محل جرہ أي: بأن تذبحوا بقرة» أي: بذبح بقرة» أي بقرة 
كانت» ولو فعلوا لأجزأهم ذلكء وحصل المقصود. قال ابن عباس رضي الله عنهما: 
لو أخذوا أدنى بقرة اکتفوا بہاء لكنهم شددوا فشدد الله عليهم)20. 

أي: لكنهم اعترضوا وأنكروا على موسى ما قاله» فقالوا: 

ادنا هُوُوا ۹ء قرأ حفص بإبدال ال همزة واوًا «هزوًا»» وقرأ حمزة وخلف: 
«هُزْءًا» بإسكان الزاي» وقرأ الباقون با همز «هُرْوًا». والاستفهام للإنكار. 

أي: أتجعلنا هزوًاء أي: مهزوءًا بناء أي: محل استهزاء» والهزء: السخرية» وإنما قالوا 
هذا- والله أعلم- لاستبعادهم أن يكون ذبح البقرة سببّا لمعرفة القاتل وزوال ما بينهم 
من المدارأة» وعدم معرفتهم وجه الحكمة في أمرهم بذلك» وكان الواجب عليهم 
التسليم لأمر الله وأمر رسوله. 

قال ابن القیم''' في ذكر العبر من هذه القصة: «ومنها أنه لا يجوز مقابلة أمر الله 
الذي لا يعلم المأمور به وجه الحكمة فيه بالإنكار» وذلك نوع من الكفرء فإن القوم ا 
قال هم نبيهم: إن آله اكم أن تَدْيحُوابقرهَ 4 قابلوا الأمر بقوهم: أنَتَحِدئهُرُوًا ۹ء فل 
لم يعلموا وجه الحكمة في ارتباط هذا الأمر ہما سألوا عنه قالوا: #أنَتَحِدَنهُرُوًا 4ء وهذا 
من غاية جهلهم بالله ورسوله» فإنه أخبرهم عن أمر الله لهم بذلك» ولم يكن هو الآمر 
به ولو كان هو الآمر به لم يجز لمن آمن بالرسول أن يقابل أمره بذلك». 

َال امو أله أن أك من الجتهايت € أي: أعتصم بالله أن أكون من أولي الجهل 
والسَّمْه وعدم العلم الذين يستهزئون بعباد الله» فالجهل السَّفه؛ كا قال تعالى: # إِنَّمَا 


.)٠٠١ أخرجه الطبري في (جامع البيان» (۲/ ۹۸ء‎ )١( 
.)۳۱۸ /۱( انظر «بدائع التفسير»‎ )۲( 


سورة البقرة: الآيات: ٦۷‏ ۔ ۷٤‏ 





= ۷ 

وه ع1 آل لذ وت كمون الس 1 [النساء: ۱۷]ء ای دسقه» والجهل: ضد ا حلم 

قال غمر بن کاوم(۱): 

ألا يهل اح علینبا فنجھل فوق جهلالجاهلينا 
وقال السمو آل(۲): 

سبي إن جهلت الناس عنا وعنهم فليس سوءً عسالم وجهول 
ولا علموا صدق موسى فيا قال لهم من أمر الله لهم بذبح بقرة سألوه عن سنها 

تشددًا وتعنتا منهم» قال تعالى: 


چا س 


ال أت ٦۱ھ‏ ار گر ےس سے فو 


8 اودع لنا ریک بین آنا ما ھی قال اه یول اتا بر لا فارض ولا پکر عوا ب ديك 
اف لوا ما تؤمرورے 

قوله: # فالا دع لا ريك € بہذا اللفظ خاطبوا موسى الك ثلاث مرات في هذه 
القصة» وفي هذا من الاستكبار والحفاء والسخرية وسوء الأدب ما لا يخفى کیا سبق بيان 
ذلك في الکلام على قوهم: اذ کنا رف یت رج ناما تد تنبت الْدَرْضُ © [البقرة: .]11١‏ 

بين لتا ما هى 4 «ما»: استفهامية في محل رفع مبتدأء و«هي»: ضمير في محل رفع 
خبر» والتقدير: آي شيء هي من حيث السن» بدليل قوله في جوابه هم: ا بره لا 
فارِض ولا بكر عوان ب ذلك #. 

وهذا سؤال لا وجه له؛ لأنهم إنما أمروا بذبح بقرة» فلو ذبحوا أي بقرة لأجزأهم 
ذلك» وحصل ال مقصودہ لكنهم تعنتوا وتشددوا فشدد الله عليهم بقوله: 

6ال إِنَه يَقُول 4 أي: قال لهم موسى: فان ول 4 أي: إن ربي يقول: ها بره لا 
َرِضٌ4» أي: لا مسنة كبيرة هرمة» بدلیل مقابلتها بقوله: #ولا بكر 4. 

وسميت (فارض)؛ لأنها فرضت سنهاء أي: قطعته» والفرض: القطع. 

طول بک 4 أي: ولا صغيرة» لم يقرعها الفحل ول تلد وهي الفتية مشتقة من 
)١(‏ انظر: «ديوانه») (ص۷۸). 
(٢)انظر:‏ «ديوانه) (ص۹۲). 


= ع عون الرحمن في تفسیر القرآن: ج٢‏ 
البكرة» وهي أول النهار؛ لأن البکر في أول السنوات من عمرها. 

لوان بت ذلك 4 أي: وسطء وتَصّف بين الفارض والبكرء أي: متوسطة 
السن» وهي أنفس وأحسن ما يكون» وأقوى وأشد ما يكون من البقر والدواب. 

فص لو ما تؤْمَرَوتَ * هذا من قول موسى مم حثا على الامتثال» أي: فافعلوا 
الذي تؤمرونء أي: امتثلوا الذي أمركم الله به» من ذبح بقرة تكون وسطا بين الفارض 
والبكر» فحصروا في سن معيّن؛ تشديدًا عليهم؛ لتشددهم في السؤال عن سنهاء ولو 
ذبحوا بقرة بهذا السن» لأجزأهم ذلك وحصل ال مقصودہ ولكنهم تعنتوا وتشددوا مرة 
ثانیة بالسؤال عن لونہاء فشدد الله عليهم. 

الو ادع لنَا ريلك بین ناما وها 4 قوله: #إما ونما ۹ء كقوله: لما هی 4 
والتقدير: أي شىء لونہا؛ أهى بيضاءء أو سوداء» أو صفراء» أو غير ذلك؟ 

وها سيو ان أف رجاه هن اة ها ایت ن هة لرن وها از للك إل 
العناد والتعنت والتشديد على أنفسهم. 

#مَال ٭: أي: قال لهم موسى: #إِنَّهُد يَفُول4: أي: إن ربي يقول: #إِنَهَا بر 
صضراء 4: أي : ي: لونها أصفر. 

لقاع وها 4: أي: صافيٍ لونہاء شديد الصفرة» ليس فيه ما يشوبه ويخرجه عن 
و 

لسر ألتظريت 4: أي: تسر الناظرين إليهاء أي: تعجبهم من حسن لونها 
ومنظرهاء أي: تدخل السرور عليهم» ولیست صفرتها صفرة مستكرهة تسوء الناظرین 
وتجلب الغم. 

فكان في تعنتهم وتشديدهم مرة أخرى بالسؤال عن لوا أن شدد الله وضيق 
عليهم من ثلاثة أوجه: 

الأول: أن تكون صفراء اللون فلا يجزئ ما عدا الأصفر من الألوان» وهذا تضييق 
في الألوان. 

الثاني: أن يكون لونها فاقعًاء أي: صاف الصفرة شديدهاء ليس فيه ما يشوبه 
ویخرجه عن الصفرة» وهذا تشدید وتضييق عليهم في صفة وماهية صفرتہا. 





سورة البقرة: الآيات: ۷٤ - ٦۷‏ 3 

افائٹ: أن تكوث صغرنها میئرۃ تسر الناظرين» من حسن الرغها ومنظرهاء وهذا 
تشديد وتضییق عليهم في حسن اللون والمنظر. 

ولو ذبحوا بقرة بالسن المذكور واللون المذكور أجزأهم ذلكء وحصل المقصود 
ولكنهم تعنتواء وتشددوا مرة ثالثة بالسؤال عن عملها فشدد الله عليهم في ذلك. 

0 قَالُوا دع لنا ريك كَ بن نا ما هی 4 ا أي شيء هي من حيث العمل. اف ميزها 


وصفها لنا من حيث العمل بدليل قوله تعالى في جوابه هم: © قال اه تقول ل ابر ال 
بر الْأَرْصَ ولا شَْقِى َرَت 4. 





بل جحي 7 بل عیر حر 6 


إن البقر شلب عَلنَمَا# أي: إن البقر تشابه والتبس علينا لكثرته» فلا ندري ما شبه 

البقرة المطلوب یا أو أي بقرة تذبح» وكأن هذا اعتذار منهم عن سبب تكرير 
وإعادة السؤال. 

وهذا إن هو تعنت منهم وتشديد ثالث على نفسهم» وإلا فأين التشابه» وقد بين 
لهم أنها بقرة وبين لهم سنها وأنها الا فارص ولا پکر عون ب ذلك 4ء وبين لهم لونہا 
وأنہا #صَعْرَا فَاقعٌ وها سر التَظرِيت 4. 

#وإنًا إن سا اله لْمَهِنَدُونَ * أكدوا مقالتهم هذه بثلاثة مؤکدات: ىك ولام 
التوكيد في قوله: ٭لَمهَنَدونَ ۹ء وكون الجملة اسمية. 

وقوهم: #وَإِنآ إن سه أنه يحتمل أن هذا منهم من تفويض الأمر إلى الله يبك 
ولهذا قال بعض السلف: الو م يقولوا: «إن شاء الله لم یہتدوا إليها أبدا)217. 

وفي هذا ما يشعر بالوعد منهم والطمأنة لموسى اك 

وح ا ووو ga‏ إن الله لم يشأ أن 
ښتدي» کا قال تعالی: ٭سیقول الین أصرَوالق ساء اما آشرکتا ولا ءابَآوْنَا ولد رمتا من 


كناك كال ہے من قله € [الأنعام: ۸ء وقال تعا ی: #وقا کال الدب اش را ل 
شاء الله ماعبدنا من دونيء ین گی و € [النحل: ٥ء‏ وقال تعالى: ٭ کال و شا الجن ما 


٦(‏ روي هذا عن جمع من السلف انظر «جامع البيان» (۲/ ۸- )٣٠١‏ «تفسير ابن أبي حاتم» (۱/ ۱) اتفسبر 
ابن كثير) (۱/ .)۱٥۹‏ 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن ج٢‏ 





"١ ١| ح‎ 


بذهم 4 [الزخرف: .]7١‏ 

3ال اِنَهُ يمول 4 أي: قال لهم موسی الا مجيبًا هم إَِهُ يمول € أي: إن ربي يقول: 
لبرہ لاد اول شر الْكرض ولا قى َرَت مُسَلَمَةُ لا شْيَة ھا ». 

وفي هذا ما فيه من التشديد والتضييق عليهم. 

ومعنی قوله: ادل أي: لا هي مذللة بالعمل لير آلأَرْضَ 4 تحرثها وتقلبها 
للنبات ولا تق لَلَوَتَ * أي : ولاهي بسانية يستخرج عليها الماء لسقي الحرث. 

والمعنى: لا هي مذللة بالعمل بإثارة الأرض وحرثهاء ولا باستخراج الماء وسقي 
ا حرث عليهاء بل هي مكرمة مدللة لا مذللة. 

مل 4 صخ لا تقض فها ولاعت: 

للَاسِيَةَ ضِهًا4 أي: لیس فيها لون يخالف لونہاء فهي صفراء خالصة الصفرة لا 
بخالط صفرتہا لون آخر من سواد أو بياض أو غير ذلك. 

وفي هذا تشديد وتضييق عليهم أيضًا من أربعة أوجه: 

الأول: أن لا تكون مذللة بإثارة الأرض وحرثها. 

الثاني: أن لا تكون مذللة بسقي الحرث واستخراج الماء. 

الثالث: أن تكون صحيحة لا نقص فيها ولا عیب. 

الرابع: أن تكون خالصة الصفرة لا بخالط صفرتها لون آخر. 

فشددوا فشدد الله عليهم وقد قال كَكِْ: «إن الدين یسر ولن يشاد هذا الدين أحد 
إلاغلبه)20. 

#مَالوا»: أي: قالوا بعد هذا التعنت والتشديد على أنفسهم» وبعد أن شدد الله 
عليهم. 

#آلمَنَ جقّت بالحَق ٭ «الآن»: اسم زمان» يشار به للوقت الحاضرء أف هذا الوقت 
وهذه الساعة لحنت بَالحَق * أي: أتيت بالقول ا حق؛ أي الآن یا موسی أتيت بالقول 


(۱) أخرجه البخاري في الإيهان- الدین یسر (۳۹)ء والنسائى في الإیمان وشرائعه (6:75)- من حديث أبي هريرة 


نج 


سورة البقرة: الآيات: ٦۷‏ - ۷ 5 
والأمر الثابت» ومفهوم كلامهم هذا أنك لم تأت با حق قبل ذلك» بل جئت بالباطل» 
يدل على هذا قولهم فی أول الأمر: م#أنْتَحِدَنا هروا 4 قال ابن القيم: «فإن أرادوا بذلك: 
أنك لم تأت بالحق قبل ذلك في أمر البقرة» فتلك ردة وكفر ظاهر». 

وقيل معنى قوهم: لسن نَت بِأَلْحَقَ #أي: الآن بينت لنا البيان التام في أمر البقرة 
وأوصافها فعرفناهاء وهذا من جهلهم؛ لأنه قد جاءهم بالحق أول مرة. 

قال ابن القیم(١١:‏ «فإن البیان قد حصل بقوله: فلت الہ اکم أن موا رة ۹ء فإنه 
لا إجمال في الأمر» ولا في الفعلء ولا في المذبوح» فقد جاء رسول الله بالحق أول مرة». 

وقال أيضًا في ذكر العبر المأخوذة من القصة: «ومنها أنه لا ينبغي مقابلة أمر الله 
بالتعنت وكثرة الأسئلة» بل كان الواجب عليهم أن يبادروا إلى الامتثال بذبح أي بقرة 
اتفقت» فإن الأمر لا إجمال فيه ولا إشكالء بل هي بمنزلة قوله: «أعتق رقبة» وأطعم 
مسکیناء وصم يومّاء ونحو ذلكء فإن الآية غنية عن البيان المفصل» مبينة بنفسهاء 
ولكن تعنتوا وشددوا فشدَّد عليهم». 

#ندبحوهًا چ أي: فذبحوا البقرة بعد العثور عليها بأوصافها السابقة بعد الجهد 
الجهيد المضني في طلبهاء والمشقة الشديدة في البحث عنهاء وذلك ثمرة تشديدهم على 
أنفسهم» وهذا نہی النبي َة عن كثرة السؤالء وقال: «إن) آهلك من كان قبلكم كثرة 
سؤا مم واختلافهم على أنبيائهم»20). 

وكا في حديث المغيرة بن شعبة ط4 قال: سمعت النبى ية يقول: (إن الله كره 
لكم ثلاناء قيل وقال» وإضاعة المال» وكثرة السؤ ال 

#ومَا کادُوا علو( الواو: حالية» أي: والحال أنهم ما كادوا يفعلون» و«ما»: 
نافية» أي: وما قاربوا أن يفعلوا لشدة تعنتهم وعنادهم وتشديدهم على أنفسهم, بالسؤال 
عن سنهاء ثم عن لونہاء ثم عن عملهاء وتباطؤهم وتأخرهم عن الفعل لكنهم في النهاية 





.)۳۱۹ -۷ /۱( انظر «بدائع التفسير»‎ )١( 

(۲) أخرجه البخاري في الاعتصام (۷۲۸۸))ء ومسلم فی الحج (۱۳۳۷))ء والنسائي في مناسك ا حج (5519): 
والترمذي في العلم (۷۹٦۲)ء‏ وابن ماجه نی المقدمة (۲) من حديث أبي هريرة طه. 

(۳) أخرجه البخاري في الزكاة (۷۷٢۱)ء؛‏ ومسلم في الأقضية (091). 


عون الرحمن فى تفسير اثقرآن, ”۲ 
I=‏ : ٍ 
فعلوا؛ لقوله: هد وها #أي: فذبحوها مكرهين» أو كالمكرهين؛ ما أظهروا من الماطلة. 

و«كاد» كغيرها من الأفعال» نفيها نفى» وإثباتہا إثبات» يقال: كاد المطر أن ينزل» 
أي: قارب وأوشك أن ينزل» ويقال: ما كاد المطر أن ينزل» أي: ما قارب وما أوشك أن 





رل 

وقوله في الآية: #وما كادُوأ يَمْعَنُوت ) لا شك أنه نفي» أي: وما قاربوا أن يفعلواء 
وإنما استفدنا أنهم فعلوا من قوله قبل ذلك #فد بحوهًا 4. 

فيكون المعنى: #وما كادُوأ يَفْعَنُوت* أي: وما قاربوا أن يفعلوا لشدة تعنتهم 
وعنادهم» لكنهم في النهاية فعلوا بدلیل فد وها 4. 

قوله تعالى: #وَإِدْ كسم تسا ادر تم فیا وال مج ما عتم كنمو ا عتا أَصْرِبُوهُ 
عضب كَدِكَ بُح الہ الموق وم َيه مَل مَقِلوت (410. 

ذكر الله كك في هاتين الایتین السبب في أمر الله لهم بذبح البقرة» وجاء ذكره- والله 
أعلم- في نہایة القصة للمبادرة بذكر النعمة قبل بيان سببها. 

قوله: وإ فنلتم تسا ٭ أي: واذكروا حين قتلتم نفسًا مدر تم فِا ٭ أي: 
فتدافعتم فيها واختلفتم» كل قبيلة تتهم الأخرى بقتلهاء وتنفي التهمة عن نفسهاء وكاد 
يكون بينهم قتال وفتنة بسبب ذلك» فأتوا موسى لعله بخبرھم؛ فقال لهم: لن الله 
مرکم أن تَذبحُوأبقرةٌ 4. 

وقد ذكر في القصة أن نفرًا من اليهود قتلوا ابن عمهم الوحيد؛ ليرثوا عمهم. 
وطرحوه في محلة قوم» وجاؤوا إلى موسى يطالبون بدم ابن عمهم بہتاناء وأنكر 
المتهمون. فأنزل الله هذه الآيات. 

اه رج با كم تَكْدْمُونَ 4ء الواو: اعتراضية» واما): موصولة» أي: والله مظهر 
للناس الذي كنتم تخفونه في أنفسكم من معرفة القاتل. 

وهذه الجملة اعتراض بين قوله: ارتم فيه وقوله: فلا غر َعْنَہَا * 
لتقرير وبيان أنهم مهما حاولوا کتمان الحقيقة» وإخفاء القاتل» فإن الله مظهره للناس؛ 
أن اھک لا کی هليه خافة وال والعلائة غدده سرف قال قعال و مرا یتم 


سورة البقرة: الآيات: ۷٤ - ٦۷‏ 





= ۳ 


رے ےو پر ہے نے ارم 


الول وتن جر ومون کو“ متخن يبل وما سَارِبیالتہار * [الرعد: ٠‏ 

00 تعالى: ٭اَلایجدوا ينه الى ی يحرج ألْحَبْءَ مسي ٥‏ أي : 
يظهره. 

وعن ابن عمر رضي الله عنھم| قال: صعد رسول الله َة ا منبر فنادى بصوت رفیعء 
فقال: «يا معشر من آمن بلسانه» ولم يدخل الإیمان إلى قلبه» لا تؤذوا المسلمين» ولا 
تعيروهم» ولا تتبعوا عوراتهم» فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته» ومن تتبع 
الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله)). 

وفي الأثر: «وما أسر أحد سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات 
لسانه»» وکا قيل: 
ومهم| تكن عند امرئ من خليقة 22 وإنخاهها تخفى على الناس تعلے!'' 

#فَعلْنَا أَصْرِْوهُ يبَعَدْبًا 4 القائل هو الله كد أي: فقلنا هم با أوحيناه إلى نبينا 
موسى: اضر بَعَضِهًا 4. 

والضمیر في قوله: ٭اسْرِثۂ 4 يعود إلى القتیل المذكور في قوله: لإ قر َس 
درن ويا رأة رج تاكن كو #» والضمير في قوله ييا 4 بعود لل ماعاد لی 
الضمير في قوله: لف وها ) وهي البقرة المأمور بذبحها في قوله تعالى: لن أله يَأ 

أي: اضربوا هذا القتيل ببعض هذه البقرة» أي: بجزء منهاء أو بعضو منهاء 

فضربوه ببعضها فأحياه اللہ وأخرج ما كانوا يكتمون, فأخبر بقاتله. 

کلک يح أله امَو ٭ الكاف: للتشبيه» والإشارة إلى محذوف للإيجاز, أي: : فضربوه 
ببعضها فأحياه اللہ أي: مثل إحياء الله تعالی هذا القتيل يحبي الله كك الموتى» کما قال كك: 


سے هو ع سه کدرو 


ان کات لا صي حه رحد داهم جع لديا محرو 4 [یس: ۳. 
وَيرْبِكُمْ دَايليَوء 4: أي: وكذلك يظهر الله لكم آياته الكونية والشرعية» الدالة 


)١(‏ أخرجه الترمذي في البر والصلة (۲۰۳۲)ء وقال: «حديث غریب). 
(۲) البيت لزهير بن أبي سلمى. انظر: «ديوانه» (ص١۱).‏ 


ا۶٢۲‏ عون الرحمن في تفسير القران» ج٢‏ 
على عظمته 8ء فإحياء القتيل بضربه بجزء من البقرة آية من آیات الله الكونية. 

وأمر الله كك لموسى بأمرهم بذبح بقرة» وضرب القتيل ببعضهاء وحياته بذلك 
وإخباره بقاتله إظهار وبيان لصدق ما جاءهم به موسى من هذه الآيات ومعجزة 
وكرامة له. 

و سس و و ا یر ا 

في قوله: لمح بمنْتگم ين َعَدِ موتكم 4 [الآية: ٦ء‏ وهذه القصةء وقصة الذين 
خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت في قوله تعالى: ام5 رل الِب حَرَجُوأ من 
دِيلرهم یت ارک حدر ألموتِ کَقَال لهم الله موثو * [الآية: «14]» وقصة الذي مر على قرية 
وهي خاوية على عروشها في قوله تعالى: ٭ أ و کاری َرَت وهی حَاوِيَة عَلَعرُوشِهَا کال 
أن بی هذه الله بَعَْدَ مَوْتِهَا 4 [الایة:۹٤٥٥]ء‏ وقصة إبراهيم والطيور الأربعة في قوله تعالى: 
#وَإِدمَالَ رهم رب ار كيف تح الْمُوقَ 4 [الآية: .]٢٢٢‏ 

للَعَلّكْْ تلود أي: لأجل أن تعقلوا عن الله كك آياته وتتفهموها وتتأملوا فيها 
وتتدبروهاء وتنتفعوا ب) منحكم الله من عقول. 

وفي الإخبار بهذه القصة علم من أعلام نبوة رسول الله كَل ودلالة على نبوة 
موسى عليه الصلاة والسلام» وعلى قدرة الله تعالى التامة على إحياء الموتى» وإثبات 
العادء وتحذير من التشدد في الدين وعواقبه الوخيمة» ومقابلة الظالم الباغي بنقيض 





قصده شرعا وقدرّاء فإن القاتل قصده ميراث المقتول» ودفع القتل عن نفسه» ففضحه 
الله وهتكه وحرمه ميراث المقتول. 

ک5 RO GE‏ نلك توي لكان أل امد قو RUPE‏ 
کن RE‏ فنا لما مر ونه A‏ فيا لما a‏ خف أنه وما أله 
كفل كاتا (4)02. 

في هذه الآية توبیخ وتقريع لبني إسرائيل في قسوة قلوبهم بعدما مَنَ الله عليهم به من النعم 
الجليلة» وما رأوا من الآيات العظيمة» من إحياء الموتى» وبيان القاتل وغير ذلك. 


(١)انظر‏ «بدائع التفسير» /١(‏ 00848 


سورة البقرة: الآبات: ٦۷‏ - ۷ ۲ 
قوله تعالى: لاثم ست فلکم ون بعد دك ۹ء أي: ثم صلبت وتحجرت قلوبكم؛ فلم 
تؤثر فيها الموعظة» والخطاب لبني إسرائيل. 

س بَعْدِ ذلك الإشارة لما تقدم من مشاهدتهم آيات الله تعالى في إحياء الموتى» 
شاو عليه اة اتر کت ما ينهي من اران 6ك فا مرج لھک 
ورقة القلوب لا قسوتها. 

زُويّ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «إن القوم بعد أن أحيى الله تعالى الميت 
سو بے یرت ہی و 
تال لم فست فلو يک مَنْ بَعْد تي2 کہ الایة+('۶. 

NES 

ھی كَلْجَارَةَ 4 الكاف: للتشبيه بمعنى «مثل» أي: فقلوبكم في قسوتها مثل 
الحجارة» وهي الصخور الصلبة التي هي أقسى شيء وهذا من تشبيه المعقول 
بالمحسوسء وتشبيه أمر معنوي وهو عدم قبول قلوبهم للحق وإعراضها عنه كلية بأمر 
حسی وهي الحجارة الصلدة الصلبة التي لا تلين أبدا. 

لأ أَسَّدٌ وه“ «أو» يحتمل أن تكون لتحقيق ما سبق» أي: أنها كالحجارة في 
القسوة إن لم تكن أشد قسوة منهاء أي: أن قسوتها لا تنقص عن قسوة الحجارة» فإن م 
تزد عليها لم تكن دونہاء قال ابن القيم: «وهذا المعنى أحسن وألطف وأدق». 

وقريب من هذا قول من قال: «أو» بمعنى الواوء أي: فھی كالحجارة وأشد قسوة. 

ويحتمل أن تكون «أو» , بمعنى «بل» فتكون لللإضراب» أي: بل هي أشد قسوة من 
الا 

وهذا أظهر؛ لأنه أبلغ في وصف قساوة قلوہہم؛ ولآن الحجارة منها ما هبط من 
خشية الله کم قال تعا ی: #وَإِنَّ مہا لما سط مِن حشية ال۹ ae‏ 
من ذكر اللہ کا قال تع ل: لو آرتا اقرا ع جل راه کشا مص ا يَنْ َة 





.)۱٦١ /۱( انظر: «جامع البيان» (۱۲۹/۲)ء «تفسير ابن كثير»‎ )١( 
.)۴۲۰ /١( انظر: «بدائع التفسير»‎ )( 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





سم سے 1 سرچ 0 


ال © [الحشر: ٢۲]ء‏ وقال تعالى: # إِنَا عرسا ادمات ل التَمُواتٍ وَالْدرضِ وألجبال فاب أن 
لہا وَأَسْفَقن مہا 4 [الأحزاب: ۷۲]. 

د إن «أو» بمعنى الواوء أي: ہیں سو سو ا 
ْح نهم انما أ كفو 4 [الإنسان: 4 ؟] أي: وکفورًاء ومن هذا قول جرب (۱) 
نالالخلافة أو كانت لے قدرًا کے أتئْ رئەموسىعل قدر 

أي: وكانت له قدرًا. 

وا اجار و لمان مه ا لا هر وان تا لما قى فع مه الما وَإِنَ ا لما 

ما ذكر كلك قسوة قلوب بني إسرائيل» ونا كالحجارة أو شد قسوة» ونی هذا دلالة 
على أنه لا أمل فيها ولا خير فيها البتة أتبع ذلك ببيان أن من الحجارة ما هو خير من 
قلوبهم القاسية من وجوه عدة» فمنها ما يتفجر منه الماء» ومنها ما يشقق فيخرج منه 
ماءء ومنها ما مببط من خشية الله. 

قوله: #وَإِنَّ مِنَ حجار لَمَايَتْفَجَرْمِئهُ الْأَنْهرٌ 4 هذه الجملة وما عطف عليها في حل 
نصب عل ا حال: أي: والحال إن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار... إلى آخره. 

أو هي اعتراض بين قوله: ھی كَلحجَارَة أو أَحْد سوه » وبين قوله: ٭إوَما آله 
عَافِلٍ عَم تَحَمَلُونَ 4 أو استئنافية. 

لاچ اللام للتوکید و«ما»: اسم موصول في حل نصب اسم (إن) والضمیر في 
قوله: #مِنَْهُ 4 يعود إلى الاسم الموصول» أي: وإن من الحجارة للذي يتفجر منه الأنهار 
رمه انر ۹ء أي: يتفتح وتخرج وتجری منه الأنهارء أي: أنهار المياه. كما قال 
تعا یل: نت آضرب يَعَصَالة مدع فَأنفَجَرتٌ نه أآئْننَا عشرة عَيْمًا ٭ [البقرة: ٦٦]ء‏ وفي 
الأعراف: #تَأنجَسَتٌ نة انتا عَشْرَهَ حًا 4 [الآية: ]1٠١‏ والتمجر أبلغ وأقوى من 
التشقق؛ ولهذا قدم عليه 


(۱) انظر «ديوانه» (ص .)١١‏ 


سورة البقرة: الآيات: ۷ ۔ ٣‏ ۷ 





7 -ے 
#وَإِنَ ینہ لما یق ميج نه ألما أي: وإن من الحجارة للذي يشقق فیخرج 
منه ا ماء كا في أحجار الأبار تتشقق ویخرج وينبع منها ا ماء وإن لم يكن جاريًا. 
#وَإِنَ مها لَمَا َب مِن حَسية الو #4 أي: وإن من الحجارة للذي هبط من خشية اللہ 
پوت سرت سو سای سی سی سی 
تعالى: # لوآلا داشرا عل جس ريد حًا لعا مص دعا من حَشْيَةَ اللہ 4 [الحشر: ٢۲]ء‏ 
وقال تعالى لموسى اكية: اون تر كلك لر جيل فن اس قر محكاته. فسوف تریلق فلم 


تا رد رَه لِلْجَبَلٍ جا دكا وح مُومیٰ صَعِقًا € [الأعراف: ١٤۱]ء‏ وقال تعالى: سی له 


أ دعر رر کے ہر 


مو 
گا اک التق کک فر کرت کو لا گی کو الكل لا َو کی ار 
٤ء‏ وقال تعا ی: پا تر ات ا TT‏ ار هامر 
وبال والشجر والدوات پ4 [الحج: ۱۸]. 

وما اَمِل عَم ملو قرأ ابن كثير ويعقوب وخلف بالياء: «يعملون» على 
الغيبة» وقرأ الباقون بالتاء على المخطاب: #تعملون). 

والواو في قوله: #وما الہ مَل 4 حالية» واما): نافية» والباء في قوله: لعفل 4 
زائدة من حيث الإعراب مؤكدة من حيث المعنى للنفى» واما) في قوله: #عَمًا تَعَمَلُونَ # 
a a‏ ات ھاتے عافن EN‏ 
کر مس مہ 
الله بك فلا يعتريه سهو ولا غفلة لکمال علمه وإحاطته» ودوام رقابته وقيوميته. 

ففي نفيه كبك عن نفسه الغفلة عن عملهم إثبات كال علمه وإحاطته بعملهم 
وحفظه وإحصائه له وأنه سيجازيهم عليه. 

والصفات المنفية يؤتى بها لنفي تلك الصفات وإثبات كال ضدهاء کہا في قوله 
تعا ی: « ورڪ عل الي الى لا موت € [الفرقان: ]٥۸‏ ففى قوله: ای لا يموت € إثبات 
كمال حياته. ۱ 

والخطاب في الآية لليهود قساة القلوب» وفيه تہدید ووعيد لهمء کم قال تعالى: 





ر ےم وھ ی م 27214 ره عر ر 
دسح له ر والتجوم 


٠ 


عون الرحمن فی تفسیر القرآنء ج٢‏ 





کل 


ے‫ سر سے ہر ہے رو ہس سے و ڑرے ہے سے سے مر ور 2 سے ا خر م کے ہر ہے سے سے > 
$ مہ کن سس ا ا 4 یھ کے أذ 


ابر 
مر ا 


وسوا حظا مَمَاد كرو ابد © [المائدة: ۱۳]. 
كما أن فيه تهديدًا ووعيدًا لغيرهم من قساة القلوب؛ وہٰذا نہی الله كك المؤمنين أن 

يكونوا مثل أهل الكتاب فتقسوا قلوبهم» فقال تعالى: لمأن ِلد امون تدع فو 

نك الو وما ترک مِن آي ولا یکو کالب اوو التب من قبل فطال عم المد ففست كوي 

وکر مهم سقو # [الحديد: 17]. 
الفوائد والأحكام : 

١‏ - تذكير بني إسرائيل با حصل من أسلافهم من المكابرة والعناد والتعنت والتشديد 
على أنفسهم في أمر البقرة ما كان سببّا للتشديد عليهم؛ لقوله تعالى: ولذ شال 
مُومیٰ لِعَومدۃ إن الله امک أن تد و بقرۃ 4 الآيات. 

۲- تعظيم موسى لربه؛ لقوله تعالى: إن الہ يَأمَُكُمْ 4 بصيغة الغاقب» ولفظ الجلالة 
«الله» الدال على التعظيم. 

۳- إثبات رسالة موسى التق وأنه مرسل من عند الله تعالى ؛ لقوله تعالى: لن الله 

- شدة جهل بني إسرائيل» حيث أنكروا على موسى ما قاله لهم مع أنه أخبرهم أن 
الذي أمرهم بذبح البقرة هو الله كب وكان الواجب عليهم التسليم لأمر الله وإن 
خفي عليهم وجه الحكمة في ذلك؛ لقوهم: تخد نا هر وا ۹. 

-٥‏ أن الاستهزاء بالناس من الجهل والسفه؛ لقول موسى الكتكذا: #أعوذ أده ان 
ا لیے 5. 

-٦‏ لا منجا ولا ملجأ لجميع الخلق من الرسل وغيرهم للحفظ من الشرور إلا إلى الله 
؛ لقول موسى لق : اعود يله أن اون می کھلیے ). 

/- استكبار بني إسرائیل وجدالهم وسوء أدبهم وسخريتهم في قوطم: ادع لا ريك 4 
فلم يقولوا: «ادع لنا ربنا» أو «ادع الله لنا» ونحو ذلك. وكأن راف س ی 
حم - عيادًا بالله. 


سورة البقرة: الآيات: ۷٤ - ٦۷‏ 


۹= 
۸- تعنت بني إسرائيل وتشديدهم على أنفسهم بالسؤال عن سن البقرة بقوهم: #أدعٌ 


شددوا فشدد الله عليهم بقوله: ا بره لافار ض ولا پکر عوان 4 . 
۹- تأكيد الأمر لبني إسرائيل بفعل ما أمرهم الله به» لقول موسى اكككةة: لمَافَسَلُوأ ما 


امو سر 
دومرورے٭. 





۰- تعنت بني إسرائيل وتشديدهم على أنفسهم ثانیّا بالسؤال عن لون البقرة» جما لا 
مبرر له ولا فائدة إلا المكابرة والعناد؛ لقوطهم: اع ا ريلك يُبَيّن لا ما لَوْهَا 4 


ظ۶ م را م 


فشدد الله عليهم بقوله: إا بره صشرآء اع لَوْنُهَا َر الشظریت #. 

-١‏ تعنت بني إسرائيل وتشديدهم على أنفسهم ثالثا بسؤالهم عن البقرة أهي عاملة أو 
غير عاملة؟ بقوطهم: ادع لتا ريك بين لتا ما هى إن لمر تَشَبَة عَلنَا 4 فشدد الله عليهم 
بقوله: ٛإتہابقرہ لاد ول كير لأر ول می لٹ مُسَلَمَةُ لا ية فبها &. 

۲- تعليق الأمر بمشيئة الله- تعا ی؛ لقوههم: #وَإِنَآإِن سَاء آله لْمَهَنَدُونَ 24 فلا شىء یقع 
بعض السلف» لکن لا يجوز الاحتجاج على الفعل أو الترك بالمشيئة» كما قال 
المشركو ن: الو سَاءَ كما سرڪ تا ولا اوتا ولا رما مِن شی وگ4 [الأنعام: .]1١54‏ 

١7‏ - التحذير من التشدد في الدين» فإن من شدد. شدد الله عليه» فبنو إسرائيل كان 
المطلوب منهم ذبح أيّ بقرة» لكنهم تشددوا فسألوا عن سنهاء فقيّدوا بسن معين 
فعلواء لكنهم تشددوا مرة ثانیف فسألوا عن لونهاء فقیدوا بلون علذدد وهو أنها: 


عر 
سے سے سر لر و 


مره صَمَرَه كَاقِمٌ وها سر الشظريت ۹ء وليتهم فعلواء لكنهم تشددوا مرة 
ثالثة» فسألوا عن عملهاء فقيدوا بأنها: يمره لا داول بر الارض ولا شنقی الوت مُسَلمَة 

-٤‏ شدة عناد بني إسرائیل وتباطؤهم وتلكؤهم عن تنفيذ أمر الله- تعا ی. 

06- جرأة بني إسرائيل على إنكار ما جاءهم به موسى من عند الله والطعن فيه؛ 


ات عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 
لقوهم: #آلنّ جِنْتَ يَألحَق ۹ فكأنهم یرون أن ما قبله لیس بحق» ويدل على هذا 
قوهم: اهُا 4. 
وعلى احتمال أنهم أرادوا بقولهم: اسن جِنْتَ بآلْحَقَ 4 أي: بالبيان التام في أمر 
البقرة» فإن في هذا دليلًا على شدة جهلهم؛ لأنه قد جاءهم با حق والبيان من أول 
مرة بقوله: له الہ اكم أن تَذْبحُوا بَقرَةٗ ‏ فلو ذبحوا أي بقرة أجزأهم ذلك 
وحصل المقصود. 

-٦‏ ذبح بني إسرائيل للبقرة بعد العناد والتشدد والجهد الجهيد؛ لقوله تعالى: 
لف وها وما كاذو يَفَعَُوت ۹ء أي: فذبحوها على مضض وکرہ؛ لقوله تعالى: 
##ومَا کادوا بقعلورے #؛ لشدة تعنتهم وعنادهم. 

۷- وجوب المبادرة إلى امتثال أمر الله وترك العناد والمكابرة» فإن ا مخالفة لأمر الله أو 
التباطؤ في تنفيذه قد تكون سببًا للتشديد في الأمر» أو الوقوع في خالفة أعظم. 

۸- أن سبب أمر بني إسرائيل بذبح بقرة هو قتلهم نفسًا وتدارؤهم فيمن قتلھا؛ لقوله 
تعالى: و قشر تسا در تم مہا وَا لہ حرج ما کم تَكنْمُونَ )قفتا أضْرِبُوه عيبا 4. 

۹- إقدام نفر من اليهود على قتل رجل منهم واتهام کل قبيلة منهم الأخرى بقتله. 
وفي هذا ارتكاب ذنبين كبيرين؛ الأول: قتل النفس بغير حق» والثاني إنكار القتلة 
اأ ہم قتلوا واتہامھم للآخرين؛ لقوله تعالى: 9ؤ إڈفنلٹر تسا فادرة تم فا 4. 

-٠‏ أن من أقدم على ارتکاب القتل أو اتہام الآخرین فيه شبه من اليهود. 

-١‏ عدم قدرة الخلق على علم الغيب لعدم معرفة أهل القتيل من قتله. 

5- حرمة القتل العمد في جميع الديانات السماوية؛ لما يترتب عليه من إزهاق النفوس 
بغير حق. 

-٣۳‏ علم الله كلك الغیب وجميع ما يكتم الخلق» وإظهاره؛ لقوله تعالى: #وأللّه مرج ما 

-٤‏ التحذير من کتمان ا حق وإخفائہ؛ لن الله لا تخفى عليه خافية» والسر عنده علانية. 

8ك لا روف اکان دن اى من لد الای غرب يه لعل لن الله 
أمرهم بضربه ببعضهاء أي: بأي بعض منھاء وم يحدد هذا البعض توسعة وتيسيرًا 





سورة البقرة: الآيات: -٦۷٦۷‏ ۷ 





1 
رو م 


عليهم؛ لقوله تعالى: #فعلتا أَصْرُِوء بَعْدِبَا 4 وهذا أوسع هم وأيسر في التنفيذ من 
لو حدد هذا البعض. 

5- في إحياء القتيل بضربه ببعض البقرة دلالة على قدرة الله كك التامة على إحياء 
الموتى» وآية عظيمة من آياته الكونية يرا كك بني إسرائيل؛ لأجل أن يعقلوا عن 
الله كبك آياته» ويتفهموها وينتفعوا با منحهم الله ك من عقول؛ لقوله تعالى: 
#فَقُلْنَا اضر عا کڏلك يجي الہ اموق وڪم ءايه ملک تَقِلونَ 4. 

۷- ربط المسببات بأسبابها؛ لقوله تعالى: قفتا رده ببَعيْبا كلك د بش أله الوق 4 
والله قادر على إحيائه بدون ذلك. 

۸- نعمة الله كك على بني إسرائيل في بيان القاتل» وإظهار ا حق في هذه القضية» و 
بيان آياته لهم؛ لأجل أن يعقلوها ومبتدوا إلى ا حق. 

۹- توبيخ بني إسرائيل على قسوة قلوبهم من بعد ما مَن الله به عليهم من النعم 
الجليلة» وما رأوا من الآيات العظيمة من إحياء الموتى» وبيان القاتل وغير ذلك؛ 
لقوله تعالى: # ثم ست قلويكم من بعر َلك 4. 

۰- شدة قسوة قلوب بني إسرائيل فهي كالحجارة في القسوة أو أشد قسوة من 
الحجارة؛ لقوله تعالى: ٭ تھی کا حجارۃ أو أَشَدٌ سو 4. 

۱- تشبيه المعقول بمحسوس؛ لزيادة الإيضاح والبيان» وأن الحجارة أشد شيء في 
القسوة. 

۲- أن قسوة القلوب من صفات اليهود» نما يوجب الحذر من ذلك؛ وهذا نہی الله 
كلك المؤمنين أن يكونوا كأهل الكتاب» فتقسوا قلوبهم. 

۳- أن من الحجارة ما هو خير وألَيّن من قلوب بني إسرائيل القاسية» بتفجر الأنهار 
منها أو بتشققها وخروج الماء منهاء أو هبوطها من خشية الله تعا ی ؛ لقوله تعالى: 
وا ن ةمايق تقر ية اهار وإ د ا لما فى فطع وت الما ون متا تما 
يبيط من حَشية الله 4. 

-٤‏ قدره الله كبك التامة في تفجير ا ماء من الحجارة» وشقها وإخراج ا ماء منها. 

-٥‏ أن من الحجارة ما هبط من خشية الله رب العالمين؛ لقوله تعالى: #وَإِنَّ ما لَمَا 


٥٥٢( ك‎ 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





بط مِن حشيَة الو 4ء وفي هذا دلالة على طاعة ال حمادات وانقيادها لله كك وعبادتہا 
لهء ىا قال تعا ی: ون من شىء اک مو عجرو وللکن لا تفْفَهونَ سهم € [الإسراء: »]٤٤‏ 
وقال تعالى: ألو تر أت الله یج لد مق السَمنواتِ ومن فى الْارضٍ والسّمس والغمر والنجوغ 
وبال والشجر والدوات € [الحج: ۱۸]. 





-٦‏ إثبات عظمة الله كك ووجوب خشيته وتعظيمه؛ لأنه إذا كانت الحجارة 


والجهادات تخشاه وتعظمه فالعقلاء أولى بخشيته وتعظيمه» وذلك عليهم أوجب. 


۷- إحاطة الله كلك التامة وعلمه بأعمال العباد وعدم غفلته عنها؛ لقوله تعالى: وما 


لعفل عَمَا تَحَمَلُونَ 4. ففي هذا إثبات كال إحاطته وعلمه. 


۸- التهديد والوعيد لقساة القلوب؛ لقوله تعالى: #وما الہ يفل عَمَا تَعَمَلُونَ * أي: أنه 


سيحصيه ويحاسبكم ويجازيكم عليه. 


سورة البقرة: ا أیات: ۷۵۔ ۸۲ 
۲| عد 





قال الله تعا ی: 7 #أكَنظْمَعُوبَّ نيمس الك وقد کن ريق نممو كَل م الثم 


رمک من بعد مَاعَهَلُومُوَهُمْ موت ا و دا لما لذن اموا قَالواً امناو دا حلا 
علو )ولا يَعَلمُونَ أن ال يکم ماؤی وت وَمَا ون © ومهم او لاتوت 
التب إلا َم إن ملا بود © موی لن خوت الكت بَ بايد وم ثم يوو هلدا 
وکا لوا کن مسا کار لا ماما ع ےوہ لآ ند مم عند الو هدا من بلک الہ ام 
وع لو ما کا لموک (2) ملع كسب سيتكة لطت ہو۔ حيسمَهُ وك 
سحن ب لكر هه كرود © ولرک اموا کی وا اکب وكيك سحب الج 
هم فَاحَديِدُوت 489 . 

قوله تعالى: #أفتظمَعود أن يُوْمِيا لَك ومد ن َر يَنْهُمْ مَْمَعُونَ ڪلم الہ ثُرّ 
حَرِفُونَهُ. من بعد مَاعَمَلُومُوَهُمْ يكوت (400*. 

بين كك في الآيات السابقة قسوة قلوب اليهود وأهل الكتاب وأنها كالحجارة أو 
أشد قسوة» ثم أتبع ذلك بقطع طمع المؤمنين في إیم|نہم. 

قوله: 'إأَذَلظمعُونَ € الهمزة للاستفهام» والمراد به الاستبعاد والتیئیس والإنكار 
والتعجب. والخطاب للمؤمنين» والطمع: هو الرجاء مع الرغبة الأكيدة الشديدة في 
حصول الشيء. 

والمعنى: أفترجون أا المؤمنون فان بُزَمنْوألگم 4 أي: أن يؤمن لكم الیھودہ أي: أن 
يقروا لكم ويصدقوكم وينقادوا لكم بالطاعة» وقد شاهد آباؤهم آيات الله العظيمة 
وتمتعوا بنعمه الجسيمة» ثم قست قلوبهم من بعد ذلك» هذا أمر في غاية البعد» وكيف 
يكون هذا؟! 

ود کن فرق يَنْهُمْ ْمَعُونَ ڪلم الو ثم فوته من بَصَد ما عَمَنُوهُ4 الواو: 
حالية» و«قد»: للتحقيق» أي: وا حال أنه كان فريق منھمء أي: طائفة منهم #يَسمَعُونَ 
كلم الہ ثم حرفوتة 4 أي: يسمعون كلام الله المنزل عليهم في التوراة» وكلامه الذي 
أسمعهم لما كلم موسى اظ حين اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه» وكذا كلامه وك 


ا٢٢۳‏ عون الرحمن في تفسير القرآن, ج٢‏ 
في القرآن الکریم. وفی الآية إثبات صفة الكلام لله كك كا يليق بجلاله وعظمته صفة 
ذاتيه ثابتة له كك وصفة فعلية مرتبطة بمشیئتہ. فهو يتكلم متى شاء بحروف وکلمات 
وألفاظء بصوت مسموع» ومعنى مفهوم: لأنه لا معنى للكلام المسموع إلا هذا. 
وفي هذا رد على من ينفي صفة الكلام عن الله كك أو يؤوها بالمعنى القائم بالنفس 
من أهل البدع. 
ثُمَّ يحَرِفُوَهُ. © التحریف: مصدر حرف الشىء إذا مال به إلى ال حرف وعن جادة 
الطريق» أي: ثم يحرفون کلام اللہ أي: كأراره بعل کر تارف تدارد سا خیرات 
ويميلون به عن وجهه ومعناه إلى غیره» قال تعالى: لين ل هادا يحَرَْنَ کلم عَن 


>> سا 


مَوَاضْعِهء * [النساء: ٤٤]ء‏ وقال تعالى: #ومرج الزن هادوأ ا a‏ إلكذب 





2 دع ح سے م س رھ اھ ر۔ مج سے ہے سرو سے ر ع مر و سے < چ ےو سے 
ملعو لموم ءاحرين لم يأنوك بحرفونَ الکلم من بعد مواض ےه يقولون إِنَ أَوتِیشَم هنذا 
44 پر سو A‏ دن ) 
فخذوه وإن لم تونوہ فاحدروا # [المائدة: .]٤١‏ 


لين بَعَدٍ مَاعَقَلوْهُ (ما) مصدریة أي: من بعد عقلهم ووعيهم له» وفهمهم له 
على الجلية. 

لوم يموت 4ء أي: يعلمون أنهم يحرفون كلام الله» وأن ذلك حرم فارتكبوا 
الإثم والمخالفة على بصيرة» فحرفوا كلام الله بعد ما عقلوه وفهموه. وتركوا احق بعد 


ما عرفوه» فاستحقوا بذلك لعنة الله وغضبه. كا قال تعالى: # فما تقضمم يتمهم 


جھ ہمرے 2 4 


صا 
سھ سے 2 سے سے ےر 9 سے سے کہ مر م تر حر ات سے مھ 
لمهم وجعلنتا فَلَوبَهَمٌ فسِيَةٌ عرفورے الکلر عن مُواضِ و [المائدة: 11 وقال 


تاا «غَيرِاَلْمَعْصُود ہے 6ای ل اس ای 4 

قوله تعالى: # وَإِدًا لّوأ الَدِنَ ءَامثوا الوا مَامَنَا وَإِدَا حَلا بعصم إل بَعَضِ کالوا 
ذم رکا الک علخ یمارگ ب عد ری اهن 4. 

قوله: ٭ وَإِذَا لَهُوا اليِنَ َامَئئ4 معطوف على ما قبله» أي: وإذا لقي هؤلاء اليهود 
وقابلوا #أَلَدِنَ ءامنا بالله ورسوله محمد گلا وما جاء به فلا ءامنا أي: قالوا 
بألسنتهم نفاقًا: 9ءَامَنّا* أي: دخلنا في الإیمانء أي: آمنا مثلكم بمحمد وبا جاء به» 


فأظهروا الإيان بألسنتھم مع ما تنطوي عليه بواطنهم من الکفر؛ ولهذا قال: 


سورة البقرة: الآيات: ۷۵۔ ۸۲ 





653 ے 


#وَإِدًا خاد بَعَصّهُمْ إل بَعْضِ 4 أي: وإذا انفرد بعضهم ببعض» وکانوا في خلاء من 
SS‏ 

الوا ادوم يمأ فتح الله یک 4 اهمزة للاستفھام والمراد به الإنكار 
والتوبيخ والتعجب» والضمير اھٰاء يعود إلى المؤمنين اُصحاب رسول الله یا أى : 
كيف تحدثون المؤمنين ب| فتح الله عليكم» أي: لا تحدثونهم بذلك. 

لیما هح اللہ علیگۂ 4 (ما): موصولة» أي: كيف تخبرون المؤمنين بالذي فتح الله 
عليكم ما في كتابكم من نعت محمد وَل ما يدل على صحة رسالته» وأخذ ا میثاق عليكم 
بإتباعه. وغير ذلكء أي: لا تحدثوهم. ولا تخبروهم بذلك. وهذا نفاق منهم» وکتمان 
للحق. 

لاجو گم ہو۔ ند رَبك 4 اللام للعاقبة» أي: لتكون العاقبة والنهاية أنهم 
يحاجوكم ويخاصموكم., ب| حدثتموه به عند ربكم. 
ل وماذا رددتم ما جاء به من الحق» کیا قال تعالى: 24 5 تي الم ند ويك 
صمو 4 [الزمر: hê‏ 

وقال السعدي(1): «أتظهرون هم الایےان وتخبرونهم أنكم مثلهم» فیکون ذلك 
حجة لهم عليكم» يقولون: إنہم قد أقروا بأن ما نحن عليه حق» وما هم عليه باطل» 
فيحتجون عليكم به عند ربكم). 

#أفلا عقون 4 ا همزة للاستفهام» ومعناه: التوبيخ» أي: أليس لكم عقول تعرفون 
یھر وا ا اک ET‏ آ؟ہ*!+ہ 
گا وما جاء بە والشهادة بصدقة كا جاء في كتبهم» وأن عدم العقل هو عدم الإيان 
به وکتمان ما في كتبهم من تصديقه. 

وهذا کیا قال الله تعال عنهم: # وکات طَِسَهمَنَ آمَلٍ التب اموا الى أُرِلَ عل الي 


2 


)٠٠١ /١( فی «تفسير الكريم ال رحمن)‎ )١( 


عون الرحمن في تفسير اثقرآن؛ ج٢‏ 





I= 


رو ۵ ر و ع يدس رم سر ر ود ہو سر 


ءامتواً وجه الٹھار وا كفروا ارہ لْعَلَهھم بجِھُونَ € [آل عمران: ۷۲]. 

قوله تعالى: اوا يَعْلَمُونَ أن َه بعكم مَامیرُورے وَمَابُمَلُِونَ 4W‏ . 

الاستفهام للإنكار والتقریع والتوبیخ والتبكيت والوعيد لليهود؛ لتحريفهم كلام 
اللہ وکتم|نہم ما عندهم من الشهادة بصدق ما جاء به محمد وَل وتمالؤهم على ذلك. 
أي: أو ليسوا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون. 

و«ما» مصدرية أو موصولة في الموضعين» أي: أن الله يعلم إسرارهم أو الذي 
يسرون» ويعلم إعلانہم أو الذي يعلنون. 

والمعنى: أن الله يعلم الذي يخفون في نفسهم» وفيا بينهم من کتمان ما في كتبهم من 
الشهادة بصدقه َة ومن التكذيب له والكفر ہما جاء به» وما يظهرون لعامة الناس من 
الإيهان به كذيًا وغير ذلك» أي: يعلم سرهم وعلانيتهم» کم قال تعالى: # وَإِنَّريّكَ ليعَلَم ما 
تكن صد وهم وَمَايْملبْنَ 4 [النمل: 5]» وقال تعالى: « إن الله کا يخس علي ی ن الَْرضٍ ولا في 
الما ٭ [آل عمران: .]٥‏ 

قوله تعالى: ومهم امون لَایَمَلَمُوے التب إل ما وَإِنْ همالا بظثونَ .))W‏ 

ذكر في الآيات السابقة حال فريق من أهل الكتاب» وهم الذين يسمعون کلام ثم 
يحرفونه من بعد ما عقلوه وفهموه وهم يعلمون» وني هذه الآية ذكر الفريق الثاني 
القابل لذلك وهم الأميون الجهلة الذين لا يعلمون الكتاب» ويتكلمون بالظن وبلا 
علم» ففريق عرفوا الحق وحرفوه وتركوه» وفرق جهلة لم يعرفوا الحق» فكيف يطمع في 
إيمانهم؟! 

قوله: ويچم اميد 4 معطوف على قوله: ود كان فَرِيقُ وَنْهُم يَسمَعونَ 4 عطف 
ا حال على ا حال. أي: ومن أهل الكتاب» أي بعضهم وفريق منهم. 

ون : جع امي وهو من لا يكتب ولا يقرأء کیا قال كَلِلَةِ: «إنا أمة أمية لا 
نکتب ولا نحسب)(1). 


)١(‏ أخرجه البخاري في الصوم (۱۹۱۳) ومسلم في الصيام (۱۰۸۰)؛ والنسائي في الصوم )۲١٢١٢(‏ وأبوداود في 
الصوم (۲۳۱۹) - من حديث أبن عمر رضي الله عنها. 


سورة البقرة: اللآيات: ۸۲-۷۵ 
57ح 





سے کے کے 


وقال تعالی في وصف الرسول پیا « الین يوت ارول التی الأ 4 [الأعراف: 
۷ وقال تعا ی في وصف العرب: هو لی بعتن ا لامع رولا تنب 4 الس 

وسقي ع لا ات رئا الا علق اس ا اناه ای فرق هلها 
أمه حين 5 من بطنھاء وهي الجهالة: أو نسبة إلى الأمة وهي فا الناس» فهو 
يرادف (العامي). 

طلَايِقَلَمُوے آلب إل أمَانَ 4 أي: لا يعرفون الكتاب ولا يفقهونه» ولا يدرون 
مافيه» والمراد بالكتاب «التوراة» و(ال) فيه للعهد. 

و«الكتاب» بمعنى المكتوب؛ لان التوراة مكتوبة في ألواح» كتبها الله كك بيده كا 
قال تعالى: # وَكَدَبْسَا لهف الواح ین ڪل تَىْءِ مَوعِظة وتَفْصِيلا لکل شَىْءِ 4 [الأعراف: 
٥‏ وف الحديث: «وكتب لك التوراة بیدہا!''. 

8ل أَمَانَ» قرأ أبوجعفر: «أماني» بتخفيف الياء وقرأ الباقون بتشديدها: 
«أمان». 

والاستثناء منقطعء أي: إلا علم أماني. و«الأماني» جمع «أمنية» وهي التلاوة 
والقراءة» ومنه قوله تعالى: وا الما من مك ِن سول امي اهت القی الفَْطنُ 
ف نند 4 [الحج: .٦‏ 

قال حسان بن ثابت 21245 في رثائه لعثمان ظ4: 
تمنى كتاب اله أول ليله وآخسرہ لاقى حمامالمقادر 

والمعنى: ومن أهل الكتاب أميون لا يعلمون التوراة إلا قراءة دون فهم وفقه 
للمعنى» فهم بحكم من لا يقرأ ولا يكتب» وبحكم العوام» ولیسوا من أهل العلم؛ 
وإن تمنواذلك وزعموہ؛ ولهذا قال: ون همالا يظيُونَ 4. 

وني هذا ذم لليهود في كونهم يقرؤون الكتاب مجرد قراءة بلا فهم للمعنى» کا أن 


)١(‏ أخرجه مسلم في القدر (٢٢٦۲)ء‏ وأبو داود في السنة )٤۷١١(‏ وابن ماجه في المقدمة (۸۰)- من حديث أبي 


هريرة طبه. 


. ٥۲۷ /۷ انظر: «البحر المحيط»‎ )٢( 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن؛ ج٢‏ 


= 
فيه ذمًا لمن سلك مسلكهم من هذه الأمة في قراءة القرآن بلا فهم ولا تدبر» كا قال 


سم ےر رر سو ل ص ا ا 5 سم ھ۔ 5 
تعا ی: # أفلا بعدتروں الْفرے ان وَلَوّكانَ مِن عند عبراللہِ لوجدُوافیه اَخَيِلَفَا کشر 4 [النساء: ۸۲]ء 
وقال تعا ی: # أفلا درون الَشراب أَم عَل قَلُوبٍ أَفْسَالُها 4 [عمد : ٢٥]ء‏ وقال تعا ی: كب 


A‏ > ہہ al‏ کے کے وس 


ار اليكَ مرف لکا ایی ودک ر أوارأاليْي € [ص:۲۹]. 

ولهذا لما ذكر عبد الله بن عمرو بن العاص #5 أنه يختم القرآن في كل لیلة قال له 
النبى ككلِْةِ: «اقرأ القرآن في كل شهرء فلا قال: إني أطيق أكثر من ذلك» قال له: اقرأه في 
كل سبع ليال»77)» وني رواية: فقال: «اقرأ القرآن في كل شهرء قال: إني أطيق اکٹر؛ فم 
زال حتى قال : في ٹلاٹ۲۲۸۷. 

لون همالا يظقُونَ 4ء الواو: عاطفة» و«إن» نافية بمعنى: «ما)» «إلا»: أداة حصرء 
أي: ما هم إلا يظنون» وذلك لعدم فهمهم المعنى» فليس عندهم إلا الظن: وهو الوهم 
والشك والقول بلا علمء والمعنى: ما هم إلا يتخرصون ويقولون بلا علم» ى) قال 
تعا ی: لان يمو لالط وَإِن لن لا بی من ا لحقَ شا © [النجم: ۲۸]. 

والقول بالظن والحكم به حرم لا يجوز قال تعالى: یا الین اموأ ابوا کا من 
اشن إت بعس ألظيّ ِء ونی الحديث «إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث». 

وما وقع كثير من ا خوارج فيا وقعوا فيه من التکفیر وا خروج على أئمة الإسلام 
واستباحة دماء المسلمين» منذ عهد الخلافة الراشدة إلى يومنا هذاء ممن قال عنهم 
الرسول يَِْة: (یقرؤون القرآن ولا يجاوز تراقيهم. يمرقون من الدين كما يمرق السهم 
من الرمية““ إلا بسبب الظن والجهلء وعدم العلم والفهم لكتاب الله تعالى وسنة 
رسوله وا 





)١(‏ أخرجه البخاري في فضائل القرآن -)٥۰٥۲(‏ من حديث عبد الله بن عمرو #5ك. 

(۲) أخرجها البخاري في الصوم (۱۹۷۸). 

(۳) أخرجه البخاري في النکاح (5 »)0١5‏ ومسلم في البر والصلة (٢٥٥۲)ء‏ والترمذي في البر والصلة (۱۹۸۸)- من 
حديث أبي هريرة ذأه. 

)٤(‏ أخرجه البخاري في المناقب (٣٣٦۳)ء‏ ومسلم في الزكاة (١٦۱۰)ء‏ وأبو داود في السنة (٢٤٢٤۷٦)ء‏ والنسائي في 
الزكاة )۲٥۷۸(‏ عن حديث ابي سعيد الخدري 2نه. 


سورة البقرة: الآيات: ۷۵۔۸۲ 





۹ -ے 

قوله تعالى: ٭ مَوَهّل لَلَزِینَ يَكَتْبُونَ الَكِتب دِيم ثم يوون هلدا مِنَ عند الہ لِيِسْكروأ 
بود افا ول لے اکت دب زیڈ لآ عام o‏ 

ذكر الله كك في الآيات السابقة فريقين من أهل الكتاب» وهم الذين يسمعون کلام 
لاحر تو EES‏ 0 إلا 
أماني» ثم أتبع ذلك بذكر الذین #يَكَتُبُونَ الكتب أيهم نم مولو هدا مِنّ عِندٍ 57 
وهؤلاء يحتمل أنهم ضمن الفريق الأول الذين معو کلم الہ ٹم رفوه من 
بعد ما عقاو وَهُمْ بَنلثوت ا( 4ء فالأولون يحرفون كلام الله من حيث المعنى. 
وهؤلاء يحرفونه من حيث اللفظ وهم الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ويزعمون كذبًا أنه 
من عند الله لإضلال الناس وأكل أمواهم بالباطل. 

قوله: #هَويَلٌ لِلَدِينَ يبون التب ايدبم 4 (ویل)ء أي: وعيد وتہدید وحسرة 
وعذاب شديدء لأحبار اليهود وعلمائھم الذين یکتبون الکتاب بأيديهم ثم يزعمون كذباً أنه 
من عند الله. 

و«الكتاب» بمعنى المكتوب» أي: يكتبون کتبّا ويضعونها من عند أنفسھم؛ 
ويبدلون فی أنزله الله» ويزيدون وینقصون. 

وقوله: ايدبم 4 تأكيد لقوله #يَكَتْبُونَ ۹ء كقوله تعالى: لدلکم نولکہ بأفوا یکم 4 
[الأحراب: 4]» وقوله تعالى: لقالا سی E OK‏ كن یی وای في الور € [الحج: 
٦ء‏ وكقول القائل: (سمعت بأذني» اعد بعيني» ونحو ذلك. 

لنم ولون مَلدَامِن عند الہ 4 أي: ثم يقولون كذبا وزورا هدا مِنَ عند آَل 4 أي: 
هذا الكتاب نزل من عند الله» أي: هذه التوراة التي أنزها الله افتراء على الله كما قال 
تعالی: ولد منم لَمْرِيضًا يلون اتهم بألكتب لِتَحْسبُوه ين آل تب وما هُو رت 
لْكِنَاب وَيَفُولُورَ هومن عِندٍ يفُولونَ على الو اَلْكَوب وهم بعلمو 4 [آل 
عمران: ۷۸]. 

ایروا بوء تَمَنا تمتا قليلا* أي: لأجل أن يأخذوا به #تَمتًا قليلا»* أي: عوضًا 
قليلا زهيدًا من المال والرئاسة والجاه ونحو ذلك من حظوظ الدنيا الزائلة الحقيرة. 


الله وماهو من عند الله ود 


ویعو 


E‏ قل 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





= 

وكل ما أخذ مقابل ترك أمر اللہ ومقابل ثواب ذلك في الدنيا والآخرة فهو قلیلء 
ولو کان ذلك العوض الدنيا كلها ہما فيها فهو قلیل حقير زهید» کما قال تعالى: لمت 
لديا یل وا یرہ حر لمن ائ 4 [النساء: ۷۷] وقال تعالى: #قما ملع ملع الْحَيرٰة ادا فى 
لْآخْرَةَ إلا قَليِلٌ 4 [التوبة: ۳۸]ء وقال تعالى: EROS‏ إلا مع م € [الرعد: 
.٦‏ وقال ا (وموضع سوط أحدكم من ا حنة خير من الدنيا وما فیھا۷'') وقال كَللِ: 
«لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منھا كافرًا شربة ماء۲۲(۷. 

لويل لهم يَمَاكْنَبتٌ أَيْدِيهِمَ 4 الفاء: عاطفة» و«ما»: مصدرية» أو موصولة أي: 
فويل لهم من كتبهم» أو من الذي كتبت أيديهم من الكتاب والتحريف والباطل: 
ونسبوه إلى الله كذبًا وزورّاء وأضلوا به عباد الله. 

وونل لَّهُم يسا يَكْسبُونَ 4 أي: وويل لهم من الذي يكسبون أو من كسبهم السحت 

الذي يأخذونه من الناس مقابل ذلك. 

فتوعدھم أولا بوعيد عام» ثم أكده وفصّله إلى وعيدين: وعيد على الوسيلة» وهي 
كتابتهم الكتاب بأيديهم» وقوطهم: هذا من عند الله» ووعيد على الغاية وهي ما يكسبون 
من السحت الذي يأخذونه من أموال الناس مقابل ذلك؛ لأنهم جمعوا بین الافتراء 
والكذب على اللہ وبين الكذب والتدليس على الناس» وتضليلهم عن الحق» وأكل 
أموالهم بالباطل. 

وإذا كان الله كك توعد اليهود في كتابتهم التوراة وتحريفها بهذا الوعيد الشديد المؤكد. 
فإن الوعيد أشد وأعظم وآكد لمن يجترئون على أعظم كتب الله القرآن الكريم ويطعنون فيه 
بالزيادة أو النقصان ويزعمون أن فيه تحريقًا وتبديلا وتغیبرًا- من أهل البدع وغيرهم» وقد 
أجمعت الأمة في القرون المفضلة وبعدها إلى يومنا هذا- ولله الحمد- على أن ما بين دفتي 
الصحف هو القرآن الذي أنزله الله على محمد ييه بلا زيادة ولا نقصان» وكيف لا يكون 


-)4770( وابن ماجه في الزهد‎ »)١515/( والترمذي فی فضائل الجهاد‎ »)775٠( أخرجه البخاري في بدء الخلق‎ )١( 
.5 من حديث سهل بن سعد الساعدي‎ 

(۲) أخرجه الترمذي في الزهد (۲۳۲۰)ء وابن ماجه في الزهد (٤١١٦)ء‏ من حديث سهل بن سعد ©. وقال 
الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب». 


سورة البقرة: الآيات: ۷۵۔۸۲ 





= 
هذا وقد تکفل الله كك بحفظه» فقال: ## إِنَّاعَحَنُ برلا ل كر ولا لظو € [الحجر: ۹]ء وقال 


77 ي گے « 


تعالی: 3 اياي الین بین نی ولان خَلفيہ نربمن مکو کیا [فصلت: .]٠٤‏ 

كا أن الوعيد يشمل الذين يلوون نصوص الكتاب والسنة؛ لتوافق أهواءهم 
وآراءهم الفاسدة» وما في قلوبہم من أمراض الشبهات والشهوات» ویؤلفون في ذلك 
الكتب» وينشرون المقالات» ويزعمون أنهم يستندون فيا يكتبون إلى أدلة الكتاب 
والسنة» تمويبًا على الناس- مع ما تنطوي عليه كتاباتهم من الرغبة في إثارة البلبلة 
وتشكيك الأمة في واہتھا وأغلى موروث لدہہاء والرغبة في التصدر وتوجيه أنظار 
الناس إليهم» ونحو ذلك َيل لهم ابت يدهم وَوَنیل لَُم سما يبون 4. 

قله تعال: مرن ت الا لاما تو اهدع عند ار عدا قن 
لک آم مھ آم تووج عل أيه ما کرت (4)2. 

ذكر كك في الآيات السابقة تحريف فريق من أهل الکتاب كلام اللہ وجهل فريق 
منهم بالكتاب» وقوهم بالظن بلا علم» وتوعد كلك الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم 
يقولون: هذا من عند الله ليشتروا به ثمتا قليلاء ثم ذكر أخهم مع ما هم عليه من الباطل 
يزعمون أنهم لن تمسهم النار إلا أيامًا معدودة تزكية منهم لأنفسهمن فجمعوا بين 
الإساءة والأمن» ثم رد كك علیھم؛ كا قال تعالى في سورة آل عمران: #أدَلِكَأََهمَكَالُوأ ار 
تما آلکار لل اما مَعْدُودتٍ وع رمق دينهم ما كوا يروت ) فَكِنتَإِدَاجَمَعَتَهُْمْ وم ل 
ريب فِيهِ ووَقِيَتَ ڪل 

قول: وَقالْواألن تَمَسَتَاَلكار 4 أي: وقال اليهود زعا منهم کاذبًا وادعاءً باطلا: 

لن تَمَسَّنَا ألكارٌ * أي: لن تصيبنا النارء أي: نار الآخرة التي أعدت لتعذيب 
الكافرين لاام مَعَدُودةٌ #» «إلا»: أداة حصرء أي: إلا أيامًا قليلة تعد بالأصابع» 
وکل معدود فهو قليل» كا قال تعالى: # ومانودره كمل تَعْدُورٍ 4 [هود: 5 .]٠١‏ 

قيل: إنهم يقولون: إنم| هي سبعة أيام» وقيل: أربعون يومّاء وهي الأيام التي عبدنا 
فيها العجلء ثم نخرج منهاء ويخلفنا فيها محمد وأمته. 

عن أبي هريرة #5 قال: لما فتحت خيبر أهديت للنبي ية شاة فيها سم» فقال النبي 


سه ہے 4 


یں مَّاحكسَبَتٌ وهم لایظ کموک ¢ [الآيتين : ٢۲ء .]۲٢‏ 


5 عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 
قا: (اجمعوا إِلّ من كان هاهنا من يبود. فجمعوا له. فقال: إني سائلكم عن شيء فهل 
أنتم صادقيّ عنه؟ فقالوا: نعم قال هم النبي ييه من أبوكم؟ قالوا: فلان» فقال: 
کذبتم» بل أبوكم فلان» قالوا: صدقت» قال: فهل أنتم صادقيّ عن شيء إن سألت 
عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم» وإن كذبنا عرفت كذبنا کما عرفته في أبيناء فقال هم: مَن 
أهل النار؟ قالوا: نكون فيها يسيرّاء ثم تخلفونا فيها. فقال النبي يكَلِيِ: اخسؤوا فيها والله 
لا نخلفكم فيها أبدًا...20(0. 

فهم يقرون بدخوهم النار وهذا حق دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة 
بالنسبة لجميع الكفار. 

أما قوشم: إل أنهامًا تَمَدُودَةُ 4 فهذا جرد دعوى لا دليل عليهاء وإنما حملهم 
عليها الکر وا حسدہ والغرور حيث يقولون: #ححن اكوا الو وَأحِبَحوُم © [المائدة: ۸١]ء‏ 
ويقولون: لنا الدار الآخرة خالصة من دون الناس» ويقولون فيا حكي عنهم: نحن 
شعب الله المختار» ويزعمون أن بقية الناس خلقوا لخدمتهم كالحمير. وقد قيل: 
والدعاوى إن لم يقي موا علي ها بينات أصحابها أدعياء9) 

ولهذا قال الله كك تحديًا لهم وردًا عليهم: 

لفل آذ ند الو عدا أي: قل لهم يا محمد: #أذم ند الو عدا 
الاستفهام للونكار عليهم والتوبيخ والتبكيت لممء و«العهد): الوعد والميثاق المؤكد. 
أي: أخذتم عند الله وعدًا وميثاقًا أن لا تمسكم النار إلا أيامًا معدودة. 

قال السعدي: «طمُل أذ عِند الو عَهَدًا 4 أي: بالإیمان به وبرسله وبطاعته 
فهذا الوعد الموجب لنجاة صاحبه الذي لا يتغير ولا يتبدل». 

لفن ملف اللہ هدم 4 أي: إن كنتم اتخذتم عند الله عهدًا بما تقولون فلن يخلف 
الله عهده» لکمال صدقه وتمام قدرته على الوفاء بعهده ووعده» کم| قال تعالى: لومَنْ 





.)7١579( أخرجه البخاري في ا حزیة‎ )١( 
.)3١ 7 /۱( في تيسير الكريم الرحمن»‎ )۳( 


سورة اليقرة: الآيات: ۵٥‏ ۔ AY‏ 





= 
کے ص مر 98 و ةجر 0 ہے عه 
اوقل بعھدو۔ مر آله © [التوبة: »]١١١‏ وقال تعالى: #وعد الله لا يخلف الله المیعَاد € [الزمر: 
٠ء‏ وقال تعالى: لت الله لا سلف الماد # [آل عمران: ۹ء الرعد: ١‏ ]. 


سے سر خر ص ب 


ام ولون عَلَ او مَا لا تَكَلَمُوت » «أم»: يحتمل أن تكون هي المتصلة التي 
بمعنى «أو» ويكون ما بعدها معادلا لما قبلهاء کا في قوله تعالى: ديكروا سوا 
َيه ءآند رتهم ألم ترم » [البقرة: ]٦‏ ای يستوي عليهم إنذارك أو عدمه. 

فيكون معنى الآية هنا: قل هل اتخذتم عند الله عهدًا بذلك» أو تقولون على الله ما 
لا تعلمون» فحصرهم نی أحد هذين الأمرين» وحيث انتفى الأول فلم يبق إلا الثاني 
وهو القول على الله بغير علم. 

ويحتمل أن تكون «أم» هي المنقطعة التي بمعنى «بل» وهمزة الاستفهام» وما بعدها 
منقطع عما قبلهاء کیا في قوله تعالى: ام َأَرِر حلمم يدا آم هم َوه طَاعُونَ 4 [الطور: ۴٣‏ أي : 
بل هم قوم طاغون. 

فيكون معنى الآية على هذا: قل اتخذتم عند الله عهدّاء بل أتقولون على الله ما لا 
تعلمون فأبطل الأول» وحصرهم في الثاني وهو القول على الله بغير علم. 

وسواء كانت «أم» متصلة أو منقطعة؛ فا حقیقة أنهم لم يكن لهم عهد عند الله أن لا 
تمسهم النار إلا أيامًا معدودة» وإنم| هم يقولون على الله ما لا يعلمون. 

قال ابن القيم: «فإن قوهم: لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة خبر عن غيب لا يعلم 
إلا بالوحي» فإما أن يكون قولًا على الله بلا علم فيكون کاذبًاء وإما أن يكون مستندًا إلى 
وحى من اللہ وعهد عهده إلى ال مخبر وهذا منتف قطعًاء فتعين أن يكون خبرًا كاذيًا 
قائله كاذب على الله - تعالى)217. 

وهذا دأب اليهود القول على الله بلا علم» وهو قرين الشرك» بل وأعظم منه. کا 
قال تعالی: # فل لتا حرم رق الْمَونس ما ظھر یٹہا ومابطن وا لام والبنى يعي ر الح وأن حرفأ ما 
کر بل به سلطتا وان تقولا عل الو ما لَالْعامُوَنَ € [الأعراف: ۳۳]. 

ویؤخذ من الایة تحريم الفتوی بلا علم. 


)١(‏ انظر «بدائع التفسير» (۱/ و" 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 





سے 1د 

قوله تعال: ‏ كل من كسب سنكۂ ولت ہی یه فَأَوْكِيِكَ أَصضحث لار 
ها کیٹر ()4 . 

ذكر الله كك في الآية السابقة زعم اليهود أغهم لن تمسهم النار إلا أيامًا معدودة. 
وبیْن بطلان قوهم وأنهم يقولون على الله ما لا يعلمون» ثم أتبع ذلك بذكر حكم عام 
لكل أحد من بني إسرائيل وغیرهم» وهو أنه كل يجازى بعمله فمن أساء وأحاطت به 
خطاياه فهو من أصحاب النار هم فيها خالدون» ومن آمن وعمل صالخا فهو من 
أصحاب الجنة هم فيها خالدون ولیس بالأماني» کا قال تعالى: 9# لیس بأْمَانِيَكُم ولا 
ان اهَل اڪ ي من يعمل وکا َر پو ولا د لَه من ذون الو ولا ولا سیوا © 
وَمَن يعَمَل ين لصحت من دُکر او أن وهو موم ايک يلون الْجَنَ وک 
يظلمون تَقَيرا ٭ [النساء: ۲۳٢۱ء .]٢٤٤٢‏ 

قوله: کل م نكسب ستَک ة4 «بلى» حرف جواب مختص بإبطال النفي» فهو هنا 
لإبطال ما نفوه بقولهم: ئن تَمَسََّا ألكحارٌ إل أيامًا تَعْدُودَهُ 4 أي: ليس الأمر كا 
دون 4. 

لن كسب سيكة)» «من» شرطية» و«كسب» فعل الشرط وجوابه جملة 
لوهک أَصَحَدب الاو ) وربط بالفاء؛ لأنه جملة اسمية. 

ویجوز أن تكون «من» اسم موصول بمعنی «الذي» في حل رفع مبتدأء وخبرہ 
جملة: الاک آصْحَن بآلا رٍ» وقرن بالفاء لشبه الموصول بالشرط في العموم. 

كسب ية أي: عمل سيئة» والكسب: العمل وثمرته المترتبة. 

و(سيئة»: نكرة في سياق الشرطء فيعم کل سيئة وكل ذنب من الشرك فا دونه. 

والسيئة تطلق على الصغيرة» کم فی قوله تعالى: # إن نبوا حكباير ما تهون عه 
تکیرعنکع سياد کہ € [النساء: ١‏ يعني الصغائر» وتطلق على الكفر والشرك؛ ىا قال 
تعالى: #ومن جج الس فَكْبتْ وهم في لار گ4 [النمل: ۹۰]. 


وسمیت السيئة سیكئة؛ لأہا تسوء صاحبها في الحال وال مال وقد تسوء غيره في 


سورة البقرة: الآيات: ۷۵۔۸۲ 





= 
الحال إذا كانت متعدیةء کا قال تعالى: # ظه ر الفساد في البر وَالبَحْرِيِمَا سیت اى الاس 
لبذیقهم بعص الى یلوا لهم جو € [الروم: »]4١‏ وقال تعالى: ٭ وما أَسََیَکم ين 
وة فما کسبت ادیک وَيَعْفُوأ ع ن بر 4 [الشورى: ۳۰]. 

9وَلْحْطت بد حَطيستته 4 قرأ نافع وأبوجعفر بالجمع (خطيئاته)» وقرأ الباقون 
ند بالإفرادء وهي بمعنى الجمع؛ لأن المفرد الضاف يفيد العموم» أي: 
وأحاطت به خطيئته» فلم يكن له حسنة. واكتنفته خطاياه وذنوبه المتنوعة الكثيرة 
ومات على الشرك والکفر من غير توبةء بدليل قوله: توليك ضح ب الكََارَهُمِْيَا 
حَدِِدُونَ 4. 

ولک سکب الاو أشار إليهم بإشارة البعيد «أولئك» تحقيرًا لهم. 

ومعنى #أَصَحَنبُ آلتَتَارِ4 أي: ملازموها ملازمة دائمة أشد من ملازمة الغريم 
لغريمه؛ لهذا قال بعده: هم فِببَاخَِدُونَ 4 أي: هم فيها ماكثون مقیمون إقامة أبدية» كا 
دل على ذلك القرآن فی عدة مواضعء وهو الصحيح من أقوال أهل العلم أن النار لا 
تفنى ولا يفنى أهلها. 

وإنما قدم ذكر أهل النار؛ لأن السياق نی الآية في 
تمسهم النار؛ لبيان أنهم من أهلها؛ وهٰذا فإن في الآ 
مصيرهم الذي هو بئس المصير. 

ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما فيا رواه عنه سعيد بن جبير أو عكرمة: 
« ل بل كسب سك ةوَلَعَطت يو حَطِيسَدَنه 4 أي: من عمل مثل أعمالكم وكفر بمثل 
ما كفرتم بەہ حتى يحيط كفره با له من حسنة تولك أصَحَبْ اكاز هُمْ فيا 
دون ۲۱3۸۴ 

وفي الآية قصر مفاده أن المتصفين با ذكرهم أصحاب النار الخالدون فيهاء 
ومفهوم ذلك أن من كسب سيئة وم تحط به خطيئته» فإنه ليس من أصحاب النار 


الرد على زعم اليهود أنهم لن 
ية تعريضًا بحام السيئة» في 


.)۱٥۹-۱٥۷ /۱۰( أخرجه الطبري في «جامع البيان» (۲/ ۸) وابن أبي حاتم في «تفسیره»‎ )١( 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج۲ 





ح ۲٦٢‏ 
الخالدين فيهاء لكنه يعذب بقدر ما عليه من السيئات» إن لم يعف الله عنهاء وقد قال 
ٹا فیا رواه ابن مسعود 485: «إياكم ومحقرات الذنوب» فإنہن يجتمعن على المرء حتى 
0 2170 

قوله تعالى: « ولت ءامنا يلوا الصَلِحَتٍ أؤليك أسَحب الْجَنَّةّ هُمْ يبا 
کرت 3). 

بعد ما ذكر كك من تمسهم النار ويخلدون فيها ذكر الفريق المقايل وهم أهل الحنة 
المخلدون فيها على طريقة القرآن في الجمع بين الترغيب والترهيب والوعد والوعيد 
والبشارة والنذارة. 

قولہ: ‏ وَلَِيت ءَاما 4 أي: صدقوا بقلويهم وألستتهم بکل ما أوجب الله الإيمان به 
من الإيوان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وغير ذلك. 

ولوا ألصَلِحَاتِ € أي: وعملوا الأعمال الصالحات بجوارحهم» فلابد من الجمع بين 

الإيهان والعمل الصالح. 

وقوله: 'إوَصمِلُوا لضَّلِحَاتِ ۹ بحذف الموصوف وهي الأعمالء والاكتفاء بالصفة 
وهي #ألصَلِحَاتٍِ #؛ لأن المهم في العمل أن يكون صَاخَاء والعمل لايكون صا حا إلا 
بالإخلاص لله عز وجل» ومتابعة الرسول بف كا قال تعالى: الإ وَمَنَأَحْسَنُ ويا ممن سكم 
وجَهَه: یل وهو ححسسن € [الساء:٠٠٠]؛‏ أي: أخلص العمل لله وهو متبع للرسول 8ل 

لأوْكِيكَ اسب الْجَنَةِ 4 أي: أولئك أهل الجنة وملازموهاء وأشار إليهم بإشارة 
البعيد تعظيًا هم. 

والجنة هي الدار التي أعدها الله لأوليائه المتقين وحزبه المفلحينء دار السلامء كما 
قال تعالى: هب دار مل ند رب [الأنعام: ٣۲۷‏ دار الفوز العظيم وألوان النعیم؛ كما 
)١(‏ أخرجه أحمد (۱/ ٤١٥)ء‏ والطبرانی في الكبير (۱۰/ ٢٦۲))ء‏ وأخرجه أحمد أيضًا /٥(‏ ۳۳۱) والطبراني في الكبير 

من حديث سهل بن سعد طَيه. وقال ا میثمي في «مجمع الزوائد» (۱۰/ ۱۹۰) «رواه أحمد ورجاله رجال 

الصحيح» ورواه الطبراني في الثلائة من طریقین ورجال أحدهما رجال الصحيح غير عبدالوهاب بن الحكم وهو 


ثقة». وقال ابن حجر في «فتح الباري» (۱۱/ (إسناده حسن) وأخرجه أحمد أيضًا /٦(‏ ۷۰ء )۱٥١‏ من 
حديث عائشة دونه وكذ ابن ماجه في «الزهد» (ص 47 17). 


سورة البقرة: الآيات: ۷۵۔ ۸۲ 
کسک-ے ‏ سے چّثث_”|_۔|-_.-ےےےٍ ‏ إلا 





قال يَلِِ: «فيها ما لا عيبن رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرہ ثم قرأ كَلِةِ: 
9 قلا تعلم فس خف طم من فر عون جر يماك وأيتعلوبَ © [السجدة: 22170]107. 

لهم فہَاحَلِلدُونَ 4 أي: مقيمون فيها إقامة أبدية لا تحول ولا تزول بإجماع المسلمين 

لتوافر أدلة الكتاب والسنة في الدلالة على ذلك» وفي الآية قصر مفاده أن اضعا 

ذكرهم أصحاب الجنة الخالدون فيها دون من عداهم. 
الفوائد والأحكام: 

-١‏ قطع طمع ورجاء الرسول يكل والمؤمنين في إيان اليهود؛ لقوله تعال: جَأنَتظمَمُوةَ 
أن يموك 4 الآية» وفي هذا تسلية للرسول كَل وللمؤمنين» وبيان لعتو اليهود. 
وأنه لا مطمع في إیم|نہم. 

؟- حرص الرسول بي والمؤمنين على إیمان أهل الكتاب وغيرهم؛ لقوله تعالى: 
لأقَنظمَعُونَ 4 فهم يرجون ويحبون أن يؤمن ھؤلاء وهكذا ينبغي لكل مؤمن أن 
حرص على إيان الخلق» ويعمل لتحقيق ذلك ويحبه. فالدين النصيحة لله تعالى 
ولكتابه ولرسوله ولآئمة المسلمين وعامتھم(٢)‏ 

۳- إثبات الكلام لله ك بحرف وصوت مسموع؛ لقوله تعالى: #يسْمَعُونَ كلم الو 4 
فالكلام صفة ذاتية ثابتة له 858 وصفة فعلية تتعلق بمشيئته» فهو يتكلم متى شاء. 

4- تحريف فريق من اليهود لكلام الله كك بعد ساعهم له» وعقلهم وين 
عو لقوله 5 سض فرق َنْهُمُ سْمَعُونَ كلم أللّو ثد حرف وة من سور 

ا O rrr‏ الله بعد أن سمعوه وعقلوه وهم 
يعلمون ذلك عقوبة لهم؛ لآن المعصية تجر إلى ما هو أعظم منها. 

-٦‏ تحريم تحريف كلام الله كك؛ لأن الله رتب عليه عدم الإيهان وهو من صفات اليهود. 


)١(‏ أخرجه البخاري في بدء الخلق- صفة الجنة وأنها مخلوقة (٤٣۳۲)ء‏ ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها 
)۲٤(‏ والترمذي في التفسير (۳۱۹۷))؛ وابن ماجه في الزهد )٤۳۲۸(‏ من حديث أبي هريرة ضَليه. 

(۲) ىا في حديث تيم الداري #5 عن النبي ييا أخرجه مسلم نی الإيهان (2)00» وأبوداود في الأدب )٦4٤٤(‏ 
والنسائی في البيعة ١91/(‏ 4). 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن: ج٢‏ 


۲٦۸( د‎ 

۷ أن الوقوع في المخالفة والذنب بعد عقل الأمر وفهمه والعلم به أشد وأعظم؛ لقوله 
تعالى: لمن بعد مَاعَمَلْوهُوَهُمْ كنوت 4. 

۸ نفاق هؤلاء اليهود حيث إنهم إذا لقوا الذين آمنوا قالوا: آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض 
أظهر وا خلاف ذلك؛ لقوله تعالى: ¥ وَإِدا لوا أَلَذِنَ ءَامَوأفالوا امناو دا خا بعصم إل 
عض الوا آَم یما فتے الہ لیک اجوہ ہو۔ عند رکم فلا تمَقِلُونَ 4. 

۹- لوم بعض اليهود بعضًا على إظهار الحق نما في كتبهم من نعت محمد با وإیجاب اتباعه 
ونحو ذلك» وتواطؤهم على کتمان ا حق ون لقوله تعالل: و دا حَلَا بَعْضْهُمْ إل 
بن الا آم ماح علیکم يكوك بد. ند د الا من 4. 

لمعيسو سي لقوله تعالى: ليما 

-١‏ المحاجة بين المؤمنين والكافرين عند الله يوم القیامة؛ لقوله تعالى: لاجو گم يو عند 
رکم € کا قال تعالى: ا نم اکم وم اق ةعند رکم نض مورت € [الزمر: .]١‏ 

7- إثبات ربوبية الله تعالى العامة» وإقرار اليهود بذلك» لقوهم: ٭عِند رَيَكُم €. 

.4 تسفيه اليهود لمن يقول ا حق منهم ووصفه يعدم العقل؛ لقوهم: #أفلا تَمَقَُونَ‎ - ١ 

5- الوعيد لليهود وتوبيخهم والإنكار عليهم فی تحريفهم كلام الله تعالى: وکتمانہم 
الحق؛ لقوله تعالى: اوَلا بَعَلَمُونَ أن الله يكم مَاثیرورت ک وَمَاَلِنَ #. 

-٥‏ إثبات وتقرير علم الله التام بها يسر ا خلق وما يعلنون؛ لقوله تعا ی: #أَنَ الہ يَمَلَمْ 
ماوت وَمَايْمَلِْنَ 4 نما يوجب مراقبته 285. 

71 کر سی بن ارد ق کور رد الاميين لا يمون گرا إلا ہر تانج 
دون فهم للمعنى» وإن تمنوا ذلك وزعموه؛ لقوله تعالى: وم N E‏ 
00 00 

۷۔ إطلاق وصف الأمية على من يقرأ ولا يفهم؛ لقوله تعالى: ومهم أمَيُوْنَ لا 
لرا الككب ال ماق ک4 أ إلا قراءة بلا فهم. 





سورة البقرة: الآيات: ۷۵۔۸۲ 





۲۹۹ = 
۸۔ اعتماد هؤلاء اليهود على الظن والشك والقول بلا علم؛ لقوله تعالى: ون همالا 


ِظتُونَ 4 وهكذا حال من لا علم عندہ. 

۹-۔ ذم ا حکم بالظن؛ لأنه قول بلا علم» ومن صفات اليهود. 

١-الوعيد‏ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم من اليهود وغيرهم ثم يقولون: هذا من 
عند اللہ كذبًا وافتراءً على الله؛ لقوله تعالى: #مَويْلٌ يَلَذِينَ يحو الككب أدبم تم 


يوون مادا مِن ند اه 4 كما فعل اليهود وحرفوا التوراة وكتبوا بدھا كتابا بأيديهم» 
ونسبوہ لله . 


وهكذا يفعل اليوم الرافضة- أخزاهم الله- الذين يزعمون تحریف القرآن 
ويزيدون وينقصون فيه» بل ويزعمون أن هناك قرآنًا غيره عندهم في السرداب. 

-١‏ أن غاية ما يريده الذين يتجرؤون على الكذب على الله مما يكتبون بأيديهم 
ويقولون: هذا من عند الله أن يعتاضوا بذلك ثمثا قليلا من الرئاسة وا مال وا لاہ 
ونحو ذلك من حظوظ الدنیا الفانية؛ لقوله تعالى: لِيعْئرُوأيِو سايلا 4. 

7 - ذم الدنيا بها فيها وحقارتها؛ لقوله تعالى: #تَمَنَاقَلِيلا #. 

77 - تأكيد الوعيد وتشديده لمن فعل ذلك لكذبهم على الله كبك وتضليلهم الناس» وأكلهم 
أمواهم بالباطل؛ لقوله تعا ى: فول لَّمُم يَتَاكتبَت دوم ووتِلُ لَهُم ساكب 4. 

-٤‏ أن الجزاء بحسب العمل وبسببه؛ لقوله تعالى: #قُويلُ لَھُم يسَاكَيْتٌ أيْدِيِهمْ وَوَيْلٌ 
لم يما سبو 4. 

-٥‏ أن ما أخذ على الفعل المحرم من كسب فهو حرم؛ لقوله تعالى: #وَوَيْلٌ لَهّم َم 
یبن )+ لآنه مقابل فعل حرم. 

-٦‏ إقرار اليهود بالآخرة والحنة والنار؛ لقوله تعالى: #وَقَالُواً لن تمستا ألتكارٌ إل 
اما تَعَدُودةٌ 4. 

۷- تزكية اليهود لأنفسهم؛ لزعمهم أن النار لن تمسهم إلا أيامًا معدودة, أو أن النار 
لغيرهم؛ لقوله تعالی: لوقا وا کن تمس الکاژ إلا اما دود # مع ماهم عليه 
من تحريف كلام اللہ والكذب على الله كك فجمعوا بین الإساءة والأمن» بل 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 

حك ۲۷۰ : 

۸- تکذیب اليهود والإنكار عليهم في زعمهم هذا إذ لا عهد من الله هم بذلك» وإنا 
يقولون على الله ما لا يعلمون؛ لقوله تعالى: حدم عند ل عدا مان بل أله 
کر ام ولون على ا آله ما لا تعلمورت 4. 

70 0 
تمال: مكل لك امعد 

۰۷- بلاغة القرآن وفوة سی سا ہے الحجة عليه؛ لقوله تعالى: 
قلا عد عند الو عھدا فان لف آله عه ا کو نعل الله ما لا تعلمورت #. 

-“١‏ جرأة اليهود على القول على الله بلا علم؛ لقوله تعالى: «ام ولون عَلَ الو ما ك 
شلمُوت 4. 
الفتوى بلا علم. 

۳- الرد على اليهود في زعمهم أن النار لن تمسهم إلا أيامًا معدودة» ببيان أن الثواب 
والعقاب إنم| هو بحسب العمل» ٤‏ فکل يجازى بعمله إن خيرًا فخيرء وإن د شرافس 
ولیس ذلك بحسب النسب أو الدعاوى ونحو ذلك؛ لقوله تعالى : ٭ ل ا کس 

كن کات A I PE‏ ا ب لار همها حِلدُونَ 4. 

ا سب تر a EC‏ 

أو الشرك فهو من أصحخابٍ النار الخالدين فيها؛ لقوله تعالى: # بل من كسب 
ا لب لماز همْفيها حَدَلِدُونَ #4 





ستسکة ولحت بو- حَطِ :تہ اوک اَسحَثِ ا 
وب ام سے مہت و1 ا ا زمرو عدت 
مشیئة الله إن شاء عذبه بسيئاته» وإن شاء عفا عنه؛ لمفهوم قوله تعالی: جك من 
كسب سیت وَلَحطتٌ بو حَطِيدَيه 4 الآية» ولقوله تعالل: # إن الله لا يعفر أن يشرد 
ہو تعفر ما دون ذلك لمن اء € [النساء: .]١١5-44‏ 
ا اراو و فا ارک نٹ 
لار همها حَدِلِدُونَ 4. 


سورة البقرة: اللآيات: ۷۵۔۸۲ 





7 -ے 

۷- أن من آمن وعمل صا ًا فهو من أصحاب ا نة الخالدين فيهاء لقوله تعالى: 
ط اریت ء اما وکیارا الَلِحَنتٍ الہک أصَْحَنبُ الْجَنّةٌ هم فیا خَدلِدُوتَ 4. نسأل 
الله من فضله. 

۸- لابد من الجمع بين الإيهان والعمل الصالح؛ لقوله تعالى: # ولت اموا يوأ 
ألصَلِحَتٍِ 4ء وفي هذا رد على المرجئة الذين يقولون: يكفي جرد الإیمان. 

۹- أن المهم في العمل أن يكون صاسحاء لهذا حذف الموصوف فلم يقل: «وعمل عملا 
صاخا» واكتفى بالصفة وهي قوله: (صاحا) بل ذلك شرط لقبول العمل» وهو 
أن يكون صا حا: خالصا لله كك تبعًا لما جاء به الرسول ييا 

اع اة لا قي ولا ف هار ل الام تفال :ال اميت الجن 
هم فا ڈو 4 وهذا بإجماع المسلمين. 

-١‏ جع القرآن بين الوعد والوعيد والترغيب والترهيب بذكر أصحاب النار ثم ذكر 
أصحاب الحنة. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





= 


قال الله تعا ی: وَإِداخڈنا مق بی اس یل امیا ون ال الله و 


یح ٦ر‏ 


الّشْرْقَ اليك ولوين وَقُولُوا لاس حا وَأَقِمُوا الصّككزة و 
تور للا يګ يتڪ وَأ مروت سے و ارخ کون 
بون انشسکہ ين ويرك م اقرز ونم تشہد ون )نم آم کول لات تقثو وی 
وَعرِجُونَ کرد اسك زی وبرج تاو عو بالا ووو اخ رشن 
بے کک 2 راه اوو نر آلکتں و5 کفرور ےر ہ ا قعل 
کلک نكم ایز یا لمران نَل اش ا ماله لفل ما 
مون و ولي ك الب شترا ل وة لابا لت لاعف دسجت همود @)). 
قوله تعال ی: ا وَإِذأَحدنا م تپ ا کو 1 رح وذی 


د اریہ رص س ور 4س سے 7 1 : اھ یں 2 22 
عق والیگیٰ َال کین وو لوا لل س حسما وق گُوا فو وءاتواً اكد 


تال خسان وز 


۹ 


5 
2 


نے 


ہت 


کو 


0 ہے 
0 
35 


۰ 


قوله: وَإِذَآَحخَدُنا ميس ۰ 4 أي: واذكروا حین أخذنا في التوراة ميثاق 

بني إسرائيل آبائكم وسلفکم أي: حين أخذنا عهدهم المؤكد. 

عباتو جا لأنه العظيم سبحانه وتعالى» ىا قال تعالى: طول 
ودم حِعْظهُمَاوَهْوَلْعَالْمَلِيمٌ 4 [البقرة:00 15 وقال تعال: طول لكي فى الوت لاض 4 
[الجائية: ۳۷]ء وقال كك في الحديث القدمی: «الكبرياء ردائي» والعظمة إزاري». 

وئی الإظهار في قوله: وَإِدْآَحدا میقلق بی اس یل 4 بدل الإضار حيث لم يقل 
«وإذا أخذنا ميثاقكم» إشارة إلى الرابط بين السابق منهم واللاحق نسبًا ودیناء وأن 
العهد على السابقين منهم عهد على اللاحقين. 

لبدو رلا اك لَه يلول إخساا وزی الشرق وَالْمَى والستحكين وفولوأللاس 
حا وق موا الصكلؤة وَءَاثوا َوه 4. 

بیان وتفصيل للميثاق الذي أخذه الله على بنى إسرائیل وتحته ثان وصایاء 
ری ن الا وا خاد إن ارا ال عات إل تی ای 


(۱) أخرجه آبو داود في اللباس (٤۹٥٦)ء‏ وابن ماجه في الزهد -)٤۱۷٤(‏ من حدیث أبي هريرة طنه. 


سورة البقرة: الآيات: ۸٦-۸۳‏ 


= 
اا تی الاصاف إل ا کرام وأن کو تر الا او ان وا 
الصلاة» وآن يؤتوا الزكاة» وہہذا أمر الله كك وأوصى جميع خلقه. 

قوله: لا سْبُدُ ون الا ال 4. 

قرأ ابن كثير وحمزة والكسائى بالياء «لا یعبدون)ء وقرأ الباقون بالتاء: «لا 
ر و و اتا 

وبهذا أرسل و 2 وبه أمر جمیع ا خلق؛ کا قال تعالى: وما سلتا يِن 


عم مر و 


لک من رول إلا زیی اید ند لا اکا تاَأَعمٴدُونِ € [الأنبياء: »]۲٠‏ وقال تعالى: # وَلَمَدَ 


د خر 


ا وك لاد مت رسولا أت اعیدوا الله واجتبوا نيوأ الطدحّوت 4۴ [النحل: .٦‏ 

وهذا هو أول الحقوق وأعلاهاء راعليها وأبينها حق الله كبك وهو توحيده 
وعبادته وحده لا شريك له. والذي لا تقبل الأعمال بدونه» وضده الشرك الذي هو 
أعظم الذنوب وأظلم الظلم. 

وَيالوَلِ اَِسَاتا 4 بعد أن ذكر حقه كك الذي هو أعظم الحقوق- ذكر حقوق 
خلقه» وبدأها بحق الوالدين الذي هو من أعظم وآكد ا حقوق؛ فقال تعالى: *#ويالولش 
اسان پ4 أي : أحسنوا بالوالدين إحساتاء والإحسان نہایة الر وذلك بأداء حقوقهم 
الواجبة والمستحبة: قولا وفعلا وبذلاء وغبر ذلك» وهذا يتضمن النهي عن الإساءة 
إليهها من باب أولى. ۱ 

و«الوالدين» هما الأب والامء أما الام فهي الوالدة» كما قال تعا ی: ٭ وَلوَلِاتٌ 
ارعن أَوْكَدمنٌ حون الین 4 [البقرة: ۲۳۳]» وأما الأب فسمي والذًا من باب التغليب؛ 
لأن الولد منه ومن الوالدة. 

ويدخل في قوله: لوا ول إِحسَسَانَا ‏ الأجداد والحدات» لکن كلما كان الوالد 
أقرب كان حقه أعظم وأوجب. 

وقد قرن الله كك حق الوالدين بحقه في هذه الآية» وفي مواضع كثيرة في القرآن 
الكريم؛ لعظيم حقهماء وسيأتي بسط الكلام في ذلك في سورة النساء في الكلام على قوله 





.)۱۷ ٢ /۳( انظر: «البحر المحيط»‎ )١( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





]۲۷٢( 
تعالى: فِوَأَعَبُڈوا الله ولا شرا پو سينا ولون اِحْکنا وَيِذى اشرب وَالكی‎ 
وني سورة الإسراء في الكلام على قوله تعالی: لوقتی رك أل‎ .]۳٦ لكين 4 [الآية:‎ 

بدو لَه اه ودين حَسَدمًا 4 [الآية: .]٢۴‏ 

#وذى الْمْرَقَ وَالْيِتَى وَالسَسحكين 4 معطوف على قوله: لوالو إحسانا 4 
أي: وأحسنوا بذي القربى واليتامى والمساكين» إحسانًا بالقول والفعل والبذلء وكف 
الأذى. 

#وذى ألْمَّرَقَ 4: صاحب القرابة» وعطفه على «الوالدين» من عطف العام على 
الخاص؛ لأن الوالدين أقرب القرابة» وأعظمهم حقاء وكل| كان الشخص أقرب» فحقة 
أعظم وأوجب. 

طوالتتی # جمع يتيم أو يتيمة» وهو الذي مات أبوه قبل أن يبلغ ذكرًا كان أو 
أنثى» فإذا بلغ زال عنه اليتم» لقوله َه : «لا یتم بعد احتلام)(' مأخوذ من (الیتم) 
وهو الانفراد. ومنه سميت «الدرة اليتيمة». أي: وأحسنوا باليتامى» بالعطف عليهم 
وتوجيههم ومساعدتہم وحفظ أمواهم. والدفاع عنهم وأداء حقوقهم. 

وقد أوصى الله كلف باليتامى» وأكد على وجوب رعايتهم والعناية بهم لشدة حاجتهم 
إلى من يعولهم وينفق عليهم ويربيهم» ويدافع عنهم ويحفظ أموالهم وحقوقهم» ولاسم| 
عندما تطغى الأنانية وحب الذات» ويشتد الجشع والطمع وتضيع حتى حقوق كثير من 
الأقوياء فكيف باليتيم الذي لا حول له ولا طول إلا برحمة أرحم الراحمين. 

ووالسَسحكين #: جمع مسكين وهو الفقیر المعدم» أو الذي لا يجد كفايته» سموا 
مساكين أخدًا من السكون وعدم الحركة؛ لأن الفقر أسكنهم وأذمم؛ أي: وأحسنوا 
بالمساكين بمساعدتهم والعطف عليهم ونحو ذلك. وسيأتي بسط الكلام بأوسع من 
هذا على حقوق اليتامى والمساكين في مطلع سورة النساء. 

#وقولوا لاس حسما 4 قرأ حمزة الكسائي ويعقوب وخلف بفتح الحاء والسين 
(حَسَنا)ء وقرأ الباقون بضم الحاء وإسكان السين حسما 4. 


)١(‏ أخرجه أبو داود في الوصايا (۲۸۷۳) من حديث على رضى الله عنه. 


سورة اثبقر٥:‏ الآيات: ۸۳ ۸٦‏ 





|۲۷٢‏ سے 
بعد أن أمر بالإحسان ا مطلق إلى الوالدين وذي القربى والیتامی والمساكين وذلك 
يشمل نوعي الإحسان القولي والفعلي» أمر بالإحسان القولي لجميع الناس حیث أنه 
مستطاع لكل أحدہ فإذا كان الإنسان لا يستطيع أن يسع الناس باله فلا يعدم الإحسان 
بقوله ا وفي الحديث: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم» 
ولكن یسعھم منكم بسط الوجه وخسن ا ُلق۷۷). 
قال المتنبي220: 
لا خیسل عن دك تہسدیہا ولا مسال فلیُسعد النطق إن ل عدالحال 
أي: وقولوا للناس قولا حسنًا طيبًا لينّاه ویدخل في ذلك دعوتہم إلى الله تعالى 
الح ل ہو ام لمان # أدع ِل ہیں 


سے 


و سے کے و سے 


ريك با جکمة 23-7 تة وبحدر لهم بأآلی ه هى َحَسَنٌ € [النحل: .]٠٠١‏ 


ويدخل فيه أمر الناسن بالمعروف ونيهم عن اجک وتعليمهم العلم. وبذل 
السلام» والبشاشة» وكل كلام طيب» م القبیح والفاحش والبذي مع 


الناس» حتی مع الكفارء کما قال تعال: وا يأو أل كي إلا ای هى امم 4 
[العدكبوت: 45]. 

وفی الحديث: «الكلمة الطيبة صدقة)"» وقال ية : «إن الله لا يحب الفاحش أو 
يبغض الفاحش والمتفحش »)0 '. 


وفي الحديث: ط يكن يكن رسول الله ی فاحشًا ولا متفحشاء وكان يقول: إن من 
أحبكم ل وأقربكم مني مجلسًا يوم القیامة أحاسنكم أخلاقًا)200. 
©وَأَقِمُا الصَكزة 4 أي: وأقيموا الصلاة إقامة تامة فرضها ونفلها بشروطها 


1 أخرجه البزار من حديث أي هريرة طب فیم| ذكره ابن حجر في شرحه حدیث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما:‎ )١( 
يكن رسول الله گلا فاحشًا ولا متفحشًا» في كتاب الأدب (٥٦٦٦)ء وقال أبن حجر عن حديث أبي هريرة:‎ 
ابسند حسن).‎ 

.۲۷۰/۳ انظر: «ديوانه» بشرح العكبري‎ )٢( 

(۳) أخرجه البخاري في الجهد والسير (۲۸۹۱)ءومسلم في الزكاة )٠١١9(‏ ومن حديث أبي هريرة طلنه. 

)٤(‏ أخرجه أحمد (۲/ ».)١77‏ والترمذي في البر والصلة -)١41/5(‏ من حديث عبد الله بن عمرو رضی الله عنهما. 

)٥(‏ أخرجه الترمذي في البر والصلة (۲۰۱۸) وقال (حدیث حسن غريب». 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 


= 
وأركانها وواجباتها وسننها. 

#وَءَانوا ألركَرة 4 أي: وأعطوا الزكاة لمستحقيها. 

وفيه دلالة على فرض الصلاة والزكاة على بني إسرائيل ممن كان قبلناء وخص 
الصلاة والزكاة لمكانتهم| من العبادة والإحسان. وکونہما من أعظم ما يعين على ذلك» 
ففي الصلاة الإخلاص للمعبود» وف الزكاة الإحسان إلى العبيد. 


آذ سے تی 70 
و 


ول تم إلا فلا َنَم 4 الخطاب لبني إسرائيل جميعًا بتغليب أخلافهم على 
أسلافهم, أو للمعاصرين منهم» فهذا تعميم للخطاب بتنزيل الأسلاف منزلة الأخلاف. كا 
أنه تعميم للتولي بتنزيل الأخلاف منزلة الأسلاف للتشديد في التوبيخ). 

و«التولي» يكون بالبدن. 

8لا قلا ينُم € بقوا على العهد والميثاق. 

ٹوآنشر مُمْرشورے ) ا حملة حالية» أي: والحال أنكم معرضون» والإعراض يكون 
بالقلب» فجمعوا بین التولي بالأبدان والإعراض بالقلوب» والمعرض بقلبه- في 
الغالب- لا أمل في رجوعه؛ قد سد أذنيه حوفا من سماع الحق» فلا فائدة فيه. 

والمعنى: ثم توليتم بأبدانكم حال كونكم معرضين بقلوبكم عن العمل با أمرتم 
به في هذا الميثاق الذي أخذ عليكم» من إخلاص العبادة لله تعالى» والإحسان إلى 
الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين» وقول الحسنى للناس» وإقام الصلاة» وإيتاء 
الزكاة. 

قوله تعالی: ود اذا كلق لا مس یکو وماك ولا خرن ألفْسَكُ ين د يرك 
ارموس تَنْہدُوت )). 

قوله: ولذ دنا ميقم 4 أي: واذکروا يا بني إسرائيل حین أخذنا ميثاقكم» أي: 
عهدكم المؤكد. 

لا وکوت ومَاءكُ ولا عرد نكم ين يكرك 4 بيان وتفصيل للميثاق الذي 
أخذه الله عليهم هناء وهو أنه أخذ عليهم الميثاق في التوراة بأمرين: أن لا يسفكوا 





یھ 


(١)انظر‏ «روح المعاني» (۱/ ۴۰۹). 


سورة اليقرة: الآيات: ۸۳ - ۸٦‏ 


Ww 





دماءھمء وأن لا يخرجوا أنفسهم من ديارهم. 

قوله: للا کون دِمَاءَکہ 4 أي: لا تریقون دماءكم»وسفك الدم سفحه وصبه 
وإراقته بالقتل. 

والمعنى: لا يرق بعضكم دماء بعض» بقتل بعضکم بعضًا؛ لان قتل الواحد لأخيه 
بمثابة قتله لنفسه من أهل الملة الواحدة. 

ولا حْرِبونَ أَنفْسَكْم ين یسرک 4 أي: ولا يخرج بعضکم بعضًا من دياركم؛ لأن 
إخراج الواحد من أهل الملة الواحدة لأخيه بمثابة إخراجه لنفسه» قال تعالى: فا 
حلسم بوتا فلمو عل اکم [النور: ]٦٦‏ أي: ليسلم بعضكم على بعض» وقال تعالى: 
لول ترا أَنشْسَكُم 4 [الساء:19] أي: لا يقتل بعضكم بعضًا. 

وقال يَكِِْ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل ا حسد الواحد إذا 
اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر»'. 

والإخراج من الوطن الذي ولد فيه الإنسان ونشأ وترعرع على ترابه وأرضه ليس 
بالأمر ا مین على النفس» بل قد يكون أشد عليها وأشق من القتل؛ ولهذا وقف صلوات 
الله وسلامه عليهم على «الحَزُوَرَة(2» مخاطبًا بلده مكة قائلًا: «والله إنك بر أرض» 
وأحب أرض الله إلى اللہ ولولا أني أخرجت منك ما خرجت)7". 

وقال الشاعر: 
ولي وطن آليت الا أبيعه ولاأرى غسيري ل هالدهر مالكا 
عمرت بے شرخ الشباب معا بصحبة قوم أصبحواني ظلالك 
وحبب أوطان الرجال إليهمٌ 2 مآرب قضاها الك باب هنالك 
إذاذكروا أوط انم ذكرتمهم عهود الصبافيهافحتنوالذلك 


)١(‏ أخرجه البخاري في الآدب ))501١(‏ مسلم في البر والصلة والآداب -)۲٥۸٦(‏ من حديث النعمان بن بشير طك. 

() «الحزوَرَة»- على وزن «قِسُْوَّرَة)-: موضع في مكة. انظر: «النهاية» مادة احزر». 

(۳) أخرجه الترمذي في المناقب- فضل مكة (۳۹۲۵)- من حديث عبد الله بن عدي بن حمراء الزهري طِ. وقال: 
(حدیث حسن غریب صحيح؟. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


I= 


فقد ألفتے النفس حتى كآنه 2 فماجسدإن‌بان غودرهالك () 





م أكَررَمَ 4 أي : ثم أقررتم بهذا الميثاق» واعترفتم به» وبقيتم عليه» والتزمتم به 
واش تر تَسْبَدُونَ 4 ا حملة حالية» أي:والحال أنكم تشهدون عليه» أي: تشهدون على 


صحة هذا الميثاق. 


لوج سم مر" رر 


قوله تعالى: #أثُم انتم هلؤْلاءِ تتُلورے شک وَعْجُونَ يض نکم ين وکرم 
َظهَرُونَ عَلنهم يألا واا عدون وَإن بَا وک أسترئ دوهي وَھُو مم يڪم ل مت 
ومون يبع الکتپ وکر يبغ امنا جم يفل کک رن لاج 
2 ماشه کیل ما سَملوںَ ت(٥ی)4.‏ 
قوله: لنم اسم لا تفثلورے وس لثم ٭: عاطفة» و لآنتم #: مبتدأء 
و#متؤلاء * منادی؛ أي: يا مؤلاء #تَفَدُلُو أنمْسك ٭: خبر المبتدأء والخطاب 
لليهود الموجودين وقت نزول القرآن؛ لانہم من الأمة التي فعلت ذلك ورضوا به أي: 
ثم أنتم يا هؤلاء تنقضون العهد. 
د شور سک4 أي: یقنل بعضكم بعضًا. 
وَعَرْجُوَ ن فَرِيضَامِنَكْم من برهم 4 أي: وتضطرون وتلجئون طائفة منكم إلى 
ا خروج والجلاء من ديارهم» وني هذا توبيخ لهم على نقض العهد. 
قال ابن كثير: «وذلك أن الأوس وا خزرج؛ وهم الأنصار كانوا في الجاهلية 
عباد أصنام» وكانت بينهم حروب كثيرة» وكانت سود المدينة ثلاثة قبائل: بنو قينقاع, 
وبنوا النضيرء حلفاء الخزرج. وبنو قريظة حلفاء الأوس. فكانت الحرب إذا نشبت 
بينهم قاتل كل فريق مع حلفائه فيقتل اليهودي أعداءه» وقد يقتل اليهودي الآخر من 
الفريق الآخرء وذلك حرام عليه في دينه ونص كتابه ویخرجونہم من بيوتهم» وينهبون ما 
فيها من الأثاث والأمتعة والأموال: ثم إذا وضعت الحرب أوزارها استفكوا الأسارى من 
الفريق الكلوت عماه بحكم التوراة؛ ولهذا قال تعالى: أَمَتُومِنونَ ببَعْض الكتب 


.۱۸۲٦ /٥ لابیات لابن الرومی. انظر: «دیوانه»‎ )١( 
.)۱۷۳ /۱( في «تفسيره»‎ )۲( 


سورة البقرة: اللآيات: ۸٦-۸۳‏ 





وَتَكْفْرُو ببَعْضٍ 4. 

#تَظهَرُونَ عَلِيَهم 4 قرأ عاصم وحمزة والكسائي بتخفيف الظاء «تظاهرون»» وقرأ 
الباقون بتشديد الظاء «تظاهرون)»., وأصلها تتظاهرون. أبدلت التاء الثانية ظاءً ثم 
أدغمت بالظاء الأصلية. 

وعبر بالمضارع في قوله: قثوت 4 «َوَعْرْجُونَ 4 وتَظهَرُونَ 4 للدلالة على 
الاستمرار» وأن ذلك من شأنكم. 

ومعنى #تَظهَرُونَ عَيَنْهم # التظاهر معناه التعالي» أي: تتعالون عليهم» ومن هذا 
قوله تعالى: «حَقٌٍّ بآ الحَق وھ اش ا 4 [التوبة: ]٤۸‏ أي: علا أمر اللہ ومنه قوله 
تعالى: لظ ھ ره عل الزن کل 4 [التوبة: ۳۳ء الفتح: ۲۸ء الصف ۹] أي: ليعليه. 

ويأتي التظاهر بمعنى التعاون» کم في قوله تعالى: #وإن تظهرا علّے فان الله هو موكله 
وجري وصح لومون وَالْمَليكَهبَعَدَ دك هر 4 [التحريم: 4]. 

وعلى هذا فيكون معنی #تظهَرُونَ عََبّهم 4 أي: تتعاونون عليهم. ولا مانع من 
حمل الآية على المعنيين» فهم يتعالون على من يقتلون ويخرجون من ديارهم ويتعاونون 
عليهم بألا وَالْعَدَوَانٍ 4 «الإثم»: الذنب والمعصية» وما يؤثم» و«العدوان»: الاعتداء 
على الغير بغير حق. 

والعدوان أخص من «الإثم»» فكل عدوان إثم» وليس كل إثم عدواتاء اللهم إلا 
في حق النفس» فإن الآثام كلها عدوان على النفس وظلم ها؛ لان النفس وديعة عند 
الإنسان يجب أن يحملها على ما فيه نجاتها وسلامتها في الدين والدنيا والآخرة» ویجحرم 
عليها أن يعرضها للعطب والهلاك والعذاب. 

واليهود في قتل وإخراج بعضهم لبعض قد جمعوا بین الامریع الإثم والعدوان؛ 
لأن القتل والإخراج للغير إثم واعتداء. 

ان انوكم أصرئ تُتََدُوهُمْ 4 الواو: يجوز أن تكون عاطفة» ويكون هذا من 
جملة ما وبخوا عليه من نقض العهد» ویجوز أن تكون واو الحال» والجملة حال من 
قوله: وَعرَجُونَ مراك أي: وا حال أنهم إن «يأوكم أسترئ تُقَدَدُوَهُمْ 4 قرأ حمزة: 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن؛ ج٢‏ 








= 
اتی تَفْدُوھم)ء وقرأ ابن كثير واي عمرو وابن عامر وخلف: «أَسَارَّی تفدوهم»» 
وقرأ الباقون: #أسرّئ تُفَدُوَهَمَ 4. 
أي: وإن يجيئوا إليكم ا رى » أي: حال كونهم أسارى» والأسارى جمع 
«أسير» يقال في جمعه: «أسرى» وجمع الجمع منه «أسارى». والأسير الذي أخذه عدوه 


واستولى عليه» وهو «فعيل» بمعنى (مفعول)؛ أي: مأسور؛ لأنه في الغالب یؤسر 
ويربط ويوثق مخافة أن برب. والإسار هو السَّير من الجلد الذي يو ثق به المسجون 
والموثوق. 


ڈو 4 قرأ نافع وأبوجعفر وعاصم والكسائي ويعقوب: #تَفَدُوَهُمَ 4 
بضم التاء وألف بعد الفاء. وقرأ الباقون بفتح التاء وسکون الفاء من غير ألف: 
اتتفدوهم). ومعنی #تُعَدُوَهَمَ 4 أي: تفكوهم وتخلصوهم من الأسر بفدية تدفعونہا 

والمعنى: ثم أنتم هؤلاء تقتلون بعضكم وتخرجون طائفة منكم من ديارهم. 
تتعالون وتتعاونون عليهم بالإثم والعدوان» والحال أنهم إن يأتوكم حال كونهم 
أسارى تفادوهم» أي: e‏ 

وهو رم عَم إِغْرَاجْهُمْ 4 الجملة حالية» أي: وا حال أنه حرم عليكم 
إخراجهم في كتابكم» ولم يقل: «وهو حرم عليكم قتلهم وإخراجهم» مع أن كلا من 
القتل والإخراج حرم عليهمء وذلك- والله أعلم- أن الاخراج كو سیت الاس 
وعليه يكون المعنى: كيف تخرجونهم وتتسببون في أسرهم ثم تفادونہم. 

لأَفَنْؤْمُِونَ يبَعض لكب وتكفروت يِبَعْضِ 4ء الاستفهام للإنكار والتقريع 
والتوبيخ والتهديد. 

أي: أفتصدقون ببعض الكتاب- يعني التوراة- وتعملون به» كما في فداء 
الأسارى؛ وتكفرون ببعضه كما في كفركم في نہیکم فيه عن سفك دمائكم وإخراج 
فريق منكم من ديارهم؟ فهذا تناقض منكم؛ لان الأخذ والإيان ببعض الكتاب 
يوجب الأخذ والإيهان بجميعه» كا أن الکفر ببعض الكتاب كفر بجميعه» بل إن 
الا‌ان يوجب الإيان بجميع الشرائع والكتب والرسل» والكفر ببعضها كفر 


سورة البقرة: الآيات: ۸۳ - ۸٦‏ 

= 
بجميعهاء کا قال تعالی: ‏ إنَّ آرت يَكْمُرُو ناه وَژسلو۔ ودوت أن یروا مین الہ 
ولف ولوت تن بین ڪر پیتوں یشو أن سدوا ن رك سيبلا © 
اَی هم الَكَوِونَ عقا وعدا كن عدایا مهيا #* [النساء: »]16١ 016٠‏ وكما قال تعا ی 
في وصف الرسول اة والمؤمنين: ءامن الرَسُولُ يمآ أُنْرِلَإِليَهِ من ريد AAA‏ 
سے ل 


اک كيو کو و 2ئ کک لحو قو نیکست 
ولتك المصي ٭ [البقرة: ۲۸۰]. 

# فما ا من يَفْعَلُ 5ل منم إلا ئن الحَيِرٰوَالدُیا 4 الفاء: عاطفة؛ و(ما): 
نافية» و«الجزاء» يطلق على العقاب. ويطلق على الثواب» والمراد به هنا العقاب» 
و«من»: موصولة» أي: فما عقاب أو عقوبة الذي يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة 
الدنياء وفي التعبير بالمضارع «يفعل» دلالة على استمرارهم على هذا الفعل. 

والإشارة تعود إلى ما أنكر عليهم قبل هذا من الإيمان ببعض الكتاب والکفر 
ببعضه» أو إليه وإلى ما قبله من قتل وإخراج بعضهم بعضا من ديارهم والتظاهر عليهم 
بالإثم والعدوان. 

سکم 4: الخطاب لبني إسرائيل. 

إلا رئ «إلا»: أداة حصرء والخزي: الفضيحة والذل والموان والصغار أي: 
فیا جزاء من يفعل ذلك منكم إلا الفضيحة والذل والهوان والصغار لف اَلَحَیِوٰوَادّيا 4 
ليس لهم جزاء إلا ذلك» وقد حصل لهم ذلك فأخزاهم الله وسلط رسوله ئ عليهم 
فأجلى بني النضير عن ديارهم» وقتل بني قريظة» وسبى من سبى منهم وكتب الله 
عليهم الذل بين الأمم أين ما كانوا بسبب كفرهم وعتوهم. 

والحياة الدنيا هي هذه الحياة التي نحن فیھاء سميت دنيا من الدنو والقرب؛ لأنها 
قبل الاک )متا - الدناءة والحقارۃ؛ لأہا لا قيمة لماء ولا تساوي شنا بات 
للآخرة» كما قال تعالى: #هّما ملع لْحَيَؤْةَ لديا فى الكخرة إلا قليل) [التوبة: ۲۸] 

ا : 


وقال تعا ی: ٭ وما اة لديا فى الأخرق إل متلع € [الرعد: »]۲١‏ وقال تعا ی: #وما وة آلد نا 


إلا متلع رور 3 [آل عمران: ۱۸۰۵ الحديد: .]٠١‏ 





اھر مر سر ری له 
رو 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 





A= 
."١70ءام وقال بة: الو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا شربة‎ 
ونام بيه على حصير فقام وقد أثر في جنبه قال عبد الله بن مسعود #ه: فقلنا:‎ 
يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاءء فقال يَكلِ: «ما لي وللدنيا إنما أنا كراكب استظل تحت‎ 
شجرة ثم راح وترکھا)!''.‎ 
. و«يوم القیامة): يوم البعث والمعاد والحساب الجزاء على الأعمال‎ 


وسمي هذا اليوم يوم القیامة لقيام الناس فيه من قبورهم» كما قال تعالى: #يوم يفوم 
الاس ارب لعل ن4 [المطففين: 5]» وقال تعالی: لئ نَم فيه رى قدا هُم قِيَام نظو € [يس: 
۷۱ء 

ولقيامهم بين يدي الله کک کما قال تعالى: #وَلِمَنْ حَافٌ مقام ريو جتان 4 [الرحمن: ٤٥]ء‏ 
9" دن حاف مقام ريم # [النازعات: ]٠٤‏ أي: خاف القيام بين يدي الله وَبْكَ. 

ولقيام الحساب والعدل الحقيقي فيه» كا قال تعالى: يوم يفوم الْحِسَابُ 4 


Ld 
«9 


[إبراهيم:41]» وقال تعالى: #فمن یعمل مثقال درو حيرا ره کی مكل 


کر جب حر سو 


کال ار برہ٭ [الزلزلة : ۸۰۷]. 
ولقيام الأشهاد فیه» کا قال تعالى: اتا اتنصر رسكت والزبے ءامَنوا في ليوو لديا 


سر 
رسو سر صر هر ھر 22 ے 


ودوم يفوم الْأسهِلكَ ٭ [غافر: .]٥٥‏ 
E aE‏ 


سے 


رھ ر ر سے سے ہد ۔ رع کی سو ر 
الماک صقا لا تَكلمُو إلا من أن له ايحن وال صواب 4 [النبأ : ۳۸]. 


ردو 4 أي: يرجعون من خزي الدنيا وهوانها وذها. 
وإ اس الاب أ إلى أعظم العذاب؛ من حيث كمه وكيفه ومدته» وعير ذلك؛ 


1 9 1 3 71 ا رر سے وود ا ہے 
لنقضهم الميثاق» وكفرهم بالله» کا قال تعالى: #وَلْعَدَاب الْآخْرة أَمْد ابع € [طه: ۱۲۷]ء وقال 


عم عم مورحم سو صا ورج مر 


تعال ی: مل ولمدَاُالْكِرَوَ أ كر € [الزمر: ٢٢]ء‏ وقال تعا ی: طلولَعَداب الآ٦خرة‏ اسي € [الرعد: .]٢٢‏ 


)١(‏ سبق تخريجه. 
)٢(‏ أخرجه الترمذي في الزهد (۲۳۷۷) ابن ماجه في الزهد (9 ٠١‏ 5)» من حديث عبد الله بن مسعود ظلأنه. 


سورة البقرة: الآيات: ۸۳ - ۸٦‏ 
۹۴۲۳ ٰ = 





وما أله بعلي عَمَا نَمَو قرأ نافع وابن كثير وأبوبكر ويعقوب وخلف 
(یعملون) بياء الغيبة» وقرأ الباقون بتاء الخطاب: ٭نعَملونَ . 
رق الكل عل قله را راكد اود اح Sa‏ 


قوله تعالى: ‏ أَوْلتِيِكَ لذ اشتروا الْسَؤةَ ) لیا لآو كا حَتَتُ عَم لْسَدَابُ ولا هه 
حُصَرُونَ )4 . 

قوله: # أوكتيك 4 الإشارة لليهود الذين نقضوا الميثاق» وقتل وأخرج بعضهم 
بعضًا من ديارهم وآمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعضه» وأشار إليهم بإشارة البعيد 
تحقيرًا لهم. 

#أسْتروأآلْسيَؤةَ آلدَيَْبالْآيرَةِ4: أي: اختاروا الحياة الدنيا على الآخرة» فبذلوا الآخرة 
ٿا البحياة ة الدنیاء رغبة في الدنيا وزهدًا في الآخرة» ومن ذلك عو: نهم حلفاءهم من 
المشركين على قتل وإخراج بعضهم. 

للا ذف عَنہم السَدَابُ 4 أي: فلا يون عنهم العذاب؛ لا من حيث وقته» بأن 
يرفع عنم بعض الوقت» كا قال تعالى عنهم: ‏ وَكَالَ اليب فى التّار لِحَرَتَوِجَھَتَہَادْعُوا 
ريك يحَيَفْ عَنَايَوَماَنَ الْعَدَاٍ )قال وم تك ایک رُُلکم ليكب اواب 
كلأ ادغو ىا د وَأألحكدي رن إلا ضَكلٍ 4 [غافر: ۹٦ء‏ ٥٥]ء‏ وقال تعالى: لان المج مين فی 
عذاپ جَهَم حَلدونَ یار عنھم وهف فيه مُبّلِسُونَ # [الزخرف: ٢۷ء .]۷٢‏ 

ولا يخفف عنهم العذاب من حيث عظمته وشدته بأن يبون عليهم من شدته» بل 
هو عذاب أليم عظيم شديد دائم مستمر مقيم» كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث. 

لوَلَاهم ْصَرُونَ # أي: ولا أحد ينصرهم فيمنع عنهم العذاب وينقذهم منه ويدفعه 
عنهم؛ لا بقوته» ولا بشفاعته ولا غير ذلك فهم آیسون من تخفیف العذاب» ومن 

وما توعد الله به بني إسرائيل من الخزي والعذاب على ما ارتكبوه من القتل 
وإخراج بعضهم بعضًا من ديارهم والتظاهر عليهم بالإثم والعدوان» والإيهان ببعض 
الكتاب والكفر ببعضه. واختيار الحياة الدنيا على الآخرة فيه تحذير لهذه الأمة من 


ے سب عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج۲ 

ارتكاب ما ارتكبه بنو إسرائيل» وسلوك طریقھم؛ لأن من فعل ذلك فمصيره 
الفوائد والأحكام: 

١‏ - التذكير ہم أخذه الله كك من میثاق على بنى إسرائيل في التوراة بألا يعبدوا غير اللہ 
وأن يحسنوا إلى الوالدين وذي القربى واليتامى وا لمان ويمو لوا للناسن خا 
ويقيموا الصلاة» ويؤتوا الزكاة؛ لقوله تعالى: ود أَحَذّنَا میکنی بی اویل لذ 
]نت لا الله وَبا لاح اتا € الآية. 

۲- 0 ولا دون 
إل الله ۹ء وبالامر بهذا جاءت جیع الرسل عليهم الصلاة و ىا قال تعالى: 
ما أَرسَلَْا من قب لاک من کر لے تا الا عدون 4 [الأنبياء: .]۲١‏ 

۳- شدة خطر الشرك والتحذیر منه؛ لقوله تعا ی: کیٹ 414 #. 

؛ - وجوب الإحسان إلى الوالدين بأداء حقوقه| الواجبة والمستحبة قولًا وفعلا وبذلاء 
وكف الأذى والإساءة عنهما لقوله تعالى: # وباو خسان 4. 

-٥‏ وجوب الإحسان إلى القرابة بأنواع الإحسان من الصلة والزيارة لهم والمساعدة 
والنصح لهم وغير ذلك؛ لقوله تعالى: #دوى الف رو #. 

-٦‏ عظم حق الوالدين وفضلھ| على سائر القرابة؛ لان الله قدمهم وخصهم بالذكر من 
بين القرابة. 

۷- وجوب الإحسان إلى اليتامى بالعطف عليهم» وتوجيههم» وحفظ أموالهم. 
ومساعدتهم وغير ذلك؛ لقوله تعالى: وال #. 

۸- وجوب الإحسان إلى المساكين بمساعدتہم والعطف عليهم ونحو ذلك؛ لقوله 
تعالى: #وَالْمَسَككينَ #. 

۹- وجوب القول الحسن للناس» وذلك يشمل دعوتهم إلى الإيوان» وأمرهم بالمعروف 
ونهيهم عن المنكر» بالتي هي أحسن» وغير ذلك من الكلام الطيب لقوله تعالى: 
لوَفْولو تاس حَُسَمًا ۹ء ومفهوم هذا النهي عن القول السيئ للناس. 





سورة البقرة: ال ّیات: ۸۳ - ۸٦‏ 





٥‏ د 
۰- وجوب إقام الصلاة وإيتاء الزكاة؛ لقوله تعالى: #وَأَقِمُوا الصصلؤة وَءاثوا 


الرحكرة 4 . 

-١١‏ اتفاق الشرائع السماوية على أصول الأديان من الدعوة إلى عبادة الله تعالى وحده. 
والأمر بالإحسان إلى الخلق» وإقام الصلاة» وإيتاء الزكاة. 

۲- أن الصلاة والزكاة ما شرع على من كان قبلنا لکن لا يلزم موافقة صفة ذلك لا 
جاء عندنا. 

-١‏ تولي بني إسرائيل وإعراضهم عن العمل با أخذه الله عليهم في التوراة من ميثاق 
إلا قليلًا منھم؛ لقوله تعالى: کول تم الا کی نع وش مور 4. 
-٤‏ أن من جمع بین التولي والإعراض فلا آمل في رجوعه» بخلاف من تولى ببدنه وم 

يعرض بقلبه فإنه قل يرجع. 

-٥‏ لا ينبغي الاغترار با عليه أكثر الناس» فالأكثرون لیسوا على ال حق؛ لقوله تعالى: 
لا قيا یکم »4. 

-٦‏ تذكير بني إسرائيل ہما أخذ الله عليهم من ميثاق» بأن لا يسفك بعضهم دما 
بعض» ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم؛ لقوله تعالی: #وَإِدْ أَحَذََا ِبکَمَکم لا 
کون وما کم ولا شضس ين یکر 4 ؟؟. 

۷- إقرار بني إسرائيل بهذا الميثاق وشهادتهم عليه؛ لقوله تعالى: م آفررئ وَآنثُم 
نهدن 4. 

۸- نقض بني إسرائيل العهد» وقتل بعضهم بعضًاء وإخراج بعضهم بعضًا من 
دیارهم» اہر عل يفن ام والعدوان؛ لقوله تعا ی: پر کر سن 
توت نکم وچو ریگ اگم من وس رهم تَظهَرُونَ هم لان وَالْهدونٍ 4. 

۹- أن الأمة کالنفس الواحدة؛ لقوله تعا ی: لا کون د 6 ولا خر 
سکم ۹ء وقوله تعالى: #ثُمَ اََتْمْ ولاه تدلُو آنمسک 4 فمن يقتل غيره أو 
a 22-77‏ 

۰- حرمة القتل وإخراج الناس من ديارهم بغير حق» والتعالی عليهم» وأن ذلك من 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 


د ۲۸٢|‏ 
الإثم والعدوان. 

-١‏ مفاداة بني إسرائيل لمن جاءهم أسيرًا أخذًا با جاءهم فی التوراة في حين أنهم يقتل 
ويخرج بعضهم بعضًا غالفين ما أخذ عليهم فيها من الميثاق» فيؤمنون يبعض 
امبر ررد ببعض؛ لقوله تعالى: #وَإن اوک اسر تُعَدَدُوهُمْ وهو غرم 
راج أ َفُمُؤْمِسُونَ عض الكتب وَتَکفروںَ بِبَعْضٍ 4. 

اك اليد ان يوون سض الات گل عق ال فى الا اانا راب 
الشديد 2 القيامة؛ لقوله تعالى: ٭فَما موجہ سر یں 
ا EE‏ ھن َدُوںَ إل اَمَو العا وَمَ شه بسَْفْلٍ عَم نَكَمَلُونَ 4. 





-٣۳‏ وجوب الإیمان بجميع الکتابء فإن من یؤمن: ن الكتاب ويكفر ببعضه 
فلیس بمؤمن. 

- إثبات القيامة وما فيها من الحساب والحزاء؛ لقوله تعا ی: #ويوم الْقَِلمةِ ردو !ل 
وراب 4. 

- كال علم الله كلك وإطلاعه على أعمال العباد؛ لقوله تعالى: 'وَمَا الہ لفل عَمَا 
نماک 

-٦‏ التهديد لمن نقضوا ا میثاق وخالفوا أمر اللہ؛ لقوله تعالى: #وما أله بل عم 
نامک 

۷- تحقير الذين اشتروا الحياة الدنيا واعتاضوا بها عن الآخرة؛ من اليهود وغيرهم. 
وذمهم؛لقو له تعالى : « أوکتي ك لذن اشترو االو ة لابا رة 4. 

۸- حقارة الحياة الدنيا ونا ليست بشىء بالنسبة للآخرة؛ لهذا سميت ادنیا). 

قاب ووه عذاي الاکزر 0 فيه بلا ناصر ینصرھم زه عل 
تعالى: لفلا حتف عنم عدب وَل هميْصَرُونَ 4. 

۰- لا ناصر لمن حاد الله ع لقوله تعا ی: ولاهم بنصرُونَ 4. 


سورة البقرة: ا آأیات: ۸۷۔۹۱ 


= 
قال الله تعالى: # ومد اتا هوم تی التب کی کا ْو اسل وى ا 
مر اي 9 یوید ته بروج الد سآ € اجا 27 سول ہما لا ہوک AKO‏ مكبر فهَرِيقا تتریقاکدہم 





l2 


ا 


ورا نے ا دشا لوا کوبت لٹ بل أ أل ثرت م فَقَيلامًا ا دس نجهم 
کب من عند الو صق لما مهم راان كَل يحوت ڪل الین ول 
ا عرفو اڪ فروا و فة أله ع الکن بشما اش روا يو أنَفْسَهُح أن يڪ مروا 

يمآ أَنَرّل أله بها أن برل الله من مَصّلوہ عل من كا4 م ey‏ 
لگن عدا میٹ © ودای لم نوا يما اَل ل الله فَالُوأ دومن يمآ أَنزلَ عَلََا 
یکروت بَا وَرآءه وَهوَألْحَنُ مُصَدَكَالَمَامَمَهُمْ فل ملم تقون ایا ال ون لإ نکش شم 
مميت © 4. 

قوله تعالى: ٭ وقد ٤ایا‏ مُومى التب وَقَعََمًا م بدو اسل اتتا عیسی أبن مم 
لت وَأَيَدَ ته بروج لهذم و اک جاک رشو ل ہما لا توك اشک استکبرح فغریقا کر ادبم وَهْرِيقَا 
منوت )). 

في هذه الآية امتنان من الله كك على بني إسرائيل في إيتاء موسى التوراة وإتباعه 
بالرسل الذين يحكمون بها إلى أن ختموا بعيسى ابن مريم اث وفيها بيان أن بني 
إسرائيل کا قابلوا موسى 9 لا بالعصيان والتعنت والاستكبار والتكذيب كذلك كانت 
حاهم مع بقية رسلهم إلى آخرهم عيسى ابن مريم الیل فدأبوا على مخالفة الحق ورده. 
والإعراض عنه» هذا دیدنہم مع جميع الرسل. 

قوله: # وَلْمَدَ اتتا مُوسى لكب 4 الواو: استئنافية» واللام لام القسم لقسم مقدرء 
و«قد»: للتحقیق؛ أي: والله لقد آتينا موسى الكتاب» فالجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: 
القسم» واللام» و«قد»» وذلك لأهمية الخر. 

وموسى هو نبي الله: موسى بن عمران اك أي: أنزلنا على موسى #الكتبَ 4 
أي: التوراة» أنزله الله عليه جملة واحدة بألواح» ونی هذا إثبات رسالة موسى عليه 
الصلاة والسلام. 

كيا مْبََدِو بألرُسْلِ 4 أي: أتبعنا من بعده بالرسل من بني إسرائيل الذين 

يحكمون بشریعته» أي : جعلناهم يقفونه: أي: يأتون بعده» أي: بعد موته» کما قال 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 

A= 
.]۲۷ تعالى: « نم قتاع ۶ائ رھم رسلا سما بعيسى این مرم 4 [الحديد:‎ 

فموسى عليه الصلاة والسلام أول أنبياء بنى إسرائيل» وأفضلهم. وكل من جاء 

من الرسل هم من بني إسرائيل» ويحكمون بشريعته؛ وآخرهم عيسى ابن مريم 


سے یع سو ی‫ رو 


عليه الصلاة والسلا» قال تعا ی: # انا ألا اه فماهدی نو کہ جا الريك 





الي أَسَلمُوا لذبن هادوا وَالرَيَنِيُونَ وَالْعَخبَار يمَا اسْحُحَفظواً بن کپ اللہ وکائوا عَلََهِ 
شُہَداء € [المائدة: .]٤٤‏ 
َء تنا عیسی اق مر لدت ايده بروج اَعَد 4 كقوله تعالى: وتسا عیسی ان 


ے کے سے سم 


ممم الت وَاسدئهة روح ادس ولو سک ما فل لذن من بَعدِهم € [البقرة: "01 7]. 
أي: وأعطينا عيسى ابن مريم البينات» أي: الآيات والمعجزات البينات» وفي هذا إثبات 
رسالة عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام. 
وحذف الموصوف «الآيات» واكتفى بالصفة وهي (البینات)؛ لأن المهم في الآيات أن 
تكون بينات» أي: واضحات ظاهرات الدلالة على صدق من جاء مها وصحة ما جاء به. 
والمعنى: وآتينا عيسى ابن مريم الآيات البينات الواضحات الدالة على صدقه 


سے کے .حر ره 


و صحہ ة رسالته: الآيات الشرعية» وهى ي الإنجيلء کما قال تعالى: 'لوففینا علخ ءاثثرهم بعیسی 


ہے سے ہے ص بے ک سح سوہ سر صر س سے د ع سے ظرھ 


أبن ميم مصّیقا لما بن یدید من التورنة وءائنله الاتحیل فيه هُدی وور # [الماكدة: [٤٦‏ وقال تعالی: 


رادل کے 


ّتا سی این مرم وَءَاَيسَهُ الال الحديد: ۲۷]» وقال تعالى: #وَإِدْ علمتلک 
التب واليكمة والتوردة ولإ جيل € [الائدة: .]٠١١‏ 

والآيات الكونية: من كونه يخلق من الطين كهيئة الطير» فينفخ فيه فیکون طيرًا 
يإذن اللہ ويبرئ الأكمه والابرص؛ ويحيي الموتى ويخرجهم من قبورهم بإذن اللہ 
ویخبر بني إسرائيل ما يأكلون وما -00 فی بيوتهم» كا قال تعالى: #ورسولا 3 بی 
تيل آي عد جِنَشکم َي من نَم أنه كدق ای لحكم ت لن ية ایر انح 
فیک طا بان ال وای الڪ مه ولدب رص وا سی الموق إن الہ اٹ بت شا رت ا 
رودق موت كم إِنَ ف ذلك کي KF‏ إن کشم مُؤْمِنِيتَ 4 [آل عمران: 44]» وقال تعالى: وإ 


22-2 امه کے سے ےہ ہے ہے رم 25 مجه را رم الامج > اس ہت 
خلومن الطِين کھت الطير بإ في فتنفح فیہا کون طيرا بإذفى وتبرى الْحَكَمَه وبصت 


سورة البقرة: الآبات: ۸۷ - ۹۱ 


= ۹ 





اك نار سے و و 


27 إِدْ خرچ اموق بذ 4 [المائدة: .]1٠١‏ 

وفي خلق عيسى اك آية؛ لآن الله خلقه من أنثى بلا ذكر» وهي مريم ابنة عمران 
من سبط پہوذاء وذلك آیة من آيات الله القدرية الكونية؛ 

ولهذا یذکر عيسى ال غالبا في القرآن الكريم منسوبًا إلى أمه؛ للتذكير بعظيم قدرة الله 
تعالى حيث خلقه من أنثى بلا ذکر؛ بين| لا يذكر نسب غيره من الأنبياء حتى ولا لآبائهم. 

یدک روج اقدص 4ء کا قال تعالى: ا أمهيميسى أبن ی دصكُرٌ یَمَمَق ليك 
وَعَل والِدَيِكَ إذ 7ےا بروج ادس تكلم الاس فى لْمَهْدِ وهلا [الایة ٠٠١‏ الائدة] 

معنى لوَأَيدَتَهُ4 أي: وقويناه وشددنا عضده ونصرناه» کما قال تعالى: قدا نامثو 

اىراك [الصف: ]٠٤‏ وقال تعالى مخاطبًا رسوله محمدًا يك : لهو الزىئ أيدك 
بتَضرِو۔ وَياَلْمْوّمِنِيَ € [الأنفال: .]٦٦‏ 

لبرو حادس 4 روح القدس: جبريل عليه الصلاة والسلام» کما قال تعالى: ٭ قل 
رلم ر روح م الْمَدس من ربل 4 [النحل: 1٠١7‏ وقال ية حسان بن ثابت 4: «إن روح 
القدس لا یزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله»('). 

وني رواية: «اللهم أيده بروح القدس». 

ا یسمی جبريل لت لق ب(الروح) قال تعالى: ## نزلِ ل به الروح دين * [الشعراء: ۱۹۳] 
وقال تعالى: #تعرج الملتحكة والروع لله 4 [العارج: »]٤‏ وقال تعالى: “يوم يقوم اریخ 


وخر ص 


َأَلْمَلَيَكَد صَنَا * [النبأ: ۳۸]» وقال تعا ی: ## رل الملتيكة وا وألروح فا 4 [القدر: 4 ]. 

وعل هذا فااروح القدس) من إضافة الموصوف إلى صفته» فالروح هو جبریل؛ 
و«القدس»: الطهر. أي : انتا عيسى - عليه الصلاة والسلام- بروج القدس والطهر 
جریل۔ عليه الصلاة والسلام- قال تعا ی: # لقال الله ینعیسی ابن مریم كر نعمت ليك 


سے ضس سر میرم 


وعيلل وَالِدَيِكَ ک اذ أ 2 بروج الْقَدّسٍ 4 [المائدة: »]١١١‏ وقیل ا مراد ب۔اروح القدس) الإيهان 


)١(‏ أخرجه مسلم في فضائل الصحابة )۲٥۹۰(‏ من حديث عائشة رض الله عنها. 
(؟) أخرجه البخاري في الصلاة (٤٥٥)ء‏ ومسلم في فضائل الصحابة (٥۸٤۲)ء‏ والنسائي في المساجد (5١7)؛‏ من 


حديث أبي هريرة ضيه. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 








الك 
الذي يؤيد الله به عباده. 

لأفَكُلُمَا جايكم رَسُولٌ» ا همزة: للاستفھامء ومعناه الإنكار والتوبيخ والتقریع 
والتعجب. والفاء عاطفة» و«كل|»: ظرفية حينية متضمنة معنى الشرطء تفيد التکراں 
أي: هذا ديدنكم وعادتكم. جاك 4: فعل الشرطء أي: أفلکم| جاءكم رسول من الله. 

ما لا و أَنشْمَكم 4 «ما»: موصولة أي: بالذي لا تحبه ولا تميل إليه أنفسکم؛ 
أي: با يخالف هوى أنفسكم؛ وهذا اشتد تكذيب بني إسرائيل لعيسى ابن مريم ااا 
وعنادهم له لمخالفته التوراة في بعض الأحكام. كا قال تعالى إخبارًا عن عيسى: 
طول کڪم يتس الى حرم يڪم و کر يعاق من ديم [آل عمران: .]5٠‏ 

فهم لا يقبلون من الشرع إلا ما وافق أهواءهم» کما قال تعالى: اريت مَن اَعَدَاِلمۃُ 
ونه صله ال عل عر € [الجائية: ]۲١‏ وقال تعالى: # ار بت من اضد إِلنهَه. هوينه آفات كن 
که وڪيا € [الفرقان: ١٤]ء‏ وقال تعا ی: ام ال تن اَم موبله مت رمُدی قرب اک 4 
[القصص: .]٥٥‏ 

9أسَْتَكيرتم 4: جواب الشرطہ ويدل ترتيب ا حواب على الشرط هنا على مبادرتهم 
بالاستكبار عند مجيء الرسل إليهم» دون ترو أو تآنِء أو تأملٍ في] جاؤوا به. 

و استکرے 7 أبلغ 7 (تكبرتم)؛ لان زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى غالياً. 

والمعنى: استكبرتم عن الإيان» وعن قبول ا حق والطاعة والانقياد للرسل 
واتباعهم؛ تكبرًا وترفعًا منکم» وإعجابًا بأنفسكم. ا قال تعالى عن إبليس: إلا إبلیس 
ان واستکر ون مِنَ الكفزيت* االبقرة: ]٥٣‏ وقال كلل «الكبر بطر الحق. وغمط 
الناس)(١)‏ أي: رد ا حق واحتقار الناس وتنقصهم» فكل من استكبر عن اتباع الحق بعد 
معرفته ففيه شبه من إبليس ومن اليهود. 

ریف کب 4 الفاء: عاطفة للسببية أو للتفصیلء و«فريقًا»: مفعول مقدم 
(لکذبتم) یئ ففريقًا من الرسل کذبتم» أي : كذبتموهم. 


)١(‏ أخرجه مسلم نی الإیمان (۹۱)ء والترمذي في البر والصلة (۱۹۹۹) من حديث عبد الله بن مسعود طلك. 


سورة البقرة: الآبات: ۸۷ - ۹۱ 





ت 

ويا تفلو 4 الواو: عاطفةء «فريقا»: مفعول مقدم ل«تقتلون» أي: فريقًا من 
الرسل تقتلون» أي: تقتلونهم» وقدم المفعول في الموضعين للحصرء ومراعاة الفواصل. 

والفريق: الطائفة والجماعة» وعبر بالمضارع في قوله: تفلو 4 لاستحضار 
الصورة وبشاعتها؛ والإشارة إلى استمرارهم على قتل الرسل» حتى أخهم موا بقتل آخر 
رسلهم عيسى عليه الصلاة والسلام فرفعه الله إليه» وأشاعوا بأنہم قتلوہ؛ فرد الله 
عليهم بقوله تعالى: #وما قتلوہ وما صليوة ولنیکن ش لم 4 [النساء: »]٠١١‏ وقال تعالى: بل 
رفعه الله إلَيْهِ ¥ [النساء: ۸ء کم هموا بقتل محمد پا وسمّوه(. 

إضافة إلى ما في التعبير في المضارع من مراعاة فواصل الآي فحصر موقفهم من 
رسل الله بأحد أمرين: إما التكذيب» وإما القتل الذي سببه غالبًا التكذيب» وہہذا انتفى 
عنهم الأمر الثالث» وهو: الإیمان والطاعةء فكان دیدنہم وعادتہم المبادرة إلى الاستكبار» 
ل 8 SS‏ 

قوله تعای: واوا لا بل لع الا بگفرهم قل بير 6 هذا كقوله 
تعالی في سورة النساء: طوَعَوَلِهِمَ اوتا طف بل طبع مه کیہ يكف فلا نت إلا يلا 4 


[الآية: .]٠٠٠١‏ 
قوله: #إوَفَالُوا4 أي: وقال بنو إسرائيل اعتذارًا وتعليلا لردهم ما جاء به الرسول 
الا وتهكم] به وقطعا لطمعه في إسلامهم. 


فا عُلَن» قرأ أبو عمرو: «غلّف» بضم اللام» وقرأ الباقون: طءُلٹ پ 
بإسكانهاء و«غلف): جمع «أغلف» وهو الذي عليه غلاف» أي: غطاء شديد يمنع من 
یی إليه» أي: قلوبنا مغلفة أي: عليها أغلفة وأغطية» فلا تعي ولا تفقہہ ولا 
تعلم ما تقول يا حمد» وهذا كقوهم: # واوا فوا ن َكِب ْنَا بدعونا لَه وف ءَادَایتا 
وقر ومن بنا ويك جاب [فصلت: ٥]ء‏ وقد أبطل الله حجتهم هذه فقال: بل لع کچ 
«بل»: للإضراب الإبطالي» أي: بل أبعدهم الله وطردهم عن رحمته وعن الخير وحرمهم 


التوفيق والتبصر في آيات الله» ودلائل صدق الرسول ئل 


ار 


)١(‏ کم في حديث أب هريرة طبه قال: الما فتحت خیبر أهديت لرسول الله گل شاة فيها سم) وقد سبق تخريجه. 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن؛ ج٢‏ 





9يَكْتْرهِمَ» أي: بسبب كفرهم» وعدم إيانهم» وأطلق «كفرهم»؛ لأنهم كفروا 
بكل ما أوجب الله الإيهان به» حتى ولو ادعوا الإيهان ببعض ذلك. فإن ذلك لا ينفعهم. 
وني الآية الأخرى: بل طبع الله علیہ يکقَرهِمٌ 4 [النساء: )]٥‏ 

أي: ليست قلوبهم غلف کم يزعمون. لا تفقه ولا تعي؛ لأن القلوب بفطرتها تقبل 
الحق» وليست غلقاء بل لعنهم وأبعدهم عن الخير وعن توفيقه بسبب كفرهم. 

قال ابن القيج7١):‏ «والمعنى: لم يخلق قلوبهم غلفَاء لا تعي ولا : تفقه» ثم أمرهم بالإيهان» 
وهم لا يفقهونء بل اکتسبوا أعمالا عاقبناهم عليها بالطبع على القلوب والختم عليها». 

#مَليلَامَابْوْميوٌنَ 4 «ما»: مصدرية» أي: فقلیلا إیمانہم. 

والمراد بالقلة- والله أعلم- العدم؛ لقوله قبل هذا: 'إمَمَرِيفَاكد‌بَم ويا قثوت 4 
کما يقال: (قلما رأيت مثل هذا قط)» تريد: ما رأيت مثل هذا قط. 

فحصرهم بأحد هذين الأمرين: التكذيب. أو القتل للأنبياء» دون الإيهان. 

وقد تحمل القلة هنا على ظاهرها بأن منهم من يؤمن ولكنهم قلة» وإیمانہم قليل. 
أي: فقليلا ا مؤمن منهم» أو فقليلا إيمانهم» بالنسبة لما كفروا به مما جاء به محمد كك وما 
جاءت به رسلهم. 

قوله تعالی: ولا جَآدَهْمْكْنَبُ من عند الہ صق لما مهم وكاوأون قل بَسَتَفتِحُورے 
ع1 معي َلَمَّا ٦‏ َو كم ا م م ہیں 


سس سے 


زع 
5 
4 


نزل 


مروت کہ ت تک تاکر ت ر ی © و ادا و ِل لهم ءَامِنُوأ يما أ 
و Es‏ 


21 سس E‏ خر صر 4 3 
نل عل بتار سی 9 ) فل فلم تلور 


١ 

a 

ا 
اھ 


Arf‏ سر سے کی 


7 اا یں سی موق لما مهم این بل ۽ ستفیخورے 
لكر امكمًابحاحْمتَاعرَ أ تا بی لماوعل الكيريت @4. 


سير یم 


ذكر كك في الآيتين السابقتين استکبار بني إسرائيل عن اتباع ما جاءهم من ا حق 


آي 


N 
٠ 


.)۳۲٣ /۱( انظر: «بدائع التفسير‎ )١( 


سورة البغرة: الآبات: AY‏ ۔ ۹۱ 

7 -ے 
على لسان موسى اكك والانبیاء بعده إلى عيسى اك وتكذيبهم وقتلهم هم ثم أتبع 
ذلك بذكر كفرهم بالقرآن الكريم؛ مكابرة منهم وبغيًا وحسداء وتكذيبهم لمحمد ا 
کم هو ديدنهم مع انبیائھم. 

عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنھم|: «أن ودا كانوا 
يستفتحون على الأوس والخزرج برسول اللہ ئ قبل مبعثه» فلا بعثه الله من العرب 
کفروا به» وجحدوا ما كانوا يقولون فيه فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن البراء بن 
معرورء أخو بني سلمة: يا معشر بہودہ اتقوا الله وأسلمواء فقد كنتم تستفتحون علینا 
بمحمد پل ونحن أهل شرك وتخيروننا أده مبعوث» وتصفونه لنا بصفته. فقال 
سلام بن مِشكم أخو بني النضير: ما جاءنا بشیء نعرفه» وما هو بالذي كنا نذكر لكمء 
فأنزل الله في ذلك من قوهم: وکنا جَآءَهْمْكِتبٌ من ند أل مص لا مهم وکا أن مَل 





سس ہو م گے ہگ ماي 


يحوت ڪل الذي کمروا فسا جاءَهُم ما عرفو كَدَروا په ممه او عَل 
الک یں € (). 
قوله تعالى: وما جَآءَهْمْ كِتَبُ مِنْ عند الو مُصَدَقٌ لِمَا مَعَهُمْ 4 معطوف على قوله: 
وفالوأفلوتاعلمة 4 أي: ولا جاء اليهود #كِتابُ مْنْ عند الو 4 وهو القرآن الكريم» الذي 
نزل على محمد ب. ونكر «كتاب» للتعظيم» أي: ولما جاءهم كتاب من الله أي: جاءهم 
كتابه» کا قال تعالى: قد جا کم يرت او ور و ڪب یٹ 4ء وقال تعالى: 


4 
بس سے ری 


9# إن الین يتوت كتب او © [فاطر:۲۹]. 
فهو من عند اللہ وهو من اللہ وهو كتاب الله» وفي ذلك كله تعظيم له» وتأكيد أنه 
كلامه يك . 
#مْصَدَقٌ لما مَعَهُمَ 4 أي: مصدق للذي معهم من التوراة والإنجيل وغيرهما من 
كتب الله كك المنزلة عليهم أي: مبيّن لصدقهاء وأنہا حق من عند اللہ وهذا يدل على فضل 
القرآن الكريم على جميع الكتب السماوية؛ لأنه المصدق لا والحاكم عليهاء کما قال تعالى: 


شرج سے ہے س ب مرو لوت وک 


© وَأنزلَنا يك التب بالحق مصیقا نما بي يديد یں ألحكتتب وَمَهَيمِنَاعَلَيَهِ € [المائدة: ۸:]. 


اس سب 


.)۱۷۸ /۱( أخرجه ابن إسحاق في «السيرة» ىا ذکر ذلك ابن كثير في (تفسیرہ)‎ )١( 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


د ا۲۹۶ 

وأيضًا: هو مصداق الذي أخبرت وبشرت به التوراة والإنجيلء إذ جاء مطابقًا ل 
أخبرت وبشرت به؛ لأن التوراة والإنجيل أخبرتا بنعته ا ونزول القرآن عليه کما قال 
عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام: ليبن إِسرَيِيلَ ان رسول لَه لَك مَصیَقالما بین یدی من 





کو وھ سو ”ور 


لور متا وَسُول بَا من وى اسه َد 4 [الصف: .]٦‏ 

#وكانوأ ين مَل ميخو 4 ا حملة حالية» فائدتہا استحضار حالتهم العجيبة 
وتناقضهم أي: وا حال أنہم أي: اليهود من قبل مجيء القرآن الكريم وبعثته ككل 
«يسْتَفْتَحُو عل الذِنَكَترُوا 4 الاستفتاح ظاهره طلب الفتح» أي: النصرء قال تعالى: 
© إن تَتَمَيِحوا فد ةكم الَْنَحْ 4 [الأنفال: 1]. 

ومعنی قوله: #وَكاثوأين قََلُ يحوت عل ال نَكمَرُوأ 4 أي: أن اليهود من قبل 
بعثته َة في قتا هم مشركي العرب من الأوس والخزرج وغيرهم يستنصرون عليهم 
بسؤاهم الله أن يبعث الرسول الموعود به في التوراة» ويقولون: سيبعث نبي وينزل عليه 
كتاب» وسنتبعه وسيكون لنا الفتح والنصر عليكم؛ لاأنہم يعرفون أن هذا النبي ستكون له 
الغلية. 

قال ابن کثبرلا'؟: «وقد كانوا من قبل مجىء هذا الرسول بهذا الكتاب يستنصرون 
بمجيئه على أعدائهم من المشركين إذا ارہ قر إنه سيبعث نبي في آخر الزمان 
نقتلكم معه قتل عاد وإرم». 

لما جاءَهُم ما عَرَفُوا مروا یوہ4 الفاء: عاطفةء و«لا»: شرطیق واما): 
موصولة أي: فلا جاء هم الذي عرفواء وهو القرآن المصدق لما معهم» والرسول الذي 
كانوا يستفتحون به» ورأوا أنه من غيرهم, كما قال تعالى: لأَلدِنَ الهم الكتب يعرموكة. 


كما يَعْرهُونَ أَسَاءَهُمَ ۹ [البقرة: 143 الأنعام: 057١‏ وقال تعالى: # و كَيدٌ من آَل 


۶ ۳ اھ I‏ َ‫ ۶ ۳ کے ۳ ری رس 4 وا .2 - 2 7 اذ ٦5ھ‏ 
الكتب لو ترڈونکم من بعد ایمیک گھارا حسنا من عند انهم من بعد ما بین لهه 


الح € [البقرة: ۱۰۹]. 
#كفروأ ي أي: کذبوا به وجحدوه. وأنکروا رسالته َك وکذہوا ما جاء به 


.)۱۷۸ /۱( في (تفسیرہ6‎ )١( 


سورة البقرة: الآيات: ۷ ۔ ۹۱ 


5 -ے 
من الوحي من عند الله؛ بغیّا منهم وحسدًا للعرب» وقد نہاہم الله كك عن ذلك بقوله: 
وء اموا يمآ ارب مُصَدْكا لما معکم وا مَكُويُوَا ول كار بو © [البقرة: .]4١‏ 

قال أبن القي: (فھذہ حجة اخرى على اليهود ف تكذيبهم بمحمد ان فإنهم 
كانوا يحاربون جبرانہم من العرب في الجاهلية ويستنصرون عليهم بالنبي 5 قبل 
ظھورہ فيمتح هم وینصروں؛ فلا ظهر النبي ا كمروا به . وجحدوا نبو ته 
فاستفتاحهم به وجحد نبوته ما لا يجتمعان؛ فان کان استفتاحهم به لأنه نبي كان جحد 





نبوته محالاء وإن كان جحد نبوته کم يزعمون حقا كان استفتاحهم به باطلاء فإن كان 
استفتاحهم به حقا فنبوته حق» وإن كانت نبوته کا يقولون باطلا فاستفتاحهم به باطل» 
وهذامما لا جواب لأعدائه عنه البتة». 

فكان قيام الحجة عليهم أشد من وجهين: الأول: کون القرآن مصدقا لما معهم من 
كتب الله» والثاني: كو نهم من قبل يستفتحون على الذين كفر وا ببعثته ہا ومعرفتهم له. 

#قَلَمَمَهُ الو عل الكفیک 4 أي: فحقت لعنة الله ووجبت على الكافرين» وهي 
البو 

وأظهر في مقام الإضار فقال: ٭عَل الْكَفِريت 4 ول يقل: «عليهم» تأكيدا 
لوصفهم بالكفرء وبيان أنه سبب لعنة الله هم» وبيان استحقاق جميع الكافرين للعنة الله 
ووجوہہا عليهم مع مراعاة الفواصل. 

وعلى هذا فيجوز لعن الکافرین ونحوهم على وجه العموم كما لعنهم الله تعالى: 
9 "+4 

قوله تعالى: ٭ شا اشر روأ يو أَنفْسَهُمْ أن غ يدوأ يما أَنَرَلَاقة بيا أن رل ال من 
فصو عل من اء من عباوو باو بعضپ ڪل عصپ وَللکفرن عدا مَهِيتٌ © 4. 

ذكر الله كك نی الآية السابقة N N EE‏ 7 به» واستحقاقھم 
لعنة الله ثم أتبع ذلك بذم مسلكهم وتقبيحه» وما اختاروه لأنفسهم من الكفر با أنزل 
الله بغیّا منهم وحسدا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده وما باءوا به من 


() انظر (بدائع التفسير» (۱/ .)۳۲٣‏ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





= 
الغضب والعذاب المهين. 


قوله: #بنسمَا اشْرَوَا بو أَنَفْسَهُمْ 4 (ہئس): فعل ماض جامد يفيد الذمء و(ما»: 
نكرة موصوفة في محل نصب تییز للضمير المستتر في (بئس)ء أي: بكس شيئًا اشتروا به 
أنفسهم» أو موصولة : أي: بئس الذي اشتروا به أنفسهم. 

والاشتراء يحتمل أن يكون على بابه» أي: بئس ما اشتروا وابتاعوا به أنفسهم. 
ويحتمل أن يكون آمْروَا 4 بمعنی «باعوا» أي : بئس ما باعوا به أنفسهم. 

والمعنى: قبح وساء الشيء الذي اشتروا به أنفسھمء واختاروه» وهو الكفر بدل 
الإيهان. 

و تيكف امیر لس سای تارق مسر ضیرہ کی رد 
المخصوص بالذم» وهو في محل رفع مبتدأ مؤخرء وخبره جملة: بشما اشْرواً يو 
أَنَمْسَهُمَ 4. 

لیا نر رَلَمَّهُ4 (ما): موصولة» أي: بالذي أنزله الله- أي: بالقرآن الكريم» فهو 
منزل من عند الله كك وهو كلامه وصفة من صفاته- ى) هو مذهب أهل السنة 
ےا 

بَعْيًا أن يرل الین قصلي عل من يَكَاآه 4 «بغيا»: مفعول لأجلەء أي: لأجل البغى» 
والبغي في الأصل: العدوان والظلمء والمراد به هنا- والله أعلم- العدوان المشرب 
ايت ا کا مہ تاسيب تہ 2 قال ھات مدا 0 
اهت من صله َد ٤ایا‏ کال اه الب وَلَْكْمَةَ اھر ملا عَظِيمَ 4 
[النساء: ٤٥]ء‏ 7 و و یھر ای و زیڈ نے یسر سک 


سے ےب سے 


ظر سی سی 


ما کم 


كن لهم الْحَ € [البقرة: ۹. 


قال الشاء : 


وأظلم خلق الله من بات ادا ي بات ٤‏ نعمائ ےه يتقا ۱ )1( 


)21 البيق للمتنبى. انظر: «ديوانه) ص ۱۸۵. 


سورة البغرة: الایات: ۷ ۔ ۹۱ 





= 
و«أن» في قوله: #أن يرل 4 سببية. والفضل: زيادة العطاء والخير» والمراد بقوله: 

لأ يَُرْلَ َه ِن قَضَلِوء 4 إنزال الوحي والقرآن الكريم الذي به حياة القلوب والأبدان. 
کما قال تعالی: ولك وتا لیک روح یناریا مات ری مالكب ولا الام وکن جَعَلنَةُ 


رک کے سے ات سر 00 57 7 1 سر صس مر رو سک سے سح مر ر ہے سے سے 
نورا ہیی به من نْشَآهُ مِن عباتا # [الشورى: ٤٥]ء‏ وقال تعالى: ومن ن ميك يله وجعلنا 


جهو نم ٠‏ 


کو ع و ہم 
هرو رأ 


نوا يَمْيْى بے یآلتًایں 4 [الأنعام: 177]. 

والمشتمل على العلم النافع والعمل الصالح. کیا قال تعالى: # هو الت اَرَسَلَ 
رسو بدك ودين أَلْحَنّ € [التوبة: ۳۳ء الفتح: ۲۸ء الصف: ۹]. 

لعل من يِسَآءُ مِنّ عِبَاوِو © أي: على الذي يشاء من عباده من الرسل وأممهم بحكمته 
وفضله» والمراد هنا محمد اة وأمته» کما قال تعالى: «هوألرّى بعت في الم رولا من 
تووم ابید ووم ومهم التب ول یِكَة و ن کوان بل فى صَكل من © وحن 
متهم لما فوا بوم هملكي 4 ثم قال: ذلك مضل الہ بتي من کا وه ذو الَسَلِ 
لْعَظِيوٍ € [الجمعة: ۲- ٤]ء‏ وقال تعالى: #كُلْ قصل اللہ وریہ ذلك فرحو هو حَبر يَمَا 
6 


ممعونَ # [يونس:08]. 


قال ابن عباس رضي الله عنهما : ليٽسا اروا يو أَنمْسَهُمْ أن يَحكَهْروأ یکا أنرَلَ 
ابيا أن يرل الله ین هُضَلِو- عل من يمك من عِبَادِو 4 أي: أن جعله الله من غيرهي)( ١‏ 

فحملهم البغي والحسد على رد الحق وهم يعرفونه» لا لشيء إلا أن الذي بعث به 
هو محمد ب النبي العربي ال هاشميء وكانوا يظنون أنه سيبعث النبي من بني إسرائيل» 
وهذا من أعظم الکبر أن يرد ا حق؛ لأنه جاء به فلان من الناس بغيّا وحسداء قال كَكِ: 
«الكبر بطر ا حق وغمط الناس)2 أي: رد الحق وانتقاص الناس. 

هو بِعَصَبٍ عل عَصَّبٍ € أي: فرجعوا وعادواء يقال: باء بكذاء أي: رجع بأمر 
غير حميد» )| يقال: باء بالفشل. 


.)۱۷۹ /۱( أخرجه ابن إسحاق في «السيرة)» كما ذكر ذلك ابن كثير في «تفسیره»‎ )١( 
سبق تخريجه.‎ )( 


٢ج عون الرحمن في تفسير القرآن؛‎ T= 

والباء في قوله #يِعَصَبٍ © للمصاحبة» أي: مصطحبين غضبًا على غضب» أي: 
بغضب من الله عليهم فوق غضب» غضب متراكم مضاعف عظيم؛ وهذا نكّره في 
الموضعين» غضب لا حق على غضب سابق بسبب تراكم موجباته من الذنوب» من 
كفرهم بمحمد ككل وبالقرآن الذي أنزل عليه مصدقًا لما معهم؛ بغيًا منهم وحسدًاء 
وكفرهم ہم أنزل عليهم» وتكذيبهم لأنبيائهم وقتلهم حم واستكبارهم عن اتباع الحق. 
وتحريفهم كلام الله وعبادتہم العجل» وغير ذلك. 

قال ابن عباس رضي الله عنهما : «فالغضب على الغضب» فغضبه عليهم فيما 
ضيعوا من التوراة وهي معهم؛ وغضب بكفرهم بہذا النبي 527ھ سر 
وهذا استحقوا وصفهم بالمغضوب عليهم» كا في قوله تعالى: َي الْمَخْضُوبب 
َيه € [الفاغة: 1۷ء وقوله تعالی: فل هَل یکم یکر من ذلك منوا عند أله من لم موعت 

عه وجعل مهم القردة والحنازیر وعبد الطاعوت 4 [المائدة: ٤٤]ء‏ وغير ذلك. 

وني الآية إثبات صفة الغضب لله كبك کما يليق بجلاله وعظمته وهو من الصفات 
الفعلية المتعلقة بالمشيئة» وهو سبب العقوبة والانتقام» کما قال تعالى: # فَلَمَآ مَاسَمُونَا 
أَننْفَمَنا مِنَهُمّ ٭ [الزخرف: .]٥٤‏ 

#وَلِلْكَرِيَ عدا مُهيركٌ 4 أي: وللكافرين المكذبين لله ورسله وكتبه ا حاحدین 
لشرعه عذاب ينهم ويذهم ویخزہم؛ بسبب بغيهم وحسدهم» وبسبب استکبارهم» 
والجزاء من جنس العملء کا قال تعالى: #إنَّ لیت سکرو عَنْ عِبادقِ سید حون 
همه ايخريت» ) [غافر: ٠‏ وقال تعالى: '#جَرَآءَ وفَانًا» [النبا: .]٢٢‏ 

عذاب مهين في الدنيا معنوي ينصب على القلوب من الحيرة والقلق وفقدان 
الطمأنينة والسعادة» وعذاب حسی با يصيبهم من المصائب الدنيوية ومن القتل 
والجراح ونحو ذلك على أيدي المؤمنين 

وعذاب مهين في الآخرة» عذاب معنوي ينصب على القلوب من التبكيت 
والتقريع والتيئيس من الخروج من النار ونحو ذلك» وعذاب حسی من اصطلاء النار 





(۱) أخرجه ابن إسحاقء كا ذكر ذلك ابن كثير في «تفسيره» (۱۷۹/۱). 


سورة البقرة: الآيات: ۸۷ - ٩١‏ 





اكفاك 
ومعاناة حرها وحميمها وزمهريرها وغير ذلك. 

وأظهر في مقام الإضار في قوله: #وَلِلْكَهرِيَ 4 ولم يقل: «ولهم)؛ لبيان كفرهم. 
سور ور یرت SO TER‏ دو کا 

قوله تعالى: وداک لهم ءامثوا يمآ رل الله قالوا نوہ یناز کا کوک 
ورا وَهُوَالْحَیمُصَيَقلِمَا مَعَهُمْ فل یم تون يآ أله ين بل ِ نک 259 

قوله: #وَإدَا قِلَ لَهُمَ 4 معطوف على ما قبله» أي: وإذا قيل للیھودہ وأبهم القائل 
E‏ بشورهة !اقول بعواه كان الرسيزك لاعف 

(امثوا يمآ أَنرَلَ الله 4 أي: صدقوا بالقرآن الذي أنزله الله تعالى على محمد كَل 
بقلوبكم وانقادوا له واتبعوه ار 

الوا د امن د اال عَلِنَمًا وَيَكمروت يما ور22 4 أي: قال اليهود إجابة على 
a‏ 

ومن د ما أَنِلٌ عَلِنِمَا 4 «ما»: موصولة في الموضعين» أي: نؤمن ونصدق بالذي 
أنزل علیناء وهو التوراة التي أنزها الله على موسى اق 

وی التعبير بالمضارع في قوله: ##نْوْمِنُ# دلالة على الاستمرار» أي: : ندوم على 
الایمان با أنزل علينا ويكفينا ذلك. 

#ويكمروت یما وراءَه 4 تصريح ہما عرضوا به من قوهم: ومن يمآ أَنْزلَ لتا 4 
ای ولا نؤمن بغيره» أي: ویکفرون بالذي وراءه» أي: بالذي سوى التوراة من الكتب 
وخصوصًا القرآن» وجاء التعبير بالمضارع للدلالة على استمرارهم على ذلك. 

وهم متناقضون في هذا؛ لأن إیمنہم با أنزل عليهم- إن كانوا صادقين- يوجب 
عليهم الإيمان بكل ما أنزله اللہ وهو الإيمان النافع المقبول أما الإيهان ببعض الكتب 
والرسل دون بعض فليس باإیمانء بل هو عين الكفرء کم أن الکفر ببعض الکتب 
والرسل كفر بجميع ذلك» قال تعالى: ٤#‏ امن آل سوا اال RAI‏ 


ءامن َل وميك لھ ويد ورسلوء # [البقرة: ٢۲۸]ء‏ وقال تعالى: 0 ِن سے یکفرو ن الہ 


رم و صر 7ہ 


ورسلو۔ وریڈوت أن قروا بين الله ورسلا ویفولورے ومن عض وڪم عض 


ر 


06 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج۲ 


= 


وريد ودن يَتََحِذُوأ بن ذلك سیی اا لع ايک هم الک حَقا 4 [النساء: .]٠٠١ -۱٥١‏ 
وهو الق 4 الواو: حاليةء والضمبر «هو» يعود إلى» «ما» فی قوله: ليا أَنَرَلَ 
آل أي: والحال أن القرآن هو ا حق الثابت» وكان الواجب عليهم الإيمان به واتباعه؛ 
لآن الحق أحق أن يتبع» فإذا كانوا یؤمنون ب) أنزل عليهم لأنه حق» وجب أن یؤمنوا ہما 
أنزل على محمد پل لأنه حق. 
مُصَيَقَا لَمَا مَحَهُمَ 4 أي: حال كونه مصدقا لا معهم من التوراةء أي: نبرا 
بصدقهاء ومصداق ما أخبرت به» وهم يعلمون أنه الحق من رہہم مصدق لما معهم. 
وبذلك قامت عليهم ا حجة کا قال تعالى: الذي َاتَدنَهُمْ الكتب یعرفوتة كما يعْرونَ 


1 1 ع۔ص ا رر 


انهم يما مَنُمَ كمون الح وَهُ يمْلَمُونَ 4 [البقرة: “4 1]» وقال تعالى: دين َأتََهُمُ 
الكتب يفوت گمایعرفو تاا هم ان خیروا اشم هر ابو € [الأنعام: .]٢٢‏ 

فوجب عليهم الإیمان به من وجهين, الأول: كونه ا حق الثابت» والثاني: كونه 
مصدقا لا معهم» فالكفر به وتكذيبه کفر وتكذيب م| معهم. 

لفل فلم تقون ایا الو ن مَل إ نكمُم مُؤْمِنِت 4 هذا تكذيب لقوهم: ومن 
انزد عتا 4 والخطاب في: لف 4 للنبي بلا ولكل من يصلح خطابه. 

لم : الفاء رابطة لجواب الشرطء واللام حرف جر» و«ما»: اسم استفهام 
حذفت ألفها تخفيفا بسبب الجرء والاستفهام للإنكار والتوبيخ» والتعبير بالمضارع 
«تقتلو ن» لاستحضار الحالة الفظيعة. 

أي: قل لهم: فلم تقتلون أنبياء الله الذين بعثوا فيكم من قبل بعثة محمد لاف 
والذين جاؤوكم بتصديق التوراة» والحكم بها إن كنتم مؤمنين با أنزل إليكم» صادقين 
في قولكم : ومن ِمَآأَنزلَعَلْنمَا 4. 

أي: لو كنتم صادقین في ذلك ما قتلتم أنبياء الله المبعوثين فيكمء فقتلكم لأنبياء الله 
من قبل دليل على عدم إيوانكم ہما أنزل علیکم» كما أن كف ركم بما أنزل الله على محمد وہ 
وهو القرآن دلیل آخر على عدم إیمانکم ب أنزل عليكم؛ لأنكم لو آمنتم با أنزل عليكم 


ر 


حقا ما قتلتم الأنبياءء ولآمنتم ہما أنزل على محمد یا کا قال تعالى: ٭ الدِينَ يَتِعُوتَ 





سورة البقرة: الآيات: ۸۷ - ٩۱‏ 





لفسا 


ر بر سس ہر و ۰ مر عر مر 


بل اثِی الأ الْدِى بچڈوکۂ موا عِندَهُمْ في الین وَالإجيل يأمرشُم 

ِالْمَعَرُوفٍ وَیَتہَهُمْ عن لمنحكر 4 [الآية: ٠٠١‏ الأعراف]. ومحصلة هذا أنهم لم يؤمنوا با 

أنزل عليهم ولا با أنزل على محمد ا 
الفوائد والأحكام: 

-١‏ إثبات رسالة موسى- عليه الصلاة والسلام؛ لقوله تعالى: #وَلْمَدٌ ءَاتَيَنَا مُوسی 
الححتب 4. 

۲- تعظيم التوراة؛ لقوله تعالى: ألْححِتَابَ € أي: الكتاب العظيم؛ لأن التوراة أعظم 
كتب الله تعا ی بعد القرآن الكريم. 

“- أن من جاء بعد موسى اة من الرسل تبع له يحكمون بشريعته؛ لقوله تعالى: 
#وَكَعَيَمَا مِْبَمد و يارس 4. 

-٤‏ إثبات رسالة عیسی عليه الصلاة والسلام» وأنه آخر رسل بني إسرائیل؛ لقوله تعالى: 
لو انتا عیسی ان مر الِنْكتِ € فأعطاه الله كك الآيات البينات الشرعية» في الإنجيل» 
والآيات البينات الكونية» كإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ونحو ذلك. 

-٥‏ إثبات تمام قدرة الله 8 في خلق عيسى اك من أنثى بلا ذكر؛ لقوله تعالى: #إعِيسَى 
می » فنسب اال إلى أمه للتنبيه على قدرة الله كك في خلقه من أنثى بلا ذكر. 

5 - أن من لا أب له ينسب شرعا إلى أمه؛ لأن الله كك نسب عيسى ال إلى أمه. 

۷- تأييد الله ك لنبيه عيسى اتا بروح القدس جبريل الققلا؛ لقوله تعالى: فوَآَيَتَهررُوح 
الْدس 4۴. 

۸- شدة عتو وعناد بني إسرائيل واستعصائهم على من جاءھم من الرسل با لا تہوی 
أنفسهم» ومبادرتهم إلى الاستكبار عن ا حقء والتكذيب به» أو القتل للرسل؛ فهذا 
ديدنهم؛ لقوله تعالى: الما جاءَت رسول یما لا وئ اق استکبرخ فغریقا کدبم 
وين رک . 

۹- التحذیر من اتباع ا هوی والاستکبار؛ لان ذلك سبب ا حقد. 

۰- تعلیل بني إسرائيل واعتذارهم كذيًا في ردهم ا حق بأن قلوہہم مغلفة» لا تعي ولا 


جا حسمي 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





= 
تفهم؛ لقوله تعالی: ٭ وقالوافوباعلف 4. 

-١١‏ تكذيب الله هم في دعواهم؛ لقوله تعالى: #بل لمم أله َكُمْرِهِمْ € أي: ليست 
قلوبهم لق کا يقولون» بل منع وصول ا حق إليها لعن الله هم بسبب كفرهم. 

۲۔ أن القلوب بفطرتها ليست غلفاء بل هى مهيأة لقبول ا حق؛ وفي الحديث: «كل 
مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه». 

۳- أن الکفر والمعاصي قد تعمي عن الحق» کیا قال تعالی: كلا بل را عل ويم اکا 
كيبوت € [المطففين: 14] وقال تعالی: وتقب ققدم وأتصدرهم كما رونوا ہد أو 
ودره في طعْيْلِنهم يَعْمَهُونَ 4 [الأنعام: ]٠٠١‏ وقال تعالى: #فَلَمَارَاعوَأ اع أنه لوبهم 4 
[الصف: .]٤‏ 

.4 أن الإیمان في اليهود قلیلء أو معدوم؛ لقوله تعالى: #فَمَليلا مَابقْصوْنَ‎ -٤ 

-٥‏ تعظيم القرآن الكريم وإثبات أنه من عند الله كك وكلامه؛ لقوله تعالى: وما جَاءَهُمَ 
كناب مَنْ عِن د آله € فنکر «کتاب» تعظيًا له وبين أنه من عند الله تعا ی وكلامه. 

-٦‏ تصديق القرآن للتوراة والإنجيل» والکتب السماویة السابقة؛ لقوله تعالى: 

۷- أن لدى اليهود علا من کتاہہم بأن النبي گلا سيبعث وتكون له الغلبة؛ ولهذا 
كانوا يستفتحون ويستنصرون بذلك على الذين کفروا؛ لقوله تعالی: #وكانوأمن مل 

۸- تكذيب اليهود بالنبي 8ا وجحودهم لما جاءهم به من الحق. وهم يعرفونه بغي 
منهم وحسدًا؛ لقوله تعالى: لما جاءَهُم مَاعرفوأڪمروا يي *. 

۹- استحقاق أهل الكتاب للعنة الله ووجوبها عليهم؛ لقوله تعالى: ظقَلَمَنَهُ أل عَل 
الكفريت 4. 

۰- جواز لعن الكافرين من حيث العمومء ولعن الكافر غير المعين. 


)١(‏ أخرجه أحمد (۳/ 07 ”) من حديث جابر بن عبد الله رضى الله عنه. 


سورة البقرة: الآبات: ۸۷ ۔ ۹۱ 





= 

-١‏ ذم مسلك اليهود في اختاروا لأنفسهم من الكفر با أنزل الله؛ لقوله تعالى: 
دسا اروا بو أَنَفْسَهُمْ أن یکفرواً يما أنرَلانله 4. 

5- إثبات علو الله على خلقه» بذاته وصفاته؛ لقوله تعالى: را أَنَرّل ال ۹ء وقوله: 
انيد ا4ء والإنزال يكون من أعلى إلى أسفل. 

۳- أن القرآن الكريم منزل من عند الله وكلامه» وغير خلوق؛ لقوله تعالى: لیا 
الال 4ء وقوله: أن يرل ال . 

-٤‏ أن الذي حمل اليهود على تكذيب النبي بيه والكفر با جاء به هو البغي. اص 
بسبب كونه ية من العرب؛ لقوله تعالى: #إبمْيًا أن رل ال من فصر عل مَن َم 
مِنّ عبارو 4. 

-٥‏ وجوب قبول ا حق تمن جاء به» وتحريم ردہ؛ لان فلاتًا قاله» كا فعل اليهود؛ ردوا 
ا حق؛ لأن حمدًا جاء به» کم قالوا: ومن ما انل اقروت يما 19ا22 4. 

-٦‏ فضل الله كك على محمد ہل وعلى أمته في إنزال القرآن؛ لقوله تعالى: #أن يرل ال 
من فَصَلِو- عل من اء مِنْ عبارو . 

۷- إثبات المشيئة لله كاك فما شاء کان وما م يشأ لم يكن؛ لقوله تعالى: #عل من يَمَاء 4. 

۸- إثبات العبودية الخاصة» وهي عبودية الرسل وأتباعهم لله ق؛ لقوله تعالى: لمن 
عبارو 4. 

۹- رجوع اليهود بسبب كفرهم بالقرآن بغضب من الله على غضب؛ لقوله تعالى: 
#هباءو عضب عل عغصب 4. 

۰- إثبات صفة الغضب لله كل كا يليق بجلاله. 

-١‏ الوعيد للكافرين بالعذاب المهين الذي ينهم ويذهم ويذهب عزهم جزاء 
استكبارهم وكفرهم؛ لقوله تعا ی: #وَلِلْكَفرِيَ عدا ھی ۱ 

۲-وجوب الإیم|ن ہما أنزل الله؟ لقوله تعا ی: #وَإِدًَا قبِلَ لَه ءامثوا يما رَد الله 4. 

-٣۳‏ كذب اليهود في قوم : ومن يعَاأَِلَ عتا ۹ء فلو آمنوا با أنزل عليهم لآمنوا 
ہما أنزل على محمد للا لأن كتبهم فيها الأمر بالإيمان به ول وب أنزل عليه. 


عون الرحمن في تفسير القرآن, ج٢‏ 
۔ ۳٣‏ 0-0-6 ےن ا ےےے ا 





-٤‏ عتو اليهود وعنادهم وتكذيبهم للنبي بي وكفرهم ہما جاء به؛ لقوله تعالى: 
یکم وت بَا ء2 4. 

٥۔افحام‏ اليهود وإبطال زعمهم الإيمان ہما أنزل عليهم؛ لقوله تعا ی: فل فلم تشون 
يك او من نَل إِنَ کم مُؤْمِنيرت 4 أي: لو كنتم صادقین نی دعواكم الإیمان ما 
قتلتم أنبياء الله؛ لأن قتلهم ینانی الإیمان. 

٦۔‏ أن الراضي بالمعصية والمتولي لفاعلها مشارك لفاعلها؛ لآن الله خاطب اليهود 
المعاصرين للنبي ية بالقتل وهو من فعل أسلافهم؛ لقوله تعالى: لمرد 4. 


3 3 2 


سورة البقرة: الآيات: 947 ۹٦‏ 





ES‏ د 


قال الله تعا ی: 8 وَلَمَدْ جآءڪم موسي الت ثم اَعَد 
اورک © وَإِدْ أَحَذْنًا ۰ وڪم ای 2 حدوا ما ا سے م وو 
وسوا کالوا متا وعَصيتا واش ربوا في لوبهم لعجل ہت 
أيسكم و اتش کر ESET:‏ او 
ڈرو اگایں توا الوت إن كدخ کرو وک يتوه بدا کات دی کا ی 
یں ا لج م آم الاس عل و وم ایب افر دارم اوک الک ستو 
اهريدي لماي آا بت اڑا با ہمایضملورے (415. 

قوله تعالى: وقد جاه ڪم مُوسن يتات مُه اعدم الل من بدو وان 
ظالِمُوے 097 4. 

أورد عز وجل على بني إسرائیل في الآية السابقة ما ينقض دعواهم الإيهان» وهو 
قتلهم الأنبياء» ثم أورد عليهم في هذه الآية ناقض آخر؛ وهو عبادتهم العجل وكفرهم 
بموسى وبا جاء به. 

قوله ومد بكم وی بِالْبَيتٍ4 الواو: عاطفة» واللام لام القسم لقسم 
مقدرء و«قد): للتحقيق» فالجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: القسم» واللام» و«قد»» أي: 
والله لقد جاءكم موسى بالبينات. والخطاب لبني إسرائيل في عهده كه والمراد 
أسلافهم الذين بعث فيهم موسى؛ لأنہم في الحكم سواء. 

#بالبيكتت* أي: بالآيات البينات الدالة على صدق رسالته» وأنه لا إله إلا الله 
كالطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم واليد والعصا وفلق البحرء وتظليلهم 
بالغام» وا من السلوى» والحجرء وغير ذلك. كما قال تعالى: « سانا حلم الطومانَ 
وألراد وَالْقَمَّلَ والصَفَاومَ وألدّم ءات مُقصلَس 4 [الأعراف: ۳٤۱]ء‏ وقال تعالى: # ولمَد ءائینا 
مومئ قسع ايلات بت # [الإسراء: .]٠١١‏ 

0 نم أذ لجل 4 «: ثم) عاطفة» تفید الترتيب مع التراخي؛ اق ثم جعلتم العجل 
إا معبودًا لکم؛ لمن بَعَدِوء * أي: من بعد ذهاب موسى اقل لميقات ربه» منتھزین فرصة 
غیابه» کما قال تعالى: ٭ واد ونی س بعرو غا جلا جَسَدًا لوار 4. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





كعم 

و «العجل» في الأصل ولد البقرة» والمراد به هنا جسم صنعه السامري من الحلي 
على هيئة العجل» وجعل فيه ثقبًا تدخله الريح فيكون له صوت كخوار الثور وأمرهم 
بعبادته» وقال لهم: هذا لهحكم و لله مومئ سى 4 [طه: ۸۸]. 

َنم يموت 4 الواو: حالية» وا حال أنكم ظا مونء ظا مون في صرف العبادة 
لغير الله غير معذورين في ذلك. 

والظلم النقص ووضع الشيء في غير موضعه على سبيل العدوان» ولا أظلم ممن 
عبد غير اللہ کا قال تعالی: #إرك أليَّرلِكَ لظم عي € [لقران: 1]. 

أي: وأنتم ظالمون في هذا الصنيع من عبادتكم العجلء وأنتم تعلمون أنه لا إله إلا 
الف كنا :قال فان < وكا مو فت رع وار انهم مدصنا فلا تبن ےنارت 
وَيمْهْرٌ لنَا کڪ وتن يرب آلخسرت € [الأعراف: 59 .]١‏ 

قوله تعالى: وڏ ادنا مک وَرَفَعَنَا مَوَفَحَكُمْ الطور خُدُوأِمَا يڪم هوو 
بَأَمَُکم بوه منک إن نشم مومت (415. 

قوله: # وَإِدْ أَحَذَنًا بتكم وَرَفَمَنا وم الطورٌ خُدُوا ما ءَاتَیتکم يهوو 4 سبق الكلام 
عليه في الكلام على قوله تعالی: 7 وإداخدنا ميق ووقمتا قوقکہ الطور حُد وأ ما ءادن 
بهو واد دما فيه لمكم نَمَو © [البقرة: .]٦۳‏ 

وفي تكراره تأكيد لما سبق» وتنبيه على أن طريقتهم مع محمد بي هي طريقة 
أسلافهم مع موسى إضافة إلى ما فيه من زيادة على ما سبق» وبيان له. 

قوله: #وَأسْمَعُوأ 4 أي: واسمعوا سماع قبول واستجابة وطاعة وامتثال. 

الوأ مََعَتا وَعَصَيَنَا4 أي: قالوا إجابة على ما أمروا به من أخذ الکتاب بقوة وأن 
يسمعوا: #ممغنا وَعَصيْنَا© أي: سمعنا سمع إدراك فقط باذاننا #وعصيّنَا» بقلوبنا 
وجوارحنا وأفعالنا. والمعصية: ترك المأمور وفعل المحظور. 

وظاهر الآية أنهم قالوا: #وعصيْنَا» بألسنتهم. وقد تجرؤوا على ما هو أعظم من 
ذلك كما في قوهم: ن تن لک حقی رى ال جَهْسرَة4 [البقرة: .]٥٥‏ 


سورة البشرة: الأيات: ۲۔٦۹‏ 





= 

وقيل: إنہم قالوا: #وعصيا» بلسان حاهم وأفعاههم» لا بلسان المقال» والأول 
اوا وی هذا دليل على شدة عتوهم وعنادهم» إذ لم يلتمسوا لعصیانہم عذرًا كالجهل 
وعدم العلم ونحو ذلك» بل کابروا وقالوا بتحدِ سافر: #ممعنًا وعصیتا4. 

وش رثا في لوبهم ليج 4 أي: وأشربوا في قلوءهم حب العجل» وعبادتہ 
أي: بلغ حبه وتأليهه منهم مبلعًا عظیّاء وأولعوا وشغفوا به حتى خلص ذلك إلى 
قلو ہم وأشربته وصبغها. 

يرهم 4 الباء للسببية» أي: بسبب كفرهم بالله كلك فتنوا بحب العجل 
وعبادته» کا قال هارون ك8: لور إِنّما فينم بد ون ركم ليحن فأنيعوض وأطيعوأ 
مر ا الوا لن تح مید لكين کی ریم إلبتا موی © [طه: ۹۰- ۹۱]. 

9كُن4: الخطاب للنبي يي ولكل من يصلح خطابه #يشسما يمر ڪم بد 
ِيمَشگم 4 بئس: فعل ماض يفيد الذم» «ما»: نكرة موصوفة» أي: بئس شیًا يأمركم به 
إيعانكم» أو موصولة» أي: بئس الذي يأمركم به إيمانكم من قتل الأنبياء وعبادة العجل. 

الإن كر مُوْمني 4 (إن»: شرطية» و«كنتم»: فعل الشرط وجوابه يدل عليه 
ما سبقء والمراد با لجملة التحدي» أي: إن كنتم مؤمنین حقيقة فكيف يأم ركم إيمانكم 
بهذا العمل القبيح» أو لو كنتم مؤمنین حقا ما أمركم إيمانكم بهذا العمل القبيح من قتل 
الأنبیاء وعبادة العجل. 

قوله تعالى: قل إن کات لم الدَار الْأجْرَهُ عند الو حَالِصسَة من دور ألنّاس فتمنوأ 
الوت إن َنم سدقت 4 . 

يزعم بنو إسرائيل أن لهم الآخرة عند اللہ وأن الجنة هم» وأن النار لغيرهم حيث 


5 کس سرح کر کا مم ہے ا سے کے ص 59 1 

قالوا: #لن یدَحْل الِجَتَّة إ لا من كان هودًا أو تصلریا ٭ [البقرة: ۱۱۸]ء وقد رد الله عليهم بقوله: 
20 کے کر ہر 2 اھ سے > و 2 سے جح رو Eee.‏ ر و صر 
رر ’و رو سط کے ےر مر یں 007 ہھ 8 ور و و و2 

لله وهو حن قلدہ اجره عند ربد ولا خوف عَلَيْهمْ ولاهم حرو € [البقرة: .]117-11١‏ 


کا قالوا: کن تَمَسَّمَا ألككارٌ إل أنيامًا مَعَدُودة 4 [البقرة: ۸۰]ء ورد الله عليهم 


صا 
وی ےک ےمم رر ر« سر تو سرح سار 20 سے سے مم 


بقوله: #كلأ تخد تم عند آلو عھدا فلن مخف الله عهدم: آم ولون عل الو ما لا شلموت دا 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 





د (۴۰۸ 
کر ر ر A‏ 


من کے سنَكة وَاَحطت بوء خطیحته اوليك أصَحَب أَلثََار هم فيهًا خَِلِدُونَ 4 
۸۰ ۸۱]. 

وقالوا: ٭عن شس ہی ےہ لفل فلم یعَد یکم يذو 
بل انشر مم يَمنْ حَلَقَ مَمْفر لمن کا وَيَعَّبٌ من اء ¥ [المائدة: 14]. 

وئی الآية هنا تحداهم بتمني الموت إن كانوا صادقين في دعواهم أن الدار الآخرة 
لهم خالصة من دون الناس. 

وهذا وما قبله من قوله: «قَلم تَمَْلُونَ أيه اقو 4 وقوله: ینا يامُرڪم بد 
إِمَثکخ 4 كله في معرض الرد على قوهم: لمُرْمنُبمَآأنِْل علدنا 4. 

قوله: كل € الأمر للنبي اة أو له ولغيره من يصح خطابه لإ ن کات ڪم الدَّارٌ 
اجره * أي: وما فيها من الجنة ونعيمهاء وقدم الخبر «لكم» للحصرء والخطاب لليهود 
الوجودین في حال نزول القرآن الكريم. 

عند الہ ۹ أي: مدخرة لكم عند اللہ سا لِصكة #: حال من الدار أي: حال 
کونہا خالصةء ويجوز کونہا خبر «كان). 

EE‏ دون مع الناس کیا 
تزعمون؛ لأنهم يقولون كما سبق: #إلن يَدَخُلَ اتک إا من کان هُودًا أو صر € [البقرة: 
۱ء ویقولون: ا کے الاد إل اما عدو 4 [البقرة: ۸۰ يعني: ثم يخرجون 
إلى الجنة. 

لمَتَمَئَا الوت 4 جواب الشرط في قوله: فل إن كانت 4 أي: اطلبوا حصول 
الموت» أو ادعوا على أنفسكم بالموت لتخلصوا وتصلوا إلى الدار الآخرة ونعيمها؛ لأنه 
لا بخلص ولا يوصل إليها إلا بعد الموت. 

وقد قال بعض المفسرين: إن هذا من جنس آية المباهلة» وأن معنى: #فتمنوأ 
لْمَوتَ 4 أي: سلوه وادعوا به على الكاذب المفتري من الطائفتين» وقد اختار هذا ابن 
القیم وابن كثير - رحمهما الله'''. 


.)۱۸۲ /۱( ۳۳۲)ء (تفسیر أبن كثير»‎ -۳٣٣ /۱( انظر: «بدائع التفسير»‎ )١( 


سورة البقرة: الآيات: ۹۲۔٦۹‏ 


۹ -ے 
والأول أقرب ودلالة السياق عليه أظهرء وقد كان هذا شأن بعض صحابة رسول 
الله ية سؤال الشهادة والجنة ولقاء الله فقد ارتجر جعفر بن أبي طالب له يوم غزوة 
يا ج1ا ا جختخةواقتراسبا طيبلة وہ٥ہسارد‏ شرام ا 
وقال عبد الله بن رواحة 4 عند خروجه إلى غزوة مؤتة» ودعا المسلمون له ومن 
معه أن يردهم الله سالمين: 
لكننى أمسسأل ال رحمن مغفرة وضربة ذات فرع تقذف الزبدا 
أو ظعقة فو يساق نراق هة رة الا ادرالا 
حتى يقولواإذامرواعلى جدئی: أرشدك الله مسن غاز وقد رشداا) 
چ اا إلى اللہ بغر زاد إلا التق وعمل امم Tl‏ 
#إن كُسْرْصدِقِنَ 4 نی دعواكم أن الدار الآخرة خالصة لكم من دون الناس. 


یں" 


وفي هذا أعظم التحدي لهم؛ ولهذا قال تعالى: #وَآن یَموٰهُ أبدأ يما فدمت ايديم 


٠. 
مر‎ 





وا یالیو کیا قال تعال في سورة ابدمعة: فلب الك کارا إن ردم ایک 
عَلِ با لقِلمينَ © [الآية: ۷]. 

فنفي كلك ب «لن» و«لا» نفيًا مؤبدًا أن يتمنوا الموت» ونی هذا تكذيب لزعمهم أن لهم 
الدار الآخرة عند الله خالصة» فهم يكرهون الموت أشد من غيرهم؛ لأنہم يكرهون لقاء 
الله وقد قال : «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءہ)'۶۶. 


.۲٦٢ /۹ انظر: «السنن الكبرى» للبيهقى‎ )١( 

۱۹۱/۱ انظر: (حلیة الأولياء»‎ )٢( 

(۳) انظر: «الاستذكار) /٥‏ ۱۳۲ . 

)۱۸۳٦( أخرجه البخاري في الرقاق (۷٦٥١)ء ومسلم في الذكر والدعاء (۸۳٦۲)ء والنسائي في ا نائز‎ )٤( 
والترمذي في الجنائز (١٦٦۱۰)ء من حديث عبادة بن الصامت ذلليه.‎ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 


"٠١| د‎ 


ليما ّمت أَيْدِسِمَ € الباء للسببية» و(ما): موصولة» أو مصدرية أي: بسبب الذي 





ولا نطقا بالسنتھم دون مواطاة قلومهم. 

وهذا من دلائل نبوته ية وذلك بسبب الذي عملوه من الأعمال السيئة من الكفر 
وتكذيب الرسل» والقول على الله بغير علم» والكذب والدعوى الباطلة بأن هم الدار 
الآخرة خالصة ونحو ذلك» ولا يعلمون ما هم بسبب ذلك من المآل السیئ والعقبى 


الخاسرة عند الله. 

طول عل يللين 4 الجملة حالية» أي: وا حال أن الله عليم بالظالمين من اليهود 
وغيرهم. 

أي: أنه كك عيط علا بهم وبأعالهم وأحوام؛ وغير ذلكء وإنما خص علمه 
بالظالمين تهديدًا هم» وإلا فعلمه حيط بكل شيء» کا قال تعالى: وَس ڪلت ولا 4 
[طه: 48]. 


وأظهر في مقام الإضار فلم يقل: «والله عليم بكم» للتسجيل عليهم بوصف 
الظلم» وليشمل الوعيد أيضًا غيرهم من الظالمين» إضافة إلى مراعاة فواصل الآيات. 

قوله تعالى: « لدم ادس التّاس عل یوز ومن از اقرا بود اعدم لو یکر 
E E AEE‏ اب کے O‏ 

نفى كك في الآية السابقة نفیّا مؤبدًا تمني اليهود الموت» ثم أتبع ذلك وأكده ببيان 
أنهم أحرص الناس على حياة» فكيف يتمنون الموت؟! 

قوله: « وَلََجد تم خرص الاس َل حسَوْةَ» الواو: عاطفة واللام لام القسم لقسم 
مقدر؛ والنون للتوكيد» أي: والله لتجدنہم أحرص الناس على حياة» فأكد حرصهم 
على الحياة بثلاثة مؤكدات: القسم» واللام» ونون التوكيد. 

والضمير في: # وَلْتْحِدَتمُمْ 4 يعود إلى اليهود» وهو في محل نصب مفعول أول 
ل«تجدن»» و«أحرص»؛: مفعول ثانٍ. وهو اسم تفضیلء أي: أشد الناس حرصًا على 
الحياة والبقاء وطول العمر. والمراد ب «الناس» جميع البشر؛ لأن الحرص على الحياة 
غريزة في الناس جميعًا لكنهم متفاوتون فيه واليهود أشدهم حرصًا على الحياة. 


سورة البغرة: الآيات: ۹٦-۲‏ 


- 1 





قال أبو الطيب(١):‏ 
أرى كلنا هب وى الحجياةبسعيه حريصاعليهامستهاماهاصبا 
فحب الجبان النفس أورده التققى 2 وحب الشجاع الموت أورده ا حربا 

و ینوہ وت وبابد ل سر پچ بربہ 

قال تعالى: المد جے سکم رسو تن شڪ عر بد لِد ما عم ڪرش 
ليحك إِالمُومنیرهَو بے م # [التوبة: .]١74‏ 

وقال ئ لابن عباس رضي الله عنهم| : «احرص على ما ينفعك واستعن بالل ولا 
تعحز/۶۲(۷. 

ونكّر «حياة»؛ لیدل على حرصهم على أي حياة كانت» ومھما كانت حالتهم فيها 
ولو كانت حياة مبيمية» كا يقول بعضهم: «الحياة وكفى). 

وقد أحسن ا حریري ٣‏ في قوله: 
والوت خىمح للفت می من عيشهعشش البھیمےه 

لوم اک ضر بذهم سک زالٹ سَ4 الجملة معطوفة على #الكاس 4 أي : 
ولتجدن اليهود أحرص الناس على حياة وأحرص من الذین أشركواء أي: وأحرص 
على ا حیاۃ من المشركين» الذين لا يؤمنون بالبعث» ولا بالجنة والنار فلا یرجون بعثًا 
ولا نشورّاء ويرون أن الحياة الدنيا هي فرصتهم الأولى والأخيرة؛ لهذا كانوا من 
أحرص الناس على الحياة. 

ومع هذا كله فاليهود مع أنهم أهل كتاب یؤمنون بالبعث وا جحزاء هم أشد حرصًا 
على الحياة من ا مشرکین؟ ليتمتعوا باکر قدر منهاء وقد قال يَكَِه: «الدنيا سجن المؤمن 
وجنة الكافر »“. 


. ٦٦ص انظر «دیوانه»‎ )١( 

)٢(‏ سبق تخر جه. 

(۳) انظر: «مقامات الحريري» ص٦٦‏ . 

)٤(‏ أخرجه مسلم نی الزهد (٢٥۲۹))ء‏ والترمذي نی الزهد (٣۲۳۲)ء‏ وابن ماجه نی الزهد »)5١١1(‏ من حدیث أبي 


هريرة ظ4. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن, ج٢‏ 





= 


ويحتمل أن تكون الواو في قوله: لوم الدب أَشْرَووُا 4 للاستئناف» وتكون الجملة 
مستأنفة» والتقدير: ومن الذين أشركوا مَن يود أحدهم لو يعمر ألف سنة. 

بود أَحَدهُمَ لَوْيْمَكَرُأَلنَ سَنَةٍ 4 بیان لشدة حرصهم على الحياة» ومدى مبلغ طمعهم 
في طول البقاء» أي: يحب ويتمني أحدهم» والضمير يعود إلى المشركين على احتمال کون 
حملة: ومن ایب اش ہوا » مستأنفة والمعنى يود أحد المشركين ویتمنی لو يعمر ألف سنة. 

وعلى القول بأن هذه ا حملة معطوفة على قوله: #ألتّاس 4 يحتمل عود الضمیر في 
«أحدهم» إلى المشركين؛ لأنه أقرب مذكور. وا لمعنی عليه أبلغ وأقوى؛ لأنه إذا كان 
الواحد من المشركين يود أن يعمر ألف سنة» فاليهودي يتمنى أن يعمر أكثر من ذلك؛ 
لأنه أحرص من المشرك على الحياة. 

ويحتمل أن يعود الضمير في «أحدهم» إلى الیھود ويكون الكلام قد انقطع عند 
قوله: #وَمِ نارکا 4. 

لو رلت مَنَةٍ # «لو): مصدرية بمعنی (أن» تؤول مع الفعل بعدها بمصدر. 
والتقدیر: يود أحدهم تعميره ألف سنة» أي: أن يزاد في حياته وعمره حتى يكون الف 
سنة؛ أي: ألف عام. 

#وما هو بِمُرَحَرَْجِومِنَ لداب أن يُعَمَّر 4 الواو: استئنافية» و«ما»: نافیة أي: وما هو 
بدافعه ومانعه ومبعدہ من العذاب انعر . 

«وأن» والفعل «يعمر) في تأويل مصدر في محل رفع فاعل لاسم الفاعلء 
(مزحزح) أي: وما هو بمزحزحه من العذاب تعميره. 

والمعنى: أنه لو عمر آلف سنة أو أكثر وهو مقيم على الكفر والمعصية فإن ذلك لن 
يدفعه ويمنعه ويبعده من العذاب» وذلك من وجهين: 

أولا: أن زيادة العمر مع الاستمرار على الكفر والمعصية زيادة في العذاب. 

ار مو ا ا #فما متلع 
اليو ألدّيا فى الا ا رق إلا یسل 4 [التوبة: ۳۸]. 

وه بص يما يمْمَلُوتَ # قرأ يعقوب «تعملون» بالخطاب» وقرأ الباقون: 


سورة البقرة: | لآبات: ۹۲ - ۹٦‏ 





۱۷ سے 


یَمْمَلوے * بالغيبة» أي: والله عليم بالذي یعملون: أو بعملهم مطلع عليه خبير به. لا 

تخفى عليه منه خافية» وفي هذا تہدید ووعيد لهم؛ لأن مقتضى بصره وعلمه بعملهم أن 

بحاسبھم ویجازہم عليهء قال زهير2١):‏ 

فلا تكتمن الله مافي نفوسكم ليخفى فمها یکستم الله يعلم 

يؤخر فيوضع في كتاب فیسدخر ليومالحسابأويعجل فينقم 
الفوائد والأحكام: 

-١‏ إقامة الحجة على بني إسرائيل بها جاءهم به موسى ال من الآيات البينات ومع 
ذلك لم ينجع فيهم ذلك» بل اتخذوا العجل معبودًا من دون الله. 

۲- سفه اليهود وضعف عقوهم حيث اتخذوا العجل معبودًا هم مع أنهم هم الذين 

وو ےر کس سو إلا بعد بر ريف وي هد 
دلالة على هيبته اك اتل في نفوسهم. وعلى آنہم يتحينون الفرص لمخالفته وترك ما 
عهد إليهم به. 

-٤‏ ظلم بني إسرائيل في عبادتہم العجل؛ لأنهم يعلمون أنه لا إله إلا اللہ فظلموا 
بصرف العبادة لغيره عن علم منهم» وظلموا أنفسهم بتعريضها لعذاب اللہ؛ لقوله 
تعالى: وَأ لوت © . 

-٥‏ أخذ الميثاق على بني إسرائيل» وتخويفهم برفع الطور فوقهم؛ ليؤمنوا ويأخذوا ما 
أتاهم الله من شريعة التوراة بقوة» ويسمعوا سماع طاعة وامتثال؛ لقوله تعالى: 
وه آَحَدناء يشدف وَرَفَعت وڪم الطور حدواما آءَاتَدتحكُم بِعْوَو واس معو 4 . 

-٦‏ شدة عتو بني إسرائيلء فا آمنوا إلا حین رفع فوقهم الطورء أشبه بإيمان اللکرہ. 

۷- قدرة الله تعالى العظيمة وانقياد كل شىء له من الجبال وغير ذلك مما يوجب 
ملي راغ ف تفر شال E‏ و متك اللو 4 

۸- وجوب أخذ الشريعة كلها بقوة وعزم؛ لقوله تعالى: 'إحْدُوأمَا ءاتَیْكکم يعو 4. 


00 انظر9دیوانه) ص۱۸ . 


ا۶٣۳‏ عون الرحمن في تفسير اثقرآن: ج٢‏ 

۹- شدة عناد بني إسرائيل ومکابرتہم؛ لقوهم عتا وَعَصيْمَا#. 

۰- أن السمع نوعان: سمع إدراك هو مناط التكليف كا في قولهم: معنا #» وسمع 
قبول؛ كما في قوله تعالى: #وَأسْمَعُوأً ۹ء وهو مناط المدح لمن قبل وأجابء ومناط 
الذم لمن عصى. 

-١‏ افتتان بني إسرائيل وولعهم بحب العجل وتأليهه بسبب كفرهم؛ لقوله تعالى: 
لوَأَشْربُوا في تُريهغ الج رڪيه 4. 

۲- أن الإیمان الصحيح لا يأمر صاحبه بارتكاب ما ینانی الإیمان من قتل الأنبياء 
وعبادة العجل ونحو ذلك؛ لقوله تعالى: # فل بشسما يَأْمْرْصكم بده اينک إن 
شر مميت 4 أي: بئس هذه الأفعال» ولو كنتم مؤمنين حقا ما فعلتم ذلك. 

-١‏ تكذيب اليهود في زعمهم أن لمم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس» 
وتحدہم بتمني الموت وطلبه أو الدعاء على أنفسهم بالموت» إن كانوا صادقين في 
دعواهم؛ لقوله تعالى: فل إن کات م ألدَار الْآجْرَهُ عِند الو عَالِصََة من دُونِ 
آلا فَتَمئّوا الوت إن كُدمٌ مسد 4. 

-٤‏ شدة كراهة اليهود للموت» وأنهم لن یتمنوہ ولا يمكن أن يتمنوه أبدا بسبب ما 
قدمت أيديهم من الكفر وتكذيب الرسل وقتلهم وغير ذلك ولا يعلمون ماهم 
من سوء المصير؛ لقوله تعالی: لول يََمَنَوهُ بدا يِمَا هَدَمَتَ أَيْرِسِجَ 4. 

65- علم الله الغيب وما يستقبل؛ لقوله تعالى: #ولن يَتَمَنَوهُ أبدأ 4 فنفی أن يقع منهم 
ذلك» کم قال في آية الجمعة: # امو ابد € [الآية: ۷]. 
وهذا إنما هو في الدنياء أما في الآخرة فإن أهل النار يتمنون الموت» کما قال 


مرح ا رک ص 


تعالى: ##وَبَادَوا يمك لِيَقَضٍ عا ربك 4 [الزخرف: ۷۷]ء وقال تعالى: ایشا كانت 


- 
هه میے 





لْقَاضِيَةَ % [الحاقة: ۲۷]. 
-٦‏ علم الله کل بالظالمین؛ لقوله تعالى: وال عل الین 4 وهو ك عليم بكل شيء. 
وإنما خص علمه بالظالمين تهديدًا لهم؛ لأن علمه بهم یقتضی حاسبتھم ومجازاتهم 


عل ظلمهم. 


سورة البقرة: الآيات: ۲ ۹٦٣‏ 





= ۳٣ 
أن اليهود أحرص الناس على حياة» فهم أحرص من الذين أشركوا؛ لقوله تعالى:‎ -۷ 
لتم الواحد منهم أن‎ EES ود تب أَحر‎ 
يعمر ألف سنة؛ لقوله تعالی: بود أحَدُهُمْ وير‎ 
سے ل توأ ملق رجه الَف‎ 
ستو4.‎ 
لا فائدة فی طول العمر إذا قضی في معصية الله تعالى لأنه لا یبعد من العذاب؛‎ -۹ 
لقوله تعالى: وما هو برخيو من العذاپ أن يِمَتر1.‎ 
لا قيمة لطول العمر مالم يكن نی طاعة الله تعالى.‎ -۰ 


-١‏ إحاطة الله كك وعلمه وبصرہ با يعمل الخلق؛ لقوله تعالى: #واله بصا با 
یعملورے 4 . 


اج 


عون الرحمن فی تفسیر القرآن» ج٢‏ 





= 
قال الله تعالی: # فلم ن کات عدوا لچبریل فن له عل لبك بدن یصقا لما بيرت 
یو وَهُدَّى وَثشرف امن ا(٥‏ مَن 7 عَدُوَا ِلو مَك ڪرو وَرُس لوہ مَحتلَ وَمِيَكَللٌ 


َك الله در كيين © وقد رمآ إت ٤اس‏ میک وما مر بها إلا الْتَسِمُونَ © 
ڪٽا عله ڏوا عه د انيدم وِِويِنْهُمْ ایک ئۇم ;2 

هذه الآيات وما بعدها كالآيات قبلها نی إبطال قول الیھود : ٭ؤْمنُ 

سبب النرول: 

عن أنس بن مالك 4 قال: سمع عبد الله بن سلام بقدوم رسول الله وهو في 
أرض يخترف فأتى النبى ية فقال: إن سألك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبى» فا أول 
أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلي أمه؟ قال 
رسول الله گل : «أخبرني بهن جيريل آَنفاء قال: جبریل؟. قال: نعم قال: ذاك عدو 
اليهود من الملائكة» فقرأ هذه الآية : من کات عدوا لجئریل فاه رل عل فی 2(4. 

وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «أن اليهود قالوا: جبریل عدونا من 
الملائكة الذي ينزل بالحرب والقتال والعدوان» فأنزل الله: #قُلْم نكاس عدو لجرل 4 
إلى قوله: لو کاو يعمو 0 . 

قوله تعالی: # فلم ن کات عدوا لَحِبرِيلَ نھ رل عل لبك بودن الو مُصَیَقا ّما بے 
يديه وَهُدَّى مَثُٹری لیے [4)3. 

قوله: لمن کات عَدُوّا لَحتْرِیل 4 قرأ ابن كثير في الموضعين (جَبرٍیل) بفتح ا حیم 
وکسر الراء من غير مزة» وقرأ حمزة والكسائي وخلف بفتح ا حیم والراء وهمزة مكسورة 
بعدھا ياء 7( جَبْرَئيل»» وقرا الباقون بكسر ا حیم والراء من غير همزة #جبريل). 

قوله: فل الخطاب للنبي پا 

#من كات عدوا لجرل # «من»: شرطية» وكان: فعل الشرط». وجوابه جملة: 


.)٦٤۸۰( أخرجه البخاري في التفسير‎ )١( 
-۱۷۹ /۱( أخرجه مد (۱/ ۲۷۳) والطبري ف (جامع البیان) (۲۸۸/۲) وابن ج أبي حاتم ف (تفسيره»‎ )۲( 
.) ١18 


سورة البقرة: ا آأیات: ۹۷ ۔ ٠٠١‏ 


>۳۷ 





لفن َل عل لبك ۹ء و«جبريل» هو الملك الموكل بالوحي. 

ی كان فاا حورا از مال كاعر سال لدان ان جا 
لقيال ويبغضونه. ويقولون: إنه ینزل بالعذاب والشدة والحرب والقتال ونحو ذلك. 

والعجیب أنهم یثبتون أنه ملك مرسل من اللہ ويبغضونه ما يدل على اضطرابهم في 

لد تل على كيك 4 الضمير في قوله: تنه 4 يعود إلى جبریل عليه السلام 
والضمير المنصوب في لرل 4 يعود إلى القرآن» وقد تقدم ذكره في قوله: #وَإِدًا قَلَ 
هم موأ يما رَد الہ 4 والسياق يدل عليه. 

ومعنى رل عل فلك 4 أي: نزل القرآن الكريم من عند الله كلك على قلبك يا 
محمد فوعاه قلبك وحفظه کا قال تعالی: هل تر به لوح امین © عل ليك کون ن 
مزر € [الشعراء: 15- 144]» وقال تعالى: ہل عَرَل ہو۔ لسانك تَحَجَلَ بوه )رن عتا جع 
کر اندر )لدا راه َب قات [القیامة: ١۱ء‏ ۱۷]. 

والمعنی: من كان عدوًا لجبريل» فلا موجب لعداوته له إلا أنه نزّل القرآن على قلبك 
بإذن اللہ وكونه نزل القرآن ما يوجب موالاته لا معاداته؛ لأن موالاته على هذا موالاة لله 


کما أن معاداته معاداة لله» کیا دل عليه قوله بعد هذه الآية: # م کان عدوا لو وم ڪيه 


وسلو وبل وَميَكَئلَ 4 الآية» وعلى هذا فيكون قوله: امن کات عدوا لَچبریل إن رل 


عل مَلِْكَ بِاِدْنِ أمومْصَدِمًا 4 الآية أشبه بتأكيد المدح ما يشبه الذم كقول الشاعر: 

ولهذا يقولون: إن الذي منعهم من الإیمان بالقرآن نزول جبريل به. 

وقيل: جواب الشرط حذوف: والتقدير: من كان عدوًا لجبريل فليمت غيظاء فإنه 
نزل بالقرآن» ويكفيه شرفا أَحَبّوه ام عادؤه. 

ادن ال4 أي: بإذن الله الكوني القدري. 


. 5 البيت للنابغة. انظر: «ديوانه؛ ص‎ )١( 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 


كد (۳۱۸ 





2 
ال # [آل عمران: 48 .]١‏ 
وإذن شرعي» كا قال تعالی: اون لین لوت باتهم لما [الحج: ۳۹ء وقال 
تعالى: # آم لر شُرک وا کرعوا لهم َالِ ما لم يَأَدَنْ یه لَه 4 [الشورى: 4 
والإذن الكوني کا مشیئة والإرادة الكونية لابد من وقوعه ولا یلزم أن يكون محبوبًا 
لله والإذن الشرعي كالإرادة الشرعية لا يلزم وقوعه. ولابد أن يكون محبوبًا لله 25. 
مُصَدّهًا لِمَا بی یکیو وَشُدی وَمْتْرَى لونک 4 أي: حال كونه مصدقًا لما بین 
يديه وهدى وبشرى للمؤمنين» أي: مصدقا لما سبقه من كتب الله كك كالتوراة والإنجيل 
والزبور وغيرها. 
فهو مصدق لا ببيان أنها صدق وحق» وهو مصداق ما أخبرت به- كما سبق 
تفصيل هذاء وهذا مما يوجب موالاة من نزل به أيضًاء لا معاداته. 
وَهُدَى € أي: دلالة وبيانًا وإرشادًا کما قال تعا ی: # إِنَّ هدا لان ہیی لِلَى ومست 
فوم [الإسراء: 4] فالقرآن هدى» أي: هداية عامة للناس جميعًاء ىا قال تعالى: #سَّمُر 
رص ٥ای‏ أنزل فة الْقُرْدَانُ هد ی لاس * [البقرة: ۱۸۰]. 
وهو هدى هداية خاصة. للمؤمنين والمتقين المتبعين له المنتفعین به» کما قال تعالى: 
لك آمب ل رب بف هى قي 4 [البقرة: ۱۸۰]ء وقال تعالى: فل هو لیت ءَامَنُوا ههُدَى 
شک آ “۹ء وقال تعالى: ف1 الین لویوت ف انوم ور وشو ماهر ع 4 [فصلت: 44]. 
شر ٭ البشری والبشارة: الإخبار ہما يسر. 
لِلْمُؤْمِنَِ € أي: للمصدقين المنقادين للحقء ظاهرًا وباطناء وإنما کان القرآن 
بشرى للمؤمنين خاصة؛ لأنہم هم الذين آمنوا به وعملوا بمقتضاه» ففيه البشارة هم 
بالخير والسعادة في الدنيا والآخرة والجنة» به تطمئن قلوبهم وتنشرح له صدورهم 
ويثقون بم| وعدهم الله فيه من النعيم والفوز العظيم. 


فوصف القرآن وأثنى عليه بخمسة أوصاف وهى: أنه نزل من عند الله بإذنه» وأنه 


سورة البقرة: الآيات: ۹۷ ۔- ٠٠١‏ 





منزل على قلب الرسول ب وأنه مصدق لما سبقه من الکتب؛ وأنه هاد أبلغ هدى» 
وأنه بشرى للمؤمنين. 

قوله تعالى: من کان عدوا لہ روء وَرُسُلِوء مَحتیل وَمِيَكَئلَ قات الله عدو 
کین )4. 

لا ذكر في الآية السابقة ما يدل على أن عداوة جبريل اكك الذي نزل بالقرآن هي 
عداوة لله الذي أنزل القرآن أتبع ذلك بتأكيد أن عداوة ملائكته ورسله وجبریل هي 
كفر وعداوة لله تعالى» وأن الله عدو للكافرين. 

قوله: ## من کان عَدُوَا یکو 4 أي: من كان معاديًا لله خالفا لأمره مرتكبا لنهيه مستكيرًا 
عن عبادته» ومک گی 4 أي : وعدوا لملائكته. 

وَرَسلِوِء 4 أي: وعدرًا لرسله بمخالفتهم وتکذیبهم» وارسله) يشمل رسله من 

الملائکة والبشرء کا قال تعالى: ٭ آل صطنی یرے اللیکو رسلا ویرے التایں 4 [الحج: 
۵.ء 

یل ميكل 4 معطوف على ووَمَلِحَيَدء 4 من عطف الخاص على العام 
تنويبًا بشرف هذين الملكين کم في الحديث: «اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر 
السموات والأرض عالم الغيب والشهادة» أنت تحكم بین عبادك فیما كانوا فيه يختلفون. 
اهدني ما اختلف فيه من الحق بإذنك» إنك تہدي من تشاء إلى صراط مستقیم)(''. 

و«جبريل» الموكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح» كما قال تعالى: درل 
به اخ الین * [الشعراء: ۱۹۳]ء وقال تعا ی: #وكدلك أَرَحینا إِلِيْك روا نامرا ما گنت ڈری ما 
الكنب ولا امن وکن عله نوا ہی بو من اء من عِبَاوِنا 4 [الشورى: .]٥٥‏ 

وميك 4 قرأ أبو عمرو ویعقوب وحفص: #وَمِيكَللَ 4 بغير همزة ولا ياء 
بعدهاء وقرأً نافع وأبو جعفر: «وميكائل» مهمزة من غير ياء بعدهاء وقرأ الباقون: 
(ومیکائیل) مهمزة وياء بعدها. 


000 خر جه مسلم ف صلاة المسافرين (١۷۷)ء‏ وأبو داود ف الصلاة (۷٦۷)ء‏ والنسائى ف قيام الليل (١٢٦۱)ء‏ 
والترمذي في الدعوات ))317١(‏ وابن ماجه في إقامة الصلاة (۳۷)- من حديث عائشة رضى الله عنها. 


عون الرحمن في تفسير اثقرآن: ج٢‏ 


= 

و «ميكال» ا موکل بالقطر والنبات الذي به حياة الأرض والأبدان. 

قال ابن القيم': «وأعاد الله ذكر جبريل وميكال مع أنهما من الملائكة بلا خلاف 
لخصوصية فيهماء إما لأمر اختص بعلمه )| اقتضى تخصیصھمء أو لان جبریل روح الله 
وأمينه على وحیه» وميكال أمينه على خزائن فتحه و رحمته). 

وقال ابن كثير("©: «خصًا بالذكر؛ لأن السياق في الانتصار لجبريل وهو السفير بین 
لله وأنبيائه» وقرن معه ميكائيل في اللفظ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل عدوهم 
ومیکائیل وليهم» فأعلمهم الله أن من عادى واحذاء فقد عادى الآخر وعاد الله أيضًا». 

وأيضًا فمن عادى جبریل وميكائيل فكأن)ا عادى جميع الملائكة» کا أن من عادى 
محمدًا يي أو أحد الرسل فكأن) عادى جميع الرسل. 

لاڪ أله عَدُوٌدكَِينَ 4 جواب الشرط في قوله: لن كن عدر لَه وکپ ڪي 
وَرُسُلِو- وَحِبِْيِلَ وَمِيَكَلَ 4ء وني هذا إثبات عداوة الله تعالى للكافرين. 

والعداوة من الصفات الفعلية المرتبطة بالمشيئة فهو كبك يعادي الكافرين ويوالي 
المؤمنين» کا قال تعالى: # وا وَلالْوْمِنیَ 4 [آل عمران: ۸٦]ء‏ وقال تعالی: فالَہُ وَل لذبت 
اموا € [البقرۃ:۷٥۲].‏ 

وأظهر في مقام الإضار في قوله: قت ال عَدُوٌ يْلَكَفِرِينَ 4 ولم يقل: «فإني عدو 
له» لتسجيل ا حکم بالكفر على من كان عدوا لله» أوعدوًا لملائکته أو رسله أو جبريل 
أو ميكال» ولبيان عموم عداوة الله لجميع الكافرين» وأن علة عداوته لهم هي كفرهم 
إضافة إلى مراعاة الفواصل- کما هو معلوم. 

فمن كان عدوًا لله فهو کافر» ومن كان عدوًا لملائکته» أو لرسله أو لحبریلء أو 
لميكال فهو عدو لله وكافر. 





وإذا كانت عداوة ملائكة الله ورسله عداوة لله تعالى» فإن عداوة أولياء الله من 
المؤمنين بسبب إیم|نہم بالله ورسله وشرعه هي عداوة لله تعالى؛ ولهذا قال كك في 


(۱) انظر: «بدائع التفسير» /١(‏ ۳۳۲). 
(۲) في اتفسيره» (۱/ ۱۹۰). 


سورة البقرة: الآيات: ۹۷ ۔ ٠٠١‏ 


لشفا سے 





الحديث القدسي: «من عادى لي ولیّا فقد آذنته بالحرب21700. 

قوله تعالی: ل ومد ارلا َك ءات ب وَمَا َکُمُر هااا الود (4)8. 

قوله: # ومد ارتا إِليْكَ ءاي بيت الواو: استثنافية» واللام للقسم» أي: والله لقد 
أنزلنا إليك آیات بينات» و«قد)»: للتحقيق» والجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات: القسم المقدر, 
واللام» و«قد)» وا خطاب للنبي َي وفيه تشريف له پا وامتنان عليه» وتسليته ا 

ءَي 4 جع آية» وهي الدلالة والعلامق قال تعالى: #إإنَّ ايد ملصكيء 4 
[البقرة: ٤٤۲]ء‏ أي: إن علامة ملكه. 

وقال ية للرجل الذي أرسله إلى وكيله في خيبر: «إذا أتيت وكيلي بخيبر فضع 
يدك على ترقوته»"» أي: علامة على أنك مبعوث مني . 

وآيات الله تنقسم إلى قسمين» آيات شرعية» وآيات كونية» والمراد بالآيات هنا 
الآيات الشرعية» آيات القرآن الكريم» وي تنكير (آیات) تعظیم للقرآن الكريم. 

بيت 4: صفة ل #أدَايَنتٍ ۹ أي: آيات واضحات مفصلات في ألفاظها ومعانيها 
ودلالتها وأحكامهاء دالة على صدقك وصدق ما جئت به. 

#وما حمر بها أي: وما يكفر بہذہ الآيات البينات» أي: وما يجحدها ويكذب 
بها إلا ألمَسِمُونَ © «إلا»: أداة حصرء أي إلا ا خارجون عن طاعة الله تعالى الذين بلغوا 
من الفسق غايته» فخرجوا من الإيان إلى الکفرہ کا قال تعالى: #وَمَايجْحَدُ َي إلا 
الحكدفرونَ € [العنكبوت : .]٤١‏ 

وني ذكر هذه الآية في سياق الكلام عن بني إسرائيل وعتوهم وعنادهم إشارة 
واضحة إلى قيام الحجة عليهم, با أنزله الله تعالى على محمد ب من آيات بینات: لا 
يجحدها ولا يكذب بها إلا من بلغ الغاية في الفسق مثلهم. 

قوله تعال: کلم عله دوا عهد ابد ربق نهم بل كرشلا ٹڑمٹورے © 4. 

قوله: #أَوَكُلَمَا 4 ال همزة: للاستفهام» ومعناه هنا التوبيخ» والواو: عاطفة. 


)١(‏ أخرجه البخاري في الرقاق »)50٠07(‏ من حديث أبي هريرة ض#ك. 
(۲) أخرجه أبوداود في الأقضية- الوكالة )۳٦٣٣(‏ من حديث جابر بن عبد الله طه. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





انفضا 


واکلم|): أداة شرط تفيد التكرار» أي: كثرة وقوع شرطها وجواہہاء وشرطها هنا 
عَنهَدُوا 4 وجوابها طبَ4 أي: أو كلما حصل منهم عهد حصل من فريق منهم 
نبذه» کما قال تعا ی: #ولا رال تَطَلِمْ عل حا نَم يانم 4 [المائدة: ١۳‏ ]. 

«والعهد» الميثاق اللؤکد نَم 4 أي: طرحه ونقضه ول یف به. 

رين نهم 4 | 4 فريق من اليهود» والفريق: الجاعة» أي: جماعة منهم» وهو 
الأكثر بدلیل: لبلا كرشملا مُؤْمئُوت 4. 

وفي تنكير (عھڈا) u‏ وتنبيه إلى أن هذا ديدن اليهود ومسلكهم نی أي عهد 
يعاهدونه سواء كان العهد مع الله كك أو مع عباد اللہ وسواء كان ذلك فے| بينهم» أو 
مع المسلمين أو مع غير المسلمين. 

وقد أخذ الله عليهم كثيرًا من المواثيق والعهود في التوراة» منها الإیمان بالرسول 
لا وما أنزل عليه- كا ذكر الله ذلك في كتابه- فنقضوهاء کما عاهدهم النبي كَل ل 
قدم المدينة فنقضوا العهد قبيلة تلو الأخرى کما هو معلوم. 

بل ایم لا رتور 4. «بل»: للإضراب الانتقالي» أي: إنما حملهم على نبذ 
العهد ونقضه کون أكثرهم لا یؤمنون؛ إذ لو كانوا مؤمنین ما نقضوا العهد؛ لأن الإیمان 
يوجب عليهم الوفاء بالعهد ويحرم عليهم نقضه. 

الفوائد والأحكام: 
-١‏ عداوة اليهود لجبريل عليه الصلاة السلام؛ لقوله تعالى: قل من كارت عدوا 

لربل ٭ وعلى هذادلت السنة. 
۲- فضل جبریل الفتاڈ؛ لان الله دافع عنه»وبين أنه نزل القرآن على قلب النبي ا بإذن الله 


۸20 سر سر 


کک فهو رسول من عندا لله بالوحي؛ ارس فاه رْله, عل لبك بدن الو گا کا 


قال تعالل: 3 تاي الاين © یی لبك کون من المنذریں € [الشعراء: .]١55-188‏ 
۳- أن دور جبريل اكان إنما هو واسطة 8 فقط بین الله ورسله وأنبيائه» مؤتمن على 
الوحي لا يأتي بشيء من عندہ. 


َو 1 


- إثبات علو الله تعلى على خلقه؛ لقوله تعالى: فاه برل عل لبك #» وقوله تعالى: 


سورة البقرة: الآيات: ۷ _ ٠٠١‏ 


> 
وعد ارتا إِلَيّكَ ءاي بت ۹ء والتنزیل والإنزال يكون من أعلى إلى أسفل. 


-٥‏ أن القرآن كلام الله منزل من عنده وبإذنه الكوني لقوله تعالى: انه له عل لبك 
بن أَنُو4» وقوله تعالى: « وقد راا 

-٦‏ وعي النبي 4ا بقلبه لجميع القرآن؛ لقوله تعالی: لرل عل كيدن أو ول 
يقل: على سمعك» وقد قال تعالى في سورة القيامة: لن علا جمعة: وف ان4 [القيامة: 
۷ أي: جمعه في قلبك وقراءته عليك. 

۷ لا شبيء يجري نی الكون إلا بإذن الله الكوني؛ لقوله تعالى: بدن الو 4. 

۸- تصديق القرآن لما سبقه من الكتب السماویة؛ لقوله تعالى: #مُصرقَا لما بت يديد 4ء 
فهو مصدق ھا بالإخبار والشهادة بأنها صدق» وهو مصداق ما أخبرت به. 

۹- أن القرآن الكريم هدى ودلالة وبشارة للمؤمنين؛ لأنهم هم الذين ينتفعون به؛ 
لقوله تعالی: #وَهُدَّى وَمُشْرَى لمم 4. 

٠‏ - من كان عدوًا لله تعالى فهو كافرء والله عدو للكافرين؛ لقوله تعالى: # من كن عَدُوًا 
لَه 4 وقوله: لامك أله عد كين 4. 

-١‏ من كان عدوا للملائكة والرسل وجبريل وميكال فهو كافرء والله عدو للكافرين؛ 
لقوله تعالل: وَمَكَهِحكيَه- رسو وجري ميکل قت أله عدو َلَكَفْرِينَ 4. 

۲- أن الله عدو لجميع الکافرین؛ لقوله تعالى: لمات أله عَدُوٌ لْلَكَفِْيِنَ 4ء ففي هذا 
إظهار في مقام الإضار يؤكد عموم عداوته كبك لجميع الكافرين. 

-١‏ إثبات صفة العداوة لله تعالى وهي من الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة كالرضا 
والغضب ونحو ذلك» وهي صفة کمال؛ لأنه كك يعادي أعداءه الكافرين. 

١‏ - أن عداوة الله كك للكافرين سببھا كفرهم. 

5- تعظيم الله ك لنفسه لأنه العظيم سبحانه؛ لقوله تعالى:أرَأعا 4. 

-٦‏ تعظيم الله ك للقرآن الكريم وأنه آیات ودلالات بينات واضحات؛ لقوله تعالی: 


سرا سے ر ا 
ءات بدت ٭. 
ہہ سم 2 گر 





ضر سر سے میں سے 
اك ءات بب #. 
ے ہے رم 2° 1 


عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج٢‏ 


YY حل‎ 

١‏ - إقامة الحجة على الخلق بإنزال القرآن وما اشتمل عليه من الآيات البينات. 

۸- أن من كفر بالقرآن الكريم فهو من الفاسقین؛ لقوله تعالى: وما حمر بها إلا 
َلْمَنسِقُونَ 4 أي: إلا ا خارجون عن طاعة الله تعالى وعن دينه. 





سورة البقرة: الآيات: ٠۰۳ - ٠١١‏ 





قال اللہ تعالى: #وَلْمَاءَهُمْ رَسُولََيْنْ ند سپ ا 
ونوا التب كتّب اور ورهن انم لايتكموت لت واتَبعُوا ما نوا 
مك سان وما تر شين ول لوت مروا يمون الا تروع ال 
ڪل الم کین یبال هروت وَمَرُوتٌ وما يُعَلْمَانِ من ڪڍ حو کی َل كنا کما عش تة فلا تد لا 255" 
لون نما ما کرک یہب الم ومد وا وپ وریا 
ُو اوشم ولا َعَم ولد موا لمن أشي ما له فى الجر 
لو ری ےکا کنا يد لَه ر کاڈ يكيس © لا اود تلا رئا 
ريد ون ند اق حير واوا لموک (405. 

قوله تعالل: وکا َه رول يِن عن د اَتومََُةَڈلَمَا مَكَهُمَ َد َب ون ایب 
أو التب كدب الہ وراه هور هماهم يفوت ©)). 

قوله: # وكا جَاےَهُمْ رَشُولٌ ين ند أله الواو: عاطفة» و(لا) ظرف بمعنى 
(حین) متضمن معنی الشرط؛ ١‏ تَءَھُمٌ 4: فعل الشرطء والضمیر يعود إلى أهل 
الكتاب» وبخاصة اليهود الذين فيهم سياق الآيات» أي: ولا أتاهم رسول» مرسل من 
عند اللہ وهو محمد عَلِيِدِ. 

ونگر #رَسُولٌ € للتعظیم؛ فهو لا أفضل الرُسل» وسيد ولد آدم» کم قال و نی 
حديث أبي هريرة- رضي الله عنه: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة» وأول من ينشق عنه 
القرء وأول شافع وأول مشفع»'. 

وني حديث ابي سعيد- رضي الله عنه: نا سید ولد آدم يوم القیامة ولا فخر»". 

وني قوله: لإئّن سد اه4 إثبات رسالته يك وتشريفه وتكريمه» «مصدف 4 صفة 
#رَسُولٌ ٭ أي: مصدق ہما جاء به من عند الله عز وجل. 

ما مَمَهُمْ 4 اما» موصولةء أي: للذي معهم من التوراة والإنجیلء وغيرهما من 
كتبه- عز وجل- فهو مصدق وشاهد آنا من عند الله- عز وجل- قبل تحریفھاء وهو 
)١(‏ أخرجه مسلم في الفضائل (۲۲۷۸). 
(۲) أخرجه الترمذي في التفسير (٣٣٦۳)ء‏ وابن ماجه في الزهد (۸٤ك٦)ء‏ وقال الترمذي: احديث حسن صحيح». 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


۳۲٣۷ >‏ 
مصدق لما جاء فيها من البشارة به ُء ومصدق لما جاء فيها من الأخبار بمطابقة أخباره 
لأخبارهاء كل هذه براهين دالة على صدقه» وصدق ما جاء به» مع ما اقترن به من الأدلة 
والبراهين غير ذلك» الدالة على صدقه» والتي هي أقوى ما اقترن بجميع الكتب قبله. 
ےر ص 4 لور ر مت م © بره مم سے سے سے ص ي حر 

َد ردق من الین أونوأ التب كتب ال وَرَا ظهُورِهم 4 النبذ: الطرح 
والإلقاء للشىء بشدة» وعدم الاكتراث والاھتمام به» ومنه سمى اللقيط منبوڈا. 

قال السا 

نظرت إلى عنوانه فنبذكته كنبذك نعلاً أخلقت من نعالك١١)‏ 





ورين ۹ الفريق الجماعة والطائفة» ومفهوم هذا: أن فريقاً منهم آمن کالنجاشی 
من النصاری» وعبدالله بن سلام من اليهود» کا قال تعالى: #فِنهُم مَنْ ءَامَنَ وَيتَہُم من 
كه © [البقرة: .]۲٠۳‏ 

وی ألَّذِسَ ونوا لكب 4 أي: من الذين أعطوا الكتاب» أي: أنزل عليهم الكتاب» 
و«ال» في «الكتاب» للعهد الذهني» فاليهود أعطوا التوراة» والنصارى أعطوا الإنجيل» 
وأظهر في مقام الإضمار فقال: مودق من لذي أوثوأ لكب € وم يقل: (فريق منهم) 
زيادة في التشنيع عليهم» وتنبيهاً على قيام ا حجة عليهم» حيث أوتوا الكتاب وعرفوہ: 
ومع ذلك 'ف اد وبق نَ لذبن أوثوأ لكب كتّب الو ور وره كانه لا 
يَصَلَعُوتَ 4. 

والمراد ب#كتب اَل القرآن الكريم» وأضافه الله- عز وجل - إليه؛ لأنه كلامه 
بلفظه ومعناه» وفي إضافته إليه- عز وجل - تعظيم له وتہویل لأمر نبذه والكفر به. 

وسّمي القرآن كتاباً؛ لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ» كا قال تعالى: #إ بل هوهرءان 
درف لوج تَحَفُوظٍ 4 [البروج: 017701١‏ ولأنه مکتوب في الصحف التي بأيدي الملائكة» 


0 


کا قال تعالی: ف صحف م کرم ا مر فوعة مہرد ا بأرى سفر ةق دا ار ریگ [عبس: +15-1]» 


ما 
سے 


.)۲١(ص البیت لأبي الأسود الدؤلي. انظر «ديوانه»‎ )١( 


سورة البقرة, الآيات: ۱۰۱ - ٠۰۳‏ 





۷= 
کم أنه مكتوب في المصاحف التی بأيدي ا مؤمنین. 

سکرام 93 ٠ 5 tie, f‏ ا“ 5 ا و کے 3 
وَرََ ظهُورِهِمْ ٭ أي: خلف ظهورهم» وهذا كناية عن شدة نبذهم ورفضهم 
واطراحهم لکتاب الله تعا لی وعدم مبالاتہم با جاء فيه وشدة إعراضهم وتوليهم. 

وقيل: المراد ب.#كتّب اَل ٭ التوراة. 

انم ليكوب * «كأن» للتشبيه» أي: أن حالهم في ذلك تشبه حال من لا علم 
عنده» أي: کأنہم لا يعلمون صدقہ ياء ون ما جاء به من القرآن حق وصدقء يجب 
عليهم اتباعه» وهم في الحقيقة يعلمون ذلك؛ ما في كتبهم من البشارة به» والأمر 
بتصديقه. واتباعه. 

وهذا من أخص صفات اليهود. ترك ال حق؛ وکتانه» وتكذيبه وجحدہ بعد معرفته 


كا قال تعا ی: وا آَخْد الله میکی ادن أونوأ الْكتب ليه لاناس ولا موه دوه 


سے سے سم 


رمع يدهع مر سے ۔ صح 2 

ورَآء ظهورهم واشروا پو مالیا فس ماش رورے € [آل عمران: ۱۸۷]. 

وهذا وصفهم الله- عز وجل- بالمغضوب عليهم؛ لاہم عرفوا ال حق وتركوه. 
ومثلهم مَن سلك طريقهم في ترك الحق بعد معرفته» کما قال سفيان بن عیینة: من فسد 
من علمائنا كان فيه شبه من الیھود ومن فسد من عبّادنا كان فيه شبه من النصاری»'. 

ونام ينتفعوا بعلمهم صاروا کمن لا یعلم» بل أقل وأسوأ حالاً منه» کما قال تعالى 
+ ع م لس ع و صم ع و سم ر سے سر ےھ ...حا > ررم ررش ےس 
فیھم: مئل لذ حه أ الور م کم وها کل الح مار یل آسفارا ينْس مكل لموم 
ص8 رس د ر ٩‏ ہر ع رايع کس مم سا مر 2 
الین كبوأ ات امہ وَآسَّهُ لا يهى الْفَیَ الاين الجمعة: ٥]ء‏ وقال تعالى عنهم وعن 
أشباههم من أهل الکفر: #هم فوب لَايََْهُون یہا وهم آعین لا يروك یہ وَج ان لايسمعون 


ھر س سر ر ےی ر ہر و روحم 
يها أَوْلتجِكك لایر بل هم أضل أوليک هم الفَفلوبَ € [الأعراف: ۱۷۹]. 
صد 
و سم 


قوله تعالى: #واتبعُوا ما توا مين ڪل مُلْكِ سايم وَمَاكَمَرٌ سيمل ول 
مس کے ا ر ا وس وہ ص کے (r A2‏ یی ک۱ حم 1 ِ 
الشّيتطِيرب کمروا يَعَلّمُونَ الاس الیْخر وما أنزل عَل الْمَلَحكينٍ بابل هروت وَمَرُوتَ 


سے نم 


.)۸۰ /5( ذكره ابن كثير في (تفسیرہ)‎ )١( 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 


۳۲۸ = 





سے سے أ سے سے و مدر 
ےم لمان ہے ہ ری ھا می ان و واو کا ے4 
وماد من أحرٍ حى يفولا إِنّما تن صنة قلا تك مِتَعلمُونَ منهما ما يفرفورت يد- بن 


أو 


لم ويدار کہ کا دی لد الي لا a‏ 


e‏ بلهُ ما له فى خرو وٽ علق ولی سے ماشروا اسهم لو 
اموت 4. 


Ps 


قول اما تلا الط عق ملف سان 4 الواو: عاطفة وضمير الواو في 
(اتبعوا) يعود إلى الفريق من أهل الکتاب الذین نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم» وهم اليهود. 
ما تَنْلوا آلنّمَطِينٌ © أي: الذي تتبعه شياطين الجن والإنس» وتأخذ به» وترويه. 
وتحدث به الناس» من الکفر والسحرء فابتلي هؤلاء اليهود عقوبة هم على نبذ كتاب اللہ 
ARE‏ کت وی دا ہا ا 
قال تعالى: #ونقلب ادم وابصرھم كما له ونوا ہو۔ e‏ مو وَتَدَرهُم في لمْينهھم 


مسنم 


ا بهم © [الصف: ٥]ء‏ وقال تعالى: 


١‏ ان 


12 reo 


يَعْمَهُونَ € [الأنعام: »]1٠١‏ 0 ٹا :2۶۵ 579 
1 لبان لفو يېم يكسيو 4 [المطففين: £ ]. 

والشياطين: جمع شیطانء وهو كل متمردٍ عاتِ» خارج عن طاعة الله تعالى من 
الإنس والجن وا حيوان» قال تعالى: «شَمِنطِينَ الإ وَالْجِنَ ہوی بعصم إل بعضٍں ريحَرفَ 
القولغ ور راچ [الأنعام: »]١١7‏ وقال بي: «الكلب الأسود شیطان۲'(۷۷. 

05 ماك سل 4 عدي الفعل اتتلو) ب«على»؛ لأنه ضمن معنی «تكذب». 

ويحتمل أن تكون «على» بمعنى «في» أي: في ملك سليان» أي: في عهده. 

وهو سليان بن داود- عليه) الصلاة والسلام» وإنما قال عز وجل: لعل ملك 
سُلَيْمنَ ؛ 7 02 خلاف ما يزعمه اليهود أنه 
ملك فقطء قال تعال: ¥ وَلتد ایسا دای شل لماک [النمل: ]٠١‏ أي: علم النبوة» وقال 


)١(‏ أخرجه مسلم في الصلاة- قدر ما یستر المصلي »20٠١(‏ وأبوداود في الصلاة- ما يقطع الصلاة (۷۰۲)ء والترمذي 
في الصلاة (۳۳۸) وار بن ماجه في إقامة الصلاة (۹۵۲)- من حديث أبي ذر رضي الله عنه. 


سورة البقرة الآيات: ٠١١-٠١١‏ 





= ۳۹ 
O AAG O CEO PEE مو‎ 

والسحر موجود قبل زمان سليان- عليه السلام- فهو موجود في زمن موسی- 
عليه السلام- كما ذكر الله- عز وجل- عن سحرة فرعون؛ ولهذا جعل الله- عز وجل- 
من الآيات التي أيّد بها نبيّه موسى- عليه السلام- انقلاب العصا حية» وإدخال يده في 
جيبه ثم خروجها بيضاء من غير سوء؛ وذلك لإبطال سحرهم. 

وموسى- عليه السلام- قبل سليهان- عليه السلام- بمدد طویلةء قال تعالى: أل 
تر إِلَ الملا من بن سیل من بعد موسۍ إِذْ دالت لهم اٿ ا ملكا نکيل في جي 
ال إلى قوله: کے کاڈ ا تاق اله انا ا EA‏ 
ياء 4 [البقرة: 701-743]. وداود المذكور» هو والد سلیمان عليه) السلام. 

بل إن السحر كان موجوداً ومعروفاً زمن نبي الله صالح- عليه السلام- وهو قبل 
إبراهيم الخليل- عليه السلام- أبي الأنبياء» من بني إسرائيل» ومن العرب؛ فقد قال 
قوم صالح له: الو ِا ات من الْمسَحَرنَ 4 [الشعراء: ]۱٥١‏ أي : من المسحورين» بل قد 
يكون السحر موجوداً قبل ذلك في سائر الأمم» قال تعا ی: #كَدَلِكَ ما أَفَ ألدِينَ من لهم 
من رسول إل الوا ساح ر أوْيحُونُ 44 [الذاريات: .[o۲‏ 

فالشياطين كانت تأتي السحرء وتعمله قبل سلیمان- عليه السلام- وتعلّمه الناس» 
وإنما أخبر عز وجل عن اليهود أنهم اتبعوا ما تتلوه الشیاطین على عهد سلمان- 
السلام- لأن الشياطين وأتباعهم من اليهود نسبوا ذلك إلى سليان- عليه السلام- 
كذباً منهم وزوراً. 


Ri و‎ 
١ 


مر عِِ 


وَمَاحفر سُلَيْمَنٌ 4 الجملة مستأنفة» أو حالية في محل نصب» واما) نافية» أي 
وما كفر سلیمان بتعلم السحرء وتعليمه- كما يزعمه الشياطين وأتباعهم من اليهود؛ 
لأنه رسول من عند الله - عز وجل- معصوم من الكفر وأسبابه. 

#وَلكنَ شيط كَسَرُوأ 4 الواو: عاطفة؛ و«الكن» حرف استدراك. 

قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف «لكن» بتخفيف النون وكسرهاء لالتقاء 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


= 
الساكنين» و«الشياطين» بالرفع مبتدأء وخبره جملة «كفروا». 

وقرأ الباقون بتشديد نون (لكنٌا و«الشياطينٌ» بالنصب اسمهاء وخيرها ما بعدہ. 

ری لاس لیخ 4 تفسیر لقوله: وَل ليطي كمَّرُوأ ۹4ء وهي في 
محل نصب على الحال» أي: حال کونہم يعلمون الناس السحر. 

ويحتمل أن يكون قوله: #يِعَلّمُونَ الاس أَلسَحْرَ 4 جملة استئنافية لبيان نوع كفرهم. 

والسحر لغة: ما خفى ولطف سببه» وهٰذا قال تَكِةِ:ْ (إن من البيان لسحرا)21(7؛ لأن 

وهو في الشرع: عزائم ورقى وعقد ينفث فيهاء فتؤثر في العقول والأبدان, بإذن الله عز 
وجل الكوني» ولا یحصل إلا بالشعوذة. ودعاء الشياطين. والاستعانة بهم» والكفر بالله. 

عن عائشة- رضى الله عنها- قالت: (سحر رسول الله گا بودي من یہود بني 
زريق يقال له: لبيد بن الأعصم» حتى كان رسول الله كك جيل إليه أنه يفعل الشیء وما 
یفعلہ)(۶۲. 





رب سے سے و 
سی 


وم ا عل الملكبن 4 الواو: عاطفة» و(ما) موصولف بمعۂ «الذي») 


معطوف على «السحراء أ يعلمون الناس السحرء والذي لول على الملكين من 
أنواعه» وهو ما يفرقون به بين المرء وزوجه. 

والإنزال هنا بمعنى (الخلق)ء کم قال يِه «ما أنزل الله من داءء إلا أنزل له دواء 
علمه من علمه وجهله من جھلہ۶۶'۷. 

وعن آم سلمة- رضي الله عنها- أن النبي اَل استيقظ ليلة» فقال: «سبحان اللہ 
ماذا ار الليلة من الفتنة» ماذا انل من الرَائنء من يوقظ صواحب الحجرات: يا رب 


)١(‏ أخرجه البخاري في النكاح .)2١557(‏ وأبوداود نی الأدب (22001) والترمذي في البر والصلة (۲۰۲۸) من 
حديث ابن عمر - رضى الله عنھم|. 

© ارج البخاري ى الطب 00000 اق ا :4090130 ران ماع فى الب ٤6(‏ 5 راخ 
«(1T ی٠ /٦(‏ والطبري في «جامع البيان») (۲/ .)761١‏ 

(۳) وقيل: إن (ما) نافية» وتفسبر الآية على هذا المعنى لا يخلو من تكلف. 

)٤(‏ أخرجه أحمد (۱/ ٤٤١٦ء‏ ٤٥٥)ء‏ وأبن ماجه في الطب -)۳٤۳۸(‏ من حديث عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه. 


سورة الثبقرۃ الآيات: ٠١١-٠١١‏ 





۳= 
کاسیة فی الدنياء عارية في الآخرة»('. 

والمراد ب«الملكين» ملكان أنزلا إلى الأرض» وأذن هما في تعليم السحر وأنه جائز 
في حقهماء ابتلاءً وامتحاناً للناس» بعدما بین لهم على ألسنة الژُسل- عليهم الصلاة 

قال لطری؟): « ١بی‏ أن معنى (ما) التي في قوله: وما ال عَلَ الْمَلحكيْنٍ 4 
بمعنی «الذي»» وأن هاروت وماروت مترجم با عن «الملكين». . فان التبس على دي 
غباء ما قلناء فقال: وكيف يجوز لملائكة الله أن تعلّم الناس التفريق بین المرء وزوجه؟ أم 
كيف يجوز أن يضاف إلى الله إنزال ذلك على الملائكة؟ قيل له: إن الله جل ثناؤه عرف 
عباده يع ما أمرّهم به» وجميع ما نهاهم عنه» ثم أمرهم ونهاهم» بعد العلم منهم ہما 
يؤمرون به وينهون عنيه» ولو كان الأمر على غير ذلك. لما كان للامر والنهي معنى 
مفهوم» فالسحر مما قد ی عبادّه من بني آدم عنه» فغير منکر أن يكون جل ثناؤه علّمه 
الملكين اللذين سَّاهما في تنزيله» وجعله) فتنة لعباده» من بني آدم» کما أخبر عنهما أنه 
يقولان گن يتعلّم ذلك مٹھا: عاب حوئرت ور رہ 0 
ويحزي E‏ رہ E EES‏ 
مطيعين» إذ كانا عن إذن الله لما بتعلیم ذلك من علماہ يعلمان» وقد عبد من دون الله جماعة 
من أولياء الله فلم يكن ذلك هم ضائراًء إذ م يكن ذلك بأمرهم إياهم به» بل عبد بعضهم 
والمعبود عنه ناه» فكذلك الملكان غير ضائر هما سحر من سحر» ممن تعلم ذلك منھما بعد 
ا یا ضر فا ا وا ا وت و د 4 د انا فد اداس ا ا 
بقیلھم| ذلك). 

#ببَابِلَ # «بابل» اسم بلد فی العراق قريب من «الحلة» الآنء على بعد أميال من 
ملتقى الفرات ودجلة. من أعظم عواصم الكلدانين» وأقدم مدل العالم. 


.)؟5١1957( والترمذي في الفتن‎ »)١١77( أخرجه البخاري في الجمعة‎ )١( 
.)7 8١-179 /۲( في «جامع البیان»‎ )٢( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





ے ٣۳۳ا‏ 

روي عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- أنه مر ب«بابل» وهو يسير» فجاء 
المؤذّن يؤذنه بصلاة العصرء فلا برز منها أمر المؤذن فأقام الصلاة» فلم| فرغ قال: إن 

/ , 

حبیبي يل ماني أن أصلي بأرض القبرۃہ ونہانی أن أصلي باابابل» فإنها ملعونةا(). 

قال ابن كثير”'2: «وهذا الحديث حسن. عند الإمام أبي داود؛ لأنه رواه وسكت 
عنه» وفيه من الفقه: كراهية الصلاة بأرض «بابل»» کا تكره بديار ثمود» الذين نمى 
رسول الله يِه عن الدخول إلى منازهم إلا أن يكونوا باكين»". 

هروت وماروت #بدل من الملكين» أو عطف بيانء لبيان اسميهماء فأحدهما (ھاروت) 
والآخر (ماروت)ء وهما اسان أعجميان منوعان من الصرف للعلمية والعجمة. 

فأكثر المفسرين على أن «هاروت» و«ماروت» ملكان أ ا إلى الأرض رع ات 
الجر انغلا واتار للناس. 

وقد روي في سبب إنزال «هاروت» و«ماروت» إلى ار وما كان من أمرهما 
آثار غريبة جا عن جمع من السلف من الصحابة والتابعين() 

بل روي في ذلك حديث سر سے سی صخی ہر ہرس بد 
عن ابن عمر- رضي الله عنھما- وفيه: أن الملائكة زعمت أنها أطوع لله من بني آدم» 
فابتلاهم الله- عز وجل- بإنزال هاروت وماروت» ومثلت لما الزهرة بأحسن امرأة 

من البشر» وكان من أمرهما ما کان من الشرك والسكر والزنا والقتر (*. 
وظاهر ذلك كله أنه من أخبار , ف اف رال القى 1 يدل غلا کات ولا شه 


)١(‏ أخرجه أبوداود في الصلاة »)٤۹۰(‏ وابن أبي حاتم في "تفسيره» (۱/ ۱۸۹) مختصراً. 

(۲) في (تفسیرہ) (۱/ .)5١0‏ 

(۳) أخرجه البخاري في الصلاة (۳۳٤)ء‏ ومسلم في الرقائق (۲۹۸۰)- عن عبدالله بن عمر- رضي الله عنھما-: أن 
رسول الله كه قال: «لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين» إلا أن تكونوا باكين» فان لم تكونوا باكين» فلا تدخلوا 
عليهم» لا يصيبكم ما أصابهم». 

.)1١١9-1٠١0( «تفسير ابن أبي حاتم» (۱۹۲-۱۸۹/۱)- الآثار‎ »)7 59-75 ٠ /۲( انظر: «جامع البيان»‎ )٤( 

)٥(‏ أخرجه أحمد (۲/ ١۱۲)ء‏ وفيه ابن جبير الأنصاري السلمي مولاهم الحذاء- مستور الحال- وأخرجه ابن مردويه- في 
ذكر ابن كثير في «تفسیره» (۱۹۹/۱) من طريق موسى بن سرجس عن نافع عن ابن عمر» وأخرجه الطبري- 
مختصراً- من طريق معاوية بن صالح عن نافع عن ابن عمر- رضي الله عنهم|. انظر «جامع البيان» (۲/ .)۳٤٣۷‏ 


سورة البقرة الآيات: ٥۰١۱‏ ۔ ٠۰٠۳‏ 





3 
صحيحة» خاصة وأنها تتعلق بأمر يمس عصمة الملائكة الذين قال الله- عز وجل- 
عنهم: لا يعصون الله ما َمَرَشُمَ يعون ما مرون € [التحريم: ٦ء‏ وقال تعالى: طلا 
دسمقونه, پالقو ل وشمیاًمرو يموت € [الأنبياء: ۲۷]. 

قال ابن کثبر- رحمه الله217- بعدما ذكر ما روي عن ابن عمر: «وأقرب ما في هذا 
أنه من رواية عبدالله بن عمر» عن كعب الأحبار» لا عن النبي كلها ثم أشار إلى رواية 
عبدالرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم”"» من طریق موسى بن عقبة عن سالم عن ابن 
عمر- رضي الله عنھم|- موقوفاً عليه. قال ابن كثير: «فهذا أصح» وأثبت إلى عبدالله بن 
عمر من الإسنادين ا متقدمین وسالم أثبت في أبيه» من مولاه نافع» فدار الحديث. 
ورجع إلى نقل کعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل». 

وقال أيضاً(© بعد أن ذكر الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين: «وقضّها خلق 
كثير من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين» وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار 
بني إسرائيل» إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح» متصل الإسناد» إلى الصادق 
المصدوق. المعصوم, الذي لا ينطق عن الهوى» وظاهر سياق القرآن إجمال القصة 
من غير بسطء ولا إطناب فيهاء فنحن نؤمن با ورد في القرآن» على ما أراده الله تعالى 
والله أعلم بحقيقة الحال». 

قوله: #وما بُملَمَانِ مِن أَحَرٍ # الجملة حالية» واما) نافيةء أي: والحال أنہما ما يعلمان- 
يعني الملكين هاروت وماروت» و«من» في قوله يِن حل € زائدة من حيث الإعراب» 
مؤكدة للنفي من حيث المعنى» أي: وما یعلمان أيّ أحد من الناس. 

#حی يفول" # (حتی) للغاية» أي: حتى يقولا له أ إلا بعد أن يقولا له 
ناصحین ومحذرين: دما ع فة فلا تک 4. 

وفي الإخبار بالمصدر «فتنة» مبالغة» وأكدت با حصرء أي: لسنا إلا فتنة محضة. 


( في «تفسيره) (۱۹۹/۱). 
(۲) انظر: «جامع البيان» (۲/ 2747 ٤ء‏ اتفسیر ابن أبي حاتم» /١(‏ 4۰و الأثر .)1١١5(‏ 
(۳) في «تفسيره) (۱/ ۲۰۴). 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 





I= 
أي:‎ »]٠٠١ والفتنة: الابتلاء والامتحانء كا قال تعالى: إن هى الاوك 4 [الأعراف:‎ 
ابتلاؤك وامتحانكء وتكون في ا حیر والشرء كما قال تعالى: #وتيلوكم لكر وار‎ 
.]۳٥٣ [الأنبياء:‎ 4 2 

أي: إن نحن في تعليمنا السحر ابتلاء وامتحان للناس؛ ليظهر مدى تمسکھم في 
دينهم. 

لملا تک 4 أي: فلا تكفر بتعلّم السحرء قال ابن عباس رضي الله عنھما: «وذلك 
أ ہما علا الخير والشر والكفر والإييان» فعرفا أن السحر من الكفر»('). 

وعن الحسن البصري» قال: «نعم أنزل الملكان بالسحرء ليعلما الناس البلاء» الذي 
أراد الله أن يبتلي به الناس» فأخذ عليه الميغاق» أن لا يعلا أحداً حتى يقولا: ّما ُ 
کر و0 

وهذا من تعلُم السحر منهما وقع في الكفر؛ لأنه علم أن السحر کفر وأقدم على 
تعلمه. على بصيرة منه» بعد أن قامت عليه الحجة. 

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله كَلِِ: «مَن عقد عقدة ثم نفث 
فيها فقد سحر» ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئا وكل إليه۷(. 

وروي عن عبدالله بن مسعود- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله پلل: «مَن آتیٰ 
كاهناً أو عراف أو ساحرا فصدقه ہما یقولء فقد كفر ہما أنزل على محمد له)0؟). 

#مْمَتَعَلَمُونَ 4 الفاء للتفريع» أي: فيتعلم الذين يجترئون على تعلم السحر بعد 


.)١ ٠٠١( أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (۱۹۲/۱)- الأثر‎ )١( 

.)1١١١( أخرجه الطبري في «جامع البيان» (۲/ ٣٥۳)ء وابن أبي حاتم في تفسيره (۱/ ۱۹۲)- الأثر‎ )٢( 

(۳) أخرجه النسائي في تحريم الدم .)٦١۷۹(‏ 

)٤(‏ أخرجه الجصاص في «أحكام القرآن» /١(‏ ) من حديث عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه-. وأخرجه أبوداود 
في الطب (٣۳۹۰)ء‏ والترمذي في الطهارة (۰٥۱۳)ء‏ وابن ماجه في الطهارة وسننها -)٥٦۹(‏ من حديث أبي 
هريرة- رضي الله عنه- دون قوله: «أو ساحرا». 


سورة البغرة: الآيات: ۱ ۔ ۱۰۳ 
6- 





مهما 4 أي: من الملكين: هاروت وماروت. 

ما يمَرفورت ہی ب الم وَرَوْحِء ٭ (ما) اسم موصول بمعنى «الذي» أي: 
السحر الذي يفرقون به بين ا مرء وزوجه. و ألم ٭ الرجل؛ ويقال للأنثى: «امرأة». 

روج 4 يقال لامرأة الرجل: «زوج» في الفصحىء» وهي لغة أهل الحجاز 

ويقال ها: «زوجة) في لغة تميم وكثير من قيس وأهل نجد. 

والمعنى: فيتعلمون من الملكين» السحر الذي يفرقون به بين الرجل وامرأته» مع 
قوة الصلة والمودة بينهماء کا قال تعالى: # ومن ءايه أن خلق لكر مِنْ أنف سك زوا 
کو ھا وم بتڪم وة وة 4 [الروم: ١؟].‏ 

وهذا من أشد أنواع السحرء وأخبثهاء وأعظمها ضرراًء يخيل فيه لكل واحد من 
الزوجين المسحورين صاحبه بأقبح صورة» حتى یکرهه» وينصرف عنه» ويفارقه. 
و ما سن مر 

وضده سحر العطف «التولة» وهو أشد وأخبث منه» يؤدي بالمسحورين إلى هيان 
كل منهم| وولعه بالآخر» زوجين کاناء أو غير ذلك» حتى لا يستطيع أحدهما فراق صاحبه. 
ولو لحظة» وخروج ذلك إلى حد الخبل» وكلا النوعين من عمل الشيطان وتزيينه. 

عن جابر - رضي الله عنه- عن النبي ييه قال: (إن الشيطان يضع عرشه على الماء. 
ثم يبعث سراياه في الناس» فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة» يجيء أحدهم 
فيقول: مازلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا. فيقول إبليس: لا والله ما 
صنعت شيئاً ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرّقت بينه وبين أهله. قال: فيقريه. 
ويدنيه ویلتزمه» ويقول: نِعمَ اأنت؛'''. 

#رّمَا هم بِصَارِنَ بو مِن لَحَدٍ إلا يِإدُنِ يٗ4 الجملة معترضة بین قوله: 
9#متَعَلَمُونَ مِنْهُمَا ما مروت بو بن الم وَرَوْحِوء 4 وبين قوله: #وَيَتَعَلَمُونَ تا 
صُرُّهُمْ وَلَايَنسَعْهُمْ 4. وقد تكون حالية. 


() أخرجه مسلم في صفة القيامة وا جنة والنار (۲۸۱۳). 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


I= 


قوله: #ومَاهم چا (ما) نافية تعمل عمل «ليس»» والضمیر (ھم) في محل رفع اسم 
(ما)ء يرجع إلى الذين يتعلمون السحر. بار # الباء حرف جر زائد» من حيث 
الإعراب» مؤكد للنفي» من حيث المعنى واضارین) اسم جرور لفظأء رت غاد 
خر «ما)» وعلامة جره الياء. 

#بوء ٭ أي: بالسحرہ الذي يفرقون به بين ا مرء وزوجه. 

امن ےد # أي : لخدا ول(من) صلة لتأكيد النفي» أي : وما هم بضارین بالسحر 


ع 





أحدا : أى امن الناسن» 
إلا بإذن نا الله ٭ الباء للسببية اى وما هم بضارين الس .من اح سسا ن 
الأسباب إلا بإذن الله» أي: إلا بإذن اللہ وقضائه الكوني القدريء فلا تأثير للسحر 
بذاته» فمن فضي الله كوناً وقدراً أن يضره السحر ضره ذلك» ومن قضی أن لا بضرہ 
السحرء فلا يمكن أن يضره أبداً. 

وإذن الله- عز وجل - ينقسم إلى قسمين: كوني» شرعي. 

والفرق بینھما: أن الإذن الكوني لابد أن يقع» ولا يلزم أن يكون محبوباً لله- 
عز وجل- كالإرادة الكونية. 

والإذن الشرعي لا يلزم وقوعه» ولابد أن يكون محبوباً لله- عز وجل- كالإرادة 
الشرعية. 

فإذن الله الكوني شامل لكل ما يقع في الكون من حركة أو سكون. فلا یمکن أن 
ل ٹیک۳کک۴ٹھً ور ير را را ار د 


عر 50 ر 


شی خلفنه بقد رم4 [القمر: 49]» وقال تعالى: ##وما ساود إل أن مسا الد 4 [الإنسان: ۳۰ 
التكوير: ۲۹]. وله عز وجل الخلق» والملكء والأمر كله كا قال عز وجل: #آلا له لق 
والح € [الأعراف: .]٤‏ وقال تعالى: ليله اسر من کنل ومن بعد € [الروم: .]٤‏ 

قال الحسن البصري: وما هم ِصََارَيِنَ بوء ون لحن الا بان لله © قال: «نعم» 
من شاء الله سلطهم عليهء ومن لم يشأ الله م يسلط» ولا يستطيعون ضرٌ أحد إلا بإذن 


ع 


۱ 7 
ہہ 


سورة البقرۃ اللآيات: ۱۰۱ - ٠۰۳‏ 





اللہ ىا قال الله تبارك وتعا ی). 

وفی رواية عنه قال: «لا يضر هذا السحر إلا مَن دخل فيه)2)17. 

فلله ا حمد والمنة» أن جعل كيد الساحر في نحره» وتسلطه على بني جنسه ممن 
صدقه واطمأن إليه» وحفظ منه ومن شره من اعتصم بالله والتجأ إليه» وعبده- 
سبحانه» وتوكل عليهء كما قال عز وجل: فَاعَبدہ وَتَوَكَلْ عد € (مود: ۱۲۳]ء وقال عز 
وجل خاطباً الشيطان معلم السحرة ووليهم: لن بای لیس لك عَليوحَ سُلْطدنٌ إلا من 
عك من ألْمَاوينَ € [الحجر: .]٤١‏ 

فعلى العبد إخلاص العبادة لله- عز وجل- والتحصن بالقرآن والأذکار والأوراد 
الشرعية مع صدق التوکل على اللہ وتمام الثقة به» فهو- عز وجل- ا حافظ والكافي» 
والواقي من جميع الشرورء قبل وقوعهاء والرافع ما بعد وقوعهاء فمن توكل عليه 


سرع سے ر سے عه اس 


حفظه ووقاه وكفاه فا حر حفظًا وهو مسون [يوسف: .]٦٤‏ 

كما أن على المؤمن» أن يعلم حقارة الساحرہ ومهانته وضعفه» وأنه لن يعدو قدره» 
فلا يباله. ولا يصدقه؛ لتسلم له عقيدته» ويسعد في دينه ودنياه وأخراه» وأن لا يلتفت 
ما يقوله الدجالون من السحرة والمشعوذين والكهنة وغيرهم من ضعاف الإيمان 
واليقين» من الوساوس والتوهيهات وإدخال المخاوف على الناس» فكل ذلك محض 
كذب وافتراء من الشيطان. کا قال عز وجل: #8 إنما دک الشیطن وف أولياءه. قلا 
نام وخافون إن کہ ومين : [آل عمران: .]۱۷۰٢‏ 

وهكذا كل صاحب باطل من أولياء الشیطانء لا یمکن أن يثبت أمام من كان على 
الحق؛ لآن وليه ال رمن. 

قال السعدي(۲): (ونی هذه الآية وما أشبهها أن الأسباب مهما بلغت في قوة التأثير 
فإنها تابعة للقضاء والقدرء ليست مستقلة في التأثير» ولم يخالف في هذا الأصل من فرق 


.)۱۰۱۸( أخرجههما ابن أبي حاتم في «تفسیره» (۱/ ۱۹۳)- الأثر‎ )١( 
.)۱۱۹/۱( في «تيسير الكريم الرحمن»‎ )١( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


= 
الأمة غير القدرية» في أفعال العباد زعموا أنها مستقلة» غير تابعة للمشيئة» فأخرجوها 
عن قدرة الله» فخالفوا كتاب اللہ وسنة رسوله. وإجماع الصحابة والتابعين». 

و َمتعلمون ما د سرهم ولا ل ل لو يَنمَعَهُمَ * ف عل قوله: #متَعَلَمُونَ , > مر يا ما 
تروت يد با به آل و4 وأعاد لعل (يتعلموة) مع حرف المطفء لوقع 

#ما سَرُمُمَ # أي: الذي يضرهم في دينهم ودنياهم وأخراهم ضررا محضا؛ 
ولهذا قال: #ولا ينفعهم* فأثبت ضررہ ونفى نفعه. 

والصفات ا نفیة يؤتى بها لإثبات كال ضدهاء فقوله: ولا يَنَمَعَهُمم 4 لإثبات 
كمال ضرره» فأفادت الآية إثبات الضرر ونفي النفع الذي هو ضدہ مفاد الحصر» كما في 





قول الم آل۲۸: 

تسيل على حد الظبات نفوسنا ولیست على غير الظبات تسيل 
فهم يتعلمون ما يضرهم ضرراً محضاًء لا فائدة فيه بوجه من الوجوه. وذلك 

بسبب ما یلی: 


أولاً: أن تعلم السحر کفر؛ والكفر ضد الإیمان وإذا فقد الإنسان الإیمان فقد 

سے ا ی ات بت الدنناء 

ثانياً: أن ما يأخذه الساحر من أموال الناس بالباطل» مقابل عمله الباطل» يذهب 
روصت یہر ہے ای تی1( ا ان 
وهذا أمر مشاهد معلوم» وصدق الله العظيم: من أَرض عن زکری فن له مَمِمَة 
NES‏ [طه: »]۱۲٤‏ كما قال تعالى في الربا: « ٹناکا 7 
[البقرة: ٦‏ ۲۷]. 

وقيل: إن المعنى: فيتعلمون ما یضر الناس ضرراً آخر» غير التفرقة بين المرء وزوجه 
ولا ينفعهم البتة» في الدنيا- لأن أنواع السحر كلها لا یأتی منها إلا الضرر- وعلى هذا يكون 


(١)انظر:‏ «ديوانه) ص۹۱. 


سورة البقرة الآيات: ٠١-٠١١‏ 





-ے 


ضمير اهم في قوله: #مَا نصی هُمْ * عائداً على غير ضمير (يتعلمون). 

والصحيح المعنى الأول» وهو يتضمن ا لعنی الثاني؛ لان تعلمهم السحر يضرهم ولا 
ينفعهم» کم یضر من أتاهم من الناس وصدقهم ولا ينفعه. 

#وَلمَدْ علموا ا من ربد مَا لم فى اریت ڪل 4 الواو: عاطفة» أو للحال؛ 
واللام للقسمء أي: والله لقد علموا- يعني من تعلّموا السحر من اليهود وغيرهم. 

#لْمَنِ اسرب ٭ اللام للتوكيد» فالجملة مؤكدة بالقسم المقدرء و«قد). واللام» 
ولمَنْ) موصولة» أي: للذي اشتری السحر واعتاض به عن الإيهان. 

لم 72 فى اَلََْخَِر 4 (ما) نافیة #فى اھ % أي : ي الدار الآخرة» وسميت 
الآخرة؛ لأنها متأخرة زمناً بعد الدنیاء وإلا فهي الدار ا حقیقیة کم قال تعالى: وك 
لدان رال خر هی الْحوان لو ڪان وا يه لمو € [العنکبوت: .]٦٤٦‏ 

وت حل ۾ لامن) صلة لتأكيد النفي» والخلاق: النصيب من الخير خاصةء أ 
والله لقد علم الذين تعلّموا السحرء امي مس پت 
ولس اا ل می سی یت می وت وقول 
الملكين: انما عضن تة فلا تک 4. 

-- اناه لان الساحر کافر لا نصيب له في الدين فلا نصيب له 
في الآخرة. ومن لم يكن له نصيب في الآخرة» فليس له فيها إلا الخسران والبوارء 
والخلود في جهنم وبئس القرار. 

قال ابن القيم“: «أي: علموا من أخذ السحرہ وقبله لا نصيب له في الآخرة. 
ومع هذا العلم والمعرفة» فهم يشترون به ويقبلونه ويتعلمونه). 

وهذا ديدن اليهود. ترك الحق بعد معرفته» كا قال تعالى: #آلَدِينَ ءَاتَيَتهُمُ 
التب رفوه كما یغرو انهم ريانم ا كمون ألْحنَّ وهم كمون © [البقرة: .]١ ٤١‏ 

#ولشرت e E RE‏ و ڪاو يعلمورت # الواو: عاطفة واللام: 


(۱) انظر: «بدائع التفسير) (۱/ 777). 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





> 
للقسم» واما) اسم موصول» أي: والله لبئس الذي شروا به أنفسهم. و«بئس» فعل ماض 
«شروا» بمعنى: باعواء کما قال تعا ی: # وشروه ت ع کید رھم مَعُدُودَةَ وَحكانوأ 


فيو أَلرّحِدِتَ * [یوسف: ]٠٢‏ أي: باعوه» وقال تعالى: 1 وی الاس من ری ده 
اکا مات اللہ # [البقرة: 00 7] أي : يبيع نفسه طلباً لرضا الله. 

فالشراء: بيع» والشاري هو البائع الذي يدفع السلعة ويأخذ ثمنهاء والمشتري هو 
البتاع الذي يدفع الثمن ويأخذ السلعة» كا في قوله تعالى: لوَلَمَدْ عََلِمُوأ لم أسْرَينة 
ماله فى الْآَخْرَةَ يت عَلَيٌ € أي: لمن اشترى السحر وأخذه واعتاض به عن الإيهان. 

والضمیر «به» في قوله: وتس ماروا يود أَشْسَهُمْ 4 يعود إلى السحر. 

فباعوا أنفسهم بثمن حقير قبيح زهيد وهو السحر؛ فخسروا أنفسهم» وخسروا 
دينهم ودنياهم وأخراهم» وتحقق فيهم قول الله عز وجل: فلإ يرين لذبن حيرا 
اہم وهل بوم امو آل ألا ذلك هْوَللَرَانٌالْمْبِينٌ © [الزمر: .]١5‏ 

وإذا كان الله- عز وجل- ذمٌ ما باعوا به أنفسهم. وقبّحه. وأقسم على ذلك» فلا 
يقدر قدر قبحه- إلا هو سبحانه وتعالى. 

#لوكانوا يَعْلمورت * (لو) شرطية» غير عاملة وجواب الشرط دل عليه ما 
قبله» أي: لو کانوا يعلمون» ما باعوا أنفسهم بتعلّم السحرہ وني هذا توبيخ هم» ونداء 
عليهم بالجهل» ووصف هم به» أي: إنہم لو کانوا يعلمون علا ینتفعون به ما باعوا 
أنفسهم بتعلم السحرہ الذي يضرهم» ولا ينفعهم» وهو سبب شقائهم» وخسرانهم 
وهلاكهم. في الدنيا والآخرة. 

وهذا لا ينافي ما وصفهم به في قوله: #و و0 أ لمن اسرد ينه مَا لم فى اَلَآخِرَۃ 
یٹ عَلق 4؛ لأنهم ما لم ینتفعوا بعلمهم» بل تركوا الحق بعد ما علموه» وأقدموا على 
السحر» وقد علموا أن مَن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق» صاروا کمن لا يعلم» 
فوقعوا فیم| وقعوا فيه من الذم والخسران المبين. 


سورة البقرة» الآبات: ٠٠١-٠١١‏ 7 -ے 
قوله تعالی: طول انز امث واوا مين د د أله حب لكاو غوت (402. 
قوله: # وو أَتَهُمْ ءَامٌَا 4 الواو: استثنافیة و«لو» كسابقتهاء والضمير في «أنهم) 

يعود إلى الذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سلیم|ن وتعلموا السحرء واعتاضوا به 

عن الإیمانء من اليهود وغيرهم. 
#وَاتَّفَوَا ٭ أي: واتقوا الله؛ بفعل أوامره. واجتناب نواهيه. 
والتقوى: أصلها «وقوى» فقلبت الواو تاء لعلة تصريفية» فقيل: «تقوى». 
وهي مأخوذة من الوقاية» وهي أن تجعل بينك وبين الشيء المخوف وقاية» فتتقي 

الشوك بلبس النعلين ونحوہماء وتتقي البرد بلبس الملابس الثقيلة ونحو ذلك» وتتقي 

الحرء بالبعد عن الشمس» واستعمال وسائل التبريد ونحو ذلك. 
وأعظم ذلك تقوى الله- عز وجل- وهي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقایق 

بفعل أوامره» واجتناب نواهيه. قال الشاعر: 

لعمرك ما يدري الفتی كيف يتقي إذاهو لم بجعسل لے الله واقي(١)‏ 
وقال الآخر: 

خلالذنوب صغيرها وكبيرهافه والتقى 

كن شسل مساش فسوق أر ض الشوكيحذرمايرى 

لا نخقرنصطفغيرة إن الججبال من الحصى () 
والمعنى: ولو أنهم آمنواء فصدقوا بقلوبهم وألسنتهم. وانقادوا بجوارحهم» لفعل ما 

أمرهم الله به» وترك ما :باهم عنه» من السحر وغيره- فی| مضى وفيا يستقبل- وهذا يدل 

على أن الإيهان اعتقاد وقول وعمل» كا يدل على كفر مَن تعلّموا السحر؛ وعدم إيمانهم. 
#لَمَُوبَةٌ يِنَ ند الو 4 المثوبة: الأجر وال جزاء» وسّمي أجرهم وجزاؤهم بال مثوبة: 

أخذاً من ثاب يثوبء إذا رجع؛ لأن ثمرة عملهم رجعت إليهم» کما قال تعالى: # مَنَ 


سے کر لا سے .سمل ےو عد 


عمل صلا فلنفس4ء # [فصلت: 45]. 


میں سے میں 





)١(‏ البیت لأفيون التغلبى. انظر «لسان العرب» مادة: «(وقى». 
(۲) الأبیات لابن المعتز. انظر: «دیوانه» (۲/ ۳۷۲)- تحقيق محمد بديع شريف- دار المعارف بمصر. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





٠>‏ ٴ۳ 

والمعنی: لكان لهم ثواب جزيل» وأجر عظیمء عند الله- عز وجل- في الدنيا 
والآخرة. 

وفي وصف ا ثوبة بأنها من عند الله- عز وجل- تعظيم وتفخيم هھا؛ لأنها من عند 
الله الجواد الكريم» فلا يدرك قدر عظمتهاء إلا العظيم سبحانه. 

وفي ذلك تأكيد ضمانبها هم؛ لأنها من عند الله- عز وجل- وهو الذي لا خلف الميعاد. 

وحقيقة هذه المثوبة التوفيق للسعادة في الدنيا تحت ظل الإيهان والتقوی؛ وفي 
الآخرة السعادة بدخول جنات النعيم» وما فيها من النعيم المقيم» الذي أعلاه النظر إلى 
وجه الله الكريم 

«حَير 4 أي: أن مثوبة الله خير من كل شيء» خيرية مطلقة خير مما باعوا به 
اعد مو تيل الس رغاس وف اهارن ع شاع کیا رات القليل: 


وغير ذلك. 
#لوَكَانوأ يَسَلَمُوت € أي: لو كانوا من ذوي العلم النافع الذين ينتفعو' 
نوا يعلمورت ٭ أي: لو كانوا من ذوي العلم ين ينتفعون بعلمهم. 
وهذه الآية كقوله تعالى: ¥ وال ال اوو الم يكم تاب أله حلم ءام ويل 


سس رت و م و 


صلا ولا يلهال الروت )4 لت 070ر فر لہ تال “قبل نیرون الوه الدنا 
وا لاخر ة خر وابیع € [الأعلى: :٦۱۷۱ء‏ وقوله تعا ی: #وماعن داه یرواب € [القصص: 1[ 
وعن أنس بن مالك- رضى الله عنه- عن النبي بي قال: «لَرَوْحَةٌ في سبيل اللہ أو 
دوق خر من الانا نما في وَلَقَابُ قوس أحدكم من ا جن أو موضع سوط 
أحدكم خير من الدنيا واف ها ولي أ ارا من أمل لاطت إل اهل ارت 
لأضاءت ما بينهاء ولملأته ريحاء وَلَتَصِيفْهًا على رأسها خير من الدنيا وما فيها»(٠.‏ 
فين سعة حلمه- عز وجل- و رحمته- عرض على هؤلاء» وحضهم على ازيان 
والتقوى» ووعدهم با ثوبة العظمى» مع ما حصل منهم من اتباع الشیاطین؛ 


»)٠٠٠١١( أخرجه البخاري في الجهاد والسیر (۲۷۹۰)؛ ومسلم في الإمارة (۱۸۸۰)ء والترمذي في فضائل الجهاد‎ )١( 
.)۲۷۷( وابن ماجه في ال حھاد‎ 


سورة البقرة: الآيات: ۱۰۱ - ٠۰۳‏ 





= ٣۳ 


السحر والكفرء كا قال تعالى مخاطبا موسى وهارون- عليههما السلام- في دعوتم| 
فرعون: 200 مر أَوْيخْسَ 4۴ [طه: 4 4]. 
وكا عرض عز وجل التوبة على الذين قالوا: إن الله ثالث ثلائةء كا قال تعالى: 


کے م پر سر مکی ےہ سل لسو دعر + 2 گے عر سے 2 م 5 ہو ور سے 
لد کر الب الوأ اک آنه الت کت مسا منَإكي | کاک یڈ ورن لد وا ابوت 


سی ای کَتَووا من عَذاث آیۂ © آنا يدو تك لله میک واه کو 
جي ا 4٭[امائدۃ:۷۳ء ٢۷]ء‏ وعرض عز وجل التوبة على أصحاب الأخدود. فقال 
تعالى: إت الین فوا لوم لومت مه ار ہوا قله عَذَابُ جه وهم عَذَابُ لَخْرِقٍ 4 
[البروج: ]٠١‏ 
قوله: الو کاو أ موت € «لو» كسابقتيهاء وجواہہا دل عليه السياق» أي: لو 
كانوا يعلمون لآمنوا واتقوا. 
وني قوله هنا: لو کان مَلَمُوت #. تأكيد لشدة جهلهم» وعدم علمھم؛ وأن 
العلم ا حقیقي الممدوح إنم| هو ما انتفع به صاحبه. ا 


معرفته والعلم به» وهذا من أخص أوصاف اليهود» وهذا استحقوا غضب غضب الله ومقته. 
الفوائد والأحكام: 

١‏ - توبيخ آهل الکتاب والإنكار عليهم في تكذيبهم الرسول بيه وردهم ما جاء به من 
الحق. 


- إثبات رسالته يله وأنه مرسل من عند الله- عز وجل- للناس جيعاًء من أهل 
الكتاب وغيرهم؛ لقوله تعالى: # وَلَمَا جا جاء هم رسو رسو لمن نر اللو وني هذا رد على 
مَن يزعم من أهل الكتاب أن رسالته هة خاصّة بالعرب» قال تعالى: # فَلَّيَتايُهَا 
الا إن ر سول الو اڪ جھیکا # [الأعراف: ۸٥۱]ء‏ وقال کلاة: «والذي نفسي 


بيذه. و شعن أحد من هذه الام بودي ولا نصراني. ثم يموت ول بؤمن 
بالذى اهلتق بہ؛ إلا كان من أصحاب النار)(۲۱. 


)١(‏ أخرجه مسلم في الین -)۱٥١(‏ من حدیث أبي هريرة- رضى الله عنه. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


۴۲٣ 
إخبار الكتب السماوية السابقة وبشارتہا ببعثته ُء وتصديقه يكل لما جاء فيهاء فهو‎ ٣ 
كه مصدّق لماء ومصداق ما أخيرت وبشرت به.‎ 
؛- شدة تكذيب أهل الكتاب للرسول بيا ونبذهم كتاب الله وراء ظهورهم.‎ 
واستهانتهم واستخفافهم به» وإعراضهم عنه» وقبح مسلكهم وسوء صنيعهم.‎ 
.4 أن القرآن كلام الله- عز وجل-؛ لقوله تعالى: ڪب اللہ‎ -٥ 
لا عذر ولا حجة لأهل الكتاب في تكذيب فريق منهم رسول اللہ يِه ونبذ القرآن وراء‎ -٦ 
ظهورهم» لبشارة كتبهم به» وعلمهم التام بذلك» ومعرفتهم له کما يعرفون أبناءهم.‎ 
أن قيام الحجة على العالِم أعظم من قيامها على الجاهل؛ فمن رد الحق مع علمه به‎ -١ 
ومعرفته له» فهو أعظم ذنباً وأشد عقوبة من رده عن جهل؛ لأن الجاهل قد يعذر؛‎ 
.4 لقوله تعالى: ]اض یکوت‎ 
۸-أن مَن ترك ا حق وأعرض عنه عناداً واستكباراً؛ ابتلي وعوقب باتباع الباطلء‎ 
فهؤلاء اليهود الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ابتلوا باتباع ما تتلوه الشياطين‎ 
من السحر والكفرء عقوبة لهم على نبذ ما جاءت به الأنبياء والمرسلون عليهم‎ 
الصلاة والسلام.‎ 
ذم اليهود باتباعهم ما تتلوه الشياطينء وتمليه على ملك سليهان» من الأخبار الباطلة‎ ۹ 
الكاذبة» ومن تعليم السحر.‎ 
إثبات نبوة سلم|ن- عليه السلام- وملكه العظيم.‎ ۰ 
أن السحر من تعليم الشياطين» وأعما مم السيئة؛ لقوله تعالى: ما نلوا‎ -١ 
.4 ينين ۹ء وقوله: #بِعَلْمُونَ الاس اليَحْر‎ 

- تبرئة الله عز وجل سليمان- عليه السلام- مما عليه الشياطين» من الکفر وتعليم 
السحر؛ لقوله تعال: وما كَمَرٌسْلَيَمَنُ ولد ليطي كمَرُوأ 4. 

- ابتلاء الناس وامتحانهم بإنزال السحر على الملكين» هاروت وماروت ببابل؛ 
لتعليمه للناس» بعد بيانها لمن يعلانه أنہم| فتنة» وتحذيرهما له من الکفر؛ لقوله 
تعالى: #وما ازل عل الْمَلَحكيْنِ ڀبابل هَرُوتَ وَمَرُوتَ وما يَلِمَان مِن حو حي 





سورة البقرة: الآيات: ۱۰۱ - ٠۰۳‏ 


و5 = 





لے رف ساسا 


-٤‏ يجب على العاقل أن لا يغريه تیسر أسباب المعاصي للوقوع فيهاء وأن يتأمل في 
عواقبها الوخيمة ويحذر منهاء وأن يعلم أن ذلك من الابتلاء والامتحان له. 
كل فی الللكين ا ول نه ابسن بر الکن (رقاہ لهل ام اخعلف رهد 
الإيهان بالله- عز وجل- وعبادته» مع اقتران ذلك بالابتلاء بالخير والشرء كما قال 
تعالى: ولوک ا ور وة 4 [الأنبياء: ٣٥]ء‏ وقال تعالى: ##الْرِى خلق الوت 

ولیہ لاوک انکر احس نعل 4 [اللك: .]٢‏ 

-١‏ يجب على المسلم النصح للآخرين؛ وإن أدّى ذلك إلى إعراضهم عنه» ففي باب 
التعامل» يبين صفة سلعته» وعيبها إن وجدہ وفي باب قول الحق يقول الحق؛ ولا 
يخشى في الله لومة لائم» وهكذا؛ لقوله تعالى: ##وَمَا يُعَلْمَانِ مِنَ أَحَدٍ حى يفولا إِکما 
e‏ 

لکل لی سھ ان ا و سد 0 
عز وجل- أباح هما ذلك» وإن كان ذلك في حق غيرهما کفراً ومعصية» وذلك 
ابتلاء وامتحان للناس. 

۸- أن تعلم السحر وتعليمه کفر أكبر مرج من الملة» وقد دلت الآية على ذلك في 
عدة مواضع: منها ما يلي: 

أ- قوله تعالی: ول لت كَمَروا يُمَلَمُونَ الاس ليحر 4 فهو كفر ومن 
عمل وتعليم الشياطين. 

ب- قوله تعالى: 'إوَمَا بلَمانِ مِن مد حى يعولا إِنمَا عن تة ملا کر 4 أي: فلا 
تكفر بتعلم السحر؛ والعمل به. 

ج- قوله تعالى: ومد موا لَمَي َمْمَِله ما ل فى الْآْرَةَ ين عَلَيْ 4 والذي لا 
خلاق له ولا نصيب في الآخرة هو الكافر» كا قال تعالی: # لين يرود 


4 


ہم مي و ج وسور سے ہچ کہ کر ہے چ . ی ہہ سر ہو سرک 
هد الہ وَأَيْمَدِنيُ تمتا لبلا أت لآخَلَقَ كه في الجر ولا كلهم آله لد 





ینظ ر ل يوم الق مڌ و لاير ڪيه م وله عدا الیم € [آل عمران: ۷۷]. 
9 1 1 2 را سر 8 6 هه ہے ع 
د - قوله تعالى: #وليِئس ما سَرَوأ وء اسهم 4 فأقسم- عز وجل- بأنہم 
باعوا أنفسهم بأسوأ وأقبح شىء» وليس هناك أسوأ ولا أقبح من الكفر. 
ھ- قوله تعالى: #لَؤْكَانوأ يَمْلَمُوت € وني هذا إشارة إلى أنہم لا علم عندهم» بل 
ليس عندهم إلا الجهل المطبق» وليس هناك أجهل من كفر بربه. 
و - قوله تعالى: # ولو أَنَّهُمْ ءَامَنوَأْ وَآتَقََْ 4 وهذا يدل على أنهم بتعلم السح 
والعمل به جانبوا الإیمان والتقوی» أي: كفروا. 
ز- تأكيد عدم علمهم وشدة جهلهم بط ينفعهم؛ لقوله تعالى في الآية الثانية: 
« ولو تهر ءَامنوأ واوا مويه ِن ند الله حير لو ادوا يموت 4. 
ے ہے کر ع سس کے 2 و 
وقد قال يَكلِةِ:ْ «من أتى عرّافا أو كاهنا فقد كفر ہم| أنزل على محمد»'» وإذا كان 
من أتاهما یکفر؛ فكفرهما من باب أولى. والعراف والكاهن والساحر كلهم 
۹۔ إثبات حقيقة السحر وتأثيره. وعظم شرہ وخطره» وذمه؛ لقوله تعالى: لم 
یفرفوت يدء بن الم وَرَوْحِوء ۹4ء كا قال تعالى عن سحرة فرعون: فما ألقوَأ 
ert‏ اع ےی تاس َأَس رهبّوهُم وَجَاهُو سخر عَظِيمٍ # [الأعراف: 115]» وقال 
ال ليل لله من میخرھ أما تی 4 [طه: 55]» ولهذا يجب قتل الساحر؛ فعن 
بَجَالَةَ بن عَبْدَةَ قال: «كتب عمر بن الخطاب- رضی الله عنه- أن اقتلوا کل 
ساحر وساحرة. قال: فقتلنا ثلاث سواحر)0"). 
وصح عن حفصة أم المؤمنين- رضي الله عنها- «أنها أمرت بقتل جارية لما 
1 يا فد 5 20 


١(‏ سبق تخريجه. 

(۲) أخرجه أحجمد (۱/ ۹۱۰۱۹۰). 

(۳) أخرجه مالك في «الموطأ»» وعبدالرزاق. وانظر: «أحكام القرآن للجصاص» /١(‏ ٥٠)ء‏ «تفسير ابن كثير) 
(0 «تيسير العزيز ا حمید) ص(۲۹۳). 


سورة البقرة الآيات: ۱۰۱ - ٠۰٠۳‏ 


۷ = 
(حد الساحر ضر بة بالسیف!۲۱(۸. 
وقد روي من طرق متعددة: «أن الوليد بن عقبة کان عندہ ساحر يلعب بين 





يديه» فكان يضرب رأس الرجل» ثم يصيح به» فيرد إليه رأسه. فقال الناس: 
سبحان الله» يحيي الموتى» ورآه جندب بن كعب الأزدي» فلا كان من الغد جاء 
عنق الساحر. وقال: إن كان صادقاً فلیحی نفسه» وتلا قوله تعالى: ات اور 


حر وانٹر تبضِروت € الأنياء: ۳]ء فغضب الوليد إذ لم يستأذنه في ذلك 
فحبسه» ثم أطلقه)(). 


وعن حارثة قال: كان عند بعض الأمراء رجل يلعب فجاء جندب مشتملاً على 
سيقه فقتله» فقال: ارا کان ساحر»". 
قال الإمام أحمد: «صح قتل الساحر عن ثلاثة من أصحاب رسول الله 6- 
يعني: عمر» وحفصة» وجندباً- رضي الله عنهه!؟». 
فيقتل الساحر- على الصحيح» رجلا كان أو امرأة» مسلا كان أو غير مسلم. 
واختلفوا في قبول توبة الساحر» والصحيح أنها تقبل» كا تقبل توبة المشرك. 
۰- أن من أخبث أنواع السحر وأشده ضرراء ما يفرق بین الأزواج» وهو المسمى 
-١‏ حرص الشياطين وأتباعهم من السحرة على إفساد ما بين الأزواج. 
5- أن نفوذ السحر وأثره وضرره لا يحصل إلا بإذن الله- عز وجل- الكوني؛ لقوله 
تعالى: ومام بار بی من لد إِلَّابإدْنٍ ألو 4. 


)١(‏ أخرجه الترمذي في ا حدود .)۱٢٤١(‏ وقال: «والصحيح عن جندب موقوف». 
قال ابن كثير في «تفسيره» (۱/ ۲۰۷): «قلت: رواہ الطبراني من وجه آخر عن الحسن عن جندب مرفوعاً). 
(۲) ذكر هذا ابن كثير فی (تفسیرہ) (۱/ ۲۰۸-۲۰۷). 
(۳) أخرجه أبوبكر الخلال- فیا ذكر ابن كثير في (تفسیرہ) (۱/ ۲۰۸). 
)٤(‏ انظر: «تيسير العزيز ا حمید) ص(٣۳۹).‏ 


سے (۳1۸ 


-۳ 


€ 


دو دک 


-٦ 


عون الرحمن فی تفسیر القرآن» ج٢‏ 





وهكذا جميع الأسباب مهما عظمت وكثرتء لا تأثير ها إلا بإذن الله- عز وجل- 
وتقديره. 
وني هذا رد على القدرية في زعمهم أن أفعال العباد خارجة عن قدرة الله وأنها 
مج مر 

ان تعلم السحر ضرر محضء لا نفع فيه بوجه من الوجوہ؛ لقوله تعالى: 
وَتَنَعَأَمُونَ مايص وه امهم 4 فهو كفر» وسبب للشقاء في الدنیا والآخرة؛ 
وما يأخذه الساحر من أموال الناس بالباطل يذهب سحتاء لا ينفعه لا في دينه 
ولا في دنياه. 
علم اليهود بأن من اشترى السحر لا نصيب له في الآخرة» وإقدامهم مع ذلك 
على تعلمه وتعليمه والعمل به» جرأة منهم على الله - عز وجل - ؛ ولهذا وصفوا في 
القرآن الكريم بالمغضوب عليهم؛ لتركهم الحق بعد معرفته» وارتكابهم الباطل 
مع العلم به. 


وغيرهم؛ لقوله تعا ی: : وین ےکا کرڑا ایو اٹ 1 اش 4 

شدة جهل من تعلموا السحر من اليهود وغيرهم. سی خہر اخ 
ويقودهم إلى الخير ويبعدهم من الشرء إذ لو كان عندهم أدنى علم بما ينفعهم ما 
تعلّموا ذلك؛ لقو له تعالى: لو انوا يَمَلمُوررت 4. 


۷- سعة حلم الله- عز وجل- ورحمته- حيث عرض على هؤلاء الذين اتبعوا 


-۸ 


الشياطين. وتعلموا السحر والكفر أن يؤمنواء ويتقواء es‏ ذلك 
ووعدهم عليه بالمثوبة العظمى؛ لقوله تعالى: # وا أنه ءَامنوأ وتوأ لمنُوبة ود 
لَه ار #. 


النواهي. وف هذا رد على المرجئة الذين يقولون يكفي مجرد الإيان والتصديق 


سورة البغرة؛ الآبات: ۱ ۔ ٠۰۳‏ 





= ۳۹ 


بدون عمل؛ لقوله تعالى: # ولو تهر ءامنوأ وَاَتَمَوا 4. 

۹- أن ما عند الله من ا مثوبة والأجر العظيم لمن آمن به واتقاه خير من مكاسب الدنیا 
کیا رب السا ا 

۰ تأكيد شدة جهل من آثروا اتباع الشياطين» والكفر وتعلم السحرہ على الإيان والتقوى 
من اليهود وغيرهم» وعدم علمهم؛ لقوله تعالى: #لَؤْكانوا یِعَلمُورے 4. 

-١‏ أن التفضيل قد يقع بين شیئین لا فضل في أحدهما البتة؛ لقوله تعالى: # وو ہم 
توا وَأتَعَرَا را ن تجو اوک و اا رت کی سار أنه لا خر 
البتة في السحر والکفر؛ بل كل ذلك شر محض. وهذا كقوله تعا ی: # أَصَحَبُ 


oer 22‏ }و 001 سه وى 


الْجنے بوم خير مستقرا واحسن مقي لا 4 [الفرقان: ٢٤۲]ء‏ إذ لا خبر البتة ولا حسن 
في مصير أهل الذار» وكقولة تعال: وهر الدی د وا الخو دو وهو آموت 
رصب ج 
لبه # [الروم: ۲۷]. 

۲ أن من أعظم الجهل. وآکدہ وأشده ضرراًء ترك ا حق والعمل به» بعد معرفته والعلم 


بہ وہذا أكد عز وجل عدم علم المذكورين مرتین بقوله: انا کثوک 4. 


پا پا #7 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 





= 
قال الله تعالی: اھا از رک ءامثوا لا کقولوا کوکا وقول أنظريًا وَاَ معا 


کنب داب آیے ابوڈ ايت كکمَرُوا ِن اهل الكتب ولا شرن أن 
يرل عَِکم يِن خر 4 ن رَيَحكُمْ اه لله ص ر رتو من گا واه دُو لعَصْلٍ 


امیر ). 

قوله تعال « ائه الذرت اما ل کتٹرارا رکا ورا اطا اسا 
وإلكدفري عَدَابٌ ليد ). 

ذم الله- عز وجل- في الآيات السابقة اليهود لنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم. 
واتباعهم الشياطين» وتعلمهم السحرء وفي هذا ما فيه» من التحذير من مسلكهم 
الشائن» ثم أتبع ذلك بنهي المؤمنين أن يقولوا: «راعنا» لاتخاذ اليهود هذه المقالة ذريعة 

روي أن اليهود كانوا إذا أرادوا أن يقولوا: «اسمع لنا» يقولون: «راعنا»» يورون 
بالرعونة» فنهى الله- عز وجل- المؤمنين عن قوها'. 

قوله: ٭ کاتھا اأذيت ءَامَنْوَأْ ٭ «يا» حرف نداء» و«أي» منادى» نكرة مقصودة, 
مبني على الضم 5 في محل نصب» مفعول به» و«ها» للتنبيه» و«الذين» اسم موصول» 
مبني على الفتح» صفة ل«أي». أو بدل. 

وتصدير الخطاب بالنداء للتنبيه والعناية والاهتمام. ونداء المؤمنين بوصف الإيمان 
تكريم وتشريف لهم» وحث على الاتصاف بهذا الوصف» وأن امتثال ما بعده من 
الطلب؛ بفعله إن كان أمراء وتركه إن كان نيا يعد من مقتضيات الإيهان» وعدم امتثال 
ذلك يعد نقصافي الويان. 

امو ٭ الإیمان لغة: التصديق» كا قال إخوة يوسف فے| حكى الله عنهم: وا 
ا تبمُؤمن أ 4 [یوسف: ۱۷] أي: بمصدق. وقال تعالى: ومن باه ونون لموم # 
اد 


(۱) انظر: «أحكام القرآن» لابن العرہي (۱/ ۳۲)» (تفسیر أبن كثير» (۱/ ۲۱۴۳). 


سورة الثبقرۃ الآيتان: ١٤۱۰ء‏ ه١٠‏ 





= 0١ 
وقال ابن ثيمية: معناه الاقرار لا جرد التصديق'.‎ 
وعلى هذا فأبوطالب عم النبي ية مصدق له كما قال:‎ 
لقد علموا أن ابننا لامكذب لدينا ولا يُعنى بقول الأباطل7)‎ 
وقال اسشا‎ 
ولقدعلمت بأن دين محمد من خر أديان الریة دین_ا(۳)‎ 


لکن تصديقه لم يدخله في الإیمان؛ لأنه لم يقر وم يذعن ول ینقد. 

والإيهان شرعاً: قول باللسانء واعتقاد بالجنان» وهو القلب» وعمل بالأرکان 
وهي الجوارح. 

وهو زيد 5-9 وينقص بالمعصية» کا قال تعالى: "ماما سك بے اموا نوہ 


پالم سے زو ا 


> عاد کس کے مر‎ ° KIT 


كوي 

عن عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: «إذا سمعت الله يقول: يَتأيُها 
لیے ءَامَمُوأْ 4 فأرعها سمعك: فإنه خير يأمر به» أو شر ينهى عنه)(؟). 

#لا َو لوا رّءِ تسا # «لا» ناهية» (راعنا) من المراعاة» أي: راع أحوالنا وارفق بناء 


ابس سس والتأني مهم في تعليمه هم» ليفهموا عنه ما 
يقول» وهي بهذا المعنى وهذا القصد لا بأس بها. 

ولكن اليهود- لعنهم الله- كانوا يقولونها للنبي بيه ويورون بالرعونة» أي: 
يقصدون وصفه ا ب«الرعونة) وهي الحمق والجهل» تنقصاً منهم له بيه ومسبة له. 
كما قال الله تعالى عنهم: من الَذِنَ ادوا رفون الْكِلمَ عن مَوَاضعِدِ- وشو لون سَهِعَنَا 
وَعَصيتا اتم عير مُسمَع وَوَنَا لیا سوم وطعتا فى الین ولو مهم الوأ ماوعا وم 
)١(‏ انظر: «مجموع الفتاوی» (۷/ 017 ٥٥٤٥-٦٢٥۹ ۲۹۳-۲۹۰ ۲٦۳‏ 518), 


() انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام (۲۹۹/۱)ء وا حماسة المغربية» .)۱۰١/۱(‏ 
(۳) انظر: «ديوان أبي طالب» ص۱۰۸ء (شرح الطحاوية» (۲/ .)٥٦٤‏ 
)٤(‏ أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» -)۱۹٦/۱(‏ الأثر (۱۰۳۷). 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن؛ ج٢‏ 





ڪل 


انظ اکان حيرا هم وا قوم ولیک لَعنہم الد ی فر ومو ا لیا € [النساء: .]٦٤‏ 

وکما كانوا يُحيُون النبي بيه بقولحم: السام عليك» كا قال تعالى عنهم: #ولداجاءوك 
حيو يما ريك يه الله ویغولون ف َنيح لول يعبتا أله يما وچ [الجادلة: ۸]. ويقصدون بالسام 
الوت؛ ولهذا أمر اَل بالرد عليهم ب١وعليكم».‏ وقال كَل «إنه يستحاب لنا فيهم. ولا 
يستجاب لهم فینا»('. 

فنهئ الله- عز وجل- المؤمنين عن هذه المقالة «راعنا»» سذا لذريعة مشابهة اليهود 
في قيلهم» ومقصدھم السيى» ولقطع الطريق أمامهم» وأمام مَن سلك مسلكهم من 
المنافقین؛ حتى لا يستمروا في استعمال هذه المقالة» مع ما يضمرونه من المقصد السيى» 
بحجة أن المسلمين يقولونها. 

عن ابن عمر - رضي الله عنھما- أن رسول الله ا قال: من تشبّه بقوم فهو منهم 

ویؤخذ من الآية وجوب البعد عن التعابير التي قد يفهم منها معانٍ سيئة» وسد 
الذرائع والوسائل التي يتوصل بها إلى أمر حظور. 

#وَقُولُواً آَنظرَنًا 4 أي: إذا أردتم من الرسول با أن يراعيكم ويرفق بكم فلا 
تقولوا یسا 4 ولكن قولوا #أنظرَنًا 4 أي: ارفق بناء وارقبنا وانتظرناء نتبین ما 
تقول تا متا 

#وَأسْمَعُوأ © ل يذكر المسموع؛ ليعم كل ما أمر الشرع باستماعه من سماع کلام الله- 
عز وجل- وکلام رسوله پل سماع تدبر» وطاعة وانقياد» واستجابة وانتفاع» کما قال 
تعالى: # ولا تکونوا کے الوا ستاو شم لامعو [الأنفال: .]۲٢‏ 

وسماع وعي تام ومزيد من التلقي» لا يحتاجون معه إلى طلب المراعاة والانتظار. 

«وإلكفري 4 عامة» وبخاصة اليهود #عدَابٌ 4 أي: عقاب أي 4 


200 


«(VY ۱) والترمذي ف الاسكذان‎ »)۱٦٥( أخرجه البخاري ف الجهاد والسبر )0(« ومسلم ف السلام‎ )١( 
من حديث عائشة- رضي الله عنها.‎ )۲۲۹ ۷ /٦( وابن ماجه في الأدب (۹۸٦۲))ء وأحمد‎ 
.)٠٥/٥( أخرجه أبوداود نی اللباس (۰۳۱ ٤ء وابن ماجه فی اللباس (۰۷٦۳)ء وأحد‎ )۲( 


سورة الیقرۃة الآيتان: ٣۰۹‏ ۰۵ 





= 
(فعیل) د بمعنى (مفعل) أي :مۇم موجع حسيًا للأبدان» ومؤم معنويًا للقلوب. 

قوله تعال: ما يود ال بے کَمَروأ من آهل آلکتپ ولا الَشِْكنَ أن يرل عََِکم 
من يبن رڪم وال خط ِء من يا4 وَلۂ دو الْتَصلِ امير (405. 

ہی الله- عز وجل - المؤمنين في الآية السابقة أن يقولوا: «راعنا» وني ذلك 
تعريض بذم اليهود» وذكر أذيتهم للنبي- ياء وني هذه الآية بيان السبب في ذلك وهو 
حسدھم للمؤمنین. 

قوله: ما نود کے e‏ ٭ (ما) نافية» ا ما يحب ڈایرے 
اَل ألكتب ولا رين أن يرل لحم ين رين يڪم 4. 

والكفر لغة: الستر والتغطية» ومنه سمي الزارع كافراً؛ لأنه یستر البذر ويغطيه في 
الأرض» وسميت الكفارة كفارة؛ لأنها تستر الذنب وتغطيه» وسمي الليل كافراً؛ لأنه 
يستر الكون بظلامه» وسمي الكافورء أو الکفر وهو وعاء طلع النخل؛ لأنه یستر ما 
بداخله من الثمر - وهكذا. 

والكفر: ضد الإیمانء وهو: إنكار وجود الله وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته 
وشريعته» أو شىء من ذلك» وعدم الانقياد لشرع الله؛ استكباراء أو جحوداء أو 
إعراضاًء أو شكاء أو نفاقاً. 

من أَهَلٍ الكت 4 «من» لبيان الجنس؛ لأن أهل الكتاب وهم اليهود 
والنصارى كلهم بعد بعثة محمد يي كفار إلا مَن آمن به کی کا اس 
« ادوا ریم سأ ربسا من وب الله والْمَسِيحَ ت مڑےے وَمَآ 


گا ر سم حر ہے 1س 


عدوا ل 21 دوا EE GT‏ اله لكر مت عنما ذه نے 4 
[التوبة: »]۳١‏ وقال تعالى: # وقالے اليهود ا لغ الس رى َلْمَسِيعٌ 
أہّث أل € [التوبة: ۴۰]. 

ولا أَلْسركينَ 4 الواو: عاطفةء والا) زائدة من حيث الإعراب» مؤكدة للنفي» 
من حيث ا معنی ول الْشِْكِنَ 4 معطوف على قوله: #أهل الکتپ * أي: ما يود الذين 
كفروا من هؤلاء وهؤلاء. والمراد بالمشركين: عبدة الأوثان والأصنام» من کفار قريش. 


عر 


أ وا من 


عون الرحمن في تفسير القرآن: ج٢‏ 

- | ۳٣٣ 
وان تل € 1| ان کر وأبوعمرق ویفثرت: (ینرّل) بالتخقیف؛ وقرأ الباقون‎ 

بالتشديد: يرد 4ء والفرق بينهما: أن الإنزال أن ينزل الشیء جملة واحدة» والتنزيل 
«وأن» والفعل بعدها في تأويل مصدرہ في محل نصب مفعول (يود). 





ّنْ حير 4 «من» زائدة من حيث الإعراب» مؤكدة من حيث المعنى» أي: ما يود 

هؤلاء حسداً منهم وبغیاً تنزيل أيّ خير عليكم من ربکم» مهما قل» لا في الدين» ولا في 
الدنياء ولا في الآخرة. 

والخير: النعمة والفضلء وأعظم ذلك الوحي والشرع الذي أنزله الله- عز وجل- 
على نبيه محمد بي والذي هو الخير» وأصل كل خیرہ به أخرج الله الناس من الظلمات 
إل لوو و رس رم کی 

ین رکم 2# (من) لابتداء الغاية» أي: من خالقكم ومالككم ومدبركم. 
وا مراد هنا: ربوبية الله ا خاصة لأوليائه المتقين» وحزبه المفلحين. 

ومعنى الآية: ما يحب الذين كفروا من اليهود والنصارى وعَبَّدَة الأوثان 
والأصنام؛ لشدة عداوتهم لكم» أن ينزل عليكم أي خير من ربكم من الوحي وغيره. 

أما عبدة الأوثان والأصنام فلجهلهم وقسکهم با عليه آباؤهم من الشرك؛ كا 
قال الله تعا لی عنهم: 0 ودا ااا 16 اة َو ونا علج ة اترم مهدو € [الزخرف: ۲۲]» 
انا وجد نا ءابا علج نالات رهم مُفَتَدُوت 4 [الزخرف: .]٢٢‏ 

دی عدا واب وو وہ اي و 
حدر تن اَهَل الكتي لو بردو گم ص بعد إیملیکم کارا > ڪسکا ين عند انيهم 
من بعد مالین بين هم اح € [البقرة ۰٥ء‏ وقال 98 OES‏ 
؟ 112 إت ھی ال کب وة و اتَيْ ہر ملک عم 4 [الساء: :5]. 

ولهذا يجب على المسلمين ا حذر والاحتراز من عموم الكفار» من أهل الكتاب 
وغيرهم» وعدم الاطمثنان إليهم» وعدم توليتهم شيئاً من أعمال الأمة القيادية؛ لأنہم مهما 


سورة البقرة, الآيتان: ١٠۱۰ء ٠۰١‏ 


تظاهروا بالنصح والود» فهم أعداء لا يودون الخير للمسلمين. وهذا ما حدا بعمر بن 
١‏ م ع اع 1 2 اع 
الخطاب- رضى الله عنه- لما أخبر أن أبا موسى- رضى الله عنه- استخدم كاتبا نصرانيا أن 





يأمره بعزله» فراجعه أبوموسى في ذلك» وأثنى عليه في كتابته وعمله» وأنه لا يوجد مَن 
يقوم بعمله مثله. فكتب إليه عمر بعزله» وقال: اعتبر أنه مات» أتتعطل أمور الأمة؟ 
وقد أحسن القائل: 
لا تأمنن عدوًا لان جانبه خشونة الصل عقبى ذلك اللین(١)‏ 
وقال الآخر: 
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب(۲) 
لو نص تِه س يناه 4 معطوف على قوله امايو 4 أي: والله يخص 
برحمته الذي يشاء من عباده» کما قال تعالى: #نصِيب رمیا من کا کپ [يوسف: .]٥٢‏ 
وليت € على هذا متعده ومفعوله «من؛ الموصولة في حل نصبء ويجوز أن يكون 
لازماء وتكون «من» في محل رفع فاعلء والمعنى: والله يختصء أي: ينفرد برحمته من يشاؤه. 
والمعنيان متلازمان. فالله محص ب رحمته مَن يشاء من عباده» فيختص وينفرد مها. 
وا مراد ب«الرحمة) هنا ما يعم رحمة الدين والدنیاء ومن أعظم ذلك ما خص به نبينا 
حم دا و وأمته من بعثته فيهم» وإنزال القرآن عليه. 
کےا قال تعالى: پل وما ار س اک الارحة ليب 4 [الأنبياء: ۱۰۷]ء وقال تعالى: 9#وما 
کت جوا أن لمح یک انتب إلا رَحْمَهٌ من رَبك * [القصص: 85]» وقال تعالى: 
وََمَد مھم يكنب صله عل عار هدى رر 4 لقوم يرود 7 [الأعراف: .]٥٥‏ 
وقوله: لسن ياء 4 أي: من یرید والمشيئة بمعنى الإرادة الكونية» أي: والله 
خص برحمته الذي يريد كوناً رحمته. 


)١(‏ البیت للشريف الرضى. 
0 لعنترة بن شداد. 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 





FI 


ففضل الله- عز وجل - لا يجلبه حرص حریص ولا يرده كراهية كاره» کم جاء فی 
الأثر: (إن رزق الله لا جلبه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره). 

وعن جابر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : «أيها الناس» اتقوا الله 
وأجملوا في الطلب» فإن نفسا لن تموت حتى تستونی رزقهاء وإن أبطأ عنهاء فاتقوا الله. 
وأجملوا في الطلب. خذوا ما حل ودعوا ما حرم»(. 

وعن ابن عباس- رضي الله عنھما- أن رسول الله ئي قال: «واعلم أن الأمة لو 
اجتمعوا على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشىء قد كتبه الله لك» ولو اجتمعوا على أن 
يضروك بشيء. لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك». 

وان ذو لمل او : (دو) بمعنى صاحب؛ والفضل: العطاء الزائد. ا 
والله- عز وجل- صاحب العطاء الزائد كمية وكيفية» الواسع الكثير الكبير» الذي لا 
أعظم منه» ولا يقدر قدر عظمته إلا هو سبحانه وتعالى. يعطي عباده ما سألوه» وفوق 
ما سألوه» وما م يسألوه. وكل ما هم فيه من نعم ومنن دينية ودنيوية هي من فضله 
وجوده وكرمه. ومن فضله العظيم وجودہ العميم ما أنعم به على هذه الآمة من بعثة 
محمد ب منهم» وإنزال القرآن بلختهم» کما قال عز وجل: #هْوَالْرِى بَعَتَ فى لمعن 
رسوا مھم یت اعم ييه - ورکیم ومهم التب و كمد و ن کان قبل کی مکل نیا 
خرن مهم لما یلحقوا بهم وهو لمر لایع ذلك فضل الله بوه من يَمَمُ واه ذو الْمَضْرٍ 
لْعَظِي % [الجمعة: .]4-١‏ 

وقد قال عز وجل: #امداعلم حیث یحم رسالتة. € [الأنعام: 4 17]. 

وني هذا إرغام لأنوف أهل البغی والحسد لحذه الأمة» على ما آتاها الله من فضله. 
من اليهود والمشركين وغيرهم. 


.)7١١55( أخرجه ابن ماجه في التجارات‎ )١( 
كملق ۸ہ من طريق‎ /٤( وقال: آ(حدیٹ حسن صحیح)ء وأحمد‎ 2)956١15( أخرجه الترمذي في صفة القيامة‎ (۲) 
حنش الصنعاني» قال ابن منده: «هذا إسناد مشهورء ورواته ثقات».‎ 


سورة البقرہت الآيتان: ٤٣ء‏ ۲۰۵ 


= ۳۷ 





الفوائد والأحكام: 

' "0" تصدير الخطاب بالنداء للتنبيه والعناية و‎ - ١ 

-١‏ نداء المؤمنين بوصف الإيهان تشریفاً وتکریاً حم وحثا على الاتصاف بهذا 
الوصف؛ وأن امتثال ما بعده من أمر أو نبي من مقتضيات الإیمانء وأن عدمه يعد 
نقصاً في الإيوان؛ لقوله تعالى: 9# يَتأَنُها اي بر ےءَامَنُوا 4. 

۳- نبي الله- عز وجل- المؤمنين عن مشابهة أهل الكتاب في أقوالهم وأفعالهم. 
وبخاصة ما يورون به لمعاقٍ سیئة كقوهم: «راعنا» ويورون بذلك عن معنى 
(الرعونة) أي: ا حمق والجهل؛ لقوله تعالى: #لا تَعُولُوا روت ۹. 

4 - تجثي اليهود في تحريف الكلم عن مواضعه. وجرأتهم على وصف الرسول كلل 
والمؤمنين بالمعاني السیئة القبيحة. 

-٥‏ وجوب الاحتراز من التعابير التي قد توهم معاني سيئة» والحرص على الأدب ني 
الألفاظ فذلك أكمل وأسلم. 

-٦‏ سد الذرائع الموصلة إلى أمر محظور شرعا. 

۷ النهي عن التشبه بالكفار في أقوالهم» وأفعا مم ولباسهمء وأعيادهم» وعباداتهم» 
وعاداتہم وغير ذلك. 

۸- سعة التشريع الإسلامي ویسرہہ فلا نہی الله- عز وجل- المؤمنين أن يقولوا: 
(راعنا) أبدهم عن ذلك فقال: #وقولوا أنظرَيًا 4. 

۹- وجوب السمع لأمر الله ورسوله» سماع تدبر وانتفاعء واستجابة وطاعة وانقیاد؛ 
لقوله تعالى: 9وََسْمَمُواً ). 

۰ الوعيد الشديدء والتهديد الأكيد. للكافرين المخالفين لأمر الله المرتكبين لنهيه 
بالعذاب المؤلم حسيًا للأبدان» ومعنويًا للقلوب؛ لقوله تعالى: ولغرو 
داب أيه 4. 

-١‏ شدة عداوة الكفرة من أهل الكتاب والمشركين للمؤمنين» وكراهيتهم أن ينزل الله 
على المؤمنين أي خير من ربهم» فالمشركون بسبب جهلهم وتقليد آبائهم» وأهل 
الكتاب بسبب الحسد الذي ملأ قلوبهم» وأعمى بصائرهم؛ لقوله تعالی: ما يود 


عون اٹرحمن فی تفسير اثقرآن؛ ج٢‏ 

= : 
ایت كَمَرُوا مِنْ آهل الکتب ولا الش کي أن رل عَتِحكُم مِن ڪر بن 
رَڪ 4. 

۲۔ أن الكفر ملة واحدة» ضد الإيان وأهلهء فالكفرة سواء كانوا من اليهود» أو 
النصارى أو المشركين, أو الملحدين» أو غيرهم كلهم مجمعون على عداوة الإيمان 


2 


وأهله. 

-٣‏ وجوب الحذر من الكفار؛ من آهل الكتاب والمشركين وغيرهم» وعدم تمکینھم من 
مسؤولیات الأمة وأسرارهاء وعدم الاطمثنان إليهم وإلى مشوراتہم؛ لأنهم مها 
أظهروا النصح والود فهم أعداء, لا يودون الخير للمسلمين» کم ذكر الله عنهم. 

5- أن مَن يتربص بالأمة الشر ولا يود لها الخير» من المنافقين وغيرهم من ضعاف 
الإيهان فيهم شبه من اليهود والمشركين. 

-٥‏ أن القرآن الكريم منزل من عند الله- عز وجل- غير مخلوق؛ لقوله تعالى: #أن 
يرل عَيِحكُم یَن خرن ركم 4 والقرآن أول خير» وأعظم خير أنزل على 
هذه الأمة» وأول وأعظم ما حسدها عليه الحاسدون» من اليهود وغيرهم. 

٦۔‏ إثبات صفة العلو لله- عز وجل» علو الذات» وعلو القدرء وعلو القهر؛ علو 
الذاتِ وعلو الصفات؛ لآن التنزيل يكون من أعلى إلى أسفل. 

۷- إثبات الربوبية ا لخاصة لله- عز وجل- ربوبيته لأوليائه المتقين وحزبه المفلحين؛ 
لقوله تعال: ين رَيَحَكُمْ 4. 

۸- اختصاص الله- عز وجل- محمداً ييه بہذہ الرسالة العظیمة وہذا القرآن 
العظيم» واختصاص هذه الأمة» بجعله منھم؛ ب رحمته- عز وجل- وذلك فضل 
الله يؤتيه مَن یشاء؛ لقوله تعال: له نط َيه س يا4 4. 

۹۔ إثبات صفة الرحمة لله- عز وجل - رحمة ذاتية ثابتة له- عز وجل- ورحمة فعلية 
بحتص بها من يشاء. 

- إثبات ا مشیئة والإرادة الكونية لله- عز وجل- وأن ما شاء الله كان» وما لم يشأ ل 
يكن؛ لقوله تعالی: من یکا 4. 

-١‏ أن الخلق والملك والتدبير كله لله عز وجل» يختص مَن يشاء بم يشاء» ويمنع ما 





سورة البقرة: الآيتان: ١٠۱۰ء‏ ه١٠‏ 


۴۹ سے 
يشاء عمّن يشاءء لا مانع لما أعطى» ولا معطي ما منع. ولا راد لفضله. ولا 
معقب لحكمه. وخيره لا يجلبه حرص حريص. ولا يرده كراهية كاره. 

۲- أن الله- عز وجل- صاحب الفضل العظيم على جميع خلقه» فكل ما هم فيه من 
نعم خاصة أو عامة دينية أو دنيوية أو أخروية فهي منه عز وجل؛ لقوله تعالى: 

تو ر 2ء 320 قمر 7 سر سے ر الى ہسیے۔ ہے ے 
لوا ذو الْمَضْلٍ امیر ای4 کا قال عز وجل: ٭ ومایکم ومَترَمَمنَ 4 
[النحل: .]٥٥٤‏ 





عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





= 


ل الله تعالى: ما تنسح من ءاي از نها أت مير مها أو م نها ألم مَل أن ال علق 
یی وت سیر یب مہ 
ولا سیر اتا أمْ يدوت أن گنکاوا شولک کما سیل مُومَئ ل 
لْكُفْر ,لمن مَعَدَ صَلٌ سَوَآء الیل ™). 

فلا ما تنخ مِن ءَايَة از نها تأت َير ها از نله ها ألم ملم أن الہ عم 

کیو ار )4. 

نبذ أهل الكتاب كتاب الله القرآن الكريم وراء ظهورهم» وكذبوا نبيه محمداً كله 
زاعمين بأنهم يؤمنون بط أنزل عليهم ومنكرين نسخ شريعتهم, فأنزل الله تعالى هذه 
الایق تبين جواز النسخ بین الشرائع» وفي الشريعة الواحدة» كا بین عز وجل- قبل 
هذا- تكذيبهم للأنبیاء وقتلهم هم» خلاف ما يزعمون من تمسكهم بدينهم» وأن غاية 
ما حملهم على نبذ كتاب الله- عز وجل- وتکذیب رسوله هو البغي والحسد. 

قوله: #مَانَنْسَمَ ٭ قرأ ابن عامر: الما نُنْسِخ) بذ بضم النون وكسر السين» وقرأ الباقون: 
#مَاَنسَحَ 4 بفتح النون والسين. 

و«ما» في قوله: ما سَنسَمَ » اسم شرط جازم و«ننسخ» فعل الشرطء وجوابه 
(نأت». 

وقد تكلم عز وجل عن نفسه في قوله «ننسخ» و«(ننسها» و«نأت» بضمير الجمع 
تعظیاً لنفسه؛ لأنه العظيم سبحانه. 

والنسخ لغة: الرفع والإزالة» يقال: نسخت الشمس الظل» ونسخت الريح 
الأثرء أي: أزالته» ومنه النسخ في القرآن الكريم» كا في هذه الآية الا تح ين ءَي 4 
أي: ما نرفع ونزل من لفظ آية أو حكمهاء أو لفظها وحكمها جميعاً. 

وهو شرعاً: رفع حكم دليل شرعي أو لفظه بدليل شرعي. 

من ءَايَةٍ ‏ «من» لبيان الجنسء والآية لغة: العلامة» وآيات الله تنقسم إلى قسمين: 


رظ کے 


.۹ ويأتي النسخ لغة بمعنى النقل ومنه قوله تعالى: اکا ني مَاكْشْرْ ملو 4 (اجائیۃ:‎ )١( 


سورة البقرة:؛ الآيتان: ٥٠٠٦‏ ۔ ۱۰۸ 





7 

1 ا مه EE ۲ 9 ۵٥‏ 2 
ايات شرعية» کم في هذه» وکا في قوله تعا لی # و اذا بد بت 6 
[النحل: »]٠١١‏ وآيات کونية» کما في قوله تعا ی: e‏ .سس و 
ْم 4 [فصلت: ۳۷ء وقوله تعالى: ٭ و مايه لامهالا مون ۴ [يس: 


رن 


۷ وقوله تعالى: وما سل بالا مت إلا وسا € [الإسراء: ۹. 

عن علي بن أبي طلحةء عن ابن عباس رضي الله عنهم|: لما نسح مِنَ ايه #: ما 
ا 

وعن مجاهد عن أصحاب عبدالله بن مسعود أنهم قالوا: «#مَا سَنْسَحْ مِنْ ءَايَة 4: 
نثبت خطها ونبدل حکمها»'. 

فهذه الآية أظهر الأدلة وأقواها على وجود النسخ في القرآن الكريم» بمعناه 
الشرعي؛ مع وقائع النسخ الصريحة في القرآن الكريم. 

از نها ۹ قرأ ابن كثير وأبوعمرو: (أو تَنْمَأھا) بفتح النون الأولى وإسكان 
الثانية» وهمزة ساكنة بعد السين» أي: نؤخرها ونؤجلهاء ونتركها فلا ننسخه/". و 
ذلك (بیع النسيئة» أي: التأجيل والتأخير» ومنه قول الشاعر: 
لعمرك إن الموت ما أنسآ الفضی ‏ لكالطول الم رْخَى وثنياهباليِيِ9) 

وقرأ الباقون: او تَا ٭ بضم النون الأولى» وإسكان الثانية» وکسر السين. 
وهي تدل على معنى القراءة الأولى» أي: نؤخرها ونؤجلهاء ونتركها فلا ننسخها*“. 

کم تحتمل معنى آخرء وهو النسیان: أى: ذهول القلب عن الشیءء والمعنى: أو 


ےم 


ننسها رسول الله كه حتى لا يذكرها أبدأء کا قال تعا ی: سفرك فلا سی )لما 


اھ 


.)۱۰٦١( الأثر‎ -)۲۰٢ /۱( أخرجه الطبري في (جامع البيان» (۲/ ۳۸۹)ء وابن أبي حاتم في «تفسيره»‎ )١( 

.)۳۹۰ /۲( أخرجه الطبري في «جامع البیان)‎ )٢( 

() انظر: «جامع البيان» (۲/ ۳۹۵-۳۹۳)ء (الحجة نی القراءات») ص(9١٠).‏ 

( البيت لطرفة بن العبد. انظر (ديوانه» ص(۳۷)ء «جامع البيان» (۲/ .)۳۹۰٣‏ والبيت في الديوان: لعمرك إن الموت 
ما أخطأ الفتی... 

.)٠١9(ص انظر: «جامع البيان» (۲/ ۳۹۳۔-۳۹۵)ء (الحجة نی القراءات»‎ )٥( 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





= 


و 


ڑ4 [الأعلى: 3 ۷] أي: إلا ما شاء الله أن تنساه» فتذکره» أو تُذّكّر به» أو إلا ما شاء الله أن 
تنساه فلا تذكره أبدا). 

قال قتادة في قوله: ما َس مِنَ ءَايَو او نُنيهَا © قال: «وكان الله تعا ی ینسی نبيّه ما 
يشاء وينسخ ما یشاء۶۲(۷. 

وعن ابن عباس - رضي الله عنهم|- قال: قال عمر: «أقرؤنا أبي» وأقضانا علي» وإنا 
لندع من قول أبي» وذلك أن أبيا يقول: لا أدع شيئاً سمعته من رسول الله یاو وقد قال 
الله: ما تنسح من ءَايَةٍ أو نها ۳۸۷4). 

والفرق بين ما نسخه الله- عز وجل- وما أنسأه نبيه كَلِِ: أن المنسوخ قد يبقى 
ويذكر لفظه أو حكمه» وأما المنسأ فلا يبقى ولا يذكر لا لفظه» ولا حكمه؛ بل يذهل 

#تأتِ يِخَيْرٍ یتآ چ4 جواب الشرط «ما» أي: بخير منها مطلقاًء في الدين والدنيا 
والآخرة» من حيث العمل ومن حيث الثواب والأجر وغير ذلك. 

فان كان النسخ إلى أثقل» کما في نسخ التخيير بين الصيام والإطعام بإيجاب الصيام 
فالخيرية فيه بمضاعفة الأجر والثواب؛ لان الأجر على قدر المشقة» مع مراعاة التدرج 
في التشريع . 

وإن كان النسخ إلى أخف. کم في نسخ مصابرة الواحد للعشرة في القتال 
بمصابرته لاثنين فقطء وى) في نسخ وجوب قيام الليل إلى الندب» فالخيرية في هذا 
بالتخفيف على الأمة مع تمام الأجر. 

وإن كان النسخ إلى مساو ومماثل ى) في نسخ التوجه إلى بيت المقدس بالتوجه إلى 
الكعبة فالخيرية في هذا بالاستسلام لأمر الله- عز وجل- وتام الانقياد له. 


د 


أو مِمْيِهآ 4 في الخيرية» من حيث العمل والأجر وغير ذلك» أو مثلها في العمل» 


.)۳۹۳-۳۹۰ /۲( انظر: «جامع البيان»‎ )١( 
.)۳۹۱ /۲( أخرجه الطبري في «جامع البيان»‎ )۲( 
.)5 581( أخرجه البخاري في «التفسير»‎ )۳( 


سورة البقرة» الآيتان: ٠٦‏ -۔ ۱۰۸ 





=F 
وإن كان خيراً منها في العاقبة والأجر.‎ 
وني الآية إشارة إلى أن المنسوخ لاڈ له من بدل مقارن لە مرتبط به ارتباط الشرط‎ 
بجوأبه.‎ 
فما ينسخه الله- عز وجل- من الآیات» أو ينسئه نبيه كلك أو يؤخره فلا ينسخه؛ أو‎ 
يؤخر نزوله فلا ينزله يأت بخير منه أو مثله عملاً وثواباً وغبر ذلك» ديئاً ودنيا وأخرى.‎ 
والبدل الذي هو خير من المنسوخ أو مثله قد يكون هو الناسخ نفسه. وقد يكون‎ 
هو وغيره مما يأتي به الله عز وجل.‎ 
لالم منلم أن الہ عل كل سَىْءِ ف4 الهمزة للاستفهام التقريري في هذا م‎ 
والذي بعده» و«أنَّ» للتوكيد في هذا الموضع والذي يليه أي: قد علمت أن الله عل‎ 
مَّىْءِ رر #. وهمزة الاستفهام إذا جاء بعدها «1) فمعناها التقرير.‎ 
والخطاب للنبي بيا ولكل من يصلح له» أي: أنك قد علمت وعلم كل مخاطب:‎ 
.# أن الله لکل کیو در‎ 
وقدم تعلق في قو قوله: أن الهَعَل کل شٌیْو در # لتاکید شمول قدرته- عز وجل- لکل‎ 
شی مهما کان» وأیا کان صغیراً أو كبيراًء ة قليلاً أو کثەرأء ومن ذلك: قدرته- عز وجل- على‎ 
نسخ ما شاء من الآيات» أو إنسائهاء والإتيان بخير منهاء أو مثلهاء وغير ذلك.‎ 
وودر * على وزن «فعيل» يدل على کال قدرته- عز وجل- أي: أنه عز وجل‎ 
ذو القدرة التامة العظيمة و«القدير» اسم من أسمائه- عز وجل-» ومعناه: الذي يفعل‎ 


ہے خا سے ص۱ 


اوسر سس بی ٦ء‏ وقال عز وجل: #وماكات 


لله 2 وو در ا 98 54 درا # [فاطر: .]٤٤‏ 
قوله تعالى: « ألم تَعْلمْ أت اف الوت لازز تا لسم ون طون ) 
بن ول ولا صِيرٍ (4)2. 


قوله: # اج تج أك اه لم مك مك التسمدوتِ وَلأَتَضُِ € الاستفهام للتقریر- کما سبق 
بيانه» أي: قد علمت أن الله له وحده ملك السموات والأرض 





عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 


وقدم الخبر في قوله: ل مَك لسوت وَالْأْرْضِْ 4 لإفادة الحصر والاختصاص» 
أي: أن لله- عز وجل- وحده خاصة ملك السموات والأرض» خلقاً وملكاً وتدبیرا 
لا ا له في ذلك. كما قال تعالى: ٭ بوي 
کال توق اموت ولا فَالْأرض وما هم فيهمًا من شرك وما مت ر [سباً: 
ما ب 

ENS‏ دیق را جا 
یثبت ما یشاء کا قال عز وجل: ایشا آله مامكا وَيبِتُ وَعنكة: اَم أل ڪب 4 


[الرعد: ۳۹]. 
وما لُکم ين 1 بن اللہ من وك رلا تر # الواو: استثنافیة و«ما» نافیة 


والخطاب للمؤمنين» أي: وما لكم سوى الله ين وك ولا سير ٭ «من» زائدة من 
حيث الإعراب؛ مؤكدة للنفي من حيث المعنى» أي: ما لكم سوى الله أي ولي يتولاكم. 
فيجلب لكم النفع والخير. 

ولا سير 4 معطوف على ما قبله و«لا» مؤكدة للنفي» أي: وما لكم من دون 
الله أي نصير ينص ركمء ويدفع عنکم الضر والشر. 


قال الشاعر: 
يانفس مالك دون الله من واق وماعلى حدثان الدهر من باقی(١)‏ 
وفي قوله تعالى: ألم تلم أن الله عل کی ته یڑ (ت)) الع تلع آک ال لَه ملك 
الوت وََلَأَرَضُ وَمَا لحم ين دون الہ من وَلي َا ير 4 بعد تقرير ثبوت النسخ 
في القرآن الکریم؛ بقوله: بے إفحام لمنكري النسخ من اليهود 
وغيرهم» وذلك بتقرير قدرته- عز وجل- التامة على كل شىء وتقرير أن له ملك 
السموات والأرض؛ فهو- عز وجل - ذو القدرة التامة على كل شيء» والمشيئة النافذة» في 


.)؟١(ص البيت لأمية بن أبي الصلت. انظر «ديوانه»‎ )١( 


سورة البقرۃ الآيتان: ٠١١‏ - ۱۰۸ 





۵۱ے 
خلقه وملکه» وحكمه وشرعه» يفعل ما یشاء» ويحكم ما یریدہ لا راد لقضائه» ولا معقب 
لحكمه. ولا يسأل عما يفعل» وهم يُسألون. له الأمر والتدبير الكوني» وله الأمر والحكم 
الشرعي» يحل ما يشاء» ويحرّم ما يشاءء ويوجب ما يشاء» وينسخ ما یشاءء ويثبت ما يشاء. 

قال الطبري': «وهذا الخبر- وإن كان من الله تعالى خطاباً لنبيه ية على وجه 
الخبر عن عظمته- فإنه منه- جل ثناؤه- تكذيب لليهود» الذين أنكروا نسخ أحکام 
التوراة» وجحدوا نبوة عيسى ومحمد- صل الله عليههما- لمجيئهما با جاءا به من عند 
الله بتغيير ما غير الله من حكم التوراة». 

وقال ابن القیم": «فأخبر سبحانه أن عموم قدرته وملکه» وتصرفه في ملکته وخلقه 
لا يمنعه أن ينسخ ما يشاء» ويثبت ما یشاء کم أنه يمحو من أحكامه القدرية الكونية ما 
یشاء ويثبت» فهكذا أحكامه الدينية الأمرية» ينسخ منها ما يشاء» ويثبت منها ما یشاء 
فمن أكفر الکفر وأظلم الظلم: أن يعارض الرسول الذي جاء بالبينات وا مدی؛ وتدفع 
و وعد رساك ا سرد اکا هرما عل من قله أن ريم يتور 
ماکان مباحا ہھمء وبالله التوفيق» يضل من یشاءء ویہدي من يشاء». 

وقال ابن كثير7": «وفي هذا المقام رد عظيم» وبيان بليغ لكفر اليهود» وتزييف 
شبهتهم- لعنهم الله- في دعوى استحالة النسخء إما عقلاً- كا زعمه بعضهم- جهلاً 
وکفرأء وإما نقلاً- کا تخرصه آخرون منهم افتراءً وكذباً». 

مل 7 ريتوت 7 کا اھ اک کا فی ھی کا ون كل 
اة من مد كَل سو کیل ©). 

قوله: « آم یور أن تَنکَوا رَشُولَکُ کا سیل موی من كَل © الآية. 

روي عن ابن عباس- رضي الله عنهم|- قال: «قال رافع بن حریملة و 
يزيد: يا محمدء ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه» وفجُر لنا أنہاراء نتبعك 


.)٤١١ /۱( في «جامع البيان»‎ )١( 
.)۳۷۰۱ /۱( انظر: «بدائع التفسبر)‎ )۲( 
.)۲۱۷ /۱( في «تفسيره»‎ )9( 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





ح ۳٦٣|‏ 
ونصدقك؛ فأنزل الله في ذلك من قوهم: 9آ زيوت أن سلوا رسوککه کا سيل 
رک وَمَن يبدل افر بِالْإِمنِ فد صل سَواء الیل 20(00)4). 

وعن مجاهد قال: «سألت قريش محمداً لا أن يجعل تھے ذهباً قال: «نعم. 
وهو لكم کالمائدة إن كفرتم» فأبوا ورجعواء فأنزل الله: 1۶ء دشرت و نت 
نرک کات وی ول # اکر الله جھرة)(۲). 

قوله: م« آم ٹریڈورے کو أن تفلو 7 رولك # «أم» هي المنقطعة التي بمعنى (بل) 
التي للإضراب الانتقالي» وهمزة الاستفهام الإنكاري» وجملة #أن تَنَعَلوا 4 في محل 
نصب مفعول ااٹریڈورے * وا خطاب هذه الأمة. 

أي: بل أتريدون سؤال رسولكم محمد يي سؤال تعنت وعناد» وأضافه- عز 
وجل- إليهم مع أنه رسوله؛ لأنه مرسل إليهم. 

ال ا 
سال بنو إسرائيل موسی- 9۹3 ۶؟تب سومان وني هذا تعريض 


« يتك ال الككب آ ڑا ا کڈ سوأ مومع کین کک دہ 
لَه جره فَلَحَدَ هع الكَِمِتَديِظلهِمٌ © [النساء: «[1or‏ وكقوهم: فان دوه 508 لك حو بری الله 


ہے سسم سر سے کا 


جھسرۂ € [البقرۃ:٥٥]ء‏ وقوهم: #أجعل الها كما الگ € [الأعراف: ۸. 

والعنی: لا تكثروا سؤال رسولكم محمد ب کا أكثر اليهود سوال موسى- عليه 
الصلاة والسلام. 

وفي هذا تحذير لهذه الأمة. أن تحذو مع نبيها محمد پا حذو اليهود مع موسى- عليه 


کے ہر ےرپ ہھ ھت 


السلام- في كثرة ة سؤالهم, مما كان سبباً ملاکھم؛ »كا قال تعالی: ٭ يحابا آآریت امو 


)١(‏ أخرجه الطبري في «جامع البيان» (۲/ ٠4‏ 5)» وابن أبي حاتم في «تفسیره» (۱/ -)۲٠۲‏ الأثر .)۱۰۷١١(‏ وانظر: 
«السيرة النبوية» (۱/ ۱۹۷]. 
)٢(‏ أخرجه الطبري في «جامع البيان» (۲/ ٠‏ » وابن أبي حاتم في «تفسيره» (۱/ ۲۰۳). 


سورة البقرة: الآيتان: ٠٠١‏ - ۱۰۸ 





= 
تعن فيه إن يد 1 5 کوک ا جن یرل اران بد لَك 4 [المائدة: .]٠١ ١‏ 

وقال كله «ذروني ما ترکتکم؛ فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤاهم. 
واختلافهم على أنبيائهم)(2. 

وقال عَِْةِ: «إن الله فرض فرائض فلا تضيعوهاء وحد حدودا فلا تعتدوهاء 
وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسیان» فلا تسألوا عنها»0). 

وقال يَكيِ: إن من أعظم المسلمين في ا مسلمين جرماً رجل سال عن مسألة لم تحرم. 
فحرمت من أجل مسألته»". 

وكان پا (ینھی عن قيل وقال» وكثرة السؤال: وإضاعة المال)7؟». 

وقال قلا: این حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»(“. 

وقد ضرب صحابة رسول الله ككِهِ- رضي الله عنهم- في الأدب معه وَل وقلة 
أسئلتهم له أروع الأمثلة» فعن أنس- رضي الله عنه- قال: انہینا أن نسأل رسول الله ككل 
عن الشیءء فكان یعجبنا أن يأتي الرجل من أهل البادية العاقل» فيسأله ونحن نسمع)20©. 

وعن البراء بن عازب- رضي الله عنه- قال: «إن كان ليأتي علي السنة أريد أن 
أسأل رسول الله پا عن شیءء فأتهيب منه» وإن كنا لنتمنی الأعراب۲۷(۷. 

وعن ابن عباس - ا الله عنھما- قال: «ما رأيت قوماً خيراً من أصحاب محمد 


)١(‏ أخرجه البخاري نی الاعتصام بالكتاب والسنة (۷۲۸۸)ء ومسلم في ا حج (۱۳۳۷))ء والنسائي في مناسك الحج 
(۹٦۲))ء‏ وابن ماجه في المقدمة 7 - من حديث أبي هريرة- رضى الله عنه. 

(۲) أخرجه الدارقطني (4/ 2187 185)» وأبونعيم في #الحلية» (۹/ ۱۷)ء والبيهقي (۱۰/ ۰۱۲ ۱۳)» من حدیث أي 
ثعلبة الخشني - رضي الله عنه- وصححه ابن كثير في (تفسیرہ) (۳/ ))۲٥٢‏ وأخرجه الطبري في (جامع البیان) 
)۲٢/۹(‏ موقوفاً على أبي ثعلبة- رضى الله عنه. 

(۳) أخرجه البخاري في الاعتصام (۷۲۸۹) ومسلم في الفضائل (۲۳۰۸)ء وأبوداود في السنة »)551١(‏ وأحمد 
-)۱۷٦/۱(‏ من حدیث سعد بن أبي وقاص - رضى الله عنه. 

(5) أخرجه البخاري في الرقاق (۷۳٤1)ء‏ ومسلم في الأقضية (۵۹۳٢)ء‏ والنسائي في السهو -)۱۳٣١(‏ من حديث 
المغيرة بن شعبة- رضى الله عنه. 

)٥(‏ أخرجه الترمذي في الزهد (۲۳۱۷)ء وابن ماجه في الفتن -)۳۹۷٦(‏ من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه. 

.)۲۰۹۱( والنسائي في الصیام‎ »)١7( أخرجه مسلم في الإيهان‎ )٦( 

(۷) أخرجه الحافظ أبويعلى الموصلى في (مسنده)- فیم| ذكر ابن كثير في (تفسیرہ) (۱/ ۲۱۹). 


سے ۳٣۸‏ عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 
اك ما سألوه إلا عن ثنتي عشرة مسألة» كلها في القرآن: # سَعَلُوتكَ عن الک 
وَألَمیَي 4 [البقرة: ۹١۲]ء‏ ول يَسَحَنُوتكَ عَيِ أَلشَّمْرِ الکراو € [البقرة: ۷١۲]ء‏ ولو يكوك عن 
اسم [البقرة: ۰. يعني هذا o‏ 

وقوله عز وجل: # آم تُرِيدُوت 4 لا يدل على وقوع السؤال منهم» بل هو دال 
على عدم وقوعه لکن ربا جاش في نفوس بعضهم» أو أثارته شبه اليهود ومغالطاتهم؛ 
لهذا جاء التحذير من ذلك على سبيل الإنكار والذم. 

قالاين كتير سر یں سال الوسول جا عن حي مغل وج ہت 
والاقتراح» ىا سألت بنو إسرائيل موسى- عليه السلام- ت تعنتاً وتكذيباً وعناداً». 

ومن يبدل ألكفرَ لان ٭ الواو: استئنافية» و«من» شرطية» و«يتبدل» فعل 

الشرطء وجوابه: قفد صَلَّ سَواء اليل ٭. 

والتیدل: أخل شیء مكان شيء. . و(يتبدل) أبلغ من ع «يبدل» لآن زيادة المبنی تدل 
على زيادة المعنى غالباً. 

والمعنى: ومن يأخذٍ الكفر ويختره ويَعْتَض به عن الإيمان. 

وي هذا إثبات الاختیار والإرادة للإنسان فی فعله» والرد على اللحبرية. 

#مَمَّد صل سَوَآءَ أَلتَسِيلٍ € الفاء رابطة لجواب الشرط لاقترانه باقداء واضل) 
بمعنی: تاه» وبعد» وأخطأ. 

سَوَآءَ اليل * أي: وسط الطريق» وسواء الشیء وسطه. كا قال تعالى: #فَاطْلَمَ 
قراف سَوَآع ا لحي # [الصافات: .۵٥‏ آئ: في وسط الجحيم. 
والمعنى: فقد تاه وأخطأ وسط الطريق» وا منهج السوي» والطريق المستقيم» وخرج 


إلى حافات الطريق» وتشعبت به لسبل. کا قال تعال: ان هنا ضرَظی تفا 
ايعو ولا بغرا موا اليل فی بك عن سيلو © [الأنعام: .]٠١١‏ 





.)۲۱۹ /۱( أخرجه البزار فيا ذكر ابن كثير في «تفسيره»‎ )١( 
.)۲۱۹ /۱( في «تفسیره»‎ )٢( 


سورة البقرۃ الآيتان: ٠١8-1٠١5‏ 





- 
وني هذا إشارة إلى أن كثرة سؤال الأنبياء والتعنت عليهم» وتخالفتهم» وتكذيبهم 

من تبدل الكفر بالإيان» والضلال» والخروج عن وسط الطريقء والمنهج السوي. 

والطريق المستقيم. 
الفوائد والأحكام: 

-١‏ إثبات النسخ في القرآن الكريم» لقوله تعالی: #مَاتَنسَحْ مِنَءَايَةِأوْتُنِيها تَأتِ خَيْرٍ ينا 
وَمِمَنِهاً ۹ء وکا قال تعای: ‏ الآ اة کات ٢او‏ 4 [النحل: .]1١١‏ 
وعليه دلت وقائع النسخ الثابتة في القرآن الکریم كتحويل القبلة من بيت المقدس 
إلى الكعبة» والتخيير بين صيام رمضان والإطعام بإيجاب الصيام» ونسخ مفهوم 
إباحة شرب الخمر في غير وقت الصلاة بتحريمه مطلقا» ونسخ وجوب مصابرة 
الواحد من المسلمين للعشرة من الكفار في القتال بوجوب مصابرته لاثنين فقطء 
ونسخ وجوب تقديم الصدقة بين يدي مناجاة الرسول 4ة بالعفو عنها بلا بدلء 
ونسخ وجوب قيام الليل باستحبابه. 
وهي لا تتجاوز عشرة أحكام» کم ذكر ذلك ابن القيم في «إعلام الموقعين». 
كما أن النسخ ثابت في السْتّة وني الشرائع السابقة. فهو ثابت شرعاً وجائز عقلاً. 
وهو قسمان: نسخ إلى بدل» ونسخ إلى غير بدل. 
والنسخ إلى بدل ينقسم إلى ثلاثة أقسام: نسخ إلى بدل أخف. وإلى بدل مساوء وإلى 
بدل أثقل. 
وينقسم باعتبار المنسوخ إلى ثلاثة أنواع: نسخ اللفظ وبقاء الحكم» کم في نسخ لفظ 
آیة الرجم وبقاء حكمهاء ونسخ الحكم مع بقاء اللفظء کم في آية المصابرة» وآية 
تقديم الصدقة بین يدي مناجاة الرسول بي ونسخ اللفظ والحكم معاء كا في 
حديث عائشة- رضي الله عنها: «كان فيا أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات 
حرمنء ثم نسخن بخمس معلومات» فتوفی رسول الله كه وهن فيا يقرأ من 


.)۱۸۸ /٤()(( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


ح ۲۷۰۷ 
القر آن(۲۲۸))۱. 
فعشر رضعات يحرمن؛ نسخ لفظها وحكمهاء وخمس رضعات بجرمن؛ نسخ لفظها 
وبقى حكمها. 
ويمثل بعضهم هذا النوع من النسخ وهو نسخ اللفظ والحكم معا با نسخ من 
سورة الأحزاب غير آية الرجم» حيث كانت- فیم| روي- تعدل سورة البقرة» ثم 
وق لے و یت 
وقد ذهب أبومسلم الأصفهاني من المعتزلة إلى إنكار وجود النسخ في القرآن 
الكريم» وشايعه على هذا الرأي عدد من المتأخرين في العصر ا حاضر. 
وفي الآيات القرآنية الدالة على ثبوت النسخ في القرآن الكريم» وإجماع المسلمين 
على ذلك» وفي وقائع النسخ الصحيحة التي لا يمكن دفعهاء ما يكفي لدحض 





وتفنید هذا القول'. 

-١‏ أن الله- عز وجل- قد ينسى نبيه كيل ما شاء مما أوحاه إليه؛ لقوله تعالى: ٭آؤ 
اق بق جو سض 1 
[الاخعل e‏ 


۳- تقرير عظمة الله- عز وجل- لقوله تعالى: لا تَسَمْ ین ءايةٍ أو تُنيهًا َأتِ حير 
َا 4 بضمير العظمة؛ لأنه- عز وجل- هو العظيم سبحانه ذو العظمة والكبرياء. 


)١(‏ أي: أن نسخها كان متأخراً حتى إن بعض الناس كانوا يقرؤونها بعد وفاته ی لعدم علمهم بنسخها. 

)٢(‏ أخرجه مسلم في الرضاع (١٤٢۱)ء‏ وأبوداود في النکاح (٢٦۲۰)ء‏ والنسائي في النکاح (۳۳۰۷)ء وابن ماجه في 
النکاح .)۱۹٤۲(‏ 

(۳) كما في حديث زر بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: «كأي تقرأ سورة الأحزاب» أو كأي تعدها؟ قال: قلت له: 
ثلاثاً وسبعين آية. قال: قطء لقد رأيتهاء وإنہا لتعادل سورة البقرة» الحديث» أخرجه أحمد /٥(‏ ۱۳۲)ء قال ابن 
كثير في «تفسيره» /٦(‏ ۳۷۲): «ورواه النسائي من وجه آخر عن عاصم- وهو إسناد حسن, وهو يقتضي أنه كان 
فيها قرآن ثم نسخ لفظه وحكمه أيضا». 

)٤(‏ انظر في تحقيق القول بثبوت النسخ في القرآن والرد على أبي مسلم ومن شايعه «الناسخ والمنسوخ» لأبي جعفر 
النحاس- بتحقيقنا 4-4٠٠ /١(‏ 50). 


سورة البقرة: الآيتان: ٠١5‏ ۱۰۸ 





2٤ 


۳۷ سے 
أن الحكم قد يكون خيراً للعباد في وقت ويكون غيره خيراً منه في وقت آخر؛ لقوله 
تعالى: لأنَأتِ بحَيْرٍ م41 فالمنسوخ قبل نسخه خير للعباد وبعد نسخه ناسخه خير منه. 
أن ما ينسخه الله- عز وجل- من الآیات» أو ينسيه نبيه لا يأتی سبحانه بخير منه 
للعباد في دينهم ودنياهم وأخراهم» أو يأتي بمثله؛ لقوله تعالى: #دأتِ َيْرِ نهآ أو 
أن النسخ لحكم عظيمة من ا مھا مراعاة مصالح العباد» في الدين والدنیا والآخرة. 
سواء كان النسخ إلى بدل أو لغير بدل» إلى بدل أخف. أو إلى بدل مساو أو إلى بدل 
أثقل» نسخاً للفظ دون الحكم» أو للحكم دون اللفظء أو فما جميعاً؛ لقوله تعالى: 
أت َر ینہ ار ینا 4. 

فان کان النسخ إلى غير بدل- كا في نسخ وجوب تقديم الصدقة بین يدي مناجاة 
الرسول كَل أو إلى بدل أخف کا في نسخ وجوب مصابرة الواحد للعشرة 
بمصابرته للاثنين» ونسخ وجوب قيام الليل إلى الندب» ففي هذا التخفيف على 
العباد مع تمام الأجر. 

وإن كان النسخ إلى بدل مساو- كا في تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الکعبة 
ففيه الابتلاء والامتحان لهم؛ ومضاعفة الأجر لهم على التسليم والانقياد» والطاعة 
والامتثال» کا قال تعالی: وما جعلتا لبه ال كت عا إلا لمعم من يع ألرسُولَ 


يہ 


من ینقلِب عل عقبیة وَإِن کات کک وة لد عل لذن هَدَى الد 4 [البقرة: 47 .]١‏ 
وإن کان النسخ إلى بدل أثقل- كما في نسخ التخییر بين صيام رمضان والإطعام 
بإيجاب صيامه» ففيه مضاعفة الأجر والثواب هھم؛ لأن الأجر على قدر المشقة» مع 
مراعاتہم في التدرج في التشريع. 

وإن کان النسخ للفظ مع بقاء الحكم- کم في نسخ آية الرجم» وبقاء حكمهاء ففيه بيان 
فضل هذه الأمة بالعمل با أنزل الله- عز وجل- وإن لم يجدوا نصه في القرآن الكريم. 
والرد على اليهود الذين أنكروا الرجم وكتموه- مع أنه منصوص عليه في التوراة. 
وإن کان النسخ للحكم مع بقاء اللفظ- کم فی نسخ التخيير بين الصيام والإطعام» 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 

ح (۴۷۷ : 3 
ونسح مصابرة الواحد للعشرة» ونسخ وجوب تقديم الصدقة بين يدي مناجاته 
كله ونسخ وجوب قيام الليل ففيه التعبد بتلاوته» وتذكير الأمة بنعمة الله عليهم 
بالتخفيف في نسخ هذا الحكم. 
وإن كان النسخ للفظ والحكم معاً کما ورد أن سورة الأحزاب كانت تعدل سورة 
البقرة» فقد يكون فيه مراعاة التخفیف والمصلحة» أو غير ذلك. 

۷- أن القرآن ينسخ السنة» ولا خلاف في هذاء وأن السنة لا تنسخ القرآن على 

۸- إثبات قدرة الله- عز وجل- التامة على كل شيء» ومن ذلك نسخ ما شاء وغير ذلك» 
وتقرير علمه بء وعلم العباد بذلك؛ لقوله تعالی: الم تلم أن الله عل کل سىء رر 4. 

9 - إثبات ملك الله- عز وجل - للسموات والأرض: ملكاً تامًّا لأعیانہماء ملكا وخلقاً 
وتدبيراً لماء واختصاصه- عز وجل- بذلك» وتقرير علم العباد بذلك؛ لقوله 
تعا ى : « الم تلم َك امه لد مَك لسوت وَالْأرض" 4. 

-٠١‏ لا ولي ولا نصير للمؤمنین في ا حقیقة- غير الله- عز وجل فيجب اللجوء إليه 
والتوكل عليه في جلب النفع ودفع الضر- مع الأخذ بالأسباب؛ لقوله تعالى: 
“وما لَحكُم من دون الہ من وَل ولا سير 4. 

.4 إثبات رسالته با وأنها عامة لجميع الناس؛ لقوله تعالى: #رسوككة‎ -١ 

۲- تحذير هذه الأمة من كثرة سؤال الرسول كلك والتشبه باليهود في كثرة سؤالهم لموسى- 
عليه الصلاة والسلام- تعنتاً منهم. وعناداً وتشددا وذم اليهود في مسلكهم هذا؛ 
لقوله تعالى: # آم دوت أن سلوا رسو لک کا سیل موس ین َل 4. 

۳- إثبات رسالة موسی- عليه الصلاة والسلام- وما حصل له من الأذى من قومه. 
وفي ذلك تسلية لنبينا محمد چا 

-٤‏ الإشارة إلى أن هذه الأمة ستتبع سنن من كان قبلها من الأمم کما قال كَللك: 





(١)انظر:‏ (جموع الفتاوی) (۹۸/۲۰ ۳). 


سورة البقرة: الآيتان: ٥٠١‏ - ۱۰۸ 





- 
التتبعن سَئّنَ من كان قبلكم حذو القََةِ بالقَذّةِ حتى لو دخلوا جحر ضب 
لدخلتموه. قالوا: یا رسول الله. اليهود والنصارى؟ قال: فمَنْ ۶'۷۷۶. 

-٥‏ ذم كثرة الأسئلة» وأن السؤال ينبغي أن يكون عند الحاجة» كا قال عز وجل: 
#مَسَعَلوا آهل الد د انمت لَانعَمونَ € [النحل: ١٤ء‏ الأنبياء: ۷]. 

٦۔‏ التحذير من تبدل الکفر بالإيان» وأن من فعل ذلك فقد ضل عن المنهج السوي. 
والطریق المستقیم؛ لقوله تعال: ومن يبدل لْكُفرٌ اين َد صل سَوء 
الیل 4. 

- إثبات الإرادة والاختيار» للانسان؛ لقوله تعالى: #وَمن يبدل لكر لاب 4 
وفي هذا رد على الجبرية. 

۸- الإشارة إلى أن كثرة سؤال الأنبياء في! لا تدعو ا حاجة إليه تعنتاً وعناداً من تبدل 
الكفر بالإيان» وا لخروج عن سواء السبيل. 

۹- أن الحدى وسلوك الطريق المستقيم؛ والمنهج القويم بالإهان» واتباع الرسل- 
عليهم الصلاة والسلام. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


۳۷٣ د‎ 


قال الله تعالى: ¥ و و ڪي ِب اَهَل الكت لو بردوتڈ ہہ 
بد ما بين لهم الح تع 26 2ك 2 2 
روہ 4 کل نوو دی اناو ثرا اکور ئا گرڈ رتا ا پا رن حيمر 
و عند ال إن اکا سمت بصير بصي 0 . 

هذا تأكيد لحسد أهل الكتاب للمؤمنین وتصريح بمفهوم قوله تعالى: #مًا يود 
ريرحت سنوی سورد ہپ یں ایا 
عن ابن عباس - رضي الله عنهم|- قال: «فكان حي بن أخطب وأبوياسر بن أخطب من 
شد مود لمرب حا ا خصه ل برو ل وكا جاعدین فير انل مر 
الإسلام» با استطاعاء ۰ الله تعالى فيها: # ود ڪي تن اهَل الکتب لو 





کارا سكا سكا مَنْ عند اود من بعد 


کر خر م ی‫ 7 2 ر و 7 َ‫ سے ريو کہ 
ردوتگم من بعد ایمیک گمارا حسنا من عند نميهم من بَمّد ما بسن لَهُمْ 
الح 0 . 


وش س موق اللہ و ڪٽ اضل الككي لو برک 


إلى قوله: #فَاعَهُوأ وََصمَخُو 0)4 . 
نوله تمال: وكين آضل التب لو بوتکم ئ بد يميم كك 


ومح جع رمم گی ء 


سورس س جو ہہ AIO‏ رس 0 
ال ي کل سىء در )). 

قولہ: و َي تت اَل آلككي 4 أي: أحب وتنى كثير من اليهود 
والنصارى» وسموا أهل الکتاب؛ لان الله أنزل عليهم الكتاب» فأنزل على اليهود 
التوراة» على لسان موسى عليه السلام» وأنزل على النصارى الإنجيل» على لسان 
عيسى بن مريم عليه السلام. 


.)۱۰۸۱( الأثر‎ -)٠١ ٤ /١( أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسیره»‎ )١( 
.)۱۰۸۳( الأثر‎ -)۲۰٥-۲۰ 5 /۱( أخرجه ابن ابي حاتم في (تفسیرہ)‎ )۲( 


سورة البقرة: الآيتان: ۱۰۹ء ٠١١‏ 


= ]۳۷۵ 





لو يَردُونَكُم 4 «لو) بمعنی (أن» المصدرية» أي: ودوا ردکم. 

لم حر ورس لن من هده لات اى ودروا ا 
وأحبوا لو يرجعونكم من بعد إيانكم بالله ورسوله» وبا أنزل على رسوله نل من 
الوحي والشرع المطهر. 

اتا 4 مرتدين عن دینکم» متبعين لهم في دینهم» كما قال تعالى: ون مینک 

الو ولا لا اتی حَ تم مہ € [البقرة: ١٠١‏ 

لکنا ۹ مفعول لأجله. أي: لأجل ا حسدہ لهذه الأمةء ما من الله عليهم به من 
نعمة الإسلام والإيهان» وبعثة محمد كك ونزول القرآنء وذلك أعظم نعمة» وقد قيل: 
(كل صاحب نعمة حسود). 

والحسد: تمني زوال نعمة الله عن الغير» سواء تمنى كونها له أو لغيره» أو جرد 
وا 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية(21: «الحسد: كراهة نعمة اللہ على الغير). 

والحسد داء وبيل ومرض خطير من أعظم الذنوب» وأكبر الكبائر. 

لمن ند انف ہم * أي: ابعأ من قبل أنفسهم الشريرة» لخبث نواياهم» وسوء 
طواياهم» رھ الدفين على المؤمنين» لا لسیب غير ذلك قال تعال: اکنل ون 
الاس عل ماء تس َه من فدہ فَقَد ايآ ءال باهي الكت وکل كمه اتير 
مَلکَاعظ 4 [النساء: .]٥ ٤‏ 

لي بعد کا بين َم اَلَو 4 أي: من بعد ما اتضح وظهر لهم أن ما أنتم عليه 
پ7 تو مس لت رمن عو انر سس امت 
الله- عز وجل-» كما جاءت البشارة به في كتبهم التوراة والإنجيلء كما قال تعا ی: 


حر سے لل 


لذبن دن یتَبعوت الرسول ألتما لمح لدی مجدونة., مکٹوبا عند تدهم ھم ف الَوَسِدة و ال 


مہ سم 0 وچ ار مر ہہ سے عر سر ہو رص ہے سے 
ام هم بالمعروفٍ وََتَہَهُمَ عن الشکر وميل لَه لطبت ورم عليه م ليت 


)١(‏ انظر: «مجموع الفتاوى» ٠(‏ ۶۷۱.ء. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


ڪل 


سر ہے و حت لكر عع ا روح کے ےھ 


ويضع عنهم إصرهم والاغلل أل ىكات عليه € [الأعراف: /ا ١‏ ]. 
وكانوا قبل مبعثه 4ة يستفتحون على الذين كفرواء ویقولون: سیبعث نبي وسوف 





هال : ج ق لما مهم و ا کل م رت عل ان 
کفروا فا اء هم تا عرفو ڪفروا ref‏ عَلَ الكدفريت 00 سما اف ارت 
أنعْسَهُمْ أن سو موس کپ من فص لعل من کا مِن عباوو او 
بعضَّب عل عص لکرس عدا مھ * [البقرة: 244 ۹۰]. 

وقال تعالى: #وَكَمَا کاخ دشو E‏ ربق نَأل 
أوثا اکى ڪب الہ وَراء ظهُورِهِم كانه لا يعمو رح ٭ [البقرة: »]٠١١‏ وقال تعالى: 


الین َاتيْسَهُمْ الکتب يعرفوته. كما يرون انم وله يا مَنْهُمْ كمون ألْحَنَّ وهم 
يَعْلَمُونَ € [البقرة: .]١45‏ 

وقد حذرهم الله- عز وجل- 3 المسلك بعدما امتنّ عليهم بنعمه فقال: 
# وء اموا ما ارت مَصیّقا لما معکم ول ۶ تکوبوا ول كافر بوه ولا محرو اموت ا 
سکرو ان يوا لْحنَّ وات امون ) وَأَقِيِمُوا الصّلَوَ و 
رکوہ وأزكعوأ مم أ اکن % [البقرة: .]٤١-٤١‏ 

ولكن هذا یت فھم أعداء الرسل- عليهم الصلاة ۳ فمنهم من كذبوهم. 
ومنھم من قتلوهمء كا قال عز وجل: اکلہ جا 4ک رسو لا جو شتک استکبرے 
فم َمَرِيقَاكدبم وَورِيعًا قو > چ٭ [البقرة: ۸۷]ء وقال تعا ی: ور جوا يَكُفرُورت بات 


الله صرصرج ور 


تفوت رر شا روہ [البقرة: ۱. 

قوله: #فاعموا وا صَعَحُوأ ٭ الأمر للمؤمنین: والعفو: التجاوز؛ وترك المؤاخذة على 
الذنب. 

والصفح: الإعراض عما حصل كلية» وترك اللوم والتثريب» وإزالة أثره في 
النفس» وهو أعلى درجات العفوء والكمال باجتماعھم| 


سورة الثبقرۃ, الآبتان: ۱۰۹ء ٠٠١‏ 


=۷ 


أي: فاعفوا واصفحوا عا حصل لکم من أذى من أهل الكتاب وغيرهم لح 





سے کے حر لئے 


کا قال تعای: لوَلسَمَعَت می زیی اونا الكتبين تیم وَمِنَ اليرت 
اش ہوا اذ کک اوان نصب روا اوتَتفوا فان دلاک رالمور 4 [آل عمران: ۱۸۲]. 

'لإحَيَ يق آله بأنروء 4 أي: حتی يأتي الله بأمره بقتالهم. 

وفي هذا دلالة على مراعاة التشريع الإسلامي للظروف والأحوال. والتدرج في 
التشريع؛ ولهذا ل يأمر الله- عز وجل- بالقتال حتى تمت تعبئة الأمة معنويًا بالإیمانء 
وماديا بالقوة والعدد والعدة. 

عن عروة د بن الزبير أن أسامة بن زید- رضي الله عنھما- أخبره؛ قال: «كان النبي وة 
وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب» کم أمرهم اللہ ويصطبرون على الأذى. 
قال الله عز وجل: #ولتسمعرى من ارين ڑا لوم برك ومن درت 
سوا اف کاچ الآية لان عمران: ۸۱:]. وقال الله: #وَدّ َي مٿ اَهَل 
الكتب لو ردود م يا ند یتیگ گنال كنا ين عند أيهم 4 إلى آخر الآية. 
وكان النبي ية يتأول العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم» فلا غزا رسول الله كَل 
بدرأء فقتل الله به صناديد کفار قريش» قال ابن أبي بن سلول» ومن معه من المشركين 
وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه» فبايعوا رسول الله كيه على الإسلام» فأسلموا'. 

وقد ذهب كثير من السلف. سیا عباس- رضي الله عنهم("- وجمع من 


کت 


۴ 
۷۴ 


الات اق 6 الآية #مَاعَمُوأ وَصَمَحُوأ حى يَأْنَ الہ يأرو 4 بآیات القتال كقوله 
تعالى: ففاقْنلوا ألْمُشْرِكِينَ حَيّتُ وشوه € [التوبة: 0]» وقوله: ‏ کیا الب ٦‏ 


لمشر کہ 


ا 


ومنو رت ے بالل رکا يئرم ال » [التوبة: ۲۹]. واختار هذا جمع من المفسرین منهم 


.)٥٥٤٦٤( أخرجه البخاري في التفسير‎ )١( 
أخرجه عن ابن عباس- رضي الله عنھما- الطبري في «جامع البيان» (٢/٤٢٥)ء وابن أبي حاتم في «تفسيره»‎ )۲( 
.)۱۰۸۹( الأئر‎ -)۲۰٢ /۱( 





عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 


الطبري وابن کثیر!''. 

والذي يظهر- والله أعلم- أن هذا لیس من قبیل النسخ ما بلی: 

أولا: أن الآية: إماعمُوأ وَآصَمَّحُوأ حى يأ الہ يأرو € مغياة بغاية ينتهي حكمها 
عن علو ل تللق الا ول تدخا 

ثانياً: أنه لا تعارض في الحقيقة بين قوله تعالى: #فَاعُْوأْ وَآصَمَّحُوأ حى يان أده 
يأرو € وكذا آيات الأمر بالعفو والصفح والإعراض عن المشركين» وأهل الكتاب. 
ومجادلتهم بالتي هي أحسن» ونحو ذلك؛ وبين آيات القتال عامة؛ لأن كلاً منھما 
موقوتة بمناسبتهاء وعلى الأمة أن تطبق ما قدرت عليه منھماء حسب مراحل قوتها 
وضعفها فتطبق الآمر بالقتال حال قوتہاء وتطبق الأمر بالعفو حال ضعفها'. 

ون الله ي ڪل شىء فد ک4 «إن» حرف توكيد ونصب» و(شيء) نكرة تعم أى 
شيء مهما كان ذلك الشيء» ومهم قل أو كثر» صغر أو كبر. 

تر 4 أي : ذو قدرة تأمة» وقدم المتعلق» وهو قوله اَل ڪل شىء ٭ لتأكيد 
کال قدرته- عز وجل- وعمومها لكل شيء» وأنه- عز وجل- لا يعجزه شيء. کا 
قال عز وجل: ماکاک لے جن کی ر في الک کوت رن الا 4 [فاطر: ٤٤]ء‏ وقال 
عز وجل : # وکن الله عمل سیو مُعَدْنَ # [الكهف: .]٥٤‏ 

فهو- عز وجل- ذو قدرة تامة على كل شيء» يبدل الأحوالء ويأتي بأمره» ويعفو 
مع القدرة» کما قال عز وجل: اون الله کان عفوا را # [النباً: 4 .]1١‏ 

وقال َ: لا أحد أصبر من الله على أذى يسمعه» إنہم يجعلون لله نذاء ويجعلون له 
ولد وهو يرزقهم ويعافيهم)7". 


)١(‏ انظر: «جامع البيان» (۲/ »)٤١ ٤‏ تست ابن کٹر۲۲۲/1(4): 

)٢(‏ انظر: «نوا سخ القرآن» لابن الجوزي» ص(۱۳۷))ء «البرهان في علوم القرآن» (۲/ ۲ »)٤١-٤‏ «أضواء البيان» 
(۸ء «مناهل العرفان» (۲/ .)٥٥١‏ 

(۳) أخرجه البخاري في الآدب (۹٦١)ء‏ ومسلم في صفة القيامة والجنة والنار -)۲۸۰٢(‏ من حدیث عبداللہ بن 
قيس - رضي اللہ عنه. 


سورة اليقرة» الآيتان: ١٠١48‏ 


۷۹ سے 





ویش التو انوأ ركو 4: 

ذكر عز وجل مودة أهل الكتاب رد المؤمنين من بعد إیم|نہم كفاراً حسداً هم» وأمر 
المؤمنين بالعفو والصفح حتى يأتي الله بأمره» بفرض القتال والفتح على المؤمنين» 
ونصرهم على من عاداهم» ثم أمر بعد ذلك بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة؛ لما فيها من 
العون على الصبر» وتحمل العفو والصفح» وعلى القتال عند فرضه والأمر به. 

قوله: #وَأَقِيمُوا أَلصَكَرِءَ * الصلاة لغة: الدعاء قال تعالى: وص مهم صَلَونَكَ 
مک نم ک4 [التوبة: ۴٠۲۱ء‏ أ ادع هم. 

وفي الحديث: أن رجلا قال للنبي يِه هل بقی من بر أبويّ شىء أبرهما به بعد 
موتبا؟ قال: «(نعم» الصلاة علیھم| والاستغفار ...٠ء‏ أي: اناوت 


قال الأعشى(5): 
تقول بشي وقد قَرّبتث مرجلا يارب جب أي الأوصاب والوجعا 


2 


عليكِ مثل الذي صليت فاغتمضی ‏ نوما فإن لجنب المرء مضطجعاً 


٠ 


والصلاة شرعاً: التعبد لله- عز وجل- بأقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير ختتمة 
بالتسليم. 

ومعنى #وَأَقِيمُاْ الصَكزءَ 4 أي: أدوا الصلاة فرضها ونفلها تامة كاملة قائمة 
بشروطها وأرکانہاء وواجباتہاء وسنٹھاء هذا هو معنى إقامتها؛ ولهذا يأتي الأمر في القرآن 
الكريم والسنة النبوية- غالباً- بإقامة الصلاة» دون أن يُقال: «صلوا»؛ لأن المهم في الصلاة 
أن تؤدى كما شرعها الله قائمة تامة الشروط والأركان» والواجبات والسنن» فإن لم تكن 
كذلك» فهى صلاة ناقصة» غير قائمة» وربا كانت صلاة صورية فقطء لا تنفع صاحبها- 
کا هو حال کر من الان وهذا فال مال ول تنک ل ا ف 
صلاتم ساهو ن )لذبن هم راء وت ا(ن۵) وَيِمََعُونَالَماغُوںَ € [الاعون: »]۷-٤‏ وعن عیّار بن 
(١)‏ أخرجه أبوداود ف الدب »)٥۱٤١(‏ وابن ماجه في الآدب -)۲٦٦٤(‏ من حدیث مالك بن ربيعة الساعدي- 
(۲) انظر «ديوانه) ص(١0١).‏ 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





| 


اس رضي الله عنه- - قال: ااسمعت رسول الله ا يقول: «إن الرجل لينصرف وما كتب 
له إلا عشر صلاته. تسعهاء ثمنھاء سدسهاء حسهاء ربعهاء ثلثهاء نصفها»(۱. 
انوأ كوه 4 أي: أعطوا الزكاة المفروضة طیبة مها نفوسكم لمستحقيهاء 
و ور رہوش ہے ہت نما ألصدقت للضفراءِ 
الکن وَلملینَ علا والمولفة ويم وف الراب ررمي وف سیل الو ون 
ايل © [التوبة: ]٦٦‏ 
والزكاة لغة: الناء والزيادة» يقال: زكا الزرع» إذا نما وزاد. 
وشرعا: التعبد لله- عز وجل- بدفع حق مالي خصوص: من مال خصوص» 





وسميت الزكاة ذا الاسم؛ لا رقي ا مالء وتنميه» ولا تنقصه؛ ولهذا قال : 
(ما نقصت صدقة من مال»". 


9 ل سر 0 
ذنوبه» کما قال تعالى: #مْلْ من موم صد سر ا جار رهم ورک 0 


هم دهم ۵ ب 2 پک ا - 

وتزكي وتنمي الثواب والأجر له» كما قال تعالى: مكل الذي يُنَفِفُونَ أَمَولَهُمْ في 
سیل الله كمَشَل بوانت سبع سکایل و كل متا ا رارك ا ميك يس کک ابعر 
5١‏ ]. 


وقال سی ائ: (مَنْ تَصَدَّق بِعَدْلٍ و ےش طب ول ابل انه إلا الطیب؛ وإ 
الله يتقبلها بيمينه ٹ ری بی روس سس ہت 
کا آنا تزكى نفس آخذهاء من الحقد والضغينة على إخوانه الأغنياء» وتعفه عن 


(۱) أخرجه أبوداود في الصلاة (۷۹۲))ء وأحمد /٤(‏ ۳۲۱). 

(۲) أخرجه مسلم في البر والصلة (۸۸٥۲)ء‏ والترمذي في البر والصلة (۲۰۳۰)» وأحمد (7/ 770)- من حديث أي 
هريرة رضي الله عنه. 

(۳) أخرجه البخاري في الزكاة »)١5٠١(‏ ومسلم في الزكاة (١٤۱۰۱))ء‏ والنسائي في الزكاة .)٠٠٠١(‏ والترمذي في 
الزكاة (2571) وابن ماجه في الزكاة -)۱۸٤۲(‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. 


سورة البقرة» الآيتان: 48 ١٠١‏ 


۴۸ 





اا 

وخص الصلاة والزكاة؛ لأن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وهي 
عمود الإسلام» وأعظم العبادات- بعد الشهادتين» وأهم العبادات البدنية. 

ولأن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام» وأعظم العبادات بعد الصلاة» 
وأهم العبادات المالية» وهما القرينتان في القرآن الكريم في نحو اثنين وثمانین موضعاً. 

وخصھ| بالذكر أيضاً؛ لأا من أعظم أسباب العون والتمكين» والنصر المبين» 
کا قال تعالى: لوَلكَنصُريك> اله نینط إلى الله قوی عر © لزنن ممم في 
لک أقاذا الشكن کا لكر 2ا کین ا2 لت وير ونه 
اکور € (المج: .]4١ 4١‏ 

وكا كرما تہ من خر 4۴ الواو: استئنافية» واما): اسم شرط جازم 
واتقدموا): فعل الشرط مجزوم بحذف النون. 
من حير # «من» بيانية» و«خير» نكرة في سياق الشرط تفيد العموم» أي: أ 

خیں مهما كان قليلاً أو کثیراء کما قال تعالى: فمن مَل يمال َرَو حارم 4 
[الزلزلة: ۷]ء وقال يَكلِيةِ: «اتقوا النار ولو بشق تمرة)7١)2.‏ 

والمعنى: وما تقدموا لأنفسكم في حياتكم من خير أيّا كان ومھما کان من صلاة 
وزكاة» وغير ذلك من أعمال البر والخير. 

اتوہ عند أل : جواب الشرطء أي: تلقوه عند الله يوم القیامة مدخراً لكم 
ثوابه» مضاعفاً لكم أجره» کا قال تعالی: ٭وایموآ لصو وءاثوأ لكوم وأقرضوا الله ًا کا 
وما دیعو لاٹ بن خبر يدوه عند أله هويا وعم اا4 [المزمل: .]١‏ وقال تعالى: ٭وَإِن كك 
َة يصَلعِفهًَا ودوت من لَنَلَمرا عَظِيمًا € [النساء: .]٤٠٤‏ 


وفي قوله: لأسي 4 استجاشة للضمائر» وتحريك للهمم» بأن الإنسان إذا عمل» 


(A ۴ 


4 


)١(‏ أخرجه البخاري في الزكاة- اتقوا النار ولو بشق تمرة »)١4١11(‏ ومسلم في الزكاة- الحث على الصدقة ولو بشق 
تمرة (۲۳۲۸) والنسائي في الزكاة -)۲٥٥٢(‏ من حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 





۳۸۲ 
کے ہے سے صر مر وھ سیب عل 


إنما يعمل لنفسه. کم قال تعالى: # ممن عیل صَللِحًا فلِنفْسيهء € [فصلت: ٤٥]ء‏ وقال وك «كل 
الناس يغدو. فبائع نفسه» فمعتقها أو موبقها»(. 

و لهذا قال بل یوما لأصحابه: «أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله»؟ قالو با سوك 
اه ما منا أحد إلا ماله أحب إليه. قال: «فإن ماله ما قدمء ومال وارثه ما آخر». 

وقد تن 
ول أجدالإنسانإلاابن سعيه فمن کان أسعى كان بالمجد أجدرا 

وفي قوله: #عِند الله © إشارة إلى تكفله- عز وجل- التام بالإثابة على أعمال 
الخير. وقد أحسن القائل: 

من يفعل الخير لا یعسدم جوازيه لايذهب العرف بين الله والناس ١‏ 


سے ھے سے سم سر ار 


ن الله يما ھملوت بصي 4 «إن» حرف توکید و«ما» مصدرية» أو موصولة 
أي: إن الله بعملكم» أو بالذي تعملون بصير. 

وهي تفيد العمومء أي: إن الله عالم بجميع أعمالكم» من أعمال الجوارح الظاهرة» 
وأعمال القلوب الباطنة» من الأقوال والأفعال» لا يخفى عليه منها شىء وفي هذا 
ترغيب في العمل الصالح» وترهيب من ضده» ووعد لمن أحسن» ووعيد لمن أساء. 

وني تقديم المتعلق وهو قوله: يما نمور 4 على المتعلق به «بصير» توكيد 
لعلمه- عز وجل- بأعمال العباد» وتوكيد للترغيب والترهيب» والوعد والوعيد. 

الفوائد والأحكام: 
-١‏ شدة عداوة کشر من آهل الكتاب وحسدهم هذه الأمة- وبخاصة اليهود. 


)١(‏ أخرجه مسلم في الطهارة (۲۲۳) والترمذي في الدعوات (۱۷٥۲)ء‏ وابن ماجه في الطهارة (۲۸۰)- من حديث 
أبي مالك الأشعري- رضى الله عنه. 

(1) أخرجه البخاري في الرقاق (٤٦٦٣)ء‏ والنسائي في الوصايا -)۳٦٣٣(‏ من حديث عبدالله بن مسعود رضى الله عنه. 

(۳) البيتان لابن هاني. انظر: «ديوانه» ص(٠1١).‏ ۱ 

.)0١(ص البيت للحطيئة. انظر: «ديوانه»‎ )٤( 


سورة البغرة» الآيتان: 4٠ل ١٠١‏ 


0 سے 
ومودۃ اا ا 0 


لقوله تعالى: ود کر يرك اهل الکن لو دوت مر تع بعد ايم 


ع م سے 





گھاتا حسنا من عند شیہم 4. 
۲- أن المرتد من کفر بعد إیمانە؛ لقوله: لو ردوگ من بعد ایمیک گار 4. 

-٣‏ الإشارة لعظم نعمة الله على هذه الامة بالإسلام والإیمانء وبعثة محمد باي ونزول 
القرآن؛ لقوله تعالى: #حَسمًا 4 أي: حسداً لكم على ما أعطاكم الله من الخير 
العظيم» والفضل العمیم. 

- أن حسد اليهود هذه الأمة نابع من تلقاء أنفسهم الشريرة لما تنطوي عليه من خبث 
النواياء وسوء الطواياء والحقد الدفين» لا لسبب غير ذلك؛ لقوله تعالى: حَسنا 
من عند نيهر *. فالحسد من أخص صفاتهم. کما قال تعالى: دأ ون 
الاس ع ماع اتل الین فصاو € [النساء: .]٥٥‏ 

-٥‏ وجوب الحذر من ا حسد فإنه داء وبيل» ومرض خطيرء من أعظم أسباب الاعتداء 
على الغيرء ورد الحق وخالفته؛ محبط للأعمال» ومن أخص صفات إبليس» وأعداء 
الرسلء من اليهود وغيرهم. 

- أن من أهل الكتاب من سلم من هذا الوصف الذميم» فآمن بالنبي بيا وهم قلة 
كعبدالله بن سلام رضي الله عنه؛ لفهوم قوله تعال: # وَدَّ كَْيرٌ تن اَهَل 
ألکتب #. 

۷- نسخ الإسلام لجميع الآديان السابقة وأن من دان بغيره فهو كافرء لا يقبل منه 
لقوله تعالی: #لَوْ بردو کہ من بعد ایمیک کارا 4 كما قال تعالى: لالت 


مِتے او أَلاسَلمٌ 4 [آل عمران: ۱۹]ء وقال تعالى: ٭ ومن بتع عر ایتا کان بقبَلَ 


+ ہے ےہ 


مه وهو في أَلََِخْرَۃ من لسرن [آل عمران: ۹۵. 
- تعنت اليهود وعنادهم» وخالفتهم الحق. وصدهم عنه» بعدما تبين مم وعرفوه. 
كا يعرفون أبناءهم» ولهذا استحقوا وصف الغضب في القرآن الكريم. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


م 
< 
fF‏ 
۱ 





۱ 
صر 


وا الوا 
ن بد ما َم الح ». 
۰- التدرج في التشريع ومراعاة أحوال الأمة؛ لقوله تعالى: #َاعْمُوأوَاصمَحُوأ حق بای 


ص 


لله بأو 4 فلحال ضعف الأمة ما يناسبه» ولحال قوتہا ما يناسبه. 
0 مهادنة الکفار في حال ضعف المسلمين؛ لقوله تعالی: #فاعفوا وأصمحواً 
حى يَأ أله أن ۹ء وليس من ا حکمة التحرش بالكفار» وإعلان القتال لهم 
قبل تعبئة الأمة معنويًا بالإیمان وماديًا بالسلاح والتدريب والعتاد والجمع بين 
التوكل على الله» وفعل الأسباب. 

۲۔ إذا نجع العفو والصفح فلا ينتقل للعقاب والقتال؛ لحصول المقصود بالعفو 
والصفح» مع أن ذلك أيسر وأسهلء وفيه دعوة للمعتدي» وتحبيب له بترك 
الأذى والاعتداء. 

-٣۳‏ أن من تمام العفوء وکمال أجره أن يقترن بالصفح» وهو ترك اللوم والتثريب. 

.* أنه عز وجل يفعل ما يشاء ویحکم ما يريد؛ لقوله تعالى: لإحَقٌ يان أله اموي‎ -٤ 

-٥‏ قدرة الله- عز وجل- التامة الشاملة لكل شيء؛ لقوله تعالى: إن آله ع كل 

٦۔‏ وعد الله- عز وجل- وبشارته للمؤمنين بفرض الجهاد وإمدادهم بالقوة 
والتمكين» وقد تحقق لهم ذلك بفضل الله عز وجل. 

۷- وجوب إقام الصلاةء وإيتاء الزكاة؛ لقوله تعالى: #وَأقِيمُوا اَلكَلوٰهٗ واوا 
لكر 4. 

۸- عظم شأن الصلاة في الإسلام؛ هذا خصّها عز وجل بالذكر من بین العبادات 
البدنية» فهي الرکن الثاني من أركان الإسلام» وهي عموده» وأهم العبادات- 
بعد الشهادتين» وهي الصلة بين العبد وربه. 

۹-۔ أن المهم في الصلاة إقامتها إقامة تامة؛ بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها؛ 


سورة الثبقرۃ الآيتان: ۱۰۱۹ء ٠٠١‏ 


۹ -ے 





لقوله تعالى: ٭ وَأَقَیمُوا الصكوة 4. 

۰- أن الصلاة أهم وأعظم وآكد من الزكاة لتقديمها عليها في الذكر- غالباً- في 
القرآن والسنة. 

-١‏ أهمية الزكاة» فهي الركن الثالث من أركان الإسلامء وهي أعظم العبادات المالية, 
وأهم العبادات بعد الصلاة» وهي قرينة الصلاة في القرآن الكريم في نحو اثنين 
وثمانین موضعاًء فه| القرینتانء ففي الصلاة: الإحسان في عبادة الله» وفي الزكاة: 
الإحسان إلى عباد الله. 

۲- أن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من أعظم أسباب العون على أمور الدنيا والدين» 
والتمكين والنصر المبين» والثواب العظيم. 

-٣‏ أن ما يقدمه الإنسان في هذه الحياة من خير فلنفسه؛ لقوله تعالى: #وما ندموا 

لیگ ون خر 4. 

أن سی سور سے یدرو 

کہ جج وت أحوج ما يكون إليه؛ لقوله تعالى: ##وما 

مدموا نکر ون خر يدوه ند الله * وفي الآية الأخرى: #أوما رمو لإ لا ین 


بر يدوه مند الم مسرا ألم لجرأ 4 (الرمل: ۲۰ 

ٗسموپ 0 
آل 4. 

-٦‏ الترغيب في ا حبر قولاً وعملاً؛ وإنفاقاً وبذلآ» والاستزادة من ذلك. 

۷- علم الله- عز وجل- واطلاعه التام على أعمال العباد كلهاء فيجازي كلاً با 
عملء وفي هذا ترغيب في العمل الصالح وترهيب من ضده» ووعد لمن أحسن. 
ووعيد لمن أساء؛ لقوله تعالى: إن الله یما عملورے بصي (41)00. 

2 2 جا 


٤ 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


د ۳۸۷ 





قال اللہ تعالی: #وقالوا ن يَدَحُلَ الک الا من کا0 موا أو ریا الک أَمَانيِّمُمْ فن 
هاا كَاوا عم إن صوفت ل بَق مَنْ سک 2 وهو ہوم 
ره عند ری وَلا حوف عَلِيهِمْ وکا هم حرو )وات ابوڈ يست الصریٰ ع ىء وکال 


کرابت آل چو عل کے دج ن الكت ب کدلک قال از لایعلموں مکل دولوم ا بعک 
نهم زم ألْيْمَةَفيمَا کاوا وِدِيحْمَلِفُونَ .4))W‏ 

قوله تعالى: #وَفَالُوأ کن يَدَخُلَ اَلْجَتَة الا من کان هوا أو تصاریٰ تلك أمَانيْهُمْ کن 
هانوأ وڪم إن كُنثَرٌ صيقيت (400. 

قوله: #وَمَانُوأ4 أي: وقال أهل الكتاب من اليهود والنصارى: لن يَدَخُلَ الْجَنَةَ 
لا من کان هوا أَوَ صر )» فقال اليهود: لن يَدَخُلَ الْجَنَّدَ الا کان هُودًا 4 كما قالوا: 
کی مَس كار الا اما مدرد 4 [البقرة: ۸۰]. 

وقالت النصارى: لن یدخل ا حنة إلا من كان نصارى. 

قال ابن القیم: «هذه دعوى من كل واحد من الطائفتین أنه لن يدخل ال جنة إلا من 
كان منھماء فقالت اليهود: لا يدخلها إلا من كان هوداًء وقالت النصارى: لا يدخلها 
إلا من كان نصرانياًء فاختصر الكلام أبلغ اختصار وأوجزه مع أمن اللبس ووضوح 
المعنى»(). 

و«إلا»: أداة حصر» فحصرت كل طائفة منهم دخول الجنة فيهم» وقصرته عليهم 
فحجّروا واسعا» وحصروا فضل الله تعالى. 

فرد الله تعالى عليهم بقوله: 

ويلك اا عانوأ رمڪ إن َنَم صَدقت 4 جلة ليت 
أمَانيّهّْ يم ۹ معترضة واتلك) : اسم إشارة» والإشارة لمقالتهم. 

ماف 2 93 (أماني» جمع أمنية» أي: تلك أماني يتمنونها على الله بغير حق, 
والتمني هو: الطمع في طلب ما يعلم عدم حصوله؛ لتعذرہ واستحالته كما في قول 
الشاعد: 


۰ 


سس 


.)۳۳۳ /۱( انظر «بدائع التفسیر)‎ )١( 


سورة اثبقرة الآبات: ۱۱١۱‏ - ۱۱۳ 


۷ = 
ألاليتالشباب يعوديوما فأخيره به فعسل المشيب(١)‏ 

و الا ل7 التي راس مال المفاليس»: 

4 ره و ساس 3 1 : 7 7 

لفل هانوا رُمَدبَكُمْ 4 أي: قل لهم يا محمد أعطونا دليلكم وحجتکم على أنه لن 
يدخل ا نة غيركم. 

#إن ڪر صَددقِيرت ۹ أي: إن كنتم صادقين في دعواكم. 

نیو واي ها و سای رو سر عتدهم سر ری پا 
قال تعا ی: # لاماي کول أماي آهل التپ من يعمل سُو٤ا‏ جر بد [النساء: .]۱٢۴‏ 

قوله تعالى: ل ب مَن أَسَلم وھ لہ وَهُو جيسن دہ لبرہ عند رَيوء ولا حو علوم 
ولاهم حرو )4 . 

قوله: ٭ بی من أَسْلَمَ وَجْهَه لَه ٭ «بلى»: حرف جواب لإثبات ما نفوه من دخول 

والمعنى: «بلى» يدخل الجنة کل من أسلم وجهه لله وهو حسن وإن لم يكن هودا أو 
نصارى» و(من): شرطية» و«أسلم»: فعل الشرطء وجوابه: لفل اجره عند رَيْدِء ۹ء 
وربط بالفاء؛ لأنه حملة اسمية. 


سے 


ومعنی #أَسَلَم وَجَهَه َِّهِ 4 أي: توجه إلى الله بقلبه وقالبه وأخلص لله عمله. وهذا 
هو الشرط الأول لصحة العمل وقبوله وهو الإخلاص لله تعالى ىا قال تعالى في 
الحديث القدسى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ من عمل عملاً أشرك معى فيه غيرى 
تركته وش ركه0(0). 





مر عسل ہر 


وهو جسن € الواو حالية» أي: والحال أنه حسن: أي: متعبد لله با شرع وما 
جاء به رسوله محمد يي وهذا هو الشرط الثاني لصحة العمل وقبوله» وهو أن يكون 
وفق ما جاء في الشرع» كا قال كِ: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردا(۳) وقال 


.77 البيت لأبي العتاهية. انظر: «ديوانه» ص‎ )١( 
من حديث أبي هريرة طلنه.‎ )٦٢٤٤( أخرجه مسلم في الزهد والرقائق (۹۸۵م) وابن ماجه في الزهد‎ )۲( 
أخرجه مسلم في الأقضية (۱۷۱۸) من حديث عائشة- رضي الله عنها.‎ )۳( 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن؛ ج٢‏ 





د ۳۸۸ 


ایا : امن أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)(1). 
فتضمنت هذه الآية وو صحة وقبول العمل» وهما: الإخلاص وا تابعة كا 


س ڑم 5 


IT‏ مر نت ن الم وجه لله وهو حَيِسنٌ ٭ [النساء: »]٠٠١‏ وقال تعالى: 


مي وہ مہ خر > ھے روس ص 


E O SS Oe 

[لقمان: ٢۲]ء‏ وقال تعالی: ھن کان روا لاء ري فلیعمل عملا صللا ولا شرك بعبادة ريد لمدا 4 
[الكهف: .]١٠١‏ 

فمن لم يخلص العمل لله تعالى فعمله باطل مردود کا منافقین ونحوهم. قال تعالى: 


سے 


ودا قَامُوا ا لی الصلوٰ قاموا حساك راون الئاس ولا يدهمو الله الالیلا € [النساء: ٤٤١]ء‏ وقال 
تعال: ويل إتمصزت ایا الین ہم عن صلاخ ساخوں ایا الین ہم اوت © 


سر مر ے سر و سر صرحصر کر 


وبمنعون الماعون ٭4 [ا ماعون: ؛ - ۷]. 

ومن تعبد الله بغير ما شرع فعمله باطل مردود» كالرهبان وأهل البدع ونحوهم. 
قوله: هله ابر 4 أي : فله ثواب عمله» وهي الجنة وما فيها من ألوان النعیم؛ وقذم 
ا خر وهو قوله: ال رسک ٹر اناج ادا لضانه كك له وتكفله به» تفضلا منه 
ارد كا من # کب عل نيد الحم ٭ [الأنعام: ٥٥]ء‏ وقال تعا ی: #وَرَحَمَق 


سے عه ل + روس لہ یس 


وسعت د انها لاد َون € [الأعراف: .1٦‏ 

وني حديث معاذ ظله «أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟) قلت 
الله ورسوله أعلم. قال: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشر كوا به شيئاًء وحق العباد 
على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً»(2). 

#عِندَرَيو 4 أي: عند ربه» خالقه ومالكه والمتصرف فيه وني هذا إثبات ربوبية الله 
كلك الخاصة لأوليائه» وتعظيم هذا الأجر؛ لأنه عند الله كك وضامن له. وأنه لن يضيع 


)١(‏ أخرجه البخاري في الصلح (7791)» ومسلم في الأقضية (۱۷۱۸)ء وأبو داود في السنة (47057)» وابن ماجه في 
المقدمة )١5(‏ من حديث عائشة رضی الله عنها. 
أن مات على الإيهان دخل الحنة قطعًا (٣۳)ء‏ وابن ماجه في الزهد )٦٢۹٤(‏ من حديث عائشة رضی الله عنها. 


سورة البقرة: اللآيات: ۱۱۱ ۔ ۱۱۳ 





۳۸۹ ے 


عنده كبْكَ؛ِ کما قال تعا ی: نا لا ضيع آجر من أَحَسن عملا ٭ [الكهف: ۰٣]ء‏ وقال تعالى: 
«ولاضِية اج رَاَلْمْحيیِنَ € [يوسف: .]٥٥‏ 

لوَلَاحَوَفُ عَلَِمَ 4 فیا يستقبلون وفيه| أمامهم في الآخرة کا قال تعالى: الب 
َامَثوا ولد لیو إيمدتهم بظلی أوْلتيكَ لم انرم مهدو © [الأنعام: ۸۲]. 

وهم نصيب من ذلك في دنياهم بسبب إي|نهم بالآمن النفسي والطمأنينة وانشراح 
الصدورء کا قال تعالى: ٭ الین اموا ومین لوبهم پذکر ال ألا ینکر اله تسين 
لقث € [الرعد: ۲۸]ء وقال تعالی: امن رح ال صد لاسکی هَهُوَ عل ور من ریو چ4 
[الزمر: .]۲٢‏ 

وقال كَلْةِ: «عجباً لأمر الؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان 
خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خبراً له. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن۱(۷). 

ولا هُمَ رنوت 4 أي: ولا هم يحزنون على ما خلفوا في الدنيا بعد موتہم من 
أولاد وأهل ومال وغير ذلك؛ لثقتهم أن الله یتولی ذلك؛ کا في قوله تعالى: ِن ولتی اہ 


7 سے دس سر سی سر سس ےر 00 
لَذِى نَرّل الكتب وهو ول الصَلِحِينَ © [الأعراف: .]۱۹١‏ 


وأيضاً لا يحزنون على ما مضى وفاتهم في حياتهم؛ لإيانهم بقدر الله تعالى وأن 
الخيرة فیم| يختاره الله لهم کا قال تعالی: ٭ لتاسو عل مَاقَاتَكُمَ 4 [الحديد: .]٢٢‏ 

وإذا اجتمع للإنسان الأجر والثواب والسلامة من الخوف والحزن كملت له 
النعمة واندفعت عنه النقمة» وحصل على المرغوبء. ونجا من المرهوب- نسأل الله 
تعالى من فضله. 

قوله تعالى: وات الود لست التصَدرئ عل سَىْءِ وَقالتِ التصرئ لست الْيهودٌ عل سَىْءٍ 


سے 


وھ > 


رو ~1 ے ا ص ہ ے کے مک ع س سروس ص سے سے قات پر شی وین شر رو 1٦‏ كر م 
وَهُمْ يسلود التب كذلك قال الَذِنَ لا يعلموت مل فولهم فالله بحکم ينهم ہوم الْعِيَمَةٍ فما کانوا 
فد تَلمُونَ 7)). 

روى عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنھما- قال: «لما قدم 


)١(‏ أخرجه الطبري في «جامع البيان» (۲/ ٤‏ 47 - ٤٣٣)ء‏ وابن أبي حاتم في «تفسيره» (۲۰۸/۱)ء وانظر «السيرة 
النبوية» لابن هشام .)۵٤٥۹/۱(‏ 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





آهل نجران من النصارى على رسول الله بيا أتتهم أحبار مهود فتنازعوا عند رسول 
الله اة فقال رافع بن حريملة: ما أنتم على شيء وكفر بعيسى ابن مريم وبالإنجیل 
فقال رجل من أهل نجران من النصارى لليهود: ما أنتم على شيء» وجحد نبوة موسى 
وكفر بالتوراة» فأنزل الله تعالى في ذلك من قوط): لوَدَاتٍ الود ليست اللَصَریٰ ڪل شَىْءِ 
وکالت لتر لدست الود عل سء 4 إلى قوله: «إفيمَا كانوأ ويه لفون ۱(۷4). 

قوله: #وكالتٍ الود لست الَصریٰ عل سَّىْءِ 4 أي: ليست النصارى على شىء يعتد 
به من أمر الدين» أي: أنهم كفار» وليسوا على صواب ولا على حق. ۱ 

وإنما كفر اليهود النصارى لإيانهم بعيسى الفلا وبالإنجيل» وهم أي: اليهود 
يكفرون بعيسى وبالإنجيل» وقوطهم هذا باطل؛ لأن النصارى ما كانوا متبعين لعيسى 
ال عاملين بالإنجيل كانوا على حق ودينهم صحیح فلم| حرفوا وبدلوا صاروا ليسوا 
على شيء. 

وَكَالتٍ الَصنریٰ لیستِ الْيَهُودٌ عَلَ تی و 4 أي: ليست اليهود على شيء يعتد به من أمر 

الدین أي أنهم كفار. 

واليهود لما كانوا متبعین لموسى اق عاملین بالتوراة کانوا على حق» فلا حرفوا 
وبدلوا أو كفروا بعيسى اكلا وبالإنجيل صاروا ليسوا على شيء. 

أما بعد بعثة محمد ية ونزول القرآن ونسخه جميع الشرائع السابقة فمن دان بغيره 
Mg‏ شوق ان 
مِنّ ألْحَِسِِينَ ٭ [آل عمران: ۸۰]. 

لوهم يَنْلُونَ ألكتب * الجملة حالية» أي: والحال أنهم يتلون الكتاب» أي: 
يقرؤون الکتاب؛ و«ال» في الکتاب للجنس: أي: وهم يقرؤون التوراة والإنجيل» 
ويعلمون تصديق كل منھم| للآخر. 

و«الكتاب» بمعنى المكتوب المقروء» وكل منھم| مكتوب مقروءء فالتوراة كتبها الله 





)١(‏ أخرجه الطبري ف (جامع البیان) (۲/ 575 - ٤٣٣٦)ء‏ وابن أبي حاتم ٤‏ (تفسیرہ) (۲۰۸/۱)ء وانظر «السيرة 
النبوية» لابن هشام .)٥٤۹ /١(‏ 


سورة البشرة: الآيات: ۱۱۱ ۔ ۱۱۳ 5-7 
تعالى بيده» وهي أيضاً والإنجيل كل منھما مكتوب مقروء بین الناس» وفي ا حدیث: قال 
آدم لموسى- الصلاة والسلام: «أنت موسى اصطفاك الله بكلامه» وكتب لك 
التوراة بيده»(). 

واليهود والنصارى وإن كان بعضهم أعداءً لبعض» ويكفر بعضهم بعضاء إلا ا ہم 
يتفقون هم وغيرهم من الکفار على عداوة الإسلام ويوالي بعضهم بعضاً ضد 
المسلمين؛ کم هو مشاهد وواقع. 

كلك قال لذب لا يَعْلَمُونَ مَل قَولِهِمْ ۹ء الكاف للتشبيه بمعنى (مثل)ء (ذلك): 
اسم إشارة إلى مصدر الفعل «قال»» أي: مثل ذلك القول. 

ا لا يمَكَمُونَ 4 أي: الذين لا علم عندهم» وهم مش ركو العرب؛ لأنهم لیسوا 
آهل کتاب» فهم أميون لا علم عندهم» ىما وصفهم الله بقوله: #وَدَالَ ألْذِينَ لا بَعَلَمُونَ 
ولا مُكلْمِمَا أله أو تَأَتِيمَا َيه 4 [البقرة: ۱۱۸] وهذا قال بعده: # دلت قال لذت من 
لهم € [البقرة: 1۱۸]ء يعني : اليهود والنصارى. 

والمعنى هنا: أن المشركين كذبوا الأديان كلها اليهودية والنصرانية والإسلام؛ كما 
قال الله عنهم: طِذقا لو ما رل اه عل بشرمن َو [الأنعام: ۹۱]. 

ولهذا قالوا: محمد صابئ» أي: خارج عن الدين أو لا دين له. 

وقيل: المراد بقوله: ٭كَذَلِكَ مَالَ الَّذِنَ لا يمْلَمُونَ 4 أي: الذين لا يعلمون من اليهود 
والنصارى آنفسهم» ممن لم يتلو الكتاب» فاستوى على هذا قول عالمهم وجاهلهم. 

وقيل: الذين لا يعلمون من الأمم السابقة. 

وني هذا ذم وتجهيل لعلاء اليهود والنصارى حيث شبه قوم بقول أهل الجهل الذين 
71م رر فو چک ور و تو مو کک و يكم 

لينل مَوَلِهِمَ 4 تأكيد لقوله: #كَنََلِكَ 4 للدلالة على تمام المشابهة بين قول اليهود 
والنصارى وقول الذين لا یعلمونء ومصداق لقوله 5ةِ: «لتتبعن سنن من کان 





)١(‏ أخرجه البخاري في تفسير سورة طه (517/75) ومسلم في القدر (5 5565), والترمذي في القدر )۲۱۳٥(‏ وابن 
ماجه في المقدمة (۸۰))ء وأحمد (۸/۲٦۲ء‏ ۳۹۲)- من حديث أبي هريرة- رضى الله عنه. 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن؛ ج٢‏ 


قبلکم) ا لحدیث(). 

وها هم الرافضة- أخزاهم الله- يكفرون من عداهم من المسلمين» فصاروا في 
طليعة الجهلة الذين لا يعلمون وأشباه أهل الكتاب» من اليهود والنصارى. 

لالہ كم بهم بوم َة & الفاء: عاطفة؛ أي: فالله یقضی ويفصل بينهم يوم 
القيامة. 

لفيا کان فيه لوت 4 أي: في الذي كانوا فيه يختلفون» أي في الخلاف الواقع 
بينهم» أي: بين اليهود والنصارىء وبين اليهود أنفسهم. وبين النصارى أنفسهم. وبين 
المسلمين وغيرهم من الكفار وسائر الخلق. 

فيبين كك من كان على الحق ومن كان على الباطل» ويجازي كلا بعمله» ويعطي كل 
ذي حق حقه. کیا قال تعای: إنَّ الزن اموأ ورین هادوا والص ین والصنریٰ والمجوس 
ولد ضر وا اک الہ يقل بهم بوم اق إن الہ عل کل سیو شيد 4 [الحج: ۷١]ء‏ 
وقال تعا ی: # قل قل جمع ب بیننا ريا ٹم تح بيسن بلحي وو الْمَنَاحٌ م الْعليم © [سبا: ١؟]‏ . 

قال وت اويح الله في الآخرة بين المختلفين بحكمه العدل» الذي أخبر 
به عباده» فإنه لا فوز ولا نجاة إلا لمن صدق جميع الأنبياء والمرسلين» وامتثل أوامر ربه» 
واجتنب نواهيه» ومن عداهم فهو هالك». 

الفوائد والأحكام : 
ES‏ لقو له تعالى: # وقالوا لن ندعل 

الا می و فاليهود يقولون: لن يدخل الجنة غيرهمء 

والنصارى يقولون: لن يدخل الجنة غيرهم. 
۲- تزكية اليهود والنصارى لأنفسهم وإعجابهم واعتدادهم بهاء وتعصبهم لا 

وتحجيرهم فضل الله كك الواسع العظيم. 
۳- تكذيب الله ب لهم في زعمهم هذاء وأن ذلك منهم جرد أماني لا دليل عليها؛ لقوله 





)١(‏ أخرجه البخاري في الاعتصام (۷۳۲۰) ومسلم في العلم (7779)- من حدیث أبي سعيد- رضى الله عنه. 
(۲) في «تيسير الكريم الرمن) .)١77/١(‏ 


سورة البغرة: الآيات: ۱۔ ۱۱۳ 


= 


تعالى: يلك أَمَانيُهُمَ َا هاوأ رَڪ إن كُنثرٌ يقت . 

-٤‏ لا ينبغي الاغترار بالأماني بدون عمل صالح فهي جرد سراب. 

- أن البينة على المدعي؛ لقوله تعالى: فل هاا رم 4. 

١-إفحام‏ الخصم؛ قوله تعالى: اف هاا وڪم إن كُنثُرٌ صرت 4. 

۷- سعة فضل الله تل وأن من أخلص لله تعالى واتبع شرعه دخل الجنة؛ لقوله تعالى: 
7[ ب من سام وَجَهَه لله وهو جيسن ۹. 

۸-آن شرطي صحة العمل وقبوله: الإخلاص لله تعالى ومتابعة شرعه. 

4 - ثبوت الأجر العظيم لمن أخلص لله تعا ی واتبع شرعه؛ لقوله تعالى: قله فل ا 
عند رید . 

۰- إثبات ربوبية الله كك ا خاصة لأوليائه؛ لقوله تعالى: رید . 

-١‏ أن الجزاء على وفق العمل ومن جنسه» فمن أخلص لله وأحسن في اتباع شرعه 
فله الإحسان والأجر العظيم عند ربه. 

۲- انتفاء الخوف والحزن عمن أخلص لله تعالى واتبع شرعه؛ لقوله تعالى: #وَلَاحَوَفُ 
عَلَْہم ولا ھم يروت 4. 

۳- الجمع لأهل الجنة بین حصول ال مطلوب وهو الأجر العظیم عند رہہم؛ وانتفاء 
المرهوب وهو الخوف والحزن. 

-٤‏ الترغيب في الإخلاص لله تعالى واتباع شرعه بذكر ما رتب على ذلك من الأجر 
العظيم» وانتفاء الخوف والحزن. 

6- عداوة اليهود والنصاری فیا بينهم وتكفير بعضهم بعضا: لقوله تعا ی: #وقات 
اهود لیستِ اللصدرئ ڪل شَىْءِ وقالتِ التصرئ ليست اَل ليهُودُ عَلَ سَّْءِ 4 فكفر اليهود 
النصاری؛ لأ: نهم آمنوا بعيسى وبالإنجيل الذي أنزله الله علیہ وكفر النصاری اليهود؛ 
077 00ا ان الح عقن سكاو و 

"ہر لل ب«اليهود») ريدي ال ۔(النصاری)؛ ولا 





۳۹۶ عون الرحمن في تفسير القران» ج٢‏ 

۷- قيام ا حجة على أهل الكتاب وتوبيخهم على مخالفتهم ما في كتبهم مع العلم بذلك 
ما لا عذر لهم فيه؛ لقوله تعا ی: #وَهُم يَتَلُونَ ألكِتبَ 4 بخلاف الجاهل فقد يعذر. 

۸- شدة عداوة اليهود لغيرهم من أهل الملل من النصارى وغيرهم؛ لأن الله قدمهم 
فقال: #وكَالتٍ الهو ليست التَصدرَئ عل سَّىْءِ ۹ء والبادئ شد وأظلم. 

۹- ذم وتجهيل اليهود والنصاری؛ لتشبيه قوهم بقول أهل الجهل الذين لا علم 
عندهم؛ لقوله تعالی: #كَدَلِكَ قال اي لايع مود مَل دولوم 4. 

۰- حكم الله كبك بين اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الملل يوم القيامة فیم| بينهم من 
خلاف؛ لقوله تعالى: لَه كم بيهم َم َة فيا كنأ فيو يحْسَلُِونَ 4. فيبين من 
كان على ال حق ومن كان على الباطل» ويجازي كلا بعمله» ويعطي كل ذي حق حقه. 

دج سی ھرب سا 7ت اس الايد 

۲- الخلاف بين أهل ا مللء بل وبين أهل الملة الواحدة؛ لقوله تعا ی: #فيما کانوا فيه 
لفون ۹. 

وني الحديث قال بية: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة» وافترقت النصارى 
على اثنتین وسبعين فرقة» وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في 
النار إلا واحدة» قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: «ما آنا عليه وآصحابي». 


37 % 3 





)١(‏ أخرجه أبو داود في السنة (25597» والترمذي في الإيهان- افتراق هذه الأمة (٢٢٦۲)ء‏ وابن ماجه في الفتن- 
افتراق الأمة (۳۹۹۱- ۳۹۹۳)ء وأحمد (۲/ ۳۳۲) من حديث أبي هريرة ظ4 وأخرجه أحمد أيضاً (۳/ 21٠١‏ 
٥‏ من حديث أنس بن مالك ذك. 


سورة البقرة» الآيات: ۰۹٤‏ ۱۱۷ 





5 

قال الله تعالى: #وَمَنْ أَظَلَمُ ممن متم مسنچد الو أن ید کر بها اشم وس في راد بها کک 
00 کے ناما إلا عابزيت لہ اي خر َم فی ارو داب عَم 
لال وك 1 کے يتما ملوأ م وج اللہ إ رك الله وسِعٌ عَلۃ جاوفا لوا د الد وكا 
ڪھ بل له انلكوت ایض کل لھ منوت )ا بر يم اموت وَالْأرْضٍ ودا ضوح اما 
نما یمول لَه کن میرن )4 . 

قوله تعا ی: # وَمَنْ أَظلَم مِمّن نهنع مس تيه ا EET A E‏ 
2000000000 جِرَىُوَلهُمْ في أ اہو عَذَابُ عَم )). 

قوله: # ومن أَظكَمُ 4 الواو: استثنافیةء و«من»: اسم استفهام» ومعناه النفي» أي: لا 
أحد أظلم» ومجيء النفي بصيغة الاستفهام أبلغ في النفي؛ لما فيه من معنى التحدي» 
كأنه يقول: أي أحد يكون أظلم من هذا؛ أي: لا يمكن أن يكون أحد أظلم منه. 

ولأَظلَم 4 اسم تفضيل» أي: أشد ظلاء والمعنى: لا أحد أشد ظلاً وجرماً. والظلم 
في اللغة: النقصء قال تعالی: گنا ادبن ءات أ ها ولم تَظَلِريِنَهُ سا 4 [الكهف: *"] أي : 
وم تنقص تقر تا فالظلم: النقص والتفريط في طاعة الله تعا ی بترك ما أمر الله به» أو 
ارتکاب ما : نہی الله عنهء وهو أيضاً وضع الشیء ء في غير موضعه على سبيل العدوان. 

٤‏ 04“ آی: من الذي منع مساجد الله» ومساجد الله: الأماكن التي 
أقيمت للسجود لله كك وعبادته زی شال اخذا مو اجرد الى نهو هين 
أعظم أركان الصلاة» وفيه القرب من الله تعا ی كا قال يَِِ: «أقرب ما يكون العبد من 
ربه وهو ساجد. فأكثروا من الدعاء»(. 

وفي إضافة «مساجد» إلى الله تشريف لماء وفی حديث أب هريرة ظل4: «إن المساجد 
أحب البقاع إلى اللہ۲(۷). ۱ 

«أن بدك فيا نہ4 الجملة بدل من «مساجدا» فهي في محل نصب؛ لأن 


(١)أخرجه‏ مسلم ٤‏ الصلاة- ما يقال ي الرکوع والسجود )۲۸٤(‏ وأبو داود 2 الصلاة (۸۷۵) والنسائى ف 
التطبيق (۱۳۷ ١۱ء‏ من حديث أبي هريرة ذَييه. 
)٢(‏ أخرجه مسلم في المساجد (/59). 


عون الرحمن في تفسیر القرآن, ج٢‏ 
I=‏ : 
(مساجد) منصوب على أنه مفعول المنع). 

أي : أن يذكر فيها اسمه ك بالصلاة وقراءة القرآن وأنواع الذكر والتسبيح 
والتحميد والتهليل والتكبير وغير ذلك كما قال تعالى: في سوت أن الہ أن ترفع 
کر فا اسم يځ له ذها لدو والاصال جال لا تلهم تحدرة ولا بيع عن وك أله 
َإِقَاالصَلَوٰۃِ 0 7 [النور: ٣۳ء‏ ۳۷]. 

والمعنی: لا أحد أشد ظلأ وجرما من الذي منع مساجد الله أن يذكر اسم الله فيهاء 
وتقام فيها الصلاة وأنواع الطاعات. 

لوس فی حَرَايهآ 4 معطوف على «منع» أي: وعمل واجتهد في خرابهاء أي: في 
فسادها. 

وخراب المساجد وفسادها نوعان: خراب وفساد حسي بهدمها وتدميرها وتقذيرها 





ونحوذلك» ومنه قوله تعا ی: ام ون يوت بحم وأيدى الْمُؤّمِنِينَ4 [الحشر: 8 
وخراب وفساد معنوي بمنع الذكر والصلاة والعبادة فيهاء والتضییق على المصلين 


قال السعدي(١):‏ «وهذا عام لكل من اتصف ببذه الصفة» فيدخل في ذلك أصحاب 
الفيل» وقریش حين صدوا رسول الله گا عنها عام الحديبية» والنصارى حين أخربوا 

بيت المقدس» وغيرهم من من أنواع الظلمة» الساعين في خرابهاء محادة لله ومشاقة». 

«أوليك 4 الإشارة ترجع إلى الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعوا 
في خرامهاء وأشار إليهم بإشارة البعيد «أولئك) تحقيراً هم. 

ما كان لهم أن يَدَخْلوها إل حَايفيرت 4 «ما»: نافية» واللام في «لهم» للاستحقاق. 
و«أن» والفعل بعدها في تأويل مصدرء أي: ما كان يحق لهم دخوها. 

والضمير «الحاء» يعود إلى المساجد» و«إلا»: أداة حصرء «خائفين»: حال» أي: إلا 
حال كونهم خائفين. 

والمعنى: وما كان مم دخوها شرعاً وقدراً إلا خائفین عقوبة لهم» وفي هذا وعيد لهم 


.)۱۲۷ /۱( في «تيسير الكريم الرحمن)‎ )١( 


سورة البقرۃ الآيات: ١١١۷-١١١‏ 


۴۹۷ ع 
ووعد وبشارة للمؤمنين بأن الله سيظهرهم على المسجد الحرام» ويذل هم المشركين حتى لا 
يدخل المسجد الحرام واحد منهم إلا خائفاً يخاف أن يؤخذ فيعاقب أو يقتل إن لم يسلم. 

وقد أنجز الله هذا الوعدہ ففتح مكة» ومكن لرسوله و المؤمنين من البیت؛ ومنع 
المشركين من دخوله» ونهى المؤمنين أن يمكنوهم من دخول المسجد الحرام» كا قال 
تعالى: ٭ ائھ الدرح َامَمُوَا إِنَّمَا المشركوت جس فلا یت رثا ألْمَسْحِدَ اكرام بعد 
امھ دا [التوبة: ۲۸]ء ونادى علي وأبو هريرة- رضي الله عنهم|- سنة تسع بأمر 
رسول الله پل ما: «ألا لا بحج بعد العام مشرك)(. 

كا آهلك الله كك أبرهة وأصحاب الفيل عن آخرهم حفاظا على بيته العتيق» وسلط 
المؤمنين على النصارى فأخر جوهم من بيت المقدس حفاظاً على مسرى رسوله ا 

لَه فى لديا رئ وَلَهُمْ في الأيخرة عَذَابُ عَظِهُ 4 الجملة مستأنفة» أي: لهم في 
الدنيا ذل وفضيحة وعار وهوان, وا حزاء من جنس العمل؛ فا صدوا المؤمنين 
ومنعوهم عن المسجد الحرام» حرم الله عليهم دخوله ومنعهم منه. 

ومن الخزي ما أصابهم يوم بدر من القتل الشنيع والأسرء وما نا مم يوم فتح مكة 
من خزي الا نهزام وغير ذلك. 

وله في الاجر عَدَاكُ عظے 4 وهو عذاب النار» وقدم الخبر الهم» في الجملتين 
لتأكيد ما أعده لهم من الخزي في الدنياء والعذاب العظيم في الآخرة. 

وقد قال لا في حديث بسر بن أرطأة ظ4 : «اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلهاء 
وأجرنا من خزي الدنيا و سم رسای ٤‏ 

قوله تعالى: وها شرف وَالعِب فَايتَما ا ارک سِعٌ عة )). 

قوله: ول المْسْرِف ازن الواو: استئنافية» «لله»: جار ومجرور في محل رفع خبر 





)١(‏ أخرجه البخاري في الصلاة -)۳٦۹(‏ من حديث أبي هريرة ذَلإنه. 

(۲) أخرجه أحمد )۱۸۱/٤(‏ قال ابن كثير في «تفسیره» (۱/ )۲۲٦٢‏ «وهذا حديث حسن» وليس هو في شىء من الکتب 
الستة» وليس لصحابيّه وهو بسر بن أرطأة» ويقال: ابن أبي أرطأة حديث سواہ وسوی 0" «لا تقطع 
الأيدي في الغزو». 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





د ۳۹۸ 
مقدم واللام للملك. وقدم الخر؛ لإفادة الاختصاص؛: أي : وللّه سبحانه وتعالى خاصة 
سو سس 


لِد 4: مکان شروق الشمس والقمر والنجوم. 

لتر مکان غروب الشمس والقمر والنجوم. 

والمعنى أن له كك كل شىء؛ لأن ذكر المشرق والمغرب يعنى الإحاطة وشمول 
ملكه لجميع الآفاق- إضافة إل الإشارة إلى ما في المشرق والمغر بد الآيات العظيمة 
في کونہما محل طلوع الأنوار ومغاربها. 

یتما فووا َم وَج أله 4 الفاء عاطفة» و«أين»: شرطية؛ و«ما): زائدة من حيث 
الإعراب» مؤكدة من حيث المعنى. 

ولوأ 4: فعل الشرطہ أي: فأين| تتوجهوا في صلاتكم ودعائکم. 

تم وجه الو : جواب الشرط والفاء: رابطة لحواب الشرط؛ لآنه جملة اسمية. 

لصم 4 أي: فهناك» والإشارة إلى الجهة التي تولوا إليها. 

أي: فتوجهكم إلى الله تعالى سواء كنتم في المشرق أو المغرب» أو غير ذلك من 


الحجهات. 
وقد قال ٍ: «إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصقن قبل وجهه فإن الله قبل وجهه إذا 
صلى2270. 


والمعنى: فأين ومھما توجهتم | ليه من الجهات فتوجهكم إلى الله إذا كان ذلك بأمره ويك 
لكمء کم في استقبالكم الكعبة» أو استقبا ما تحرياً واجتهاداً عند خفاء القبلة» أو الصلاة إلى 
غير الكعبة في حال تعذر استقبالها ى) في حال اشتداد القتال والمسايفة» وحال المرض ونحو 
ذلك» أو في صلاة التطوع في السفر على الراحلة حیخ| توجهت» کم فی حديث ابن عمر- 
رضي الله عنھم|- قال: «كان رسول الله ية یصلی وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته 


)١(‏ أخرجه البخاري في الصلاة- حك البزاق باليد في المسجد »)5٠57(‏ ومسلم في المساجدء مواضع الصلاة- النهي 
عن البصاق ف المسجد ف الصلاة وغیرھا )¥ «(o‏ وأبو داود ف الصلاة (۷۹٦)ء‏ والنسائی ف المساجد (٣٢۷۲۰)ء‏ 
وابن ماجھ ف المساجد والح اعات .)۷٦۷۳(‏ 


سورة البقرة؛ ال أیات: ١١١‏ ۱۱۷ 





حيث كان وجهه» قال: وفيه نزلت : يسما ولوا تمجه ألو ۱(۷4). 
ظز الله وخ #أي: واسع الملك والتیسیر > كما قال تعالى: وله اشرق وَالعب 


اينما نووا عتم وَج او » وقال تعا ی: صن ای سو مت ل من ٭٭ [یس: ۸۳]ء 
وقال ٠‏ فو مالس وت ولا 4 [البقرة: 50 1]. 
سع العلم؛ کا قال تعا ی: لو بیع کل مى ْنا 4 [طہ: ۸ء وقال تعا ی: #رسا 
ست ڪل کیو َِحمَة وَعِلَما © [غافر: ۷]. 
سع المغفرة» کما قال تعالى: لن ریک و بع الْمَعْفْرَوَ € [النجم: ۲ء وقال تعا ی: فل 


و ص 


کک سرفوا عل سهت لا تشتطوأ نة الله إن لَه لد كا اندي [o‏ 
سع ال رحمة» كا قال تفال ان حك ود فقل رَبَکم ذو نت وس َ4 [الأنعام: 
14۷ ات تعالى: وحمت کرٹ كل فور کات ا قال تال ر 
لت یو َِحمَة وَعِلَّمَا © [غافر: ۷]. 
تس الفضل والغنى والحود والعطاءء ى) قال تعالى: # ون برقا يعن الله كلا 
دن معد ركان أله انيما E GO‏ نات 1186 :وقال غات: او يم 


و رك لے ع ہر وہر رح فر خا صم 0 عن رص صب رر سرخا 


فصل 5 لیم * [النور: ٣۳]ء‏ وقال تعا ی: © کلانمد هتؤلاء وهلؤلاء من عطاء ريك 
ے ہے مل کا 
وکن حظورا ٭٭ [الإسراء: °[ 
کربت عائشة- رضي الله عنها- قالت: «الحمد لله الذي وسع 
سمعه الأصوات؛(۲۲ وی رواية أنها قالت: «تبارك الذی أوعى سمعه كل شی ء)۱۳(۸۷. 
واسع الإحاطةء كا قال تعالى: 9و ڪات اق كل شئ يط4 [النساء: 173]. 
واسع العفو. واسع ا حلم واسع الحكمة. واسع القدرة» واسع الصفات كلهاء 


.)441( أخرجه مسلم في صلاة ا مسافرین وقصرها- جواز صلاة النافلة على الدابة (۷۰۰)ء والنسائي في الصلاة‎ )١( 
أخرجه البخاري معلقاً في كتاب التوحيد- باب (وكان الله سميعاً بصيراً) «فتح الباري» (۱۳/ 07377 وأخرجه‎ )٢( 
.)55/57( موصولاً النسائي في الطلاق (37475)» وابن ¿ ماجه في المقدمة- باب فی| أنكرت الجهمية (۱۸۸))ء وأحمد‎ 
أخرجها الطبري في «جامع البيان» (2455/77)» وابن أبي حاتم في «تفسيره» (۱۰/ ٤٣۳۳)ء والواحدي في‎ )۳( 

لأسباب النزول) ص (۲۷۳). 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 


mE 





والواسع من آسماء الله ك. 

#عَلِيِمٌ 4: ذو علم» حيط بکل شيء كما قال تعا ی: ہا وآن الله قد حاط یکل یو عا * 
[الطلاق: .]١١‏ 

وله :عاق رقا لوا قد ازرم کنا تچ افو والارض كل 1 
دنوت )یځ ألسَمْوتِ وا ا ب يمول له TORS‏ 

قوله: وَمَالُوا اَعَد أنه ودا € قرأ مر: #مَالُواْ» بغير واوء وقرأ الباقون 


لوَقَالُوا ۹ بالواو. 

أي: قال اليهود والنصارى وا مشر کون َد أله ولد » أي: جعل الله له ولدأء 
فقالت اليهود: عزير ابن اللہ وقالت النصارى: ا مسیح ابن اللہ وقال مشركو العرب: 
الملائكة بنات الله. 

كا قال تعالى عن اليهود والنصارى: # وقالت الیھود عير این الله رفا 
ور وا لْمَسِيحٌ انت اله کا و ار اده يضتهشورت وول 
كهفروأ من بل قله 0 5 PE‏ * [التوبة: 6670 وقال تعالی ‏ عن 
المشركين: # ولون یلو لنت تكله ولق ا سبوب * [النحل: .]٦۷‏ 

وعن ابن عباس- رضي الله عنھما- عن النبي ية قال: «قال الله: كذبني ابن آدم 
ول يكن له ذلك» وشتمني ولم يكن له ذلك فأما تكذيبه إياي: فزعم أني لا أقدر أن 
أعيده كما كان» وأما شتمه إياي: فقوله: لي ولد فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولد(. 

وعن أبي موسى الأشعري #ه عن النبي كيه قال: «ما أحد أصبر من الله على أذى 
يسمعه. إنهم يجعلون لله نذا ويجعلون لله ولدأء وهو يرزقهم ویعافیھم)(۲۲, 

اح ل عر ری یہ الي تر لأنه كك الغني 
تت2 ا E‏ كس لا تع الت 1 همان ألسََمَنوتِ 

وما فى رض (يونس:18]» وقال تعالى: # ماحد أ اک ین وروا سكاس معد ن اک 5 


سآ ع 


.)٦۹۸۲( أخرجه البخاري فی التفسير‎ )١( 
(0 ° ۱ ۲۸۰)؛ وأحجد(:/ هو‎ ٤( أخرجه البخاري في الأدب (560949) ومسلم في صفة القيامة‎ )٢( 


سورة البقرة اللآيات: ١١١‏ ۱۱۷ 


= 
[المؤمنون:۹4۱]ء وقال تعالى حكاية لقول ا حن: #وأنه, قعل جد رتا ما أغَخَدَ صجبة ولا ودا 
[الجن: ۳]. 

وقال تعالى: ٭ ومایئیضی لرن أن مد ولدا | إن ڪن فا لکوت ول نض ل ءا 
IgE‏ سان ا اعد اكد A‏ 
مکرمورے 4*8 [الأنبياء: .]۲٢‏ 

وقال تعالی: هل هو اللہ اڈ © آل لصَسمَد لیا لم کرد و کم بو کد 5 وک 
تك ڈاگکتٹر لگا تحت 

بل لمان لسوت وَالارض کی لن قیثوت ا(٥)))‏ دیع السملوات وَالارض 
نما يھول لَه کن کون 4. 

نزه كك نفسه عن الولد ثم أبطل دعوى من ادعى ذلك ببيان عظمته وغناه عن 
خلقه وعدم حاجته إلى ولد. فله ما في السموات والأرض» كل له قانتونء وخلق 
السموات والأرض وأبدعه) على غير مثال سابق» وله القضاء التام والأمر النافذ. 

قوله: ل له ما فى لسوت وَالْارض 4 (ہل): للإضراب 5 قوهم» وإثبات 
غناه كك عن الولد وعن الخلق كلهم «له»: اللام للملك» وقدم الخبر «له» 
للاختصاصء واما): اسم موصول يفيد العموم» أي : بل له وحده جميع الذي في 
السموات والأرض من المخلوقات والعوالم ملكا وخلقا وتدبيرا. 

لکل له كَدِنُوتَ4 أي: کل من هذه المخلوقات ل4 و4 قدم الخبر لإفادة 
ا حصر والاختصاص» أي: له وحده. 

َنود أي: مطیعون خاشعون ذلیلون منقادون كوناً لأمره. 

وفي قوله: للود تغليب لجانب العقلاء تشريفاً لهم؛ لأن منهم الملائكة 
کرس رھ رس ارہ 

# بدي آل CE f‏ َالْأَرَض 4 ابدیع) على وزن «فعيل» بمعنى (مفعل) ا : مبدع) 
أي: مبدع السموات والأرض وخالقه) وما فيه على غير مثال سابق. 

وهذا من الأدلة على استحالة أن يكون له ولدء كا قال تعالى في سورة الأنعام: 





عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 


۰٤٤٣ے‎ 





بخ لکوت والارض اك يكن له ول وک تک لم صحبة علق کل یو ومو یکل کیو حل 4 
[الآية: .]۰٦‏ 

فرتب كك نفي الولد والصاحبة على قوله: # بي لوت وَالْأرْضٍ 4. 

#وَإِذَافَصَح أا الواو: عاطفةء و(إذا»: ظرفية شرطية» و«قضى»: فعل الشرط؛ أي: 
وإذا اراد أمرا کا قال تعالى: ّما مر إِدا اراد سیکا أن يفول لد کن فیسکوب € [يس: ۱۸۲. 

«والأمر» واحد الأمور وهو الشأن والشیءء كا قال تعا ی نی الآية الثانية: لإا 
آزاد سیکا أن یقول لد کن ف کو 4. 

نما يفول له کن فی کون 46: جملة جواب الشرط (إذا) وقرن بالفاء؛ لآنه حملة اسمیة 
قرأ ابن عامر بنصب #قيكوّت € جواباً للأمر «كن» فتكون الفاء للسببية» أي: فبسبب 
ذلك يكونء وقرأ الباقون برفع فيكو ۹ وتكون الفاء للاستئناف. أي: فهو يكون. 
و«إنا»: أداة حصرء أي: لا يقول له إلا «كن» مرة واحدة فيكون. 
واکان) هنا تامة» أي: فیحدث ويوجد ذلك الأمر ویقعء أي: أن أمره 5ك تام نافذ 


ہج 


واقع بلا تأخير» فلا یعجزہ أو يستعصي عليه شيء. 

فالذي أبدع السموات والأرض على غير مثال سابق» والذي إذا أراد أمرا إن 
يقول له كن فيكون قادر على خلق ولد بلا آب» ونی هذا رد على النصارى في زعمهم أن 
المسيح ابن الله؛ لأنه خلق بلا أب كما قال تعالى ردا عليهم: إت مَكَلَعِيسَى عند أله 


گر کر سر ر 


كَمَكَلٍ ادم کر ین رای ثقَال گی یکرت 4 1ال عمران: ۹٥]ء‏ فلیس خلق عيسى من أم 

بلا أب بموجب كونه ابنأ لله تعالى. 
الفوائد والأحكام: 

-١‏ أنه لا أحد أشد ظلاً وتعدياً من منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في 
خرابها حسيًا ومعنوياء لقوله تعالى: ٭ ومن أظلم من قنع مسد الله أن يذ كربا اشم 
رسن ف رايآ 4. 
وني المقابل: إن من أعدل الناس وأعظمهم إيهاناً من سعى في عمارة المساجد حسيًا 


ومعنويّاء کا قال تعالى: نما یمر مسجد آلو مَنْ “امن إا ولور الخ ر4 


سورة البقرة: الآيات: ۰۹٤‏ ۔ ۱۱۷ 


1 
fw 





ی‫ / 


[التوبة: 1۸]» وقال تعالى: # فى سوب دن اله أن ترفع ويد ص فہا اسم مم فا 
اش دو والکصال نیما ٭ [النور: 5م ۳۷]. 

؟- أن الذنوب وا لمعاصی تتفاوت فبعضها أعظم من بعض؛ لقوله تعالی: # وَمَن ألم 
من مَنَمَ مسد الو 4 الآية. 

۳- أن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه تخريب وإفساد ها 

- عدم جواز التحجر وحجز الأماكن في المساجدہ لما في ذلك من منع الناس من 
الصلاة في هذه الأماكن» ومن الجلوس للذكر والقراءة فيهاء ولأنها أيضاً مساجد 
الله والناس فيها سواء. 

.۹ تشريف الله كك للمساجد؛ لآن الله كك أضافها إليه فقال: مسجد الہ‎ -٥ 

-٦‏ وجوب تعظيم بيوت الله «المساجد» واحترامها وإعلاء شأنها حسيًا ومعنويًا. 

۷- وجوب تطهير المساجد ما يخل بإخلاص العبادة لله فيها كالقبور والصور ونحو ذلك؛ 
لأنہا مساجد الله» کما قال تعالى: ٭ وان الد له فلا تدعوا مَع ال أَحدا4 [الجن: ۱۸]. 

۸- البشارة للمؤمنين ووعدهم بأن العاقبة هم» والوعيد للذين یمنعون مساجد الله أن 
يذكر فيها اسمه ويسعون في خرابهاء أن الله سيذههم ویخزیہم؛ ويمنعون هم من 
دخوها؛ لقوله تعالى: الک مَاكدَلَهُمْ أن یَدَحُلوعَا إ لا حابفِيرت 4. 

وقد حقق الله ذلك» فحرم الله كبك دخول المشركين والكفار المساجد» وأوجب على 
المؤمنين منعهم من ذلك. 

۹- الوعيد الشديد للذين يمنعون ذكر الله في المساجد ويسعون فی خرابها بالخزي 
والذل والعار في الدنياء والعذاب العظيم في الآخرة؛ لشدة ظلمهم؛ لقوله تعالى: 
ِلك لَه خر فى لد وله في الآَوَعَدَابُ عَِيمٌ 4 فجمع لهم بين العذاب 
العاجل والعذاب الآجل. 

-٠‏ أن العز کل العز في طاعة الله- تعا ی- وأن الذل كل الذل في معصية الله- تعالى. 

-١١‏ إثبات الدار الآخرة وما فيها من ا حزاء؛ لقوله تعالى: لا وَلَهَم في ألأخرو عَدَابٌ 
َي 4. 


خر جم 


/ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


٦:٠ ٤| جح‎ 





۲ أن عذاب الآخرة أعظم من عذاب الدنیا؛ لقوله تعالى: لوهم ف لحرو عَدَابُ 
عَظيم #. 

۳- أن لله كك وحده المشرق والمغرب والملك كله؛ خلقاً وملكاً وتدبيراً؛ لقوله تعالى: 
وللہ اشرق ولعب &. 

٤‏ - أن لله كك أن يوجه عباده في العبادة إلى ما شاء من مشرق أو مغرب أو غير ذلك؛ 
لأن له المشرق وا مغرب والملك كله؛ والتدبیر والتصرف في ذلك. 

06- أن المصلي إلى القبلة أينا توجه في صلاته» فهو متوجه إلى الله سواء توجه إلى 
المشرق أو إلى المغرب أو غير ذلك؛ لقوله تعا ی: یتما ولوا كم وَج الو 4. 

.4 إثبات الوجه لله تعالى لقوله تعالى: فم وجه الو‎ -٦ 

۷- إثبات صفة الواسع لله كك لقوله تعالى: 9! سك لله وسح » فهو واسع في مغفرته 
ورحمته وجوده وكرمه وعفوه وحلمه» وفي جميع صفاته» سبحانه وتعا ىی. 

- إثبات صفة العلم الواسع لله كك لقوله تعالى: علي 4. 

4- جرأة آهل الكفر والشرك من اليهود والنصارى ومشركي العرب على الله بنسبتهم 
الولد إليه: تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً؛ لقوله تعالى: «وَمَالُوا اَعَد كه ودا 4. 

-“٠‏ تنزيه الله كك نفسه عما وصفه به الظالمون من اتخاذ الولد؛ لقوله تعالى: 
لسُبَحَدتَهُ 4» ووجوب تنزءبه عن ذلك» وعن کل نقص. 

جس e LER‏ 
لیل لہ ما الوت وَالارْض کل لم رہ © بیع الککو ت لر ودا شی ا 
فاکما يھول له کن فیکوں &. 

-٢‏ تفرد الله كك وحده بملك ما في السموات والأرض؛ لقوله تعالى: بل لَه مَافى 
الوت وار . 

.4 سعة وعموم ملك الله ك؛ لقوله تعالی: بل ل ماف الوت وَالْاريضٍ‎ -٣۳ 

-٤‏ انقياد کل ما في السموات والأرض کوناً لله كك وخضوعهم له؛ لقوله تعالى: 
وک لآ َون 4. 


سورة البقرة: الآيات: 11۷-4 


= ٠٥ 
قدرة الله كك التامة العظيمة فی خلق السموات والأرضء وهذه المخلوقات‎ -٥ 
.) العظيمة العجيبة على غير مثال سابق؛ لقوله تعالى: ٭ بيع اموت وألأرّْض‎ 
نفوذ أمر الله وقضائه الكونيء وانقیاد کل شيء له بلا تأخير» فلا یعجزہ شيء أو‎ -٦ 
.4 يمتنع عليه؛ لقوله تعالى: ودا فی أ اما یٹول له کن مون‎ 

۷- - إثبات القول والكلام لله كك بحرف وصوت» وفهم کل شيء لأمره وقوله حتى 
الحمادات؛ لقوله تعالی: و لدا فض اما فإنما یعول له کن فیکوں 4. 

۸- إثبات أن الله ك بخلق الخلق بكلامه؛ لقوله تعالى : انما یغول له کن کون 46. 
قال ابن خزيمة': «وعلمنا أن الله 7 وعلا في محكم تنزيله أنه يخلق الخلق 
بكلامه وقوله: #وَإدًا دض اما فإنما یعول ل كن فیکوں ۹ء تما را لکوےو إِذا آردته 
أن تقو لهك فِيَكْوَنٌ 4 [النحل: .]٠٤‏ فأعلمنا جل وعلا أنه يكون کل مكون من خلقه 
بقوله: كن يکود ۹ء وقوله: ئن 4 هو كلامه الذي به يكون الخلق» وكلامه 25 
الذي به يكون الخلق غير الخلق الذي يكون مكوناً بکلامه» فافهم ولا تغلط ولا 
تغالط). 
وقال ابن تيمية: «وقد نطقت الكتب بأن الله يخلق الأشياء بكلامه» فيقول لما: ر 
کون 4 هكذا في القرآن والتوراة وغيرهماء لکن الخالق هو الله تعالى يخلق بكلامه 
لیس كلامه خالقاء ولا يقول أحد قط: إن كلام الله خلق السموات والأرض». 


8 
پت 3ت 





( نی «كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل) (۳۹۱/۱۵). 
)۲( ف «الحواب الصحیح لن بدل دین المسیح) /٤(‏ ۲۷۶۲)۔. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





د ٤٤‏ 
7 0 ہے س مق سم هن سوبو سم سے کے ووس صے, يد رچ رس ص ص 
قال الله تعالی: وکال ألَذِبنَ لا بِعَلَمُونَ لَوَلَا مُكَلْمَمَا الہ أو مَأْتِيمَا ءاي كَدَللک قَال 


سے 


ر 


ایت ون لهم ئل ولو متهت ومذ بنا الات مور ودرک © إا 
رسک کیاکی بوا دوا وكا شل عن ای حير کوان رمق عد ك ليود وكا ریا ی 
يم مھم ل اک دی امه ہوا ہن اعت افو م بن اذى جا می لوار ماک ماو من كر 
كاضر © َد اتبتھ م الككب يتلوته. ی يلاوتد- وھک ومون بد- وس یکر بو- وليك شم 
کیو ا بی نویل اڈکروا زی الى انعمت علیکر وان فصلتکر عل الملمیں (5) َم رمالا 
ری تفس کن میں سیکا ولا قبل مهاعد ل ولا عه اشتعة ولاهم رود ۳ )). 

قوله تعالى: #وَدَالَ أَلّذِينَ لا يَحْلَمُونَ 4 أي: الذين لیسوا من ذوي العلم بالله وشرعه 
وما ينبغي له 285. 

واختلف في المراد بهم: فذهب طائفة من المفسرين إلى أن ا مراد بهم مشركو العرب» 
وقال بعض المفسرين: المراد بهم النصارى؛ لأن السياق معهم» وقال بعضهم: المراد بهم 
اليهود. 

فعن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «قال رافع بن 
حريملة لرسول الله كلِ: يا محمد إن كنت رسولاً من الله کا تقول فقل لله فليكلمنا 
حتى نسمع کلامه» فأنزل الله في ذلك من قوله: #وَدَالَ أَلَدِنَ لا بعَلمُونَ ولا کلمت الہ 
َو حَأَتِيتآ ءاي 0174. 

وقال بعضهم ا راد بهم: اليهود والنصارى؛ لان السياق مع أهل الكتاب کلھم؛ 
وقال بعضهم: المراد بهم أهل الكتاب ومشركو العرب وغيرهم؛ لان كل من تفوه بمثل 
هذه المقالة فهو من لا يعلم. 

#لولا مُكَلْمْنَا الہ 4 «لولا»: حرف تحضيض قصد منه التعجيز والتعنت والعناد 
والمكابرة» أي: ھا يكلمنا اللہ کا یکلم ملائکته ورسله. 

او انیا ءايه «أو»: عاطفة أي: أو هلا تأتينا آية» وقوهم «آية» بالتنكير يدل على 
شدة مکابرتہم وجحودهم لما جاءهم من الآيات فكأنهم لم تأتهم أية آیة ولقد جاء ہم على 


.)١8 /١( وابن أبي حاتم في «تفسيره»‎ )۹٤ /۲( أخرجه الطبري في (جامع البيان»‎ )١( 


سورة البقرة: الّّیات: 1١18‏ ۱۲۳ 


5 
أيدي الرسل وألسنتهم من الآيات العظيمة ما تقوم به الحجة عليهم» وأعظم ذلك القرآن 
الکریم؛ کا قال تعا ی: و ایهم من يکي ما فيه کا هی رگ4 [الدخان: ۳۳]. 
قال أبو الطيب0(١):‏ 
وكيف يصح في الأذهان شىء إذا اتاج النهار إلى ديل 
وكا قيل: 
قد تنکر العين ضوء الشمس من رمد وینکر الفم طعم الماء من سقم قے(٢)‏ 
وهم يعنون بقوهم: أو تَأَتِيسَآءَايَةُ 4 الآيات التي يقترحونها بعقوهم الفاسدة» 
ویطلبونہا تعنتاً لا استرشاداً؛ جرأة على الله- عز وجل- ومحادة لرسله» كقول اليهود: 
موی لن دومن لك حَقٌّ رك لَه جهسرة 4 [البقرة:5 0]. 
وقول النصارى: ایس أبن مَرْسِمَ هَل وَسَتَطِيم ااال 
[المائدة:7١١].‏ 
وقول مشر کي العرب: ٭ وقال وان ری لن کی تفج اون لضيو O‏ وب 
لك جنه من جيل وَعِسَسِ مَْفَچر الَأنْھر جلها نجرا ا أو سوط السَّمَآمَكُمَا رَعَمْتَ علد 
کنا ميات والمكبكة میک أ يک لك بيت by rN‏ 
لرقك حقٌ عق رل علينا كبا قرول سحاد ری هل کنث لاسرا سول € [الإسراء: ۹۳-۹۰]. 





سے ر ر 7ر 


وقال تعال: لوال الین لا ہے اماتا ولک ا عتا اتیک او زی رما لد 
2 تبروا ف اسهم مر وعت وعتو عمو کبیا 4 [الفرقان: ٢۲]ء‏ وقال تعالی: # وَإِذا جَاءَتَهُمْءَايَة ا IEE‏ 
"رر 0 

کلت قال اتيت ين كلهم 4 الکاف: للتشبيه بمعنى «مثل؟ 29 قوهم 
ا كما قال تعالی مخاطباً ا 
ي آهل اُلککپ أن رل عل یکا من السا فد سالوامُومی ا کُبرین فقَالُواً ارتا 


الله ے سے چ سے 


جهرء # [القسْاة* of:‏ ۱ء 


(0 انظر: «ديوانه) ص .۲٢٢‏ 
20 البيت للبوصيري. انظر: «ديوانه) ص47 7. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





د اق 


#تَتَبَهَتٌ مُلُوبْهُرٌ 4 أي: تشابہت قلوب هؤلاء الذين لا يعلمون وقلوب الذين 
من قبلهم» أي: تشابہت قلوب الآخرين والأولين في الكفر والعتو والعناد ورد الحق 
وتكذيب الرسل؛ وهذا تشابہت أقوالحم؛ کا قال تعالى: #گدلك مآ أَفَ اليس من كلهم من 
زسول إلا قالوا سار أو ون ا ) أتواصوأيه- بل هم فوع طَاعُونَ € [الذاریات: ٥٦ء‏ 97]. 

لأن القلوب عليها مدار صلاح الأعمال والأقوال أو فسادهاء کما قال پَل: «ألا وإن 
في المسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي 
القلب)(20. 

وفي الآية تسلية للنبي بيا وتثبيت لقلبه. كا قال تعالى: ٭ ما یقَال لك إِلَامَا هد قيِلَ 
لِلرَسّلِ من َلك # [فصلت: .]٤١‏ 

لذ بنا الاینت لمي يوقوت 4 هذا فيه رد على مقالة أهل الجهل والكفر 
والتعنت والعناد لوا يُكَلِمُتَا أله از ابيا ءايه 4 بأنه ك قد بین الآيات با تقوم به 
الحجة على الخلق» ويبتدي به أهل الیقینء کما قال تعالى: # آولر كمه نَا اَرَلسا عَلَيِكَ 
الحكتب نل عَلِتْهِرٌ 4 [العنكبوت: .]0١‏ 

لد 4 للتحقيق» بيا 4 أظهرنا وفصلناء #الأيتتِ € جع آية» وهي العلامة 
کیا قال تعا ی: #إنَّ ےَاَےَة ملصجيء # [البقرة: ]۲١۸‏ أي : علامة ملكه. 

والآيات قسمان: 

القسم الأول: آیات كونية أيد الله كك بها رسله ومنها آيات ظاهرة في الكون. 

والقسم الثاني: آيات شرعية؛ أنزها الله تعالى في كتبه على رسله عليهم الصلاة 
والسلام» أعظمها وأفضلها القرآن الكريم المعجز بأقصر سورة منه. 

وكل هذه الآيات دالة على عظمة الخالق واستحقاقه للعبادة دون سواه» وعلى 
صدق رسله عليهم الصلاة والسلام» وصدق ما جاؤوا به من الوحي وأن فيه هداية 
البشر وصلاحهم وسعادتهم في أمر دينهم ودنياهم. 


(1) أخرجه البخاري في الإيهان- فصل من استبرأً لدينه )٢٥٥‏ ومسلم في المساقاة- أخذ ا حلال وترك الحرام )۱٥۹۹(‏ 


سورة البقرۃ ال ڈیات: ۱۱۸۔ ٢۲۳‏ 





= 
قال 6پ ا: (ما من نبی من الأنبياء إلا أوتي من الآيات ما مثله آمن عليه البشرء وانم 
كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إليء فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القیامةا۷(١).‏ 
لور ونون 4 «الإيقان» و«اليقين» هو العلم والإیمان والتصديق ا جازم بالله كك 
وكل ما يجب الإيهان به» الموجب للعملء الذي لا يخالجه شك» وف التعبير بالمضارع في 
قوله: بثو 4 دلالة على التجدد والاستمرار» وأن ذلك كان خلقاً لهم. 
والمعنى: أن بيان الآيات وإظهارها إنم| يستفيد منه أهل اليقين والعلم والإييان 
ا جازم أما من عداهم» فکما قال تعالى: لوكين يَنْ َي في لسوت لاض يروت 


لیا وهم عَتہا مُعَرضُونَ 4 [يوسف: ٦١٠٠ء‏ وقال تعالى: #وما تكن لیت والنڈرعن فَوو لا 
تن 4 [يونس: ١1۱۰ء‏ وقال تعالی: إ1 لیے حَقَّت عَم لمث ريك لا وة © 
واو جام ڪل ايو کی روا لطاب اي € [يونس: ٩٩‏ ۹۷]. 

قوله تعالی: 3 إا سل ك لحي برا ددرا ولا شل عن ضعب وير ©4. 

ذكر كلك في الآية السابقة قول الذين لا يعلمون: لولا یکلمنا الله أو تأتينا آیة کما 
قال الذين من قبلهم وتشابه قلوبهم في الكفر والحسد والمكابرة والعناد» ورد عليهم 
بقوله تعالى: #قد بَينَا الآينتٍ لموم ونور ۹ء ثم أتبع ذلك بقوله: # إِنَا أَرَسَلَئدكَ 
لحن بشما ودرا ول كلع اتب لِم 4. 

وفى هذا تأكيد لبيان الآيات» أي: إنا أرسلناك با حق بالآيات البينات بشيراً ونذيراً. 

قوله تعالى: # إِنَآ أَرسَأَئكَ4 تكلم كك عن نفسه بضمیر العظمة (إنا». و«نا» لأنه 
العظيم سبحانه وتعالى» والخطاب للنبي وفيه إثبات رسالته لِك أي: إنا أرسلناك يا محمد 
أي: بعثناك ولم يذكر المرسل إليه لإفادة العموم؛ لأنه مرسل إلى الناس كافة» کما قال تعالى: 
« وما رسلگ الا تقد اناس بَا وذ 4 (سبا: ۷۸ا وقال كك مخاطباً نبيه پا: « كل 
ايها الاس إن رَسُولُ ال إِليَ کم جیما € [الأعراف: .]٠١۸‏ 

بلحي € الباء للملابسةء والمصاحبةء أي: إنا أرسلناك متلبسا بالحق» ومصحوباً 


)١(‏ أخرجه البخاري في فضائل القرآن (4۸۱٦)؛‏ ومسلم في الإيمان -)۱٥١(‏ من حديث أبي هريرة چ4. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


2 


١٠١١| دح‎ 





بالحق» أي: أن رسالتك حقء وما جئت به وهو القرآن حقء قال تعالى : عمد رسو مد 4 
[الفتح: ۹ء وقال تعالى: # وماینطی عناموی )لن هو إلا وی يوحن € [النجم: ۳ 4]. 

وا حق: الثابت ا مستقر ضد الباطل الزاهق الزائل» كا قال تعالى: # وفل جا الح 
وهی الط إن لکیل کان رَھُوقًا € [الإسراء: ۸۱]. 

وهو أيضاً الصدق في الأخبار والعدل فی الأحكام كا قال تعالى: « وَتَمَت كلمت 
ريك صن قاوعڈلا لامر لَ لکل تو € [الأنعام: .]١١١‏ 

#بَشِيرًا وَتَذِيًا 4 حالان» أي: حال كونك بشیراً ونذیراء أي: بشيراً للمؤمنين بالجنة 
والسعادة في الدنيا والآخرة» والفوز بالجنة »والنجاة من النار كا قال تعالى: #وَيَمَرٍ 
لت ءَامَمُوا وکیلو للحت انج تب تی من هاا اھ 4 [البقرة: ]٢٢‏ وقال تعالى : 
ميرم دنهم مق ین وَرِضْونِ وجنت هم فاي مقي © [التوبة: .]٢٢‏ 

والبشبر المخبر بها یسر مأخوذ من البشرة؛ لآن الإنسان إذا أخبر با يسره اتسعت 
بشرته واستنار وجهه» ىا قال كعب بن مالك #5: «وكان رسول الله َه إذا سر استنار 
وجهه كأنه قطعة قمر قال: وکنا نعرف ذلك منه۱(۷). 

وَتَذْرًا 4 للكافرين من النار والشقاء والعذاب: والنذير: هو المحذر المخوف من 

ال 

والرسول يده حذر ومخوف من عذاب اللہ تعا لی وعقابه» کا قال تعالى: 'إإِنْ هو 
الا ديرا ك بن ید عذاپ شید © [سبا: .]٤٤‏ 

وعن أبي موسى الأشعري #5 قال: قال رسول الله پا (مثلی ومثل ما بعثنی الله 
به كمثل رجل أتى قوماًء فقال: رأيت الجيش بعینيء وإني أنا النذير العريان» فالنجاء 
النجاء, فأطاعته طائفةء فأدلجوا على مهلهي فنجواء وكذبته طائفة فصبّحهم الجيش 
فاجتاحهم)("). 

وفی حديث سهل بن سعد ذه قال: قال رسول الله ية: «مثلي ومثل الساعة 
)١(‏ أخرجه البخاري في المناقب ٢٥٥۳ء‏ ومسلم في التوبة ۹٦۲۷ء‏ والترمذي في التفسير. 
(۲) أخرجه البخاري في الرقاق- الانتهاء من المعاصي (5447)» ومسلم في الفضائل (۲۲۸۳) من حديث أبي موسى تچ4. 


ة البقرة الآبات: ١7 1١١8‏ 
سورة البقرة؛ الاي 5 
كفرسي رهان» ومثلي مثل الساعة كمثل رجل بعثه قومه طلیعةء فلم| خشي أن يسبق 
الاح بثويه: وم اتيتم» ثم يقول رسول لله کاو انا ذلك۲۶۱(۷. 

وكا قال «لقيط الأيادي» منذرا ومحذرا قومه من عواقب غزو كسرى من قصيدة 
كتبها هم بعنوان: اصرخة غيور): 
أبالغ إياداً وخلل في سراہم أني أرى الرأي إن ل يُعصٌ قد نصعا 

١‏ 7 ى۶ 
یسا قسوم لانامنواإن كنتمغيرًا على نسائكم كسرى وماجمعا 
هذاكتابي إليكم والنذير معاً لمن رای رأيّه سنکم ومن سسمعا 

فمهمته يل بيان الحق. والشهادة على الخلق» والبشارة للمؤمنين» والإنذار 
للكافرين» کا قال تعالی: ٭ يَأمهالتَيُ 
لذن وسراجا میم € [الأحزاب: ٤٦ء .]٦٤‏ 

کما أنه للا مكلف بالعمل كغيره من الرسل والأنبياء» ى) قال تعالى: ٭ وَلَمَد أويىَ 
بے الشدکرِیںَ € [الزمر: ٦٦ء .]٦٦‏ 

ر سكل عَنْ أضحّب الَحِيرِ* قرأ نافع ويعقوب بفتح التاء وجزم اللام «ولا 
تسأل» على اعتبار أن «لا» ناهية والفعل مبني للفاعل أي: ولا تسأل يا محمد عن 
أصحاب ا ححیم؛ فبئس الحال حالهم. حال لا يتصورها الإنسان. ولا يحيط بها 
الوصف من شدة وفظاعة ما هم فيه من العذاب. 

وقرأ الباقون: #وَلَا كَل برفع الفعل على اعتبار «لا» نافية» والفعل مبني ما ل 
يسم فاعله» أي: ولا تسأل يا محمد عن أصحاب الجحيم» وهم الذين كفروا بك» وقد 
بلغت رسالة ربك؛ لأن مهمتك تبليغ الرسالة والبشارة للمؤمنين والإنذار للكافرين 





رہ وک سر جد بر خر کر اظ تک ار 
۸ 


نَا ارسلتك سَلِهِدَاوَمبِضِرا وزم ان واا أله 


سے 


.)٥٤٤ /۷( أخرجه أحمد (ہ/ ۳۳۱)ء وانظر: «تفسير ابن كثير»‎ )١( 
»)۲۲۲/۲( انظر: «ديوان لقيط الإيادي» (ص٤)ء «الحاسة البصرية» (۸۹/۱))ء (الذخائر والعبقریات)‎ ٢( 
.)071 /۱( ااموسوعة الشعر الإسلامى)‎ 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن؛ ج٢‏ 


EN 
ری ل د > فذلك إلى الله کٹ کما قال تعالى: # ماعل‎ 


ا رک ر ورور س ل ارک س 2 


ليسول ِا بلع 4 المائدة: ۹ء وقال تعا ی: مس یی رت "٤‏ 
وقال تعالى: دگ نما أت مَدَصكرٌ © لنت عليّهم يِمُصَيْطرٍ © لہ من تول وکر ن 
عدب الله العذاب آلا كبر )إن إا یام ری مم 2 )مر إِنَّ عتا حِسَابهُم € [الغاشية: »]77-17١‏ وقال 
تعالى: وما أت ہم یہار دک يران من يحَافُ وَعِيدٍ 4 [ق: .]٤٤‏ 

وأصحاب الجحيم» أي: ملازموها وأهلها» وسموا أصحاب الجحيم لملازمتهم إياها 
کما یلازم الصاحب صاحبه» و «الجحيم): : اسم من آسماء النار» أي النار المتأججة العظيمة 
الشديدة الحرارة التي يعلو بعضها بعضاً. 

وني الآية تسلية للنبي بي وبيان حدود مهمته» ووعيد وتهديد للكافرين 
لت اي ` 

قوله تعالی: وکن رص عن اوہ ولا اَی سی تیم مہم فل رك شدی الہ هو دی 
اقيق توا 

قوله: #ولن رَصَئ عنك الود ولا التصرى 4 الواو: عاطفةء والن): حرف نفي ونصب؛ 
والرضا: ضد الغضب. والخطاب للنبي بيا و«لا» في قوله: ولا التصرى € زائدة من 
حيث الإعراب» مؤكدة من حيث المعنى؛ للتنصيص على أن كل طائفة منهم لن ترضی 
عنه بانفرادهاء وليس المراد أنهم لن يرضوا عنه حال كونهم مجتمعین فقط. 

آي: لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى مها تألفتهم وحاولت رضاهم؛ لشدة 
تعنتهم وعنادهم وبغيهم وحسدھم وكفرهم. وكان ال أول أمره يحب أن يتألف 
وا E‏ دنر وا 

ا َم ملم 4 (حتی) للغاية» والفعل «تتبع) منصوب اء أو بأن المقدرة بعدهاء 

e EF‏ أي: دينهم الذي كانوا عليه فاليهود لن يرضوا عنك حتی 
تكون یہودیاء والنصارى لن یرضوا عنك حتى تکون نصرانياً؛ لأن کل فریق منهم یری 
أنه هو الذي على الحق. 

فيه تیئیس من إسلامهم» وتنبيه إلى أنه لا يرضيهم إلا ما لا يجوز وقوعه منه اک 





سورة البقرة: الآيات: ۸-۔ ۱٢۲۳‏ 


= 

ٹل إت مُدَى أله هُوَالْلدیٰ 4 أكد الجملة بثلائة مؤكدات: إِنَّ والقصرء وضمبر 
الفصل «هو» أي: قل هم يا حمد: ليس الهدى ما أنتم عليه من التحريف والتبديل» بل 
إن هدى الله وحده هو الهدىء ما جاءكم من الحق في كتبكم» ومن ذلك البشارة 
بمحمد با وإيجاب تصديقه واتباعه» وما جاء به محمد اَل من الهدى في الكتاب 
والسنة» وما سوى ذلك فهو ضلالء کما قال تعالى: ٭ هوالت أرّسَلَ رسو نهدن 
ودين ألْحَيّ € [التوبة: ۴۴ء الفتح: ۲۸ء الصف: ۹]ء وقال تعالى: ماد بد ألْحَنَ الا لصَكلُ + 
(یونس: ۴۲]ء وأمر وَيْكَ نبيه محمداً ی أن يقول للمشركين: وتا َزإِيَاَُمَ لعل مُدی أو 
في صل میب € [سبأ: 4 ؟]. 

فمن اهتدى بہدی الله فهو المهتدي» ومن اهتدى بغير هدى الله فهو ضال. 

قال ابن كثير7١):‏ «أي: قل يا حمد: إن هدى الله الذي بعثنى به هو اهدی» يعنى 
هو الدين المستقيم الصحيح الكامل الشامل). ۱ ۱ 

#ولين تبعت أهواء هم 4 الواو: استئنافية» واللام موطئة للقسم» والتقدير: والله لئن 
اتبعت أهواءهم, والخطاب للنبي گلا والضمير الهاء في #أهواءهم ٭ يعود إلى اليهود 
والنصارىء أي: والل لئن اتبعت أهواء اليهود والنصارى. 

وال هوى هو الرأي الناشئ عن شهوة لا عن دلیلء وفی هذا دليل على أنهم ليسوا 
على هدی» بل اتباع هوی وعلى ضلالء كما قال تعالى: ولا يعوا أهواء فقوم قد 
صلوأ ین قل وا لوا ڪيا وَصَلواً عن سواہ الیل 4 [لمائدة: ۷۷]. 

لبعد الى جج12 م الور أي: بعد الذي جاءك من العلم بالكتاب والسنة» کما قال 
تعا ی: #وَآَنرَلَ اک علیلک الكتب وَاٰےکمة وَعَلملک ما کم کن تلم 4 [النساء: ۱۱۳]. 

ما لك من الو ِن وي ولا سير # جواب القسم» واما): نافية» «لك»: جار ومجرور 
متعلق بمحذوف خبر مقدم فا مال 4: جار جرور متعلق بالخبر المحذوف. 

ین 4 زائدة إعرابًاء مؤكدة من حيث المعنى للنفي. 





.)77*0 /۱( في «تفسیره»‎ )١( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن, ج٢‏ 





I= 


ٍَ4 جرور لفظاً مرفوع محلاً مبتدأ مؤخر, والولي: هو الذي يتولى غيره بجلب 
النفع والخير له. 

ولا سير معطوف على ما قبله» والا+: زائدة إعراباً مؤكدة للنفي من حيث 
المعنى» و«النصير» هو الذي ينصر غيره بدفع الضر والشر عنه. ۱ 

والمعنى: ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من الوحي ما لك من الله أي ولي 
يتولاك» فيجلب لك النفع والخير» وما لك من الله أي نصير ينصرك فیدفع عنك الضر 
والشر فلا أحد یتولاك ولا أحد ينصرك إذا اللہ تخلى عنك» أي: فلا أحد يجلب لك 
رحمته. ولا أحد يدفع عنك عذابه. 

وحاشاه صلوات الله وسلامه عليه أن يتبع أهواءهم بعد الذي جاءه من العلم 
وتحذيره من ذلك لا يدل على وقوعه منه» بل ولا على جواز وقوعه منه؛ لأنه ئلا 
معصوم من الخطأ فيا يتعلق بتبليغ رسالة ربه. 


وو 


وهذا كقوله تعالى: وقد أوى إِليَكَ ول الي من قبللک لین اشرت لحطن عم 


7 23 آرت 4 [الزمر: ٦٦ء‏ وقوله تعالى: ايا ال ای اه ولا ملع الْكفرينَ 
الم فين 4 [الأحزاب: .]١‏ 

وفی الآية تحذیر وتہدید لأمته أن يتبعوا أهواء أهل الكتاب بعد ما علموا من 
الكتاب والسنة. 


قوله تعالى: الین »انتم التب يتوت حناوج ولك وپ يو ومس تَکثر یر وكيك 
هم لقيزرة ©4. 

قوله: ##اَلَذِينَ اتهم الكتب يلوه حق تلاوتو أوْليِكَ مود پو «الذين»: اسم 
موصول مبني في محل رفع مبتدأء #دَاتَنِتَهُمْ الكتبٌ4: صلة الموصول لا محل لما من 
الاعراب؛ ٣‏ أَولَيِك ُمثُوںَ یو 4: خر المبتداً. 

والمراد بقوله: لين ءَاتَیْتَهُمَالْكِتب 4 الآية المؤمنون من هذه الأمة من الصحابة- 
رضوان الله عليهم- ومن بعدهم» والكتاب هو القرآن» فلا ذکر الله كب عدم رضا 
الیھود والنصارى عنه يه حتى يتبع ملتهم» أتبع ذلك ہما يؤنسه ويسليه ويقوي قلبه 


سورة اليقرة الآيات: ۸- ۱۲۳ 


ت 
وهو أنه إن أبى اليهود والنصارى الويان به واتباع القرآن الكريم فان أصحابه وأمته 
الذين أعطاهم الله هذا القرآن يتلونه حق تلاوته ويقومون بحقه ويتبعونه ويؤمنون به. 
لوتء حى لوتء ا حملة حالية» أي: حال کونہم يتلونه حق تلاوته. 

وقوله: حى تلاوتو من إضافة الوصف إلى موصوفه» وهو مفعول مطلق» أي: 
يتلونه تلاوة حقأء أي: التلاوة الحق. 

والتلاوة تطلق على قراءته وتلاوة لفظه» قال تعالى: « اتل ما اوی للك بت الكنب 
وَأَقَمِ اَلصلوٰۃً # [العنكبوت: ٤٠]ء‏ وعلى تلاوة معناه وتفسيره؛ وعلى تلاوة أحكامه باتباعها 
والعمل بہاء ومن هذا قوله تعالى: #وَالْمَم رِِدَائلهَا؛ [الشمس: ۲]» أي: تبعها. 

فمعنى تلوت حى تلاوتو * أي: يقرؤونه حق قراءته بتدبر ألفاظه وقراءته قراءة 
صحيحة وترتيله» کما قال تعا لی مخاطباً نبيه محمد ا کیا : ا رك پو لیسانكک لعجل يو )د 


ال سے رہ ہے ہے 2 ہے مر بے ےا پر س سے م مہ 
نا جمعةہ وق انه )قدا فاته فاع HAO‏ ان ٭ [الإنسان: -۱١‏ ۱۹]» وقال تعالى: 


me 





مر س ات ا سر عر چ سس 


وريّلِاَلْعرءانَ رتلا ٭ [المزمل: .]٤‏ 

ويتلونه حق تلاوته بتدبر معانيه وتفسيره حق التدبر. 

ويتلونه حق تلاوته بتدبر أحكامه وأخباره ووعده ووعیده» حق التدبر» فيتبعون 
اخكامه ويعملوة عناء امطالا لارامی واتكناا ر ات ضدئرت آخارہ ووغه 
ووعیده» فيرجون ما فيه من وعد ويخافون ما فيه من وعيد. 

وهذا معنى قوله تعالى: # أف یدرون الْفَرَءَانَ4 [الساء: ۸۲ محمد: 14] أي: بتدبر ألفاظه 
ومعانيه وأحكامه. وهذا هو المراد من إنزال القرآن الكريم وغيره من كتب الله تعالى. 

۱ ۱ ٠ : 

فمن م يتل كتاب الله حق تلاوته بتدبره لفظا ومعنی» واتباع احکامه وتصديق اخباره 
لم ينتفع بتلاوته» بل رہما كان أبعد الناس عن ذلك وهذا م ينتفع الخوارج بقراءتہم القرآن» 
بل كان سبباً لمروقهم من الدين وخروجهم على أئمة المسلمين» کا قال وا يقرؤون القرآن 
لا يجاوز تراقيهم» يمرقون من الدين کما يمرق السهم من الرمية)(١).‏ 


(١)‏ أخر جه البخاري ف المناقب (11(« ومسلم ٤‏ الزكاة )١١٦١٤(‏ وأبو داود ٤‏ السنة )١٤۷٤٤(‏ والنسائی ف 
الزكاة )۲٥۷۸(‏ من حديث أبي سعيد الخدري طنه. 


سے تن عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 

#أوْليِكَ بُؤمثودَ بو * خبر المبتدأ (الذین)ء أي: أولئك الذين يتلون القرآن حق 
تلاوته هم الذين يؤمنون ويصدقون به» وأشار إليهم بإشارة البعيد إشارة لعلو مرتبتهم 
ورفعة منزلتهم. 

لن يكف بو ایک هُمُ ايرود * أي: ومن يكفر بالقرآن ويكذبه ويجحده. 

ويك هم تيرود * جواب الشرط (من)ء وقرن بالفاء لأنه جملة اسمية» وأشار 
إليهم بإشارة البعيد (أولئك) تحقيراً هم» والخسران النقص وعدم الربح. 

وأكد الخسران وحصره فيهم بكون الجملة اسمية معرفة الطرفين وبضمير الفصل 
«هم» أي: فأولئك هم الخاسرون لا غيرهم» والذين بلغوا الغاية فی الخسران» الذين 
خسروا الخسارة العظمی؛ کا قال تعالى: فل إِنَّ لسر ألَذينَ حَیروا اہم َأَهلیہم بوم 
اقيم آلا ذلك هو الان الین 4 [الزمر: ٦١٤1ء‏ وقال تعالى: لوالْضْرٍ © إن اض لی 


7 ب ا رص ےھ ہے 
سے 


خر ا إلا الین اموا ولوا ا کات وت اصوا بالحق وتوا اکر 14العص::18-1. 





فالخسارة الكبرى والمصيبة العظمى هى ا حسارة والمصيبة في الدين» التى ذهب 
فيها رأس ا ال مع الربح وکل شيء. 7 الإنسان دينه ودنياه وآخراہ 7 نفسه 
وأهلة و لدهومالة وقد أحسن القائل: 
وكل كسر فإ الله جابره ومالكسرقناةالدين جسران(١)‏ 

ويحتمل أن يكون المراد بقوله تعالى: ٭ الَذِنَ ءاتبتهم الكتب يتلوته. حى تلاوتو أولَيِكَ 
يُفْمِبُونَ ب #* أهل الكتاب اليهود والنصارى فيكون المراد بالكتاب التوراة والإنجيل. 

فيكون المعنى: الذين آتيناهم الكتاب من اليهود والنصارى يتبعونه حق اتباعه 
وكيك بُمثود بو 4 أي: يؤمنون بکتاہہم الذي أنزل عليهم» وبالنبي بي وبالقرآن لدلالة 
كتبهم على ذلك» ويرضون عن رسول الله گلا وعم| جاء به لموافقته لكتبهم وتصدیق 
كتبهم له. کا قال تعالى: ل زین غوت آلرُول لبن الأب الى بج ون مَكنوا 
یندم اَلتَورَبنةٍ وَالٍإنجيل € [الأعراف: ١١٠]ء‏ وقال تعالى: # انهم التب من مَل 


مو 7۶ ص 


2< سم ےھ و کس ےک سوے۔ ہے تہ ہج era‏ و 2 > بعر > کے گے 
مم ترمو ا وَإِذَا مك عله الوا ءامنا ہو إن احق من رين اکا من لوہ ملین )اولك بون 


.۸۰ البیت لأبي الفتح البستي. انظر: «ديوانه» ص‎ )١( 


سورة البقرة؛ الآيات: ۱۱۸۔- ۱۲۳ 


= ۷ 





اا 

لوس يَكثر بو- اوک ہم يروت * أي : سی الكتاب با أنزل عليهم 
ویکفر بالرسول ىه وبالقرآن a‏ مم ایرو * کم قال تعالی: ‏ قل اَل 
الكنب لسم عل شی و کر ہر ا يکم € [المائدة: .]٦۸‏ 

وقال ٹا «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الآمة بودي ولا 
نصراني ثم يموت وم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار .٥١()‏ 

ولا مانع من حمل الآية على المعنيين» وهٰذا قال بعض أهل العلم: إن ا مراد بالكتاب 
في قوله: الین اينهم الككب 4 جنس الكتاب فيشمل التوراة والإنجيل والقرآن 
وغيرها من كتب الله تعالى. 

قوله تعالی: یب سکیل اکرو می الق أَنعمث علیگر وان کطّلتگر عل العلمين (ک) 

تقو يومالا کر ہر ہس وہ ہت ا 

هذا تذكير لبني إسرائيل بها سلف من نعمه؛ استعطافاً لقلويهم علّها أن تلين وتقبل 
الحق» وبهذا ختم الحجاج مع أهل الكتاب في هذه السورة وهو تأكيد ما سبق في قوله 
تعالی: یی اویل آذکروا نشی آل انمت علیکر وا ملک علالعایی (50) واوا یوما جری 
فس عن نيس سیا ولا قبل مھا شَفلعة ولا بُوْحَد نها عَذل ولاهم يُنصَرُونَ (41)2. 

ےر 0 ولا یقبل مِنبَا عَدَلٌ 
َلَاتَفَعهَاسَّنَعَةٌ ۹ مقارناً بقوله في الآية السابقة: #وَلا یقبل مها شفَعة و 000110 

قوله: #ولا يبل يها عل #وفي الآية السابقة: ولیک E‏ ولا يقبل 
من أي نفس فداء ولا یؤخذ منها مقابل تخليصها من عذاب الله. 

وقوله: #ولا تمَعها سَمَعَةٌ# أي: ولا تنفع نفساً شفاعة من شفع لها لتنجو من 
العذاب أو تحصل على الثواب؛ لأن من شرط الشفاعة رضى الله عن المشفوع له؛ لقوله 
تعالى: #ولا يشفعون إلا لمن ارتضى * [الأنبياء: ۲۸]. 


)١(‏ أخرجه مسلم في الإيهان -)۱٥١(‏ من حديث أبي هريرة #ك. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن, ج٢‏ 





مر سس کل 


وفي الآية السابقة: <وَلَايْبليتہَامَتعَة 4 أي: ولا يقبل من نفس عن نفس شفاعة؛ لأنه 

لا أحد يشفع لأحد إلا بإذن الله کک کا قال تعالى: امن دا اَذ يِسْمَعٌ عِنک إلا بدن © [البقرة: 

٥ء‏ وقال تعالى: ولا یشقعوت لا لمن ری € [الأنياء:18]» وقال تعالی: #وَكر من مك في 

لسوت لان لقعب ّا إلا من بعد نادت أ لمن يساء ورس © [النجم:” ؟]. 
فالشفاعة في ذلك اليوم لا تقبل ولا تنفع إلا ما خص من ذلك مما توفر فيه إذن الله 

للشافع ورضاه عن المشفوع له- کم دل الكتاب والسنة على ذلك(). 
الفوائد والأحكام: 

١‏ - شدة عتو وعناد واستكبار أهل الکفر والشرك والجهل وجرأتهم على الله ومجادلتهم 
بالباطل؛ لقوله تعالى: ف وَقَال ألَذِينَ لا يَعْلَمُونَ ولا ثكمت الله او تَأَتِيتا ءايه 4. 

۲- أن كل من لم يعرف لله کک وما ينبغي له فهو جاهل غير عام وإن كان محسوباً من 
ذوي العلم؛ لأن حقيقة العلم ولبه وأصله العلم بالله كك وتعظيمه والقيام بها يجب 
له؛ لقوله تعالى: # وَوَالَ اَذ لا بعَلمُونَ 4. 

۳- تكذيب أهل الكفر والجهل لما جاءهم من الآيات الكونية والشرعية؛ لقوهم: #أوْ 
اتيا اة نک ولقد جاءهم من الآيات ما یلین الصم الصلاب لو أنزل عليهاء کا 
قال تعالى: ٭ و اتهم من کیم ما فيه لتوا م [الدخان: ۳۳]. 

٤‏ - في قول المكذبين من المشركين وغيرهم: ظالَوْلَا يُكَْمُنَا الہ 4 دلالة على أنهم يقرون 
بأن الله يتكلم بحرف وصوت» فهم في هذا خير من ينفون الکلام عن الله 
ویقولون: إن كلام الله هو المعنى القائم في النفس» كما قيل: 

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا١)‏ 

-٥‏ مجادلة المكذبين من الأمم السابقة رسلهم بالباطل» وتكذيبهم ما جاؤوهم به من 


سے سے ات 


الآيات؛ لقوله تعالى: کلت قال ليبح من لھم 4. 
-٦‏ تشابه قلوب ا مکذبین من الأولین والآخرین: واجتماعھم على رد ا حق وتکذیب 


)١(‏ راجع ما تقدم في الكلام على الآية )٥۸(‏ من هذه السورة. 
(۲) البيت ينسب للأخطل. انظر: «شذور الذهب» ص 0". 


سورة الثبقرة الآبات: ۱۱۸ ۱۲۳ 


ہے 
سے 
مم 





الآيات والمجادلة بالباطل؛ لقوله تعالى: #تَتَابَهَتٌ فَلوبهُم ۹. 

۷- أن الأقوال تابعة لما في القلوب وتنبى عما فيها؛ لقوله تعالى: #كدَّلِلك قَال درت 
من كلهم مل قله صَتَبَهَتَ فُلوبهُرٌ 4 فتشابہت أقوالهم لتشابه قلويهم. 

۸- تسلية النبى بي وتثبيت قلبه» ببيان أن ما قاله المكذبون من قومه قال مثله المكذبون 
للرسل قبله» فليست المصيبة مصيبته وحده» بل هي كذلك مصيبة الرسل قبله؛ 
والضاقب کا کات ]ذا ممع حف کا قال تال ع ول تنس ماک ددن اا 
الرسل ما نبت بی راد 4 [هود:١7١].‏ 

۹- إبطال دعوى المكذبين في قولهم: أو تَأَتيمَآ َايَهُ 4؛ لأن مفهوم هذا أنه لم تأتہم 
آيات؛ فرد الله عليهم بقوله: َد بنا لیت ِزور بقرت 4. 

۰- أن الله كلك أقام الحجة على الخلق ببيان الآيات. 

-١١‏ تعظيم الله كك لنفسه؛ لأنه العظيم سبيحانة رتعال) لقوله. فال وقد بين 
لْآيَنتِ 4ء وقوله: # نَا أَرَسَلنك4. 

7- أنه لا ينتفع ببيان الآيات ويتبينها إلا أهل اليقين والتصديق الجازم؛ لقوله تعالى: 
لِمُوَو ينوت » فيزداد بالآيات إي|نهم ويقينهم وعلمهم. 

۳۔ أن أهل الشك والريب لا تتبين لهم الأيات ولا ينتفعون بہاء کما قال تعا ی: 
لو ڪان َنْ ٤‏ يتوف لسوت وَالْأرّضٍ يَمْرُوت عاو هم نا مُعَرِطُونَ € [يوسف: .]۱٠٠‏ 

4 تأكيد بيانه كك للآيات والرد على القائلين: ولا مُكََمُمَا الہ از تَأْتِيتَآ ءايه‎ - ٠ 
لقوله تعالى: ٭ إا أَرِسَلَكَك يألْحَی َيِا مَتَذِب 4 أي: إنا أرسلناك بالحق بالآيات‎ 
الات روي‎ 

-٥‏ إثبات رسالته ی وتشريفه بخطاب الله كلك له؛ لقوله تعالى: # إا أَرَسَلَئكَ4. 

-٦‏ أن مهمة الرسول َة بيان ا حق وتبليغ رسالة ربه» والبشارة لمن آمن وأطاع اللہ 
والانذار لمن كفر وعصى الله؛ لقوله تعالى: ٭ إِنَّأَرَسَلَْكَبالْحَىّ مَشِرَا وَتَذِيرًا ۹, 

۷- أن ما جاء به الرسول التق هو ا حق؛ لقوله تعالى: 8 إا أَرَسَلْتكَ بالْحَنّ * وما 


5 عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 

۸۔ أن الأولى تقديم التبشير على التخويف والإنذار؛ لقوله تعالى: #بشِيرا وَنَذِرًا 4 
فقدم البشارة على الإنذار وقد قال كك في الحديث القدسي: «إن رحمتي سبقت أو 
تسبق غضبى)!1). 

۹۔ أن اعتدال النفس البشرية وصلاحها واستقامتها في الجمع لما بین البشارة 
والإنذار؛ لتجمع بين الخوف والرجاء؛ لان من غلب جانب ا خوف قد يقنط 
وییئس من رحمة الله تعالى» ومن غلب جانب الرجاء قد يأمن من مكر الله. 

ك- أن هداية الخلق بيد اللہ وليس ذلك إليه كيا ولا يسال عنهاء ولا عن ضلال من 
ضل؛ لقوله تعالى: #وَلا لعن أب الیم 4. 

-١‏ شدة عذاب أهل النار؛ لقوله تعالی: #وَلَا تل عَنَ أَضَصَّب أَ لیم € والقراءة 
بالبناء للفاعل أدل على هذا المعنى: #وَلَا سال أي: ولا تسأل عن أصحاب 
الجحيم» أي: عن حافٰم وشدة عذابهم. 

۲- خلود أهل النار فيها وملازمتهم لها؛ لقوله تعالى: #أَحَب لیر 4. 

۳- أن الجزاء من جنس العمل» فلشدة عتو هؤلاء المكذبين وعنادهم وجرأتهم على 
الله ومجادلتهم بالباطل بقوهم: ظلَوْلَا يُكَيِممَا أله او تَأْتِيَآ ءايه 4 جوزوا بأشد 
عذاب الجحيم. 

-٤‏ عنصرية اليهود والنصارى فهم لا يرضون إلا عن من اتبع دينهم» وإن كان ا حق 
خلاف ما هم عليه؛ لقوله تعالی: #وَلن تی عَنك الود ولا الصاریٰ حى تيم لبهم 4 
أي: لن يرضى عنك اليهود حتى تكون بهودياء ولن يرضى عنك النصارى حتی 
تكون نصرانياً. 

6- حرص آهل الكتاب على إدخال الناس في دينهم» والواقع يشهد لهذا فإرساليات 
التبشیر بالنصرانية تجوب كثيراً من بلاد العام وخاصة في البلاد الفقيرة مثل أفريقيا 
وغيرها لشراء الذمم» وإدخال الناس في النصرانية الباطلة المحرفة» ويبذلون في 





)١(‏ أخرجه البخاري في التوحيد (٢٢٢۷)؛‏ ومسلم في التوبة (۲۷۱))ء والترمذي في الدعوات (٢٢٥۲))ء‏ وابن ماجه 
في المقدمة (۱۸۹)- من حديث أبي هريرة طب . 


سورة البقرة: الآيات: ۱۱۸۔ ۱٢۲۳‏ 





431 سے 
سبيل ذلك جهوداً مضنية وتضحيات جسيمة مادية ومعنوية تقصر عنها بكثير» بل 
لا تكاد تقارن بها جهود المسلمين في الدعوة إلى الإسلام الذي هو الدين الحقء 
مصداق قول عمر ذيكِ: «اللهم إليك أشكو جلد الفاجر وعجز الثقة)(220). 

-٦‏ فی قوله تعالى: # حَق نّم ملم 4 إشارة إلى أن الكفر ملة واحدة ضد الإسلام. 

۷- أن هدى الله هو المدى» فمن اهتدى به فهو المهتدي؛ لقوله تعالى: فل إن هُدَى 
الله هو امدیٰ *. 


عِ 


۸- أن ما عدا هدى الله فهو ضلال؛ لمفهوم قوله تعالى: فل إت مهُدَى الہ هو المدئ 4. 

۹- الإشارة لنسخ الإسلام للأديان السابقة؛ لقوله تعالی: فل إن هُدَى الو هو 
هذى 4. 

۰- التحذير وه أهواء اليهود والنصاری؛ لقوله تعالى: لوين اتبعت أهواء هم بَعَدَ 
ای 77 ای مرک اف اق ا لاقي کا وفي الآية الثانية: لَك إِدًا لَمِنَ 
لی * [البقرة: .]٠٤١‏ 

۱- أن اليهود والنصارى ليسوا على هدى بل أتباع هوى؛ لقوله تعالى: #ولئن اتبعت 
أموا ہم )4ء ولولم يكونوا أتباع هوی لآمنوا با أنزل عليهم وبا أنزل على محمد اڈ 

۲- أن اتباع الموى بعد العلم أشد وأعظم ضلالاً وظل]؛ لقيام الحجة» وانتفاء العذر؛ 


لقوله تعالى: بعد د ای ج12 من اَلیلر 4 وفی الآية الثانية: بن بد ما جا يت 
الم © [البقرة: .]٠٤١‏ 


-٣۳‏ أن ما جاء إلى الرسول ئة من الوحي في الكتاب والسنة من العلم» بل هو أصل 
العلوم؛ لقوله تعا ی: الى جاه الیل 4. 

-٤‏ أن من اتبع أهواء أهل الکتاب بعد ما جاءه من العلم فلا أحد يتولاه من دون 
الله ولا أحد ضر فيدفع عنه عذاب الله؛ لقوله تعالى: #وَلينِ اتبعت أهواءهم بَعَدَ 


مھ 


الذى جاء َك من لأر ما كمس اللہ من ول ولا تیر #. 


حا 
٠‏ 


(۱) ذكره ابن تيمية في جموع الفتاوی) (۱۸/۲۸ء .)۲٥٢‏ 


سے ا عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 

. أن من لم يتوله الله وم ينصره فليس له من دونه ولي ولا ناصر‎ ۵٥ 

-٦‏ أن الله كبك أنزل الكتب لتتلى وتتبع ويعمل ہما فيها؛ لقوله تعالى: ال َاتَنتَهُمُ 

۷- أن المؤمن بالقرآن حقاً من يتلوه ويتبعه ويعمل ہما فيه؛ لقوله تعالى: توه حي 
تلاوتو اوک توب یو 4» فمن لم يتله ويعمل به فليس بمؤمن. 

۸- أن الإيان بالقرآن يزيد ويكتمل بتمام تلاوته والعمل به» وينقص بنقصان ذلك. 

۹- امتنان الله کک على من آتاهم الكتاب وتلوه حق تلاوته وقاموا بحقه» وثناؤه 
عليهم» وبيان علو مرتبتهم؛ لقوله تعالى: لذبن ءَاتََِهُمْ الككب يتلوته. حق تلاوتو۔ 

۰- أن من كفر بالقرآن أو بغيره من كتب الله أو بمحمد َة أو بغيره من رسل الله ك 
فهو ا حاسر الخسارة العظمی؛ لقوله تعالى: لوَمن تكب اوليك هم يرون 4. 

-١‏ أن الخسارة الكبرى والمصيبة العظمى الخسارة في الدين. 

1 - تأكيد وجوب ذكر نعمة الله تل على بني إسرائيل ومن ذلك تفضيلهم على عا مي 
زمانہم؛ لقوله تعالی: ي اسيل اکا وک الى أعَمَت علت گر ون فصل عل 


7ھ 


الَعَلمینَ % . 


سے ہہ 





۳ - إثبات يوم القيامة وشدته» ووجوب اتقائه» والاستعداد له بتقوى الله والعمل 
الصالح؛ لقوله تعالى: # تقو یوما 4. 

٤‏ - تحذير بني إسرائيل يوم القيامة وأهواله؛ لقوله تعالى: وتوأ يوَمَا4. 

4 - لا نجاة لأحد من أهوال يوم القيامة وعذابه إلا بتقوى الله كك فلا نفس تغني عن 
نفس شيئاً ولا تقبل منها فدية ولا تنفعها شفاعة» ولا ناصر لها؛ لقوله تعالى: 

فاقوا مالا بجی تفس کن میں سیا ولا قبل متها عذل ولا عه شَمعة ولاهم صرود&. 

7- إثبات أصل الشفاعة؛ لقوله تعالی: #ولا تَْمَمُھامَمَعَةُ 24 فالشفاعة ثابتة من أذن 
الله له بالشفاعة» كشفاعة النبي بيه في أهل الموقف» وشفاعة المؤمنين بعضهم 
لبعض» وغير ذلك» لكنها لا تنفع إلا لمن رضي الله عنه. 


سورة البقرة: الّّیات: 1١١8‏ ۱۲۳ 


47 سے 


کرس سا کم 


ففي هذه الآية نفى نفع الشفاعة إلا لمن رضي الله عنه» وفي قوله: ولا يُقَبَلُ يها 
سَّمَعَةٌ * نفى قبول الشفاعة إلا لمن أذن الله له مها. 

۷- اختلاف أحوال القيامة عن أحوال الدنياء فالناس في الدنيا يتعاونون» ويقدم 
الإنسان فدية ويتخلص في بعض المواقف» ويشفع بعض الناس لبعض» وينصر 
بعضهم بعضا كما قال قائلهم: 
أخاك أخاك إن من لاأخاله كساع إلى الميجاء بدون مسلاح(١)‏ 
أي: انصر أخاك, أما في القيامة فهيهات ذلك كله. 

پا 2 2 





)١(‏ البيت لمسكين الدارمی. انظر: «ديوانه) ص۲۹. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


HE 


ل نتم ومن عن تلك 2 1 ؟ ۔ کی A‏ 4 
قال الله تعالی: ولذ اَل شر ريه بكم اتمه َال إق جاک لِلنّاس |ماما قال ومن دریی 





َال لَايَالُ ء وو و ّت مساب الاس وما ادوا من مما ر وو فصل 
وھد تا |ك إ هعم و ملعيل أن طهر بيت لاطابفين لكين ارال شد َال هعم 


سے رده 


ري كَمل دا بنا ای از اش کت من ا متهم يانه ايوم الہ فال ومن‌گقر امم کیا تم 

معدا الا َیلَرَألْسَِ(4))۵. 

بعد اختتام الآيات في تذكير بني إسرائيل» أتبع كك ذلك بالتذكير بنعمة اللہ كك على 
إبراهيم وعلى ذريته» بجعله إماماً للناس وجعل البيت مثابة للناس وأمنا وموئلاً 
للأرزاق» ومجبى للثمرات. 

قوله تعالى: #وإذ ابل إِرَهِ ريه يَكلِمتٍ# الواو: استئنافية» و«إذ): ظرفیة شرطية 
بمعنى «حين» أي: واذكر يا محمد للمشركين ولأهل الكتاب وللناس جميعاً حين ابتلى 
إبراهيم» ربه و«إبراهيم»): مفعول مقدم» و«ربه»: فاعل مؤخر. 

وإبراهيم هو نبي الله ورسوله وخليله- عليه الصلاة والسلام- وهو إبراهيم ابن 
آزر كما قال تعالى: ولد قال إِلََهِیہ لأيِهِ ءرد 4 [الأنعام: ٤ء‏ وقال تعالى: واد أده 
هي عم خَلِيلَا ہ4 [النساء: .]٠٠٠‏ 

وهو الأب الثالث للأنبياء» فالأب الأول: آدم اث قال تعالى: ‏ يكبي عدم 4 
[الأعراف: »]۲١‏ والثاني: 3 اتا قال تعالى: #وجعتا ا هر الاق [الصافات: ۷۷]ء 
والآب الثالث: إبراهيم اق اش قال تعالى: يله یکم لر هی 4۴ [الحج: ۷۸]. 

ويقال له: «أبو الأنبياء»؛ لأن كل من جاء بعده من الأنبياء هم من ذريته من كان 
منهم من العرب أو من بني إسرائيل. 

وإبراهيم اقل أحد أولي العزم» بل وأفضلهم es‏ انال هن ٹاو اد 


سے تر ہے سے کر ہے 
ا ہے نم 


أخذنا مِن اشن مِيثمَهم م وينت ومن د وج وره ومومیٰ وعسى ابن مم ے واخ هنهم شقا 
فَلِيظًا € [الأحزاب: ۷]. 

والابتلاء: الامتحان» أي: امتحنه بکلمات. 

وني إضافة اسم الرب إلى ضمير إبراهيم الف تكريم وتشريف له؛ لأن ا مراد 
بالربوبية هنا الربوبية الخاصة بل خاصة الخاصة. 


سورة البقرة الّیات: ٠١١ - ١١5‏ 


ئ:)] سے 





وقوله: يلست (کلمات) جمع كلمة» وهي کلمات شرعیة وكونية. 

فالکلمات الشرعية: ما أوحاه الله إليه وشرعه له من توحيد الله واجتناب الشرك 
7 المناسك» والقيام بأوامر الله واجتناب نواهيه» ومن ذلك قوله تعالى: لإي جَاعِْكَ 

س إِمَامًا# والآيات بعدهاء ومن ذلك الكوكب والقمر والشمس. كما جاء في سورة 

٤‏ قوله تعا ی: 9# وَكَداِاَ زی هيم ملکوت َلسَمِلواتِ وَالْارضٍ مون عن 
لْمُوقَِينَ ل كلما جن عله اَل را کک 4 [الآیات:٥۷-٢۷].‏ 

والكلمات الكونية ما امتحنه به وقدّره عليه» من ذلك الهجرة من بلده إلى الشام» 
وإلقائه في النار» وأمره بالختان» وأمره بذبح ابنه» ولهذا قال تعالى: #إن هذا همو البلاء 
المبين# [الصافات: »]٠١8‏ وهو في ذلك كله صابر حتسب. 

قال ابن كثير(21: «وقوله تعالى: #بكلستٍ4 أي: بشرائع وأوامر ونواه» فإن الكلمات 
تطلق ويراد بها الكلات القدرية» كقوله تعالى عن مريم عليها السلام: #وَصَدَّقَتَ 
بکلملت ريها وكشيو وات ناون 4 [التحريم: 17]. 

وتطلق ويراد مها الشرعية» كقوله تعالى: وَتَمَتٌ مث ويك دنا وعدا 4 [الأنعام: 
[٥‏ أي: كلماته الشرعیة وهي إما خبر صدق oT‏ إن كان ا أا 
ومن ذلك هذه الاية: ٭وَإذ ا إرره اهشر رد كلمت فتهي ر 0# . 

مهن 4 الفاء تدل على الفورية والمبادرة من إبراهيم ال في إِتمامھن. 

أي: فأكملهن بالقيام بم| أوجب الله عليه فيهن شرعاء فعلاً لما أمره الله به» واجتنابا 
ما نہاہ عنه» وصبراً واحتساباً على ما قدره الله عليه» کا قال تعا ی: ٭ وَإبَرِي الى رق 4 
[النجم: ۳۷]» أي: تمم ما أمر به. 

لقال اتی جَاعِْكَ لِلنّاس إِمَامًا 4 أي: قال الله تعا ی لإبراهيم اف مجازاة له على إتمامه 
الكلمات» و«جعل» هنا بمعنى (صبر) تنصب مفعولین الأول هنا الكاف. والثانی «إماماً». 

أي: إني مصيرك كوناً وشرعاً للناس كلهم إماماً. 


.)۲۳۷ /۱( فی (تفسبرہ)‎ )١( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





ڪل 


أي : قدوة في التوحيد والإخلاص لله تعا ی والبراءة من الشرك» والقيام بأمر الله 
وني ا یز كله وهذا لم بات بعده نبي إلا كان مأمورا باتباع مله الحنيفية. 
وو يه عن فلا لو نيما وآر يك من اشر © قا 


> ودعي ج سو ساسا وھ سے صے مر 


لا نعود اجتبنه وهدَئه إل اض وےاندله نه فى اَلدّیا سس َلِنہ في ا 0 


لحد 03 ٹم ويا 64 اک اہ ی سر ومان من الْمْشَركينَ ()4 

.]17-17١ [النحل:‎ 

ال ومن دربت ؟4 ای قال إبراهيم اكت : وين دربت ؟4 ای واجعل من ذريتي 
أتمة في الدين. 

و«من» يحتمل أن تكون لبيان الجنس» أي: اجعل ذريتي كلهم أئمة کما في قول 
عباد الرحمن: راهب لنا من زوجتا وذریدیْتا رَه اھب >4 [الفرقان: ٢۷]ء‏ أي: اجعلهم 
كلهم قرة أعين. 

ويحتمل أن تكون «من» للتبعیض أي: اجعل بعض ذريتي أئمة؛ لان البعض قد 
لا يكون أهلاً لذلك. ى) جرت بذلك سنن الله الکونیةء ولهذا قال الله له: لا يتَالُ 

عَهُدِى اللي ». 

وإنما سأل إبراهيم الا لذريته الإمامة في الدين نصحاً هم وشفقة عليهم ومحبة للخير 
هم؛ لان الإمامة في الدين أفضل درجة يتنافس فيها التنافسونء كا قال عباد الرحمن في 
دعاثھم: ربد 2 وو 


نَامِن ازونچتا وذریلیتا قَرَۃ ایپ ولس لمق إِمَامًا € [الفرقان: .]۷٤‏ 

والذرية تطلق إطلاقاً قافا فيدخل فيها أولاد الرجل وأولاد أولاده من ذكور 
وإناث وإن نزلواء وتطلق الذرية عند الفقهاء إطلاقاً خاصاً على أولاد الرجل وأولاد 
بنيه بمحض الذكور دون أولاد البنات» فلو قال رجل: «أوقفت هذا ا مال على ذريتي» 
لم يدخل فيهم أولاد البنات. 

وإنا 00 عيسى بن مريم- عليه الصلاة والسلام- مع ذرية إبراهيم في قوله 
تعالى: رَيِلكَ حَجَتَا # الآية 3 أنه ابن بنت؛ لأنه لا أب له قال تعالى: ##وَبِلْكَ 
حجنا م9300ب رع ربد کن فما ریک مکی لی اوعبتا لم 


و سرسرے سے تا س ار سے سسے'ْٰح۔ 


سم سے سه سرع یہ کی A‏ 
اسحلق ویععوب ے خلا هدا هن e‏ ومن دريف داوید وسليْملن و 


سورة البقرة | لآبات: ٠١١ - ١7١4‏ 
3 


< 





8٤ 
جب‎ 


ویوش وَمومیٰ وَعَنرُوں وَكَدَِكَ ری الْحَينںَ ا وَرکريّا وی وعِیسیٰ وَإلیاس 
ألصَّدِلِحِيتَ € [الأنعام: ۸۳- ۸۵]. 

لال ۹ء أي: قال الله ٌك: #لَايتَالُ عَهَدى الظللِمينَ 4 قرأ حمزة وحفص #أعَهَدِى 4 
بإسكان الیاءہ وقرأ الباقون بفتحها #عَهْدِىَ4. والا): نافية» و«ينال»: فعل مضارع 
مرفوع بالضمة. أي : لا يضيب 

#عَهَدِى *: فاعل» أي: تعهدي إليك ہذاء والعهد: الوعد المؤكد» وسمى كك 
وع عونا ذه لاعفو وعدة: 

و#الظيين 4: مفعول به» أي: الظالمين بالشرك والكفرء كا قال تعالى: لبت 
از لظام عطي € [لقمان: 1]. 

أي: لا تصيب ولا يشمل تعهدي لك بالإمامة الظالمين من ذريتك بالشرك 
والكفرء فلا يكون أحد منهم إماماًء ومفهوم هذا أن غير الظالم سينال الإمامة» لکن مع 
إتيانه بأسبايها. 

والمعنى: سأجعل من ذريتك آئمة لکن لا يصيب ولا يشمل عهدي الظالمين منهم 
بالکفر والشركء فلا يكون منهم إماما يقتدى به. 

فينال عهده كك الرسل وأتباعهم المؤمنين» ولا ينال الظالمين من آهل الكتاب 
والمشركين وغيرهم. قال تعالی: # قل إِنَ هنی رل رط مُسَمَقِيٍ ديا قِيَمَا ي اهم 
نیا وماکان م سَالْمْفَرِكِينَ € [الأنعام: »]17١‏ وقال تعالی: ٭ ماکان اسم ہودنا ولا مایا وک 


کی 7 م حر ر ر صرح كه > ا ے م ص همه 2 
کات حَنِيقًا مُسَلِمَا وما کان من المقركين ا(٥‏ إرك اول الاس بِإِبَهِيمَ لذي أتبعوه وھنذا لی 


کے 


َس امنأ واه ولالْمُومِِينَ # [آل عمران: .]٦۸ ٩۷‏ 

قال ابن کثیر(١):‏ الما جعل الله إبراهيم إماماً سأل الله أن تكون الأئمة من بعده من 
ذريته فأجيب إلى ذلك» وأخبر أنه سيكون من أمته ظا مونء وأنه لا ينالهم عهد اللہ ولا 
يكونون أئمة فلا يقتدى بهم» والدليل على أنه أجيب إلى طلبه قول الله تعالى في سورة 


اص رھ 
کس“ جم 


العنکبوت: لوملا ف ريه ابوه والْكتبٌ4 [العنكبوت: ۲۷]ء فكل نبى أرسله اللہ وكل 


.)٤٤٢ /۱( في «تفسيره)‎ )١( 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


د ادا 
كتاب أنزل الله بعد إبراهيم ففي ذريته صلوات الله وسلامه عليه». 





کے سے رهدة ور ہم 


قوله تعالى: وة جَعلنا لیت ماب ناس وما ويدوا من مقار زوع مص وَکَہذنا 

سب النزول: 

عن عمر بن ا لخطاب 85 قال: «وافقت ربي في ثلاثة: فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا 
من مقام إبراهيم مصلى» فنزلت: واأجَدُوا من مَقَامِ بهم مُصَل ۹ء وآية ا لحجاب» قلت: 
يا رسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبنء فإنه يكلمهن البر والفاجرء فنزلت آية 
الحجاب» واجتمع نساء النبي بيه في الغيرة عليه فقلت هٰن: عسى ربه إن طلقكن أن 
لواحا گر اکر فا غ 

قوله: ل٭وَإِذ جعلتا الِیْبَ مَتابَة لاس وَأَنّا ۹ أي: واذکر يا محمد إذ جعلنا البیت: أي: 
حين صيرنا البیت ا حرام شرعاً وقدراً #مَتَاَةٌ تاس وَأَمنَا 4. 

و«ال» في «البيت» للعهد الذهني» أي: البيت المعهود المعروف العظيم» وهو الكعبة 
المشرفة» والبیت ا حرامء ماب اتی“ المثابة: بمعنى المرجع» أي: مكانًا يثوب الناس إليه 
ويرجعون إليه من كل أقطار الدنيا للحج والعمرة والاعتكاف والعبادة والحصول على 
منافع دينية ودنيوية وأخروية» كا قال تعالى: 7 انی الاس بالج یاتواد رڪا لاو ڪل 

تشتاق إليه الأرواح» وتحن إليه القلوب» ولا تقضی منه وطراء ولو ترددت إليه كل 
عام استجابة من الله تعالى لدعاء خليله إبراهيم اكا في قوله تعالى: لمَاَجَعمَل أَفْكِدَهٌ ي 
الاس تهوۍ إل وارزقهم من اَلكمَراتِ عْلھم کرو # [إبراهيم: ۳۷]. 

يستقبله المسلمون بوجوههم وقلوبهم في صلواتهم في كل يوم وليلة» کما قال تعالى: 
$ وَين عِنثُ حرَجْتَ قول وک شر الج اراو ويٿ ما کر ولوا وڃو هڪم نره * 
[البقرة: .]١6٠‏ 


N 


5 


)١(‏ أخرجه البخاري في الصلاة (٤٥٥)ء‏ ومسلم في فضائل الصحابة (۲۳۹۹)ء والترمذي في تفسير )۲۹٥۹(‏ وابن 
ماجه في إقامة الصلاة .)٠٠١۹(‏ 


سورة البقرة؛ الآيات: ٠١١ - 1١١5‏ -ے 
وتا أي: وجعلنا البیت أمنا للناس» أي: مكان وموضع أمن يأمن الناس فيه على 
دمائهم وأموا مم وأعراضهم. فلا يحمل فيه السلاحء حتى الصيد يأمن فيه. وكذا الشجر 
والحشيش يأمن فيه من القطعء وحتى إن الرجل يلقى قاتل أبيه في الحرم فلا يعرض له. 
ادوا من مقار نهر مصَل 4 هذا كالتفسير لقوله تعالى: ای جاك لتاس إِمَاما 4؛ 
لآنه بعض من إمامته» عن انس ذه قال: قال عمر بن الخطاب: وافقت الله في ثلاث: أو 
وافقني ربي في ثلاث» قلت: یا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ وقلت: يا 
رسول الله يدخل عليك البر والفاجرء فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب؟ فأنزل الله 
آية الحجاب» وقال: وبلغنى معاتبة النبى بيه بعض نسائه فدخلت عليهن» قلت: إن 
ا حتی أتيت إحدى نسائه» قالت: يا عمرء أما 
في رسول الله ما یعظ نساءه حتی تعظهن أنت؟! فأنزل الله: لی ریڈران طَلق ان برل 


or GD 


ازجا حيرا نمسم 4 الآیة)(١).‏ 

وله طوََئدُوا 4 قرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء على الخير: لوخدو أي: واتخذ 
الناس وصيّروا وجعلواء وقرأ الباقون بكسرها على الأمر ادوا أي: واتخذوا أنتم 
وصبّروا واجعلوا. 

#من مام وعم مصلل 4 امن مقام» جار ومجرور متعلق بمحذوف مفعول أول 
[«اتخذوا»» و(من): لبيان الجنس» وامقام إبراهيم»: مكان قيامه. 

أي: واجعلوا وصيّروا من مكان قيام إبراهيم في مقام قام فيه مصلى» ومن ذلك مقامه 
الخاص لبناء الكعبة على الحجر ليرفع قواعد البيت» كا سيأتي من حديث ابن عباس رضي 
الله عنھم| عند قول الله تعالىى: مو اد برقم هڪم الماد من ليت وا ملعل 4 [الآية: ۱۲۷]. 
ومسوطی إبراهيم في الصخر رطبة 2 على قدميه حافياً غير ناعل7) 

ومقامه العام في كل مناسك ومشاعر الحج في عرفة والمزدلفة» ومنى» والحمرات» 





.)5 5/7( أخرجه البخاري في تفسير سورة البقرة‎ )١( 
.)٦٦ /۲( انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام (۱/ ۲۷۳))ء و(خزانة الأدب»‎ 0( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 





د ٣٤|‏ 
والطواف تالبيت» والسعي بين الصفا والمروة. وغير ذلك» والأمر للوجوب فیا هو 
واجب وللندب في| هو مندوب. 
مص 4: مفعول أول ل«اتخذوا»» اى مكان صلاة ودعاء وعبادة. ومن ذلك صلاة 
وقراً: ادوا من مَقَایر روع مُصَل ۹ء وصلى خلفه ركعتين؛ كا في حديث جابر ذف قال: 
3 رسول الله لا الركن» فرمل ثلاثاً ومشى أربعاًء ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقراً: 


پآ ندُوأمن مَقَام نهعم مُصَل » فجعل المقام بينه وبين الببت» فصلى ركعتين»(). 
OE‏ «قدم رسول الله و فطاف بالیت سبعاًء وصلى خلف المقام 
رکعین۱۲(۸۷. 


وکان المقام ملتصقاً بالكعبة في عهده ئة وني خلافة أبي بكر ظلہ فأخره عمر بن 
الخطاب 5 في خلافته. وقد قال يَلُِْ: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين 
تمسكوا به وعضوا عليها بالنواجذ۳۷)ء وقال ب: «اقتدوا باللذين من بعدي أي بكر 
وعمر)(؟). 

#وعهد نا إل بوهم وَإِسْمَلِعِيلَ #. 

العهد: الأمر ا لؤکد والوصية بأمر هام» أي: أوصينا إليهما وأمرناهما أمرا مؤكدا. 

لوَإِسَمْعِيلَ 4 أي: وعهدنا إلى إسماعيل» وهو إساعيل بن إبراهيم عليههما الصلاة 
والسلام» وهو (بکر) إبراهيم ووحيده من جاريته هاجر القبطية» وهو أبو العرب. 

وهو الذبيح على القول الصحیح: الذي أمر الله إبراهيم بذبحه» وأسلم) أمرهما لله في 
ذلك. ففداه الله بذبح عظيم» كما قال تعالى في سورة الصافات: رر 


2 ہر ي7 


اما لم مه معه أ الک وا 6س2 بی إن أو ف آذك ك فانظرٌ مادا ر د قال يتات قعل ما و ری 
ہے ےر ر ات ہے ہہ ا کا کے کو ےر وع از *“ ہم کے یيو پلا سے سم ہم 
ستحجدى إن شا الله من الصیرین ما سلماو: ین وده أن يتادرهيم کے 


.)۱۹۰۰( أخرجه مسلم في الحج- حجة حجة النبي يي (۱۲۱۸)ء وابن ماجه في المناسك‎ )١( 

(۲) أخرجه البخاري في الصلاة (۳۹۲)ء ومسلم في ا حج (١٤۱۲۳)ء‏ والنسائي في مناسك ا حج (۲۹۳۰). 

(۳) أخرجه أبو داود في السنة (/4751)- من حديث العرباض بن سارية #ه. 

)٤(‏ أخرجه الترمذي في المناقب (٣٦٦۳)ء‏ وابن ماجه في المقدمة (۹۷) من حديث حذيفة #. وقال: (احدیث حسن). 


سورة البقرة: ال أیات: ٠١١ - ۱۲۲١‏ 


- ][ 





ليا إِنَاكَدكَ زى لمحي 4 [الآيات: ١6-9١1‏ 1]. 
#أن طهرا بَبَىَ 4 «أن»: تفسيرية» فيها تفسير للعهد في قوله: #وَعَهدتا #أي: عهدنا 
إليها وقلنا ھما: #أن طهرا بى 4 أي: الكعبة والمسجد الحرام» وأضافه كك إلى نفسه 
تشريفاً وتعظيأًء کا قال إبراهيم اكنتلا: ربا إن سكنت من در واد عَبْرِ ذِی زرع ند 
أي: طهرا بيتي ا حرام من الأقذار والنجاسات الحسية» من الأرجاس والنجاسات 
العنویة من الشرك والأصنام وعبادة الأوثان وبناء القبور ودخول المشركين ونحو 


8 5 5 1 سا ص ے۸7 ص ہے 2011 & e, ^ ٤‏ سے > ک ‏ سرچ 
ذلكء کم قال تعالى: لو اذ بوآنا ہرم مکارت البيتٍ ان لا شرف ف سیا وطهر 


رص بير 2 


د طني والْفَإبِييت ولع سج € [الحج: ٦٢ء‏ وقال تعالى: ل بای ليت 
ءامنا سما لْممَرِكوت قش فلا یش را مسجد ارام بعد امه هدا( [التوبة: 1]. 

#لطآينيست € اللام للتعليل» أي: لأجل الطائفين» الذين يطوفون بالبیت: 
والطواف: الدوران على الكعبة تعبدا لله كك. 

#والمكيين واكم اسجُود4 معطوف على الطائفینء أي: ولأجل العاکفین 
والركع السجودہ وَ#وَالْمَككِنِينَ #: المقيمين فيه للعبادة» جمع عاكف» والاعتكاف: لزوم 
مسجل لطاعة الله - تعالى. 

ورك ع السُجُود 4 «الركع»: جمع راكع» و(السجودا: جمع ساجد, وهم المصلون. 
وخص الركوع والسجود؛ لأنهها من أعظم أركان الصلاة بل ما أعظم أركان الصلاة 
من حيث الهيئة» کم أن القيام أفضل أركان الصلاة من حيث الذكر وهو القرآن. 

وأيضا فإنه لا يكون ركوع ولا سجود بلا قيام. 

والصلاة أعظم من الطواف ومن الاعتكاف» وإنما بدأ في الآية بذكر الأخص 
فالأخصء فبداً بذكر الطائفین؛ لآن الطواف خاص بالمسجد الحرام ثم ##وَالْمكيِينَ ٭؛ 
لأن الاعتكاف خاص بالمساجدء ثم «الركع السجود)؛ لأن الصلاة تصح في كل مكان. 

وني سورة الحج فو راتا اتب کات الت أن لا شرف ف سیا وور 


سم 


بی اینب وَلتاپ یی رسجو > (الابت: :1]. 


= عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 
فالموصوفون بہذہ الصفات هم أهل البيت» وهم المقتدون بإبراهيم الآ دون من 
عداهم» من يزعمون الاقتداء به من أهل الكتاب والمشركين وهم على خلاف ملته. 
قوله تعالى: # ود قال رھم رب أَجَعَلٌ هدا بلدا ءامنا وارزق أَهلَهُمِنَ ألتّمردتٍ من ءامس متهم باه 
ایز لکل مكف ام ییا مضہ عَذاب التَ وال © 4. 
قوله: ود َال هعم أي: واذکر حين قال إبراهيم داعیاً ربه كك #رَبّ لَجْعَلَ هذا 
بدا ءامنا » أي: يا رب» فارب»: منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم 
المحذوفة للتخفيف منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة» وحرف النداء 
محذوف للعلم به وللبداءة مباشرة باسم «الرب» والتيمن والتبرك به. 
فدعا عليه السلام باسم الرب الذي له الخلق والملك والتدبير. 
أجَعَلْ هلدا 4 «هذا»: مفعول أول ل«جعل»» وب ٭ مفعوله الثاني» أي: صيّر هذا 
الوادي وهذا المكان» وهو المكان الذي أسكن فيه هاجر وابنها إسماعیلء كما في قوله 
تعالى: ران اکٹ من ذْرَيّق بوَادٍ غَيَرِ ذى رع € [إبراهيم: ۳۷]. 
بلدا ءاسا ¥ فدعا أن يكون الوادي والمكان بلدا وأن يكون آمنا. 
وقال هنا: «بلداً» بالتنكير لأن هذا الدعاء كان قبل بناء البيت وقبل أن يكون 
الوادي بلداً مسکونا وقال في سورة إبراهيم: رب أَجَمَلٌ هدا ليلد ايا 4 [الآية: ]٠٠‏ 
بالتعريف؛ لأن هذا الدعاء كان- والله أعلم- بعد بناء البيت وبعد أن كان الوادي بلدا 
مسکوناًء کا قال تعالى في سورة التین: ودا رامين [الآية: *]» وقال في سورة 
ا کہ ا أفیم يدا للد ا وات حل يدالب 4 [الآية: 3 7]. 
و«البلد» اسم للمكان المسكون كالمدينة والقرية. 
لاي چ4: صفة ل «بلداً»؛ أي: مكان وموضع أمن من الخوف فلا يرعب أهله. 
وقد أجاب الله دعوة إبراهيم اتا فجعل مكة بلدا آمنا شرعاً وقدراء قال تعالى: 
ومن د کر کان اما [آل عمران: ۹۷]ء وقال تعالى: ‏ أَولَم بروا آنا جعَلنا ربا !ما ويسَخَطفُ 





ے سے 


کے سط ادس پر مر ر سے س 22 ٠‏ 7 0 ہے ہج ۲ . 
أطعمهم من جوع وَءامَنَهم مّنْ خوفي 4ء وقال تعا ی: #ومن برد فيه بِإلكساح بظلر 


اس 
2 2 کے 


الاس من حَوَلِهمَ 4 [العنكبوت: ۷٦]ء‏ وقال تعالى: #فلمعيدوا رت هذا الِب )W‏ لزت 


9 


ما 


2 دعر 
لمك مر * 
م 


١ 


واس 


سورة اثبقرة الآيات: ٠١١ - 1١١5‏ 





عذاب اير 4 [الحج: .]۲٢‏ 

ومن أراده بسوء قصمه الله ى) فعل بأبرهة وأصحاب الفیل. 

وعن جابر بن عبدالله 4: سمعت رسول الله گلا يقول: «لايحل لأحد أن يحمل 
بمكة السلاح21(0. 

وعنه دب قال: قال رسول الله عليه (إن إبراهيم حرم مكة. وإني حرمت المدينة» ما 
بين لابتيها لا يقطع عضاھاء ولا يصاد صیدھا۱۲(۷. 

وعن أنس بن مالك 4# قال: قال رسول الله يل «إن إبراهيم حرم مكةء وإني 
أحرم ما بين لابتيها»(2. 

وعنه 5 أن رسول الله ياء ما أشرف على المدينة قال: «اللهم إني حرم ما بين لابتيها 
مثل ما حرم به إبراهيم مكة, اللهم بارك لهم في مدهم وصاعھم...) الحديث(5). 

وعن عبد الله بن زيد بن عاصم 4# عن النبي ب قال: «إن إبراهيم حرم مكة 
ودعا هاء وإني حرمت المدينة كا حرم إبراهيم مكة. وإني دعوت فا في صاعها ومدها 
بمثل ما دعا إبراهيم لأهل مكة)۱"3. 

وعن أبي سعيد الخدري 5ك عن النبي بيا قال: «اللهم إن إبراهيم حرم مكة 
فجعلها حرماء وإني حرمت المدينة حراماً ما بين مأزميها أن لا براق فيها دم» ولا يحمل 
فيها سلاح لقتال ولا تخبط فيها شحرة إلا لعلف)20). 

وعن ابن عباس - رضي الله عنهم|- قال: قال رسول الله ييه يوم فتح مكة: «إن هذا 
البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرضء فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القیامة وإنه 
م يحل القتال فيه لأحد قبليء ولم يحل لي إلا ساعة من نهارء فهو حرام بحرمة الله إلى يوم 
القیامف لا يعضد شوكه. ولا ينفر صيده. ولا تلتقط لقطته إلا من عرفهاء ولا يختل 


.)۱۳٥١( أخرجه مسلم في الحج‎ )١( 

(۲) أخرجه مسلم في الحج )١157(‏ وأبو داود في المناسك (۲۰۴۳۹). 

(*) أخرجه البخاري في الأنبياء (۷٦۳۳))ء‏ ومسلم في ا حج (٤٣۱۳)ء‏ والترمذي في المناقب (۳۹۲۲). 
)٤(‏ أخرجه البخاري في الجهاد والسير (۲۸۹۳)ء ومسلم في ا حج .)۱۳٦٣١(‏ 

.)۱۳٦٣٣( أخرجه البخاري في البيوع (۲۱۲۹)ء ومسلم في الحج‎ )٥( 

.)۱۳۷٣( أخرجه مسلم في الحج‎ )٦( 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 





= 
خلاها. فقال العباس إلا الإذخر؛ فإنه لقينهم ولبیوتہم. فقال: إلا الإذخر)(. 

وني حديث أبي شريح العدوي: «إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس ... 
الحديث)000). 

ولا منافاة بین هذين الحديثين وما في معناهما من الأحاديث الدالة على أن الله حرم 
مكة يوم خلق السموات والأرضء وبين الأحاديث الدالة على أن إبراهيم حرمها؛ لأن 
إبراهيم بلغ عن الله حكمه فيهاء وأنها لم تزل بلداً حراماً عند الله قبل بناء إبراهيم ا 
ما؛ و هذا قال نبينا پا : تما مرت أن اعم ر مذ ادو الى حَرَّمَهَا وک ڪل سى ہ 
[النمل: .]9١‏ 

رذ اَخْلَهُ یم المت 4: بعد أن دعا إبراهيم ال ربه بجعل مكة بلداً آمنا أتبع 

ذلك بدعوة أخرى وهي أن يرزق أهله من الثمرات؛ لأن النعمة لا تتم إلا بتوفر الأمن 
والرزق؛ ولهذا امتن الله كك على قريش بقوله تعالى: #فَلَيَعَبُدُوا رَبٌ هدا الِيّتِ () 
لك أَطْعمَهم من جوع وَءَامَنَهُم من حوفي © [قريش: 5 4]. 

ومعنى "وز قَهَلَهُنَ تّمت € أي: وأعط أهله من الثمرات: والرزق: العطاء. 

مَنْءَامَنَ مهم باه ووو لآ ٭ بدل من قوله: (أهله) بدل بعض من کل فخصص 

دعوته بالرزق بمن آمن من أهل ا حرم بالله واليوم الآخر. 

و«من»: موصولة» و«آمن»: صلة الموصولء أي: الذي آمن منهم. 

والإيان بالله يتضمن الإيان بوجودہ وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. 

#واليو لآ ٭ أي: وآمن باليوم الآخر؛ يوم القيامة» وما فيه من البعث والحساب 
والأهوال, والجزاء على الأعمال» بالحنة أو النار. 

وسمي ب «اليوم الآخر؛ لأنه لا يوم بعده والإيمان بالله لا يتم إلا بالإيهان بشرعه. 
ومن ذلك بقية أركان الإيهان وهي: الإيان بالملائكة والكتب والرسل» وبالقدر خيره 


)١(‏ أخرجه البخاري في الحج (٣۱۸۳))ء‏ ومسلم في الحج- تحريم مكة وصيدها (٣٥۱۳)ء‏ وأبو داود في المناسك 
١10‏ والنسائي في مناسك ا حج (۲۸۹۲)ء والترمذي في السير (۹۰٥۱)ء‏ وابن ماجه في الجهاد (۷۷۳). 
0( أخرجه البخاري في العلم ٠ ٤(‏ 6 ومسلم في الحج (٣٥۱۳))؛‏ والنسائي في فضائل الحج (۲۸۷۲) والترمذي في 


ا جج (۸۰۹). 


سورة اليقرة الآيات: ۰٤٣‏ ۔ ۲ 





إ۳ سے 
وشرهء وغير ذلك مما أوجب اللہ الإيهان به. 

كما يتضمن ذلك أركان الإسلام الخمسة وكل ما أوجب الله القيام به؛ لأن الإيمان 
والإسلام إذا أفرد أحدهما تضمن الآخر. 

وهذا الدعاء من جوامع كلم النبوة فإنه لا قوام للحياة ولا لأمور الدنيا والدين إلا 
بالأمن والرزق. 

قال و ومر # القائل هو الله كك وقوله: ٹکٹ ر٭ معطوف على قوله: #وارزیآهله, 
وِنَ ألشَّمروتِ من َامَنَ َم أي: قال الله: وأرزق من كفرء أو: ومن كفر أرزقه أيضاً 
بالرزق من آمن ومن كفرء کما قال تعالى: « ٭لا نیڈ كول وهنؤلاہ مِنْ عطو ريك وماکان 
عطاء ريلك محظوبا € [الإسراء: .]٢٢‏ 

تقس :زر اهبو الس ات آرت وأجيب بتكفله 8 برزق الجميع 

من آمن ومن كفر» وهذا بخلاف دعوة إبراهيم السابقة ما قال الله له: إِي جَاعِلْكَ لاس 
ِمَآمَا 4ء لقال وین دري € فعمم إبراهيم بہذہ الدعوة» وأجيب بتخصيصها بغير الظالمين 
بقوله تعالى: قال لاال عَهْدِى الطَلِمِينَ *. 

5 َأميِعهُ.» قرأ ابن عامر بإسكان ا میم وتخفيف التاء: تامع مََعهٍ4» وقرأ الباقون بفتح 
الیم وتشدید التاء : لمعه أي : فأعطيه ما يتمتع به من مسكن ومأكل ومشرب وملبس 
وغير ذلك من متاع الدنيا الزائل. 

لقي 4: صفة لظرف محذوفء أي: فأمتعه زماناً قليلاًء أي: زماناً قصیراً ؛ لأن 
عمر الإنسان مهما طال فهو قصيرء ولآن الدنيا كلها بالنسبة للآخرة قليل. 

وأيضاً فأمتعه متاعاً أو تمتعاً قليلا» فيكون «قليلاً» صفة لمصدر حذوف؛ أي: متاعا 
قلیلاً من حيث عين ا متاع. 

فمھم| أوتي الإنسان من الدنيا وملذاتہا فذلك قليل بالنسبة للآخرة» كما قال تعالى: 
نما متدمٌ ألْحمزة لديا فى الْآخْرَة إلا مَليِلٌ» [التوبة: ۳۸]ء وقال تعالى: #ويوم تقوم 
الساعة يقم المجرمود 0 اة کتاللک كنأ موه و4 [الروم: 5]» وقال تعالى: 


: و سی ساس با 


ویو شی کان رس لاڈ نار نَا َم 4 زیونس: ٤٤ء‏ وقال تعالى: اہم مم 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





> 
0 سم انتا ےس وو ہے م سے سے کر ےج نے عع مر 
سے 


رون ما بوعڈوںے ميتو ٍلَاسَاعَهُ من مهار بلاغ فھل هلك إ لا القوم الْفَےعُونَ € [الأحقاف: .]٠١‏ 
7 1 5 سر سل 27 2 رع نے 1 0 سو له مات نی کے اص ہے ص جر 

وقال تعالی: قل کم لیئر في الْأرْضٍ عدد سی ۷ قالوا للنا یوما أو عض بوم هسل 
العادنَ ¢ [المؤمنون: ۱۲ء »]1١‏ وقال تعالى: 9# يوم بے کو سس ہے مدو وَتظتُونَ إن 
نتم إلا قليلا 4 [الإسراء: ٥٥]ء‏ وقال تعالى: يوم قح في الصورِ وخر لْمُجَرِمينَ یَومیذ رقا ر 
بعر سے سے سح سور درن هك چ ہو چیوو را سر ےر ع سر كر کے سار يوس E‏ سر سے ب٥‏ حوہ اسه 
تلوت يدهم إن لبتم إلا عشرا 7 نحن أعلم یما قولوت لد یقول أمنلهم طرِیقَة إن ل إلا 
یوما » [طہ: .]1٠١4 -١٠١7‏ 

وقال يَكِِ: «(وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها»(). 

ومع قصر عمر الإنسان في هذه الدنیاء وقلة ما يحصل له من متاعهاء فذلك 


رن روس ود 
اب 


مشوب بالکبد والكدرء کما قال تعالی: ٭ لد حلفت لاضن فى كر 4 [البلد: 4] . 

وکما قيل: 
لاطيب للعيش مادامت منغصة ذانّے باڈکار السوتِ والمهرًه) 

إضافة إلى نزع البركة من العمر وما يحصل عليه الإنسان من الدنیا بالنسبة لأهل 
الكفر والمعاصي. 

لنم ره إل عَدَابٍ لار 4 ذكر اللہ الوعيد بالعذاب بعد ذكر الوعد بالمتاع احتراساً 
من أن يغتر الکافر فيظن أن تخويله بالنعم في الدنيا دليل على رضى الله تعالى عنه» وهذه 
الآية كقوله تعالی: « ومن کف فلا بحزنلک کفر هاا مجه ھم يما وا إن الہ عم نات 
سدور © نعم ليا نم ضْطرُهُمَ إل عدا ب عَلِيظر € [لقمان: ٢۲ء‏ 4 7]» وقوله تعالى: # قل 


7 ا سے ہم ےھ رر و دو ص کر ر صر . 1ے عر سم و جج وس 
اک الین یکروت عل الو آلکذب لا يتوت ا مت في الذّئيا ثم الا مجعم ثد 


r a‏ 72ے شم رسع و 5 سے 
ديقي العذاي الشويد پماکائوایکفرونَ 5 [يونس: ۱۹ء ۷۰]ء وقوله تعالى: ن أل 
ھت سر رک و سے صم رت ہے ”7 ص سر ےہ کار ہرد ے ۹ 
ترون عل اللوالکتب لا یملحوب 7 متلع ليل و عَدَاب الہ [النحل: ١٦۱۱ء‏ ۱۱۷] . 

وقال باد «إن الله ليملى للظالم حتى إذا أخذه لم یفلت ثم قرأ قوله تعالى: ٭وَکدللک 


ماجه في الزهد (۲۳۷۷) - من حديث سهل بن سعد ذه. 
)٢(‏ البيت مجهول القائل. انظر: «أوضح المسالك» (۱/ .)۲٢٢‏ 


سورة البقرة» الآيات: ١١5 - ١74‏ 


۷]] سے 





کے سے کر ص يم سر ر داور م کپ 2 4« صو هم 
لحد رَيك إ٥‏ لَمَدَ الشریٰ وهى ظامة ناسيد € [هود: .)۱(۸۲۱۰١‏ 
گے کے و 


ومعنی #ثم أَصْطْرمةإِلَ عدا ب النَار 4 أي: ثم آ حئە وأكرهه وأدفعه وأسوقه إلى عذاب 
النار. كما قال تعالى: # يوم يدَعُوت إلى تار جهنم دعا 4 [الطور: ۳٠]؛‏ أي: یدفعون بشدة 
وقوة» وقال تعالى: 3 يوم لبور اسحبون و َف التار عل وجوھھم دوا مس سر ک4 [القمر: 45]» وقال تعالى: 
71/ [ق: .]۲٢‏ 
#وَيسَالْمَصِيرٌ4 الواو: استئنافية: و(بئس): فعل ماض جامد لإنشاء الذم والمخصوص 
بالذم حذوف تقديره: هيء أي: وبئس المصير هي» أي: النار و«المصير» المرجع والمآل 
والمآب. 
الفوائد والأحكام: 
١‏ - ابتلاء الله كلك لإبراهيم وامتحانه له بکلمات فيها تکالیف شرعية وأحكام کونیة 
وتذكير محمد پل وأمته بذلك؛ لقوله تعالى: #و اذ اَل اھت ریہ كلمت امن 4 . 
- أن الابتلاء قد يكون فی الخير والشر كما قال تعالى: لوتبوکم شر ولتار فة * 
سو سس اوم نينم أما ما ابتلاہ به 
كونا فمنه ما هو خر حض: ومنه ما عاقبته إلى خير وإن كان ظاهره الشر كإلقائه 
في النار وأمره بذبح ابنه ونحو ذلك. 
-٣‏ إثبات ربوبية الله الخاصة لإبراهيم اكلا وتشريفه بذلك لإضافة اسم الرب 35 إلى 
سس سوہ قوله تعالى: #ريه,» . 
-٤‏ إتمام إبراهيم الا ووفاؤه بم| أمر به؛ لقوله تعالى: اسمن كما قال تعالى: 
a 3%‏ 
-٥‏ فضل إبراهيم اظ لإتمامہ ما امتحنہ الله به ووفائه به» ولهذا جعله الله للناس إماماً 
في التوحيد والإخلاص ا واجتناب الشرك» وقدوة في القيام بأمر الله وفي 
كل خير؛ لقوله تعا ی: لاهن 33 الإ جاك لتاس إِمَامًا € . 


ماجه في الزهد (۲۳۷۷)- من حديث سهل بن سعد #ه. 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


= 


٦‏ انات القول لله كك بحرف وصوت مسموع؟ لقوله تعالى: قال اق جَاعِنْكَ لتاس 
ا 





۶ 


إِمَامًا € الآية» وقوله تعا ی: فال ومن‌کفر امتّعه .ليلا ثم أَضْطرَهُء ای عد اب َلنَّارِ# الآية. 

۷ إثبات السمع لله قَبَك؛ لأنه يسمع دعاء إبراهيم ويجيبه في هذه الآيات. 

۸- فضل الإمامة في الدين» وأنها درجة عظيمة ومنزلة رفيعة» لا ینا ما إلا من قام بأمر 
رف00 مان وكا فق ينه كنرك انا ا ا شكانا 
اتقون 4 [السجدة: 4 1] . 

۹- نصح إبراهيم اكا لذريته وحبه الخير لهم؛ لقوله: ومن دري #. 

-٠‏ أن من أولى الناس بالدعاء وحب الخير لهم والصلاح ذرية الإنسان؛ لقوله تعالی: 
قا ومن دري 4» وقال في سورة إبراهيم: رب اِجَعلّی مقي م اَلصّلوٰة ومن درِبّی 4 
[الایة:٤٤]ء‏ وكما قال عباد الرحمن: رتا هب انا من ازوج وذْرَیْلیْتا کہ ای 
وَأَلَاللْمنّقيإِمَامًا € [الفرقان:4 ۷]. 

-١‏ أن من كان من الظالمين بالکفر والشرك والمعاصيء لا يكون إماماء ولا ينبغي أن 
يقتدى به؛ لقوله تعالى: لَايَتَالُ عَهُدی الطَالِمِينَ ۹۴. 

۲- ينبغي الحذر من الظلم؛ لان صاحبه لا ينال ما وعد الله به من الرفعة والإمامة في 
الدين والخير» بل إنه هبط بصاحبه إلى أسفل سافلين» بل قد يكون صاحبه إماما 
في الشرء کا قال تعالى: لوَجَعَلئهُمَ أَيِمّهُ ستعوت إل لار وي اَمَو لا 
يتصَرويت € [النحل: .]٤١‏ 

١‏ - الإخبار بأنه سیکون من ذرية إبراهيم اا الظالمون. 

-٤‏ إثبات العدل لله وبك؛ فمن أتم ما أمره الله به جعله الله إماماً وقدوة في الخير» ومن 
ظلم وخالف أمر الله حرم ذلك» بل وعوقب وعذب أيّا كان. 

-٥‏ التذکیر بنعمة الله تعالى بجعل البيت الحرام مثابة للناس وأمناً؛ لقوله تعالى: وإ 
جَعلْا ليت مَتَبَةٌ لاس وَأَمَنَا#» يثوبون ويرجعون إليه لأداء مناسك الحج والعمرة 
والعبادة فيه من جميع أقطار الدنيا ويستقبلونه ويتوجهون إليه بقلوبهم أين) كانوا. 

7- تعظيم البيت ا حرام وفضيلته؛ لقوله تعالى: #الْبِيّتَ* أي: البيت المعهود والعظيم 


سورة البقرة الآيات: ٠١١ - ٦٢١‏ 





= 
المعروف» ولأن الله جعله مثابة للناس وأمناء وأضافه إلى نفسه تشريفاً له وتعظييأء 
وأمر بتطھیرہ من الأرجاس الحسية والمعنوية. 

۷- وجوب تأمين من دخل البيت الحرام ما لم يكن محدثاً؛ لقوله تعالى: #وَأمنًا4. 
وقوله: #ومن دَحَلَمكَانَ ءامنا 4 [آل عمران: ۹۷)؛ ولهذا لا يجوز القتال فيه ابتداءً. 

۸- الأمر بالاتخاذ من مقام إبراهيم مصلی؛ لقوله تعالی: #وَأجحدُوأمِن مَقَا م إِرَهِتر مُصَل 4. 
وهو للوجوب فيا هو واجب كمناسك الحج الواجبة كالوقوف بعرفة» والطواف 
بالبيت» والسعي بين الصفا والمروة» المبيت بمزدلفة» ومنى» ورمي ا ےار. 
وهو للندب فيا هو مندوب كصلاة ركعتي الطواف خلف المقام. 

۹- عهد الله كك ووصيته إلى إبراهيم وإساعيل بتطهير البيت الحرام من الشرك 
والأصنام وعبادة الأوثان والأرجاس ا حسیة والمعنوية؛ لقوله تعالى: #وعهدنا ِل 

۰- وجوب تطهير البيت ا حرام من النجاسات ا حسیة والمعنوية؛ لأن الله أمر إبراهيم 
وإسماعيل بذلك وهو أمر فما ولجميع المسلمين» وهكذا يجب تطهير سائر المساجد. 

-١‏ اشتراط طهارة مكان الطواف والصلاة؛ لقوله تعالى: #وطهر بی لاطايفيت 

۲- أن الأمر بتطهير البيت الحرام؛ لأجل الطائفين والعاكفين والمصلين» أي لأجل 
الطواف والاعتکاف والصلاة فيه؛ لقوله تعالى: لِلطَأبفِينَ وَالمكيِين ورك السجُو». 

۳- التنويه بالطائفین والعاكفين والمصلين بالبيت الحرام؛ لان الله أمر بتطهير البیت 
لأجلهم» وني هذا ترغيب وحث على الطواف والاعتكاف والصلاة والتعبد في 
البيت ال حرام. 

-٤‏ اختصاص البيت ا حرام بالطواف؛ لقوله تعالى: لوطي ر بتي لاط ايى 4 الآية. 

-٥‏ مشروعية الاعتكاف في المسجد ا حرامء وجواز النوم فيه» وسائر المساجد من باب 
أولى» وقد ثبت أن ابن عمر- رضي الله عنهما- كان ينام في مسجد الرسول بلا 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





٤٤٤ د‎ 


وهو عزب(1) 

-٦‏ أن من أفضل أركان الصلاة الركوع والسجود؛ ولهذا خصهما بالذکر؛ وأطلقھم| 
على الصلاة كلها؛ لقوله تعالى: ولک ع السجُود 4. 

۷- توجه إبراهيم PEY‏ ا أهله من الثمرات 
واستجابته كك لدعائه؛ لقوله تعالی: ود فال | هعم ری آجعل هذا بلدا ءامنا ورك آهل م 
ارات من ءامن مهم با ليوو از 4 

۸- تذكير هذه الأمة پہذہ النعمة من الله كك عليهم وعلى أبيهم إبراهيم اق حيث 
وفقه للدعاء واستجاب دعاءه» فجعل هذا البلد آمناً تأتيه الأرزاق من كل حدب 
وصوبء کم قال تعالی: 009 سط ث کل سى زرا مّن 


ہس وس ر ھر 


دا 4 [القصص: ٥٥]ء‏ وقال تعالى: 13 أ دروا ا جس م حرم متا ويكخطف التَاس مِنْ 


حولم 4 [العنکبوت: .]٦۷‏ 

۹- حاجة ا خلق كلهم- بط فيهم الرسل والأنبياء وغيرهم- إلى سؤال اللہ ودعائه 
وحدہ لحصول ال مطلوب وزوال الرھوب؛ وأن أفضل دعاء الله كك أن يدعى 
وال باسم «الرب» كما قال إبراهيم اق 8 ورب أجل هذا الد ءاسا € الآية 
وكا قال اية: رت على مُقي م ألصَّلوة وین 5-86 ربا وتقگل دعا ن رس 
مر ف لل ووم َه بش المکاث € زیر 184 إلى غیر ذلك» 
وهكذا كان دعاء غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ لأن معنى الرب: 
الخالق المالك المدبر للكون المتصرف فيه» فمن شاء أمّنه» ومن شاء أخافه» ومن 
شاء رزقه» ومن شاء منعه. 

۰- شفقة إبراهيم الكل ورأفته بمن آمن من أهل البلد الحرام» ومن يؤمه من المسلمين 
للحج والعمرة والعبادة لدعائه لهم بالأمن والرزق. 

۱- أن من أعظم النعم نعمة الأمن والرزقء إذ لا قيام للدين ولا للحياة إلا ہہما؛ هذا دعا 





)۷۲۲( أخر جه البخاري في المناقب (۳۷۳۹) ومسلم في فضائل الصحابة (۷۹٤۲)ء والنسائی في المساجد‎ (١) 
والترمذي في الصلاة (۳۲۱))ء وابن ماجه في المساجد وا جمماعات (۷۱))ء من حدیث ابن عمر - رضى الله عنهما.‎ 


سورة الثبقرۃ الآبات: ۱٢١‏ ۔ ٢٢١‏ 





لشفا 
إبراهيم الا بتوفرهما في البلد ارام ولهذا قال الله تعالى في سورة المائدة: #جعل الله 
لْكَمْبةَ الت الْكرام فما لتاس 4 [الآية: ۹۷ء وقال تعالى: #فليعبدواً رب هذا 
الب 5 ات أطعمَه م من جوع وَدَامَنَهُم ينحني € [قريش: 0 4]. 

-٢۲‏ أن الدعاء إنم| یشرع للمؤمنين» وهو من حقوق المؤمنين بعضهم على بعض لقوله 
تعالی: من ءامن همه واو آلآ 4. فخص بالدعاء من آمن من أهل الحرم وقاصديه. 

-٣‏ وجوب الإيمان بالله وأنه أعظم أركان الإيهان» لهذا قدمه وخصه بالذكر مع الإيمان 
بالیوم الاخر. 

-٤‏ أن الإیمان بالیوم الآخر من أعظم أركان الإیمان؛ لآن الله قرنه بالإيمان به. 

٥ك-‏ تكفل الله كك برزق جيع الخلق المؤمن والكافر» والبر والفاجرء الناطق والبهيم؛ 
لقوله تعالی: #دَالَ وم کم امم ليلا )۹ أي: ومن كفر سأرزقه» كما قال تعالى: #وما 
من دات في الْأرَضٍ إلا على الو رزْفُهَا 4 [هود: .]٦‏ 

-٦‏ أن الله كلك يعطى الدنيا من يحب ومن لا بحب: لكنه لا يعطى الدين إلا من بحب؛ 
را سی انیو الاجا اف السا ققد کرت ذلك نع رتا لا 

۷- أن متاع الدنيا مهم طال أو كثر فهو قليل بالنسبة للآخرة؛ لقوله تعالی: فاَأمَِعةُ یلا 4 . 

۸- أن مصير كل كافر إلى النار لا حید ولا مفر لهم منها؛ لقوله تعالى: ثم أَضْطَرَهة إل 
عَذَابٍ أَلثَارٍ 4 . 

۹- إثبات النار وعذابهاء وأنها بئس المصير والمرجع والمآل؛ لقوله تعالى: #إِلَعَدَابٍ 
ايمسر 4. 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





= 
قال الله تعالی: #وَإِدْ رع هعم الماع دم ليت ومیل ربا قبل متا إن 


ك أت أَلسَمِيعٌ 
ليذ © ربا ماتا نلك وس دتا آم تیم لف ورتا متا گا وب ار آت 
الوب ارم ك ربا وائمٹ يهم وهم يتوا لِم ايك ولمم الككب ية 
ورکیم إِلك نت لَك ©). 

رل ال ا ا 
لعليم )). 

عن ابن عباس - رضي الله عنهها- في حديثه الطويل في قصة مجيء إبراهيم ا 
بهاجر وابنها إساعيل» حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى 
المسجد- وفي آخره أن إبراهيم اق قال: «يا إسماعيل» إن الله أمرني بأمر. قال: فاصنع 
ما أمرك ربك كك. قال: أوتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ههنا بیتا- 
وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حوها- قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت» فجعل 
إسماعيل یأتی بالحجارة وإبراهيم يبني» حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له» 


سے 
r‏ ری او 


فقام عليه وهو يبني» وإسماعیل يناوله الحجارة» وهما يقولان: ربا مما نك نت 
لسَمِيعٌ ألْمَلِيِمٌُ 4 قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت» وهما يقولان: ربا بل 
58 نت أَلسَمِيعٌ ألْعَليمٌ 1(04). 

قوله: واد برهم هعم الْقوَاعَدَم الَیّتِ وَإِسَمَعِِلُ 4ء أي: واذكر يا محمد حين يرفع 
إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل» والتعبير بالمضارع رفع ٭لاستحضار الصورة 
والحالة كأنها تشاهد. 

و #الْقَوَاعِدَ 4: جمع قاعدة» وقواعن الت أسسة التي يقوم عليهاء ورفعها إبرازها 
من الأرض لتقوم عليها الجدران. 

مِنَ ايت € (من): بيانية» أي : من البيت الحرام «الكعبة». 

وني اختياره مادة الرفع بدل الإطالة» مع تعريف «القواعد» و«البيت» تنويه بهذا 

العمل العظيم» وتشريف وتعظيم للبيت الحرام والكعبة المشرفة. 


.)۳۳٦ ٣( أخرجه البخاري في الأنبياء‎ )١( 


سورة البقرة؛ الآيات: ۱۲۷۔ ۱۲۹ 


= 

قال ابن القيم'): «ولم يقل قواعد البيت لا في إهام القواعد» ولا في تبيينها بعد 
ذلك من الإيضاح» وتفخيم حال المبهم بما ليس في الإضافة». 

سیل 4: معطوف على إبراهيم» وأخر ذكر إسماعيل- والله أعلم- للإشارة 
إلى التفاوت في عمل كل منھما؛ فإبراهيم هو الأصل فهو الذي يبني» وإسماعیل يعينه 
ويناوله الحجارة. 

عن عائشة- رضي الله عنها- أن رسول الله كَل قال: «ألم تَرَيْ أن قومك لما بنوا 
الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم» فقلت: يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ 
قال: «لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت)20). 

بنا بل نآ 4 ا حملة في محل نصب مقول القولء أي: وهما يقولان: با تبَلْ 
نیچ أي: حال کونما يقولان: ٭ربتا تَمَبَلْ مِنَآ ۹ء أي: يا ربناء وحذفت منه ياء النداء 
لكثرة الاستعمالء وللتبرك بالبداءة باسم الرب كَبْك. 

بيا 4 أي: يقول كل منھما: را بین 4ء وتقبل الله تعالى للعمل أن يتلقاه 
بالرضاء ويرضا عن فاعله. فيثيبه على عمله بالأجر العظيم. 

ولم يذكر مفعول «تقبل» ليعم رفع بناء البيت وغيره من القرب والطاعات. 

لَك أت أَلَمِيعٌ اليم 4 الجملة تعليلية» مؤكدة ب«إن» والضمير المنفصل «أنت) 
أي: ندعوك ونسألك أن تتقبل منا؛ لأنك أنت السميع العليم» تسمع دعاءناء وتعلم 
حالنا وسرنا وعلانيتناء لا یسمع دعاءناء ولا يعلم حالنا سواك. 

فجمعا- عليه) الصلاة والسلام- بین رفع قواعد البيت والإخلاص لله تعالى في 
العملء وبين دعاء الله وخوفه ورجائهء والإشفاق من عدم القبول کما حكى الله تعالى 
عن المؤمنين المخلصين في قوله: ولزن بث مآءاتوأوُومم وجل 4 [المؤمنون: ]٠٦‏ أي: خائفة 
ألا يتقبل منهم» کا في حديث عائشة- رضي الله عنهاء حين سألت رسول الله يك عن 
المذكورين في هذه الایة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: «لاء يا ابنة 





.)۳۳۸ /۱( انظر «بدائع التفسير)‎ (١) 
.)۲۹۰۰( أخرجه البخاري فی ا حج (۱۱۸۳)ء ومسلم فی ا حج (۱۳۳۳)) والنسائي في مناسك ا حج‎ )٢( 


٢ج عون الرحمن في تفسير القرآن»‎ HE 
الصديق» ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون» وهم يخافون أن لا يقبل منهم.‎ 
.١١(۷تاریخ أولئك الذين يسارعون في ا‎ 

و«#أآلسَّمِيعٌ 4: اسم من آسماء الله كب على وزن «فعيل» يدل على أنه ذو السمع 
الواسع الذي يسع جميع الأصوات» والذي هو صفة ذاتية ثابتة لله كك کما قال تعالى 
لموسى وهارون: نی مڪ ا اسع وار 4۴ [طه: 43]» وقال تعالى: ۶ ام بو آتا لا 
تم هم وهم بی [الزخرف: ۸۰]ء وقال تعالى: قد سم الله قول ال عك في رَفْحهَا 
ونتک إل ألنو. 

ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: «الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات» لقد 
جاءت المجادلة إلى النبي ب تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقولء فأنزل الله 
عل : له سمع اللہ قول الى يح ِلك ف رَهَْجها * إلى آخر الآية)(2. 

قال ابن القيه20: 
وهو السميع يرى ويسمع كلما فيالكونمنسرومنإعلان 
ولکل صوت منے سمع حاضر فاللروالاعلان مستويان 
والسمع منے واسع الأصوات لا يخفى عليه بعيدهاوالدني 

كا يدل «السميع» على أنه سبحانه السميع بمعنى المستجيب للدعاءء» كما قال 
إبراهيم- عليه الصلاة والسلام: لإ رق لَسَمِيع اَلَو 4 [إبراهيم: 1۳۹ وقال زكريا الئقة: 


سے 





e 
2 ہےر عم ور ےک کر‎ 


2 سر وم كر سرصم 5 ع 
رپ هب لی من لڈنلک درية عة إتت میم الدعاء 7 [آل عمران: ۳۸] أى: مستجیب الدعاء. 


0-7 


ومن ذلك قول المصإ : ااسمع الله لمن حمده)(:»؛ يعنى: استجاب لمن مد والسمع 
بمعنى الاستجابة من الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة» فمن شاء استجاب له» ومن 


.)٦٦۹۸( أخرجه الترمذي في التفسير (۳۱۷۵)ء وابن ماجه في الزهد‎ )١( 

(۲) أخرجه البخاري معلقاً في التوعيدت بات 3992 الله سا بيدا * «فتح الباري» (۱۳/ ۳۷۲)ء وأخرجه 
موصولاً النسائي في الطلاق (37570)» وابن ماجه في المقدمة- في أنكرت الجهمية (۱۸۸))ء وأحمد .)٦٦/٦(‏ 

.)١57( في «النونية» ص‎ )٣( 

)٤(‏ أخرجه البخاري في الأذان (۸۹١)ء‏ ومسلم في الصلاة (5) وأبو داود فی الصلاة (2501» والنسائي في الإمامة 
(۷۹۰)ء والترمذي فی الصلاة »)771١(‏ وابن ماجه في إقامة الصلاة (41/57)- من حدیث انس ط8 4. 


سورة البقرۃ الأیات: ۱۲۷۔ ۱۲۹ 


= ]٤٤٤[ 





شاء لم یستجب له. 

و#آلْعَليمم 4: اسم من آسماء الله كك على وزن «فعيل» يدل على أنه ذو العلم الواسع 
العظيم الذي وسع کل شيء. كما قال تعالى: و بيع كلعلا 4 [طه 48]. 

قال ابن القيو(1): 
وهو العليم أحاط علم بالذي 2 فيالكونمنسرومنإعلان 
وبكل شىء علمه سسحانه ‏ فهوالمحطط ولي سذانسيان 
وكذاكيعلممايكونغداًوما ‏ قدكانوالموجودفي ذاالآن 
وكذاكأمرلوميكنلوكا نكيف يكوننذاإمكان 

قوله تعالى: ٭ رتا وَأجْمَلْنَا مُسَلِمَيْنِ ك ومن درییتا أ مُسَلِمَهُ لك وأربًا م ماس ھا و عل 
نك آنت الشَواب لجع ™)). 

قوله: # ربا أي: يا ربناء وفی تکرار النداء إظهار الضراعة إلى الله- تعا ی. 

#وَاجَعَلَْا مُسْلِمَيِ آكَ 4 معطوف على قوله: ربا لما 4» و «جعل ) بمعنى: صبّر 
تنصب مفعولين الأول هنا: الضمير «نا»» والثاني: (مسلمین). 

والإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيدء والانقياد له بالطاعة» والخلوص من 
الشرك أي: واجعلنا مستسلمين لك بالتوحيد منقادين لك بالطاعة مخلصين لك من 
الشركء وهو دعاء منهما بزيادة الاستسلام والإخلاص والطاعة والثبات على ذلك. 

وقد قال اللہ 8 لسيد الرسل وخاقهم نبينا محمد بل کو أن ن تبك لقد كدت 
ڪن !لبهم سیا تيلا 9© إ5 دقك ضعت الحوٰة وضغعف المماتِ € [الإسراء: ۷۵ ۷۵]. 

کا أن فة وط و هذا لقوله تعد 

#ومن دَرِيَيَآ أمَهّ مُسْیمَةٌ لَك #أي: واجعل من ذريتنا أي: صر من ذريتنا أمة 
مسلمة لك. 

و«من): للتبعيض. أو لبيان ا جنس: کم فی قوله اللْل: ومن درب 4» والذرية: من 
تفرعوا من الإنسان من أولاده وأولاد أولاده وإن نزلوا. 


سے کم 


.)١51/-١55( في «النونية» ص‎ )١( 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





والآمة: الجماعة العظيمة التي يجمعها أمر ذي بال كالدين ونحو ذلك. 

سک لك أي: مستسلمة لك بالتوحید؛ منقادة لك بالطاعة» خلصة لك من 
الشرك. 

وذرية إبراهيم: هم العرب وبنو إسرائيل» أما ذریة إسماعيل فهم العرب 
خاصة؛ ولهذا فإنهم أول من يدخل في هذه الدعوة؛ لكوم من ذرية إبراهيم 
وإسماعيل» ولا يصدق على أحد أنه من ذرية إبراهيم وإسماعيل سواهم» وأيضا فإن 
ااي ع وأبعث فيهم رَشلَايَنہُمْ يلوا لهم ءابلك وَيُعَلْمُهُمْ 

والرة ا قال تعالى: هو الى بعت فى المع رسوا مهم يشلا 

مم ایرو و رک 4 [الجمعة: ۲. 

an N as‏ لقوله تعالى: # فُلَيَدأَّھا الاش إن 

سول ال إِلَيَکم جیا 4 [الأعراف: ۱۰۸]. 

درک NS‏ بنو إسرائيل؛ لأنہم من ذرية إبراهيم؛ فأبوهم يعقوب بن 
إسحاق بن إبراهيم اعلة. 

ونما يؤيد أن هذه الدعوة عامة للعرب سو قول 0 ال فى الایات 
السابقة: #ومن دربت € [البقرة: 4؟1]» وقوله اكك: #ربٌ أجعلى مة مقي الصّازة و 
درق € [إبراهيم: ٤٠]ء‏ وقوله الف : وای 80020 € [إبراهیم: .]۳١‏ 

وقد استجاب الله كبك هذه الدعوة فأسلم جل قبائل العرب» كما أسلم بعض بني 
إسرائيل. 

طوآَريَ مك4 قرأ ابن كثير ويعقوب: لوَأَرْئَا4 بإسكان الراء» وقرأه أبو عمرو 
باختلاس كسرة الراء تخفيفاء وقرأ الباقون بكسر الراء: #وآريًا 4. 

و«نا»: مفعول أول «أر»» و«مناسكنا»: مفعول ثانٍ؛ أي: بین لنا مناسكنا حتى 
نراها وعلمنا إياهاء والمناسك جمع منسك» وهو يعم العبادة ومکانہا وزمانہاء ومن 
ذلك مناسك ا حج ومشاعره على الخصوص وغيرها. 


سورة البقرة الأیات: ۱۲۷- ۱۲۹ 





> 
سو ہہ ےہ 


ويب € أي: وفقنا للتوبة لنتوب» واقبلها مناء فتوبة الله على العبد: توفيقه 
للتوبة» کا قال تعالى: فشُةَتَابَ هر لوا € [التوبة: ۱۱۸]ء وقبوها منه» كما قال تعالى: 
لوه اذى يقب دعن عبارو يعوا عن لساب 4 [الشورى: .]٢٢‏ 
والتوبة من العبد: الرجوع من الكفر إلى الإيان» ومن المعصية إلى الطاعة. 
وشروطها خمسة: الإقلاع عن المعصية» والندم على فعلهاء والعزم على عدم 
الرجوع إليهاء وأن تكون في وقتها المناسب؛ قبل طلوع الشمس من مغربهاء وقبل 
الغرغرة» وأن تكون خالصة لله. 
والعبد مهما كان لابد أن يعتريه التقصير ويحتاج إلى التوبة» كا قال تعالى: #ونويواً 
لے یسا أيه لت ا , قلحو 4 [النور: .]١‏ 
لِك أنتَ الوب أَليَحِمْ ٭۹: الجملة تعليل ما قبلهاء أي: وتب علینا؛ لأنك أنت 
التواب الرحیم؛ وا ملة مؤكدة ب«إن» وضمير الفصل «أنت»» وهذا توسل بأسماء الله 
كك المناسبة للمطلوب» ىا قال تعا ی: اوہ آل سما کسی فادّغوةُ بها پ4 [الأعراف: ۱۸۰]. 
الوب 4: اسم من آسماء الله كك على وزن «فعّال»» ويدل على كثرة من يتوب 
عليهم» وكثرة توبته على العبد نفسه. 
لال : اسم من آسماء الله كك على وزن (فعیل)ء يدل على إثبات صفة الرحمة 
لله كك وسعتهاء رحمة ذاتية ثابتة له كك كا قال تعالى: ٭ وريك الْعَمُور ذو أَليّحْمَةٍ 
[الكهف: .]٥۸‏ 
ورحمة فعلية يوصلها من شاء من خلقه» کما قال تعالى: 9# یعلب من بشاء وحم من یک ام 4 
[العنكبوت: »]1١‏ رحمة عامة لجميع الخلق» کما قال تعالی: #إرت الله بألكاس (َءُوفٌ نحم 4 
[البقرة: ١٣٤۱ء‏ الحج: ٦٦]ء‏ ورحمة خاصة بالمؤمنين» کا قال تعالى: #وحكان بِالْمَؤْمِنِينَ رحيما 4 


م 


ںو 


ِا 


[الأحزاب: 47]. 

قوله تعالی: ‏ رتا وأبعت فيه رسولامهم يلوأ عََهِمْ َايتِكَ وَيُعَلِمُهُمْ الكتتب واليكمة 
ورگ نك نت ال ىر لفكيم (410. 

قوله: #رَيَا وَابمَت هم رَسُولَاَهُمْ ٭ معطوف على قوله: رتا َمل مِنّآ 4 فهو من 


عون الرحمن في تفسیر القرآن, ج٢‏ 





EHRE 
دعاء إبراهيم وإساعيل» عليه الصلاة والسلام.‎ 

أي: يا ربنا وأرسل لفيهم» أي: في ذریتنا رسولاً منهم» حتى يقبلوا منه» ويفقهوا 
ویفھموا عنه» ويبين هم کما قال تعالى: ٭ وَمَآأرَسَلمَا من رَسُول إلا سان وم لے 
هم € [إبراهيم: .[٤‏ 

وقال: #فيهم€ ولم یقل: الحم» لتکون الدعوة بمجيء رسول برسالة عامة» فلا 
يكون ذلك الرسول إليهم فقط؛ ولذلك حذف متعلق «رسولا)؛ ليعم. 

تلوأ عَلهِمَ َايتِكَ 4 أي: يقرأ عليهم آياتك «القرآن الكريم» لفظاً وتحفيظأء ى) 
قال تعا ی: #رسول من اللہ يلوا صحفا مُطْهّرَةٌ 4 [البينة: ١؟].‏ 

لولمه مالكب € أي : ويعلمهم الكتاب» أي: القرآنء وسمي القرآن بالکتاب 
لأنه مكتوب باللوح الملحفوظ وبالصحف التي بأيدي الملائكة» ومكتوب بالمصاحف 


بأيدي المؤمنين. 
أي : ويعلمهم معاني بالقرآن وما فيه من الحكم والأحكام والأخبار والمواعظ؛ كا 


اک بے س وص سے 


قال تعا ی: طول کال ڪر نن لتاس مَا نرد لهم 4 [النمل: .]٤٤‏ 

لوَلطكَة4 أي: ويعلمهم الحكمة» وهي السنةء كا قال تعالل: «#وأنرل الہ 
لک الكتب وَ اکم 4 [النساء: .٦١٠٢‏ 

ومن ا حکمة أيضاً معرفة أسرار التنزيل والعلة من مشروعیة الأحكام والفقه 
والفهم في الدين» ما يزيد الإیمان ويرغب في الدخول في الإسلام. 

وركيم * أي: ويطهرهم من الرذائل والأخلاق السيئة» وأعظمها الشرك باللہ 
وينمي في نفوسهم الإيان والأخلاق الكريمة الفاضلة» وهذا- بعد توفيق اللہ تعالى 
ثمرة تلاوته با آيات الله عليهم» وتعليمهم معاني الكتاب والحكمة والأحكام, کما قال 
تعالى: #وَخِلٌ لَه الطیبت ورم عليه الْحَِتَ 4 [الأعراف: ۷٠۱۱ء‏ ؛ وقال كَك: «إنما 
بعثت لأتمم صالح الأخلاق)20. 


)١(‏ أخرجه امد (۲/ »١‏ والحاكم (517*/7)- وصححہ ووافقه الذهبي- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. 


سورة البقرة الآيات: ۱۲۷ - ۱۲۹ 
= 

وني حدیث ابن عباس رضي الله عنهما فیم| رواه عن أبي ذر #» عن أخيه حين 
بعثه إلى النبي ييا فقال له: فرأيته يأمر بمكارم الأخحلاق. 

وعن العرباض بن سارية ظ4 قال: قال رسول الله بي: «إني عند الله لخاتم النبيين. 
وإن آدم لمنحدل في طینتهء وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم» وبشارة عيسى بي» 
ورؤيا أمي التي رأت» وكذلك أمهات النبيين يرين)(). 

أي: دعوة أبي إبراهيم في قوله اطكلا: ل ربا وأبعت فيهم رَسْولَامنَهْمِ * الآية ىا قال 
تعالی في سورة الجمعة: طهر الى بعت فى الان رسو منم ياوا علوم “اوو ورك 
لمهم آل كدب ولیک ون کوان قبل نى َكل مين 4 [الجمعة: ٢ء‏ وقال تعالى: قد می 
والح َة ون انوا من بل نی صل مو © [آل عمران: 174]. 


م - 5 7 لاح و سح ےق کو کت ص چک م ص 2 السلا 
(وبشارة عيسى ں) کما قال تعالى: ا قال عسى ابن ہم طف اسر یل إفي سول ال یکر 





صا 
رم 4 جر رص مر کے م 0 و رو K2‏ رو ورور 1 8 
مَصدِقالِما بین يدى من آل رة ومبشرا رسول یا من بعدی اسهد اد 4 [الصف: .]٦‏ 


فهو گلا مظهر هذه الدعوة وثمرتهاء فإنه الرسول الذي هو من ذرية إبراهيم 
وإسماعيل كليهماء وأما غيره من رسل غير العرب فليسوا من ذرية إسماعيل» فشعيب 
من ذرية إبراهيم» وكذا كل أنبياء بني إسرائيل هم من ذرية إبراهيم» وأما هود وصالح 
فهما من العرب العاربة وليسا من ذرية إبراهيم ولا من ذرية إسماعیل. 

#إِنَّكَ أنت الْعَرِرُ ليم » تعليل ل قبلهاء أي: لأنك أنت العزيز ا حکیم؛ وقد 
۶ 3 ۶ 
اکدت ا حملة ب «إن»» وضمبر الفصل «انت». 

و«العزيز»: اسم من أسماء الله كك على وزن «فعيل» يدل على أن له كبك ىال العزة 
بأنواعها الثلاثة: عزة الامتناع فلا ينال جنابه سوء أو مكروه من الخلق ولو اجتمعوا 
على ذلك. وهو ممتنع عن كل عيب ونقص. 

وعزة القهر والغلبة» فهو ذو القهر والغلبة» الذي خضع له كل شيء. الذي لا 


.)۲٤۷٤( أخرجه البخاري في المناقب (۳۸۲۱) ومسلم في فضائل الصحابة‎ )١( 
.)517 /۲۲( أخرجه أحمد (5/ ۱۲۷ء۱۲۸۰)ء والطبري في «جامع البيان»‎ )٢( 


عون الرحمن في تفسیر القرآن, ج٢‏ 


د ٤٤٤‏ 
يدافع ولا یمانم ولا یغالب کا قال تعالى: اش کت هو اة لوج د اتک ار 4 (الزمر: ٤ء‏ 


ء۶ صط د 


وقال تعالى: # وهو القاهِر وق عِبَادِوء € [الأنعام: ۱۸ء »]1١‏ وقال تعا ی: # وهو الود الْتَوَرُ 4 
[الرعد:١١].‏ 





(12 


وعزة القوة؛ فهو ذو القوة» ى) قال تعالى:# إِنَ ان 0 الْعوَّوَ ألْمَتِينُ 4 [الذاريات: 


هد 
۸ء وقال تعالى: ٭ ول صریگ الله من صر اک ال لقو عَزیر € [الحج: ٠ء‏ قال 
تعالی: کب الله انبرج آنا ورس اک اله یت ا[ 
قال ابن لقي : 


وهوالعزيز فلن يرام جنابه أنى يرام جناب ذي السلطان 
وهو العزيز القاهر الغلاب لم يغلبلهشيء صطذهصفتان 
وهوالعزيزبقوةهي وصفه ‏ فالعز حيكذثلاثمعان 
وهي التي كملت له سبحانه من كل وجے عادم النقصان 

لک €: اسم من أسمائه كك على «وزن فعيل» مشتق من الحكم والحكمة» يدل 
على أنه كك الحاكم ذو الحكم التام بأقسامه الثلاثة؛ الحكم الكوني» والحكم الشرعي؛ 
والحكم الجزائي» كما قال تعالى: فلا له كم وهو اس الین 4 [الأنعام: ٦٦]ء‏ وقال 
تعالى : لن آل إل ینہ يفص اَلْحَی وهو َي رلْمََصِينَ 4 [الأنعام: 00]» وقال تعا ی: ‏ الس الہ 
كر كم € [التین: ۸]. 

كا يدل على أنه كك ذو الحكمة البالغة بقسميها: الحكمة الغائية بأن يكون ما حكم 
الله به كوناً أو شرعاً أو جزاءً لغاية وحكمة» والحكمة الصورية وهي الحكمة من جيء 
الحكم» كونيًا أو شرعيًا أو جزائيًا على صورة معينة. 

قال ابن القیم(٢):‏ 
وهو ا حکسیم وذاك من أوصافه عبان اي اس٤سےاساصض‏ نات 


حکے وإحكام فكل منها نوع ان أيضأاثابتاالرهان 


.)۱١۷٤( في «النونية» ص‎ )١( 
.)۱٤۸ -۱١۷( في «النونية») ص‎ )۲( 


سورة البقرة الآيات: ۱۲۷۔ ۱۲۹ 





[٤٤؛٤]‏ سے 
والحكم شرعي وکسون ولا بتلازمسےان ومسا ف۸ سسسیان 
والحكمةالعلياعل نوعينأي ضا حصصلا بقواطع البرمسان 


إحداهما ف خلقته سبحانه 
إحكام هذا الخلنق اد اناده 


نوعان أيضاً ليس يفترقان 
8 غابة الإحكام والإتقان 


وصدوره من أجل غايات له ولهعليهاحم د کل لسان 
والحكمة الأخرى فحكمة شرعه أيضا وفيهاذانك الوصفان 
وغايا ا اللاي مدن وكونما في غايةالإتقان والإحسان 
فمن عزته ك وحكمه وحكمته ونعمته بعثته محمد وَل استجابة لدعوة إبراهيم 
عليه الصلاة و السلام. 
الفوائد والأحكام: 


-١‏ تذكير النبي گلا وأمته بالحدث التاريخي العظيم وهو رفع إبراهيم وإسماعیل 
القواعد من البيت ا حرام؛ ليكون منارا وهداية وقبلة للمسلمين» والتنويه بعظمة 
الكعبة وشرفهاء وفضل بنائهاء وما في طي ذلك من النعمة العظيمة على هذه 
الأمة؛ لقوله تعا ی: وإ رفم رح م الَْوَاعِدَمِنَ الْبيَتِ وَإِسْمَنِسِلٌ 4. 

٢‏ التنويه بفضل إبراهيم وإساعيل علیھم| الصلاة والسلام؛ لقیامھم| ببناء البیت 
والدعاء مبذه الدعوات المباركة. 

-٣۳‏ لابد لإحكام البناء أن يؤسس على قواعد صلبة لئلا ينهار. 

5 - مشروعية التعاون في أعمال الخير وعلى البر والتقوى» والتعاون في ذلك بين الآباء 
اانا 

-٥‏ أن مدار ثمرة الأعمال على القبول؛ ولهذا لم يكتف إبراهيم وإسماعيل برفع القواعد 
من البيت» وإنم| سألا الله القبول» لق وهٰما: رتا بلا 4. 

-٦‏ لابد من الجمع بين العمل والإخلاص فيه» وسؤال الله القبول. 

۷- ربوبية الله كك الخاصة لإبراهيم وإسماعیلء لقوهما: ربا 4. 

۸- إظهار إبراهيم وإسماعیل شدة ضراعتھم| وفقرهما إلى الله تعالى بندائه كك باسم 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 


د ٥٥‏ 
الربوبية» وتكرار ذلك مع كل دعوة» وهكذا كان جل دعاء الأنبياء عليهم الصلاة 
والسلام باسم الربوبية؛ لآن معنى «الرب» الخالق» الذي يبده الملك والتدبير. 

۹- إثبات اسم الله «السميع»» وما يدل عليه من إثبات صفة السمع الواسع لله كك وأنه 
سبحانه سميع جیب الدعاء» کما قال زكريا عليه السلام: #إتلك میم الدعا # [آل 
عمران:۳۸] أي : سميع الدعاء ومجيبه» کما أنه عز وجل سميع لجميع الأقوال 
والأصوات: والتي هي صفة من صفاته الذاتية؛ لقوله تعالى: نك انت أَلسَمِيعٌ 4. 

۰- إثبات اسم الله «العليم» وما يدل عليه من صفة العلم الواسع لله كك المحيط بكل 
شیء؛ لقوله تعالى: للم #. كما قال تعالى: امہ الى لا لَه إلا هو ومع سکُل ىء 
عِلْمًا ¥ [طه: ۹۸] وقال تعا ی: لوان الله قد أحاط یکل یو عَم € [الطلاق: .]١٢‏ 

وني هذا رد على القدرية الذين ينكرون علم الله تعا ی بأفعال العباد قبل فعلهم لها. 

-١١‏ في اجتماع كال السمع والعلم في حقه كك زيادة كاله إلى کمال؛ وکمال إحاطته. 
وتام الثقة بوعده. وا خوف من وعيده. 

۲- أن التوسل إلى الله كك بندائه باسم الربوبية» وإظهار الضراعة وشدة الفقر إليه. 
والثناء عليه بأسمائہ وصفاته من أسباب القبول والإجابة؛ لقول إبراهيم 
وإسماعيل: #ربّسآ ۹؛ لك أت السّمِيعٌ الْمَلِيمْ 4 نك أنتَ لواب لتحم 4. 
#إِنّكَ أنتَ امَو لفكي *. 
وهكذا ينبغي الثناء على المسؤول ہما هو أهله قبل السؤال فإن ذلك أحرى للإجابة. 

١‏ - حاجة المسلم دائاً إلى سؤال الله الإخلاص والثبات على الإسلام؛ لقول إبراهيم 
وإسماعيل وهما مسلمان؛ بل نبيان: #واَجْعَلْا مُسْلِمَينِكَ 4. 

٤١‏ - ينبغي في الدعاء أن يبدأ الإنسان بالدعاء لنفسه؛ لقوله تعالى: # ربا وَجْعَلََا مُسَلِمَينِ 





لك 4# . 
-9٥‏ أن من أولى ما ينبغي أن يدعو الإنسان هم ذریته؛ لقوله تعالى: #ومن دَرَيََآ ام 
مُسَلِمَةٌ لق 4۴. 


-٦‏ أن التعبد لله لا يصح إلا ہما شرع الله كك؛ لقول إبراهيم وإسماعيل عليه) الصلاة 


سورة البقرة: الآيات: ۱۲۷ ۔ ۱۲۹ 





۳ سے 
والسلام: وربا متایسکا 4. 

۷- يجب أن بحرص المسلم في تعبدہ لله كبك على ا متابعة للشرع» ويحذر من الابتداع 
في الدين. 

۸- حاجة كل مسلم وافتقاره إلى توبة الله عليه» ہم في ذلك الانبیاء والرسل عليهم 
الصلاة والسلام؛ لقوله تعالى : #ويب علينا 4. 

۹- إثبات اسم الله كك «التواب» وما تضمنه من صفة التوبة الواسعة لله كك فيوفق 
من شاء للتوبة ويقبلها منهم» ويتوب على الكثيرين من عباده» ويتوب على العبد 
مرات ومرات؛ لقوله تعالى: #إِنَّكَ آنت الاب اليم 4. 

ك۰- إثبات اسم الله كك «الرحيم» وما تضمنه من إثبات صفة ال رمة الواسعة لله وَبْق: 
رمة ذاتية ثابتة لله وب ورحمة فعلية يوصلها من شاء من خلقه: رحمة عامة لجميع 
ال خلقء ورحمة خاصة بالمؤمنين. 

-١‏ ضرورة الناس إلى بعث الرسل لبيان الحق وهداية الخلق؛ لقوله تعالى: ٭ ربا 
وَاَبعَت بهم رَسولَا هم 4. 

۲- أن کون الرسول من قومه وبلسانہم أقرب إلى قبول دعوته وفهمهم عنه؛ لقوله 
او كا قال'تعان» ط ونا کے رَحُول پان قبت 
لیے مم © [إبراهيم: .]٤‏ 

۳- أن مهمة الرسول بي تلاوة الآيات وتعليم الكتاب والحكمة للناس؛ لقوله تعالی: 

-٤‏ أن ما جاء به الرسول بيه من الوحي في الكتاب والسنة فيه تزكية النفوس 
وتطهيرها من الرذائل والأخلاق السيئة؛ لقوله تعالى: لوَیْرَّقَہمَ #. 

5- إثبات اسم الله «العزيز» وما يدل عليه من إثبات صفة العزة له ْكَ؛ عزة الامتناعء 
وعزة القهر والغلبة» وعزة القوة؛ لقوله تعالى: #إِنَّكَ انت العَرُ4. 

-٦‏ إثبات اسم اللہ «الحكيم» وما يدل عليه من إثبات صفة الحكم وا حکمة لله تعالى 
الحكم الكوني والحكم الشرعي وا حکم الجزائي» والحكمة الغائية وا حکمة الصورية؛ 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن, ٢-‏ 

=1 س 
لقوله تعال: کیٹ 4. 

۷- في اجتماع كمال العزة وکمال ا حکم والحكمة في حقه ك زيادة كاله إلى کمالء ومن 
کال عزته» وکال حکمه وحکمته» أن بعث محمد ا پل في هذه الأمة کما قال تعالى: 
وی ماف لسوت وما الََضِ الك الْقُدُوسٍ امز اکر ان هو الى بَعَتَ في لمعب 


سح ر سے 


سوا عنم یلوا علو عایندہ ويج ومهم التب ولیک ون کان قل ھی صَلَل 
مُبِينِ ا ا - ۳]. 
2 





سورة البقرة: الّّیات: ٠١٤ - ۱۳١١‏ 
۵ 3ے 





صد 


قال الله تعا ی: ٭* ومن عرد ثفعن یلو م إلامن 7 سكمس وَل راَصكلميْئَه في الدیا ونه 
فال لَمںَ الین 3 َال لث ریہ ْله قال سمت برت العَلبنَ © ودی بآ وعد 
نید وَيَعَقُوبُ يج إن الله اضطی کم أَلدِينَ فلا موی اوشم لمو س ام کم شُہداء إذ 
حضریعقوبا کس ا عي تد إكَهَكَ وله ٤َابَايكَ‏ رم 
اش بل اشک و ون َه مُسَلِمُوتَ © ولک امه مذ لت کھساما کبت ول کم گا 
OSES‏ 

قوله تعالی: «وَمَن وَرَِرك عَن وَل برهم إلا من سَفْه َة وَلَمَدِامََلفَيِكه في ألد نيا وَإِنَهُ 
فالخ لَيںَ سلون ©)). 

أثنى الله كك على إبراهيم في الآيات السابقة» وذكر فضله» ثم أخبر أنه لا يعدل عن 
ملة إبراهيم وعن الاقتداء به بعد ما عرف فضله إلا من سفه نفسه» وفي ذلك تعريض 
بأهل الکتاب والمشركين. ورد عليهم وتحذير من مسلكهم. 

قوله: #ومن برع عن مَِلَةِ رهم € الواو: مستأنفة» و«من»: اسم استفهام معناه 
الإنكار والنفي والاستبعاد. أي : لا أحد رع عن مله ا7ھ هم الا مَن سفه نفسه,# 
كاليهود وا مشرکین كا قال تعا ی في اليهود: #سَيَعُولُ السمهاء مِنَ الاس سور ن باهم لی 
اها € [البقرة: ؟14]» وقال تعالى في اللشرکین: # قد حي رَأَلَذِنَ فَمَلوأ أَولَدَهُم سقها بير 
علو و هوا عا رز اهار غا اوا ا ا 4[ 

يقال: رغب في كذاء أي: طلبه وأحبه» ويقال: رغب عن كذاء أي: تر که وزهد فيه 
وأعرض عنه. 

فمعنی: برص عن ْمَل برعم 4 أي: يتركها ويزهد فيها رغبة عنها. 

و«الملة» هي الدين» أي: ومن يرغب عن دين إبراهيم وطريقته ومنهجه» وهي 
ا حنیفیة دين ارس کما قال تعالى في الآيات السابقة: 98 ريا وَاَجَعَلنَا مُسلِمَيْنِ لك ومن 
ريا أمَةٌ تُسَلِمَةٌ لك 4 [البقرة: ۱۲۸]ء وقال تعا ی: ‏ وَوَضّ ما وع ينه قوب بد 


اک كلق کک اوج كلا طرش ونش یغ > دبد :۲ وقال تعالى: “9 مان إِبرْهِيمُ 


گج صر مھ رو سے ٠ڈ‏ 14 ن الم کی 


وديا ولا نصرانیا وك E‏ ار ونا ماکان من الم رک کن # [آل عمران: ۷. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 
I=‏ ۱ : 

وقال تعالى: 9 إنَّ ا ھک کارے أ وا ارا كھ ال ركينَ © شاکرا 
یھ ےر 7 807 EELS‏ 


2 ر محر 


7 کہ ری واو سس نوات 





لک € ہہ یں نا ادن ید ا زا تعالی: ۰ 


يع ماد رهم يقاو ماکان مِنَ اَلْمتَِْکینَ € [النحل: 17]. 

وقال عَلِهِ: «إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية» ولکنی بعثت بعثت با حنیفیة السمحة)(١).‏ 

2 امن مق عله ھ4 : (إلا): أداة استثناء و(من): موصولة. أ : إلا الذي سفه 
نفسه ا قساف اتد والسفه: ضد الرشد اى أوقعها في السفه في الدين الذي 
هو أعظم أنواع السفه. وجهل نفسه؛ وما يجب طا فضيعها ووضعها موضع الذل 
وا موانء ورضي هما بالدون» وباعها بصفقة ا مغبونء کما قال تعا ی: قد د أفلح من 
ھا ل وذ حاب من دسا © [الشمس: |۹. 

وقال ية «كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها». 


وقد أحسن القائل: 

وماالناس إلااعاملان فعامل يكير مايبني وآخر رافعء(۳) 
وقال الآخر: 

وماالمرء إلا حيث يجعمل نفسه فكن طالباًفي الناس أعلى المراتب(؛ 
وقال الآخر: 


إذا أنتلم تعرف لنفسك حقها هواناً مها كانت على الناس أهون(©) 


)١(‏ أخرجه أحمد )۲٦٦ /٥(‏ من حديث أبي أمامة ظ4 وأخرجه مختصراً )١1١7/7(‏ من حديث عائشة رضي الله عنها. 
(۲) أخرجه مسلم في الطهارة (۲۲۳)- من حديث أبي مالك الأشعري ط#ك. 

() البيت للبید. انظر: «ديوانه) ص٦‏ 60. 

.١6 البيت ينسب لعلي بن أبي طالب ضيُ. انظر: «ديوانه» ص‎ )٤( 

.)7”51/ /۲( انظر: «أدب الدنيا والدين» (ص۳۲۰)ء «الدر الفريد»‎ )٥( 


سورة البفرة: الآيات: ۹۳١٣ IT‏ 


77] سے 


وفي الآية إنكار وتوبيخ ونعي على من رغب عن ملة إبراهيم ودين الإسلام الذي 
جاء به محمد للا من اليهود سے والمشركين وغيرهم. 





ومد اَصْطفَيْکَهُ فى الدیا وإ 09 وقال تعالى في سورة 
النحل: # وءاتیه فا دو دی صَلِحِينَ ٭ [الآية: .]٣۲٢‏ وقال تعا ی في 


ا رر بر م 7ے سے 


سورہ ة العنكبوت: وغ 5 اا في الاو 25 ٤‏ :ف الأَلخرو لن الع للحان 4 [الایة: ۷ء 


قوله: ا لديا ¢ | او: استئنافية» واللام للقسم و«قد» للتحقيق. 
أ والله لقد اصطفیناہ ہق الدنياء فا حملة مؤکد ة بثلاثة مؤكدات: القسم المقدر. 


4 


ب 


واللام» ولاقد۴. 

#أصَطفَيِسَة ¥ الاصطفاء: الافتعال من الصفوة: أ ى: اخترناه واجتبيناه وجعلناه من 
الصطفین الأخيار بالرسالة والنبوة والإمامة والخلة 06 النبوة والكتاب في ذريته. 
فكان ال إمام الحنفاء جرد التوحيد لله» وتبراً من كل معبود سواہہ وتبرأ مما عليه أبوه 
وقومہ؛ کا قال تعال: ٭ إن تعس كانت مد ارتو یا وار ی سے کی © سَاحكرًا 


sa ry‏ واگ ل کے 


نميه اَجته هدن ل ص اط سف ا و ا ئن في لد لديا حےنة ومرن الک َو لمن الصللحينَ 4 


سس 


[النحل: .]۱۲٢ -٦٢١‏ 
واا « اهم ل ف وہ تی یت ما دوب )إل آلدی سن 
سَہَدْيِنِ 4 [الزخرف: ۲۷]ء وقال تعالى عنه أنه قال: ۶ینغوم ای برهم مون )نی وَجَھَت 


سے ب 


وجھی اَی فطر الک بی ا مك نيف وما انام الم مش ركيت 7 [الأنعام: 1۷4-۸. 


ص ١س‏ اس ےھ 


وقال تعا ی: ٭ رما کات اسيعقار ۶ كفي لاد ] لاعن روود هااا ى 


وس ہہ ہا 


2 س 


اب کے fe‏ ر7 eile‏ 


200.207 رهيم لوه حلي [التوبة: [٤‏ 

#وَإِنّه فى لاحر لَمِنَ ألصَلِحِينَ 4 الواو: عاطفة» واللام في قوله: لین تفيد 
التوکید أي: وأنه في الآخرة لمن الصا حین: الذين جمعوا بين الإخلاص لله والمتابعة 
لشرعه. وم أعلى الدرجات. 

والصلاح من أفضل ما وصف الله به رسله وأنبياءه وعباده المؤمنين؛ ولهذا كان 
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يرحبون بالنبي بيه ليلة المعراج بقوهم: (مرحباً بالاخ 


عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج٢‏ 


= 
الصالح والنبي الصالح)(21. 


قال الطبري(٢):‏ «والصالح من بني آدم هو المؤدي حقوق الله عليه فأخبر تعالى 
ذكره عن إبراهيم خليله أنه في الدنيا له صفیٌء وفي الآخرة ول وأنه وارد موارد أوليائه 
الموفين بعھدہ). 

قوله تعالى: # لذ ال هرب لقال ألمت لب المي (412. 

قوله: #إِد قال لَه ريه اسل «إذ» ظرف بمعنى «حين» متعلق بقوله: #وَلَمَدٍ 
صَطمَيِئَُ 4 أي: ولقد اصطفيناه في الدنيا حين َال درب اس 4. 

وقد تكون (إذ) متعلقة بمحذوف» أي: واذكر يا محمد حين قال الله لإبراهيم 
ا8: أسلم» فيكون أمراً للرسول با أن يذكر ذلك بنفسه ويذكره لأمته. 

وی الآية تنويه بفضل إبراهيم الا وإثبات ربوبية الله كك الخاصة له» بل خاصة 
ال خاصةء وهي ربوبيته ك لرسوله وأنبيائه. 

اسل ا أسلم نفسك لي؛ بدليل قول إبراهيم: لالم ارب الْملْمِينَ 4 ی 
استسلم بالتوحيد والطاعة والإخلااص. 

قال أُسْلَمَتٌ رت الْمَلَمِينَ 4. أي: استسلمت لرب العالمين ظاهراً وباطناء بالتوحيد 
والطاعة والمحبة والإخلاص من الشركء فبادر اة وسارع على الفور بالاستسلام 
والانقیاد لربه وا خضوع لەہ والإقرار بأنه مربوب لرب العالمين» فأتى بالإسلام ودليله. 

واللام في قوله: رت الْعَالِمِينَ 4 للقصرء أي: لرب العالمين وحدہ. 

وارب العالمين»: خالقهم ومالكهم والمتصرف فيهم ومربيهم بنعمه التي لا نحصى. 
و«العالمين»: جمع «عالم» بفتح اللام» اسم جمع لا واحد له من لفظه كرهط وقوم. 

و«العالمين» كل موجود سوى الله تعالى» وقد جمع ليشمل كل جنس مما سمي به 
فيعم جميع المخلوقات في السموات والأرض وما بینھما؛ عالم الملائكة» وعالم الإنس. 
وعالم الجن والشیاطین: وعالم ا حیوانات: وعالم الجمادات وغير ذلك. 





. من حديث انس فاه‎ -)١770 أخرجه البخاري في الصلاة (٤٣٤۳)؛ ومسلم في الإيهان- الإسراء برسول الله ل‎ )١( 
.)08٠١ /۲( في «جامع البيان»‎ )۲( 


سورة البقرۃ الآيات: ٠١١ - ١٠٠١‏ 
0 
وهو مشتق من العلامة؛ لآن كل ما في الوجود من المخلوقات علامة على وجود 
الله ووحدانيته» وعلى ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. 
وجمع «العالمين» جمع من يعقل علا أنه يتناول العقلاء وغيرهم من باب تغلیب 
العقلاء؛ لأنہم هم المعنيون با خطاب والتكليف؛ لما ميزهم الله به من العقل على غيرهم 





من المخلوقات. 
قوله تعالی: ٭ ووی اهعم بزیه عمو ب بی إن أله ضط لک الین قلا مون إل 
وَآَسْر مُسْيِمُوتَ ). 


أثنى الله كك على إبراهيم اة في مبادرته للإسلام لرب العالمين» ثم أتبع ذلك 
بذكر وصية إبراهيم ال بنيه بالإسلام وكذا يعقوب اك فحافظا علیھما السلام على 
ملة الإسلام في حیاتہم| وأوصيا بها بنیھما بعد وفاتہما؛ حرصاً عليها ومحبة ههاء وشفقة 
منهم! على بنيهم| و رحمة ة هم. 

قوله: وی یا زونہ بيو قرأ نافع وابن عامر: 9وَأَوْضَنْ4» وقرأ الباقون: 

ووعیٰ 

والوصية العهد والأمر المؤكد في أمر هام» في فواته ضررہ كا في حديث العرباض بن 
سارية ظ4 قال: «وعظنا رسول الله گا موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها 
العيون فقلنا: يا رسول الله كأمبا موعظة مودع فأوصنا»(. 

ظا # ف هذه الكلمة العظيمة وهي قوله: لأسْلَمَتٌ رب الْعنلَمِينَ 4ء أو ب(ملة 
إبراهيم» کا في قوله تعالى: # وم يَرْصَك عن مَل رهم € [البقرة: .]17٠١‏ 

والمعنى واحدء أي: عهد إليهم کہ مؤكدا بالتمسك بملة الاإسلام ملة 
إبراهيم الا کا قال تعالی: #وَجَعَلَهَا كِسَه بأقِيَه ف عَقيهِء لعَلَهُمْ رجو € [الزخرف: ۲۸]. 

بيه مفعول «وصّى»» وبنو إبراهيم ال ا أكبرهم إساعيل أبو العرب. 
وأمه الآمة «هاجر) القبطية» ويليه إسحاق» وهو أبو د بني إسرائيل» وأمه «سارة). 


)١(‏ أخرجه أبوداود في السنة- لزوم السنة )٥٦٦٤١۷(‏ والترمذي في العلم- ما جاء في الأخذ بالسنة ٦(‏ ۷٦۲)ء‏ وابن 
ماجه في المقدمة- اتباع سنة الخلفاء الراشدین (؟5)- وقال الترمذي: احديث حسن صحیح؟. 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن؛ ج٢‏ 





EN 


#وَيَعَهُوبُ 4 معطوف علی (إبراهیم) ئا ووصى ہا يعقوت بعد إبراھیم؛ أئ: 
بہذہ الكلمة وهذه ا ملة؛ بدليل قوله تعالى: # اَم كسم شُہدَاء إِذْ حضَریَعقوبَالموبُ اد قَالَ 
بيه ما عدون مِنْ بَمّدی* الآية. و«يعقوب» هو ابن إسحاق بن إبراهيم عليهم 
السلام» ولقب يعقوب (إسرائيل»» وبنوه اثنا عشر» هم: يوسف وإخوته» ومنهم 
تشعبت قبائل بني إسرائيل. 

ليب 4 أي: يا أبنائي» وناداهم بوصف البنوة تلطفاً معهم وترفقاً بهم» وتحبباً 
إليهم» ليكون أوعى لقبوهم. 

لی الله اضطیٰ کک َلِِنَ 4 أي: اختار ورضى لكم الدين» الذي هو صفوة 
الأديان» وهو دين الإسلام» کم| قال تعا ی: له ألمت عدأ سكم 4 [آل عمران: ۱۹]ء 
وقال تعالى: # ومن بتع عَيْرَ آلِإِسَلَمٍ دِينًا فلن یَقَبَلَ مِنّْهَ 4 [آل عمران: ۸۰]ء وقال تعالى: 

وَرَضِيت لک الاسکم ديا © [الائدة: .٠۴‏ 

لفل تون إلا وَآنثّم ُسَْلِمُونَ € الفاء للتفريع» والا): ناهية» مون 4: مجزوم 
بحذف النون» والثون المذكورة نون التوكيد. والأصل «تموتوئن» فحذفت النوت للجزء 
فصارت اتموتون)ء فحذفت الواو لالتقاء الساكنين. 

للا وَأنشر مُسِْمُونَ 4 «إلا»: أداة حصرء والواو للحالء أي: إلا حال كونكم 

والمعنى: استمروا على الإسلام واثبتوا عليه» ولازموه حتى يرزقكم الله الوفاة 
عليه؛ لآن الإنسان لايدري متى يأتيه الموت. 

وا مرء غالبا يموت على ما كان عليه» ويبعث على ما مات عليه» ومن قصد ا خر 
وفق إليه قال تعا ی: #قآما من أعطن وائی ا وصدق پالحسی ال سییر لسر ار ) وَأما من خضل 
واستفیٰ ا۵ وکذب پا سی )ا سیر ری [اللیل:- .]1١‏ 

قوله تعالى: گے 1454 حم من مَوْبٌ إِذْ قال نيه ما دو من بى 


نيه 





AE 


ا لوا مدل كهك وَإِلَهَ ايك إ هعم و إشمعی ل و سی إ ھاو ج دا ون له مُسَلِمُونَ ))4 . 
ذكر ك في | الآية السابقة وصية إبراهيم ویعقوب عليه السلام ببنيه) بملة 


سورة البقرة؛ الآيات: ٠١١ - ١٠١‏ 





= 
الإسلام والاستمرار عليها إلى المات» ثم أتبع ذلك بتفصیل وصية يعقوب وتذكيره 
عند الموت لبنيه بہذہ الوصية؛ تأکیداً ھا وحرصاً وشفقة عليهم؛ أن يضلوا عن عبادة 
الله والاستسلام له وحدہ. 

وفي هذا احتجاج على أهل الكتاب والمشركين في رغبتهم عن ملة إبراهيم وما 
وصى به إبراهيم بنيه ويعقوب» ورد على اليهود في زعمهم أن إبراهيم وبنيه ويعقوب 
والأسباط كانوا هوداً أو نصارىء كما قال تعالى: # آم نَفُولُونَ إنَّ إَهِعۃ وَإِسْمَعِيلَ 
وَإِسْحَوَب وَیَمَعوب وَالْأسْباط کانوا هُودًا اوصدریٰ 4. 

قوله: # آَم َنَم شُہَدَآ 4 «أم) هي المنقطعة التي بمعنى (بل)ء وهمزة الاستفهام. 
أي: «بل» أكنتم شهداء؟ والاستفهام للإنكار والنفي» والخطاب لليهود الذين يزعمون 
أنهم على ملة إبراهيم ومن بعده يعقوب» وأنه| كانا على اليهودية. 

دآ 4: جمع شھید أو شاهد» بمعنى: حاضرء أي: أم كنتم حضورا. 

9إِذ حَضَر یَعَقُوبَالْمَوْتُ ۹ أي: حين حضر يعقوب الموت» و«يعقوب): مفعول به 
مقدم» و«الموت»: فاعل مؤخر. 

ومعنى حضور الموت: حضور أسبابه ومقدماته وعلاماته» والموت: هو خروج 
الروح من البدن ومفارقتها له. 

والمعنى: لم تكونوا شهداء إذ حضر يعقوب الموت» فكيف تزعمون أنه كان على 
اليهودية» وقد أخبر الله كك عنه أنه أوصى بنيه بالحنيفية ملة إبراهيم» لا باليهودية. 

وقد يكون الخطاب هم ولغیرهم» فيكون فيه رد عليهم وتنويه بوصية يعقوب 
حين حضره الموت لبنيه بالثبات على عبادة الله تعالى وحدہ. 

لد قال بيه 4 «إذ»: ظرف, بدل من «إذ» في قوله: #إِذْ حَصَ 4 أي: حين قال 
لبنيه» وهم الأسباط الاثنا عشرء وهم يوسف وإخوته؛ اختباراً هم؛ لتقر عينه في حياته 
بامتثالهم ما وصاهم» وليطمئن على ثباتهم على ذلك بعد وفاته. 

لما تَعْدُونَ مِن بَحَدِى * (ما): استفهامية» أي: أي شىء تعبدون من بعدي» أي: 
من بعد موتي. ومراده تقريرهم عل التوحيد والإسلام والثبات عليهيا؛ حفاظاً على 
عقيل الوح ده وح صا غانها بوقتقة عل بت أن گار ام كه 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





= 


ووجه الکلام إليهم بصيغة الاستفهام؛ للفت انتباههم وعنايتهم لهذا الأمر. 

وهذا لعمر الله عين النصح والشفقة أن يوصي الإنسان أولاده وأهله ومن خلفه 
بتوحيد الله وتقواه عندما يودع هذه الحياة» لا أن يجعل همه تكديس الأموال هم 
وتحريصهم عليهاء ووصيتهم بها ى) هو حال كثير من الناس. 

وجاءت وصيته عليه السلام لبنيه بصيغة الاستفهام؛ ليعرف مقدار ثباتهم. 

الا ند إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابَآَيك 4 أي: نبعد معبودك ومعبود آبائك» والألوهية 
والعبادة معناهما واحدہ فالعبادة باعتبار العابدء الإلوهية باعتبار المعبود» ولهذا يسمى 
التوحيد توحيد العبادة. 

وآباء: جمع أب» وهو يطلق على الأب» وعلى الجد من أي جهة كان وإن علاء کا 
قال تعالی: لگا أَخْرَجَ یکم یم الج 4 [الأعراف: ۲۷]» وقال تعالى: الد ایک هيم ) 
[الحج: ۷۸]. 

وبدؤوا بقولهم: #تَبَدإِلَهَكَ #؛ لانہم يخاطبونه. 

#إزهمَ وَإِسْمَْعِيلَ وَإِسْحَقَّ* بدل من (آباء) أي: آباءك الذين هم إبراهيم 
وإسماعيل وإسحاق» فإبراهيم جد يعقوب» وإسحاق أبوه. أما «إسماعيل» فهو عم 
یعقوب؛ وعدوه من آباء يعقوب» وهو عمه؛ لأن العم صنو الأب وبمنزلته» ىا قال 
ال لعمر ذه «أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيہ)(۱). 

ومعنى «صنو أبيه»: لا تفاوت ولا اختلاف بينهما کما لا تتفاوت صنوا النخلة 
وقال يَكيِ: «الخالة بمنزلة الأم)(5) 

وقيل: إنما عد إسماعيل من آباء يعقوب من باب التغليب» فإبراهيم أبو يعقوب 
الأعلى» وإسحاق أبوه الأدنى» وإساعيل عمه» فغلبت الأبوة على العمومة؛ كا قال 
تعالى: گا احرج أَبوَيَكمْ من لْجَنّةِ € [الأعراف: ۲۷]ء وقال تعالی: ولا بوت لکل واچ نہ 


)١(‏ أخرجه مسلم في الزكاة- تقديم الزكاة ومنعها (۹۸۳)ء وأبو داود في الزكاة »2١77(‏ والترمذي في المناقب 
(۳۷۱۱)- من حديث أبي هريرة طلنه. 

(۲) أخرجه البخاري في الصلح- كيف يكتب هذا ما صالح فلان بن فلان: (۲۷۰۰))ء الترمذي في البر والصلة 
-)١140(‏ من حدیث البراء بن عازب ط4. 


سورة الثیقرة الآيات: ١٠4 - ١٠١‏ 





= 
شش یکا رد ان کن وک فان ل یک اھ ول ودنہ أ لأب ات4 اسا ١ا‏ فغلب 
في الآيتين الأب على الامء وكما يقال: «القمران» للشمس والقمرء ويقال «العمّران» 
لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما. 

الها ونم دا حال» ای حال كونه ودا وعدا أي : نعبد ہت رانا 

لوحن لہ مُسَلِمُوتَ 4 الواو: حالية» و«له» متعلق ب «مسلمون» وقدم عليه لإفادة 
ا حصر- مع مراعاة الفواصلء أي: ونحن له وحده مسلمون» أي: مستسلمون 
منقادون له ظاهرا وباطنا دون سواه» فجمعوا بين التوحید والعمل. 

قوله تعالى: ليلک امه مد حَلَتْ کھاما کبت ولک کا کٹ ولا شو عا اا 
بمو ). 

تضمنت الآيات السابقة الثناء على إبراهيم ويعقوب وبنيها والتنويه بشأنهم 
والتعريض بمن لم يقتف آثارهم من ذريتهم» ثم أتبع ذلك بقوله: ِلك أَمَةُ هد خَلَتْ 4 
الآية لإفادة أن الجزاء بالأعمال لا بالاتكال» فلا ينفع فقط جرد الانتساب إلى هؤلاء 
دون عمل. 

قوله:يَلك أَمَّهّ قد حَلَتْ 4 الإشارة إلى إبراهيم وإسحاق ویعقوب وبنيهم» 
والأمة: الجماعة والطائفة من الناس. 

قد حلت 4 أي: قد مضت» وخلى منها المكان. 

#كهاما بت وَلکم ماسم 4 «ما»: في الموضعين موصولة؛ أو مصدرية» أي: ها 
الذي كسبت» آوهها كسبهاء والكسب: العملء أي: لها ما عملت وثوابه» وهذا أشبه 
بالتمهيد لقوله: «وَلكم تكست 4. 

وَل مَأكْسبْتمَ 4 أي: ولكم الذي كسبتم» أو ولكم كسبكم» أي: ولكم ما عملتم 
وجزاؤه. 

وقدم ا خبر في الجملتين وهو قوله: لھا۹ لولم 4 للقصرء أي: ها ما كسبت 
لا يتجاوزها إلى غيرهاء ولكم ما كسبتم لا يتجاوزكم إلى غيركم» کا قيل: «كل شاة 
تناط برجلیھا). 


عون الرحمن فی تفسیر القرآن, ج٢‏ 
= تکس 

وا لخطاب: للمخاطبين بقوله تعالى: آعم كسم شُہَدَ 4 أي: لکل من يصلح له؛ أو 
لليهود الذين يجادلون النبي َا ويزعمون أنہم على الحق» وعلى ما أوصاهم به بوهم 
يعقوب» أي: فلا ينفعكم صلاح من خلا ومضى من آبائکم وغيرهم. وانتسابكم 





کے اسن هي شاف وكشت دا يغنيك محموده عن السب 
إن الفتشى من يقولهاأنذا نس الى هن يسول كانتا 


م 2 ريم سے اک6 رو پر سے 


ولا سلون عَم كوأ ملوك «ما» في قوله: لعَمًا 4 موصولة أو مصدريةء أي: ولا 
تسألون عن الذي کانوا یعلمون أو عن عملهم» أي: لا تسألون عما کان يعمل من مضى 
من الآباء والأجداد وغيرهم» وإنا تسألون عن أعمالكم؛ لان لکل منكم كسبه وجزاء 

عمله» أي: لا تحاسبون بأعمال سلفكم وإن| تحاسبون بأعمالكم. 
الفوائد والأحكام: 

-١‏ الإنكار الشديد والنعي على اليهود والمشركين حيث رغبوا عن ملة إبراهيم اة 
ووصفهم بالسفه والجهل؛ لقوله تعالى: # وم رع عن مَل برهم إلا من سَفِهَ 
نَفْسَه: 46. 

۲- أن الرشد کل الرشد في إتباع ملة إبراهيم» وأن السفه كل السفه في الرغبة عنهاء 
وا ساس لہ ہس یش س پر رت 
3 ومن رع عن ماو ھٹم إلامن سَفْهَ نَفْسَهُد4. 
TT OT‏ فقين: الإ 
الشكَهَا € [البقرة: ١٣ء‏ وقال عن اليهود: ## سیٹول أَلسَمَهَاءُ مِنَ الاس ما وله عن 
عم الى ايها € [البقرة: ؟14]. 

۳- أن من يرغب عن ملة إبراهيم فقد أوقع نفسه بالسفه والجهل» وضیعھا ووضعھا 
موضع الذل وا محوان والخسران والبوار. 


0 1 


.)۳۱۲ /۲( البيتان لأبي العتاهية. انظر: «جمهرة الأمثال»‎ )١( 


سورة البقرة اللآيات: ٠١١ - ١٠١‏ 





= 


5- التنويه بفضل إبراهيم كط ومكانته في الدنيا والآخرة؛ لقوله تعالى: #ولَمَدٍ 
کے وم وہر 2 .می سيل مه 2 
ميته فى الدنيا َنَم فى رة لَيِنّ صلب 4. 


.# إثبات الآخرة وتفاوت الناس فيها؛ لقوله تعالى: #وإنّه, ف الْحْرَوَ لَمِنَ أَلصَللِحِينَ‎ -٥ 

-٦‏ أن من أفضل ما يوصف به العبد الصلاح؛ لن الله كك وصف به أنبياءه ورسله. کما 
وصف به عباده المؤمنين» لقوله تعالى : #وَإِنَهم ف اَلَو لَيِنَ ألصَلِحِينَ 4. 

۷- تشریف إبراهيم اتل في خطاب الله كك له وإضافة اسم الرب إلى ضميره الكل 
لقوله تعالى: ہل إِذ َال هرب سل ۹. 

۸- مبادرة إبراهيم 52 إلى الإسلام والانقياد لربه وإعلان الخضوع له؛ لقوله: 
#أَسْلمَت رب الْمَلْمِينَ 4. 

۹- أن الإسلام اسم لدين إبراهيم» ولجميع الأديان؛ لقوله تعا ی: اسل وقول 
إبراھیم: #أَسْلَمَتٌ *. 

۰- إثبات ربوبية الله تعالى العامة لجميع الخلق؛ لقوله تعالى: #أَسَلَمَتٌ ارت العَلَمِنَ 4 
فهذا متضمن لتوحيد الربوبیة بقسميه العام لجميع الخلق» وا خاص بأولياء اللہ تعالى. 

-١‏ أن وجود هذا الخلق دليل على وجود الخالق- سبحانه وتعالى؛ لن الله سماهم 
وكين ». 

۲- أن الذي يجب الاستسلام له والانقياد والخضوع له هو الرب وحده- سبحانه 
وتعالى؛ لقوله تعالى: ط کال ره أَسِْمقَالَ أسْلَمَتٌ رت الْملِينَ 4. 

۳- وصية إبراهيم ويعقوب لبنيه| بملة الإسلام «ملة إبراهيم» عناية منھم بہذہ الملة 
ومحبة وشفقة وعطفاً منهم| على ذریتھم| ونصحاً ھا؛ لقوله تعالى: ل ووی إرَسِعمٌ 
نيه وَيَعْصُوبُ يبن إن الله أضطق کم الین فلا مون إل نشم مُسْلِمُوب 4. 

-٤‏ ينبغي حسن التلطف والترفق في خطاب المدعو» فإن ذلك أدعى لقبوله؛ لقوله 
تعالى: نى ٭. 

-٥‏ عناية الله كك بإبراهيم ويعقوب وذريتهما حيث اصطفی واختار لهم الدين الإسلامي 
ملة إبراهيم؛ لقوله تعللى: لن أله صلی کم لرن دلا تَمُتن إلاوَأَنسممُسْلِمُونَ 4. 

.# أهمية هذه الوصية ووجوب الأخذ مبا؛ لقوله تعالى: فلا كمون إ لوان مسلود‎ -٦ 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





= 

۷- ينبغي للإنسان المبادرة إلى الإسلام» والاستمرار عليه حتى يلقى الله ك؛ ليحيى 
على الإسلام» ويموت عليه؛ لقوله تعالى: ملا تمو لاام مُسَلِمُونَ 4. 

۸- ينبغي سؤال الله تعا لی حسن الخاتمة؛ لآن الأعمال بالخواتيم؛ لقوله تعالى: لفلا 
مث !لاونم مُسَلِمُونَ 4. 

۹- أن الموت حق على جميع الخلق حتى الأنبياء؛ لقوله تعالى: #قلا تموشن إلا واش 
سمو 4ء وقوله تعالى: لذ حر عّقو بَآلْمَوْتُ 4. 

-١‏ التنويه بم قاله يعقوب التكلا حين حضره الموت لبنيه» من سؤاله إياهم ما يعبدون 
من بعده شفقة منه عليهم أن يشركوا فيضلوا بعده» وحضا لهم على التمسك 
بعبادة الله وتوحيده» وملة الإسلام ملة إبراهيم الک لقوله تعالى: « أم كسم شُہَداء 
إِذْ حص بعالمو ت |د قَال نيه ما تد ون مؤْيْدَى 4. 

-١‏ أن أهم وأعظم ما ينبغي أن يوصي به المسلم أولاده وأهله ومن خلفه توحيد الله 
تعالى وتقواه. 

۲- أن توحيد الله ك وعبادته وحده هو دين الأنبياء كلهم عليهم الصلاة والسلام؛ 
ووصيتهم لأقوامهم؛ لقوله تعالى: ما دون مِنْ يَمَدى قَالوأ ند لكك وله 
ےَابَيِكَ ۹. 

-٣۳‏ جواز الوصية عند حضور الأجل إذا كان الإنسان يعي ما يقول؛ لقوله تعا ی: 
لاد حَصَر يعمو بَأآلْمَوَتٌ اذ قَالَ انید ما تَمدُونں من بعّدی #. 

5 -آن الجد يسمى أبا؛ لقوله تعالى: #وَإِله ءَابَايك برهم ٭. 

-٥‏ جواز إطلاق اسم الأب على العم تغليباً؛ لأنه صنو الأبء وفي منزلته؛ لقوله 
تعالى: و اتیل ٭ء وإسماعيل لیس من آباء یعقوب وإنما هو عمه. 

-٦‏ تمسك أبناء يعقوب وثباتہم على توحيد الله والاستسلام له» لقوهم: #نعبَدإِلهَكَ 
وله َابآيك اهعم وَإِسَمَْجِيلَ وَإِسَحَقَإِلَهَاوِحِدَا وحن له مُسَلِمُونَ 4. 

۷- أن اتباع الآباء فيما هم عليه من الحق حق» بل منقبة ومفخرة؛ لقوله: انعد إِلَهَكَ 
وَإِلَهَ ءَابَايكَ نهعم وَإِسَمَنعِيلَ وَإِسَحَقَ 4 الایة. لکن اتباع الآباء على الباطل باطل 
وجهل وضلال. 


سورة البشرة؛ الآيات: ١17٠١‏ ۔ ١4‏ 





=۷ 

۸- إثبات الو حدانية لله كك؛ لقوله تعالى: ھإِلَهَاِجدا ٭. 

۹- إعلان أبناء يعقوب إخلاص الإسلام لله وحده» لقوهم: ون له مُسَلِمُونَ 4. 

# ر ينبغي التأسي بإبراهيم ويعقوب عليه) السلام وبنيها بعبادة الله تعالى وحده 
رغاس الما دوت من سرا کاڈ تعالى: # وَمَنْ أَحْسَنٌ ويا من اسم 
وجهه. 4 لَه وهو حیسن وائبع یلت اراهیم م حنِيِفًا # [النساء: .]٢٤٢‏ 

۱- أن لكل أمة كسبها وجزاء عملها لا يناله من جاء بعدهاء فكسب الآباء والأجداد 
لا يناله الأولاد والأحفاد؛ لقوله تعالى: تلك آَم قد خلت هاما كت ۹ء فلن 
تجدي عن اليهود أعمال أسلافهم وآبائهم من الأنبياء وغيرهم» ولن تجدي عن أي 
إنسان أعمال من سلف من آبائه وأجداده وغيرهم. 

۲- أن لكل إنسان كسبه وجزاء عمله؛ لقوله تعالى: ولک کا کیٹ 4. 

۳- إثبات كمال عدل الله ك حيث يجازي كل إنسان e‏ و ولا 
يسأل عن عمل غيره؛ ؛ لقوله تعالى: ٭ اک امه هد عَلت لها لھاما کسیت ولک ماکسیٹ ول 
سلون حَمَا ادوا يعمو € . 

٤۔‏ أن الآخر لا يسأل عن عمل الأول؛ لقوله تعالى: تی أَمَة هد خلت هاما كمَيتْ 
وَل اتم ولا مكلُوتَحَمَاكا نوأ ہاو 4 . 
أما الأول فقد يسأل إذا كان هو سبب ضلال الآخرء کا قال تعالى: #وَجَمَلْئنهُمْ 
أيه دفو إلى لاز ویو لقملا نص رور بجت € [القصص: .]4١‏ 
وني الحديث: «ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى 
يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شیئاً۷(١.‏ 
وقال كك «ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه» لا ينقص 
ذلك من آثامهم شيئاً)(". 


)١(‏ أخرجه مسلم في الزكاة (۱۰۱۷))ء والنسائي في الزكاة (٢٥٥۲)ء‏ والترمذي في العلم (٢۷٦۲)ءوابن‏ ماجه في 
المقدمة -)7١7(‏ من حديث جرير بن عبد الله طلإنه. 

() أخرجه مسلم في العلم ٤(‏ ۷٦۲)ء‏ وأبو داود في السئة- لزوم السنة (24709» والترمذي في العلم )۲٦۷ ٤(‏ وأحمد 
(۲/ ۳۸۰ ۳۹۷)- من حديث أي هريرة ده. 


٢ج عون الرحمن في تفسیر القرآن»‎ A= 

-٥‏ ر ERE e‏ ےنور او 
e‏ اه قد لت هاما گسبت ولک کا گسبت ولا ل لون عما کانوا 
نسو 
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله َة قال: «لا تسبوا الأموات فإنهم قد 
أفضوا إلى ما قدموا)(٠.‏ 
ولهذا يجب عدم ا خوض فيا جرى بين الصحابة رضوان الله عليهم من نزاع 
كالذي جرى بین معاوية وعلي بن أبي طالب وعائشة رضي الله عنهم؛ لأن الله كك 
زكا أصحاب رسول الله يك كلهم جميعاً وامتدحهم وأثنى عليهم ورضی عنهم 
جیعاًء کا قال تعال: #والشیقوت الولو من الْمهَيرنَ والاتصار وَالْدنَأتبَُوهُم 
رای یر و 
وقال تعالى: #الَمَّدٌ رض الله عن المؤمنيت إذ يبايعوتكك تم المْجر و ملم ماف لويم 
نل الس َة عل ونه سم سوا 
کا زكاهم رسول الله پل فقال يَكِِ: ٦لا‏ تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل 
أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)(2). 
ولهذا قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: «هذه دماء طهر الله سيوفنا منھاء فنحن 
نطهر ألسنتنا منها» وكا قال القحطاني09): 

دع ما جرى بين الصحابة في الوغى اا ا 


2 بے 2 





)١(‏ أخرجه البخاري في ا جنائز (۱۳۹۳)ء والنسائي في ا جنائز -)۱۹۳١(‏ من حدیث عائشة رضي الله عنها. 

(۲) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة- قول النبي يَلِْ: الو كنت متخذا خليلا) (VY)‏ ومسلم في فضائل 
الصحابة- تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم (٢٤٥۲)ء‏ وأبو داود في السنة النهي عن سب أصحاب رسول 
الله لا (۸٤٥)ء‏ والترمذي في المناقب من سب أصحاب النبي کل (۳۸۱۱)ء وأحمد (۳/ -)٤٤ ٥١٥٤‏ من 
حديث أبي سعيد ط#ك. 


(۳) انظر: «نونیته» ص۲۸. 


سورة البقرة الآيات: ه7١‏ - ۱۳۸ 

= 

ا امه وآ ار تا تا اا 2000 een‏ لاد 

7 أرق موت یک وآ وق الوت من ر لا دقر ف بين آحد هنهم وحن لد مون مان 
مُا بیٹل ءاسم بو اهدو زان ا اخم في شقان سك ڪهم اه وهو التي 


کر ہہ 


سم صبِعَةَ الله ومن اخسن ت الله صبعَة وحن يدود (ص۷> . 

قولة مار ئک ا CEE‏ کن 
نین )4. 

ذم كك أهل الكتاب في الآيات السابقة لرغبتهم عن ملة إبراهيم» وأنكر عليهم 
ادعاءهم آنہم على الحق» وعلى ما أوصاهم به يعقوب اا مع خالفتھم ما جاء به 
النبي ية ثم أتبع ذلك بذكر دعوتهم إلى اليهودية والنصرانية» وحصرهم الهدى فيا 
كانوا عليه» وأبطل ذلك وبين أن الاهتداء إنما هو باتباع ملة إبراهيم اط 

قوله: ##وَثَالوأ وبا هُودًا أو تصَدرئ تہَتَدُوا ۹ الواو: استثنافیة أي: وقال اليهود 
والنصارى؛ لان السياق معهم في قوله: # ومن برع عن لَه نهعم 4 [البقرة: ]17٠١‏ وفي 
قوله: 8[ ام كحم شبَدَآء © [البقرة: .]٠١۳‏ 

و«أو»: للتقسيم والتنويع» لا للتخيير؛ لان كل واحد من الفريقين يكفر بالآخر» 
أي: وقال اليهود للنبي بي والمؤمنين: حوبا هُودّا 4 أي: كونوا یہوداً على ملتنا 
تہتدواء وقالت النصارى لهم: كونوا نصارى على ملتنا تهتدوا. 

وتمْمَدُوأ 4 جواب الأمر مجزوم بحذف النونء وفيه إيذان بمعنى الشرطء أي: إن 
کنتم كذلك تهتدواء أي: وإن لم تكونوا یہوداً أو نصارى فلستم بمهتدين. 

ومعنى تدوأ 4: ترشدوا وتصيبوا الحق» فحصر اليهود الحداية فيا هم عليه 
وحصر النصارى المداية فيا هم عليهء غروراً من كل منھما واستكباراً. 

عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهم| قال: «قال عبدالله بن 
عور ا غور ا سل الله تنا اتی لمات غا فاتبعنا یا محمد تهتد. وقالت 
النصارى مثل ذلك فأنزل الله بْكَ: وکالوا وو هُودًا أو تصدرئ تدوأ هل بل مله هعم 





عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج٢‏ 








- 
يما وما كن مِنَالْمُْرِكِينَ ۱(۸4). 
لفل بل مله هعم حَنِيًا4 جواب عن قول اليهود والنصارى: وا هودًا أو 
تمسر تتَدُوا ۹ء وا خطاب فيه للنبي بيا و«بل»: للإضراب الإبطالي» تبطل ما سبق. 
عم اَم 4: منصوب بفعل حذوف تقديره: انتبع) أو نحو ذلك» أي: لا نکون 
فردا اوا ری بل نتبع ملة إبراهيم فا اى نتبع دين إبراهيم اَل ولا اهتداء إلا 
باتباع ملة إبراهيم ا . 


كا قال تعالى: ٭ ثُمٌ أوسا ك أن اع مل هيم حَييفًا وما من لْمُتْرِصكنَ ہ 
[النحل: 17]» وقال تعالى: #كُلْ إِنَن هنی ريل رط مسقيو دِينَاقَِمَا مَل هيم حزيقا َم 


کان مِنَالْمَشَرِكِينَ € [الأنعام: ١١۱]ء‏ وقال تعالى: # قل صدق الله أسبِعوأ مِلة امام حَنِيفًاومَاكَانَ 
نشرک € [آل عمران: ۹۰]. 
وقال بي: «إني لم أبعث باليهودية ولا النصرانية ولكني بعثت بالحنيفية السمحةہ(۲. 
#حَنِيفًا»: حال» أي: حال كوته غا والحنيف: «فعيل» بمعنی (فاعل) مشتق 
من «الحنف». 
و«الحنف»: الميل» ومنه سمي الأحنف بن قيس؛ لميل إحدى قدميه بالأصابع إلى 
الأخرى. قالت أمه: 
والله لو لاخ فبرجلله ٠‏ ماكازفي فتیسانکم من مثله7) 


بے 


ومعنی #حَنِيفًا4: مائلا عن الشرك إلى التوحيد» وعن الباطل إلى الحق» مسلا 
خلصاً کیا قال تعالى: ٭ إن دي گات أَكهُ ایکا رل جنا ور يك من الْمتْركِينَ 4 [النحل: 
۰ء وقال تعالى: ولیک کات يفا مُسَلِمًا € [آل عمران: ۷٦]ء‏ ولهذا قال: 
وَمَاكَانَ من شرك € وهذا توكيد من حيث المعنى؛ لقوله تعالى: #حَنِيفًا»؛ لأن 
الجمل ا نفیة تفيد ىال ضدهاء فنفيه كلك أن يكون إبراهيم من المشركين توكيد لکمال 


.)551١/5١( وابن ابي حاتم في «تفسيره)‎ «(o۸۹ /۲) أخرجه الطبري في «جامع البیان)‎ )١( 


(۲) سبق تخريجه. 
() انظر: «لسان العرب) مادة «(حنف». 


سورة البقرةء ال ّیات: ه7١‏ - ۱۳۸ 


[(۷؛] سے 


تو حیدہ وإخلاصه لله تعالى وأنه ال ما كان في وقت من الأوقات أو في حال من 
الأحوال من المشركين عبدة الأصنام. 

و«كان» هنا مسلوبة الزمان تفيد اتصاف اسمها بخبرها في جميع الأوقات. 

وني الآية تعريض با عليه أهل الكتاب والعرب من الشرك بالله ىا قال تعالى: 


لَه هب کات أ ًا يك نامر [النحل: ۰٢٠٦ء‏ وقال تعالى: « ثم 
سج حم 7 سے ۔ ےو 


اوحیا لَك أن ام مله ره حتيغا وما ادت المشركين # [النحل: ۱۲۳]. 


٦5‏ 7 5 سے o?‏ 2-6 سس Ak‏ سے کا سر سو کا عم 
قوله تعالى: # فولوا ءامسا باللہ و 7 لتنا ما أن إل رهم وَإِممعیل وإسحق وَیعغوب 


سے 





ولاَسَبَاط وما أوق موی وعیتیٰ وما أوق الوت من رَه لا درق بين آعدِ مَنْهُرْ وَخنُ له 
تی (40. 

ذكر الله كك مقالة اليهود والنصارى للمسلمين: #كونوأ هودًا أو تصستریٰ عدوا 2# 
وأجاب عنها بقوله لنبيه كَكِ: #بَل مهعم حَنِيعًا» الآية» أي: قل بل نتبع ملة إبراهيم» 
ثم أمر النبي بي والمؤمنين جميعاً بالإيهان به كك وہما أنزل إليهم وبجميع ما أنزل على 
رسله وأنبيائه دون تفريق بینهم» والإسلام له وحدہ. 

وفي هذا تفصيل لملة إبراهيم بعد الإجمال» وإظهار لتصديق الإسلام لجميع الأديان 
السماوية» وكشف عوار التعصب اليهودي والنصراني» ىا قال تعالى في سورة آل عمران: 


لر سا کے ہن سر عم م .". 1 ہ سر رو گر 
كل ےا يالله وما أنزل علّنا وم أل عق نو وش کل شق ویعقوت 
ہے >> ب 2خ کے سے 2 سے ر ب یم سے حر ہمہ هدس سی * گر سے ر کے 
والاسَباطِ و اوی مومئ وعِس وَالبيُورت من من ديهم ما تر بین أحر حل منهم وَنحن 7 
مَسَلِمُوتَ € [الآية:٤۸].‏ 


عن ابن عباس رضي الله عنھما: «أن رسول الله ية كان يقرأ في ركعتي الفجر في 
الأول فته ورا 5 وما أَنزلَ بَا & الآية التى في البقرة» وفي الآخرة منھما: 


لامکا أله واش د راتا م موت 1004). 
قوله: # فووا 4: ال خطاب با يا والمؤمنين. 
أ قولوا اس المؤمنون ٭ اما باللہ 4 نطقاً بألستتكم» واعتقاداً بقلوبكم. وانقیاداً 


.)۹٤٤( أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها (۷۲۷)ء والنسائي في الافتتاح‎ )١( 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





ح ٣۷٤‏ 
بجوارحكم معلنين أمام الملا هذا المعتقد. مجمعين عليه داعين إليه. 

والإيهان بالله يتضمن الإیمان والتصديق بوجوده» وربوبيته وألوهيته وأسمائه 
وصفاته کما دل على ذلك الكتاب والسّنة والعقل والفطرةء وذلك يقتضى طاعته 
والانقياد له وامتثال شرعه» وقدم الڑیمان بالله؛ لأنه أصل وأساس الإيمان» وأعظم 
أركانه» وأول الواجبات. 

و أنزلَ نَا 4 الواو: عاطفة» «ما»: اسم موصول مبني على السكون في محل جر 
عطفاً على لفظ الجحلالة «الله». 

أئ: و امت بالذي الل الا أي : بالذي ازل 0 نبينا محمد گلا من الوحي ٤‏ 
الکٹائے اة گا فان ل و یک من لک وَالْحِكْمَةَ 4 [البقرة: ٢٣۲]ء‏ 
وقال تعا ی: #وَأنرٌّلَ أله عك الْككبٌ ا یو0۷ 

عن أبي هريرة ظ4 قال: «كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية» ویفسرونہا 
بالعربية لأهل الإسلام» فقال رسول الله يا: «لا تصدقوا أهل الكتاب» ولا تكذبوهم 
وقولوا: ءامَتَايالہ وما أَنْرلَ ليما الأیة۷(٦).‏ 

وقدم الإیمان با أنزل إلينا على الإیمان با أنزل على إبراهيم ومن ذكر من الأنبياء 
مع أن هذا أقدم زمناً تقدياً للأهم وتشريفاً له ولأننا متعبدون بالإيهان بما أنزل إلينا قولا 
واعتقاداً وعملاً بخلاف ما أنزل على من قبلنا فلسنا متعبدين بالعمل به. 

وم ال إل اهعم وَإِسْمَعِيلٌ وَإِسَحَقَّ وَيعْمُوبَ وَالْأُسْبَاٍ 4 معطوف على ما قبله أي: 
وآمنا بالذي أنزل لإ إِڑَهِنۃ ٤‏ الآية» وكرر الموصول نی قوله: وما أل إل زوع 4 
لاختلاف المنزل إلينا والمنزل إليه» فلو لم يكرر لأوهم أن المنزل إلينا هو المنزل إليه وإلى 
من ذكر بعده» والذي أنزل إلى إبراهيم هي الصحف التي ذكرها الله تعالى بقوله: #إِنَّ 
دا تی اشخف الأول © شق پیم كنرك ©) [الأعلى: ۱۹۰۱۸]ء وبقوله: ٭ ال پا 
یما فی صحف موس ی کت وَإبَرهِي م الى وق 7 پک [النجم: 75 ۳۷]. 

وإبراهيم هو إبراهيم ال خلیل أبو الأنبياء عليه وعليهم السلام. 


.)5 585( أخرجه البخاري في التفسير‎ )١( 


سورة البقرة؛ الآيات: ه١١‏ - ۱۳۸ 5 

ولمعي وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَآلَسَبَاٍ 4 أي: وآمنا بالذي أنزل إلى إسماعيل وإسحاق 
ويعقوب والأسباط. فكلهم من أنبياء الله 5ك أوحى الله کٹ إليهم. کما قال تعالى: لتا 
أَوَحَيِنَآ إِلَكَ گا اوسیتا إل و وا من بَعْدِو وَاَوِْا إل إِزّهِيمَ وَإِسْمَْعِيلَ وَإِسَحَقَّ 
E 7‏ # [النساء: .]1١7‏ 

و«إسماعيل» هو الابن الأكبر لإبراهيم» وهو الذبیحء وأبو العرب» وقدّمه لسبقه 
زمئاً ولفضله» لأنه جد نبينا محمد كلا 

و«إسحاق» هو الابن الثاني لإبراهيم» وهو أبو يعقوب الملقب ب «إسرائيل» أبو 
بني إسرائیل. 

و«الأسباط»: جمع «سبط» بکسر السين وسكون الباء وأصل السبط في اللغة: ابن 
البنت» ومنه قيل للحسن والحسين- رضی الله عنهما: «سبطا رسول الله يا؛ لأنہما 
أبناء ابنته فاطمة رضي الله عنها. ۱ 





والمراد بالأسباط أبناء يعقوب بن إبراهيم الاثنا عشر وهم يوسف وإخوته وقد 
تفرع من کل سبط من هذه الأسباط أمة» كما قال تعالی: #وقطعتهم أننَقَ عق با 
مما € [الأعراف: .]٠٠١‏ 

وم أو مُومئ وَعِيسى 4 معطوف أيضاً على ما قبلهء أي: وآمنا بالذي أو موسى 
وعيسى علیھ| السلام» ولم يعد الموصول مع قوله: #وَعِيسَئ 4؛ لان شريعة عيسى 
متممة لشريعة موسى عليه| السلام. 

أى: و اما بالذي أعطي موسى من الآيات الشرعية في التوراة» وبالذي أعطي من 
الآيات الكونية من الآيات التسع كاليد والعصا وغير ذلك. 

وآمنا بالذي أعطي عيسى ال من الآيات الشرعية في الإنجيل» ومن الآيات 
الكونية كإخراج الموتى وإبراء الأكمه والأبرص بإذن الله وغير ذلك. 

رمآ أو ات ين رَيَهِمَ 4 هذا من عطف العام على الخاص» فصرح بموسى 
وعيسى- وقدمهم؛ لأنه| أفضل أنبياء بني إسرائيل» ومن أولي العزم من الرسل» ثم 
عطف علیھ| بقوله: وما أو اليو من رَه 4 أي: وآمنا بالذي أوتي النبيون كلهم 
من ربهم من الآيات الكونية والآيات الشرعية. 


عون الرحمن في تفسیر اثقرآن: ج٢‏ 





EAE 

وعبر في الموضعين الأولين بأل ۹ء وني الموضعين الأخيرين بأو ٭ وفي ذلك 
من الحكم اللفظية- والله أعلم- التنويع والتفنن في الالفاظ وتجنب إعادة اللفظ 
الواحد مراراء والمحافظة على جال التعبير وحسن الأسلوب» يظهر ذلك من المقابلة 
بين قوله: وما ال ! ليما وما ا نل إل هعم الآية» وقوله: #وما )27 وعیتیٰ وَمَآ 
أوق اليو من به 4. 

کا أن في قوله تعالى: #ومَآ أو ق مُوسئ وَعِبسَئ 4 الإشارة إلى عظم ما أعطيه موسى 
وعيسى عليه) السلام من الآيات الكونية- ى) هو معلوم- مع ما أنزل عليهما من 
الوحي العظيم في التوراة والإنجيل. 

#من ربهر 4 امن): لابتداء الغاية» وفي إضافة اسم الرب إلى ضميرهم تشريف 
وتكريم هم وإثبات ربوبیة الله ك الخاصة بہم. 

للا نرق بن أَحَرٍ مَنْهُمْ 4 ا حملة في محل نصب على الحال» وهي داخلة ضمن جملة 
مقول القول في قوله: #هُولُوا امسا بآ وَمَآأَِلَ نَا 4 أي: ولا نفرق بين أحد منهم. 

أي: لا نفرق بين أحد من الأنبياء في الإعان بهم وبا أنزل إليهم» بل نؤمن بهم 
جار الول إليهم؛ کا قال تعالى: ءا الول يما يمآ أُنرْلَ له يوون کو الین ر 
ا ا کا کم ور و ی کے کرت نکر کال کت ات لك 
رتا وَإِلْتَلكَالْمَصِيرٌ € [البقرة: ۲۸۰]. 

ولا نؤمن ببعضهم ونکفر ببعض کا فعلت اليهود. كفروا بعيسى ومحمد علیھم| 
الصلاة والسلام ریا نفل الاصارق روا بيا فض تكنيهم تصدينهم 
فکانوا كم الكافرون حقاء کما قال تعالى: 9# 2 لت یکرو الله وَرسلو۔ وریڈدوت 


رس ا روت 2 رص ير 4 ہے 


أن یفرفواً بين الله لا ا دؤمن ببَعَضِ ود ڪغر عض وريد ود أن ادوا 
لِك سَبيلا :0 أَوْلِيكَ هم )أ فون حَقًا € [النساء: 151]. 


لوحن له مسلون 4 الواو: عاطفة» أي: ونحن لله تعالى #مسَلِمُونَ 4ء أي: منقادون 
قوله تعالى: 7 اما ٹل مآ ءامن ا وَِن ولوا دنا هم في شاف 


و سر 


سورة البقرة»› الآيات: ۵٥۵‏ ۔ ۱۳۸ 


= ۷٥ 





يهم اه رايغ اير ©). 

ذكر الله كك في الآيات السابقة دعوة اليهود والنصارى للمسلمين باتباعهم» وأمر 
المسلمين باتباع ملة إبراهيم والإيهان با نزل إليهم وما أنزل إلى إبراهيم وغيره من 
النبيين» ثم بین في هذه الآية أن اليهود والنصارى إن آمنوا بهذا فقد اهتدواء وفي هذا 
تعريض بأنهم ليسوا على هدى» وأن الهداية ليست في| يدعون إليه كا يزعمون» ولهذا 
قال بعدہ: نولو ماهم في سْمَاقٍ 4. 

قوله: قن ءَامَُا 4 الفاء: للتفريع» أي: فإن صدق وأقر اليهود والنصارى 
وغيرهم من الكفار» وجاء الشرط ب (إن) المفيدة للشك إيذاناً بأن إیم|نہم غير مرجو. 

بهنل ما ءامن بد- # أي: بمثل الذي آمنتم به أا الملؤمنون؛ من الإيمان با أنزل 
على محمد اة قولا واعتقاداً وعملاء والإيمان ہما أنزل على الأنبياء والرسل جميعاء ول 
يفرقوا بین أحد منهم. 

#هَمَدٍ أَهْمَرُوا# جواب الشرط وقرن بالفاء لاتصاله ب «قد». أي: فقد وفقوا أو 
سلكوا طريق ا دایة والرشد وأصابوا الحق. 

ان ولا #أي: وإن أعرضوا عن الإيمان بمثل ما آمنتم به» أي: تولوا عن الحق إلى 
الباطلء والتولي إذا أطلق شمل التولي بالبدن والإعراض بالقلب. 

فا ہُمم في شِمَاقٍ 4 الفاء: رابطة لجواب الشرط لأنه جملة اسمية» وجاء الجواب 
جملة اسمية للدلالة على استمرارهم وثبوتهم على هذه الحال» وهي حال الشقاق. 

وبين قوله: قان امنأ نل ما ءَامَنمم بو مََدِ هدوا 4 وقوله: ون وا ناهم في 
ؿِقَاقيٍ 4 مقابلة ومشاكلة» و«إن|»: أداة حصرء أي: ما حالهم إلا الشقاق. 

لن شَِاقٍ © في #للظرفية تفيد تمكن الشقاق منھم؛ وإحاطته بهم من كل جانب 
وانغماسھم فيه» والشقاق: شدة المخالفة والعداوة» مأخوذ من الشق» وهو ا جانب؛ 
فالمخالف يأخذ شقا وجانبا غير شق صاحبه وجانبه. 

والمعنى: فإن) هم في خالفة ومحادة وعداوة لله ورسوله والمؤمنين» وليسوا من طلب 
الهداية والحق في شيء» وقد تولى القوم وأعرضواء وهذا قال الله كلك مخاطبا الرسول 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 





ح ١۷٤(‏ 
لا ئل یتاھل الكتب هل تقمون ینا إل ان ءامنا بات وما انل إِلبنا وما أنزل من بل وان ا كارك 
فون )€ [المائدة: .]٥۹‏ 

سك حكَهُمُ اه4 الفاء: للتفریع والسين للتنفیس تفيد تحقق الوقوع وقربه. 
فهي هنا تفيد تحقق وعد الله لرسوله ا بكفايته إياهم وقرب ذلك. 

وایکفی): فعل مضارع ينصب مفعولين» الأول هنا: كاف ا خطاب: والثاني: 
ضمیر الغائب ال ماء ولفظ الجلالة فاعل» أي: فسيكفيك الله إياهم» أي: يكفيك 
شقاقهم ويحفظك من شرهم. 

وني هذا وعد من الله تعالى لرسوله ية بكفايته إياهم» وتسلية له وتطمين لقلبه» 
وإرشاد له إلى التوكل على الله کک کما قال تعالى: ٭ أل ال بکافي عَم [الزمر: ٣٠]ء‏ 
وقال تعالى: 9# نَا كفيك الْمُسَتَجَزْء برت * [الحجر: ۹۰]. 

HEY‏ ا 

وهو الیم 4 السميع: اسم من أساء الله كك يدل على إثبات صفة السمع 

الوب ياوه نبي يجيبه» ويسمع جیع الأقوال واللأصوات. 

#الْعليمٌ ٭ اسم من آسماء الله كك يدل على إثبات صفة العلم الواسع لله كك الذي 
وسع كل شيء. 

أي: وهو السميع- سبحانه وتعالى- لجميع أقوال العبادء ولا يديره هؤلاء 
العرضون عن الإيمان من الأذى بأقوالهم؛ (العلیم) بضمائرهم وأفعالحم» وني هذا تأكيد 
لوعده بكفايته إیاهم» وتأكيد لوعيدهم وتهديدهم. 

قلا و ا مسبَعَةٌ ون عيدوت ()). 

أبطل الله كك دعوی اليهود والنصاری أن 099۳ وأمر باتباع ملة 
إبراهيم وهي الإیمان با أنزل إليناء وما أنزل على - جيع الرسل والأنبياءء ثم أكد ذلك 
بقوله تعا ی في هذه 00 ظا ھک الخ وك ار TEE‏ 

قوله: ِنع أنه 4 یتم 4: مصدر أي: صبغنا الله صبغة» أو صُبِغنا صبغة 
اللہ وهذا أقوى تناسباً مع قوله بعدہ: # وغ له عردو 4. 


سورة البقرة: الآيات: ٣۳١‏ - ۱۳۸ 5 

وقيل: #مِبعَةَ 4 منصوب على الإغراء» أي: الزموا صبغة اللہ ولا يبعدنكم 
هؤلاء عن دينکم» و«صبغة») مضاف» ولفظ الحلالة «الله) مضاف إليه. 

والصبغة في الأصل: اللون» والمراد ب #صبَعَةَ أ : دين الله. 

وسمي الدين صبغة لظهور أثرہ على المؤمن في سلوكه وأخلاقه؛ إخلاصاً لله كك 
ومتابعة لرسوله يله بل ولظهور أثره على أسارير وصفحات وجه المؤمن» فهو بمنزلة 
الصبغ للثوب. 

وأيضا سمي الدين صبغة للزومه كلزوم الصبغ للثوب» فمن دخل فيه لا يكاد يتفك 
عنه أو يفارقه بتوفيق الله» کم قال يه فى حديث ابن عباس رضى الله عنهما. «ثلاث من كن 
فيه وجد حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهماء وآن يحب المرء لا حبه 
إلا لله وأن یکره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه منه کما يكره أن يقذف في النار1(0). 

وَمَنَ آَحْسَنٌ مت اقم صِبَعَةٌ 4 الاستفهام للنفي والإنكار» ومجيء النفي بصيغة 

الاستفهام أبلغ من النفي المجرد لتضمنه التحدي» أي: لا أحد أحسن من الله صبغة» أي : 
لا دين أحسن من دين الله تعالى. 

وهذا ابتهاج من المؤمنين بہذہ الصبغة» ويهذا الدين الذي فاق جميع الأديان الا کا 
قال تعا ی: الوم أ ملت لم دک € [المائدة: 7]» وشمولاً کا قال تعالی: 'إمافرطنا فى لكب 
من شی ی48 [الأنعام: ۸ء وخلوداء ىا قال تعا ی: ¥ لان رذ الروت له فظوت [الحجر: 
۹ وصدقاً وعدلا کا قال تعا ی: # وتم ت کلمت ريك صِدَقَاوْعَرٌ لا # [الأنعام: »]١٠١‏ آي: صدقاً 
في الأخبار وعدلاً في الأحكام؛ وعدم اختلاف» کا قال تعال: ولوان منمِندِعَيرأَقِلَجَدُوا 
فيه أَخْيِلَدهًا كيرا ٭ [النساء: ۸۲]. 





وفرق شاسع وبون واسع بین من آمن بالله کک فهو يسير في هذه ا حیاۃ على نور من 
الله في جميع أعماله وأقواله وأخلاقه. وبين من كفر بالله فصار يسير على غير هدی» کا 
قال تعالى: فن نشی مُا عل وجهوء أهدى أمن شی سو عل صل مسق [الملك: ٢۲]ء‏ 


)١(‏ أخرجه البخاري في الإیمان (١٦)ء‏ ومسلم في الإيمان (١٤)ء‏ والنسائي في الإيمان وشرائعه (۹۸۷٦)ء‏ والترمذي في 
الإيهان ٤(‏ ٢٦۲)ء‏ وابن ماجه في الفتن -)٥٥٣٤٣(‏ من حديث أنس #5ه. 


عون الرحمن فی تفسیر القرآن, ج٢‏ 
د VA‏ - 


وقال تغال ار ع مود میں یک ف الظلت 


رھ سے 


لیس جار چ ہا گر ون | لکدفرین ما کانوا یعملورے 4)٥‏ 000 





سی رر ا ہے ہے 70 َو ص 2 


وقال تعا ی: من برد الله ةي نر نا و برد برد أن یس له. عل 
CA‏ ام ايك تكد القن جكذالت حول أذ يس عل آلزہے ل 


رس )4 را ج4 [الأنعام: 178], 
وله عيدوت € الواو: عاطفة» والضمير «نحن» يعود على النبي بيا والمؤمنين 
و#له.4 جار ومجرور متعلق بِ#عَدِدُونَ ۹ء وقدم عليه؛ لإفادة الحصرء مع مراعاة 

الفواصل» أي: ونحن له وحده عابدون. 
وی قول المؤمنين: ##وَحَنْ له عديدُونَ * ما يوحي بفخرهم واعتزازهم وتشرفهم 

بعبادة الله 8 وحده شكراً له؛ لأن عبادته أشرف ما يمكن أن يتصف به العبد. 
فكأنهم يقولون: ونحن له وحده عابدون ونفتخر ونعتز بذلك ونتشرف به 

فالشرف كل الشرف والفخر كل الفخر والعز كل العز بعبادة الله وحده» كما قال تعا ی: 

لن اک رمک عند اہ تک 4 [الحجرات: 1]. 
أما على القول بأن قوله: #صبَعَدَ الہ 4 منصوب على الإغراء تكون جملة ون له 

عََیدُون 2 جارية مجرى التعليل له. 
الفوائد والأحكام: 

١‏ - دعوة اليهود والنصارى إلى ما هم عليه من الباطل والضلال» وزعمهم أنه الحق 
والهدی» لقوله تعالى: #وَمَالُوأ سوا هودا أَوَتَصسرئ تدوأ #. 

-١‏ أن من يدعو إلى الباطل والضلال ويزعم أنه الحق والحدى من هذه الأمة ففيه شبه 
من اليهود والنصاری؛ كما يفعل أهل العقائد الباطلة كالرافضة وغيرهم» وكا 
يفعل أهل التحلل والسفور وأهل التغريب وذلك مصداق قوله للا «لتتبع 
سئن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة شبرا بشبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا 
جحر ضب لدخلتموه» قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن)(22. 


)١(‏ سبق تخریجه. 


سورة اٹبقرہ؛ الآيات: ۵-۔ ۱۳۸ 


= 

-٣‏ أن الملة التي يجب اتباعهاء وهي خير الملل وأفضلهاء وفيها كال الاهتداء هي ملة 
إبراهيم الال لقوله تعالى: فل بل مهعم حَِيقًا). 

-٤‏ فضل إبراهيم الف وإمامته؛ لان الله أضاف ملة الإسلام إليه» وأمر باتباعه. 
ووصفه بتجرید التوحيد وعدم الشرك؛ لقوله تعالى: ور وت راتا ۱ 
من الْمْتْرِكِينَ ١4‏ وقدمه على من ذكر في الآيات من الرسلء فقال: وما أرْل | 
ِبرَهَموَإِْمَعِيلَ 4 الآية. 

-٥‏ في قوله تعالی: وما کان من ألمشْرٍكِينَ 4 تعريض بأهل الكتاب وما هم عليه من 
الشرك بالله» ما يبطل دعواهم اتباع إبراهيم اق کما قال تعالى: # وات اليهود 
یز اللہ وت الک ری سيخ أت آلو تید .٠۴۰‏ 
وقال تعالى: « اف درا لع ارم رهم ارا ون دوب آله َالِ 
بنك مزع رما یڑا لا لتا لھا ودا إل إا هو شبكتة 
کنا مُضْرکوب )4 [التوبة: .]۳٣‏ 

-٦‏ وجوب الایم|ن باللہ؛ بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته؛ لقوله تعالی: ٭ ولوأ 
َامَسَا سه 4» وأن الإيوان بالله تعالى أصل الإيان وأساسه؛ وهٰذا قدم في الآية. 

۷- وجوب الإیم|ن با أنزل إلينا على نبينا محمد پل من الوحي في الكتاب والسنة قولا 
واعتقاداً وعملاً؛ لقوله تعالى: وما أُنرْلَ بَا 4. 
وقدم هذا في الذكر على الإيان با أنزل على إبراهيم وغيره من ذكروا في الآية 
تقدیاً للأهم والأفضل والأعظم وهو القرآن الكريم» ولأن من مقتضى الإيمان به: 
العمل به بخلاف الإيان بغيره ما أنزل على الرسل فلا يقتضى العمل بذلك. 

۸- وجوب الإیمان بها أنزل على إبراهيم وإسباعيل وإسحاق ويعقوب» والأسباط: 
وثبوت نبوتهم؛ لقوله تعالى: #ومآ أل عل إِبْوهِيع وَإِسْمَعِيِلَ وشح يعوب 
وَالْأَسْبَاٍ 4 وقوله تعالى: # وََوْيِا إل ایم وَإسْمَْعِيلَ وَإِسَحَقَّ وَیَعقوب 
وَالْسَبَاطٍ # [النساء: 15]. 

9 - إثبات العلو لله ق؛ لن المنزل على الرسل من عنده- سبحانه وتعالى. 





١ 


1 5 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 








د 

۰- أن ماأوحاه ك إلى رسله وأنبيائه منزل من عنده غير خلوق. 

-١‏ وجوب الإيان با أوتي موسى وعيسى والنبيون كلهم من الآيات الشرعية 
والكونية» وأنهم مبلغون عن الله تعالى ؛ لقوله تعالى: #وَمآ أو مُوسئ وَعِيسَ وَمَآ 
وق التب من زَيّهَمَ 4. 

۲- فضل موسى وعيسى عليه السلام؛ لأن الله نص عليهما فقال: ومآ أوق مُومَیٰ 
وَعِيسَ 4 فھما من أولي العزم من الرسل وأفضل أنبياء بني إسرائيل. 

۳- أن الإيان بالرسل والكتب منه ما هو على طريق التفصيل» وهذا فيها فصل لنا 
وقص علينا من الرسل والكتب» ومنه ما هو على طريق الإجمال. کما قال تعالى: 

ومآ أو الیو من رَبَهِمَ 4ء وقال تعالى: ٭ ورسلا قد صَصَصَِنَهُمْ عَلِيَكَ من قَبَلُ 

٤‏ - إثبات ربوبية الله كك الخاصة لأنبياته» وأنهم مبلغون عن الله تعا ی ؛ لقوله تعالى: 
«إوما او اليو من زَّيْهَمَ 4. 

-٥‏ لا يجوز التفريق في الإيهان بين أحد من الرسل» بل يجب الإیمان بهم جیعا فمن 
آمن ببعضهم وكفر ببعض فليس بمؤمن» وكذا يجب الإیمان بكل ما أنزل إليهم» 
فمن آمن ببعض ما أنزل الله وكفر ببعض فليس بمؤمن؛ لقوله تعالى: لا تغرف بين 
أحَِمْتْهُمٌ 4 أي: في الإيهان مهم وبا أنزل عليهم. 

.4 وجوب الاستسلام لله ك والإخلاص له وحده؛ لقوله تعالى: وحن له لصون‎ -٦ 

۷- لا بد من الجمع بين الاستسلام والانقياد لله تعالى باطنا وظاهراء بين الويان 
والإسلام؛ لقوله تعالى: # فووا مايال مأل يتا 4ء وقوله: ون لم مُسلمُونَ 4. 

- لا هداية لليهود والنصارى ولا لغيرهم إلا بالإیمان با آمن به محمد بء وأمته؛ 
وهو ما أنزل عليه پل من القرآن والسنة؛ وما أنزل على الأنبياء والرسل قبله؛ 
لقوله تعالى: إن امأ يول مَأءامَمٌ يو هقد موا 4. 

۹- أن من لم يؤمن با أنزل على نبينا ية وما أنزل على من قبله من الأنبياء والرسل 
فهو ضال؛ لمفهوم قوله تعالى: #قَإِنَ اموا بيعل ما انتم ہو۔ فَقّد أَهمَدَوأ 4 فمفهوم 


سورة البشرة؛ الآيات: ۱۳۵١‏ ۔ ۱۳۸ 





= 
هذا أنهم إن لم يؤمنوا بذلك فهم على ضلال. 

۰- لا حجة لمن تولى عن الإيمان من اليهود والنصارى وغيرهم إلا الشقاق والمخالفة 
لأمر الله كك ؛ لقوله تعالى: #فَإِماهمْ في شِمَاقٍ *. 

-١‏ مشاقة اليهود والنصارى ومخالفتهم للرسول بيا وما جاء به ولآهل الإيمان منذ 

۲ الوعيد الشديد لمن تولى عن الإيان من اليهود والنصارى وغيرهم؛ لقوله تعالى: 
ونيهم الہ 4. 

-٣۳‏ وعد الله کک لرسوله َة بأنه سيكفيه شر من تولى عن الإيهان من آهل الكتاب. 
يدكذا حمل تور ما وفع حصو هي فاجل مور را يعضوم 
وسبی بعضهم» وأذل بعضهم بأخذ الجزية منهم. 

-٤‏ الإرشاد إلى التوكل على الله كك وحده؛ لأنه سبحانه هو الكافي» ىا قال تعالى: 
ومن يكل على أل فَهوحَسْبَهُ: 4 [الطلاق: ۳]. 

٥ك-‏ إثبات اسم الله تعالى: #السَمِيعٌ 4 وما يدل عليه من إثبات صفة السمع الواسع لله 
كك الذي يسمع جميع الأقوال والأصوات» ويجيب الدعوات؛ لقوله تعالى: وهو 
َلسَمِيةٌ #. 

-٦‏ إثبات اسم الله تعالى: #الْملِيعٌ» وما يدل عليه من إثبات صفة العلم الواسع لله 
كك لكل شىء؛ لقوله تعالى: #الْمليعٌ #. 

۷- وجوب مراقبة الله ك في الأقوال والأفعال في جميع الأحوال؛ لأنه سبحانه واسع 
السمع» واسع العلم لا يخفى عليه شی ء؛ لقوله تعالى: #وه وَالسَمِيعٌ اللي 4. 
۸- في قوله 8ے: وهو الس الْصلِيم» تأكيد لوعده كك لنبيه ی بكفايته» وتأكيد 

لوعيده تل لمن تولوا عن الويمان. 

۹- في اجتماع سعة السمع مع سعة العلم في حقه بف زيادة ىاله إلى کمال. 

٠‏ “- وجوب التزام دين الله والتمسك به؛ لقوله تعالى: بع الہ 4 أي: الزموا صبغة 
اللہ أي: دينه وتمسكوا به. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


A= 


۱- عظمة الدين الإسلامي وشرفه وأحقيته؛ لأن الله كلك أضافه إلى نفسه فقال: 





# صبعَة اللہ ؛ لأنه سبحانه هو الذي أحقه وشرعه. 

-٣‏ لا دين أحسن من دين ا ك لا رو لا رغعلردا وصدقا وعدت واا 
للبشرية في دينها ودنياها وأخراهاء وعدم اختلاف؛ لقوله تعالى: 'إوَمَنْ أَحَسَنُ 
يرت لبك 4. 

-٣‏ وجوب إخلاص العبادة لله كلك والذل والخضوع له وحده. وأن في ذلك الشرف 


مر 


والفخر والعز والسؤدد؛ لقوله تعا ی: ' وع له عيدوت &. 


سورة البقرة؛ الآيات: ۱۳۹۔ ١4١‏ 


= ۳ 


7 اس 1 و وت رص م روہے و ر ےے کت یں س ی صا ےے۔ ۶ن ل و 
4 2 کے گر رہ سے اس ال ل سے ساس صل سر سرح ےم مرحم کے عا س 00 
لصوت اح آم مولو إا اعم وش یل وَإسْحَلقَ ویش قوب وَالْأَسْبَاط کادوا هُودًا أو 
سے ۔ کے وم ےک ب ےو رر چھے سے خر رار حح س 7 م ےا ےے اس 
تصلٹریٰ 7 انتم أعَلم ا الله ومن أظلَمُ ممن کته هة فده مرح الله وما ال غفل عَم 
سم رو ہ۔ ہے #84 ےم ہو گل سس رر با اڑ ے سے سم کے ہے ھ۶ سے کے سر سے ہر © سرع ہے 


ہے ا {lo‏ 2 ہے ہرسخ 


قوله تعالى: ھإ فل أَحَآجُوننَا في الله وهو ربا وَرَیکم ولا عمتا وَلَكُمْ اعَمللکم و لم 





قوله: ط فل اونا في اق * الأمر في قوله: ط ہل 4 للنبي يكللة. 

وا خطاب في قوله: لأنْحَآجُوننَا ۹ لليهود والنصارى» وبخاصة المحاجين منهم 
والاستفهام للإنكار. والمحاجة: المجادلة والمخاصمة بين اثنين فأكثر» وإدلاء كل منهم 
بحجته لينقض حجة الآخر. 

أي: قل يا محمد لمؤلاء اليهود والنصارى الذين يحاجونكم ويجادلوتكم حسداً 
منهم على تفضيل الله لكم ولدينكم: أتحاجوننا وتجادلوننا في توحيد الله والإخلاص له 
وطاعته» وتزعمون أنكم أولى بالله وتختصون بفضله وكرامته دوننا؟ 

وهو رَبُنَا وَرَُكُمْ 4 الجملة حالية» أي: وا حال أنه ربنا وربكم جميعاًء يجب علينا 
وعليكم توحيده والإخلاص له وطاعته» والأفضل عندہ منا ومنكم من قام بحقوق 
ربوبیته» ووحده وأخلص له» كما قال تعالى: # ون حاجواد قل سمت وجھی لله ومَنِ أَتَبمن 4 
ال ل فا تَا امن في ال وقد هدن 4 [الأنعام: ۸۰]. 

وا لمَمَلَ وَلَكُم أَعْمَلگمْ 4 معطوف على ما قبله» أي: ولکل منا ومنكم أعمالهم 

خاصة وجزاؤهاء فلا تُسألون عن أعمالناء ولا تُسأل عن أعمالکم؛ وکل منا بريء من 
عمل الآخرء کم قال تعالى: #وَإن کذبو فقل لي عمل ولکہ تا رج مِمَآ أَعَمَلُ 


اك رسع ور سا ہم کے دل س 


ر ل سه r‏ 7 5 ۴ 1 - 21 2 سر ٭ ہے ييه سس 
ونا بریء مما تَعَمَلُونَ © [يونس: »]4١‏ وقال تعالى: * فان حاجواد فقل سامت وجھی لله وَمَنِ اَتَبمنِ 4۲ 


[آل عمران: ۲۰]. 
لوحن له مُخِْصُونَ 4 الواو: عاطفةء أي: ونحن لله وحده خلصون العبادة على 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


Aj —ڪ‎ 

قال الفضيل بن عياض: «ترك العمل من أجل الناس رياء» والعمل من أجلهم 
شرك والإخلاص أن يعافيك الله منه|)(٠.‏ 

فإذا كان الله كك رب ا حمیعء ولكل منهم عملهم وجزاؤهم» فالأولى به عز وجل 
والأفضل عنده من قام بحقوق ربوبيته وأخلص له؛ وهم المؤمنون. 

قوله تعالی: ٭ ام نَتَولوںَ إن هعم وَإسْمَيِلَ واشحلوے وَیم ٹوب وَالْأَسْباط كانوأ 
ار فرق و اث الم أو 1 292 نکد ےت ےآ وكا اکنل 
عَمَا عملوں ى . 

ذكر كك في الآيات السابقة زعم اليهود والنصاری أن المداية فیم| هم عليه 
ودعوتهم لذلك. وبين أن الهداية في ملة إبراهيم وأمر المؤمنين باتباعهاء ثم ذكر في هذه 
الآية قوهم: إن إبراهيم وإسماعیل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو 
نصارى» وأنهم أولى بهم من المسلمين» ورد عليهم وأبطل قوهم. 

قوله: ٭ أَرَنَُولُونَ 4 قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف بتاء 
ا لخطاب: تَقُولُونَ 4 فتكون داخلة في حيز الأمر في قوله: فل € و آم هي المنقطعة. 
التي بمعنى «بل» التي للإضراب الانتقالي وهمزة الاستفهام» أي: بل أتقولون. 

وقرأ الباقون بياء الغيبة: #يَمُوُونَ ۹ء فيكون الكلام مستأنفاً غير داخل تحت الأمرء 
أي: بل أيقولون. 

وقيل: # أم»#: متصلة» والاستفهام للتوبيخ» والإنكار على التقديرين. 

فأنكر عليهم أولا محاجتهم في اللہ ثم أنكر عليهم قوهم: ِد هعم وَإِسْمْعِيلَ 
وَإسحلوے وَیمغوب وَالْأَسْباط کانوا هُودًا أو صدریٰ ٭ أي: أ: نهم كانوا على اليهودية 
والنصرانية. 

طقل َأَسْمْ أَعْلَمُ آر أنّهُ4 الأمر للنبي گلا والخطاب في قوله: ٭ءَآَثْمْ > لليهود 
والنصاری؛ والاستفهام للإنكار ار لَه 4 «أم» هي المتصلةء أي: بل الله أعلم. 


ہے سم عر سے سر گر ا 


وقد قال كَبَكَ: ۾ ما كن إِبَهِيمُ وديا ولا رانا ولیک کات حَِيفًا مَسَلِمَا وما کان مِنَ 


. 9 
ےم 





.)۳۹۷ /۱( انظر: روح المعاني»‎ )١( 


سورة البقرة» الآيات: ۹ئ ۲)۹ 


=> ٥ 





لْمَشَرِكِينَ # [آل عمران: .]٦۷‏ 

وإذا كان الله كك العليم الخبير» أصدق القائلين نفى أن يكون إبراهيم وديا ولا 
نصرانیا وقرر إسلامه ومن تبعه من الأنبياء. وأنتم تقولون كان إبراهيم یہودیاً أو 
نصرانيّا فأي القولين أحق؟ وأي الخبرين أصدق؟ لا شك أن قول الله أحق» وخبرہ 
أصدق» وحيث کان الجواب من الوضوح والبيان لم يحتج أن يقول: بل الله أعلم» وكا 
قال المتنبى (1): 
و ےت ہے في الأذهان شىء إذااحتاج النهار إلى دليل 

وكيف يكون إبراهيم بهودياً أو نصرانيّاً والتوراة والإنجيل ل ينزلا إلا بعدہ کا 
قال تعالى: « يهَل الحكتب لِم يُحاجوت ف لهم وما أ 
بَعَدِوءَ أَفَلآتصَقِلُورت 4۴ [آل عمران: 14]. 

وهكذا وصل ا حال بأهل الكتاب لما بعدوا عن وحي الله كك وحرفوا وبدلواء 
فصاروا يحاجون في الله وفي رسله وأنبيائه وفيا أنزل عليهم جدالاً بالباطل» فكذبوا 
الأخبار الصادقة» وشككوا في العقائد الثابتة فخرجوا عن منهج الحق» بل صار الحق 

وهكذا وصل ا ال بالرافضة اليوم بل وأشد من ذلك مصداقا لقوله كل 
التتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. 
قالوايا رسول الله. اليهود والنصارى؟ قال «فمن»)»2(0). 

فطعنوا في الرب كد وفي الكتاب والسنة» وفي جبريل عليه السلام» وفي الرسول 
كل وأزواجه أمهات المؤمنين» وفي صحابته الميامين- رضي الله عنهم أجمعين- ول يبقوا 
على شيء من ثوابت الدين إلا طعنوا فيه» وصدق اللہ العظيم: مادا بَمَدَ لحي إلا 
َلصَلَلٌ © [يونس: ۳۲]. 

ومن َظَلم م نکتم سهد عِنلَہُ ِى أللَهِ 4 الواو: عاطفة» و«من»: للاستفھام 


سے ک کیہ - مر ره گر 2 ۴ 
لت التوربلة والانجيل إلا من 


٠ 
سے‎ 


(١)انظر:‏ «ديوانه) ص١77.‏ 
)٢(‏ سبق تخريجه. 


عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 





کل 


ومعناه النفي والإنکار أي: لا أحد «أظلَم یمن کم سَهَدَة عند مى آلو 4؛ لأن 
العام بشريعة الله عنده شهادة من الله بہذہ الشريعة» فلا أظلم من کتم هذه الشهادة 
عنده من الله فلم يبينهاء كا فعل أهل الكتاب کتموا ما في كتبهم من الشهادة بصدق 
محمد گا ورسالته» وأن إبراهيم وإساعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط لم يكونوا 
هوداً أو نصارى بل كانوا مسلمين» فجمعوا بین كتم الحق وعدم النطق به» وإظهار 
الباطل والدعوة إليه» کا قال تعالى: ولد أحَدَ الہ مکی الذي آوتوا الكتنب ية ناس 
ولا کوت ہدوہ ورا ظْهُورِجِمَ وَامْمفاً يو ما قلا فس ما شروت 4 لاک عمران: 
[YAY‏ . 


وس ص 


وما الله ِعَفِلٍ عَمَا نعَمَلُونَ 4 تہدید شديد ووعيد أكيد. 

و«ما» في قوله: #عَمًا»# موصولة أو مصدريةء أي: وما الله بغافل عن الذي 
تعملون أو عن عملكم أا اليهود والنصارىء بل هو محيط بكم وبأعالكم وبجميع 
الخلق وأع الهم الظاهرة والباطنة» وسيجزي كلا بعمله. 

وهذه من الصفات ا نفیة الدالة على كال ضدهاء وهو كال علمه ورقابته على 
العباد وأعاهم. 

قوله تعالى: لك امه د خلت تھا مَاكَيَيتْ ولکم کا کبک ولا کون عدا کاوا 
وت )). 

رد الله كك في الآيات السابقة زعم اليهود والنصارى أنہم على دين يعقوب ال 
كذباً منهم وافتراءً» مبيناً أن یعقوب اقا كان على ملة إبراهيم اق ثم أتبع ذلك 


ہے وو ہے رر عد سے سم و لے ہے گے ۔ ھ سح سرے سح ظر٤‏ روح ظر حر 
5 > 


بقوله: # تلك أَمَة فد خلت لهاما صبث ولک مَأ ل لون عما کانوا سلون 4 . 


ثم ذكر في هذه الآيات قوهم: إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ویعقوب والأسباط 
کانوا ردا أو ارق وأبطل ذلك ثم أتبعه بقوله: ليزن كه وت لكان كنت 
ولك اگسبتم و1 موت کا کاو یلو (4)۵. 

والإشارة في قوله: لت * في هذه الآية إلى إبراهيم ومن ذکر معه من الأنبياء 
عليهم السلامء وفي الآيتين بيان وتأكيد أن لكل عمله لا يسأل أحد عن عمل من سبقه 


سورة البقرة؛ الآيات: ۱۳۹ - ١51١‏ 





= 

ولا ينبغي أن یتکل أحد على عمل غيره. 
قال السعدي(١):‏ «وكررها لقطع التعلق بالمخلوقين» وآن المعول عليه ما اتصف به 

الإنسان لا عمل أسلافه وآبائه» فالنفع الحقيقي بالأعمالء لا بالانتساب إلى الرجال». 
الفوائد والأحكام: 

١-الإنكار‏ الشديد على اليهود والنصارى الذين يحاجون في الله وتوحيده واللإخلاص 
له مع إقرارهم بأنه رہم ورب غيرهم؛ لقوله تعالى: ٭ قل أَنحَآجُوتسَا في الله وهو رَبُتا 
وَرَيُكُم 4. 

؟- إثبات ربوبية الله كك العامة لجميع الخلق. 

- أن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية والعبادة. 

- وجوب البراءة من أعمال الكفار وما هم عليه من الکفر والشرك» وعدم التشبه 
بہم؛ لقوله تعالى: ولا َعَم وککم دك 4. 

- ينبغي للمسلم أن يتميز عن غيره با هو عليه من الدين الحق والعمل الصالح؛ 
لقوله تعا ی: ٭ڑولنا أَحَمنَا ولک اغمللکۃ 4. 

-٦‏ وجوب الإخلاص لله 5ك والاعتزاز بذلك» وإعلانه لمن حاج في وحدانیة الله کك؛ 
لقوله تعالى: كلديو 4. 

۷- الإرشاد لطريق المحاجة لبيان ا حق ودحض الباطلء وأنها مبنية على ا جمع بین 
المتماثلين والفرق بين المختلفين؛ لقوله تعالى: 8 فل أَْحَاجُوتنَا في الله وهو رمتا وريم 
وکا عمتا وککہ امک و لم لصون *. 

أي: فإذا كان ربنا واحدا نحن وإياكم» ولكل منا ومنكم عمله» فلا فرق بیننا وبينكم 
في ذلك» ولا تفضيل لأحد إلا بالإخلاص لله تعالى» فمن كان لله أخلص فهو منه 
أقرب وعلى دينه وتوحيده أصوبء وهذه صفة المؤمنين دون غيرهم. 

۸- الإنكار على اليهود والنصارى وإبطال دعواهم أن إبراهيم وإساعيل» وإسحاق 
ویعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى» وأنهم أولى بهم من ال مسلمین؛ لقوله 


() في «تيسير الكريم ال رحمن» .)۱٥١/۱(‏ 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





۸ 


مح 
۱ 


ال شرن هده مسر A E‏ ے2 كارا كرا أذ 

ری فل أت َعَم َه أي: قل بل الله أعلم» وقد بين لَك أن إبراهيم وهؤلاء 
الأنبياء مسلمونء كما قال تعالى: فا ماکان نهیم يبودا وکا مایا وک یکات حَنِييمًا مُسَلِما 
وماکان من الْمَشَرِكِينَ # [آل عمران: .]٦۷‏ 

۹- إثبات العلم التام الواسع المطلق المحيط بكل شيء لله کك؛ لقوله تعالى: فل ٤أ‏ 
عَلَمُ أ ال 4 أي: بل الله أعلم. 

۰- جهل أهل الکتاب بتاريخ وأصول شرائعھم؛ حيث زعموا أن إبراهيم وأولاده 
وأحفاده كانوا على اليهودية والنصرانية. 

-١‏ إبطال کل ما خالف شرع الله من أقوال وقوانين البشر ووجوب رد العلم في 
ذلك إلى الله العلیم الخبير؛ لقوله تعا ی: لفل انتم الما الہ . 

۲- لا أحد أظلم من كتم شهادة عنده من الله؛ لقوله تعالى: لوَمَنَ أَظلمُ كن کت 
سهدة عند مى ال4 أي: كتم العلم الذي عنده من الله فلم يبينه. 

كا فعل أهل الکتاب عندهم الشهادة في التوراة والإنجيل بصدق محمد كَل وأن 
إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط لم يكونوا هوداً أو نصارى. بل 
كانوا مسلمين فكتموا ذلك» بل ادعوا أن إبراهيم وهؤلاء الأنبياء كانوا هوداً أو 
نصارى» فکتموا الحق وأظهروا الباطل» ودعوا إليه وهذا أعظم الظلم؛ فمرتكبه 
متوعد بأشد العذاب. 

١‏ - عظم مسؤولية العلماء أمام الله كلك في بيان ما عندهم من العلمء وإرشاد الناس 
وتعليمهم شرع الله. 

-٤‏ كمال علم الله كك ومراقبته لأعمال عبادہ؛ لقوله تعالى: لوَمَا الہ يعَمْلٍ عَمَا 
كْمَنُوْتَ * وهذه من الصفات المنفية الدالة على كيال ضدهاء وهو كال علمه كك 
ورقابته على العباد وأعالهم» ومحاسبتهم ومجازاتهم عليها. وفي هذا وعد ووعيد 


وترغيب وترهيب. 


١ 


ہے دی 


E 5 7‏ سر كي وک ہس پر صرہر ٭ ہس کر ہے تس کے رم ما عر ۶ 1 7 
-٥‏ فى تكرار هذه الاية: يلك اَمَة فد خلت لما ما کیٹ وا کے کا فير ولا ونا 


سورة البقرۃ ا أّیات: ۱۳۹ - ٠٤١١‏ 75 
-سے۱'ج'چجح6ح6٣6أ۴٤6ّمعىے‏ -_ےےجوو۔ععععح سد A۹‏ = 





کاوا ملوب 4 [1410171]» تأكيد وتقریر أن لکل عمله وجزاءه» لا يسال عن عمل 
غبره» ولا يؤخذ بجريرة من سواہ. 


كا قال تعا ی: # ول ل إن رمه طتيره: في عَنْقِهء * [الإسراء:*1]» وقال تعالى: لکا ما 
كُسَبَتٌ وعلا ما اكيت ٭ [البقرة: ٦۲۸]ء‏ وقال تعا ی: #ولا کر وَازِرَة ود ری >4 [الأنعام: 
.٥٤١‏ 

وفي هذا كله تأكيد على إطراح ما کان وو سی سر زاس ان 


وو ھر سر ر م 


والتقلید الأعمى هم کا قال تعالی: لا قال مترفوما إا وَجَدَنا ءابنا ل أمَوٍ ونا 


۰ ٦ 


a‏ ےم 
۶اثرهم مُفْمدوبَ # [الزخرف: ۲۳]. 


0 


5 عون الرحمن في تفسير اثقران, ج٢‏ 

قال الله # سیفول السمهآء من الاس مارا م عن قنکہم الیکا الها فل نو 
التق اننب ری کی بك إل يز سكؤمر © او بجعم اک ماروا 
دا عل الاي ویک اٹ عي هيدا وَمَاجَعلت 07 نت عله | لا اتعلم من يبع 
لرَسُولمِكَن ينقَلِبُ عل عقبية رازم لدی اة وما اعت 
کاله اکا می ءوض دحي س . 

كان النبي گلا بمكة إذا صلی صل إلى بيت المقدس» وجعل الكعبة بین يديه. فلم| 
هاجر إلى المدينة صلی ستة عشرء أو سبعة عشر شهراً إلى بيت ا مقدسء وكان بلي يحب 
أن يصلي إلى البيت الحرام قبلة إبراهيم- عليه السلام- والأنبياء بعده» وكان یقلب 
وجهه في السماء داعياً الله- عز وجل- أن يأمره بالتولي نحو هذا البيت» وقد استجاب 
الله- عز وجل- له فأمره ب والمؤمنين بالتولي شطر المسجد الحرام. ولا كان هذا 
الحدث من أعظم الوقائع في الإسلام بعد مبعثه ياف قذم له- عز وجل- توطئة 
وتمهيدأء وتقريراً له- بعدة مقدمات من أهمها ما يلي : 

أولاً: ذكر طبيعة وحال بني إسرائيل» وما هم عليه من الكفر والتكذيب» 
واشترائهم بآيات الله ثمناً قليلآء ولبس ا حق بالباطل» وکتمان الحق» والشرك 
والظلم» والتمرد والعناد» والتعنت في سؤال أنبيائهم» وتبديل قول الله» واستبدال 
الذي هو أدنى بالذي هو خيرء وتوليهم وإعراضهم بعد أخذ الميثاق عليهم. 
واعتدائهم» وتحريفهم وافترائهم الكذب عل اللہ وزعمهم أنهم لن تمسهم النار إلا 
أياماً معدودة» وقتل بعضهم لبعض» وإخراجهم فريقاً منهم من ديارهم إا 
وعدواناًء وشرائهم الحياة الدنيا بالآخرة» واستكبارهم» وتكذيبهم الرسل والأنبياء 
وقتل فریق منهم» وكفرهم با أنزل الله مصدقاً لما معهم» وقوهم: سمعنا وعصيناء 
وحبهم عبادة العجل» وحرصهم على الحياة» ونقضهم العهود» ونبذهم كتاب الله 
وراء ظهورهم» واتباعهم ما تتلوا الشياطين والسحرة على ملك سليان» وكراهيتهم 
الا عل A‏ بوي نے بد ازیو عن بدن pl‏ 
حسداً من عند أنفسهم» وزعمهم الباطل أنه لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو 





سورة البقرة» الآيتان: 1201 





7] سے 
نصارى» وتكذيب بعضهم لبعض» ومنعهم مساجد الله أن يذكر فيها اسمه» والسعي 
فی خراہہاء ونسبتهم الولد إلى الله- تعالى الله عن ذلك- وعدم رضاهم إلا باتباع متهم 
وقوهم: #كونوا هودًا أو تصدرئ هدوا 2# وشقاقهم وظلمهم» وكتانهم ما عندهم 
من الشهادة في كتبهم من الله- على صدق ما جاء به محمد پا وغير ذلك. 

ثانيا: تحذير المؤمنين من مسلك أهل الكتاب» في كفرهم» وتكذيبهم» وتعنتهم في 
سوال أنبيائهم» والتحذير من طاعتهم» لكراهتهم الخير للمؤمنين. وو إرجاعهم 
بعد إي|نهم كفاراً وحسدهم لهم. 

ثالثا: تقریر النسخ» وأنه- عز وجل - ما ينسخ من آية إلا یأتی بخير منها أو مثلها. 

رابعا: تقرير أن لله عز وجل المشرق والمغرب» وأن العباد أين) تولوا فثم وجه الله. 

خامساً: الثناء على إبراهيم عليه الصلاة والسلام» وتعظيم ملتهء وإعلان إمامته 
للناس» وإتمامه ما ابتلاہ الله به من الکلمات؛ ووفاؤہ وإیجاب اتباع ملته» وتسهيه من 

سادسا: الامتنان على هذه الأمة بجعل البيت ا رام مثابة للناس وأمناء ورفع 
إبراهيم وإساعيل- عليه السلام- لقواعده» وتطهيره للطائفين» والعاكفين والركع 
السجود. وتأكيد عظمته وحرمته» وشرفه وفضله. 

إلى غير ذلك. 

ثم بعد هذه المقدمات أعلمهم- عز وجل- با سيقول السفهاء من الناس من أهل 
الكتاب وغيرهم» لئلا يفاجؤوا في ذلك فيعظم عليهم ذلك» مؤكداً أن لله- عز وجل- 
المشرق والمغرب... إلخ. 

سبب النرول: 

عن ابن عباس- رضي الله عنھم|- قال: «لما صرفت القبلة عن الشام إلى الکعبة 
وصرفت في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من مقدم رسول الله ی آتی رسول الله 
يك رفاعة بن قيس في جماعة ذكرهم» فقالوا له: يا حمدہ ما ولاك عن قبلتك التي كنت 
عليهاء وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه» ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها 


عون الرحمن في تفسیر القرآن, ج۲ 





ح A‏ 
نتبعك ونصدقك. وإنم| يريدون فتنته عن دینه» فأنزل اللہ فيهم: #سَيَفُولُ السُمَھاءُ من 
آلا لاس ما وهم عن قَبَلهمُ الَقَكاأعَليَهَاً € إلى قوله: ل َعَم من يع لرَسُولَ كن يَنْقَلِبُ 

عل عَقَبيْه 2(008, 

وعن البراء بن عازب- رضي الله عنه: «أن النبي ية صلى إلى بيت المقدس ستة عشر 
شهراء أو سبعة عشر شهرأء وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت» فأنزل الله: « مد رى 
َكلت وَجهِكَ ف السا مَك هِبِلَدُ رها 4 وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة 
العصرء وصلى معه قومء فخرج رجل ممن صلى معه» فمر على أهل المسجد» وهم راكعون. 
فقال: أشهد بالله» لقد صليت مع النبي كَليِ- قبل مكة. فداروا کا هم قِبَّل البيت» وكان 
الذي مات على القبلة قَبْل أن تحول قبل البيت رجالا قتلوا لم ندر ما نقول فيهم» فأنزل الله 
عز وجل: # وماکان اله ت الہ لِيضِيعٌ !ملك را لله پالگاس لے وف يحي 00#" . 

وعن علي بن أبي طلحة عن ابن ن عباس رضي الله عنھما: «أن رسول الله يو ما ماجر 
إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس» ففرحت اليهود» فاستقبلها رسول الله علا 
بضعة عشر شھرا وكان رسول الله ية يحب قبلة إبراهيم» فكان يدعو الله» وينظر إلى 
السماء» فأنزل الله عز وجل: ولوا وُجُوهَكُم تَطرَہ ۹ء أي: نحوہہ فارتاب من ذلك 
اليهود» وقالوا: لما وَلَهُمَ عن بهم ایا سیا 4 فأنزل الله: #قل ِنَم لْمَتَرِقٌ 
وَالْمَغْرِبُ دی من يَِكَآهُإِلَ مِرَطٍٍمُسْتَقِيمٍ #). 

وفي رواية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس- رضي الله عنهم|- قال: «فكان 
أول ما نسخ الله- عز وجل- من القرآن القبلة» وذلك أن رسول الله كك ما هاجر إلى 
المدينة» وكان أكثر أهلها اليهودء أمره الله- جل وعز- أن يستقبل بيت المقدس» 
ففرحت اليهود بذلك» فاستقبلها رسول الله ية بضعة عشر شهراًء فكان يدعو الله- 


)۱( أخرجه الطبري ف (جامع البيان» (۹/۲٦٦)ء‏ وابن أ بي حاتم فی (تفسیرہ) )1/¥€ (TEA‏ الأثر (۱۳۲۷) 


والبيهقى في «دلائل النبوة» (۲/ .)۵۷٥‏ 
)٢(‏ أخرجه البخاري فی الإيهان (٤٥)ء‏ وفي الصلاة (۳۹۹)ء وفي التفسير (587 5), وأحمد ٤(‏ / ۲۸۳). 


سورة البقرة: الآيتان: ١”‏ 





- 
جل وعز- وينظر إلى السماءء فأنزل الله جل وعز: ولوا و چوك صَطْرَه ک4 [البقرة: 144]: 
يعني: نحوه» فارتاب من ذلك الیھودہ وقالوا: ما لم عن فک الیکا لها € [البقرة: 
۲. فأنزل الله- جل وعز: #قل ينه لْمَسْرِقٌ وَاَلْمَعْرِبُ 4 [البقرة: »]١47‏ وقال: لفَأَيِتَما 
وا کم وه أل 4 [البقرة: »]٠٠١‏ وقال جل وعز: #وَمَاجَمَلَْا بل لي كت َا ال 
نعم مَن َع ألرَسُولَ یکن ينقَلِبُ عل عَهَبَيَةٌ 4 [البقرة: 147]. قال ابن عباس: ليتميز أهل 
اليقين من أهل الشك والريبة»('. 

قوله تعالى: 8 سَيَعُولُ اکا می الاس ما ولم عن وِبلهِم لكأ لھا ل يد 
امش المرب بجی من اء إل مُسْتَقِيمٍ )). 

قوله: #سيفول أَلسمَهاءُ مِنّ النّاس 4 السين للاستقبال» وتحقيق صدور هذه المقالة 
من هؤلاء السفهاء» واستمرارهم عليهاء وفيه معجزة له يلق وتقوية لقلبه ہا 
والمؤمنين» للاستعداد لتحمل ذلك» ومدافعته والصبر عليه» ىا قال ية لمعاذ حين بعثه 
إلى الیمن: «إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب)"؛ ليستعد لمجادلتهم وحاجتھم. 

والسفهاء: جمع سفيه» والسفه: خفة وطيش» ينشأ عنه سوء تصرف في الأقوال 
والأعمال والأموال. والسفيه: من لا بحسن التصرفء ولا يهتدي إلى طرق الخير 
لقصور في عقله كالمجنون» والصغير» وغير الرشيد. 

والسفه يكون في الدين» ويكون في الولاية» ويكون في المال. 

فالسفه في الدين: بالكفر وارتكاب المعاصيء قال تعالى: ‏ وبرع نوا رم 


م و رض .هه 7 5-6 برک ےب یرہ کے 
إلا من سفه سه [البقرة: ٣٤٣٦]ء‏ وقال تعا ی: # قد 92 الزن لوا أو ددهم سَفَهھا بعر 


لیے 4 [الأنعام: ١٤۱]ء‏ وقال تعالى حكاية عن الجن أنہم قالوا: #وآنه كات يقول سَفمتَاع لالہ 


-)۲٥٢ ء۲٤٥۸‎ /۱( أخرجه الطبري في «جامع البيان» (۲/ ٤٥٤٥ء ٦٢1١ء ۸٥٦)ء وابن أبي حاتم في «تفسيره»‎ )١( 
.)۲٢( الأثران (۱۳۲۹ء ٣٥۱۳))ء والنحاس في «الناسخ والمنسوخ» (۱/ 405-1400)- الأثر‎ 

)٢(‏ أخرجه البخاري في الزكاة (١٤٢۱)ء‏ ومسلم في الإیمان »)١19(‏ وأبوداود في الزكاة (٤۸٥۱)ء‏ والنسائي في الزكاة 
(٥٣٢۲)ء‏ والترمذي في الزكاة (٦٦٦)ء‏ وابن ماجه في الزكاة (۱۷۸۳)» من حديث ابن عباس - رضى الله عنهما. 


یں عون الرحمن في تفسير القرآن, ج۲ 





طا [الجن: 4]. 

والسفه في الولاية: أن يكون الشخص لا بحسن التصرف في الولاية» فتنقل إلى غیرہ 
كما إذا كان لا يعرف الكفء في ولاية النكاح» فتنقل الولاية إلى غيره» ونحو ذلك. 

والسفه في ا ال: أن يكون الشخص لا بحسن التصرف في ا الء ولا يعرف وجوه 
المصالح والمفاسد فيه فهذا يحجر عليه» كما قال تعالى: ## ولا نوْنوا السَمَهاء آمو کم انی جَعَل 
ال کم € [النساء: .]٥‏ 

والمراد بالسفه في قوله تعا ی: #سيفول لسَمَهَآءُ ۹ السفه في الدين وهو أشد أنواع 
السفه. 

والمراد ب«السفهاء من الناس» اليهود» فهم أسفه الناس» قد بلغوا من السفه غایته 
ولهذا قال «السفهاء» بالتعريف» وذلك؛ لانہم كذبوا برسالة النبي َيه وما جاء به من 
الوحي من عند الله- عز وجل- وخالفوه» واعترضوا على حكمه» وتركوا الحق بعدما 
عرفوه» حسداً منهم وبغیأء فجمعوا بین تكذيبه ية وما جاء به من ا حق؛ وتکذیب ما 
اق کر رعل اترا من 000 لاي كبا 400 اتهم 
كنب يروت كما عردو اهم ونيا ْم كمون لح وَهُمْ يعمو © الْحَق من 
ريك فلا تکوئ مِنَالْمْمَكَرسنَ © [البقرة: 147 1417]. 


ے‫ ۔ ير یز سے ے د دش 

وقال تعالى : سے وَلما ىا جاءَھمْ كناب من عند الله مُصیف لما معهم و امن مل 

سے سو سے ص ہ۸ سم ر رص + للم مني ر ص 
بستفتخورے ل الین كرا کا اہ کا عرفا گت را يه فة اش 


الكفرست 3 [البقرة: ۸۹]ء وقال تعالى: لذن ٭اتیتھم التب يع فو بع قود وتە كما یعرفوت أبناءهم 


ہے ے ہر ووم برس 
الین حسرواً انفسہم فهر 


رک ومن 48 [الأنعام: ۰.ء 


ر گر ص ر ع سم 


و(من) في قوله: #مِنَ التاس ٭ بیانیة والمعنى: #سيفول السفهاءٌ مِن لتاس » وهم 
الیھود ومن مالأهم من المنافقين والمشركين- تكذيباً للحق وتشكيكاً للناس فيه. 
والناس: أصله «أناس» كما قال الشاعر: 


سورة اثبقرۃ الآيتان: ١١٤۱ء ٠٤٤‏ 





- 

إنالناايطلى ‏ سح عا ااناس الا ا 

وهو مشتق من النوس» وهو الحركةء أو من الأنس؛ لانہم يأنس بعضهم ببعض» 
أو من الإيناسء وهو الرؤية والمشاهدة؛ لأنهم يرون ويشاهدون» بخلاف الجن فهم 
مستٹروں. 

ما ولم عن قلعم ىوها € ا حملة في محل نصب مقول القول. 

ما4 اسم استفهام» أي: آي شيء صرفھمء لعن لِم 4 بيت المقدسء فا ى اوا 
علي € أي: التي كانوا يستقبلوها- يعني- قبل الأمر بالتحول إلى الكعبة. 

وقبلة كل شيء ما قابل وجهه. والقبلة في الشرع: ما يستقبله الناس في صلاتہم 
کیا قال تعالى لموسى وهارون- عليهها السلام: لاجملا وڪم وه واوا 
وة 4 [يونس: ۸۷]. 

والمعنى: أن ھؤلاء السفهاء سيقولون اعتراضاً على حكم الله وشرعه وتكذيباً له 

وإنكاراً: ما الذي جعلهم یتولون وينصرفون عن قَلَہِمُ ای كوأ ها 4 وهي بيت 

المقدس إلى المسجد الحرام» ولم يقولوا: «عن قبلتنا التي كنا عليها»» بل قالوا: #عن 
لوم الیکا ا ٭ لقصد الإثارة والإلزام للمسلمين» أي: أنه إن كانت القبلة الأولى 
حقا فقد تركوا ا حقء وإن كانت باطلاًء فقد کانوا على باطل» حيث صلوا إليها. 

وقالوا أيضاً: اشتاق محمد إلى بلده ومولده. 

کما قال المنافقون: ما بال محمد مرة يحولنا إلى ههناء ومرة يحولنا إلى ههنا. 

وقال المشركون: قد رجع إلى قبلتكم فيوشك أن يرجع إلى دينكم. 

وني وصف هؤلاء القائلین بالسفهاء تخفيف لوقع هذه المقالة على الرسول ميا 
والمؤمنين» حيث صدرت ممن لا يحسن النظر لنفسه. فلا يلقى ها بال» ولا قيمة لها. 


وفي قوله: من ألنّاس * ما يفيد أن كل من صدرت منه هذه المقالة من اليهود أو 


)١(‏ البيت لذي جرن ا حميري. انظر: «اشتقای أسماء اللہ ا حسنی)؛ ص٢۳۲‏ «لسان العرب»» مادة انوس». 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 


ڪل 


المنافقين أو غيرهم فهو سفيه» وکذا كل من اعترض على حکم الله فهو سفيه. 

لفل اَل آلْمَشْرِفٌ وَاَلْمَعْربُ دی من ياء إل صِرَطٍ مُسْتَقِيمٍ € تولى عز وجل تعليم 
نبيه ية هذا الرد المفحم لهمء أي: قل يا محمد هؤلاء اليهود السفهاء ردا عليهم: يد 
لْمَشْرِقُ واَلْمَخْبُ دی من يَمَآه إل صر مُسَتَقِيمٍ 4. 

وإنها أجيبوا بهذا الجواب المسكت المبكت؛ لأن إنكارهم للقبلة اعتراض على حكم 
الله وعناد وتكذيب» وحسدہ کم قال وَلةِ: «إنهم- يعني اليهود- لا يحسدوننا على شيء. 
كما يحسدونا على يوم ا حمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنهاء وعلى القبلة التي هدانا الله 
ها وضلوا عنھاء وعلى قولنا خلف الإمام آمين». 

وم يكن قوهم: ما لهم عن قب ملاعا 4 لطلب الحق والحكمة في ذلك 
ولو كان هدفهم ذلك لبيّن لهم السبب» بأن الله أمر بذلك» وأن الكعبة قبلة إبراهيم عليه 
وذ فيا ےہ حيس بود 

سمع النبي كَهِ- کیا في حديث قتيلة- مقالة ذلك اليهودي: إنكم تشركون. 

- «ما شاء الله وشئت)ء وتقولون: «والكعبة» فأمر كي أصحابه إذا أرادوا أن يحلفوا 
أن یقولوا: «ورب الكعبة» وأن یقولوا: ما شاء الله ثم شئت»'؛ وذلك لان هذه ا مقالة 
حقء وإن كان اليهودي إنما أراد بہذہ المقالة عیب الإسلام» وتنقص المسلمين. 

وقدُم الخبر في قول نکر الْمَشْرِفُ وَالْمَعْرِبُ € لإفادة الحصرء أي: لله وحده 
المشرق والمغرب» أي: جنس المشرق والمغرب للشمس والقمر وسائر الكواكب. 

والمراد أن له- عز وجل- جميع ا جھات والأرض كلها؛ لان الناس يقسّمون 
الأرض إلى نصفين شرقية وغربية بحسب مطلع الشمس ومغربها. 

وإذا كان عز وجل له - جميع الجهات» وله الأرض كلهاء فله- عز وجل- أن يوجه 

عباده للصلاة لأي جهة أرادہ فالخلق خلقه. والملك ملكه» والأمر أمره» ولهذا قال بعد 





)١(‏ أخرجه أحمد )۱۳٣ ء۱۳٣١ /٦(‏ من حديث عائشة- رضى الله عنها. 
)۲( أخر جه النسائي ف الأیمان والنذور (۳۷۷۳) وأحمد /٦(‏ ۲-۱ ۳۷). وأخرجه أبن سعد والطبراني وابن منلدہ. 
انظر: «تيسير العزيز ا حمید) ص(۱۹۸). 


سورة البقرة: الآيتان: ١١٤۱ء ٠٤٤‏ 





ذلك: دی من ياء إل میم #. 

وهداية الله- عز وجل- تنقسم إلى قسمين: 

هداية الدلالة والإرشاد والبيان» وهذه عامةء فالله- عز وجل- هادہ والرسل 
والدعاة إلى الله هداة مبذا المعنى» کما قال تعالى لرسوله يَكةِ: #وإنك لى إل صمل 
مُستَقيم # [الشووى:57]. 


وهي أيضاً عامة من وجه آخرہ وهو شموها لكل من بلغته الرسالة؛ لأن الله- عز 
وجل- أنزل ف لكب واریٹل الرسل قال تغال: «حكتب رلته ليك لخر 
لاس مِنَّالظلّمي إِلَ )!: لور [إبراهيم: .]١‏ 

والقسم الثاني: هداية التوفيق» وهذه خاصة بالله- عز وجل- كا قال تعالى لرسوله 
: © إت ك لا تہری مَنْ أحبيت وک رال ىناء € [القصص: ۵ 

وا مراد بالهداية في الآية هنا ما يشمل الحدايتين: هداية الدلالة والإرشاد والبیان: ىا 


قال تعالى: إا هَدَيْسَهُ اَلكَیلَ إِمَا شاک وَإِمَا كَعُورًا © [الإنسان: ۴] أي: دللناه 


012 له» وقال تعالی: #وَهَدسَهُالنَجَدينٍ4 [البلد: 1٠١‏ أي: بنا له طريق 
الخير وطريق الشر. 

وهداية التوفيق» کیا قال تعالى: ول ال لهاد الزن اموا إل صل مقر * 
[الحج: .]٥٤‏ 

وحیثم| جاءت المداية مسندة إلى الله فإنہا تشمل القسمين: هداية الدلالة والإرشاد. 
وهداية التوفيق. 


وحيث! أسندت إلى غير الله» فا مراد مها هداية الدلالة والإرشاد فقط. 


من وآ # (من) اسم موصول بمعنى «الذي» في محل نصب مفعول (یہدي)ء أي 
يدل ويوفق الذي يشاءء والمشيئة هي الإرادة الكونية» فم| شاء الله كان وما م يشأ لم يكن 

إل مط مُسَتَقِيمٍ # الصراط: الطريق المسلوك والسبيل الواضح 

و«المستقيم) 2 الأصل: أقرب خط يصل بين نقطتين» أي: العدل الذي لا اعوجاج 


عون الرحمن في تفسیر القرآن» ج٢‏ 


د ١۹۸‏ 
فيه» أي: إلى طريق مسلوك وسبیل واضح: عدلء لا اعوجاج فيه» وهو صراط الله عز 
سو سر وس وہای اطم مسقم © [البقرة: ۱۳٦۲ء‏ 





النور: 45] » وقال تعا ی: #ومن يَتَأيجَعَلْهُ عل صراط تمہ سے [الأنعام: 9*]» وقال تعا ی: 
دی من سام ای اط م مُستَقٍ گ4 [يونس: ٥ء‏ وقال تعالى: ل: ط٤‏ الله لهادا الین امإ إل 
کشر 04ھ .]٤4‏ 


ومعنى الآية: ول رى من يسك صِرْطٍ مسقم # أي: يدل» ويوفق الذي يريد 
من عباده إلى طريق مسلوك» وسبیل واضح. عدل» لا افوا فيه» بهدايته هم» لأعظم 
قبلة» وتوفيقهم لمعرفة الحق» والعمل به» للعلم النافع» والعمل الصالح» وفي هذا تنويه 
بقبلتهم» وإشارة إلى أن الشأن كل الشأن في الإيان بالله- عز وجل- كما قال تعالى: 
ينما ا س ود َس ہ [البقرة: »]١١5‏ وقال تعالى: لس ابر أن 0 1 قل 
لْمَشْرِقٍ والمعرب وَلَكنَارَ مَنْءَامَنَ پا ٭ الآية [البقرة: ۱۷۷]. 

قوله تعالى: # كلك لتك اسه وسطا ووا ہد او عل الما ومكون ا( ول 
لیک ھی ماع تنآ یکت کاک نعل م بيع اشوک کن برب عل عقب 
إن ات لک إل ' ىق و36 أل ہی | ایت a‏ اه لكايس دوي 5 
نِد ). 


قوله: # وكدلك جعلتک A‏ ا ا م الاس ویکوت الرسول لیک 
اليا سن ب قول السفيهاء عن ألا س € الآية» وبين 
قوله: '#وَمَاجَعَلْمَا الْقبَلهَأَلىىَكْنت علا 4 الآية. 


ذكر الله- عز وجل- في الآية السابقة فضل الله- عز وجل- على هذه الأمة في هدايته 
هم إلى صراط مستقيم» ثم أتبعه بذكر فضله- عز وجل- عليهم بجعلهم أمة وسطا. 

والكاف في قوله: # وَكَدَِكَ * للتشبيه بمعنى: (مثل)ء والإشارة إلى ما سبق» وهو 
فضل الله- عز وجل- على هذه الأمة بہدایتھم إلى صراط مستقيم» أي: مثل ما هديناكم 
إلى صراط مستقيم» كذلك #جَعَلْتَكُم امه وَسَطا 4. 


سورة اليقرة» الآيتان: ۲گ 4+ 
5 





و«جعل» بمعنى صر تنصب مفعولين» الأول ضمير المخاطبينء والثاني «أمة 
وسطا). 

والجعل نوعان: كوني» وشرعيء والمراد به هنا ما يشمل النوعين» أي: جعلناكم 
كوناً وقدراًء وشرعاًء بها شرعناه لكم من هذا الشرع المطهر 'آَمَد وَسَطا 4. 

وفأَسَةٌ 4 أي: جماعة وطائفة» کم قال تعالى: ون ينْأَمَةِ حلافانذرٌ 4 [فاطر: 4 ؟]. 


مے 


أي: وما من جماعة وطائفة ©#إِلَّاحَلَافِها تن 4. 

وتطلق الأمة على الزمن والمدة» کا في قوله تعال: ل ری اوكردأ 
تا یننٹکم ولو ارون 4 ليؤسف46]. أى: وادكر نخد مدة. 

وتطلق على الملة» کما قال تعالى عن المشركين: إا وتآ اماتا لع ات © [الزخرف: 
۲۲ ] أي : على ملة وطريقة. 


نيا 4 [النحل: .]17١‏ 

وا مراد بالأمة في الآية ‏ وَكَدَإِكَ جَعَلْتَکم أَمَة وسطا 4: أمة الإجابة. 

#وسَطا *: عدلاً خیاراء قال يَكلِ: «والوّسَط: العدل۷(” ومن هذا قوله تعا ی: 
و هر 4 [القلم: ۲۸] أي: أعدهم زایا قال زهير بن أبي سلمى: 

هُمْ وَسَط يرضى الأنام بحكمهم إذا نزلت إحدى اللیالی بمعضل”") 

أي: جعلناكم عدولا خیاراً بين الأمم» دينكم الإسلامء أكمل الأديان» وكتابكم 
القرآن الكريم» أعظم الكتب» ورسولكم محمد َيه أفضل الرسلء وشريعتكم أيسر 
الشرائع» الحنيفية السمحة ملة أبيكم إبراهيم» وقبلتكم الكعبة المشرفة» قبلة أبيكم 
إبراهيم- عليه السلام- أشرف قبلة» وأعظم بقعةء وأول البيوت» وأعظمها حرمة. 
)١(‏ أخرجه البخاري في الأنبیاء (۳۳۳۹)ء والترمذي في التفسير (۲۹۱۱)ء وابن ماجه في الزهد -)٤۲۸٤(‏ من 


(0) انظر: «البيان والتبيين» (۳/ .)۳۲٣‏ 


عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





3 0ا ا روصل ا لا شريك 


له کا قال تعالى: ول برا لتوب کات الت أن لا شرل بی سیکا وو 3 
لاط يفيت والتاپیے وركم السَجُور 4 [الحج: ٦٢ء‏ وقال تعالى: #وَإِدٌ َم هر 


کوک اع و ا نے ت الس اَل € [البقرة: .]١١۷‏ 

فامتنٌ الله- عز وجل- على هذه الأمة المحمدية بأن جعلهم أمة وسطاء أي: عدولا 
خیاراً بین الأمم في كل شيیءء فلا هم أهل غلو وإفراط كالنصارى» ولا أهل جفاء 
وتفريط كاليهود. الذين حرفوا كتاب الله پا ۰٦‏ 00 بل هم خير الأمم 
وأفضلها وأعدطاء قال تعا ی: ہکم خر رت امون پالمعروفِ 


و سے ص 1 


وتنٹھورے عن المڪ ر ونومون بال ی ۰ 
ودينهم أكمل الأديان لا قبل بعدہ من أحد سواہ قال تعالى: الوم ا كلت کک 
KOE 35‏ عمق و ورت لک سكم د € [المائدة: ۳]» وقال تعا ی: 4 الک 


سر سر مار سير مر مر 


ندال اک [آل عمران: ۱۹]ء وقال تعالى: ٭ ومن يبتع عير آلإسكلم ديا فلن یقبل مه 
ری اگ من اَلْحِِينَ € [آل عمران: ۸۰]. 
كتابهم القرآن الكريم المهيمن على جميع الكتب السماویةء وأكملها وأعظمها 
وأخلدهاء کم قال تعالى: “9 وَأَرَلناإِليْكَ الكتب الح مص قا لما بت يديد مِنّ التپ 
وَمَهَيِنَا عليه 4 [الائدة: 4:]» وقال تعالى: ٭7مافرطتا ف التب من َئْء * [الأنعام: ۳۸]ء وقال 


ا ےل 


تعالى: ٭ لا ن لالد درو إا ديطوت 4 [الحجر: ۹]. 
ورسوطهم محمد ييو خاتم الرسل وأفضلهم وسیدھم کا قال 4: «أنا سيد ولد 
آدم ولا فخر)217. 
وشريعتهم أيسر الشرائع» کا قال تعالى: وما جع ع کن امن حرج 4 [الحج: ۸. 
وقبلتهم أعظم قبلة» البيت ا حرامء قبلة أبيهم إبراهيم- عليه السلام. 


(۱) سبق تخریجه. 


سورة البقرۃة الآيتان: ١٤١۱ء ٠٤٤‏ 





= 
قال ابن القیم''': «وظهرت حكمته في أن اختار هم أفضل قبلة وأشرفها لتتكامل 
جھات الفضل في حقهم بالقبلة والرسول والكتاب والشريعة». 
وقال السعدي: «وفي الآية دليل على أن إجماع هذه الأمة حجة قاطعة وأنهم 
معصومون عن الخطأء لإطلاق قوله ##وسَطا € فلو قدر اتفاقهم على المخطأ لم يكونوا 
وسطاً إلا في بعض الأمور). 
سوا هُہدا عَلَ الاس وَيَكُونَ السو عَم سَهِيدَا 4 كقوله تعالى: ٭ھُو 


هلدا لن الرسوآ ل شھیدا عا کرد 5 اشنا ڪل الاس 7 [الحج: ۷۸]. 

قوله: «إِنَكُووأ کُہَدَا عَلَ أَلنّاس 4 اللام للتعليل» أي: جعلناکم أمة عدولا 
خياراً؛ لأجل أن تكونوا #شْهَدَآءَ عَلَ الاس وکود لرَسُولُ عَلِيَكُم َهِيدَاً 4. 

و«شهداء» جمع «شهيد» أي: تشهدون على الناس بأن الرسل بلغتهم رسالات اللہ 
فمنهم من آمن» ومنهم من کفر وذلك ب| عندكم من العلم اليقيني بذلك با جاءكم في 
كتاب الله تعالى وسنة رسوله ييه ب| يقوم مقام المعاينة والمشاهدة. 

ولهذا لما قصّ رسول الله ية على الناس حديث الإسراء وكذبه مَن كذبه شهد 
أبوبكر - رضى الله عنه- بصدقه» وقال: «صدقناه في خبر السماءء أفلا نصدقه في خبر 
لار 

ونحو من هذاء قال خزيمة بن ثابت رضی الله عنه: ما شهد للنبى كَل أنه اشترى 
الفرس من الأعرابي» فجعل ية شهادته تعدل شهادة رجلين»“. 

وشا ليشهد بعضكم على أعمال بعض» فعن أنس بن مالك- رضى الله عنه - 


.)۳٦٣ /۱( انظر: «بدائع التفسپر؛‎ )١( 

(0) في «تيسير الكريم الرحمن» .)۱٥۹/۱(‏ 

)۳( ذكره السيوطي في (الخصائص الكبرى» (۱/ ۳۸۷-۳۸۳) من حديث انس رضی الله عنه» والبيهقي في الدلائل 
من حدیث عائشة رضی الله عنها. وانظر «تفسير ابن کثیر) /٥(‏ ۱۳ء ۳۸). 

(4) أخرجه النسائي في البیوع (4151) من حديث عمارة بن خزيمة عن عمه- رضي الله عنه. 


عون الرحمن في تفسير القرآن, ج٢‏ 





سے لقن 
قال: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرأء فقال النبي كله (وجبت)ء ثم مروا بأخرى فأثنوا 
عليها شر ا» فقال: (و حبت) فقال عمر بن ا خطاب- رضى اللہ عنه: ما وجبت؟ قال: 
«هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النارء أنتم 
شهداء الله ف الأرض»''. 

وقد استدل ابن القيم بہذہ الآية على وجوب اتباع الصحابة» قال": «ووجه 
الاستدلال بالآية: أنه تعالى أخير أنه جعلهم ف 7 غو هله حققة الوسط فهم 
خير الأمم وأعدھاء في أقوالهم وأعما مم وإراداتهم ونيّاتهم» وہہذا استحقوا أن يكونوا 
شهداء للرسل عل امهم یوم القیامةف والله تعا ی يقبل شهاد تېم عليهم» فهم شهداؤه. 
وهٰذا نوه مهم ورفع ذكرهم» وأثنى عليهم» والشاهد المقبول عند الله الذي يشهد بعلم 
وصدق» فیخبر بالحق مستنداً إلى علمه به» کا قال تعالى: اللا من کہد يِالْحَيّ وهم 
يَعُلَمُونَ # [الزخرف: .)]۸٦‏ 

ر سر تھے یس یی بے سخ ے سر لہ 75 1 + ۰ 

#وَيَكُونَ الرَسُولُ عَلِدكُمْ سَّهِيدَاً 4 معطوف على ما سبق و«ال» في الرسول في هذا 
اللوضع والذي بعده للعهد الذهني» أي: ويكون الرسول المعهود محمد ا 

وفي هذا إشارة إلى أنه لا رسول بعده» أي: رسولكم الذي لا رسول بعده. 

7 ۳× 7> سے اللہ ۶ :5 5 1 1 2 ع 

#عَلَيَكُمَ سَهِيدَا 4 بأنه بلغكم رسالة ربه البلاغ المبين» وشھیدا عليكم بأعمالكم, کا 
قال تعالی: ‏ فَكَِفَ دا ْنَا من كل مم ھی وتاک ل مل ہیا € [الساء: .]4١‏ 

وقال يه نی حجة الوداع: «ألا هل بلّغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشھد ألا هل 
بلٌغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد. ألاهل بلّغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد»(”". 

فأشهد ية ربه- عز وجل - على إقرار أمته له بالبلاغ. 

وعن عبدالله بن مسعود- رضى الله عنه- قال: قال لي رسول الله : «اقرأ علٌ 


)١(‏ أخرجه البخاري في الجنائز (۷٦۱۳)ء‏ ومسلم في الجنائز (444)» والنسائي في الجنائز (۱۹۳۲)ء والترمذي في 
الجنائز (۸٥۱۰)ء‏ وابن ماجه في الجنائز .)١441(‏ 

.)۳٦۹ /۱( انظر: «بدائع التفسیر»‎ )٢١( 

(۳) أخرجه البخاري في ا حج (١٤۱۷)ء‏ ومسلم في القسامة )۱٦۷۹(‏ من حديث أبي بكرة- رضي الله عنه. 


سورة البقرة: الآبتان: ١١٤۱ء ٠٤٤‏ 


= 
ہےم 2 د ع ہ ےج ۶ 
القران» قلت: اقرا عليك وعليك انزل؟ قال: (إنی أحب أن أسمعه من غبری) فقرات 
f‏ 5 ا یر عیب سر وص س اام سے 
عليه سورة النساء» حتی أتيت على قوله تعالى: # كف إِدَا تا من کل أَمَمَ هيد 
وجتتا بك عَلَ ولاه سيدا 4 قال: «حسبك» فنظرت إليه» فإذا عيناه تذرفان۱۷۷). 





وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله یاة: (یدعی نوح يوم 
القیامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب» فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم» فيقال لأمته: هل 
بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير» فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فتشهدون 
أنه قد بلغ ویکوت الَسُولُ عم هيدا 4 فذلك قوله- جل ذكره: « وَكَدَِكَ کہ 
َة وسا إِنَحَكُووأشهَدَآء َل الاس وَيَكْونَ اسول عَلِيَكُمْ سيدأ 4 والوسط: العدل»). 

وني رواية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله 4ي (يجيء النبي ومعه الرجلان: ويجيء 
النبي ومعه الثلاثة» وأكثر من ذلك وأقلء فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم؛ فيدعى 
قومه» فيقال: هل بلغكم؟ فيقولون: لا. فيقال: مَن يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته» فتدعی 
أمة محمد فيقال: هل بلغ هذا؟ فیقولون: نعم. فيقول: وما علمكم بذلك؟ فيقولون: 
أخبرنا نبينا بذلك: أن الرسل قد بلغواء فصدقناه» قال: فذلكم قوله تعالى: ‏ وديك 
جَعَلتكم امه وسا لنَطْوؤثہدَآء عل الس ویکوت الول ڪلم کَہیتا 704 . 

وعن جابر بن عبدالله- رضي الله عنه- عن النبي ئي قال: «أنا وأمتي يوم القيامة 
على كوم مشرفین على الخلائق ما من الناس أحد إلا ود أنه مناء وما من نبي كذبه قومه 
إلا ونحن نشهد أنه قد بلغ رسالة ربه- عز وجل)0). 

کا تشهد الأمة بعضها على بعض؛ فعن أبي الأسود- رضي الله عنه قال: «قدمت 


))7554( أخرجه البخاري في فضائل القرآن (٥٥۰٢)ء ومسلم في صلاة المسافرين (۸۰۰)ء وأبوداود في العلم‎ )١( 
.)5١915( والترمذي في التفسير (٣۳۰۲)ء وابن ماجه نی الزهد‎ 

(۲) أخرجها البخاري في التفسير (۸۷٥٥)ء‏ والترمذي في التفسير (٦٦۲۹)ء‏ وابن أبي حاتم في «تفسیره» -۲٤۹/۱(‏ 
٠‏ الآثران (۱۳۳۲ء )٢۳٣١٣‏ 

(۳) أخرجه ابن ماجه في الزهد .)٦۲۸٤(‏ 

.)۲۷٦ /۱( أخرجه ابن أبي حاتم» وابن مردويه- فیم| ذكر ابن كثير في (تفسیرہ)‎ )٤( 


عون الرحمن في تفسیر القرآنء ج٢‏ 





ج و ری سیون پب. می دے سیب ويم 
جنازة» فأثني على صاحبها خيراًء فقال عمر- رضي الله عنه: وجبت. ثم مر بأخرى؛ 
فأثني على صاحبها خيرا» فقال عمر- رضي الله عنه: وجبت» ثم مر بالثالثة» فأثني على 
ضاخيها د الافقال: وجت: فقال امالا سرد قلت نا وجرے پیا مير الومین ؟ قال: 
سس مہ أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة» فقلنا: وثلاثة. 
قال: وثلاثة. فقلنا: واثنان. قال: واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد»27). 

وعن أبي بكر بن زهير الثقفي عن أبيه أن النبي َة قال: «يوشك أن تعرفوا آهل 
الجنة من أهل النار» قالوا: بم ذاك يا رسول الله؟ قال: «بالثناء الحسن, والثناء السيى» 
أنتم شهداء الله بعضکم على بعض ». 

وعن مصعب بن ثابت عن محمد بن كعب القرظي عن جابر بن عبدالله- رضي الله 
عنه- قال: «شهد رسول الله َو جنازة في بني سلمة» وكنت إلى جانب رسول الله ياف 
فقال بعضهم: والله یا رسول اش لنعم المرء > گان لق كان عفنا سا وكا 
واوا عله را فقال رسول الله گا لبتعضهم: «آنت با تقول؟) فقال الرجل: الله 
أعلم بالسرائر» فأما الذي بدا لنا منه فذاك» فقال رسول الله پا (وجبت). ثم شهد 
جنازة في بني حارثة» وكنت إلى جانب رسول الله ي فقال بعضهم: يا رسول الله 
بئس المرء كان» إن كان لَمَعا غليظأء فأثنوا عليه شرًا. فقال رسول الله كله لبعضهم: 
( انت بالذي : تقول؟) فقال الرجل: الله أعلم بالسرائر فأما الذي بدا لنا منه فذاك فقال 
رسول الله گا: «وجبت». قال مصعب بن ثابت: فقال لنا عند ذلك محمد بن کعب: 


2 شض متاك هد ه گے کے سس رر ہے ہے بے کہ سے مسر لك یہ 
یس ہو ون موتا اکر اید ءَ على التاس 
کے ابول 25 ٤‏ مدا م۳۸۸4), 


.)١٠١ 5 9( والترمذي في الجنائز‎ .)١ 97” 5( أخرجه البخاري في الجنائز (۱۳۸۲)ء والنسائي في الجنائز‎ )١( 

(؟) أخرجه ابن ماجه في الزهد- باب الثناء الحسن .)577١(‏ 

(۳) أخرجه الحاكم (۲/ -)۲٦۸‏ وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه»» وأخرجه ابن مردويه- فيما ذكر ابن كثير في 
(تفسیرہ) (۱/ .)۲۷٦‏ 


سورة الیقرۃ الآيتان: ٤٤‏ 





= 

وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: «أتي النبي بي بجنازة يصلي عليهاء فقال 
الناس: نعم الرجل. فقال النبي 44ة: (وجبت). وأتي بجنازة أخرى» فقال الناس: بئس 
الرجل. فقال النبي كَل «وجبت». قال أبي بن كعب: ما قولك وجبت؟ فقال: «قال الله 
عز وجل: لكو أأسهدَآء عَلَ الئاس 2004 . 

وما جعلتا الْبْلَ ال ك عَلآ ۹ الواو عاطفة» والجملة معطوفة على قوله تعالى: 

#سَيعولُ السَفَهَاءٌ مِنَ لتاس € وما بینھما اعتراض. 

و(ما) نافية» #جَعَلْنَا 4 من الجعل الشرعي» أي: وما شرعنا لك التوجه إلى القبلة 
التي كنت عليها وهي بيت المقدس أول أمرك, ثم صرفناك عنها إلى المسجد ا حرام. 

وني هذا دلالة على أن استقباله بيه بيت المقدس في الصلاة كان بأمر من الله- عز 
وجل- لتأليف اليهود للإسلام لکن لم ينجع ذلك فيهم. 

إلا لتعَلم مَن َم ارول «إلا» أداة حصرء أي: وما جعلنا القبلة التي كنت 
عليها لأي حال من الأحوال» ولأي سبب من الأسباب إلا لعل مَن ينيع الرَسُول . 

واللام في قوله: #لِتََكَم * للتعليل» أي: وما جَعَلتا لبه ألتي كُنتَ ا ٭ إلا 
لأجل أن نعلم مَن يتبع الرسول أي: لهذا السبب وحده. أي: إلا لأجل أن نعلم علم 
ظهور يترتب عليه الجزاء والثواب والعقاب. 

وقیل: إن الفعل «نعلم» ضمن معنی «نميّزا کا في قوله تعالى: ٭ ليور أله ألْحَبِيتَ 
مِنَالطيَبٍ ک4 [الأنفال: ۳۷]. 

من ينيع ارول 4 (من) موصولة؛ أي: إلا لنعلم الذي لیم ارول 4 . 

وأظهر نی مقام الإضمارء وم يقل: (من يتبعك»؛ تعظي] له بي وتأكيداً لوجوب اتباعه. 
أي: إلا لأجل أن نعلم من يتأسى بالرسول ب ويتوجه في الصلاة حيث توجه پا 


ص سج 


#ممّن بقلب عل عقبی # «ممن» مركبة من حرف الجر «من) وامَن) الموصولة. 


.)۱۳۳١( أخرجه ابن ابي حاتم في «تفسيره» (۱/ 144 1)- الأثر‎ )١( 


عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج٢‏ 





E 
أي: من الذي يرجع على عقبيه؛ أي: يرجع عن دینه» شاكًا مرتاباًء مكذباً للرسول کی‎ 
ولا أنزل الله عليه من الوحي؛ في تحويل القبلة» وغير ذلك.‎ 

وني قوله: يكن يَنْقَلِب عَلَ عَهْبَبَهِ # ما فيه من المبالغة في التحذير والتنفیر من 
خالفة الرسول ا وهو أشد وأبلغ مما لو قال: (ممن لم يتبع الرسول)؛ لان المنقلب على عقبيه 
مع عدم اتباعه؛ لم یثبت مكانه» بل نكص على عقبيه» ورجع القهقرى» وسار على غير هدى. 
ومشى على غير بصيرة. وهذا کا قال تعالى في تبكيت وتوبيخ المكذبين المترفين: # قد 
کات ءایدی تل یک فکٹر مل آعقیک کون € [المؤمنون: 11]. 

والمعنى: وما وجهناك أولاً لبيت المقدس» ثم صرفناك إلى الكعبة» لأي سبب من 
الأسباب. إلا لأجل أن يظهر ويتبين ويتميز الذي يتبع الرسول وتاي به» ويتوجه 
حيث توجه إلى أي قبلة» من الذي يشك ويرتاب» ويرجع على عقبيه كافراً مرتدا بأدنى 
شبهة» فهي امتحان من الله عز وجل للعباد. 

والله- عز وجل- يعلم من سيتبع الرسول يياه منذ قدر مقادير الخلق في الأزل. 
قبل خلق السموات والأرض بخمسين آلف سنة*' لکن المراد بالعلم في الآية العلم 
الذي يترتب عليه الثواب والعقاب» فهذا بعد أن يظهر ذلك منهم. 

#وَإِن كانت لَكيِيرَة € الواو: حالية» و«إن» مخففة من الثقيلة» واسمها ضمير الشأن. 
أي: وإنها كانت لكبيرة» والضمير يعود إلى واقعة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة. 

واللام في قوله: لكي 4 للتوکید ا لعظيمة شديدة» كقوله تعالى: ا ن کان 
برَعليِكَإِعَرَاضهمَ € [الأنعام: ]» أي : عظم . 

أي: وإن هذه الواقعة عظيمة شاق أمرها على النفوس» وخاصة لأول وهلة. 
وذلك؛ لاعتيادها التوجه إلى بيت المقدس» ومن طبيعة النفوس إلف ما اعتادت عليه 
واستنكار ما يجد ويحدث حتى تألفه وتعتاده. 


(٢١٦۲)ء‏ والترمذي في القدر .)۲۱٥٢(‏ 


سورة اثبقرة الآبتان: ١٤١۱ء ٠٤٤‏ 





د 

هذا اي لما التتومي» کرت رانس ,يتقهاء:البهود الین اعام الي 
وا حسد عن قبول الحق» واتخذوا من واقعة تحويل القبلة فرصة لإثارة البلبلة وتشكيك 
الناس في دينهم» ونجم نفاق المنافقين وقالوا: ما بال محمد يحولنا مرة إلى ههناء ومرة إلى 
ههناء وعظمت المحنة» حتى ارتد بعض الناس عن دينهم- حصل هذا كله وأعظم 
منه- علا بأنه تقدمت التوطة والتمهيذ لهذا الأمر وذکر ما سيقول:هؤلاء السفهاء. 

لعل أَلدنَهَدَى اة 4 (إلا) أداة حصر. 

أي: إلا على الذين هداهم اللہ أي: وفقهم للانقياد لأمره- عز وجل - وتصديق 
رسوله بف فأمر هذه الواقعة يسير عليهم؛ لقوة يقينهم وإيانهم بالله ورسوله 
وتسليمهم لأمر الله ورسوله؛ کا قال تعالی: اما من اطع اق )ا وَصَدَّقَ انق ) 
نی ره ا [الليل: .۲۷-٥‏ 

فال «أي: وإن كانت هذه الفعلة» وهو صرف التوجه عن بيت المقدس 
إلى الكعبة» أي: وإن كان هذا الأمر عظیاً في النفوس» إلا على الذين هدى الله قلوہم 
وأیقنوا بتصدیق الرسول» وأن كل ما جاء به فهو الحق الذي لا مرية فيه» وأن الله يفعل ما 
یشاء» ويحكم ما يريد» فله أن يكلف عباده بها یشاء» وينسخ ما يشاء» وله الحكمة التامة 
والحجة البالغة في جميع ذلك» بخلاف الذين في قلوبہم مرض» فإنه كلما حدث أمر أحدث 
هم شكّاء کا يحصل للذين آمنوا إيقان وتصديق» کم قال تعالى: #وَإدَاما رت سور مَمتَهُم 
کن مول یکم داد مو يمنا اما لیے َامَنوأ ادم یکنا وهر ترود وم 
ایس ف فلو ب ھم مرش وراد نہ جس لا رج سهۃ © [الترية: ١۱۲٢٤‏ 175]. 


مل 
سے 


5 5 1 1 الم ۔ سس ل 6 7g‏ ےم ےہ س27 2 ا ا ا 
وقال تعالى: قل هو لیت ءامٹوا ماف وشفاء والزيت لا دینوت ف َاذَانهِمَ 


ہج وو س ر وم حح و 5 2 ۴ 2 ے مویہ سس كيو یت م م ع سير 
وقر وهو عَلَيھم ع # [فصلت: »]٤٤‏ وقال تعا ی: # وننزل من القرءانِ ماهو شفاء ورمة 


لا سے سے 
عدوي ہے ہے و ےکک 
لان ولازد الظدامين إلا خسارا 4% [الإسراء: ۸۲]. 


ولهذا كان من ثبت على تصديق الرسول ية واتباعه في ذلك» وتوجه حیث أمره 


.)۲۷۷ /۱( في (تفسبرہ)‎ )١( 


عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج٢‏ 


د ۰۸ 
الله من غير شك ولا ريب» من سادات الصحابة. وقد ذهب بعضهم إلى أن السابقين 
الأولين من المهاجرين والأنصار هم الذين صلوا إلى القبلتين». 

ولهذا فان من كيال طاعة أصحاب رسول الله ية وتسليمهم وسرعة انقيادهم» أنه ما 
جاء أهل مسجد قباء الخبر بتحويل القبلة إلى الكعبة استداروا نحوها وهم في الصلاة. 

عن ابن عمر - رضي الله عنهم|- قال: «بينا الناس يصلون الصبح في مسجد قباء إذ 
جاء رجل» فقال: قد أنزل على النبي ية قرآن» وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوهاء 
فتوجھوا إلى الكعبة)'٠.‏ 

وماکان الله لِيْضِيعَ يماك 4. 

سبب النرول: 

عن عكرمة عن ابن عباس- رضي الله عنھما- قال: «لما وجه رسول الله يكل إلى 
الكعبة قالوا: كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك» وهم يصلون نحو بيت المقدس؟ 
فأنزل الله: اومان الله ضيح إِيمَدَ 0004 

وعن البراء بن عازب- رضي الله عنه- قال: «مات قوم كانوا يصلون نحو بيت 
لمقدس» فقالوا: فكيف بأصحابنا الذین ماتوا وهم يصلون نحو بيت المقدس؟ فأنزل 
الله عز وجل: ماله لِيُضِيع إِيسَتَكُمَ 4 قال: صلاتكم إلى بيت المقدس»". 

قوله: ٭ڑوما کان الله لِيضِيعٌ إِيمَددَ م 4 الواو: عاطفة» واما) نافية» واللام في قوله: 
لِيْضِيعَ # لام الجحود التي تكون بعد کون منفي» كا في قوله تعالى: #إوما کات الہ 

9 


رین شی و € [فاطر: ۰۲٤٤‏ وقولہ تعالی: وماکان لَه لیطلعک عل الغیپ € [آل عمران: ۱۷۹]ء 


ہے 


5 ر سے 7 ہے سر ےک ہہ 
وقوله: 0 وعاکات الله لبعد بهم وا نت فیم € [الأنفال: ۲۳۳]. 





.)491( أخرجه البخاري في التفسير (٤۹٤٤)ء ومسلم في المساجد (٥٥۵)ء والنسائي في الصلاة‎ )١( 

(۲) أخرجه أحمد /١(‏ ۷٣۳)ء‏ وأبوداود في السنة (٤۸۰٦٦)ء‏ والترمذي في التفسير (229474)» والطبري في «جامع 
البيان» (۲/ 01۱. وقال الترمذي: «حديث حسن صحيح). 

(۳) أخرجه البخاري في الإيهان (٤٥)ء‏ وف التفسير (٤۸٥٦)ء‏ وأحمد (٤/۲۸۳)ء‏ والطبري في «جامع البيان» 
(101/۲). 


سورة البقرة» الآيتان: ٦آ ١1"‏ 





1 
والمعنى: أنه لا يمكن أن يضيع الله إيمانكم» فذلك مستحيل ممتنع أشد الامتناع» 


كقوله تعال: « ل القشيَنيتى مال مدق الہ ئلا ا سای ا ابس: ٠٤ا‏ وقول 
E 83‏ ا O‏ ا 1 5 ,. ا ار سس 
تعالى: وما ینبغی لرن أن یلد وَلدا € [مريم: ۹۲]ء وقوله تعالى: # وما یلبغی لم وبا 
ف طت 4 [الشعراء: »]۲١١‏ وتضییع الئىء إهمالهء وتركه يذهب سدى. 

والمراد بقوله: ليمك ۹ أي: إيانكم بالقبلة الأولى بيت المقدس» وصلاتكم 
نحوهاء وأطلق الایمان على الصلاة؛ ا عمود الإسلام. وأعظم أركانه. وأهم 
العبادات بعد الشهادتين. 

والمعنى: أن إیمانکم بالقبلة ااریبت ادس وصلاتكم نحوها لن يضيع أجره 
سدی» بل هو حتسب لكم وتؤجرون عليه؛ لآن الصلاة إلى بيت المقدس صحيحة قبل 
تحويل القبلة إل الكعبة. 


وني هذا احتراز عن الفهم الخطأء کما قال تعالی: لوكلا وعد اله اس © [النساء: 45 


.]٠١ الحديد:‎ 

عن ابن عباس رضي الله عنهما: وما ا اله لِيْضِيعَ يكم 4 بالقبلة الأولى: 
وتصديقكم نبيكم واتباعه إلى القبلة الأخرىء» أي: ليعطينكم أجرهما جميعاً إت آله 
بألكاس لع وف رح ۱(۷۴). 

وی الآية دليل على دخول الاعمال؛ قولية أو فعلية أو قلبية» في مسمى الإيمان- كا 
هو مذهب أهل السنة والجماعة» فالإيهان عندهم قول باللسان واعتقاد بالجنان» وهو 
القلب» وعمل بالأركان. وهي الجوارح. 

كما أن فيها احترازاً من أن یقالء أو يتوهم أن تقدير هذه المحنة بصرف القبلة؛ 
لأجل إضاعة إيم|نهم. 

وفيها وعد لهم بحفظ إيانهم عن الضیاع؛ بل وزيادته وتنميته» کم| قال تعالى: 


.)1175/( الأثر‎ -)۲٥٢ /١( أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسیره»‎ )١( 


عون الرحمن في تفسير القرآنء ج٢‏ 





ا جو7 سر و م ص هوب ا مزمز الل ہے مجه ر عا 
# يثيث آله الت ءامنوأ بالقول آلتابتِ في الْحيَؤةٍ الدیا وف الخ رَة 4 [إبراهيم: ۲۷]» 


وقال تعالى: ٭ ویزبد اله الذي ا هدوا هدی € [مريم: 7]. 


ہل اک الله بلاس لے وک رحیم 7 كقوله تعالى ي سورة ا حح: الله يالاس لر وف 


قوله: #بألكاس» متعلق با بعدہ وقدم عليه للتنبيه إلى عنايته- عز وجل- 
بالناس؛ ليشكروه» مع مراعاة الفواصلء والمراد بالناس عموم بني آدم. 

وف ٭ قرأ أبوعمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وأبوبكر عن عاصم وخلف: 
روف بحذف الواو بعد ا همزة» وقرأ الباقون بواو بعد ا همزة: لع وف 4. 

واللام في قوله: #لرَءُوفٌ # للتوكيد. فأكدت هذه الجملة بمؤكدين «إن» واللام. 

و«رؤوف» على وزن «فعول» أي: ذو الرأفة التامة العظيمة» والرأفة أخص وأشد 
من ال رحمة. وقَدم ارؤوف) على (رحیم)؛ لان ارؤوف) أبلغ» ولمراعاة الفواصل. 

لح 4 على وزن «فعيل» يدل على أنه- عز وجل- ذو الرحمة الواسعة» رحمة ذاتیة 


و سے مہ حرج رح سس oe‏ رع 
ثابتة له- عز وجل- كا قال تعا ی: #وريلك الخی ذو اتمم ٭ [الأنعام: ۱۳۳]ء وقال 


رر لس دو PTY‏ س سے سے سے 

تعا ی: ٭ ورك الْغَقُورٌ دُو أَليَحْمَةَ € [الكهف: ۸٤]ء‏ وقال تعال: #قإن دوك فقل 
ريڪ ذو رم وسعة ولا برَمَا سے عن الْقَو الجر مي )€ [الأنعام: 417 1]. 

ورمة فعلية» يوصلها من شاء من خلقه» ى) قال عز وجل: # یعدب من اء وبحم 
م لی 7 J>‏ 
من دہ مو لن تتلبورے # [ا لعنکبوت: .]۲٢‏ 

رحمة عامة جحمیع الخلق؛ مؤمنھم وكافرهم. ناطقهم وہیمھم ور حمة خاصة 
بالمؤمنين» ىا قال تعالى: #وركان بالْمَؤّمِنِينَ رحيما 4 [الأحزاب: 147]. 

فرحمته- عز وجل- لحميع الخلق ب| فيهم الكفار والبهائم في الدنيا ما يتمتعون به 
من نعم الله من المآكل والمشارب وغير ذلك؛ فهذا من آثار رحمته عز وجل . 

ورحمته لهم في الآخرة العدل في حسام حتى إنه ليقتص للشاة الجلحاء من الشاة 


سورة البقرة الآيتان: ١١٤۱ء ٠٤٤‏ 





ام 
القرناء» كا جاء في الحديث. 
ورحمته الخاصة بالمؤمنين هدايتهم للصراط المستقيم في الدنيا وإلى الجنة في الآخرة» 
فهو - عز وجل- رؤوف رحيم بجميع خلقه- سبحانه وتعا ی. 
عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه: «أن رسول الله َة رأى امرأة من السبي؛ قد 
فرق بينها وبين ولدهاء فجعلت كلما وجدت صبيًا من السبي» أخذته فألصقته 
بصدرهاء وهي تدور على ولدهاء فلا وجدته ضمته إليها وألقمته ثدیہاء فقال رسول 
الله پل «آترون هذه طارحة ولدها نی النار» وهي تقدر على ألا تطرحه؟» قالوا: لاء يا 
رسول الله. قال: (فواش لله أرحم بعباده من هذه بولدها»7". 
الفوائد والأحكام: 
١-علم‏ الله- عز وجل- ب لم يكن وما سيكون؛ لقوله: #سَيَعُولُ السفهاء من الاس 4 
فأخبر- عز وجل- بهذا قبل وقوعه» وتحقق ذلك» ووقع كا أخبر عز وجل وفي 
هذا معجزة للرسول لا ودلالة على صدقه. 
- تسفيه اليهود وذمهم» حيث عرفوا الحق وتركوه» واعترضوا على حكم الله- عز 
وجل - بالأمر بالتوجه إلى الكعبة» والانصراف عن بيت المقدس؛ لقوله تعالى: 
سَيَعُولٌ ألسمَهاء مى لاس ۹ ونی هذا دفاع عن ا حقء وتسلية له ية ولأصحابه 
وتقليل من شأن اليهود» ومقالتهم الباطلة. 
۳- أن من أشد أنواع السفه: السفه في الدين» برد الحق والاعتراض على حكم الله؛ 
لقوله تعالى: #ألسَمَهاء * أي: الذين بلغوا من السفه غايته. 
-٤‏ استغلال اليهود وأهل الريب والنفاق حادثة تحويل القبلة للتشكيك في رسالة النبى 
ا والكيد له ولدعوته. ۱ 
وهكذا دَأبُ أهل الزيغ والنفاق» في كل زمان ومکانء يتتهزون الفرص للكيد 


)١(‏ أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (۲۰۸۲)ء والترمذي في صفة القيامة »)7١17١(‏ من حديث أبي هريرة- 
(۲) أخرجه البخاري في الأدب (25199)) ومسلم في التوبة .)۲۷٥٢(‏ 


سورة البقرة: الآيات: ٦٦۷ - ٦٦١‏ 


]:١١‏ سے 


مم 
صر رر 2 س ےر > 


وقال تعالى عن الكفار: ٭ وَقَال أن حكَفَرُوأ لار اموا انيعو س اتا وَلْسَحِيلُ 
خطین کم # [العنکبوت: ۲. 

مم بے اَتَبَثوا 4 أي: من الأتباع والضعفاء أي: إذ تبرأ المتبوعون من أهل 
الضلال من أتباعهم وتخلوا عنهم وأنكروهم» وتنصلوا من وعدهم لهم بالشفاعة في 





کے سے َ‫ 2 ہے ہم ے EF‏ لام مم ر ماسر و ور ف رس سر لسو 
الآخرة. ىا قال تعالى: 0 وقال لطر“ ما فض الَأمر إرك الله وڪم وعد اق ووعد نہر 
ركو مھ و عد ضرم ہے کے هر 8 مہ پک کت ہے س سے و ب 14 مر 8 ار 2-2 
قاخلفتڪڪم وما کان لی عليکم من سُلطن الا أن دعو َاستجم ٹم لي فلا تلوموض ولوموا 


سم پہھ سے 


ا و ک1 م ۔ کرے ا وء سے ں۱؟ رو کے 3 ثم <.1 
إن الظدلييت لهم عَذَابٌ اليم € [ إبراهيم: .]٢٢‏ 
وقال تعا ی: ‏ ومن اَل یکن يدعو من دون آلو من اجيب لهه إل يوم اة وهم عن 
د ایھر علوت ) وَإِدَا حشر الاس کانوا هم أعداء وكاو أيماد تيم كغرِيںَ 4 [الأحقاف: ٤٦٦]ء‏ وقال تعالى: 
ص س7 ٠‏ مي ۔ ل ےک ره ہوم 4 سی ر سرع و 5 راص ے رصا ر ر ےم 
#واتخذوا من دوب اله ءالهة ليكوو شم عرزا )ا كلا سیکفرونَ بعاد توم 205 علوم 
ضِدَا 7 [مريم: الى .[AY‏ 
5 7 ده ص جح يي 2 و2 رص مر ا ی سر ہے 3 لا ہمہ ےر شا رط ول سرع سا 
وقال تعالى: انما أذ ين دون الہ وتا مود مينك في الحيؤة الذنيا ثم وم 
ليم يَكْفْرٌ يحَصُكمبَعْضٍ وين بعص ڪم بعصا وماوينگم أَلثَّادُوَما سكم ين 
صر * [العنكبوت: .]۲٢‏ 
#ورَأَوأ لداب معطوفة عل: لإ تَبَرَأً ادس اَتبِھُوا »» أو حالیق أى: فی حال 
وراوا ب معطوفة علی: اد نبرا دين انہعوا ۾ او مك ی کے 
رؤيتهم العذاب» وضمير الواو في «رأوا» عائد على الفريقين» ا متبوعین والأتباع. 
أي: وشاهدوا العذاب» وأبصروه بأعینهم» كما قال تعالى: ٭ قال الین حی حلمم لقو 
ہے ےس رک دم کے روس پ٥‏ موم ہو رکم کے ہصرع ہہ > ےکا ر ہے و ک ص سم ہے ھی Tl‏ 
رتا هتولاو انين أغويسا أعوسلهم كما عونا تبرآنا یلک ما کانوا ِیانایمبدوبت ا وقیل أدعوأ شرکاءو۔ 
سے سے یم حر سر و2 ور ف محال ہے کا > 1س > و وموس و 
فد وشو فلوست جيبو طم ورأوا الْعَدَابَ لو أنه کاو دون © [القصص: .]٦٦ ٦٦‏ 
وَتَقطلَعَتَ بهم الكتيَابُ 4 معطوفة على ما قبلھاء أو حال» والضمير المجرور في 
لبهم 4 عائد إلى الفريقين» والباء للملابسة» أو للسببية أو بمعنى (عن). 
والأسباب: جمع سبب» وهو ما يتوصل به إلى غيره» أي: وتقطعت بهم العلائق 
والصلات والمودات التي كانت بينهم في الدنيا لغبر اللہ وا حیل وأسباب الخلاص 


ا 


35 


7 عون الرحمن في تفسير القرآن» ج٢‏ 





التي یؤملونہا. 

كا قال تعالی: وما تریٰ ممک شتعاءق الین دعم اہم یکم شرکوا مد تقطع بتک 
وَضَل عم تم عم ون € [الأنعام: ٤ء‏ وقال تغان: 5 أ ال لوا روجهم وا کا کاو 
0 5 من روان اهدو إل صر لے زیر َو َه ولون ا ما لک لد ناص 9 

بل ہل مُسَسَسْلِمُونَ # [الصافات: ۲۲- .]٥٢‏ 

وقال تعالل: #ويوم يحشرهم جیا م بقول میک أهؤْلت اکر کاو يعيْدُوتَ ل قالوا 
سمَحلنك أنت وسا من دونهم بل کاو عدون لجن أصكارهم بهم وب 'ر٥)‏ الوم لا ملك 
کہ Pa‏ ا تفعا ولا ضر وقول لازن ظاموا دوفو عناب الما الى کت بها كربو © [فاطر: [EY ٠١٣‏ 

قال ا القیم(١):‏ «وذلك لان تلك الغايات لما اضمحلت وبطلت اضمحلت 
أسباءها وبطلت.» فإن الأسباب تبطل ببطلان غایتھاء وتضمحل باضمحلاهاء وكل 
شيء هالك إلا وجهه سبحانه» وکل عمل باطل إلا ما أريد به وجهه. وکل سعي لغيره 
باطل ومضمحل)۲(۸). 

قوله تعالى: ل وال ال ابی لو أك لتا رہ هسرامم گا تبروا ٹا كَدَلِكَ یه 
َلَّهعَمَلَهُمْ حَسََب علوم وَمَاہُم بِحَرِجِينَ یلار )). 

قوله: ٭ وَقَال الین أتََعُوأ 4 أي : قال الأتباع الان 

لو کلت اکر * «لو) هنا لی أي : لبت لٹا كرة: 

اکر الاي ليخ ارج مال الافاض راف 

لمْتَتبَرَاَمِتہُمْ 4 الفاء: للسببية» (ونتبراً): مضارع منصوب ب«أن» مضمرة بعد الفاءء 
كما فی قوله تعالى: فو أن ا كرة كرد رمدي )€ [الشعراء:7١٠]»‏ والمعنى: فنتخل عنهم» 
وعن عبادتہم إذا رجعنا إلى الدنياء ونعبد الله وحده» وهم في هذا کاذبون. 


و 


7 222 فر 


تَمَرَّءُوأْ مِنّا ۹ الكاف للتشبيه» بمعنى «مثل» صفة لمصدر حذوف: أي: تبرق 
مثل تبرئهم مناء أي: مثل ما تبرءوا منا وتخلوا عنا في الآخرة فنجازيهم بمثل صنيعهم. 


(١)انظر:‏ «بدائع التفسیر؛ (۱/ .)۳۷۰٣‏ 
(۲) في (تفسیرہ) (۱/ ۲۹۱). 


سورة البقّرة: الآبات: ١١۷ - ٥٦١‏ 


= ۳ 





وهيهات وأنى لهم الرجوع إلى الدنيا! 

وأيضاً فإنهم لو ردوا لعادوا لما نموا عنه کا قال تعالى: إفقَالوا ینلیلنا نرد ولا تکرب 
یت ريا ون ی وني ا بل بدا کم کا کائوا فون ین قبل ولو رِدوأً لعادوا لما هوأ عنه ول 
لَكَدْبونَ # [الأنعام: ۰۲۷ ۲۸]. 

#كَدَلِكَ بيهم أله أَعَمَالَهُمَْ حَسَرَت عَم 4 الكاف كسابقتها للتشبيه بمعنى «مثل». 
والإشارة ب «ذلك» إلى إراءتہم العذاب وتلك الأهوالء والتقدير: مثل إراءتہم الأهوال 
يرهم الله أعيالهم حسرات عليه . 

#برِيِهِمُ 4 من «أرى يُري»؛ لهذا نصبت ثلاثة مفاعيل» الأول: الضمير «هم», 
والثاني: «أعمالهم»» والثالث: (حسرات)ء وهذا على اعتبار الرؤية علمية» وعلى اعتبار 
الرؤية بصرية وهو أقرب يكون فإحَسَرَتٍ 4 منصوباً على ا حال من أعمالهم. 

و 9حَسَرَتٍ » جمع حسرة» وهي شدة الندم والأسى وا حزنء لما منوا به من حبوط 
أعم الهم والخيبة والخسران» فلا تكاد تتصور مدى ما یعتلج في صدور هؤلاء الأتباع من 
الحسرات والندم والحزن والأسى والآهات على أعمال اجتهدوا فيها تحبط وتبطل 
وتذهب سدی ويعترفون ب| كانوا عليه من الضلال بعد فوات الآوان» ويقولون كما ذكر 
الله تعا ی عنهم: # الہ تاو لن کا لی کل مین إذ ویک بب العَلمينَ 4 [الشعراء: ۹۷ء ۹۸]. 

ويحتمل عود الضمير في قوهم: ريه 4 إلى الفريقين المتبوعين والأتباع 
لاجتماعهم في الكفر والضلال كا قال تعالى: ٭ وَمَدِمَآاكَ ما عملا مِنْ عمل فَجَعَلْكَهُ مب 
نورا € [الفرقان: ۲۳]» وقال تعا ی: ال کفروا برد EA‏ ماد أَسْتَدتٌ يه اليم في 
یور عَاصفِ لَايَقدرونَ ما حكسَبُوأ ڪل سء تلك مر كز يد 4 1 إراب: 1٠۸‏ وقال 
تال « وأ کت کفرواا کراب ية سمه لمکا مسان ما * [النور: ۳۹]. 


ِقَيعَة: 

وقال تعالى: ٭ ولو تر إذ الظللموت موفوفوت سے سر و 
العول يمول الي اس عقو لذن استكيرواً ول مم لکنا مو میت !)َال لذبن استکروا 
ان استضعفوا ئن دنک عن اد بعد إذ نا کش من (2) 57 
تضقو للذ اتبا بل مہر الل والٹھار لِد تامروبتا أن کشر يالله وتجعل له أنداماً 


عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج٢‏ 


د 


ESEN 1.0‏ ص صرح سر رر صخت سس د 1 ص سر سےا <> م > op‏ 
موا ادام لا ا تاب را انكل و وای کر عر و ا 


رچ هو 2 





عملون # [شا: -١‏ ]. 
وهذا بخلاف من كانوا أتباعاً على الحق ومحبتهم في الله وله فإنها تبقى ولا تزول» 
کا قال تعالى: « آلا ومين بَعَضْهُدْلِبَعْضٍ عدولا الَو 4 [الزخرف: .]٦۷‏ 
قال الشاعر: 
سيبقى لكم في مضمر القلب والحشا سريرة حب يوم تبلى السرائر 
وقال الآخر: 
وإذا تقطع حبل الوصل بينهم فللمحبين حبل غير منقطسيع 
وإن تصدع شمل القسوم بیسنھم فللمحبي: شمل غير منصدع() 
وقال الآخر: 
نقل فؤادك حيث شئت من ال هوى 2 مسا ىحب إلا للحبي بالأول 
كم منزل في الأرض يألفه الفتسى وحنينوهدوم الأول منزل 
#وما هم بِحَرِجِینَ من انار 4 یا نهم خالدون فيها؛ لن النار لا تفنى ولا يفنى 
عذابها ولا يموت أهلهاء وني هذا تيئيس لهم من الرجعة إلى الدنیا کا يتمنون. 
الفوائد والأحكام : 
-١‏ عظم خلق السموات والأرض وما في ذلك من الآيات الدالة على عظمة الخالق 
سبحانه ووحدانيته» وکال قدرته وحكمته و رحمته. 
وأن السموات والأرض مخلوقة بعد العدم» وليست بأزلية- كا يزعم الفلاسفة 
القائلون بقدم الأفلاك؛ لقوله تعالى: ل فى حَلْقِ لمات وَالْأَرْضٍ وَأَحْيْكَفٍ ليل 


وَأَلتّهَارِ وَاَلْمَرَكِ الق 56 5 لیر یما یم ألنّاس وما ازل الله مِنَ الما من ما وأ 22 
رص بَعْدَ موا وت فان ڪل داب وتصریف الي يح وَاسَحَابٍ المح ربن الما 


وَلَْضِ ليت لَقَوْمِبَعَقَلُونَ 4. 


.۲۸۰ انظر: «روضة المحبين) ص‎ )١( 


سورة البقرة الآيات: ١١۷-١٠١١‏ 5 
۲- أن فی اختلاف اللیل والنهار وتعاقبھماء واختلاف أحوالم| ظلمة وضياءً وطولاً 
وقضر اء وسكا ومعاشاء وغير ذلك» واختلاف الأحوال فيهما من خر إلى برد 
ومن عز إلى ذل» ومن شدة إلى رخاء ونحو ذلك وعكسه وغير ذلك» فی ذلك كله 
آیات دالة على عظمة الله ووحدانيته وقدرته وحكمته ورحته؛ لقوله تعالى: 

۳- أن في الفلك والسفن التي تجري في البحر بتسخير الله با ينفع الناس» من حملهم 
وحمل أمتعتهم وأقواتهم آيات عظيمة دالة على عظمة الله ووحدانيته وحكمته 
ورحمته وکال قدرته. 
إذ كيف تجري هذه السفن العظيمة على ا ماء وكيف لا تغرق في لجحج البحار؛ 
لقوله تعا ی: فإوَالْمُلك الى يرى فى البحر بِمَايهَمْ الاس 4. 

-٤‏ أن في إنزال ا مطر من السماء وإحیاء الأرض به بعد موتہاء وما بث فيها من كل 
أنواع الدواب آيات عظيمة تدل على عظمة الخالق ووحدانيته وحكمته وسعة 
رحمته» وکال قدرته؛ لقوله تعا ی: #وما اَل ال من الما من ماو فاخا به الْأرصّ بعد 
موتا وب ہن ڪل دا 4. 

-٥‏ أن في تصريف الرياح وتغيير توجهها من جهة إلى أخرى وما يترتب على ذلك من 
منافع أو مضارء وفي تكوين السحاب وتسخيره بين السماء والأرض آيات عظيمة 
تدل على قدرة الله تعالى التامة» ووحدانيته وحكمته ورحمته؛ لقوله تعا ی: 
#وصَرِيبٍ الريك وََلسَّحَابٍ المضر بی ألسماء وَالْأَرَضِ 4. 

-٦‏ إن يتأمل في خلوقات الله كلك الكونية من خلق السموات والأرض واختلاف الليل 
والنهار وغير ذلك من الآيات المذكورة وغيرها ويتفكر فيهاء ويستدل مها على 
عظمة الخالق ووحدانيته» وتمام قدرته وقوته» وکال حکمته» وسعة رحمته ذوو 
العقول؛ لقوله تعالى: #لآبنت لَمَوَوِيَمْقِلُونَ 4 أي: الذين تہدیہم عقوهم إلى التأمل في 
آیات الله والتفكر فيها. 

۷- ا حث والترغيب في التدبر والتفكر في آيات الله كك وخلوقاتہ في هذا الكون 
العظيم؛ لن الله ذكر أن هذا من صفات ذوي العقول. 





_ عون الرحمن في تفسیر القرآن؛ ج٢‏ 

۸- یؤخذ من مفهوم قوله تعالی: ٌف عَلق اَلکََوّتِ وَالْأَرَضٍ وَاحَيكف اليل وَالتَھَار 4 
الآية» التعريض بالذين لا یعقلون ولا يتفكرون في آيات الله ولا ينتفعون اء 
والرد على المشركين والدهريين. 

۹- ذم المشركين باتخاذهم- جهلاً وسفهاً- من دون الله أنداداً يحبونهم كحبهم لله؛ 
لقوله تعالی: # وم الاس من يَنَّخِدٌ من دون الم آندادا بوم کے اللو . 

-٠١‏ أن محبة اللہ تعالى من العبادة» بل حبة الله تعالى وتعظيمه هي أساس العبادق 
فبالمحبة يفعل المأمور» وبالتعظيم يجتنب المحظور؛ وهذا جعل الله ك من أحب 
من دون الله شيئاً ىا يحب الله تعا لی کمن اتخذ من دون الله أنداداً وشركاء. 

اوُنَماَ٤ء محبة المؤمنين لله تعالى أشد من محبة المشر كين للأنداد؛ لقوله تعالى: #وَألَدِينَ‎ -١ 

5 أن في ازدیاد إیمان العبد زيادة محبته لله تعالى» ى) أن في شدة محبته لله تعا ی دلالة على 
قوة إیمانه؛ لقوله تعالى: وين َامَْوَا اش مُا ل 4 . 

-٣۳‏ وجوب تقديم محبة الله كك على جميع المحبوبات؛ لأن الله ذم من أحبوا الأنداد 
كحب الله ووصفهم بالشرك والظلم. 

4- أن من جعل لله ندا في المحبة فهو ظالم؛ لقوله تعالی: وو بری ألَدِبنَ لوا إذْ يرون 
لْعَدَابَ 4 وأظلم الظلم الشرك بالله- تعالى. 

-٥‏ إثبات البعث والجزاء» ورؤية الظالمين للعذاب؛ لقوله تعالى: ٭ولؤ بری الَذِنَ طَلَموا 
د يَرَوَْلْمَدَابَ 4ء وقوله تعالى: #ورأوأ ألعسدّاب ۹ . 


سے سے 
ےھ کر سے 


٦۔‏ أن القوة جميعاً لله 5ٌك؛ لقوله تعالى: #أن الْقوَة یه جميعًا 4# والمخلوق وإن كان له قوة 
فلیست بشيء بالنسبة لقوة الله وك وأيضاً فإن قوة المخلوق إنا هي من الله كك. 

۷- شدة عذاب الله تعالى للمشركين الظالمين ونحوهم؛ لقوله تغالى: 18ا0 أله ويد 
لعَدَابٍ # . 

۸- التحذير من بطش الله وعذابهء لأنه كلك ذو القوة التامة» شديد العذاب. 


4- براءة المتبوعين بالباطل من أتباعهم وتخليهم عنهم في أشد المواقف يوم القيامة؛ 





سورة البقرة الآيات: ٠١۷ - ۱١١‏ 5 
لقوله تعالی: ل تَبرَاً ألَدِنَ أتبعُوأ مِنَ ليت اَتَيَمُوا ۹ء وفي هذا من الألم المعنوي 
لقلوب هؤلاء الأتباع والأسى والحسرة وخيبة الأمل ما لا يتصور. 

الي 
تعالی: طعت بم الَْسَبَابُ 4» کا قال تعالی: ‏ وال ال مروا لے ءامو 
ایوا سی اوخل حَطيكُ وما شم ولیت من ھم ين کیلد تک زت 4 
[العتكبوت: .]١١‏ 

-١‏ بلاغة القرآن الكريم في الإشارة إلى ما عليه هؤلاء الأتباع في ذلك اليوم بعد أن 
تقطعت بهم أسباب النجاة التي یؤملونہا من شدة الحيرة وتيقن ال حلاك وسوء المصير. 

۲- تمني الأتباع على الباطل الرجوع إلى الدنيا؛ ليتبرؤوا من متبوعيهم» كا تبرؤوا 
پر را را سی سے سر چو و دی 
وقَال الین اتبعوا لو أ لاکره فَتَتبرأمِنہُمْ كما تَمرّمُوأ نَا 4. 

-٣۳‏ عقوبة الله تعالى ھؤلاء اموس حسرات عليهم؛ لقوله تعا ی: 
#كَدلِكَ رھم اله أعمكهم حسرتِ عَلِهِمْ 4. 

-٤‏ خلود المشركين فی النار من الأتباع والمتبوعين خلوداً أبديا؛ لقوله تعالى: #وَمَاهُم 





٥‏ - إثبات النار» وأنها مال الکفار؛ لا تفنى ولا يفنى عذاءها ولا أهلها؛ لقوله تعالى: 


َمَاهُم بِحَرِجِينَ مِنَ ألنّارٍ 4. 
۷ 9+ ال طرق ج هلد يد يب أ 56 لك عله 


سپا مرا * [الآية: ۹ء وقال تعا لی في سورة الأحزاب: © لن الله لعن الک 5 رین وعدم 


ربص کے مم ےم 


سعيرا کت خلادنَ فيا آنا ادود ولا وات 4 [الآية: ٦٦ء‏ ٦٦]ء‏ وقال تعالى ٤‏ سورة 


ا حن: ان له لا نارجھٹہ رین فيا ا [الآية: .]٢۳‏ 


فهرس الموضوعات 





1 
فهرس الموضوعات 
د اٹفر 3د › الادات ]۱٦۷-۱[(‏ 
نقفقسير سوره البقرة ) ب رر ںیہں 
22 ۳۴ ۷ 
الممعدمه ع 9 9090صٔ .00 
¢ 
ج7 أ 8 ۷ 
.- 
سم السورة: ہے مو رم هو و ےم و و وو و وو وم موم مومع وو وو موہ وو وم عمج وه و ووو و و وو وو نو و هو و و وج ومو هو و و و و و عو وو رموه هه 
مكان تن لما ۷ 
لی = ل برو وهو وو هو وو ون ووو وه و و وو وو وه ووو وو و ے مس ووو و و وو وو واو ووو و وو و و وو وو ون ووو ووه ووو و و ووه ووه وه ووو مدو ويه 


ه - موضوعاتها: Eee Se‏ سای ive RISO TA CRs‏ 
تفسير قوله تعا ی: تر دك اسیک ل رب فيه مک لفقییں )...€ الآيات EES .]٥-١[‏ 


تفسير قوله تعال: دای كَمَرُوأسََا؟ لھ ءا ,00 ومون ...€ الآيتان [٦ء‏ ۷]. ... ٠٤‏ 


تفسير قوله تعالى: # وَمِ ای يفول ءامنا لَه وَيالیو ار وَمَاهْم يِمُؤْمِنِينَ ...€ الآيات ٠٥ ..... .]]٦-۸[‏ 
تفسبر قوله تعا ی: 'مكَلھْم 7۶ ت٭۶" .. الآيات .]٢٢-۱۷[‏ سس 1 


تفسير قوله تعالى: يكام لياس اڈ ايأر یکم انی خلق کوان من يک . .. الآیات [۲۰-۲۱]. مس Ae‏ 


مر عر سے مرو سر گر کا ص سم ر 


تفسير قوله تعالی: ان الله لا ستحی۔ ا ا ... الآيات ٠ ...]۲۹-۲٢[‏ 
تفسير قوله تعالى: #وَإِدْ قال ریک لِلْمَلتبِكَةَ انی جَاعِلٌ في الْأَرضٍ خَلِيعَةَ ...> الآيات [۳۳-۳۰].... 4 ١1‏ 


3 


سو رر ل مت شی: 0 -۳۹]. س۸٢‏ 
شر وله تغال: مرو نعمت آل أَتَمَعَلیگر...4 الآيات EF ae .]٤٥٤-٤٤[‏ 
تفسبر قوله تعالى: # تامو دالاس ووو شتک ا نتم َو كنب ...4 الآيات ٠١١ . .]٥٤-٤٤[‏ 


تفسير قوله تعالى: :5 يبى اسر 


تفسير قوله تعالی: 9# و اد ءاتیتا موه 


بل اروا نمم ىَألَىَ عست عير ...4 الآيات .]٥٥-٦۷[‏ سفن چیریں ۹۹۷۷ 


سی التب وَالْفركَانَ لعل دود )...4 الآيات .]٥۷-٥٥[‏ ..... ۱۹۲ 


تفسير قوله تعالى: 99ذ قتا ذاو مہ وليه مكو مِنْهَاحَيْتُ شن رَدا. .. الآیات ٥۸1‏ -11[ 95۹ 
تفسبر قوله تعالی: - اموا ماک اذو و فی 9 0 ےہ 


تفسير قوله تعالى: 9# وَإِذ 


قال مُومیٰ لِعَومِوء ان الله امک أن تد جوا بقَرَةٌ ...4 الآيات ۲۳٢ ..... .]۷٢-٦۷[‏ 


عون الرحمن في تفسير القرآن؛ ج٢‏ 





1١| د‎ 


تفسير قوله تعا ی: # # نظمَمُونَ أن زوا نگم . .. الآبات OT .]۸۲-۷٥[‏ 
تفسير قوله تعا لی : وَإِداَخَدتاء ملق بن سر دود إلا الله ...٭٭ الآيات ۳٢ ]۸٦-۸۳[‏ ء۰ .:ئ 
تفسبر قوله تعالى: 9# وقد انتا مُومی التب ّا م 30000000 ....... ۲۸۷ 
تفسير قوله تعالى: # # ولد جَآء ٹم مو 0 ...€ الآیات ness .]۹٦-۹۲[‏ ۴۶۵ 
تفسير قوله تعالی: # فلم ن کات عدوا جربل فاه ر له عل کَليك بدن الو...4 الآيات .]۱١۰-۹۷[‏ .... 817 


و 


تفسير قوله تعالى: “59ل مووي وت شر بوب 
تفسیر قوله تعالى: 20 ار نح اموا لا موا لوا رتا وقولواً أنظر 


تفسير قوله تعا ی: ا دنس من َيَةٍ أو نها َأتِ بر نَا اَزْمِنْلھا ...€ الآيات ٦٣ ....]]۷۸-۱۰١[‏ 


۳٣٣ ...]٠١6 3٠١ 5[ الآيتين‎ ... 


تفسير قوله تعالى: « ود كَدْيرٌ تن آهل آلکتب لو ردوت کم من بد ايميک كُفَارَا ڪا ...4 
الآيتين [۱۱۰-۱۰۹]. ا 4000000001 

تفسير قوله تعا ی: # وَفَالوألن يَدَخْلَ e‏ می کان هوا أو ری ...€ الآيات .]۱۱۳-۱۱١۱[‏ ... ۳۸۲ 

تفسير قوله تعالى: # وَمَنْ أَظْلّمُ ممن مَنَمَ مسجد اق ان ینکر فیا اسم ...) الآيات .]۱۱۷-۱١١[‏ ..... ۳۹۰ 


تفسبر قوله تعالى: ٭وَفَال أَلَّذِينَ 087" دو تَاَتَيتَا دَايَةٌ ...€ الآيات [۱۲۳-۱۱۸]. ... ٠٤٤‏ 


تفسير قوله تعالی: فو از اس َو رید كلانه ...۹ الآیات O .]۱۲ ١-۱۲٤1‏ 
تفسير قوله تعالى: وإ برهم هعم اَلمَواعِ دمن لیت وسیل ...۹ الآيات [۱۲۹-۱۲۷]. ا 
تفسير قوله تعالی: ¥ ومن رع غنول ر ا ملو لل .. الآيات .]۱۳٤-۱۳۰[‏ اي 98 
تفسير قوله تعالى: واوا وا هُودًا أؤتصترئ تدوأ ...4 الآيات [188-15]. 000 
تفسير قوله تعالى: # فل ناجو ہت .. الآيات .]١51-14[‏ ا 


ناء مالاس مَاوَلَسهُم عن قب الى الها ...۹ الآيات ٦٤ ... .]۱٤۳-۱٤۲[‏ 


2 ہے ۔۔ مر 
تفسبر قوله تعالى: # فد ر كك رى ا e‏ سح 000011 
تفسير قوله تعالی: 7 گنا اسلا يڪم رسُولا نڪ م سلوا کم ينا ورکیم ...4 الآيات -۱٥١[‏ 
۷. سام OE‏ 55۳ 


۰ رم سم“ ص١س‏ صر م رط 
تفسير قوله تعا ی: # ٭ ِن الصَهَا والمروة من ساراس ...€ الآية .]۱٥۸[‏ مھ تس 527۳ 


2٦0٠ٗ, یپ‎ 





تفسير قوله تعالی: ۶ إِنَّالَنِينَيَكْْمُونَ مآ رلا می الت وهی مر بد مَابَيَكة...4 الآيات -١59[‏ 
۳. 0 1 1 1 ا 
تفسير قوله تعالى: #إنَّ فى خَلق لى الوت و ارش و افع الكل وار ٭ الآيات ٣۹۸ ...۷ ١715[‏ 


× S| S| | S| S| S| S| S| S| 8| و‎ FRI و | |« إلا |« او‎ 





"8| «| یو‎ 8| S| S| S| او‎ | 98| 9 1 SI S| و‎ S| 9و‎ "9| "| 9 





دار این الجوزي 8428146 


اا 


78603 1 









































9